أخبار وعناوين وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت أحرونوت":ـ الوعود والواقع.
ـ ضربة من السماء.
ـ حادثة جوية مميتة، ثلاثة طيارين ومتدرب قُتلوا في تحطم طائرة خفيفة في حيفا.
ـ المحكمة العليا تُعيد طفلة الى أمها البيولوجية بعد ان كان تقرر نقلها الى التبني.
صحيفة "معاريف":
ـ اسحق حوفي، قائد المنطقة الشمالية في 1973، يُحطم الاسطورة، "السوريون لم يكونوا على الجدار".
ـ "الجبهة الشرقية لم تنهار".
ـ خطاب بار ايلان 2 في الكونغرس.
ـ اختطاف ايطالي في غزة.
ـ رحلة جوية مميتة.
ـ الصُلح (هرتسوغ وبيرتس).
صحيفة "هآرتس":
ـ نتنياهو سيلقي خطابا في واشنطن، لن نسمح بأن يُملوا علينا شروط السلام.
ـ بعد البيان، ليبرمان يتفرغ للتنس والاستشارة القانونية.
ـ الولايات المتحدة في تلميح لاسرائيل، هذا هو الوقت لخطوات ذات مغزى.
ـ ايران استغلت الاضطرابات في الدول العربية لتسريع تهريب السلاح.
ـ المستوطنون سيحصلون على أولوية على المواطنين الآخرين في الحصول على رخصة سلاح.
ـ نقطة الاحتكاك الجديدة في شرقي القدس.
ـ الاسد يأمر باطلاق معتقلي المظاهرات، ولكن الاحتجاج يستمر.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ دعوة نتنياهو لالقاء خطاب في الكونغرس.
ـ اربعة قتلى في تحطم طائرة خفيفة في حيفا.
ـ غزة، متطرفون يختطفون نشيط حقوق انسان ايطالي ويهددون بقتله.
أخبار وتقارير ومقالات
برنامج إيران النووي يتقدم بدون تحدياتالمصدر: "جيروزاليم بوست ـ يعقوب لابين"
" حذر محلل أمني، يوم الخميس، من أن برنامج إيران النووي يتقدم بدون أي تحد مهم من القوى الغربية.
قال إفرايم كام، نائب رئيس معهد الدراسات الأمنية القومية في جامعة تل أبيب وعقيد سابق في قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي إنّ العلماء الإيرانيين تقدموا في استخدام أجهزة طرد تخصيب اليورانيوم من الجيل الأول البدائية إلى استخدام تصاميم "أكثر تطوراً من الجيل الثاني والثالث".
وهذا الأسبوع، صرّح رئيس منظمة الطاقة الذرية النووية الإيرانية، فريدون أباسي، أنّ المفاعل النووي بوشهر، الذي يقول النظام الإسلامي أنه مزود كهربائي تجاري، سيكون قيد التشغيل في الشهر القادم. كما ادعى أباسي أن إيران ستبني أربعة أو خمسة مفاعل للأبحاث النووية في السنوات القادمة.
وقال كام، "من الصعب معرفة ما هو دعاية أو حقيقي، لكن ما هو واضح أنهم يُحرزون التقدم. وهم كانوا يُجربون عمل أجهزة طرد أكثر تطوراً على مدى أكثر من عام".
وقال كام إنّ دراسة أمريكية نُشرت مؤخراً استنتجت أن طهران استطاعت تجاوز مشكلة فيروس ستكسنت الذي حسب التقارير أضر كثيراً بالبرنامج النووي.
وأضاف كام قائلاً "ما من سؤال حول التقدم الذي يُحرز. فالجدول النووي لإيران ليس على جدول أعمال العالم على الإطلاق. فلأشهر، ما من تحديات صادرة من أوروبا أو الولايات المتحدة والمفاوضات معلقة. فما من ضغط يُمارس على طهران".
وقال كام، "إضافة إلى ذلك، إنّ الرئيس محمود أحمدي نجاد والقائد الأعلى آية الله خامنئي قلقان من من أن تشعل الثورة التي تضرب العالم العربي أعمال شغب إضافية داخل إيران ويأملان من التصريحات بشأن التقدم النووي من أن تخفف الضغط الداخلي. والإشارة إلى نجاحات كهذه تمنحهم هيبةًً أكبر".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحرب لتقليص السلاح النووي: مس بأمن إسرائيل
المصدر: "موقع nfc ـ أبراهام بن عزرا"
" المنظمات المختلفة، وخاصة منظمات اليسار المتطرف بتشجيع من اغلب وسائل الإعلام الإسرائيلية، تحدد الموقف وتتخذ المبادرة، للإعراب والعمل ضد التسلح النووية لجيوش العالم.
حسب الظاهر، هذه الخطوة تجري من خلال القلق على أمن العالم، بهدف منع كوارث نووية، لكن عمليا النشاطات في هذا الاتجاه، في الفترة الأخيرة بتشجيع ودعم رئيس الولايات المتحدة "حسين"، تمس بأمن دولة إسرائيل وتشجع على الإرهاب.
لا مكان للقلق، الولايات المتحدة لن تنجر وراء الولايات المتحدة في هذا الموضوع، وهذا ما سيحصل أيضا حتى لو عين أحمد الطيبي (عضو كنيست عربي) وزيرا للدفاع. لان دولة إسرائيل لا تستطيع أن تسمح لنفسها بالتصرف كما لو أنها في وسط أوروبا، وليس في قلب النزاع الذي لا ينتهي في الشرق الأوسط.
