عناوين وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ لا توجد حدود.
ـ السوريون على الأسيجة.
ـ من مذنب: شعبة الاستخبارات أم قيادة المنطقة الشمالية.
ـ هذه مجرد البداية.
ـ من الشمال جاء الشر.
ـ في شرقي القدس انتهى الحال بشكل مختلف.
ـ أنظروا من يشجب: الأسد ضد "النار على المتظاهرين".
ـ 2 كيلو متر من الموت والدمار.
ـ نتنياهو سيقول للامريكيين: أنظروا حيال من نقف.
صحيفة "معاريف":
ـ على الأسيجة.
ـ هجوم "دوت كوم".
ـ لا توجد حدود.
ـ يد ايران.
ـ 20 طن من القتل.
ـ صدوا على السياج.
ـ البطل من القدس ودعوى الملايين.
صحيفة "هآرتس":
ـ آلاف اللاجئين الفلسطينيين يندفعون نحو اسرائيل من سوريا ولبنان، مقتل 14 شخص على الأقل.
ـ العيون اتجهت نحو الضفة، والجيش الاسرائيلي فوجيء بالمواجهات في الشمال.
ـ نتنياهو: نحن مصممون على حماية سيادتنا.. اسرائيل تأمر بتحويل اموال الضرائب الى السلطة..
ـ في شعبة الاستخبارات اتهوا قيادة المنطقة الشمالية التي لم تأبه بالاخطار.
ـ عشرات الفلسطينيين من سوريا اقتحموا اسرائيل، مقتل اربعة.
ـ مقتل عشرة متظاهرين بنار الجيش الاسرائيلي والجيش اللبناني عند بلدة أفيفيم.
ـ عشرات الجرحى في مظاهرات في غزة وفي الضفة الغربية.
ـ سائق شاحنة عربي عربد في تل ابيب، قتل شخصا واحدا وأصاب 18.
ـ 4.8 مليون لاجيء فلسطيني يتطلعون الى العودة الى ديارهم في اسرائيل.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ المعركة على الأسيجة.
ـ اجتازوا الحدود.
ـ الجيش الاسرائيلي فوجيء.
ـ جيش لبنان حاول المنع.
ـ "مع القتل في العيون".
ـ هنية: لنضع حدا للمشروع الصهيوني.
أخبار وتقارير ومقالات
الجيش الإسرائيلي فوجئ بحادثة الحدود السورية.. والأسد حقق تحويل الأنظار المأمول
المصدر: "هآرتس – آنشيل بيبر"
" قدّرت مصادر في الجيش الإسرائيلي وجود إمكانية لأن يحاول الرئيس
السوري بشار الأسد تحويل الانتباه عن التظاهرات من أجل الديمقراطية وعن
القمع الملطخ بالدم في دولته إلى القطاع الإسرائيلي. بيد أن الاضطرابات في
سورية مستمرة منذ شهرين وساد شعور بأن الأحداث في الدولة الجارة لا تتصل
بإسرائيل، وهذا يخفّض بنحوٍ ما التيقظ على المنطقة الحدودية في هضبة
الجولان.
كل اهتمام الجيش الإسرائيلي كان منصباً في الأيام الأخيرة على الاستعداد
لفعاليات يوم النكبة، بما في ذلك الموارد الاستخبارية وكتائب كثيرة وُجّهت
إلى قطاع الضفة وكذلك كميات كبيرة من وسائل تفريق المتظاهرين.
صحيح أن لدى الجيش الإسرائيلي قوات كبيرة في هضبة الجولان، لكن المنطقة
الحدودية بذاتها الأعداد فيها مقلّصة نسبياً. في الأيام العادية تعمل هناك
قوات قليلة نسبياً وأساس الجهد يُستثمر في وسائط جمع المعلومات الاستخبارية
المنتشرة على خط التلال في هضبة الجولان. ليس واضحاً كم كان يوجد من جنود
في الموقع فوق مجدل شمس، الذي يشرف على تلة الصراخ شمال المدينة، لكن في
العموم الحديث عن قوة صغيرة من الجنود بقيادة رقيب أو آمر فصيل. وهذه القوة
عموماً غير مسلحة بأسلحة غير قاتلة إلا فقط بأسلحة شخصية وذخيرة حية
عادية. ولو كان بيد الجنود وسائل لتفريق التظاهرات، فمن المحتمل انهم كانوا
سينجحون في ردهم إلى الخلف قبل أن ينجحوا في خرق السياج.
حسب التقارير الأولية فإن المتظاهرين الذي خرقوا السياج ليسوا مواطنين
سوريين أو دروز، بل لاجئين فلسطينيين من سكان المخيمات حول دمشق. ومن الصعب
جداً افتراض أنه كان بإمكانهم الوصول إلى السياج الحدودي من دون علم أو
رخصة، بل وحتى تشجيع، السلطة المركزية في العاصمة السورية.
في الوقت الذي تركز فيه الاهتمام في الاسبوع الأخير بشكلٍ اساسي على الضفة
والقدس الشرقية، نجحت أحداث يوم النكبة في مفاجأة الجيش، وربما حتى منح
الأسد ما كان ينشده منذ أسابيع طويلة: أحداث تُبعد الضغط الدولي عنه بسبب
قمع التظاهرات في المدن السورية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السوريون على الأسيجة..
المصدر: "يديعوت أحرونوت – يوسي يهوشع"
" لو كانت فقط ترابط أمس في ضواحي مجدل شمس سرية واحدة، بل ربما
حظيرة؛ لو كان الجنود مسلحين جيدا بوسائل تفريق المظاهرات؛ لو كان الجيش
الاسرائيلي استعد بجدية لخطط نشرت على مدى اسابيع في الشبكة الاجتماعية، أو
على القل لقافلة عشرات الحافلات التي شقت طريقها نحو الحدود. لو أن جزءا
من هذا فقط حصل، لعل كل شيء كان انتهى بشكل مختلف.
ولكن هذا لم يحصل. مرة اخرى أُمسك بنا ونحن غير مستعدين، وهذه المرة أمام
2500 لاجيء فلسطيني من سوريا وصلوا الى الحدود مع اسرائيل في شمال هضبة
الجولان، أسقطوا مئات أمتار السياج وتسللوا الى اسرائيل دون عراقيل. كان
يكفي للمرء أن يرى أمس في مجدل شمس ضباط الاستخبارات الذين تجولوا مطأطئي
الرأس كي يفهم حجم القصور.
هل عرف الجيش الاسرائيلي مسبقا بمسيرة الجماهير المخطط لها وبالنية لاقتحام
الحدود؟ في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" يدعون بأنهم نقلوا هذه
المعلومة قبل الأوان، ولكنه لم يجر استخدامها. بالمقابل، يدعي مسؤولون كبار
في قيادة المنطقة الشمالية بأنه لم تكن هناك معلومات استخبارية عما هو
متوقع حدوثه. أمر واحد مؤكد: القوات لم تكن على الاطلاق جاهزة لمثل هذا
السيناريو.
أمام "تلة الصياح" يوجد مستحكم للجيش الاسرائيلي ونقطة مراقبة نوعية. ومنذ
ساعات الصباح أبلغا بتجمهر في "تلة الصياح" في الجانب السوري وبعشرات
الحافلات في الطرف الآخر تشق طريقها نحو الحدود. في حوالي الساعة الثانية
عشرة تقريبا وصل التقرير الاول عن مسيرة تتجه نحو السياج. ولكن أحدا لم يقف
حيال الجماهير. للجيش الاسرائيلي عدة كتائب في هضبة الجولان توجد في حالة
تأهب. ولم توجه أي قوة الى مجدل شمس. أول من وصل الى النقطة كان قائد لواء
هضبة الجولان، العقيد أشكول شوكرون، وقائد كتيبة 77، المقدم أوفير ليفي.
ولكنهما لم يكونا وحدهما. القوات التي وصلت لاحقا لم تكن مجهزة للتصدي
لاعمال الشغب.
كتيبة 77، التي توجد الآن قيد التدريب في هضبة الجولان، استُدعيت في هذه
المرحلة الى ساحة الحدث، ومنعت المزيد من المتظاهرين من اجتياز الحدود.
"وصلنا الى النقطة ورأينا المئات يجتازون الحدود ويدخلون القرية"، يروي
داييل تاوبر، المقاتل في سرية "ملكية جبل الشيخ" في الكتيبة. "توقفنا في
نقطة محاذية، تلقينا وسائل لتفريق المظاهرات ووصلنا الى السياج. وكان الأمر
ألا نطلق النار لغرض القتل بل فقط لغرض الاصابة". الرائد صلاح، ضابط في
اللواء، وصل مع سيارة محصنة. "المهمة كانت ايضا تفريق المظاهرة دون قتلى.
أطلقنا في الهواء بزاوية 60 وبعد ذلك نحو المحرضين في القسم السفلي من
أجسادهم كي لا نقتل. الحدث كان يمكن ان ينتهي بعشرات القتلى".
أحد القصورات ذات المغزى هو حقيقة ان المتظاهرين نجحوا في أن يتسللوا عبر
حقول الألغام أمام مجدل شمس. يتبين انه في السنوات الاخيرة حذرت محافل
مختلفة من أن حقول الألغام قديمة وليست ناجعة، وأن ثمة حاجة لتجديدها. مصدر
في قيادة المنطقة الشمالية قال أمس بأسى انه عندما يتسلل مئات المتظاهرين
الى مجدل شمس ويجتازون حقول ألغام، لا شيء يحصل، ولكن عندما يتنزه طفل
اسرائيلي في هضبة الجولان ويدخل حقل ألغام، يُصاب بجراح خطيرة ويفقد ساقه.
نقطة النور الوحيدة في الحدث هي أداء القوات في الميدان. قرار قائد اللواء
عدم فتح النار الحية دون تمييز، حتى بثمن دخول 150 شخص الى اراضي اسرائيل،
أدى الى ان ينتهي الحدث باربعة قتلى سوريين وليس بعشرات القتلى".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو: نحن مصممون على حماية سيادتنا..
اسرائيل تأمر بتحويل اموال الضرائب الى السلطة..
المصدر: "هآرتس – من يونتان ليس"
" صرّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس معقبا على احداث يوم
النكبة: "نحن مصممون على حماية حدودنا وسيادتنا". وفي استعراض خاص للصحفيين
شرح قائلا: "وجهت تعليماتي للجيش الاسرائيلي للعمل بضبط اقصى للنفس ولكن
منع اقتحام حدودنا. نحن نأمل بان يعود الهدوء والسكينة سريعا، ولكن حذار ان
يخطىء أحد".
وشدد نتنياهو على أن المتظاهرين يتنكرون لمجرد وجود اسرائيل. "مثلما
يصرحون، فان زعماء المظاهرات العنيفة هذه صراعهم ليس على خطوط 67 بل في
سبيل التشكيك بمجرد وجود دولة اسرائيل الذي يسمونه كارثة يجب اصلاحها. من
المهم أن ننظر بعيون مفتوحة الى الواقع ونعرف مع من نتعاطى ومع ماذا
نتعاطى".
وتطرق وزير (الحرب) ايهود باراك الى الادعاءات بان قصورا استخباريا سمح
بتسلل المتظاهرين السوريين الى اسرائيل. وقال: "نحن فقط في بداية الامر.
