المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الأحد: تأهب في يوم النكبة.. قبل أيلول القذر


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ تأهب نكبة.
ـ مناورة اوباما.
ـ هذا الصباح: نقاش خاص للسباعية (عن شاليط).
ـ لا يأخذون مخاطرة.
ـ الشرطة تحقق: من قتل ميلاد.
ـ كمين لنتنياهو.
ـ اوباما يلقي خطابا عن الشرق الاوسط عشية لقائه مع رئيس الوزراء.
ـ حتى ميتشيل يئس.
ـ اعدام يهودي في ايران.
صحيفة "معاريف":
ـ اليوم: ذروة المواجهات.
ـ تأهب نكبة.
ـ توتر عال.
ـ خطاب في الجو.
ـ نتنياهو: ميتشيل استقال بسبب الفلسطينيين.
ـ حماس احتلت الضفة.
ـ اليوم: رئيس المخابرات الجديد يتسلم مهام منصبه.
ـ اعمال تجارية كالمعتاد اسرائيل تبيع لتركيا أجهزة استخبارات متطورة.
ـ الاتراك غاضبون.. الامم المتحدة من المتوقع أن تقرر: السيطرة على مرمرة .. قانونية.
صحيفة "هآرتس":
ـ استعدادات ذروة تمهيدا لاحياء النكبة اليوم.
ـ شركات الطيران لا تعتمد على مطار بن غوريون: وفد أجنبي جاء للرقابة على جودة الوقود.
ـ وزارة الاسكان وسكان بيت يونتان: أحد منا غير مسؤول عن موت الفتى.
ـ قبيل اسبوع من الخطابات واللقاءات السياسية، المبعوث الخاص ميتشيل يعلن عن استقالته.
ـ السباعية تبحث في الايام القريبة في استئناف تحويل اموال الضرائب الى السلطة الفلسطينية.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ 10 الاف شرطي في تأهب للاضطرابات.
ـ  نتنياهو: ميتشيل فشل بسبب الفلسطينيين.
ـ جاهزون لكل سيناريو.
ـ الفلسطينيون يدعون: قتل بنار من بيت يونتان.
ـ القاهرة: يحرقون أعلام اسرائيل.
ـ التقدير: خطاب اوباما لن يركز على النزاع.
ـ تقرير امنستي: حماس تعدم: اسرائيل تستخدم قوة مبالغ فيها.
أخبار وتقارير ومقالات
السباعة تبحث في الايام القريبة في استئناف تحويل اموال الضرائب الى السلطة الفلسطينية..
المصدر: "هآرتس – باراك رابيد"
" من المتوقع ان يعقد في الايام القريبة القادمة في محفل السباعية او في المجلس الوزاري السياسي – الامني بحث في موضوع استئناف تحويل اموال الضرائب للسلطة الفلسطينية – هذا ما قاله لصحيفة "هآرتس" مصدر سياسي كبير. وتحدثت المستشارة الالمانية انجيلا ماركيل في نهاية الاسبوع هاتفيا مع رئيس الوزراء نتنياهو وطالبته بان تحول اسرائيل فورا اموال الضرائب للسلطة، والتي تعوقها منذ نحو اسبوعين.
في نهاية الاسبوع كانت هناك تقارير مختلفة تقول ان اسرائيل ستستأنف قريبا تحويل الاموال للسلطة. والتعليل لذلك هو أن اسرائيل حققت هدفها في تجميد الاموال في أنها اوضحت بانه اذا كانت حماس جزءا من الحكومة، فسيكون هذا اشكاليا من ناحية اسرائيل. وأوضح وزير كبير في الحكومة في احاديث مغلقة بان تحويل الاموال منوط في أن يمر يوم النكبة، الذي يحل اليوم، دون أحداث عنف.
وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء ان تحويل الاموال لا يزال قيد الدراسة لدى وزير المالية يوفال شتاينتس. وعلم من مكتب شتاينتس بانه لم يتخذ قرار باستئناف تحويل الاموال ولم يتقرر حاليا لقاء جديد مع الفلسطينيين في هذا الشأن. وقيل انه "اذا كان المال على هذا القدر من الاهمية للفلسطينيين، فان بوسعهم أن يحولوا لنا الايضاحات التي طلبناها كي نعرف بان المال لا يذهب الى الارهاب".
وقالت مصادر رفيعة المستوى في جهاز الامن ان الوزير شتاينتس يواصل العناد "بسبب غير واضح"، على تجميد تحويل الاموال. ولكن مصدرا سياسيا رفيع المستوى قال انه "هذا ليس قرار وزير المالية وحده. من يتعين عليه أن يقرر هو قبل الجميع رئيس الوزراء، وكذا باقي الوزراء مثل ليبرمان ويعلون، ممن يعارضون تحويل الاموال".
وكانت المكالمة بين نتنياهو وماركيل يوم الجمعة طويلة على نحو خاص. وحسب موظف الماني كبير، كان تحويل اموال الضرائب للسلطة الفلسطينية هو أحد المواضيع المركزية التي طرحت فيها. وقالت ماركيل لنتنياهو ان هذا مال فلسطيني وان اسرائيل ملزمة بالاتفاقات الدولية بتحويلها الى السلطة الفلسطينية فورا.
قبل ثلاثة اشهر انتهت مكالمة هاتفية بين ماركيل ونتنياهو بنبرات لاذعة، حين قالت ماركيل لنتنياهو انه خيب أملها واتهمته بانه لا يفعل شيئا لتقدم السلام. وبعد ذلك عقد نتنياهو وماركيل لقاء مصالحة في برلين. ومنعا للتوترات والاحراجات الاخرى، نشر المكتبان بيانا الى وسائل الاعلام بصيغة مشابهة تماما تقريبا.
ولم يذكر البيان مطالبة ماركيل تحويل اموال الضرائب للفلسطينيين، ولكن اشير فيه الى أن الزعيمين "بحثا أيضا في العلاقات العملية التي بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية". ومع ذلك، أكدت مصادر في مكتب رئيس الوزراء بان الموضوع طرح في المكالمة. "وزير المالية يفحص الموضوع وينتظر الاجوبة من السلطة الفلسطينية على سؤال الى أين سيذهب المال، في ضوء النية لتشكيل حكومة وحدة مع حماس"، قالوا في مكتب نتنياهو.
منذ تجميد تحويل الاموال تتعرض اسرائيل الى ضغط دولي شديد للتراجع عن القرار. فقد اتصلت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون هي ايضا الاسبوع الماضي بنتنياهو وطلبت منه تحويل الاموال. وكذا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، رئيس الحكومة البريطانية دافيد كامرون رفعوا هم ايضا طلبات مشابهة.
واشار موظف كبير في الادارة الامريكية الى أن الادارة يصعب عليها فهم المنطق الذي في الخطوة الاسرائيلية وهي تعارضها. بين واشنطن والقدس يسود خلاف في موضوع الموقف من حكومة الوحدة الفلسطينية. وبينما يدعو نتنياهو وزراء حكومته الى مقاطعة الحكومة الجديدة، تعتقد الادارة الامريكية بانه يجب اختبار الحكومة الجديدة حسب برنامجها السياسي وحسب افعالها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو: ميتشيل استقال بسبب الفلسطينيين..
المصدر: "معاريف – من ايلي بردنشتاين"
" بعد سنتين حاول فيهما دفع المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين الى الامام، أعلن في نهاية الاسبوع جورج ميتشيل، المبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط، بانه ينهي مهام منصبه. رغم أن كتاب استقالة ميتشيل ارسل قبل نحو شهر ونصف، حبذ البيت الابيض نشر أمر استقالته هذا الاسبوع فقط.