يجب أن نعرف أن جزء مهم من قوة بقاء دولة إسرائيل، مصدره تفوقها العسكري العلمي على محيطها، وبشكل خاص بقدرتها النووية، التي في وضع معين، قد تستخدم هذه القدرة النووية (وهو ما يسعى الجميع أن لا نصل إليه)، كبديل للخطر الوجودي على دولة إسرائيل.
كذلك أيضا، في نظرة إلى الأمام، وبفرض انه سمح بتقييد الأسلحة النووية، أول من سيوافق على هذه الخطوة هي الدول المتقدمة، التي فيها الإشراف الدولي ممكن وسهل، في حين انه في الدول الديكتاتورية والمتعصبة، مهمة الحد من القدرة النووية والإشراف على ذلك، ستكون مهمة غير ممكنة، بسبب معارضة قوية على الإشراف، والخطر الذي سيعمل في ظله المراقبون، والخوف من هذا الخطر.
بالإضافة إلى ذلك، اتخاذ السياسات الضبابية والسياسات المرتبطة بحاكم واحد، يستبدل من حين إلى آخر، هي أيضا لا تساهم في إنجاح الإشراف النووي الدولي الصعب. وفقا لذلك، إذا انطلقت عملية التقليص النووي إلى التنفيذ، لن تكون نافعة وأيضا لن تسري في الدول الإرهابية، بل فقط في الدول الغربية بما فيهم دولة إسرائيل.
بخصوص الولايات المتحدة، أيضا فيها لن ينفذ الإشراف، وذلك بسبب قوتها وعظمتها التي تضعان على ذلك معايير دولية، التقليد وقواعد اللعبة، وما هو مسموح للولايات المتحدة، ممنوع على أي دول كانت.
لذلك، جميع المنظمات التي رفعت راية الحرب النووية، أي المعارضة للقدرة النووية، يعملون بين الهدف المقصود والعمى السياسي، في الاتجاه المعاكس".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المستوطنون سيحصلون على أولوية حيازة رخص السلاح
المصدر: "هآرتس – من جيلي كوهين"
" سيحصل المستوطنون على أولوية في اجراءات استصدار رخص للسلاح – هكذا تقرر في مداولات اجريت مؤخرا في وزارة الامن الداخلي.
في الفترة الاخيرة اجريت دراسة شارك فيها مندوبون عن شرطة اسرائيل، وزارة الامن الداخلي المسؤولة عن ترخيص الاسلحة النارية، رجال الحرس المدني ومواطنون آخرون، بهدف فحص قائمة المعايير لحيازة السلاح. وحسب قرار اللجنة، سيحصل السكان في البلدات التي تعتبرها قوات الامن مناطق خطر أولوية في عملية معالجة استصدار التراخيص وتجديدها. ويدور الحديث عن كل منطقة يهودا والسامرة وكذا عن عدة بلدات على طول الخط الاخضر وصفت بانها "مرشحة للشغب" – سواء لقربها من البلدات الفلسطينية ام كنتيجة لانعدام التحصين أو الحراسة الكافية في المكان.
وحسب آخر المعطيات للعام 2010 التي تقدم بها يعقوب عميد مدير قسم ترخيص الاسلحة في وزارة الامن الداخلي الى مركز البحوث والمعلومات في الكنيست، فان في اسرائيل هناك أكثر من 180 الف مواطن يحوزون أسلحة. وفي الوزارة يقدرون بانه في مناطق الخطر توجد نحو 10 الاف رخصة لحيازة السلاح".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استطلاع"هآرتس"، 38% من المستطلَعين يعتقدون ان الاتهام ضد ليبرمان هو "قرار صائب"
المصدر: "هآرتس ـ يوسي فرتر"
" يقسم قرار تقديم كتاب اتهام ضد وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الجمهور إلى نصفين متساويين، بين من يعتقد ان المسألة تتعلق بملاحقة سياسية وبين من يعتقد بأن المسألة تتعلق بقرار صائب. هكذا يظهر من استطلاع خاص أقيم أمس الأول لصالح "هآرتس" على يد معهد "ديالوغ"، باشراف البروفسور كميل فوكس من جامعة تل أبيب.
هذا المعطى لا يشير، بلغة مخففة، إلى الثقة الزائدة بالهيئة القضائية، التي تأخرّت فترة طويلة حتى اتخذت القرار بخصوص تقديم كتاب اتهام. أقيم الاستطلاع قبل يوم من الإعلان عن قرار المستشار القضائي للحكومة، يهودا فينشتاين. كانت صيغة السؤال الذي وُجه إلى المستطلَعين ،"غدا، بعد سنوات تحقيق طويلة، يقف المستشار القضائي للحكومة للاعلان عن تقديم كتاب اتهام ضد وزير الخارجية ليبرمان. هل بحسب رأيك تتعلق المسألة بملاحقة سياسية أو بقرار صائب".
النتيجة هي، 38% من المستطلَعين يعتقدون أن المسألة تتعلق بقرار صائب، في حين ان نسبة مماثلة تعتقد أنها ملاحقة سياسية . 24% من المستطلَعين أجابوا "لا أعرف". جرى الاستطلاع وسط 475 مستطلَع من الجمهور العام، مع أخطاء عينية بنسبة 4.6 %. يشير انقسام المعطيات إلى تعاطي القطاعات المختلفة في المجتمع مع هيئة فرض القانون، 65% من المصوتين الروس، 43% من المصوتين المتدينين، 46% من المصوتين الحريديم و41% من المصوتين الذين يحددون انفسهم "تقليديين" يتمسكون بهذا الرأي لأن المسألة تتعلق بعملية سياسية وغير مناسب.