يحتمل ان نرى تحديات أكثر تعقيدا في هذا المجال". وبزعمه، لن يكون ممكنا
الاستعداد من ناحية عملياتية، لمنع تسلل المتظاهرين السوريين الى اسرائيل:
"لا يوجد أي احتمال أن يكون ما يكفي من القوات. من يريد أن يرى قوات،
فليشاهد افلاما قديمة من جنوب كوريا. من أجل هذه الكمية من الناس قرب تلة
الصياح هناك حاجة الى 7 الاف شخص. لا يوجد 7 الاف شخص لمعالجة مثل هذا
الامر".
هذا وأعلن وزير المالية يوفال شتاينتس أمس بانه بعد أن تلقى ايضاحات من
رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض قرر استئناف اموال الضرائب الى السلطة
الفلسطينية. ويدور الحديث عن نحو 300 مليون شيكل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يد ايران..
المصدر: "معاريف – ايلي بردنشتاين"
"اليد التي تهز المهد هي يد ايران"، هكذا تحدثت أمس محافل رفيعة
المستوى في الجيش الاسرائيلي بالنسبة لاحداث العنف في يوم النكبة. فمند
نهاية الاسبوع الماضي قدرت محافل في الجيش الاسرائيلي بان لاحداث يوم
النكبة هناك يد منظمة توجد في ايران. وحذر مسؤول كبير في الجيش الاسرائيلي:
"نحن نشخص محاولة منظمة ضد اسرائيل تشمل حماس، حزب الله وايران.
فالايرانيون مشاركون في الاحداث اليوم استنادا الى المعلومات، وليس استنادا
الى التقدير".
اضافة الى ذلك، حذر مسؤولون كبار في الجيش الاسرائيلي أمس من أنه "مع أن
يوم النكبة انتهى ولكن يحتمل جدا الا تكون الاحداث في القطاعات المختلفة
انتهت". في الجيش الاسرائيلي يشخصون انماط عمل مشابهة ومنظمة في القطاعات
المختلفة ويشيرون الى ان ميزة يوم النكبة الحالي هي انه تم احياؤه في عدة
قطاعات: غزة، مصر، الاردن، لبنان وكذا في اوساط عرب اسرائيل.
وقال أمس ضباط كبار أنه في ضوء الاحداث وحقيقة أنه في كل قاطع تكبد
الفلسطينيون خسائر، توجد امكانية في انه رغم أن أحداث يوم النكبة الاولية
انتهت – فان هذه مجرد مقدمة لاحداث اخرى، ليس فقط في ايلول مع الاعلان عن
دولة فلسطينية بل منذ الان.
هذا ونقلت محافل في واشنطن وفي اوروبا أمس رسائل الى نتنياهو للتصرف بضبط
للنفس في التصدي للمتسللين في الحدود السورية – الاسرائيلية في هضبة
الجولان.
وقدرت محافل سياسية أمس بان الهدف الاساسي من النشاط في الحدود السورية
واللبنانية كان "جر عرب المناطق الى الامر ولكنهم لم ينجحوا. "كان يمكن
لهذا أن ينتهي على نحو اسوأ بكثير. يوجد هنا فشل ايراني وسوري كون الطرفين
سيكونان أكثر رضى اذا ما قتل الكثير من الفلسطينيين".
وفي المشاورات التي عقدت أمس في مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية سُمعت
كلمة "محرج" اكثر من مرة. "الاستخبارات الاسرائيلية لم ترفع هذه المرة أيضا
اخطارا. في الاسابيع الاخيرة تحدثنا أساسا عن القنيطرة وكدنا لا نتحدث عن
تلة الصياح، ولم نعزز التواجد هناك. من المحرج ببساطة كيف ان فلسطينيين من
سوريا تسللوا عبر السياج ولم نعرف بذلك بعد اسابيع من الاستعدادات"، قالت
محافل سياسية.
ومن تقديرات محافل التقدير الرسمية يفهم ان الاحداث قد تتكرر بحجم اكبر
بعشرات الاضعاف، اذا ما واصلت الانظمة في المنطقة الاهتزاز. "اذا شعر
اللاجئون في لبنان، سوريا وكذا الاردن بان الحكم في هذه الدول يضعف،
والمصالحة الفلسطينية مع حماس تعطيهم بشكل غير مباشر الشرعية – فانهم
كفيلون بان يرفعوا الرأس، وبتشجيع القوى الاسلامية يحرضون ضد دولة اسرائيل،
بحيث يمكن لاسرائيل أن تجد نفسها في مشكلة كبيرة جدا"، قدرت محافل سياسية.
في وثيقة وزعتها وزارة الخارجية أمس على ممثليات اسرائيل في العالم لغرض
الاعلام، ألقت اسرائيل المسؤولية عن الاحداث على حكم الاسد والجيش السوري.
"كون الجيش السوري معروف كمن يسيطر بشكل وثيق على طول الحدود، من الصعب
التصديق بان مثل هذا الهجوم الجماهيري تم دون اذنه بل وحتى بالتعاون النشط
من جانبه"، جاء في وثيقة وضعها الناطق بلسان الخارجية يغئال بلمور.
ومع ذلك، ومثل الجيش الاسرائيلي، فان مصادر سياسية ايضا لم تكتفي امس
بتوجيه اصبع الاتهام الى سوريا بل ووجهت الاتهام الى ايران. "من غير
المستبعد ان يكون الحديث يدور عن التخطيط، المساعدة والاساس الالهام
الايراني"، قال مصدر سياسي كبير.
وقال الوزير موشيه بوغي يعلون ان "احداث العنف التي وقعت داخل دولة اسرائيل
وعلى طول حدودها تثبت مرة اخرى ان الصراع ليس على حجم دولة اسرائيل او
حدودها بل على مجرد وجودها".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يوجد حل منفصل
المصدر: "هآرتس"
" في ايار 2000، بينما يستعد الجيش الاسرائيلي لبديلين قطبيين في
العلاقة مع الفلسطينيين – تسوية سياسية أم مواجهة عنيفة – فيما ان التاريخ
الموعد المرتقب هو ايلول، انهارت المنطقة الامنية في جنوب لبنان. سلسلة
الاحداث بدأت بمسيرة مدنية، وان كان بتشجيع من حزب الله. جيش جنوب لبنان
انهار، واسرائيل سارعت الى اخلاء جنودها باتجاه الخط الازرق. بعد أربعة
اشهر وفشل مدوٍ في المفاوضات مع الفلسطينيين، اشتعلت المناطق.
ما حصل أمس على أسيجة الحدود، في مجدل شمس في الجولان وفي مارون الراس في
لبنان، لم يكن نسخة دقيقة عن احداث 2000، ولكن الدروس مشابهة. اسرائيل لا
تسيطر على السياقات وتوقيتها. والمشكلة التي لا تحل تواصل الاثقال – وتتفجر
في لحظة أليمة على نحو خاص. المساعي لمعالجة المسألة الفلسطينية على نحو
منفصل عن الحدود الشمالية، تظهر كوهم: لصالحها هي، وليس كحسنة لغيرها،
اسرائيل ملزمة بان تبذل قصارى وسعها، بمعنى أكثر بكثير مما فعلته حتى الان،
لحل هذه العقدة بأسرها.
15 أيار 2011 سيذكر، من هذه الناحية، كتاريخ تمثيلي. التوقع الاساس كان
لمظاهرات شعبية في الضفة وفي القدس، مضاف اليها احداث في حدود غزة مع
اسرائيل ومع مصر. عمليا، العملية الاشد نفذت في تل أبيب، على عد عربي
اسرائيلي، والجبهتان في الشمال اشتعلتا.
في نظرة تكتيكية، سجل خطأ استخباري ما – قيادة المنطقة الشمالية قدرت بان
المظاهرة الاساسية ستجري في منطقة القنيطرة وفوجئت من أن المتظاهرين، أغلب
الظن بتكليف من الحكم في دمشق، اختاروا مجدل شمس. تعليمات فتح النار كانت
لتوجيه النار نحو من يحطمون الاسيجة، في الجولان وفي الجليل. من هذه النار،
وفي لبنان كما علم بنار الجيش المحلي أيضا، كان قتلى. الجنازات، كما يمكن
التخمين، ستواصل اثارة الهياج في الشمال، على الاقل طالما كان بشار الاسد
وحسن نصرالله معنيين بذلك. المتظاهرون الفلسطينيون، اللبنانيون والسوريون
نسقوا رسائلهم بحيث تصل الى آذان براك اوباما وبنيامين نتنياهو في بداية
الاسبوع الشرق اوسطي لواشنطن. من يتخلى عن المبادرة ويتركها للاخرين، من
شأنه أن يستيقظ الى واقع أليم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه مجرد البداية
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ اليكس فيشمان"
" حين وقع الحدث المخجل أمس في هضبة الجولان، كان قادة جهاز الامن
منشغلين باحتفال آخر تماما: الاحتفال على شرف تسلم رئيس المخابرات الجديد.
من لم يكن هناك: رئيس الاركان، المفتش العام للشرطة، رئيسا المخابرات –
المنصرف والوافد، وزير (الحرب)، وزراء، رئيس الوزراء. وقد كانوا على أي حال
واثقين من ان الجيش جاهز، متحفز ومستعد لكل التطورات وان احداث يوم النكبة
باتت محسومة في جيبهم الصغيرة وانه يمكن مواصلة الاعمال كالمعتاد.
لم يتصور أحد تأجيل هذا الاحتفال الى موعد قريب آخر، ليبعده عن يوم النكبة
الذي هو موعد حساس ومؤهل للاضطرابات. يا لها من ثقة. في ليلة مرمرة أيضا
بقي رئيس الاركان لينام في بيته، فيما أن رئيس قسم العمليات، الذي نام في
مقر القيادة العسكرية بمناسبة الحدث، حدد لنفسه لقاءات في السادسة صباحا.
إذ كان واضحا جدا بان السيطرة على السفينة ستكون لعبة أطفال.
المرة تلو الاخرى تتكرر الفجوة الهائلة التي بين اعداد الخطط، تقويمات
الوضع، الاعلان عن التأهب العالي ونثر الوعود للجمهور بان كل شيء تحت
السيطرة – وبين ما يحصل في الواقع. يبدو ان القيادة الامنية تعاني من نوع
ما من التضليل الذاتي حول القدرات المهنية للجيش في المجال الاكثر اشكالية
للتصدي للمدنيين.