وادعى ميتشيل في كتاب استقالته بانه ينهي مهامه لاسباب شخصية وانه مسبقا عين لفترة محددة بسنتين، وقد انتهتا. في البيت الابيض رفضوا كل صلة بين الاستقالة وبين الجمود السياسي بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقد أثنى اوباما على ميتشيل بشكل شخصي ووصف مهمته بانها "اشد مهمة يمكن تصورها".
ويتماثل ميتشيل مع الفشل الامريكي في تحريك المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين. وبزعم محافل في القدس، فان خطأه المركزي كان الاصرار على تجميد البناء في المستوطنات، والذي رفع الفلسطينيين  "الى شجرة عالية". كما أصر ميتشيل على أن يحصل من نتنياهو على خطوطه الحمراء والنهائية في المفاوضات، ولا سيما في مسألة الحدود. نتنياهو رفض والمحادثات بين الطرفين تحطمت بعد وقت قصير من بدئها. في نهاية كانون الاول الماضي أعلن الامريكيون عن أن محاولة تحريك المفاوضات فشلت ومن ذات اللحظة تدنى الى الحد الادنى تدخل ميتشيل.
هذا وتحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس مع ميتشيل وشكره على جهوده لدفع المسيرة السلمية الى الامام. وجاء من مكتب رئيس الوزراء ان نتنياهو أعرب على مسمع المبعوث عن أسفه على قراره الاعتزال وعن أن "الفلسطينيين رفضوا المجيء الى المحادثات التي عمل ميتشيل على حثها، وضعوا قدرا لا نهاية له من الشروط المسبقة والتي جعلت عمله صعبا وفي نهاية المطاف ارتبطوا بحماس".
من يحل محل ميتشيل هو دافيد هيل، الناطق بالعربية والذي يعرف جيدا المنطقة وقام بعدة مناصب دبلوماسية في الشرق الاوسط، بما فيها السفير الامريكي في الاردن بين اعوام 2005 – 2008. فقبل ذلك شغل في وزارة الخارجية الامريكية رئيس مكتب شؤون اسرائيل والسلطة الفلسطينية".
الحكومة الجديدة حسب برنامجها السياسي وحسب افعالها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كمين لنتنياهو..: اوباما يلقي خطابا عن الشرق الاوسط عشية لقائه مع رئيس الوزراء..
المصدر: "يديعوت أحرونوت – اورلي ازولاي"
"أمل رئيس الوزراء في أن يتمكن من الظهور امام مجلسي الكونغرس الامريكي قبل أن يلقي الرئيس الامريكي خطابه عن الشرق الاوسط. ولكن اوباما خرب على نتنياهو خطته.
فقد أعلن البيت الابيض في نهاية الاسبوع بان الرئيس سيلقي خطابا خاصا ليل يوم الخميس (بالتوقيت الاسرائيلي)، قبل يوم من لقائه برئيس الوزراء نتنياهو في البيت الابيض وقبل خمسة ايام من خطاب نتنياهو المقرر في الكونغرس. عمليا، سيمسك الخطاب الرئاسي برئيس الوزراء وهو في الطائرة، في الطريق الى واشنطن.
في اسرائيل أملوا الا يلقي اوباما خطابه الا بعد لقائه بنتنياهو على أمل أن يكون بوسع رئيس الوزراء ان يؤثر على مضمون الخطاب. ولكن اوباما قدم موعد خطابه الى ما قبل اللقاء وهكذا يكون بوسعه ان "يطوق" نتنياهو: ان يظهر كمن يؤثر على رئيس الوزراء وأن يعرض عليه توقعات الادارة من اسرائيل (مثلا، اقامة دولة فلسطينية في حدود 67) – توقعات سيضطر نتنياهو الان الى التعاطي معها في خطابه امام الكونغرس. واعترف مصدر دبلوماسي اسرائيلي بان "هذه كانت مفاجأة تامة. حتى اللحظة الاخيرة اعتقدنا أن اوباما سيلقي خطابه بعد اللقاء فقط. وهذا بالتأكيد احدث حالة توتر للاعصاب عندنا".
ليس صدفة أن اختار اوباما استباق نتنياهو. مستشار الامن القومي، اللواء احتياط يعقوب عميدرور يتواجد منذ يوم الخميس في واشنطن ويجري هناك لقاءات مع كبار المسؤولين في الادارة الامريكية. وكان بوسع الامريكيين أن يفهموا من المحادثات مع عميدرور ما الذي يوشك نتنياهو على أن يقوله في خطابه. وقد خاب أملهم: فهم لم يسمعوا من عميدرور موافقة على اقامة دولة فلسطينية في حدود 67 بل سمعوا تصريحات شديدة عن أن اتفاق المصالحة بين ابو مازن وحماس يثبت بانه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام.
وكان مستشارو اوباما منقسمين في الرأي حتى الان: بعضهم اقترح على الرئيس ان يطلق في خطابه من جديد المفاوضات وان يعلن عن جدول زمني للاتفاق. آخرون ادعوا بان مبادرة كهذه محكومة مسبقا بالفشل كون اسرائيل والفلسطينيين يرفضون التنازل. في النهاية، بعد أن تحدث مع زعماء المنطقة، وبعد ان فهم بان نتنياهو لا يعتزم عرض تنازلات ذات أهمية، قرر اوباما بان هذه ليست اللحظة المناسبة لاطلاق مسيرة سياسية. ولديه سبب آخر للامتناع عن ذلك: فقبل سنة ونصف السنة من الانتخابات يفضل اوباما تركيز جهوده على الحملة.
وأعلن الناطق بلسان البيت الابيض بان اوباما يعتزم التركيز في خطابه على التغييرات التي يمر بها العالم العربي وعلى تصفية بن لادن. وافادت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" بانه من المتوقع ضمن امور اخرى أن يضمن دعما ماليا للانظمة العربية التي تدفع الى الامام بمبادىء الديمقراطية.
ومع ذلك، سيتطرق الرئيس ايضا الى النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني: فهو سيعود ويدعو الى استئناف المفاوضات حسب مبدأ الدولتين، وسيطالب حماس بالاعتراف باسرائيل والتخلي عن الارهاب – وكفيل ايضا بان يطالب بوقف البناء في المستوطنات. المواساة، من ناحية نتنياهو: اوباما سيكتفي بذلك ولن يبادر الى جولة مباحثات اضافية.
الحكومة الجديدة حسب برنامجها السياسي وحسب افعالها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعمال تجارية كالمعتاد..: اسرائيل تبيع لتركيا أجهزة استخبارات متطورة..
المصدر: "معاريف – أحيكام موشيه دايفيد"
" بعد ترددات في القيادة الامنية تقرر التحويل الى تركيا في غضون عدة اسابيع اجهزة استخبارات متطورة لطائرات قتالية، تعد جزءا من قمة التكنولوجيا الاسرائيلية وذلك رغم الازمة السياسية بين البلدين، والتخوف من أن تصل التكنولوجيا مع الوقت الى جهات معادية ايضا.
القصة الكاملة ينشرها اليوم موقع "اسرائيل ديفنس" (www.israeldefense.co.il) بتحرير عمير ربابورت. وقد اتخذ القرار في ضوء التخوف في جهاز الامن والقيادة السياسية والذي يقضي بانه اذا لم تنقل اسرائيل الوسائل المتطورة الى تركيا، رغم أنها ملزمة بذلك حسب اتفاق موقع، فان الازمة بين البلدين ستحتدم فقط. وتسمى المنظومة LOROP ، وهي تشبه المنظومات الاستخبارية التي توجد في خدمة طائرات اف 16 في سلاح الجو الاسرائيلي.