عندما يعتقد أقل بكثير من ثلث الجمهور أن المسألة تتعلق بقرار مناسب وصائب، على الهيئة القضائية ان تقوم بنقد ذاتي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رئيس الحكومة، "وجود الشعب الإسرائيلي مرتبط بقوة الجيش الإسرائيلي"
المصدر: "موقع الجيش الاسرائيلي"
" حلً رئيس الحكومة، "بنيامين نتنياهو" يوم امس الخميس ضيفا على منتدى هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، الذي أقيم بمناسبة عيد الفصح، وذلك بمشاركة وزير الدفاع، "إيهود براك" ورئيس الأركان الجنرال "بني غانتس".
وقد عرض رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال "بني غانتس"، أمام رئيس الحكومة ووزير الدفاع جوهر التحديات والمهمات الموضوعة الآن على طاولة منتدى هيئة الأركان العامة، وختم كلامه قائلا إنً القوة الرئيسية للجيش الإسرائيلي هي الثروة البشرية التي تشغّل الجيش الإسرائيلي وتؤدي الى قوته وقدرته. وقال أيضاً، "في الأسابيع الأخيرة واجه الجيش الإسرائيلي تحديات أمنية متنوّعة. الجيش الإسرائيلي يجري تقديرات جارية للوضع ويعرف كيف يرد على تلك التحديات حتى يعود الهدوء الى المستوطنات الإسرائيلية".
وقد هنًأ رئيس الأركان الموجودين بحلول عيد الفصح السعيد، وأمل أن يعود جلعاد شاليط وكل مفقودي الجيش الإسرائيلي بسرعة الى عائلتهم وإلى الشعب الإسرائيلي كله، كما بعث تهنئة بشفاء الشاب "دنيئيل فيبليخ" الذي أصيب يوم الخميس الماضي من جراء إطلاق صاروخ باتجاه الباص الذي مرً بالقرب من كيبوتس ساعد، وأعرب عن حزنه لمقتل أولاد عائلة فوغل في إيتمار. وقدم رئيس الأركان هدية متواضعة الى رئيس الحكومة باسم الجيش الإسرائيلي، صورة من أيام خدمته في "سييرت متكال".
"نحن أمام أصعب التهديدات التي لم نرَ مثلها منذ سنوات"
وقال وزير الدفاع، إيهود براك في الحفل إنًنا، " الآن أمام أصعب التحديات التي لم نرَ مثلها منذ سنوات، والمطلوب من الجميع التفكير من جديد في كيفية إحراز النتائج، كيفية الوصول الى حسم في حالة حصول حرب، كيفية بناء القوة الحقيقية ضمن إطار الموارد، إضافة إلى ضرورة توسيع إطار الموارد، التي لم تبحث بالطبع في هيئة الأركان".
وأضاف وزير الدفاع قائلا، "عشية عيد الفصح، الذي هو أيضا عيد الحرية، نحن يجب أن نعود ونذًكر أنفسنا بأن الحرية تعطى فقط لمن يعرف الدفاع عن نفسه، وهيئة الأركان، الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية هي الهيئات التي تدافع في نهاية الأمر عن الدولة وتومّن الحرية".
وقد شكر رئيس الحكومة، "بنيامين نتنياهو"، رئيس الأركان وأعضاء منتدى هيئة الأركان على العمل المهم الذي يقومون به يوميا للدفاع عن الشعب الإسرائيلي ودولة إسرائيل قائلا إنً، "وجود الشعب الإسرائيلي في أرضه ما زال مرتبطاً بقوّته الدفاعية، بالجيش الإسرائيلي. شعبنا، الذي كانت تنقصه في الماضي القوة الدفاعية، يخلق وسائل درء خطر عدوّنا وحماية البيت".
وأضاف رئيس الحكومة معدّداً التحديات الكبيرة التي تواجه دولة إسرائيل ، وتابع أنّه، "يثق بقدرة الجيش الإسرائيلي على مواصلة تأمين حياة آمنة لسكان دولة إسرائيل". وقد تمنى رئيس الحكومة للمنتدى ولمجمل جنود الجيش الإسرائيلي وعائلاتهم عيد فصح سعيد".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو، لن نقبل إملاءات لاتفاقية السلام
المصدر: "موقع nfc ـ إيتسيك وولف"
" قال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو يوم امس الخميس، إنً الحكومة سترفض قبول إملاءات خارجية لاتفاقية سلام مع الفلسطينيين.
وقد قال في خطابه الذي ألقاه في مؤتمر الليكود في مركز المؤتمرات في تل أبيب بمناسبة عيد الفصح "نحن نقف موقفا ثابتا أمام الذين يحاولون إملاء شروط ستبقينا دون أمن ودون سلام".
وقد قيلت هذه الأمور على خلفية التقارير التي وفقها أحبطت الولايات المتحدة مؤخرا مخططا لاستئناف المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين التي بلورتها بريطانيا، فرنسا وألمانيا.
وأشار نتنياهو الى أنً حكومته وضعت حدا لعهد ضبط النفس. وقال، "نحن نقوم بالكثير، لا يعرف الجميع ذلك لكننا نقوم بالكثير ليس فقط من خلال الرد إنما أيضا من خلال منع ذلك. النتيجة هي سنتين من الهدوء تقريبا لا مثيل له. صحيح أنه مؤخرا كان هناك محاولة لخرق الهدوء. رددنا بقوة والجيش الإسرائيلي هاجم وهاجم مجددا. وأنا آمل أن تفهم حماس الرسالة. وفي حال لم تفهمـ ستفهم. لن نتحمل إطلاق الصواريخ على الباصات وعلى أولادنا. ولن نتحمًل وضعا ينام فيه أشخاص في الملاجئ لا في الجنوب، لا بالوسط ولا في الشمال".
وقد شكر نتنياهو رئيس الكنيست ريفلين، وزراء الحكومة، نواب الوزراء وأعضاء الكنيست من الليكود.