خلل عملياتي
من يدعي بان مظاهرة الجماهير الفلسطينية في تلة الصياح كانت بمثابة مفاجأة
للاستخبارات – لا يقول كل الحقيقة. معلومات عن المظاهرات وعن بؤر الاحتكاك
في ارجاء الجولان نقلت الى القوات، وعليه فقد زودت القوات بوسائل لتفريق
المظاهرات. فضلا عن ذلك، ففي ساعات الصباح ظهرت في قاطع مجدل شمس حركة
تسعين باص، والالاف الذين نزلوا منها احتشدوا في نطاق اعد مسبقا في القاطع
في صالح المظاهرة امام السياج. في اثناء تقويم الوضع عرض الجيش على القيادة
السياسية سلسلة نقاط احتكاك محتملة في يوم النكبة. القيادة السياسية، من
جهتها، وجهت الجيش بكلمات واضحة: كل خرق للسيادة هو خطر على الحياة، وعليه
فان كل اقتحام للجدار الحدودي سيستقبل بالنار – بداية بنار انتقائية نحو
الاقدام، واذا لم يجدِ ذلك فتطلق النار لغرض القتل. استخدام تعبير "خطر
الحياة" نبع من الاعتبار بان كل اختراق للجدار الحدودي من شأنه أن ينتهي
بتسلل مواطني دول معادية الى البلدات، الى المستوطنات، الى استحكامات الجيش
وما شابه. وعليه – فتطلق النار. أوامر النار هذه مقبولة، كما يبدو، من
رجال القانون في الجيش.
حيال غزة ولبنان نفذ الجيش تعليمات القيادة السياسية نصا وروحا، وقد نجح
هذا. هذا نجح في غزة، حين حاول الفلسطينيون اقتحام حاجز ايرز، وهذا نجح في
لبنان، حيث شارك ايضا الجيش اللبناني بالنار على المتظاهرين الذين اقتربوا
بشكل مهدد نحو الجدار الحدودي مع اسرائيل. ولكن في تلة الصياح، في هضبة
الجولان، لم ينجح شيء. في اختبار النتيجة: كان هناك قصور. الجيش لم ينفذ
قرارات الحكومة، لم يستعد كما ينبغي، ومن المعقول الافتراض بان الشروحات
للجنود ايضا لم تكن جيدة بما فيه الكفاية. كان هناك جلبة كبيرة بدت للحظة
بان الجيش في هذا القاطع ببساطة اضاع بنطاله. وهذا خلل مهني، عملياتي،
موضوع في ساحة قيادة المنطقة الشمالية. أحد ما هناك يتعين عليه أن يقدم
التفسيرات. الميل عندنا هو دوما أن نلقي بالتهمة على الايرانيين الذين
ينبشون وعلى السوريين الذين غيروا قواعد اللعب دون أن يبلغونا مسبقا – هو
ميل صبياني وليس مهنيا.
إذ لا يدور الحديث عن خلل عملياتي في اشتباك مفاجىء مع مخربين على الحدود.
يدور الحديث هنا عن حدث تم الاستعداد له على مدى أشهر طويلة ويمكن أن تكون
له آثار شديدة على جودة ردع الجيش الاسرائيلي في المستقبل. يحتمل أنه بسبب
هذا الخلل سيتعين، ابتداء من اليوم فلاحقا، التصرف في الحدود مع سوريا بشكل
مغاير تماما. نجاح أمس يمكن أن يخلق محاولات اخرى لمسيرات جماهيرين الى
داخل الاراضي الاسرائيلية، وليس فقط من جهة سوريا. هذا قد يحصل في حزيران –
بالتوازي مع الاسطول الى غزة، وقد يحصل في ايلول – حول الاعلان عن دولة
فلسطينية
ماذا سنوقف في وجههم؟
وفي هذه النقطة توجد لدولة اسرائيل مشكلة منظوماتية. باستثناء الردع، ليس
في أيديها وسائل لمنع اقتحام حدودها من عشرات ومئات الاف الفلسطينيين الذين
ينجحون في تنظيم أنفسهم وتحقيق حلم عودتهم بأقدامهم.
أمس تلقينا تحذيرا: فالفلسطينيون ساروا نحو حدود اسرائيل من ثلاثة اتجاهات:
غزة، لبنان وسوريا. الاردن، مصر والسلطة الفلسطينية ستوقف مسيرات من ثلاثة
اتجاهات محتملة اخرى. ولكن هناك أيضا – ليس هناك ما هو مضمون تماما. كلما
جرى الحديث أكثر عن تسوية سياسية أو عن اقامة دولة فلسطينية، سيصبح حق
العودة علم الكفاح الفلسطيني. هكذا بحيث أن المسيرات والاساطيل لتحقيق حق
العودة ستنال المزيد فالمزيد من الزخم. ما الذي سنوقفه في وجههم؟ قناصة؟
ربما بنادق الوان، مثلما في مرمرة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لن تعودوا
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ ناحوم برنياع"
" يسيرون الآن في مسيرات الى الجدار الحدودي: في مجل شمس ومارون
الراس وايرز وقلندية. يرفعون أعلام فلسطين ويطلبون العودة الى القرى التي
خسرها آباء آبائهم في 1948. قال الساسة إن هذا ما سيكون. ووعدهم الوعاظ
بعون الله. وقدم رعاة اجانب أعلاما وحافلات. خرجوا للمهمة واثقين بأن
المشروع الصهيوني – كما يسميه اسماعيل هنية – حكمه واحد هو أن ينهار. فما
هي إلا دفعة صغيرة حتى تصبح ارض اسرائيل كلها من الاردن الى البحر فلسطين.
عندي أنباء لكم يا أبناء عمومتنا الأعزاء: لن يحدث هذا – في ايامكم. لن
تعودوا الى اسرائيل داخل الخط الاخضر. انقضت 63 سنة منذ تلك الحرب. وآن
أوان الأخذ بأحلام اخرى.
أعلم ان لا أحد من متظاهري يوم النكبة سيقرأ هذه السطور. لكن في غرفة صغيرة
في المقاطعة في رام الله يجلس عدة فلسطينيين نشطاء مخلصين لعملهم ويترجمون
لأبو مازن ووزرائه كل كلمة ذات صلة تنشر في الصحف العبرية وكلامي موجه
اليهم.
أبو مازن هو السياسي الأكثر انسانية والأكثر وداً في الحكومات الثلاث التي
تتولى الامور الآن في ارض اسرائيل. وهو مصغ مثل كل سياسي الى أهواء جمهوره.
تكون الكلمات التي تخرج من فمه احيانا أقوى منه فهو ينساق. وعد شعبه عشية
أحداث النكبة بألا يقوم زعيم فلسطيني يتخلى عن حق العودة. قال: "ليست
العودة شعارا. فلسطين لنا". أما سؤال أين وكيف سيتحقق الحق، هل بتعويض مالي
أو بعودة مادية، هل بدولة فلسطينية تنشأ أم في اسرائيل ايضا، فقد امتنع عن
ايضاحه. كان كل واحد يستطيع أن يسمع في كلامه ما أراد سماعه.
في أحاديث خاصة يقول مسؤولو السلطة الفلسطينية الكبار منذ سنين انهم يعلمون
أن لا سبيل لاعادة العجل الى الوراء. سيُقترح على اللاجئين بناء حياتهم في
مساقط رؤوسهم أو في الدولة الفلسطينية أو الحصول على تعويض مالي.
لكنهم يتحدثون الى شعبهم بلغة اخرى. فهم غير قادرين على تبشير مئات آلاف
الفلسطينيين ممن لا جنسية لهم ويعيشون في مخيمات لاجئين في سوريا ولبنان
ببشرى عدم العودة. بدل ذلك يُنمون عندهم أحلاما باطلة بعودة لن تأتي.
دُفع أبو مازن نفسه قبل بضعة أشهر الى ضيق كبير عندما نشر موقع "ويكيليكس"
كلاما قاله في حديث خاص لدبلوماسي امريكي في عدم جدوى الاصرار على حق
العودة. وقد سارع الى الانكار بطبيعة الامر.
عندما يُسأل ساسة فلسطينيون لماذا يمتنعون عن قول الحقيقة لشعبهم يُجيبون
بأن حق العودة هي ورقة مساومة فهم سيتخلون عنها فقط مقابل تخلٍ مواز من قبل
اسرائيل في شأن شرقي القدس مثلا.
في موقفهم في ظاهر الامر منطق: فالسوق في الشرق الاوسط لا تحترم سوى من
يُصر على المساومة. لكن الأوهام لها قوة خاصة بها. إن الأمل الباطل الذي
يذيعونه في جمهورهم قد يصبح عنفا يسوق المنطقة كلها. انهم يركبون ظهر نمر.
يجب قول الحقيقة في قضية حق العودة لا للفلسطينيين وحدهم بل للاسرائيليين
ايضا. إن رفض العودة الى اسرائيل هي الخط الاحمر الذي لن يجتازه
الاسرائيليون الذين يؤيدون حل الدولتين. في اليمين كثيرون لا يهمهم فهم
يسعون الى انشاء دولة واحدة – دولة تمييز عنصري؛ وفي اليسار ايضا هناك من
لا يهمهم: فهناك ايضا يوجد من يسعون الى انشاء دولة واحدة هي دولة النكبة.
من أراد أن يحيا في دولة اسرائيل السيادية والصهيونية والديمقراطية فلا
مناص له سوى أن يكرر القول لأبناء عمومتنا: مع كل الاحترام، ما كان كان ولن
يعود أبدا. قُضي علينا بأن نتقاسم: فنحن سنعيد مستوطنينا الينا وأنتم
ستستوعبون لاجئيكم عندكم. ولن تعودوا الى اسرائيل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في "أمان" اتهموا قيادة الشمال بأنها لم تنظر في التحذير
المصدر: "هآرتس ـ آفي يسسخروف وعاموس هرئيل"
" كررت أجيال من القادة في الجيش الاسرائيلي تلاوة شعار "السوريون
على الجدران" على جنودهم. وهي بقية المفاجأة الفظيعة لحرب يوم الغفران،
وترمي الجملة الى بيان الحاجة الى الحفاظ على تنبه دائم ومستوى عال من
الاستعداد لحال سيناريو آخر غير متوقع.
السوريون الذين فاجأوا الجيش الاسرائيلي أمس على الجدار الحدودي لم يكونوا
بطبيعة الأمر هم السوريين الذين يستعد لهم منذ 1973، بل متظاهرين فلسطينيين
من سكان مخيمات اللاجئين في الدولة. لكنهم اعترفوا في الجيش أمس أن
معلومات استخبارية مسبقة أشمل واستعدادا أكثر تركيزا في قيادة الشمال كان
يمكن أن يمنعا دخول المتظاهرين قرب مجدل شمس.
حصر الجيش الاسرائيلي استعداداته وجهوده في قيادة المركز، وكانت النتيجة
هناك بفضل الاستمرار في التنسيق الأمني مع اجهزة السلطة الفلسطينية، معقولة
نسبيا. فقد منع الفلسطينيون احتكاكا في جزء كبير من المراكز الممكنة،
وبحسب التوقعات تم الحفاظ على ما يكفي من السيطرة على الوضع لمنع اشتعال
واسع.
أما المسيرات نحو الحدود فهي قصة اخرى: إن سيناريو كهذا يُذكر حقا منذ سنة
2000، بين الانسحاب من جنوب لبنان ونشوب الانتفاضة الثانية. لكن مع عدم
تنسيق مشترك مع نظم الحكم في الطرف الثاني فان امكانية أن تسيطر اسرائيل
على الوضع قليلة – لان الجنود يلقون التهديد على الجدار حقا.