وتشير مصادر أمنية الى أن المنظومة موضع الحديث تعتبر قمة التكنولوجيا وذلك لانها تسمح بتمشيط مساحات واسعة من عشرات الكيلومترات المربعة في ساعة، بواسطة كاميرات ومعدات رؤية ليلية تخلق صورة دقيقة حتى على مدى اكثر من 100كيلو متر، في ظروف طقس شديدة وفي ساعات الليل ايضا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
فرصة ثانية لنتنياهو
المصدر: "هآرتس"
" في نهاية الاسبوع استقال المبعوث الامريكي لمسيرة السلام، جورج ميتشيل، بعد أكثر من سنتين محبطتين فشل فيهما في مهمته الاساسية: ادارة مفاوضات اسرائيلية – فلسطينية على تحقيق حل الدولتين. وذهابه يبشر بالسياسة الجديدة التي سيعرضها هذا الاسبوع الرئيس الامريكي براك اوباما. في خطابه المرتقب عن الشرق الاوسط سيسعى اوباما الى أن يضع أمريكا الى جانب المتظاهرين، الثوار والنشطاء السياسيين الذين يكافحون من أجل الديمقراطية والحرية في الدول العربية، واحياء المسيرة السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين.
وقال مسؤولون كبار في الادارة الامريكية في الاونة الاخيرة ان الثورات في العالم العربي تمنح اسرائيل فرصة جديدة للانخراط في المنطقة وكرروا تمسكهم بحل الدولتين. وسيحاول اوباما احياء المساعي الدبلوماسية لاقامة فلسطين المستقلة، على خلفية نية الفلسطينيين طلب اعتراف الامم المتحدة بدولتهم واتفاق المصالحة بين فتح وحماس. وسيعرض  الرئيس قتل زعيم القاعدة، اسامة بن لادن كتعبير عن تصميمه وعن الالتزام الامريكي بمكافحة الارهاب ومن يقومون به.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يسافر هذا الاسبوع الى واشنطن ينبغي أن يرى في المبادرة الامريكية فرصة. حتى الان فشل نتنياهو في تحقيق وعده في "خطاب بار ايلان"، في دفع تسوية الدولتين للشعبين  الى الامام. وبقيادته علقت اسرائيل في عزلة سياسية متصاعدة، تهدد بالاحتدام اذا ما اعترفت الامم المتحدة بفلسطين. لقاؤه مع اوباما وخطابه امام الكونغرس الامريكي سيسمحان لنتنياهو بان يبدأ من جديد – اذا كف عن سياسة الجمود وسياسية ولا شبر، والتي غايتها تخليد الاحتلال والاستيطان في الضفة الغربية وفي شرقي القدس، فيستبدلها بسعي مقنع نحو التسوية مع الفلسطينيين.
وبدلا من اضاعة رحلته الحيوية الى الولايات المتحدة على معركة صد للمبادرة الفلسطينية في الامم المتحدة، توجيه الاتهامات للرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب اتفاق المصالحة وتحذيرات من الربيع العربي، يتعين على نتنياهو ان يحقق تفاهما مع اوباما على مسيرة سياسية مشتركة. واذا ما تمسك بالجمود، فستكون الصدامات العنيفة في نهاية الاسبوع في شرقي القدس المقدمة فقط لمواجهة جديدة مع الفلسطينيين".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرئيس ليس عاشقا
المصدر: "يديعوت أحرونوت – ناحوم برنياع"
" ليس الشرق الاوسط وحده يتغير امام ناظرينا. الرئيس اوباما هو الاخر يتغير.
عندما تسلم مهام منصبه كان مقتنعا بان الكراهية للولايات المتحدة في العالم الاسلامي هي التهديد الاخطر على سلامة أمريكا، وان اتفاق السلام الاسرائيلي – الفلسطيني هو المفتاح لاقتلاع الكراهية من جذورها.
اوباما عين جورج ميتشيل، الذي توصل الى اتفاق السلام في ايرلندا وهو احد السياسيين الذين ينالون التقدير في واشنطن، كمبعوث خاص له؛ القى خطاب القاهرة، الذي وصف النزاع بتعابير مريحة للاذن العربية.
منذئذ حصلت الكثير من الامور – ولم يحصل شيء. في عدة دول في المنطقة ثار الجمهور ضد الانظمة الفاسدة التي كانت تحكمه. الحاكمان في تونس وفي مصر اسقطا. ليس واضحا بعد أي نوع من الحكم سيثبت في مكانيهما. في ليبيا وفي سوريا الصراع مستمر، وفي البحرين وفي ايران حسم حاليا في صالح الحكم القائم. التحول في مصر كان عاملا مركزيا في التغيير الذي طرأ على السياسة الفلسطينية. فقد فهمت فتح وحماس بان من الافضل لهما أن تتصالحا – او، على الاقل، ان تخلقا مشهد مصالحة. وبالتوازي انطلق ابو مازن الى مغامرة سياسية كبرى ومعقدة، بدايتها في احداث النكبة هذا الاسبوع، تواصلها في قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة في ايلول لاقامة دولة فلسطينية في خطوط 67 ونهايتها في مفاوضات مع اسرائيل منبوذة ومضعفة. ابو مازن انطلق الى هذه الحملة رغم استياء الادارة في واشنطن. وقد توصل اوباما منذ زمن بعيد الى الاستنتاج بانه لا يمكنه أن يعول على نتنياهو. وقد تعلم أيضا بانه لا يمكنه أن يعول على ابو مازن.
ووقع حدث تأسيسي آخر: التصفية الناجحة لاسامه بن لادن. التصفية عززت قوة اوباما في الرأي العام الامريكي والعالمي. ولكنها ذكرته وذكرت الاخرين في ترتيب المصالح الحقيقية لامريكا في المنطقة. اليمين في اسرائيل كان محقا في أمر واحد (ومخطئا في كل ما تبقى). اسرائيل ليست المشكلة كما أنها ليست الحل.
ميتشيل أعلن يوم الجمعة عن استقالته. وكان السبب تافها: تجند لسنتين، والزمن انتهى. لو أنه آمن بان الرئيس يعتزم الشروع هذا الاسبوع بمبادرة سياسية جديدة، لكان أجل على أي حال استقالته لشهر آخر، لسنة اخرى. ولكن ميتشيل فهم بانه يفسد قواه عبثا. لا يوجد اتفاق في الافق، بل ولا توجد حتى مفاوضات، وكذا خطاب الرئيس لن يكون شيئا ما استثنائيا. في عمره (77) وفي مدينته (نيويورك) يمكنه أن يجد انشغالات اكثر اثمارا، اسعادا، من المداولات التي لا تنتهي مع نتنياهو وابو مازن.
وقال موظفون في البيت الابيض دون أن يذكروا اسماءهم أمس لـ بن سميث، مراسل موقع الاخبار "بوليتيكو"، ان خطاب اوباما لن يتضمن وصفة لجهد متجدد لتحقيق السلام في الشرق الاوسط. وادعى بعض من مستشاري الرئيس بان اوباما يحسن صنعا اذا ما استغل الربيع العربي لمساعي استئناف المسيرة السلمية، المساعي التي يقودها ميتشيل. آخرون، وعلى رأسهم دنيس روس، ادعوا العكس. جاء اتفاق المصالحة بين حماس وفتح وسرق الاوراق. ورقة اخرى، المفاوضات بين اسرائيل وسوريا، سرقت هي ايضا بسبب الاضطرابات هناك وقمعها الاجرام.
اوباما سيرى في الاسبوعين القريبين نتنياهو وعبدالله ملك الاردن. وسيلقي يوم الخميس بخطابه عن الشرق الاوسط. ما يفكر فيه في قلبه لا أعرفه: يمكنني فقط أن اخمن بان اوباما يفكر بانه يجب أن يقول عن النزاع كل الامور الصحيحة: كم هو صعب، كم هو هام، كم يحتاج الشعبان الى السلام كهواء التنفس – ولكن في كل ما يتعلق بالافعال، من الافضل التركيز على ما هو اساس: على الخروج من العراق ومن افغانستان في ظل استقرار الانظمة هناك. في ايران. في مصر. نتنياهو وابو مازن هما في اقصى الاحوال لاعبين هامشيين.