قال "نحن عملنا سنتين في الحكومة وسنتين في الكنيست. لم نخسر حتى صوت واحد. هذا ثمرة الإنضباط والالتزام. وقد وجّه انتقادا لاذعا للمعارضة "هناك أشخاص يتكلمون وهناك أشخاص ينفذون. هم يتكلمون ونحن ننفّذ".
كما أشار نتنياهو في خطابه الى أنً إحدى الأمور الجوهرية جدا لدولة إسرائيل هي إدراك صوابية الطريق.
وقال أيضا، "هذا بلدنا، وهذا سيكون دوما بلدنا. فنحن لا نستثمر عبثاً في خطة التراث".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استغلال إيران لأعمال الشغب في دول عربية بغية الحث على تهريب السلاح
المصدر: "هآرتس – عاموس هرئيل"
" حثت إيران في الشهرين الأخيرين على تهريب السلاح لسوريا؛ حزب الله والمنظمات الإرهابية الفلسطينية، انطلاقاً من استغلال الثورات وأعمال الشغب في مختلف أرجاء الشرق الأوسط. حقيقة أن انتباه المجتمع الدولي منصبٌ على تغيير الأنظمة في المنطقة وفي الآن عينه على الخدمات الاستخباراتية في مختلف الدول التي تُعنى بشكل خاص بالدفاع عن الحُكام، أوجدت للإيرانيين مرتعاً خصباً للعمل. ووفقاً لتقدير جهات استخباراتية في الغرب وإسرائيل، كُشِفَ وأُحبط جزء محدود نسبياً من عمليات التهريب الإيرانية ـ في الوقت الذي لم تحظَ فيه انتصارات طهران، بالتأكيد، بترويج إعلامي.
هذا وأُفيد في الشهرين الأخيرين عن حصول سبعة حوادث مختلفة، على الأقل، متعلقة بتشكيل التهريب، الذي يقوده الحرس الثوري الإيراني. إذ أوقف مقاتلو الكوماندوس البحري في الجيش الإسرائيلي بمحاذاة الشواطئ الإسرائيلية سفينة "فيكتوريا" وعلى متنها صواريخ وذخيرة أرسِلَت من إيران لعناصر الجهاد الإسلامي في قطاع غزة. وتحمل السفينة، التي مرت عبر المرافئ السورية والتركية في طريقها إلى مصر (من هناك خُططت عملية التهريب إلى القطاع)، صواريخ ساحل – بحر من صنع إيراني، ومن طراز سي ـ 704. ولقد خُصِصَت هذه الصواريخ للسماح للمنظمات الفلسطينية في القطاع باستهداف سفن سلاح البحرية وكذلك مواقع البنى التحتية البحرية، مثل العمليات الإسرائيلية للتنقيب عن الغاز.
بعد فترة وجيزة من ذلك، أعلنت تركيا عن إيقافها لطائرتين إيرانيتين عبرتا مجالها، الواحدة تلو الأخرى. ويبدو أن الأتراك قد حاولوا بدايةً التهرّب من التصريح العلني عن طبيعة الحمولة التي كانت على متن الطائرتين. وفي وقت متأخر نسبياً، أعلنوا فقط عن أن إحدى الطائرات كانت تحوي شحنة كبيرة من قذائف الهاون مخصصة لسوريا. في حين تفيد الفرضية الغربية بأنه كان من المفترض أن تُنقل هذه القذائف من سوريا لمنظمات إرهابية في لبنان أو غزة. وفي السياق، جرت عملية إعاقة الطائرتين فقط بعد ضغط شديد مارسته الإدارة الأميركية، التي كانت أيضاً متورطة على ما يبدو بالتزويد بمعلومات استخباراتية مُسبقة حول طبيعة الشحنة التي تقلها الطائرتين. وقد أثار تصرّف حكومة أنقرا بشأن هذه القضية غضباً عارماً في واشنطن.
إلى جانب الطريق الشمالي – من إيران، مروراً بتركيا وسوريا ووصولاً إلى المنظمات الإرهابية المختلفة – تُشغّل طهران طريق تهريب جنوبي، عبر السودان ومصر باتجاه سيناء وغزة. على الرغم من تغيير الحكم في القاهرة، ثمة أجهزة أمنية مصرية قلقة بما فيه الكفاية من عمليات التهريب (لاسيما لأن هناك خشية من أن يصل هذا السلاح إلى أيدي متطرفين في منطقتهم) بغية العمل ضد قوافل الأسلحة. ففي أحد الحوادث أوقفوا قافلة، وفي حادثة أخرى، تبعاً لتقارير في الوسائل الإعلامية الغربية، قصفوا من الجو قافلة أخرى.
وفي السياق، جرت الحادثة الأخيرة الأسبوع الماضي، في السودان، حيث قُتل شخصان جراء الغارة الجوية المُركزة، في الطريق الذي يتوسط مطار الخرطوم وبورتـسودان. وقد اتهمت الحكومة السودانية إسرائيل بهذا الهجوم – في حين امتنعت إسرائيل عن التأكيد أو النفي. ووفق الصحف الكويتية، فإن أحد القتلى هو "عبد اللطيف أبو أشقر"، فلسطيني لَعِبَ دوراً رئيسياً في تهريب الأسلحة إلى حماس ويوصف بأنه وريث "محمود المبحوح"، مسؤول حماس الذي اتُهمت منظمة الموساد باغتياله في شهر كانون الثاني 2010. إضافة إلى تهريب السلاح، ينقل الإيرانيون أيضاً مبالغ مالية ضخمة لحماس، بغية تمويل نشاطها في غزة. ففي آذار هاجم سلاح الجو سيارة تُقلُّ عدداً من نشطاء حماس بالقرب من رفح. وبعد وقوع الحادث، اتضح أن الهجوم قد خُصِصَ لإحباط عملية إدخال مبلغ مالي كبير (بحسب جهات مختلفة، المسألة تتعلق بـ 18 مليون دولار).