حدث أمس تبادل اتهامات شديد بين شعبة الاستخبارات في هيئة القيادة العامة
وبين قيادة الشمال وفيلق الجولان (الفرقة 36 خاصة). فبحسب رواية "أمان"
نُقل تحذير شامل الى جميع القيادات قبل بضعة ايام في شأن نية قيادة مظاهرات
كبيرة نحو الجدران في عدد من الحدود. وقد جرى تحديد الانذار أمس صباحا بل
أغرقت العناصر الاستخبارية الشوارع المفضية الى منطقة المظاهرة في الجولان
ولاحظت قوافل عددها نحو من تسعين حافلة حملت عددا كبيرا من المتظاهرين الى
المكان. بحسب هذه الرواية، برغم أنه كانت قرب المكان كتيبتان مستعدتان من
الجيش الاسرائيلي، لم تُعط القوات أمرا بالتقدم في الموعد نحو النقطة، حدث
ذلك بخلاف سلوك فيلق الجليل على حدود لبنان حيث كان استعداد أكثر تيقظا.
زعموا في قيادة الشمال في مقابل ذلك ان التحذيرات كانت عامة فقط، وانه لم
يكن ما يكفي من المعلومات الاستخبارية التي تُمكّن من تثبيط الدخول.
لكن برغم الحيرة التي تثيرها صورة المتظاهرين الذين اجتازوا الحدود (وهي
بيقين أمر يقتضي تحقيقا عميقا)، يجب أن نقول ان من الجيد ان التزم الجنود
ضبطا نسبيا للنفس ولم يستمروا في اطلاق النار. كان قتل أكبر سيصعد الوضع.
يزعمون في لبنان ان جنود الجيش الاسرائيلي أطلقوا النار الحية على
المتظاهرين لكن بحسب تحقيق أولي للجيش الاسرائيلي، كان المتظاهرون الذين
أُصيبوا هناك قد أطلق جيش لبنان عليهم النار.
مفهوم ان الحوادث أمس لم تكن عفوية. فلحماس وحزب الله ولنظام الرئيس الاسد
أكثر منهم جميعا مصلحة واضحة في صرف الانتباه الدولي الآن الى قتل اسرائيل
للمواطنين العرب. نجحت سوريا أمس في الاحتيال على اسرائيل بأن وجهتها
بالضبط الى الزاوية التي لا تريد ان تُدفع اليها. ومن المثير أن نعلم هل
ستُسجل الصحافة الاجنبية أمامها أن عدد القتلى باطلاق الجيش الاسرائيلي
النار أمس لا يزيد على يوم عمل عادي لقوات الاسد في درعا في الاسابيع
الاخيرة.
كانت أحداث أمس أكثر من كل شيء عودة أساسية الى ايلول القريب. يبدو ان
الامور ستبدو على هذه الحال اذا نشأت آنذاك ازمة شديدة حول الخطة
الفلسطينية لاعلان الاستقلال من جانب واحد. سيكون هذا مثل عشرة أضعاف ما
حدث مع القافلة البحرية التركية الى غزة: ستكون مسيرات كثيرة ومظاهرات
احتجاج شعبية في مناطق مختلفة على التوازي تحاول ان تُدخل الجنود في ورطة
وتُحدث صور مذبحة جماعية. لا يوشك ان يكون ذلك سهلا وبقي للجيش الاسرائيلي
أقل من اربعة اشهر للاستعداد.
كاد يوم النكبة أمس يبدو مثل بث مكرر ليوم النكبة في سنة 2000 الذي سبق
نشوب الانتفاضة الثانية. بخلاف المواجهات قبل 11 سنة امتنع المتظاهرون هذه
المرة عن استعمال السلاح الحي: وأكد مسؤولون فلسطينيون كبار أكثر من مرة
انه اذا نشبت انتفاضة ثالثة ايضا فان القصد الى الحفاظ على نضال شعبي يشتمل
في الأكثر على رمي الحجارة. لكن يبدو انه بقي للجيش عمل كثير أو من جهة
مستوى الاستعداد على الأقل.
ارتدت مراسم يوم النكبة في رام الله أمس لباس مهرجان أكثر من ان تكون احتجاجا عنيفا متطرفا.
جاء الى ميدان المنارة نحو من 15 ألف فلسطيني أرادوا من جملة ما أرادوا أن
يشهدوا عرض مطرب عربي شهير. وبعد الظهر بدأت في قرية الرام المجاورة دورة
كرة قدم دولية بمشاركة منتخبات من الخارج احتفاءا بالمناسبة.
جاء الى مراسم وضع اكليل الزهور على قبر ياسر عرفات اثنان من رؤساء التنظيم
– فتح كانا من قادة الانتفاضة الاولى والثانية هما: قدورة فارس الذي كان
من قادة المظاهرات العنيفة في أيار 2000 وحسام خضر من مخيم اللاجئين بلاطة
الذي عُد واحدا من أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى. وكلاهما صديق جيد لمروان
البرغوثي زعيم منظمة التنظيم السابق الذي يقضي عقوبة السجن في اسرائيل.
زعم فارس ان الوضع اليوم يختلف تماما عما كان في سنة 2000 وهو لا يرى
بالضرورة امكانية ان تنشب انتفاضة ثالثة. أكد في حديث مع صحيفة "هآرتس" أن
الفلسطينيين اخطأوا آنذاك عندما اتجهوا الى استعمال السلاح بدل حصر العناية
في نضال من نوع آخر "سياسي مثلا"، قال. وكان خضر متشككا في التوقيت وأوضح
انه غير مقتنع بأن تنشب مواجهة مع اسرائيل في ايلول خاصة. وقد ذكر مع ذلك
ان "الانتفاضة أصبحت على الباب. وعندما تنشب ستكون أعنف من كل ما عرفتم حتى
اليوم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جوكران سياسيان
المصدر: "هآرتس ـ الوف بن"
الرجل الذي يعود دوما في استقبال للجنود المتميزين في مقر الرئيس،
في يوم الاستقلال، طُلب الى رئيس الدولة، رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس
الاركان، أن يختاروا لأنفسهم أغنية وأن يغنوها بالبث الحي مع المغنين
الذين شاركوا في الحدث. فاختار اهود باراك "ها أنا هنا"، لحاييم حيفر ودوبي
زلتسر، المعروف بأداء يهورام غئون. "أنا أعود من بلاد غير مزروعة، أعود من
ألف صورة"، غنى باراك مع هرئيل سكعت، "أنا الرجل الذي أعود دوما، دوما
أعود".
لمن قرأ المقابلة التي منحها وزير الدفاع لغيدي فايتس في ملحق "هآرتس"
الاسبوع الماضي، ما كان ينبغي أن يكون شك: مثل بطل أغنية حيفر وزلتسر،
باراك هو ايضا ينشغل بعودته الكبرى. ومع أنه لم يعبر عن تطلعاته في
المقابلة، واضح أن باراك يخطط لعودته الى رئاسة الوزراء ويؤمن بأن لديه
احتمال جيد بأن يرث بنيامين نتنياهو. في هذه الاثناء يُعد باراك البنية
التحتية. ها هي ثلاثة نماذج كلها من الاسبوع الاخير. المقابلة الموسعة
لغيدي فايتس، والتي تعمق فيها باراك مع الحجج حول كراهية الجمهور له وحول
الغنى والشقة في أبراج اكيروف. خطابه في منتهى يوم الاستقلال، في الحفل
السنوي لوزارة الدفاع، والذي دعا فيه نتنياهو الى عرض خطة سياسية تتضمن
انسحابا من معظم الضفة الغربية، وأعد لنفسه عذرا للهرب من الحكومة. المؤتمر
التأسيسي الذي عُقد أمس للحزب الوهمي "الاستقلال"، والذي يعد باراك
بالتنافس من خلاله في الانتخابات القادمة.
في هذه النقطة يثور السؤال: اهود باراك؟ عودة؟ الرجل الذي لا يطاق، الذي
يحصل على صفر في الاستطلاعات ويتورط دوما مع من يحيط به؟ الرجل الذي تسلم
كل منصب بصفته وعدا كبيرا وأنهاه بخيبة أمل مؤسفة؟ الشريك الهزيل لنتنياهو،
الذي يُكثر من الحديث معه ويتجاهل توصياته؟ نعم، باراك إياه. إذ فقط باراك
يعرض بديلا عن سياسة ولا شبر لليكود ولافيغدور ليبرمان، عرضا مسنودا
بالتجربة، بالحضور وباستعراض مقنع للواقع الاستراتيجي. اذا ما حل التسونامي
السياسي الذي يحذر باراك منه، فتُنبذ اسرائيل وتُعزل في العالم بسبب رفضها
الخروج من المناطق واقامة فلسطين فيها، فان الجمهور سيبحث عن بديل عن
سياسة متسادا وبيتار لحكومة اليمين. وبالسلوك السليم، سيكون باراك هناك
لقطف الحكم.
ليس له حزب وليس له مؤيدون، سيقول المشككون. هذا صحيح، ولكنه ليس مهما.
الزعماء التاريخيون الذين يُبدي باراك اعجابه بهم – ونستون تشرتشل، شارل
ديغول، موشيه ديان – دُعوا الى انقاذ الوطن في اوقات الازمة بسبب شخصيتهم
وتجربتهم، وليس بفضل المنتسبين والخلطات السياسية. ثلاثتهم تنقلوا بين
الاحزاب حسب اضطرارات اللحظة، وتجاهلوا البرنامج السياسي والمؤسسات. ويمكن
أن يضاف الى هذه القائمة ايضا اريئيل شارون. عندما دُعوا الى خدمة العلم،
الساحة السياسية تدبرت أمرها وفقا لذلك، والرأي العام ارتفع في لحظة من
النفور الى الاعجاب. هذا يمكن ان يحصل ايضا لاهود باراك، واضح أن هذا هو
نموذجه.
كي يُنتخب الى رئاسة الوزراء عن اليسار، ينبغي ان يدمج بين الاعتدال
السياسي، على الأقل في الاقوال، مع نزعة قوة أمنية ومرغوب فيها ايضا مع
رتبة الجنرال. لا توجد صيغة اخرى. يكفي رؤية هتاف الفرح في اليسار مع عودة
عمرام متسناع، اللواء في الاحتياط لطيف الحديث، الى السباق على قيادة حزب
العمل. مع كل الاحترام للترهات الاشتراكية – الديمقراطية، فهي لا تعني أحد.
في العمل يريدون قائدا في المقدمة، وليس عاملا اجتماعيا. وحتى الولاية
المحرجة لعمير بيرتس كوزير للدفاع في حرب لبنان الثانية تساعده الآن في
حملته. متسناع وبيرتس يتصدران السباق، فيما أن المرشحين الـ "مدنيين"
تبخروا.
عودة متسناع وبيرتس الى التنافس تثبت مرة اخرى ان في السياسة الاسرائيلية
توجد دوما فرصة ثانية وثالثة ورابعة. اخفاقات الماضي تعتبر رسوم تعليم
لزعيم المستقبل. ومع كل الاحترام لمتسناع، فان باراك يعرض سجلا أمنيا،
سياسيا وجماهيريا أكثر اثارة للانطباع بكثير. فباراك نجح ايضا في أن يفر من
مؤسسات العمل وأن يقيم حزبا خاصا مع لجنة تنظيمية، مثلما في أحلام متسناع.