اسرائيل بقيادة نتنياهو تدخل في منافسة غير سهل مع دول ومع منظمات دولية ملت سياستها الاستيطانية وملتها. نتنياهو لا يتميز بالمصداقية اللازمة، بقدرة المناورة اللازمة، كي يغير الاتجاه. في هذه اللحظة يخشى من نشاط سياسي امريكي يثقل عليه سياسيا في الداخل. وفي المرحلة القادمة سيتبنى نشاطا امريكيا ينقذ اسرائيل من مشاكلها في العالم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو لا يريد أن يتحدث
المصدر: "معاريف ـ ادام راز"
" في اعقاب اتفاق المصالحة بين فتح وحماس طرحت تعليلات مختلفة في حكومة اسرائيل، لماذا الان، وربما أكثر من أي وقت مضى، قلت فرص السلام، ولماذا يتعين على اسرائيل أن تمتنع عن المفاوضات مع القيادة الفلسطينية الموحدة. ويدعي موقف ما، يقع في الاطراف اليمينية من الخريطة السياسية والناطق الواضح بلسانه اليوم هو نتنياهو، بان حماس هي منظمة ارهابية والوحدة ترمز الى تفوق حماس على حكم المعتدلين بقيادة ابو مازن. موقف آخر يعتقد بان الوحدة هي مقدمة لتعزيز الحوار بين الشعبين.
موقف نتنياهو، الذي حظي بلقب "رفض السلام"، يقوم على اساس انه "لا يوجد مع من يمكن الحديث". وسواء كان نتنياهو يؤمن بذلك أم لا، فان هذا نقاش منفصل. المهم هو أن سياسة نتنياهو متواصلة. قبل وحدة الفصائل ادعى بانه لا يمكن الحديث مع الفلسطينيين لانهم منقسمون بين غزة والضفة، اما الان وما أن تمت الوحدة، فانه يواصل الادعاء بانه لا يوجد مع من يمكن الحديث كون طريق الارهاب انتصرت. المبررات في السياسة، والتي تستخدم عند الحاجة، تأتي للتغطية على الهدف الحقيقي: منع التقدم في طريق اتفاق انتقالي بين الشعبين.
جملة الحجج التي طرحت ضد مبررات نتنياهو بشأن الوحدة الفلسطينية تجاهلت حقيقة ان الفلسطينيين لم يدعوا في أي مرة ضد اسرائيل بانهم لن يتحدثوا مع حكومتها طالما ضمت في عضويتها احزابا ووزراء يعارضون حق الفلسطينيين في دولة مثل بيني بيغن او بوغي يعلون. نتنياهو لا يعقد قضاءا متساويا، وعن قصد. وهو يتمسك بحجة انه لا يمكن الحديث مع القيادة الفلسطينية الموحدة لانه يوجد فيها من لا يعترفون بحق اسرائيل في الوجود.
هل أطلق ابو مازن هذا التعليل في أي وقت مضى كي يحبط المفاوضات؟ لا. وبينما ينشغل نتنياهو بالحفاظ على الوضع الراهن، انضم رئيس الدولة بيرس هو الاخر الى فرض الرعب من المصالحة واعلن بان الوحدة هي خطر على اتفاق السلام وستمنع اقامة دولة فلسطينية.
مع حلول ايلول في الامم المتحدة، ينطلق ممثلون مختلفون للجمهور بخطط سياسية يفترض أن تحل الوضع الراهن الناشيء. معظمهم، مثل موفاز وبيرس (الذي اقترح ان يبقى جزء من المستوطنات كجيوب في الدولة الفلسطينية) يشكلون اساسا ستارا من الدخان في وجه خطة سياسية حقيقية تسعى الى انهاء النزاع. فالحل كما يعرف الجميع سيشبه على نحو متماثل جدا صيغة كلينتون والاقتراحات التي طرحت في كامب ديفيد قبل عقد من الزمان.
الاتفاق الذي وقع بين الفصائل يدل على ان سياسة ابو مازن انتصرت. اعلان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس بان استخدام العنف ضد اسرائيل سيحتاج الى اجماع فلسطيني، يدعم ذلك. وزير الدفاع، في صراحة غير عادية، قال انه في كل ولاية نتنياهو لن تجلس اسرائيل مع الفلسطينيين في غرفة مغلقة كي تفصل الامكانيات. والسبب في ذلك كما ألمح هو قبل كل شيء نتنياهو.
الاخير، كي يمنع ما هو مرتقب في الامم المتحدة في ايلول، بدأ منذ الان يعد خطة سياسية تنسحب اسرائيل بموجبها من مناطق في الضفة دون أن تتلقى أي مقابل لها. عمليا، من خلال اعادة المناطق تفقد اسرائيل اوراق مساومة يمكنها أن تستخدمها كرافعة في مفاوضات مستقبلية. خطة نتنياهو للانسحاب، والتي تشبه في قسم منها اقتراحات بيرس ستسمح بتقويض امكانية تسوية اقليمية من خلال فقدان اسرائيل لاوراق مساومة.
هذه الخطط مثل خطط مشابهة للاوروبيين، لا تأتي لحل النزاع بين الشعبين، بل لتأجيل كل بحث جدي واتفاق انتقالي بين الشعبين. في نهاية المطاف، الاطار لاتفاق السلام قائم. الموضوع هو أن رئيس الوزراء لا يريد".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عشرة ايام واربعة خطابات
المصدر: "هآرتس – الوف بن"
" تركز السياسة الخارجية الاسرائيلية تركز الآن على هدف واحد: الحفاظ على تأييد الولايات المتحدة والدول المركزية في اوروبا، تمهيدا للمواجهة الدبلوماسية مع الفلسطينيين في الامم المتحدة، وفي حالة اندلاع انتفاضة ثالثة. هذا ما يشغل بال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسيقف في مركز رحلته هذا الاسبوع الى واشنطن. المسألة الاساسية ستكون بالطبع ما هو الثمن الذي سيدفعه نتنياهو للرئيس براك اوباما مقابل الاسناد الامريكي لاسرائيل.
القيادة الاسرائيلية تتمسك بنهج اللاشريك، وبموجبها لا يوجد مع من يمكن الحديث في الطرف الفلسطيني، ولا يوجد على ماذا يمكن الحديث. الخلاف في القيادة يتعلق بالتكتيك فقط: "نعم، لكن"، أو "ولا شبر". وزير الدفاع، اهود باراك، يروج لعرض مبادرة سياسية اسرائيلية تعد الفلسطينيين بدولة على "ارض 1967" تبعا لشروط وتحفظات، وبالأساس ليس الآن. باراك يعتقد بأن مثل هذا الوعد سيزيح الضغط السياسي عن اسرائيل. النائب الاول لرئيس الوزراء، بوغي يعلون، يعتقد بالمقابل بأن اسرائيل في وضع جيد، عندما تكون الانظمة في الدول العربية تنهار وتضعف، ومحظور على نتنياهو أن يُقدم تنازلات لا تبث إلا الضعف ولن تُستجاب بأي مقابل.
رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يميل الى موقف يعلون، بموجبه كل تنازل اقليمي في هذا الزمن – حتى وإن كان بالاقوال فقط – خطير وضار. "الربيع العربي" الذي يشعل خيال اوباما يبدو لنتنياهو كابوسا مهددا. ولكن هذا موقف من الصعب تسويقه في العالم اليوم، وعليه فيتعين على نتنياهو ان يغلفه بمسحوق جذاب، يسمح لمضيفيه الامريكيين ان يُظهروا للاوروبيين وللعرب بأنهم حصلوا على شيء ما من اسرائيل.