إلى ذلك، قالت جهات سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل لـ "هآرتس" إن "إيران تحرّض وتضلل في كافة أرجاء المنطقة، بدءاً من أفغانستان واليمن ووصولاً إلى مصر والمغرب". وتبعاً لكلامهم، ستضطر الإدارة الأميركية للإدراك بأنه ينبغي أن تشمل بعض مساعي إعادة الاستقرار في الشرق الأوسط عناية شديدة بطهران، ليس فقط بسبب برنامجها النووي، إنما أيضاً بكل ما يتعلق بتشكيل التآمر الذي تُشغّله وكذلك بانتهاك حقوق الإنسان في الساحة الداخلية، حيث تجري هناك دائماً اعتقالات جماعية وملاحقات لمعارضي النظام".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعتقال مبارك من تويتر الى سجن طرة
المصدر: "هآرتس ـ الوف بن"
" الربيع العربي تغير فأصبح خريفا متكدرا. الثورة في مصر، التي بدت في البداية انتفاضة عفوية لجيل الفايس بوك والتويتر أخذت تبدو مثل الثورات التي عرفناها في اماكن اخرى. الحاكم المطاح به ونجلاه نقلا هذا الاسبوع من الاقامة الجبرية في شرم الشيخ الى الاعتقال الكامل. ومثل القيصر نيكولاي وعائلته، مثل نيكولاي والينا تشاوتشسكو، فايضا حسني، جمال وعلاء مبارك يتقدمون في المسار الذي يسير من مناعم السلطة الى ثلة الاعام. في الطغيان الوحشي مثل روسيا القيصرية، رومانيا الشيوعية ومصر المباركية، لا توجد ثورات مفرحة. العنف فقط يبدل مكانه.
مبارك المريض اعتقل وحقق معه وهو على سريره ونجلاه نقلا الى سجن طرة في القاهرة، حيث حبس في حينه الاسرائيلي عزام عزام. جمال مبارك، وهو يلبس البدلة الرياضية غير حليق الوجه، بدا كظل باهت لولي العهد في البدلة قبل بضعة اشهر. "لم يصدق أن هذا يحصل له"، روى مصدر في مصلحة السجون المصرية لصحيفة "الاهرام"، بوق النظام.
في مصر لا توجد تحقيقات طويلة، تردد في رفع لوائح اتهام واجراء استماع طويل لكبار المسؤولين، مثلما في اسرائيل، في اللحظة التي تنزل فيها من عظمتك، فأنت في البئر. بداية اعتقلوا وزراء الحكومة المصرية السابقة، وبعد أن انهاروا في غرف التحقيقات حان زمن أوامر الاعتقال ضد الرئيس السابق ونجليه. لا يوجد سبيل أكثر ضمانة لترسيخ شعبية الحكم الجديد من اهانة اسلافه. المتظاهرون في الميدان طلبوا رأس مبارك، والجنرالات وفروا لهم مبتغاهم. ما حصل لمبارك يشرح تصميم الطغاة الاخرين في العالم العربي على الكفاح في سبيل حكمهم. فهم يعرفون انه في نهاية الولاية لا ينتظرهم تقاعد سخي وعقد لكتابة مذكراتهم، بل الرفيق كلاشينكوف. وعليه، فان بشار الاسد يطلق النار على المتظاهرين، معمر القذافي "يقاتل حتى الموت"، ورئيس اليمن يرفض الاعتزال حتى بعد أن نزعت الولايات المتحدة عنه رعايتها. الاسرة المالكة السعودية، التي تقود الدولة الاقل ديمقراطية في المنطقة تدير حرب بقاءها خلف الحدود، في اليمن وفي البحرين. هناك سيحسم الصراع على الهيمنة في المنطقة بين ايران والولايات المتحدة.
الفهم بان شيئا ما تشوش ونحن نشهد صراعا عنيفا على القوة والسيطرة، وليس صيغة متكررة لثورة اطفال الورود في امريكا، يتسلل الى عقل الغرب ايضا. كاتب الرأي توماس فريدمان كتب أول أمس في "نيويورك تايمز" مقالا عن فقدان البراءة للثورة العربية، والتي تذكر الان بانحلال يوغسلافيا وليس بالثورة الناعمة في شرقي اوروبا. فريدمان لا يزال يأمل بان تنتصر الديمقراطية في الشرق الاوسط ايضا مثلما انتصرت في شرقي اوروبا، ولكن يبدو أن هو أيضا صحى من ديمقراطية الايام الاولى وفهم بان ميدان التحرير ليس حرم جامعة بيركلي في كاليفورنيا في الستينيات.
حرج فريدمان يعبر عن انعدام الوسيلة لدى الحكومات العربية، التي تريد هذا وذاك في نفس الوقت. ان تظهر مع الحرية والديمقراطية وان تحافظ على المواقع الاستراتيجية في نفس الوقت، وكذا ان تمتنع عن التورط العسكري. وتبدو النتيجة كـ "خطوة مترددة" كما وصفها في كتابه الاستراتيجي الامريكي في الستينيات، الجنرال ماكسويل تيلر. يقاتلون ضد القذافي في ليبيا، ولكن فقط عن بعد وبقوة صغيرة، كي لا يتسخوا ويمنعون عن أنفسهم خسائر ستظهر في صورة سيئة في داخل أوطانهم. يتحدثون على نحو جميل في صالح الحرية وضد القمع، ولكنهم يرتعدون من الخوف من أن ينهار النظام في السعودية – ومعه اقتصاد النفط الذي يبنى عليه نمط الحياة الغربي. يعرضون الثورة كانتفاضة شعبية، ويفهمون بان المعركة الحقيقية تدور على الهيمنة في الشرق الاوسط وتجري بأدوات كلاسيكية لصراعات القوة والسيطرة.