والآن مطلوب فقط الازمة الوطنية التي تعيده الى القيادة. إذ في لحظة
الحقيقة سينسوا له الشقة في اكيروف – مثلما غفروا لديان سرقة الآثار
والخيانات الزوجية عندما احتاجوا الى خدماته عشية حرب الايام الستة، ولم
يتذكروها إلا مع تحطمه في حرب يوم الغفران.
التحرير في الناصرة
في السوق السياسية الاسرائيلية توجد مقدرات غير مستغلة: المقترعين
العرب. اذا ما خرجوا بجموعهم للتصويت في الانتخابات القادمة، فسيكون
بوسعهم إحداث تحول غير مسبوق في تركيبة الكنيست. كتلة عربية من 16 – 17
مقعد ستغير موازين القوى بين اليسار واليمين، وتعيد رسم الكتل السياسية من
جديد. الساحة ستقف أمام معضلة: هل ستتحد الاحزاب الصهيونية وتتمترس خلف
برنامج سياسي ليبرماني، لصد "الخطر العربي" – أم ستُشرك كتلة اليسار الكتل
العربية في الحكم فتقترب اسرائيل من "دولة كل مواطنيها"؟.
في الانتخابات الاخيرة للكنيست، في آذار 2009، شارك فقط 53.6 في المائة من
اصحاب حق الاقتراع في البلدات العربية. معدل التصويت العام كان 64.7 في
المائة (المعطيات من تقرير المعهد الاسرائيلي للديمقراطية، باعداد آشر
اريان وميخال شمير). معدل التصويت العربي يوجد في انخفاض مستمر في العقد
الاخير، كتعبير عن خيبة الامل من الساحة السياسية ومن الدولة.
ولكن التصويت الهزيل للكنيست لا يدل بالضرورة على عدم اكتراث سياسي من جانب
الجالية العربية في اسرائيل. في الانتخابات للسلطات المحلية، والتي جرت
قبل أربعة اشهر من الانتخابات القطرية، سجلت مشاركة أكثر يقظة بكثير في تلك
البلدات نفسها. وها هي بعض النماذج. في الناصرة صوت 34 الف نسمة للبلدية
فيما صوت 22 الف فقط للكنيست. في أم الفحم صوت 20 ألف للبلدية و 14 ألف
للكنيست. في رهط صوت 18 الف للبلدية وفقط 7.800 جاءوا للتصويت للكنيست.
الاستنتاج واضح: المواطنين العرب يعرفون جيدا أين صناديق الاقتراع. وهم فقط
يمتنعون عن المشاركة في اللعبة السياسية القطرية (في البلدات اليهودية
الصورة معاكسة. المشاركة في الانتخابات البلدية أدنى بكثير منها في
الانتخابات للكنيست).
بالمقارنة مع الماضي، في الانتخابات القريبة سيسهل تجنيد المقترعين العرب
حول برنامج سياسي مشترك، حتى لو استمر الانقسام الى عدة أحزاب. تعزز
افيغدور ليبرمان وموجة التشريع المناهضة للعرب في الكنيست الحالية يمكن أن
تشكل عنصرا موحدا: العرب يكافحون في سبيل حقوقهم المدنية، التي تسعى حكومة
اليمين الى سحقها. كما أن المحيط الخارجي يعمل في صالح المشاركة والانخراط:
الثورات الشعبية في الدول العربية واتفاق المصالحة الفلسطيني يمكنها ان
تشكل نماذج أيضا للجالية العربية في اسرائيل. التصويت الجماعي للانتخابات
في الكنيست سيكون ميدان التحرير بالنسبة اليهم.
لدى العرب توجد هجرة مضادة من البلاد أقل بكثير بالقياس الى الوسط اليهودي،
او سفريات طويلة الى خارج البلاد، والطاقة الكامنة للمقترعين عمليا تقترب
جدا من عدد أصحاب حق الاقتراع. هذا يتضح بجلاء من الانتخابات للبلديات
وللمجالس المحلية العربية، والتي يصل معدل التصويت فيها الى 80 – 90 في
المائة. لو شارك في الانتخابات الاخيرة 150 الف ناخب عربي آخر، لكان بوسعهم
أن يحصلوا على خمسة مقاعد اخرى في الكنيست. حداش (الجبهة الديمقراطية
للسلام والمساواة) حظيت بـ 500 صوت فقط في تل أبيب. حملة ناجحة يمكنها أن
تجلب لها بضعة الاف آخرين من المصوتين من اليسار اليهودي، ولا سيما اذا ما
اختفت ميرتس.
التصويت العربي حرج لكتلة اليسار، فهو سيؤدي بقدر كبير الى صعوده أو
انهياره. في انتخابات 1992 انتخبت أغلبية صغيرة من المقترعين العرب الاحزاب
"غير العربية". وكانت هذه هي المرة الاولى التي خلق فيها العمل، ميرتس
والاحزاب العربية كتلة مانعة من 61 نائبا. اسحق رابين صعد الى الحكم ووقع
على اتفاقات اوسلو. ولكن في الانتخابات التالية، في 1996، والتي جرت في ظل
انهيار المسيرة السياسية وموجة عمليات شديدة في اسرائيل، سجل تحول. ثلثا
المقترعين العرب انتخبوا الاحزاب العربية.
هذا الميل تعزز منذ ذلك الحين. في الانتخابات الاخيرة، 82 في المائة من
الاصوات في البلدات العربية توجهت الى الاحزاب العربية – القائمة العربية
الموحدة – حركة التغيير الوطنية، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
والتجمع الوطني الديمقراطي. الاحزاب الصهيونية نالت الدعم فقط في البلدات
الدرزية او في القرى البدوية في الشمال، الاماكن التي يخدم فيها الرجال في
الجيش الاسرائيلي. تجمع التأييد للاحزاب العربية أجدى لها ورغم الانخفاض في
معدل التصويت، زادت من قوتها في الكنيست الحالية من 10 الى 11 مقعدا. هذا
كان رد الفعل لصعود ليبرمان.
في مثل هذه الظروف كتلة اليسار لا يمكنها أن تعود الى الحكم دون أن تساوم:
ان تتخلى عن برنامجها السياسي وان تشرك في الائتلاف احزابا يمينية تحبط
المسيرة السياسية مع الفلسطينيين – او ان تتنازل عن التركيبة العرقية
للكتلة وتشرك الاحزاب العربية في الحكم. أحزاب اليسار الصهيوني اختارت حتى
اليوم الخيار الاول، الشراكة مع اليمين والاصوليين، فيما بقيت الاحزاب
العربية خارج الحكومة.
الخلاف على مكان الجالية العربية في اسرائيل يقف في رأس جدول الاعمال
السياسية للكنيست الحالية. حكومة نتنياهو – ليبرمان، بتأييد جزئي من كديما،
تحاول قمع التطلعات السياسية للمواطنين العرب وعرضها كمؤامرة غير شرعية.
اذا ما نشأت في الكنيست كتلة عربية قوية فان الخلاف سيحتدم. ستتصاعد
الدعوات الى تغيير طريقة الحكم واتباع النظام الرئاسي، او الانتخابات
اللوائية للكنيست او كلاهما معا – وذلك من أجل اضعاف التصويت العربي (في
الانتخابات الرئاسية، الاصوات التي تعطى للخاسر لا تحتسب؛ في الانتخابات
اللوائية، مهما كانت صيغتها، سيشطب تصويت العرب في المدن المختلطة). كما
ستتصاعد ايضا محاولات الاستبعاد المسبق للقوائم العربية.
ولكن توجد أيضا امكانية اخرى، في أن تتسع الكتلة العربية وتتعزز لدرجة ان
الاغواء (او الاضطرار) لادراجها في الائتلاف سيتغلب على الاراء المسبقة
والخلاف السياسي. سيكون هذا تحولا تاريخيا: اسرائيل بقيادة ائتلاف يهودي –
عربي ستكون دولة اخرى، سيتأكد فيها الخلاف بين "دولة يهودية" و "دولة
اسرائيلية".
هل مثل هذا التحول ممكن؟ الجوال منوط بمعدل تصويت العرب وبموقف زعمائها. هل
سيكررون في الانتخابات القادمة مناورة عزمي بشارة، الذي سجل للتنافس على
رئاسة الحكومة في 1999 وثبت تعبير "دولة كل مواطنيها" في القاموس السياسي –
أم سيواصلون عملية الانغلاق والمقاطعة ويتخلون عن الاحتمال في ترجمة قوتهم
الديمغرافية الى قوة سياسية؟ الخيار في أيديهم، وحسب حسمهم ستتصمم الساحة
السياسية أكثر من أي عامل آخر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائد الكتيبة الاستراتيجي
المصدر: "معاريف ـ عوفر شيلح"
" حاول الجيش الاسرائيلي أمس الامساك بالعصا من طرفيها: الناطقون
بلسانه ادعوا بانهم يعرفون بالضبط من بعث المتظاهرين في اجتياز الجدار
الحدودي بيننا وبين سوريا ("يوجد هنا الهام ايراني ويد موجهة سورية، وهذا
يقال انطلاقا من العلم"، قال ضابط كبير)؛ وحاولت محافل مختلفة استخدام
الحدث باتجاه النظام السوري الآخذ في الضعف ("قلنا ان هناك تخوف من ان
يحاول الاسد تنفيس الضغط نحو اسرائيل"). بالمقابل، اضطر ذات الناطقين
للاعتراف بان اقتحام المتظاهرين قرب مجدل شمس فاجأهم وان القوات استعدت
بالذات امام القنيطرة، حيث كان الاخطار باعمال الاخلال بالنظام على مستوى
واسع. وعليه فاذا كانوا يعرفون على هذا القدر الجيد، فكيف حصل أننا لم
نعرف؟
الحقيقة، التي تخرج عن جملة التقارير، تبدو على النحو التالي: ليس واضحا
لماذا اندلعت الامور بالذات في "تلة الصياح"، ويحتمل بالتأكيد ان يكون هذا
أمر عفوي. ورد الفعل المتوازن والحكيم لقائد اللواء، الذي وقف مع بضع عشرات
من الاشخاص امام نحو مائتي شخص، الكثير منهم أطفال وفتيان صغار، ممن حطموا
الجدار ودخلوا الى مجدل شمس، سمح لاسرائيل بانهاء الحدث بشكل معقول،
والامتناع سواء عن انتهاك اشد لسيادتها أم لضرر دولي كبير. ذات مرة درجوا
على القول في الجيش الاسرائيلي عن "النفر الاستراتيجي"، الذي عمله في
الميدان كفيل بان يقرر امورا أكبر بكثير من القوة التي هو مسؤول عنها. عقيد
استراتيجي واحد، دون استخبارات، منع أمس ضررا شديدا.
تسلل عنيف عبر الجدار هو فعل خطورته الموت، والنار نحو المهاجمين كانت
مبررة. من جهة اخرى، النار الجماعية من أجل القتل كان من شأنها ان تدهور
الحدث نحو الاتجاه الذي اراد المتظاهرون تحقيقه: صور ما يظهر كمذبحة جماعية
لاناس غير مسلحين. قائد اللواء ورجاله اطلقوا النار بشكل مضبوط، ونجحوا
اساسا في الاصابة. وكان الثمن وصول المتظاهرين الى المنازل المطرفة لمجدل
شمس، وهو نوع من الانجاز المعنوي الذي ضرره اصغر بكثير من بضع عشرات قتلى
في الجانب الاخر.