في الايام العشرة القادمة ستجري لعبة بينغ بونغ دبلوماسية بين نتنياهو واوباما في اربعة خطابات ولقاء واحد. وفي سياق الاسبوع سيفتتح رئيس الوزراء الدورة الصيفية للكنيست ببيان سياسي يكون المقدمة لرحلته الى امريكا ويُستخدم لصد الادعاءات بأنه "يتحدث للامريكيين وليس للجمهور الاسرائيلي". وفي يوم الخميس سيلقي اوباما خطابا عن الشرق الاوسط، وسيتعين عليه ان يقول شيء ما عن اسرائيل والفلسطينيين. وفي الغداة سيلتقي اوباما ونتنياهو في واشنطن، وفي الاسبوع القادم سيخطب هناك رئيس الوزراء مرتين، في مؤتمر "ايباك" وفي الكونغرس.
البوادر الأولية تبدو جيدة من ناحية نتنياهو. مستشار الأمن القومي لاوباما، توم دونيلون، ألقى يوم الخميس خطابا في "معهد واشنطن" المؤيد لاسرائيل، وأكثر من الحديث عن ايران وعن المساعدة الأمنية لاسرائيل – وذكر فقط في الهوامش الفلسطينيين وحل الدولتين. ولكن نتنياهو تلقى من دونيلون ما يريد ان يسمعه: بأن الدولة الفلسطينية لن تقوم إلا بالمفاوضات – أي مع فيتو اسرائيلي، وليس في اعلان من طرف واحد أو فرض من الامم المتحدة. وعد مشابه سمعه نتنياهو هاتفيا من المستشارة الالماني أنجيلا ميركل. في مكتب رئيس الوزراء مقتنعون بأن اوباما سيوافق ايضا على فرض "شروط الرباعية" على حكومة الوحدة الفلسطينية – بمعنى أن تتلقى اسرائيل ايضا اعفاءا من المفاوضات، الى ان تعترف بها حماس.
وألمح اوباما بأنه سيمتنع في هذه الاثناء عن طرح خطة سلام مفصلة على اسرائيل والفلسطينيين، على الأقل حتى آب. وهذا يعني ان نتنياهو كسب ثلاثة اشهر اخرى يمكنه فيها أن يتمسك بالوضع الراهن دون ان يخاطر بضغط سياسي، وبدون تنازلات جوهرية. والسؤال فقط اذا كان الهدوء الأمني في المناطق سيبقى حتى ذلك الحين، أم أن مواجهات نهاية الاسبوع الاخير في القدس تبشر بتصعيد أوسع مثلما بشرت أحداث "يوم النكبة" في أيار 2000 بالانتفاضة الثانية في ايلول".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشروع فلسطيني.. ما لي ودولة الآن
المصدر: "يديعوت أحرونوت – سيفر بلوتسكر"
" أأحد ما في المنطقة يريد دولة فلسطينية الآن؟ لا. على الرغم من ذلك يحتمل ان تقوم. دهاء التاريخ.
من لا يريد دولة هم، صحيح حتى الآن، الفلسطينيون أنفسهم. فالفلسطينيون – وأقصد النخب السياسية والاجتماعية – يريدون بكل دواخلهم انهاء الاحتلال الاسرائيلي، أما الدولة فهي قصة اخرى. الفلسطينيون يفهمون، مثلا، بأنه مع اقامة الدولة سيضطرون الى ان يتخلوا الى الأبد عن الاراضي خلف حدودها الملتوية. وهم يفهمون بأن اقامة الدولة السيادية الوحيدة للقومية الفلسطينية ستدفن تلقائيا "حق العودة". وهم يفهمون بأنهم سيكونوا متعلقين اقتصاديا وبالجغرافيا – السياسية بالارادة الطيبة للدول المجاورة. وماذا ستكون عليه طبيعة العلاقات بين الفلسطينيين في فلسطين وبين الفلسطينيين في الاردن، في لبنان وفي اسرائيل؟ لا يسألون، لا يُجيبون.
منذ الأزل وصفت الحركة الفلسطينية نفسها كحركة تحرر وطني – تحرر من الاحتلال الاسرائيلي – وليس كحركة انبعاث رسمي (كدولة). وباستثناء بضع شخصيات استثنائيين كرئيس وزراء السلطة الفلسطينية، سلام فياض، لم تعنى م.ت.ف باقامة دولة على الطريق، وذلك لانها لم تستنفد الطريق السياسي. فما بالك أن الامر صحيح بالنسبة لحماس وتوابعها. القيادة الحالية للفلسطينيين تريد انجازا سياسيا واحدا ملموسا: وقف البناء في المستوطنات. المستوطنات المتسعة هي في نظرها جرحا مفتوحا واستفزازا يهوديا متواصلا. فضلا عن ذلك، فان المفاوضات مع اسرائيل ستستمر الى الأبد.
الدول العربية هي الاخرى لا تريد حقا ان يكون للفلسطينيين قريبا دولة قومية مع نظام متقلب، منقسم جغرافيا ومشكك للنظام القائم. لو أرادت هذه الدول لكانت هذه الدولة قامت منذ زمن بعيد. عدم الاكتراث لحلم الدولة الفلسطينية السيادية بارز في موجة التحول الديمقراطي الذي يجتاح الشارع العربي. 95 في المائة من متظاهري الديمقراطية هناك لا يذكرونها ولا يتطرقون اليها. فالامر لا يهمهم.
اليسار والوسط السياسي في اسرائيل، ومؤخرا رئيس الوزراء نتنياهو، يظهرون كمن يتبنون اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل وكمؤيدين لـ "دولتين للشعبين"، ولكن هذه أحبولة اسرائيلية دارجة وتضليل للذات. دولة فلسطين معناها، مثلا، تقسيم القدس: ما هو يهودي لليهود، وما هو عربي للعرب؛ فهل يعرف أحد ما كيف يتم ذلك؟ معناها اخلاء 100 ألف مستوطن واستيعابهم في اسرائيل، فهل بلور أحد ما خطة عملية لذلك؟ معناها تبادل للاراضي بحجوم نسبية هائلة؛ فهل أعطى أحد ما رأيه في مصاعب تنفيذ مثل هذه الخطوة؟ الكلام في جهة والافعال في جهة اخرى. يدفعون ضريبة لفظية لفكرة "الدولتين" ويوسعون عدد السكان اليهود خلف حدود 1967 ليصل الى نصف مليون.
معظم الاسرائيليين يشعرون على نحو حدسي، مثل رئيس الوزراء الأسبق اريئيل شارون، بأن "الاحتلال سيء لاسرائيل"، وكان بودهم كيفما اتفق، حتى وإن كان بطريقة المعجزة، انهاؤه. الانقطاع عن الفلسطينيين دون السؤال ماذا بعد ذلك؛ شارون فعل ذلك في قطاع غزة. ولكن دولة مجاورة مستقلة مع محطات حدود، سيطرة كاملة على الارض، مطارات وموانيء، معبر آمن بين كل أجزائها وسيادة في القدس ايضا – لا والله، بالغتم.
الاتحاد الاوروبي اتخذ سلسلة من القرارات في صالح "حل الدولتين" ولم يحرك إصبعا صغيرة لتحقيقها. سياسيو اوروبا، في الغرب وفي الشرق على حد سواء، تعلموا من حرب البلقان الوحشية والتي لا تنتهي بأن من الأفضل الامتناع عن الاعتراف بدول انعزالية صغيرة مع طاقة كامنة للانفجار المتواصل. من ناحيتهم، الشرق الاوسط المستقر، الهاديء والمورد للنفط والغاز في مواعيدها، هو شرق اوسط مثالي.