ومثلما عادت الثورة الى النمط المعروف، هكذا أيضا الموقف من اسرائيل. نشوى الايام الاولى، التي ركز فيها المتظاهرون على الدعوة للديمقراطية وليس على احراق الاعلام الزرقاء – البيضاء، انتهت يوم الجمعة الماضي في مظاهرة الالاف امام السفارة الاسرائيلية في القاهرة. يتبين أن العداء لاسرائيل لم يكن فقط ذريعة فارغة المضمون للحكم السابق لصرف الانتباه عن المشاكل الداخلية لمصر، بل يعبر عن مشاعر حقيقية لدى الجمهور المصري. المرشحون للحكم يتطرفون في تصريحاتهم ضد اسرائيل، والحكم المؤقت يقترب من ايران ويسعى الى تعديل عقد الغاز مع شركة الكهرباء الاسرائيلية. من ناحيتهم، هذه سياسة مثالية، حكومة اليمين في القدس معزولة دوليا، ويمكن مهاجمتها بقدر ما يشاءون دون أن يدفعوا الثمن في علاقاتهم مع أمريكا واوروبا. نبوءات القلق الاسرائيلية من انصراف مبارك، والتي سادت في سنواته الاخيرة في الحكم آخذة في التجسد. ولكن هذا هو طريق العالم. كل حاكم جديد يقلق رأسا على عقب سياسة سلفه، ومبارك كان يعتبر كمن ينفذ كلمة أمريكا واسرائيل المهموس بها. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيبقى يتوق لصديقة، بعلمه بانه سيكون أصعب مع خلفائه – ولا سيما عندما تدير اسرائيل معركة أخيرة ضد طردها من المناطق بضغط دولي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبة حديدية في غزة كرات رصاصية في دمشق
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل وآفي يسسخروف"
" الفارق بين عناوين بداية الاسبوع وعناوين نهاية الاسبوع كبير للغاية. يوم الاحد كانوا يهددوننا بحرب في الجنوب. في يوم الخميس لائحة الاتهام المتبلورة ضد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان دحرت غزة الى هوامش الوعي. خطر الاشتعال هناك بدا كأنباء قديمة جدا. هذا طقس تشارك فيه اسرائيل وحماس على مدى السنين وبقوة أكبر في الشهرين الاخيرين. حادثة مع مصابين، رد صاخب، تصعيد، تهديدات بالحرب وأخيرا نزول سريع وهادىء للطرفين عن الشجرة، قبل لحظة من الصدام الشامل.
حرب برية بين "اسرائيل" وحماس لم تفتح هذا الاسبوع لان الطرفين غير معنيين بها، حاليا. فلن يبادر أي رئيس وزراء اسرائيلي لحرب عندما يكون نحو مليوني تلميذ في اجازة الفصح (ارئيل شارون شن حملة السور الواقي في الفصح 2002، فقط تحت الانطباع الفظيع للمذبحة في فندق بارك في نتانيا). لحماس ايضا، بين مهمة ترميم أضرار رصاص مصبوب والانفراج في العلاقات مع مصر، لا رغبة لها في ذلك. ولا يزال يفهم الجميع بانه لو أصاب الصاروخ المضاد للدبابات الذي اطلق الاسبوع الماضي باصا محملا بالتلاميذ وليس فقط فتى واحد، لكان من الصعب وقف الحرب. كالمعتاد، فان عملية وحيدة من شأنها أن تؤدي الى فقدان تام للسيطرة. "النفر الاستراتيجي"، أسموا ذلك في الجيش الاسرائيلي عندما بدأت مسيرة اوسلو. كل جولة كهذه للتحريك والتوقف وبعدها فترة هدوء وتحريك آخر، يسحق بالتدريج الكوابح فتهترىء من شدة الاستخدام.
عضو كبير في الحكومة، طُلب اليه هذا الاسبوع تقدير احتمالات الحرب في الصيف القريب القادم. يأخذ الانطباع بانه في الجبهة الشمالية، حيث يستثمر الجيش جزءا كبيرا من مساعيه، احتمال المواجهة بالذات متدنية. فسوريا ولبنان منشغلان بمشاكلهما، اما ايران فلن تسمح مرة اخرى لحزب الله بتوريطها باستعراض مبكر وسائب لقدراتها مثلما فعل في تموز 2006. والشر اذا ما جاء فمن شأنه أن يأتي اساسا من الجنوب، من سلسلة اخرى من الاحتكاكات وسوء التفاهم على حدود غزة.
الساحة الفلسطينية ستبدو معقدة على نحو خاص في الاشهر القريبة القادمة، وليس فقط بسبب التوتر مع حماس. في يوم النكبة، في منتصف ايار، تخطط السلطة الفلسطينية لمسيرات جماهيرية نحو المستوطنات والحواجز وفي نهاية ذات الشهر من المتوقع اسطول كبير نحو قطاع غزة وفي ايلول أزمة سياسية حول اعلان الاستقلال الذي قد يأتي من الطرف الفلسطيني. غزة أولا، إذن، شريطة ألا يفرض الثنائي بنيامين نتنياهو وايهود باراك على القيادة العسكرية خطوة مبادر اليها في ايران، تسرق الاوراق.