الادعاء بان كل شيء كان موجها ومتزامنا في الجانب السوري يجب أخذه على محمل
الحذر. مثلما لم يستعد الجيش الاسرائيلي الا ببضع عشرات الجنود – حيث هرعت
الى المكان بعد الحدث كتائب مدرعات ومظليين ومئات الشرطة، هكذا ليس النقط
في القوى البشرية هو الذي أملى الانتشار الهزيل – هكذا كان في الطرف السوري
نحو عشرين شرطيا فقط لم يسارعوا الى اطلاق النار نحو الراكضين. في الحدود
اللبنانية بالمقابل، رد الجيش اللبناني، الذي اتهم منذ زمن غير بعيد عندنا
بالتعاون الكامل مع حزب الله وفي أنه شبه ذراع للمنظمة، بنار أكثف بكثير
نحو المتظاهرين الذين اتجهوا نحو الجدار الفصل.
الاستنتاج هو أنه من المجدي الحذر فيما نفكر باننا نعرفه. فليس كل ما يسمى
"منظمة" مصنوع من جلدة واحدة. ليس كل شيء مرتب وموجه ويأتي من ايران، مهما
كان مثل هذا المبرر يرن جيدا في المسامع الاسرائيلية.
الواضح هو أننا لم نتلقى فقط تذويقة اولى لما من شأنه أن يحصل في ايلول، بل
وأيضا فهما كيف سيبدو الواقع والاستخبارات في عصر التفكك والتغييرات التي
تميز المحيط اليوم. من يتوقع اخطارات موضوعية دقيقة، كانت منظومة
الاستخبارات مسؤولة عنها في المواجهات مع الدول بل وحتى مع منظمة مثل حزب
الله (قبل حرب لبنان الثانية احبط الجيش الاسرائيلي عدة أعمال خطف، بعضها
بفضل الاستخبارات النوعية)، فانه ينظر في الاتجاه غير الصحيح: في واقع
الانظمة الضعيفة أو غير القائمة، فان الامور من شأنها أن تندلع في الاماكن
الاقل توقعا، دون الكثير من الاستعدادات المسبقة. التشديد يجب أن يكون على
معالجتها حين تندلع، على رد الفعل المناسب للقوة في الميدان، وليس على
المسألة الخالدة فيما اذا كان هناك اخطار. وعلينا أن نتعاطى بحذر لما تدعي
الاستخبارات بانها تعرفه في الامور الكبيرة، وذلك لان صورة العالم أقل
ترتيبا بكثير مما تحاول تقديمه لنا.
في المناطق تبدو الامور، على الاقل صحيح حتى يوم أمس، الى هذا الحد أو ذاك
مثلما في التوقعات المسبقة. وهذه استندت بقدر غير قليل أيضا الى ما سمعه
ضباط الجيش الاسرائيلي من قادة الاجهزة الفلسطينية، والى الثقة التي تطورت
بين الطرفين في السنتين الاخيرتين. ليس أقل من ذلك، عملت هنا المصلحة
الواضحة لسكان الضفة، الذين ليس لهم سبب حقيقي لضعضعة وضعهم المعقول نسبيا:
مثل هذا السبب من شأنه أن يندلع في ايلول، حين ستطرح مسألة الدولة
الفلسطينية بكامل خطورتها. سبب آخر لماذا محظور على اسرائيل أن تدس رأسها
في الرمال، وتغلف نفسها بمبررات مثل المصالحة الفلسطينية الداخلية كي
تتظاهر بان ايلول لن يأتي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الذكرى والأمل
المصدر: "هآرتس ـ عكيفا الدار"
" مع سماع الصفير في ساحة المدرسة أمسكت تمار ولين بنتا التاسعة
واحدة بيد الاخرى. ووقف الاولاد وجميعهم في قمصان بيضاء في سكون. أما
المعلمات فذرفن الدموع. وكذلك المعلمة صابرين التي وجهت المراسم بحساسية
بالغة. بعد ذلك أنشدن معا "دموع الملائكة" وطيّرن الطائرات الورقية. واقتبس
المدير من كلام المهاتما غاندي، الذي قال انه في المكان الذي نسلك فيه
بحسب العين بالعين يصبح الجميع عميانا، وختم قائلا "قررنا ألا نكون
عميانا". تمار هي حفيدتي الكبرى ولين بنت عربية. كلتاهما تدرس في الصف
الثالث في المدرسة المزدوجة اللغة "جسر على الوادي" في كفر قرع في وادي
عارة.
صابرين فلسطينية اسرائيلية. مدير المدرسة، الدكتور حسن اغبارية، رجل تربية
تنافس حكمته ودماثة أخلاقه استقامته وشجاعته. هذه هي سنته التدريسية الاولى
في "جسر على الوادي". وهذه أول سنة تُجرى في المدرسة، داخل قرية عربية،
مراسم لذكرى القتلى في حروب اسرائيل مع العرب. تجرأ اغبارية على فعل ما لم
يفعله مديرون يهود قبل ذلك. في سنين سبقت أُرسل الاولاد الى البيوت قبل
سماع الصافرة. وقد صاغ مع رفاقه في فريق المدرسة وبالتشاور مع الآباء خطة
عمل مفصلة للأعياد القومية للشعبين.
كتب الفريق في رسالة أُرسلت الاسبوع الماضي الى الآباء: "في الاسبوع الماضي
خصصنا وقتا للدراسة والكشف عن أحداث وقعت في سنة 1948. درس الطلاب
الروايتين الفلسطينية والاسرائيلية، مع احترام الآخر والاصغاء والاحتواء
حتى في لحظات الاختلاف والتناقض. قامت الدراسة والكشف على ايماننا بأن من
المهم أن نعرف الماضي ونعرف الآخر كي نستطيع أن نعيش الحاضر معا ونضمن
مستقبلا أفضل".
أمس حينما كانت قنوات الاذاعة تُبلغ بلا انقطاع استعداد قوات الأمن لـ
"الاخلال بالنظام" في يوم النكبة، توحد في "جسر على الوادي" أولاد يهود
وعرب مع الذكرى الفلسطينية. أراد اليهود والعرب والمعلمات والمعلمون بعد
أقل من اسبوع من توحدهم مع ذكرى قتلى معارك اسرائيل، أرادوا أن يعرفوا
الناس والاماكن في الجانب الثاني من المتراس في صراع لم ينته بعد.
تم النشاط في ظل القانون الجديد الذي يهدد بالمس بميزانية مؤسسة تتجرأ على
الاحتفاء بذكرى يوم الاستقلال باعتباره يوم حداد. لن يجد وزير التربية،
جدعون ساعر، ووزير المالية، يوفال شتاينيتس، فيه ذيل مخالفة؛ فليس في الخطة
شيء من الكراهية ولا علامة تحريض بل ولا اشارة الى يوم حداد.
عُرِّض الاولاد لتاريخ القرى المقتلعة في وادي عارة بقصص عن الحياة في تلك
المنطقة وتخليد أسمائها بالكلمات وبالرسم. تعلموا التعبير عن المشاعر
والانتقاد والاشتياق، بالقراءة لقصائد للشاعر الفلسطيني القومي محمود
درويش. وبحثوا في اعمال مصور الكاريكاتور الفلسطيني ناجي العلي الذي أصبحت
شخصية اللاجئي الصغير حنظلة عنده أيقونة النضال الفلسطيني من اجل
الاستقلال. صاغ الاولاد لأنفسهم احتجاجهم، في كل شأن خطر ببالهم وعرضوه
بالشعر والرسوم الكاريكاتورية. وأنهوا النشاط بعمل إبداعي عبّر عن التوق
الى مستقبل أفضل والى سلام حقيقي.
لم يُخف اغبارية فخره. "لا شيء أكثر تأثيرا من أن نرى في هذه الايام
اولادنا في "جسر على الوادي" مفصولين عن الفروق القومية واللغوية واللونية
متصلين بالانسانية فيهم، وبمفاهيم بسيطة في ظاهر الأمر كالأخوة بين الخلاّن
بعيدين عن فلسفتنا نحن البالغين". برهن المعلمون والآباء والطلاب في جزيرة
صغيرة من سلامة العقل في كفر قرع على أنه يمكن تذكر روايتنا من غير ان
نلغي رواية الآخر. تعلموا أنه يمكن تنمية ذاكرتهم من غير قمع لذاكرتنا.
كم هو محزن منظر بالغين غير ذوي مسؤولية من اليهود والعرب مختصين ببناء
أسوار الاغتراب والرعب والعنصرية. وكم هو رائع منظر تمار ولين وهما بنتان
تبنيان بيديهما الصغيرتين جسر مساواة ومصالحة وأمل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم النكبة: نعم، صحيح، نحن صهاينة
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ غيل تروي (*)"
" اذا كانت الصهيونية قد أعادت قبل مئة سنة الفخر الى مصطلح
"يهودي" فانه يجب اليوم على اليهود – وفيهم الاسرائيليون – اعادة الفخر الى
مصطلح "صهيوني".
يمثل الباحث الافرو – امريكي راندل كندي في كتابه "الزنجي: حياة عجيبة في
عالم اشكالي"، يمثل لـ "الطبيعة المتغيرة" للمصطلحات في السياسة. الكلمات
ساحرة وعندها القدرة على الجرح أو الشفاء، والقتل أو الانقاذ. إن جماعات
تنتصر في نضالات بمساعدة استعمال سحر الكلمات لتعريف أنفسها وأهدافها –
وتخسر في نضالات بأن تُمكّنها من تعريفها. اذا كان الافارقة الامريكيون
يستطيعون أن يُعرفوا من جديد "كلمة زنجي" واذا كان المثليون يستطيعون جعل
"كواير" دعوة الى الوحدة، واذا كانت النساء يستطعن السير في مسيرات كي
"يُعدن لأنفسهن الليلة"، فلماذا لا يستطيع الاسرائيليون واليهود إحياء كلمة
"الصهيوني" الفخور؟.
في العالم حملة اعلامية منهجية لا تضطهد سوى صورة واحدة من القومية هي
القومية اليهودية، أي الصهيونية، وتُعرّفها بأنها عنصرية. لكن يُخيل الينا
أن أكثر اليهود اليوم برغم أنهم يرفضون النظرة السلبية للصهيونية يمتنعون
عن استعمال هذا المصطلح. واليوم خاصة على خلفية أحداث "النكبة" ينبغي لنا
أن نقول – نعم، نحن صهاينة.
الهرب من مصطلح "صهيوني" سيؤدي بنا الى هزيمة ذاتية ولا سيما الآن عندما
نحتاج الى صهيونية ذات قاسم مشترك واسع يلزم اليسار واليمين أفكارا ثلاثة:
أن اليهود شعب؛ وأن اليهود يستحقون دولة؛ وأن الدولة اليهودية يجب ان تقوم
في ارض اسرائيل التي هي الوطن اليهودي. إن تأييد صهيونية ذات قاسم مشترك
واسع يمثل مجال المناورة لنقاش سياسة اسرائيلية ما في حين نتفق على حق
اسرائيل في الوجود. إن تأييد صهيونية ذات قاسم مشترك واسع يُمكّن اليساريين
من البرهان على وطنيتهم واليمينيين من عرض تسامحهم مع القومية.