اذا من يريد حقا دولة فلسطين الآن؟ الامريكيون: رؤساء الولايات المتحدة، من كلينتون عبر بوش وحتى اوباما، أقاموا حتى الآن في خطاباتهم الدولة الفلسطينية، اعترفوا بها، رسموا حدودها ووعدوا بمساعدتها. وهم يرون فيها مرسى لسياستهم ونهاية عادلة لنزاع عتيق يريدون حله لاعتبارات الدين، الايديولوجيا والاستراتيجية. مشروع فلسطين هو اذا مشروع امريكي (شبه) حصري. ما كنت لأستخف بذلك. في تاريخهم أثبت الامريكيون بأنهم عندما يُصرون جدا على شيء ما، فانهم يحققونه مهما كلف الأمر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درس وطنيات في يوم النكبة
المصدر: " هآرتس ـ جدعون ليفي"
" لو كانت اسرائيل أكثر ثقة بعدالتها؛ ولو كانت اسرائيل ذات نظام أكثر انفتاحا – لأحيوا اليوم في كل المدارس في اسرائيل، اليهودية والعربية، ذكرى يوم النكبة. كان يمكن بعد بضعة ايام من احتفالاتنا بيوم الاستقلال التي تحدثنا فيها عن البطولة وعن الانجازات التي تستحق الفخر بها، أن نجيز اليوم درسا في المواطنة، درسا في المواطنة من نوع آخر، يعرض ايضا قصة الطرف الثاني المنكرة والمكبوتة. وما كانت لتسقط شعرة واحدة من شعر رؤوسنا لو فعلنا ذلك اليوم. أصبح من الممكن بعد 63 سنة والدولة قوية نامية أن نبدأ برواية الحقيقة كلها لا جزئها البطولي الذي تريح روايته فقط.
كان يمكن في هذا اليوم أن نقول لطلابنا انه يحيا الى جانبنا شعب يعتبر يوم فرحنا بالنسبة اليه يوم كارثته بسبب ذنبه وذنبنا. ويمكن ان نقول لطلاب اسرائيل انه قد جرت في حرب 1948، كما في كل حرب، غير قليل من المظالم وجرائم الحرب. ويمكن التحدث عن اعمال الطرد والمذابح – اجل وقعت مذابح واسألوا شيوخ 1948 – والتحدث عن المدن التي "طُهرت" والقرى التي أُخربت، وعن آلاف السكان الذين وُعدوا بالعودة خلال ايام وهو وعد لم يتحقق، وعن "المتسللين" البؤساء الذين حاولوا العودة الى بيوتهم وأملاكهم كي يُخلصوا من هناك بقايا حياتهم وقتلهم الجيش الاسرائيلي أو طردهم. يمكن فضلا عن أن ندع الفلسطينيين الاسرائيليين يتذكرون يوم تراثهم ويُعبرون عن ألمهم القومي والشخصي، وهو شأن يجب ان يكون مفهوما من تلقاء ذاته، أن ندرس ايضا عندنا نحن اليهود الرواية الاخرى.
يمكن تسويغ كل ما فعلته اسرائيل في 1948، وتمكن ايضا إثارة اسئلة صعبة – لكن يجب أن نعرف (كل شيء). يجب ان نعرف انه كانت هنا 418 قرية مُحيت عن وجه الارض، ويجب أن نذكر أنه كان أكثر من 600 ألف من أبناء البلاد هربوا أو طُردوا بغير عودة عن بيوتهم وأن أكثرهم يعيشون حتى هذا اليوم هم وذرياتهم – في ظروف بائسة يحملون مفاتيح بيوتهم الضائعة. ويجوز ويجب أن نروي لطلابنا انه يوجد لهذا القمر المضيء الذي يُسمى نهضة اسرائيل جانب مظلم ايضا. يجب أن ندرس هذا كي نعرف تاريخنا وكي نتفهم أشواق الفلسطينيين وإن لم توجد نية للاستجابة لها. بل يمكن أن نسمي هذا "إعرف عدوك"، لكن يجب أن نعرف.
يجب ان نعلم أنه تحت كل حرجة (حرش) تقريبا للكيرن كييمت تكمن خرائب حرصت اسرائيل على محوها لئلا تصبح أدلة عليها ومواقع تراث اخرى. ويجوز ان نعلم انه تحت "متنزه كندا" الزاهر تكمن أنقاض ثلاث قرى أخربتها اسرائيل ايضا بعد حرب الايام الستة وحملت سكانها في حافلات وطردتهم. ويجوز ان نوجه أنظارنا الى أنقاض البيوت التي بقيت على جوانب الطرق التي نصرف عنها وجوهنا وأن نتذكر أنه كانت فيها ذات مرة حياة. بل يجوز أن ننصب لافتات ذكرى، في ارض شواهد الذكرى تذكارا للقرى التي لم تعد موجودة ايضا. ويجوز ان نسأل كيف لم تبق على طول السهل الساحلي بين يافا وغزة قرية واحدة. ويجب ايضا ان نسأل لماذا أُحيط المسجد في قلب بلدة زخاريا بجدار وعليه اللافتة المثيرة: "حذارِ، مبنى خطر". كلا، ليس خطرا، هذا المبنى المقدس لهم. ويجوز ايضا ان نسأل أين يعيش اليوم أبناء زكريا التي قامت على أنقاضها زخاريا (الجواب: في مخيم اللاجئين البائس الدهيشة). ليس هذا بالضرورة كفرا بالأصل وليس بالضرورة خيانة للفكرة الصهيونية. هذه استقامة تاريخية وفكرية قد تكون شجاعة لكن الواقع يقتضيها.
في يوم النكبة هذا كان يمكن البدء برواية الحقيقة كلها. اذا كنا فخورين جدا بها فما الداعي الى اخفائها. واذا كنا نخجل منها فقد آن أوان الكشف عنها ومواجهتها. في اليوم الذي يتعلم فيه طلاب اسرائيل فقط عن النكبة سنعرف ان الارض لم تعد تحترق تحت أقدامنا وأن المشروع الصهيوني قد تم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
حتى أيلول القذر
المصدر: "هآرتس ـ تسفي برئيل"
" يوفال ديسكين على حق. فقد كان ايلول حقا دائما شهرا قذرا. على سبيل المثال ايلول في 1993، وهو الشهر اللعين الذي وقع فيه على اتفاق اوسلو. وقبله بـ 15 سنة حدثت مأساة اخرى في شهر ايلول حين وقع اتفاق كامب ديفيد بين اسرائيل ومصر. صحيح تم الغزو النازي لبولندة ايضا في ايلول وكذلك عمليات القاعدة في الولايات المتحدة والانتفاضة الثانية. وقُتل جيمس دين في 30 ايلول، ووافقت اسرائيل في ايلول 1995 على أن تنقل لسلطة الفلسطينيين مناطق واسعة في الضفة. يتبين ان القذارة هي مسألة وجهة نظر. فما سيحدث في ايلول 2011 ايضا اذا ما حدث سيكون متعلقا بوجهة النظر.
يجب ألا يثير نص ديسكين الذي توج مؤتمر اتحاد اصدقاء جامعة تل ابيب الدهشة ولا التأثر بيقين. فرؤساء "الشباك" أو الموساد أو جنرالات سابقون لا يُختارون بحسب قدرتهم الخطابية. يوكل اليهم علاج الرعب وذلك ليس محتاجا الى كلمات كثيرة أو صياغة شعرية. إن ايران وحماس وحزب الله والارهاب والصواريخ ودولة فلسطينية مستقلة بطبيعة الامر، هي كل المخزون الكلامي الذي يُحتاج اليه لصياغة استراتيجية رعب اسرائيل. ليس لرئيس "الشباك" ويبدو أنه لم يكن له تصور سلام. ليس هذا عمله، فهو لا يُقر السياسة بل يعالج نتائجها فقط. لكن "السياسة"، كما فهمها، واضحة صافية كالبلور. فهو يقول بقطع ان "محمود عباس وسلام فياض والسلطة الفلسطينية كلها لا يمثلون سوى أنفسهم ومن المحقق انهم لا يمثلون حماس في قطاع غزة". بعبارة اخرى لم يكن داع منذ البدء الى محادثتهم فضلا عن الآن عندما صالحوا حماس.