في سلم الاولويات الذي عرضه على الجيش الاسرائيلي رئيس الاركان الجديد، بيني غانتس، توجد الساحة الفلسطينية في المكان الثالث فقط. تسبقها ايران (على الرأس) والساحة الشمالية، التي تود فيها أولوية للجبهة السورية على اللبنانية. في المكان الرابع تأتي الساحة الجنوبية، أي الحدود المصرية، ولكن في اللغة العسكرية لا يزال هذا يحدد كخطر محتمل وليس كتهديد.
اجمال تقويم الوضع لدى غانتس في 2011 يتوقع "احتدام للتهديد الامني واحتمالية التصعيد والتدهور الى القتال في اكثر من جبهة واحدة". ايران، كما يتوقع رئيس الاركان، ستواصل "التمترس داخل مجال الحافة" قبيل تحقيق السلاح النووي وقيادة نشاط المعسكر الراديكالي في المنطقة. ويتعين على الجيش الاسرائيلي أن يستعد لامكانية قتال شامل انطلاقا من الفهم بان العدو سيعمل على تشديد التهديد على الجبهة الداخلية، العسكرية والمدنية، التي ستكون "ساحة قتال ثانية في كل سيناريو".
روح الجموع
في الجانب العربي أيضا سارعوا الى تجاوز جدول الاعمال في احداث غزة. "الجزيرة" ومنافساتها، قنوات التلفزيون الفضائية، عادت لتنشغل بالاضطرابات وبالمعارك في سوريا، في ليبيا وفي اليمن. ومع ان الفلسطينيين يكافحون في سبيل مكانهم في الوعي ويبقون كيفما اتفق على نار النزاع مع "اسرائيل"، اتضح مرة اخرى بان للعالم العربي توجد الان أمور اكثر الحاحا للاهتمام بها.
أول أمس اعتقلت الشرطة المصرية في شرم الشيخ الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال. الحاكم كلي القدرة لمصر على مدى 30 سنة هو الان الهدف رقم واحد للجمهور المصري. المظاهرة الجماهيرية في ميدان التحرير في القاهرة يوم الجمعة الماضي لم تركز على المطالبة بالديمقراطية او الانتخابات الحرة بل على طلب اعتقال مبارك، الرجل الذي يرى فيه المصريون المسؤول عن وضع دولتهم البشع.
وعلى نحو مفاجئ، فان الحكم الانتقالي العسكري في مصر ينصت بل وهناك من يقول ينصت جدا لمشاعر الجمهور. وفي احيان قريبة يخيل أن المجلس العسكري الاعلى يدير سياسته حسب الريح التي تهب من الميدان وليس وفقا لخطة مرتبة. مبارك كان يمكن اعتقاله قبل اسابيع، ولكن قوات الامن امتنعت عن عمل ذلك الى أن توصلت الى الاستنتاج بان مظاهرة الغضب قبل اسبوع، والتي انتهت بموت متظاهرين اثنين، لا تترك لهم خيارا.
التطورات في دمشق تؤثر أيضا على الساحة الفلسطينية. مسؤولو حماس في غزة يفهمون بانه يحتمل أن قريبا يتعين عليهم أن يجدوا لانفسهم سندا بديلا بدلا من المساعدة السورية. ولعل هذا ايضا هو أحد الاسباب للرغبة الظاهرة التي أبدتها القيادة السياسية لحماس في وقف النار مع "اسرائيل" في الاسبوع الاخير. أحد قادة المنظمة في غزة، محمود الزهار، قال أول امس في حديث مع "هآرتس" بان "حماس تريد الحفاظ على الهدوء في المنطقة وهي غير معنية بسفك الدماء من جهتنا ومن الجهة الاخرى ايضا". ومع ذلك، فقد هدد الزهار بانه اذا هاجمت "اسرائيل" منظمته أو مست بالفلسطينيين دون سبب، فان حماس سترد.
القارئ المتوسط لا بد سيتساءل كيف تستوي اقوال الزهار مع المحاولة التي قامت بها حماس لضرب باص التلاميذ. قائد المنطقة الجنوبية تل روسو، قال أول أمس انه في الواقع السياسي الحالي في حماس فان "الذيل هو الذي يهز الكلب". وشرح روسو بان الذراع العسكري يفعل كل ما يروق له، بينما الذراع السياسي يسعى الى الهدوء. ونفى الزهار ذلك نفيا باتا بالطبع وادعى بان للمنظمة سياسة واحدة في كل الاذرع، السياسية والعسكرية ملتزمة بها.
يمكن التقدير بان للقيادة السياسية في حماس كانت مصلحة في الثأر للاغتيال الاسرائيلي لثلاثة من نشطاء الذراع العسكري قرب خانيونس، قبل اسبوعين. ولكن من الصعب التصديق بان الزهار وزملاؤه توقعوا بان يأتي الثأر من خلال اصابة باص لنقل التلاميذ، وهو البارز في لونه الاصفر. الزهار يتملص ويبرر نفسه في هذه النقطة. وعلى حد قوله فان النشطاء الذين اطلقوا الصاروخ لم يعرفوا بان هذا باص تسفير للتلاميذ وقال، "هم غير قادرين على التمييز بين باص جنود وباص أطفال. هذا نوع من الحادثة المفاجئة".
واعترف الزهار بانه لا يمكن أن يتوقع ما يحصل في الاسابيع القادمة في حدود غزة. "كل شيء بيد اسرائيل"، عاد وقال. في اليوم الذي جرت فيه المكالمة الهاتفية معه أعلن المنسق الاسرائيلي في المفاوضات على صفقة شليت، هجاي هداس عن اعتزاله. هداس محبط من جمود الاتصالات ومما يبدو كعدم استعداد حكومة نتنياهو لتشديد الضغط على كبار الذراع العسكري لحماس من أجل تقدم الصفقة. ويدعي الزهار بان الوسيط الالماني جيرهارد كونرد أوقف مساعيه وقال ان "حكومة اسرائيل غير معنية باكمال الصفقة.