لا يمكن ان تنتسب الصهيونية الى اليمين فقط. فكما عرف الديمقراطيان
الوحيدان اللذان حظيا برئاسة الولايات المتحدة منذ 1980 كيف يؤيدان العائلة
والايمان وعلم الدولة، يجب على الاسرائيليين ايضا أن يتعلموا من بيل
كلينتون ومن براك اوباما في شأن العلاقة الحميمة بقيم الأمة. يجب على
المعسكر الصهيوني أن يشمل كل من يؤيد شرعية المشروع الصهيوني، أي دولة
اليهود، أي اسرائيل، دونما صلة بالحدود أو بطريقة حل الصراع.
يجب علينا علاوة على نضالنا التكتيكي أن نجدد العقيدة في اسرائيل وفي
الجاليات. يجب علينا أن نتذكر أن الصهاينة لا يحمون دولة اليهود فقط بل
يطمحون الى تحقيق المثل اليهودية – الديمقراطية لها. تجب علينا يقظة تربوية
تجعل اليهود جميعا يعرفون اسرائيل كما يعرفون الامور الأساسية. ونحن نحتاج
الى تقدير جديد للذات كي يستطيع كل واحد منا أن يجد "أناه" الخاص في
الصهيونية، ويجب علينا أن نصل الى وضع تلائم فيه القصة اليهودية والرواية
الصهيونية كل واحد منا ولو كان ذلك بطريقته.
علينا أن ننشيء صهيونية ذات قاسم مشترك واسع. صهيونية تمارس الحداد معا في
يوم الذكرى وتحتفل بيوم الاستقلال وتعارض تعريفه بأنه "نكبة" – وتكون
مستعدة لأن تشاجر نفسها في التكتيكات والحدود والأحلام. علينا أن نطمح الى
صهيونية تعددية لكن تكون صهيونية تحدد "خطوطا حمراء" لا نتجاوزها عندما
ننتقد اسرائيل مثل قبول المقارنة بنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.
صهيونيتنا تسكن ارض اسرائيل وترمي الى تحقيق أحلام شخصية وجماعية. صهيونية
حكيمة تجعل هدفها أعداءا كثيرين لكنها تمتنع عن استعمال كلمات مثل "خائن"
عندما تنتقد رفاقا داخلها. أنا اؤيد صهيونية فخورة ليست مستعدة للسماح
لأعدائنا بتعريفنا، وبالخلافات بيننا بأن تصرف رأينا عن وجهته أو لمخاوفنا
بأن تشلنا. صهيونية تُذكرنا كل يوم كم نحن محظوظون للمشاركة في المشروع
المتحدي وهو بناء دولة حديثة واثقة ديمقراطية يهودية في وطننا التراثي".
(*) بروفيسور في التاريخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعلان بلا غطاء
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ اليكيم هعتسني"
" عند العرب قصة شعبية ذات آثار سياسية تقول انه عندما ضايق اولاد
جحا كثيرا، أرسلهم الى الخارج حيث توزع الحلوى. جروا وسارع الى الانضمام
اليهم قائلا: "أيوزعون الحلوى هناك وأقف أنا هنا؟!".
قصة دير ياسين هي حجر زاوية في النكبة، فبعد احتلال الايتسل وليحي القرية
أذاع حسين الخالدي، الأمين العام للجنة العربية العليا، فرية القرية
الوادعة التي ذبحوا فيها مئات واغتصبوا نساء ونكلوا بجثث. وفي الواقع كانت
معارك شديدة وتحمل اليهود خسائر. انتقل طبيبان من قبل الوكالة اليهودية من
بيت الى بيت وعدّا 46 جثة ولم يجدا سوى جروح اطلاق نار وانفجار. بحثت جامعة
بير زيت ووجدت 107 – 120 قتيلا.
طارت قصص الواقعة الفظيعة بين العرب ولا سيما أن المؤسسة اليهودية ضخمت هي
ايضا الفرية بقصد تسويد وجه "اليمين المتطرف" – "الانفصاليين". وكانت
النتيجة كارثة للعرب الذين صدقوا افتراءاتهم وهربوا بمئات الآلاف وأحدثوا
نكبة.
أوجد محمود عباس "ايلول الاسود" لكن من ضخمه ليصبح ذعرا هو اليسار اليهودي
الذي انتهز اجراءا عربيا معاديا لضرب اليمين البغيض. عرف عباس عندما صدر
عنه اول مرة التهديد بالتوجه الى الامم المتحدة كيف يضمن أن يوجه الينا
مسدسا فارغا؛ وألا تستطيع توصية الجمعية العامة الغاء قرار مجلس الأمن
(242) عن "حدود آمنة" تمييزا لها عن "حدود 1967"، وايضا – قام عرفات في
1988 بالحيلة فأعلن دولة وحظي في الجمعية العامة بـ 104 اصوات (لم تعارض
سوى اسرائيل والولايات المتحدة)، فماذا حدث؟ حصلوا على مراقب دائم.
الامر المتشابه بين اعلان دولة فلسطينية بدعم من الامم المتحدة وبين دير
ياسين هو النتائج على الارض التي تستمتع بها اسرائيل لمزيد المفاجأة. إن
الاعلان سيعفي اسرائيل على نحو آلي من قيود اوسلو وخريطة الطريق ويُمكّنها
من ضم المناطق (ج). إن مجرد الضم ليس أمرا كبيرا. فمن الحقائق أن ضم القدس
أو الجولان لم يمنع وضعهما على طاولة "التفاوض" مع العرب. ومع كل ذلك فان
الضم حيوي لازالة نير الاحتلال عن أعناق نحو من 370 ألف مستوطن يهودي هم
وحدهم من يخضعون حتى الآن للحكم العسكري الاسرائيلي. انهم مواطنو اسرائيل،
ودافعو ضرائب وخادمون في الجيش يعاملونهم كما يعاملون سكانا أعداء محتلين
من غير أن تحميهم وثيقة لاهاي وجنيف. يُعتقلون مدة طويلة ويُطردون وتحاصرهم
"مناطق مغلقة"، وتُهدم بيوتهم تحت جنح الظلام، ويخضعون لفرض قانون متشدد
تنكيلي وعقوبات ادارية ويُمنعون الحق في شراء عقارات.
إن "اعلان استقلال" فلسطينيا على القدس الشرقية ويهودا والسامرة لن يغير
شيئا في هذه المنطقة التي أصبح ثلث سكانها يهودا ينتشرون فيها في نحو من
300 مدينة وقرية وبؤرة استيطانية. هذه هي المنطقة (ج)، (وهي نحو من 60 في
المائة من مساحة يهودا والسامرة) لم يعد يسكنها عشرات آلاف من العرب. ولن
يتغير شيء ايضا في المنطقتين (أ) و (ب)، (وهما نحو من 40 في المائة)، حيث
يتمتع الفلسطينيون بحكم ذاتي غير محدود اذا استثنينا تدخل الجيش الاسرائيلي
لاعتقال مطلوبين أو ضبط وسائل قتالية.
إن اعلان سيادة فلسطينية اليوم بخلاف اعلان عرفات في 1988 سيفرض على حكومة
اسرائيل أن ترد بجواب فعال ذي صلاحية دولية موازية وهو: تثبيت سيادي للسلطة
اليهودية على المنطقة (ج) وعلى أجزاء من (ب) وهي الخطوة الوحيدة التي يمكن
ان تقضي على تحقيق سيادة فلسطينية غربي الاردن تهدد وجود دولتنا.
قد يعجب معسكر السلام ان يسمع انه لا يوجد على هذه الخلفية في المعسكر
القومي أي خوف من ايلول. ولو بسبب ان جحا لا تنتظره في الخارج أية حلوى".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقدير الجيش الإسرائيلي: ليس لدى سوريا ولبنان مصلحة بالتصعيد
يديعوت احرونوت - حنان غرينبرغ
في المؤسسة الأمنية قلقون من أنّ أحداث يوم النكبة التي جرت
البارحة (يوم الأحد) في كلّ القطاعات أنتجت واقعاً أمنياً معقداً, إلا
أنّهم يقدّرون أنّه ليس لدى سوريا ولبنان مصلحة أو رغبة في إشعال الحدود.
مع ذلك, هناك عدد لا بأس به من جهات من شأنها أن تستغل ما حدث البارحة
لتنفّذ عملية إرهابية.
الحادث في هضبة الجولان, الذي تخلّله اقتراب الآلاف من السياج الحدودي بين
سوريا وإسرائيل, التي اخترقها العشرات منهم ودخلوا إلى مجدل شمس, قد يشجّع
على عمليات تخريبية في المستقبل. كذلك القلق من استمرار المواكب في كلّ
القطاعات ظلّ على حاله, وفي الجيش الإسرائيلي يقولون إنّ للرسائل التي
مُرّرت إلى زعماء مختلفين تأثير على الأرض. لذلك, حتى لدى المستوى السياسي
جزء مقدّر من تصميم الواقع الأمني في الفترة المقبلة.
البارحة, في اليوم الذي أحيا فيه الفلسطينيون "كارثتهم" – إقامة الدولة
الإسرائيلية, جرت مواجهات في عدّة جبهات: بالإضافة إلى الحادثة على الحدود
السورية, التي قُتل فيها ما بين اثنان لأربعة سوريين بنيران إسرائيلية,
تظاهر الآلاف أيضاً في مارون الراس الواقعة في لبنان. ووفق ادعاء السكان
المحليين, قُتل عشرة أشخاص من جراء نيران الجيش الإسرائيلي, إلا أنّ
إسرائيل تقدّر أنّهم قُتلوا بنيران الجيش اللبناني. في غزّة سار
الفلسطينيون نحو الجدار, ووفق ادعائهم قُتل شخص واحد وأُصيب عشرات بنيران
إسرائيلية. كذلك في قلنديا وشرقي القدس سُجّلت مواجهات مع عشرات الإصابات,
وفي المؤسسة الأمنية قرّروا تمديد فترة فرض الطوق الأمني الشامل على مناطق
يهوده والسامرة, التي كان من المفترض أن يُلغى في منتصف الليل, لـ24 ساعة.
بالإضافة إلى نقاط الاحتكاك هذه, من الجدير ذكر أنّه في مصر والأردن صدّت
القوات المحلية المتظاهرين. ستكون هناك حالة تأهب مرتفعة تمهيداً لتشييع
قتلى أعمال الشغب, تحسباً لأن يدفع ذلك المنظمات الإرهابية لتنفيذ عمليات
تخريبية, من عمليات القنص على إطلاق القذائف الصاروخية والصواريخ. خلال يوم
النكبة, تكبّد الجانب الإسرائيلي إصابات أيضاً: في عملية دهس في تل أبيب
قُتل أفيف مورغ, في التاسعة والعشرين من العمر من غفعاتيم. وكذلك أُصيب 17
شخصاً. أما في الأحداث على الحدود السورية فقد أُصيب 13 إسرائيلياً, عشرة
منهم جنوداً.