إن المصالحة قد زعزعته شيئا ما في الحقيقة فهو لم يتوقعها، وربما كان توقعها لكنه لم يُخبر بها مقدماً لكن هذا لا يغير التصور العام وهو أن "حماس لم تغير تصوراتها وعقيدتها أو سياستها"، والمصالحة بين فتح وحماس، "تمتحن على محور الزمن". وكأن الزمن عامل مستقل لا يتأثر بالاجراءات وبالسياسة وبالتصريحات. وكأنه ليس للفلسطينيين أو لاسرائيل تأثير في مضمون الزمن وفي صورة إحداث تغييرات خلال ذلك الزمن. ما هو طول محور الزمن بالمناسبة؟ هل حُكم منذ الآن بتمزيق صفحات من الروزنامة حتى تاريخ محدد ما؟ هل ينتهي الزمن عند "ايلول القذر"؟ أربما بعد انقضاء سنة من توقيع اتفاق المصالحة عندما تُجرى انتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني وللرئاسة؟ ومتى يبدأ أصلا؟.
ديسكين بطبيعة الامر هو مثال فقط. ربما يفعل محور الزمن له شيئا ما ايضا ونراه موقعا على عرائض أو على عضوية في احدى مبادرات السلام. فقد حدث هذا لغير قليل من "عناصر الأمن" الكبار الذين غشيهم التنوير فجأة. لكنه يعرض على الملأ الآن الفروض الأساسية التي رسمت سياسة حكومة اسرائيل بلا تزويق. وبحسبها، لا يوجد ولم يكن شريك حقيقي في الطرف الفلسطيني، ومنذ الآن ايضا لن يكون حتى نهاية "محور الزمن". بل لا يجب على الحكومة ان تبرهن على هذه الدعوى. المصالحة تضليل والدولة الفلسطينية ستكون وهما وكلتاهما لا تلزم الحكومة ان تغير رؤياها. فقد بدأت تقصف المصالحة، بحسب تصور انه اذا سقطت فسيختفي معها ايضا محمود عباس، واذا بقيت فلا مكان فيها أصلا لشراكة اسرائيلية.
لكن البحث في هوية الشريك هو التضليل الحقيقي. فهو يحل بنجاح كبير محل ضرورة تحديد سياسة ورسم حدود الدولة والقرار على أنه أين تُمد حدود توابعها داخل المناطق المحتلة. هذه حذلقة فارغة تعتمد على نظرية "الخطوات التي تبني الثقة" التي تبين انها خطوات تهدم الثقة لكنها نجحت في ان تجعل مسألة الشريك الفلسطيني – لا الاسرائيلي معاذ الله – المحور المركزي في كل تباحث سياسي. ولن توفر خطبة نتنياهو المرتقبة في مجلس النواب الامريكي كلاما على الشريك غير الموجود لان هذا هو لب التكتيك الذي يتنكر بلباس السياسة. جهدت اسرائيل دائما في أن تقنع بأنها تمد يدا للسلام الى الفراغ. لكن هذه السياسة توشك ان تتلقى زعزعة في ايلول. يمكن الغاء محمود عباس واسماعيل هنية بيقين. لكن دولة فلسطينية؟ دولة يأتي اليها فجأة ملوك ورؤساء؟".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الانفصال عن التاريخ
المصدر: "هآرتس ـ دافيد زونشاين وميخال لبرطوف"
" لا يمس قانون النكبة الجديد الذي رُفعت عليه في المدة الاخيرة دعوى استئناف الى محكمة العدل العليا، بحقوق عرب اسرائيل الأساسية فقط. فهو قانون يسلب الاسرائيليين جميعا الحق (والواجب) في معرفة تاريخ الدولة التي يعيشون فيها، ولهذا يمنع مواطني اسرائيل ان يفهموا ويدرسوا ويبحثوا ويحللوا كما ينبغي المعاني التاريخية والاجتماعية والسياسية لتأسيسها.
ليس عرضا ان تنحصر مواد القانون الغامضة في رفض التعبيرات العاطفية والنصية للانشغال بالنكبة. القانون يرمي الى تشديد وتعميق التصور السائد عند يهود اسرائيل وقادتها ومؤداه ان العرب جمهور دون بدائي تحركه العواطف في الأساس. إن نفي امكانية معرفة المسارات التاريخية التي صاحبت اقامة الدولة وتفهم وجهة النظر الفلسطينية من هذه الحادثة، يحولان مصطلح النكبة في نظر يهود اسرائيل من مصطلح يتناول واقعا تاريخيا الى مصطلح ينفصل عنه تماما.
إن قطع الاسرائيليين عن الحقائق التي تصحب النكبة ليس جديدا. فالخطاب الاسرائيلي يغيب عنه تماما كل أثر لوصف أحداث 1948 من خلال عيون غير يهودية. فبالنسبة ليهود اسرائيل لا توجد سوى سلة حقائق واحدة يجب تحليل اقامة الدولة بحسبها. ولا جدل مع الحقائق التي لا تستوي والتحليل المقبول، ولا يحاولون دحضها بل يزيلونها ببساطة من السلة.
وبهذا، كما يعتقد المبادرون للقانون وأنصاره، تُطرح سلال الحقائق هذه لا من جدول العمل اليومي فحسب بل من المسارات التاريخية في الماضي والحاضر والمستقبل ايضا. لأننا اذا لم نتحدث مثلا عن القرى التي مُحيت فلن نضطر الى أن نشغل أنفسنا بآثار المشروع الصهيوني على حياة سكان هذه القرى وعلى حياة أبنائهم. مع محو كل حقيقة تتعلق بمشكلة أو مظلمة وقعت بالعرب من سكان البلاد بسبب انشاء الدولة، لا عجب أن ليس الجمهور الاسرائيلي اليهودي وحده هو الذي لا يفهم ما الذي يتحدث عنه العرب عندما يتحدثون عن النكبة؛ فبالنسبة لأكثر الاسرائيليين مصطلح "النكبة" هو صرف للنقاش من مستوى الحقائق والتاريخ، أي "اليهودي" الى المستوى العاطفي، أي "العربي". وفي التجربة العاطفية الاسرائيلية التي ترفض مجابهة أي ظل داخلي، تُصنف النكبة على أنها نتاج خطر لـ "خيال شرقي أهوج" وعنيف ينبغي كف جماحه قبل ان يثور علينا لابادتنا.
إن قانون النكبة يرسخ اذا الموقف الخطر الذي يرى التصور العربي لأحداث 1948 تصورا غير عقلاني وليست له صلة بالحقائق ولا يقوم سوى على المشاعر؛ مشاعر الكراهية بطبيعة الامر التي لا يمكن فعل شيء في مواجهتها سوى القتال. ليس هذا الموقف خطرا لانه عنصري فقط بل لانه يُخرج الصراع الاسرائيلي الفلسطيني من المجال السياسي وأساسه معرفة الحقائق والمسارات والقدرة على تحليلها بجدية وأن تصاغ بحسبها سياسة تفضي الى التغيير والتحسين والاصلاح. بدلا من ذلك ينقل موقف قانون النكبة الصراع الى المجال الأسطوري، والمُفارق وغير التاريخي. وهو مجال ليس للانسان أي سيطرة عليه وعلى مساره.