"الحدود طويلة, من غير الممكن التواجد في كلّ نقطة"
حادثة البارحة, التي اجتاز خلالها حوالي 140 مدنياً سورياً الحدود إلى داخل
إسرائيل ودخلوا إلى مجدل شمس, ستُرفع اليوم في مركز التحقيق التابع لفرقة
غعش في قيادة المنطقة الشمالية. أمس, حدّد ضابط في الجيش الإسرائيلي الحادث
بأنّه "غير جيّد". ووفق كلامه, في النهاية نجح النشاط التكتيتكي للقوات
على الأرض بإنهاء الحادثة, حيث عرفوا كيف يحشدون قوّة بسرعة وعملوا بحكمة.
وأوضح قائلاً: "سنحقّق ونتعلّم. إننا لا نحب أن يحصل أمر كهذا, لدينا ما
نستخلصه من ذلك, وعلينا أن نقول الأمور بوضوح".
بخصوص المعلومات التي توفرت أو لم تتوفر بخصوص إمكانية اختراق الحشد السوري
للأرض الإسرائيلية, يبدو أنّه لا يوجد إجماع داخل الجيش. في الأيام
الماضية, لاحظ الجيش الإسرائيلي استعداد آلاف السوريين للوصول إلى قرب
الحدود مع إسرائيل والتظاهر, وحتى لافتعال تحرشات كهذه أو تلك. بالإضافة
إلى ذلك, وفق المعلومات التي توفّرت, حصلت هذه الأعمال المخطّط لها على
موافقة من السلطة السورية. حيث أنّ معظم مجتازي الحدود كانوا من مخيم
اليرموك للاجئين, وكان من بينهم عدّة قادة قادوا المجموعات من "جبل الصراخ"
[حيث يصرخ السوريون ليتحادثوا معاً من طرفي الحدود] باتجاه مجدل شمس, على
بعد حوالي 300 متر فقط.
في قيادة المنطقة الشمالية قالوا أنّهم استعدوا في عدّة نقاط, بما فيها
منطقة القنيطرة, وكانوا مستعدين أيضاً لسيناريوهات متطرّفة. حاول هذا
المساء الضابط الرفيع شرح الاعتبارات العملانية: " يبلغ طول الحدود
الشمالية أكثر من 200 كلم ومن غير الممكن الواجد في كلّ نقطة. سنتحقّق ممّا
جرى, لدينا انتقادات ذاتية, ومن جهة أخرى ما من ضرورة للتشاجر". سيُعنى
جوهر التحقيق في فرقة غعش بالاستعدادات المسبقة, وكيف سيكون من الممكن في
المستقبل الحؤول دون حصول حوادث من هذا النوع.
بعد ان اجتاز السوريون الحدود، رُميت باتجاه الجنود حجارة أيضاً من جانب
حشد هائج في مجدل شمس، الأمر الذي يتطلب أخذه بعين الإعتبار في المستقبل.
وبشأن عمل القوات في الميدان، أعرب الضباط عن ارتياح "جيد أن الأوامر كانت
بهذا الشكل"، قال مصدر عسكري عند تطرقه لاحتمال أنه يمكن تكون النتائج صعبة
جداً".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حماس وحلم القضاء على اليهود وإسرائيل
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ دوري غولد"
" منذ توقيع اتفاقية المصالحة بين فتح وحماس في القاهرة في الرابع
من أيار, تبدو فرضية أنّ الضغط السياسي رُفع عن إسرائيل، بديهية. الأمر
يصح على الكونغرس الأميركي لكن وسط الكثير من النخب الأوروبية, وحتى وسط
مسؤولي الإدارة الأميركية السابقة – لا يوجد رفض تام لحماس.
هناك جهات رسمية في أوروبا تحاول دفع الحوار مع حماس منذ العام 2006, حين فازت بانتخابات السلطة الفلسطينية.
على سبيل المثال, في العام 2009 التقى سيناتوران فرنسيان مع خالد مشعل في
دمشق. بعد شهر من ذلك, التقت مع مشعل في بيروت بعثة بريطانية تترأسها عضو
سابقة في مجلس اللوردات جيني تونغ.
وفي مقابلات مع عدد ملحوظ من أعضاء البرلمان أُعرب عن موقف يوازي بين حماس
ومنظمة IRA, ويطالب إسرائيل باتخاذ موقف دبلوماسي كما حصل في شمالي
إيرلندا. ومن الجدير ذكره أنّ المثقفين البريطانيين من كامبردج – جون بيو
ومارتن برمبتون, وهما مؤلفا كتاب "التحدّث مع إرهابيين" ومتخصصين في شؤون
الـ IRAدحضوا في مقالات مختلفة هذا الإدعاء, وأشاروا إلى أنّ IRA لا تشكّل
تهديداً وجودياً على بريطانيا, في حين أنّ أهداف حماس لا يمكنها أن تتحقّق
دون إزالة إسرائيل من الوجود.
حتى وسط مسؤولين رفيعين أميركيين سابقين من بينهم مارتن إينديك وريتشارد
هاس تردّد موقف يعبّر عن أنّ اتفاقاً لا يشمل حماس – ستكون نهايته الفشل.
كما أنّ الصحافة الأميركية أقرب إلى الموقف الأوروبي. ففي العام 2007, منح
محررو "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" أحمد يوسف المستشار الرفيع لإسماعيل
هنية مساحة محترمة لنشر مواقفه.
كما أعرب مستشاران سابقان في الأمن القومي وهما "زبيغينيف بيرغينسكي"
و"برنت سكوكروفت" عن دعمها العلني للحوار الأميركي مع حماس في آذار من
العام 2009.
"لإزالة إسرائيل"
في العام 2006, أعرب محللون دوليّون كثر عن أملهم بأنّ اعتلاء حماس للسلطة
في غزّة سيلزمها بتبني موقف أكثر براغماتية واعتدالاً. كان بإمكان حماس أن
تجني الكثير من الأرباح والمساعدة الدولية لو أنّها فقط تبنّت طلب
الرباعيّة: التخلّي عن الإرهاب والاعتراف بالدولة الإسرائيلية وقيام
الاتفاقيات السابقة.
إلا أنّ حماس لم تكترث أيضاً للأرباح المتأتية عن عمليات التنقيب عن الغاز
الطبيعي مقابل سواحل غزّة, التي كان من المفترض أن تباشر بها شركة بريتش
غاز؛ وبقيت مخلصة لإديولوجيتها التي تنادي بإزالة إسرائيل من الوجود. حيث
كتب خالد مشعل في "الغارديان" في 31 آذار من العام 2006: "لن نبيع شعبنا أو
مبادئنا الأساسية مقابل مساعدة أجنبية".
في كتابه عن تاريخ حماس روى عزام تميمي, وهو ينتمي للإخوان المسلمين في
بريطانيا أنّه في مرحلة محدّدة أعادت حماس النظر فيما هو مكتوب في ميثاقها.
النقاش دار بين عامي 2003 و2005 وكان ناجماً عن التطورات التي جرت بعد
أحداث 11 من أيلول.
في نهاية الأمر, قرّرت قيادة حماس عدم تغيير الميثاق. حيث أوضح محمود
الزهار، أحد قادة حماس، المكلّف بمنصب وزير الخارجية في كانون الثاني من
العام 2006 أنّ حماس ما زالت حتى الآن ملتزمة بالناحية الأيديولوجية
للميثاق وأنّه "لم تُغيّر ولا حتى كلمة واحدة" في الميثاق".
كما ذُكر, ميثاق حماس الذي كُتب في العام 1988 هو وثيقة معادية للسامية
ومتطرّفة. ويبدأ باقتباس من مؤسس حركة الإخوان المسلمين حسن البنا الذي
قال: "إسرائيل ستقوم وتبقى إلى أن يزيلها الإسلام كما أزال ما قبلها".
في البند السابع, كُتب فيما يتعلّق بيوم القيامة "لن يأتي يوم القيامة إلى أن يقاتل المسلمون اليهود ويقتلونهم".
كذلك كُتب في الميثاق أنّ اليهود مسؤولون عن كلّ الحروب الكبرى في التاريخ وكدليل على ذلك يجب الإطلاع على بروتوكلات حكماء صهيون.
وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" في أيار من العام 2009 حاول مشعل
التقليل من أهمية الميثاق حيث قال: "ليس منطقياً أن يقف المجتمع الدولي عند
جمل كُتبت قبل 20 عاماً". على الرغم من ذلك من الواضح بالتأكيد أنّ إصرار
مشعل وحماس على عدم تغيير الميثاق هو إثبات على الأهمية الكبيرة التي
يحتلها بالنسبة لهم.
هذا الأسبوع فقط عبّر مشعل عن حق مواصلة الكفاح المسلّح "المقاومة
المسلحة". ولعلّ الطريق الأفضل لفهم المواضيع ذات الصلة بميثاق حماس هي
متابعة وملاحقة ما يستخدم من الأفكار الرئيسية المعادية للسامية التي يعبّر
عنها عناصر حماس المكلّفين بنشر الأيديولوجيا.
"البرنامج بلا تغيير"
أجندة حماس للإبادة الجماعية تملي اللغة العامّة التي تتعلّق باليهود على
الكثير من قادة حماس. ومثال على ذلك يونس الأسطل, عضو البرلمان عن حماس وهو
عميد كلّية الشريعة ورئيس لجنة إصدار الفتاوى الدينية في الجامعة
الإسلامية في غزّة.
كشف الباحث المقدّم (الاحتياط) يهونتان دحوح ـ هليفي عن تحليل ديني كتبه
الأسطل في آذار من العام 2008, وفيه يناقش المحرقة اليهودية – الهولوكوست –
فيحدّد: "ولذلك نحن على قناعة بأنّ المحرقة ستكون مصير اليهود".
الأسطل ليس سوى نموذج واحد من كثيرين: تنبأ الشيخ "سليمان الفرا" مدير
الأوقاف في خان يونس والمسؤول في حماس في خطبة ألقاها في مسجد الكتيبة
الخضراء (23 آذار 2010) بإزالة الدولة الإسرائيلية. كذلك حدّد الشيخ محسن
أبو عيطا ببساطة في قناة الأقصى (13 تموز 2008) أنّ "إبادة اليهود هي واحدة
من البركات الأروع بالنسبة لفلسطين".
كذلك قال الزهار في الخطاب الذي ألقاه في تشرين الثاني من العام 2010 والتي
بثّه أيضاً تلفزيون حماس فيما يتعلّق باليهود: "ليس لديهم مكان بيننا...
وكذلك أي مستقبل بين أمم العالم". وبعد فترة وجيزة من اتفاقية المصالحة مع
حماس أوضح الزهار في مقابلة له مع الجزيرة أنّ المصالحة مع فتح لم تأتِ
"على حساب مبادئنا الأساسية" وأضاف أنّ "البرنامج السياسي سيبقى دون
تغيّر".
وباختصار ميثاق حماس حيّ. في الأشهر القادمة من المتوقع أن تتلقى إسرائيل
توصيات من أوروبا على نحو خاص للحوار مع حماس. إلا أنّ الفرق بين حماس التي
تسعى لإزالة إسرائيل وبين الحوارات الأخرى التي أدارتها أوروبا مع منظمات
إرهابية مختلفة، هو جوهريّ. يتّضح من ذلك لماذا يشكّل اختيار أبو مازن
لحماس كحليف سياسي له إلغاءً لكلّ أسس عملية السلام".