من المفارقة الشديدة ان الانفصال عن التاريخ الذي يدفع قانون النكبة به الى الأمام، ونقل الصراع الى مجال يوجه فيه الشعور والقدَر مسارات تاريخية لا عمل البشر هو ايضا تخلٍ عن الفكرة التي حركت الحركة الصهيونية منذ البدء. تلك الفكرة التي أفضت آخر الامر الى انشاء دولة اسرائيل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
خطبة اوباما: رسم رؤيا حقيقية
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"
" اذا خطب اوباما حقا خطبته "القاهرة 2" فستكون اسهاما مهما في صياغة الشرق الاوسط، وفي حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني خاصة. اذا خطب فسيكون ذلك تأييدا للثوار في الدول العربية. سيجب عليه ألا يتناول فقط الثورات التي قد وقعت والتي ما تزال لم تنشيء حتى الآن قيادات بديلة، بل الثورات التي تقع في هذا الحين في ليبيا وفي سوريا خاصة. وسيجب عليه ان يدحض المزاعم التي تقول انه توجد دكتاتوريات ايجابية واخرى سلبية، وأن يمنح الدعم لكل من يريد ان يناضل من اجل الحرية في عالمنا. وسيجب عليه ايضا ان يتناول ظواهر بعد ثورية مثل العنف الاسلامي بالنصارى في مصر وأن يحذر من التوجه القبيح لانفجار الكراهية باعتباره جزءا من الشعور بالحرية.
وسيضطر الى تناول الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. هذا الصراع واحد من الامور المهمة للجماهير في العالم العربي الذي يجري عليه الآن تغيير نظم الحكم. صحيح انه لم يكن القضية المركزية في الثورات ونستطيع ان نقول ألف مرة إن عند العالم العربي مواضيع أكثر أهمية ليعالجها، وإن حلا مناسبا للصراع سيكون بعيدا عن حل مشكلات العرب في المنطقة. لكنه في كل مقالة تقريبا تنشر في الصحف العربية الحرة، وفي كل مظاهرة وكل استطلاع رأي، يتبين ان هذا موضوع لا يسقط عن برنامج العمل. سيكون من الواجب على كل نظام عربي أن يتناوله ولو من اجل ان يقنع ناخبيه بأنه يفعل ما يتوقعون منه فعله.
يجب على اوباما ان يطلب الى حماس ان تقبل شروط الرباعية، وأن يبارك جهد اعادة غزة الى الاطار الفلسطيني المشترك، وأن يعلن انه اذا نشأت حكومة خبراء فلسطينية ليس فيها ناس من حماس فستفحص الولايات المتحدة عن سلوكها ولا سيما في الجانب الأمني وتقرر علاقتها بها بحسب ذلك. يجب على اوباما أن يُقر مباديء الاتفاق وأن يدعو الطرفين الى التباحث فيها فورا مع الامتناع عن خطوات من جانب واحد: فالفلسطينيون يمتنعون عن اثارة موضوع الدولة الفلسطينية في الامم المتحدة، وتلتزم اسرائيل وقف البناء وراء الخط الاخضر. لو أمكن التوصل الى اتفاق دائم مع عباس في الاشهر القريبة لأصبح الاتفاق حقيقة كاملة أمام كل حكومة فلسطينية في المستقبل. يُفضل اذا التوصل الى اتفاق الآن على انتظار نتائج انتخابات ستكون (أو لا تكون) بعد سنة.
لكن حتى اذا لم يمكن التوصل الان الى اتفاق دائم (والمطالب التي تُسمع من قبل اسرائيل لا تُمكّن من اتفاق كهذا)، فيجب ان يكون كلام اوباما هو الرؤيا التي يحتاج اليها الفلسطينيون كشهادة تأمين للتوصل الى اتفاق مع اسرائيل على تنفيذ المرحلة الثانية من خريطة الطريق.
الامر عملي: خطبة اوباما هذا الاسبوع وبعدها خطبة نتنياهو أمام مجلسي النواب الامريكيين باعتبارها صدى لتلك الخطبة واعلانا بأن الطرفين سيمتنعان عن خطوات من طرف واحد. ولهذا ينبغي البدء بتفاوض مكثف إن لم يؤدِ الى تسوية دائمة فقد يفضي الى دولة في حدود مؤقتة يُعترف بها في الامم المتحدة (وتعترف بها اسرائيل قبل الجميع) وتكون حقيقة على الارض حتى بالنسبة لحماس".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطبة اوباما: العودة الى مخطط بوش
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ ايزي لبلار"
" فخامة الرئيس سلام، إن كثيرين منا يقلقهم أنه يبدو أنك تبنيت الرواية العربية التي تتجاهل حقيقة أن دولة اليهود هي التي عانت عنف جاراتها في المواجهات التي سبقت حرب 1967 وانه لا توجد عند أكثر الاسرائيليين اليوم – وفيهم رئيس حكومتنا – أي رغبة في السيطرة على العرب. قد لا نكون موافقين على مساحة الارض التي يُمكّننا القرار 242 من التمسك بها. لكن النقاش يتعلق بدرجات مئوية في الحد الأدنى. بل إن رئيسي حكومة اسرائيليين عرضا على الفلسطينيين أكثر من 90 في المائة من هذه الاراضي وحظيا بالرفض.
نحن نجابه منذ سنين ايران اسلامية على شفا احراز قدرة ذرية. وهي دولة تكرر اعلان نيتها ان تمحونا عن خريطة العالم. والآن العالم العربي كله غارق في مسيرة مؤلمة لأحداث ثورية. لكن قد يتبين ان النظم الجديدة أشد التزاما للاسلام المتطرف من نظم الحكم الاستبدادي الفاسدة التي سبقتها. في نهاية المطاف قد نجد أنفسنا مرة اخرى محاطين بدول تلتزم القضاء علينا. ففي هذا السياق يا فخامة الرئيس، يسأل الاسرائيليون: ما الذي تتوقعه بالضبط من رئيس الحكومة نتنياهو ومن حكومته؟.
بعد كل شيء كان الانسحاب من طرف واحد من غزة هو الذي أفضى الى أن تلقينا جزاء ذلك صواريخ بقوة أكبر. ومنذ أن تم انتخابك للرئاسة كانت اسرائيل هي التي قامت بجميع التنازلات. في السنة الماضية خطا نتنياهو خطوة لم يسبق لها مثيل عندما فرض تجميدا للبناء في المستوطنات عشرة اشهر حتى في مناطق لا شك في ان تبقى جزءا من اسرائيل. وكذلك التزم ان تؤيد حكومته حل الدولتين وبهذا أحدث تغييرا عظيما للسياسة في حزبه.
من جهة اخرى وعلاوة على الادلاء بتصريحات معوجة تؤيد السلام – أُخفيت هي ايضا عن ناخبيهم – رفض القادة الفلسطينيون المهادنة ولو على موضوع واحد بل لم يوافقوا على مفاوضتنا.
يؤمن كثيرون منا بأن هدف عباس الرئيس مثل أقربائه في حماس هو نقض السيادة اليهودية لا انشاء دولة مستقلة. أنت تعلم ان حماس منظمة قاتلة تلتزم القضاء على اليهود جميعا. لكن الشخص الذي تُصر على انه شريك معتدل في السلام اختار الاتحاد مع هؤلاء الاسلاميين المختلين نفسيا. وفي الختام نقول يا فخامة الرئيس كلمة تتعلق بحقنا في الدفاع عن أنفسنا. لو أن السلطات في كوبا أو المكسيك أجازت صواريخ موجهة على مدنيين امريكيين أكنت تدعو الى ضبط النفس؟ أنا أُلح عليك أن تُعيد المباديء التي رسمتها ادارة بوش وهي المباديء التي أهملتها، الى ما كانت عليه. أنا أتناول الرفض تعريضا لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين؛ والاعتراف بالتغييرات السكانية فيما يتعلق بالكتل الاستيطانية الرئيسة والتخلي عن طلب الانسحاب الى خطوط وقف اطلاق النار في 1949. يا فخامة الرئيس، قبل خطبتك القريبة إفحص من جديد عن سياستك الحالية".
15-أيار-2011
استبيان