طريق الالام
وزير (الحرب)، ايهود باراك كان راضيا هذا الاسبوع. فقد شقت "قبة حديدية" الطريق. النجاح العملياتي المذهل للمنظومة الجديدة في اعتراض كاتيوشا لغراد في طريقها لبئر السبع وعسقلان ضمن استمرار التمويل للمشروع. يوم الاربعاء، كما هو متوقع، أقرت اللجنة الوزارية لشؤون التسلح شراء أربع بطاريات "قبة حديدية" جديدة، غير الاثنتين اللتين انتشرا على الارض. اقتراح باراك بشراء المزيد ما كان ليمر بمثل هذه السهولة لولا نجاح المنظمة من انتاج رفائيل.
عمليا لا يوجد الكثير مما هو جديد في القرار، باستثناء قدرة حكومة نتنياهو على أن تستفيد من الخطوة مرتين. الرئيس الامريكي براك اوباما وعد "اسرائيل" بتمويل شراء هذه البطاريات منذ قبل سنة، من خلال منحة خاصة بمقدار 205 مليار دولار (اقر تحويلها نهائيا في الكونغرس هذا الاسبوع فقط). قرار اللجنة يسمح بالدفع بالمال لتسريع انتاج البطارية الاولى على امل تقديم موعد انتشارها على الارض الى نهاية السنة الحالية، دون انتظار الامريكيين. ولكن براك ما كان بوسعه الا يتذكر هذا الاسبوع المهلة الطويلة التي مرت على الساحة منذ قرار سلفه في الوزارة، عمير بيرتس، اقرار المشروع في بداية 2007.
ويقول وزير الدفاع ان هذه كانت طريق الالام. قلة في الساحة السياسية والامنية آمنوا بالمشروع. اللوبي النشط للمنظومة المنافسة، لاعتراض الصواريخ بواسطة الليزر، بذل جهدا كبيرا للاقناع بان القبة لا نفع منها. والمالية عارضت بشدة الانفاق الشاذ. الضباط هم ايضا كانوا يشكون. في هيئة الاركان تحفظوا من الخطوة ولا سيما من امكانية أن تمول من ميزانية الجيش الاسرائيلي. رئيس الاركان السابق غابي اشكنازي غير موقفه وأيد "قبة حديدية" في موعد لاحق نسبيا فقط.
سلاح الجو، على عادته، وضع التشديد على الهجوم ورأى في منظومة الدفاع الفاعل ابنة من زواج غير شرعي. "انتم تسمون أنفسكم سلاح الجو والفضاء"، لذع باراك كبار رجال السلاح في احدى المداولات. "الفضاء والاقمار الصناعية تبدو جذابة جدا، ولكن الحقيقة هي أن عليكم أن تكونوا سلاح الجو والدفاع ضد الصواريخ. ما هو هدف التفوق الجوي الذي كافحنا في سبيله جدا في كل الحروب؟ السماح للقوات البرية بحرية العمل، ولكن أيضا حماية المواطنين من مادة متفجرة تسقط عليهم من السماء".
السرعة والدقة اللتين ابدتهما "رفائيل" في تطوير المنظومة، حين تقرر ذلك أخيرا، فاجآتا ايجابا. حسب باراك، حيث يدور الحديث عن منظومات تكنولوجية تعمل "القاعدة الثانية للمرة الثالثة"، ضعف الكلفة، مدة زمنية مضاعفة للتطوير ونصف الاداء المضمون. في حالة القبة، لاحظ شذوذ بمعدل 10 في المائة في الزمن وفي الثمن وتحقيق 90 في المائة في الاداء. في المستقبل، كما يؤمن باراك سيكون ممكنا تحسين اداء "قبة حديدية" بشكل يسمح للبطاريات بان تأخذ بنفسها بعضا من مهمات "عصا سحرية" المنظومة لاعتراض الصواريخ لمسافات أطول، والتي سيكتمل تطويرها في السنة القادمة. نجاح القبة شق الطريق ايضا لاقرار "عصا سحرية" والجدالات انتهت على حد قناعته.
استقرار نسبي
من كسب ومن خسر من جولة الضربات الاخيرة في غزة؟
في نظر حماس النار على الباص كانت خطوة ضرورية، رد لازم على سلسلة طويلة من الهجمات من جانب الجيش الاسرائيلي خلقت لديها الانطباع وكأن اسرائيل غيرت القواعد ونسيت تبليغها بذلك. تجاه الخارج على الاقل، تعرض المنظمة حالة من الرضى، رجالها اظهروا التصميم، القدرة على المخاطرة والعمل، القيادة العليا اطلقت بعض بخار التنفيس الذي تراكم في المستويات الميدانية في فترة الهدوء الطويلة. كما أن التصعيد توقف في الوقت المناسب قبل ان ترسل مرة اخرى الدبابات الاسرائيلية الى قلب قطاع غزة.
في اسرائيل يبرزون الثمن الذي دفعته حماس. اكثر من عشرين قتيلا في موجة من الهجمات المنسقة، من الجو، من البر بل ومن البحر على مدى قرابة يومين. بين القتلى كان بعض القادة الميدانيين الكبار في المنظمة. اما عدد المدنيين الفلسطينيين الذين اصيبوا فكان قليلا نسبيا. كل المحاولات الفلسطينية لاسقاط ضحايا في اسرائيل اعترضتها "قبة حديدية". عندما طلب قادة حماس وقف النار من خلال الامم المتحدة ردت اسرائيل بان "الهدوء سيؤدي الى هدوء"، دون أي تعهد اضافي. والهدوء عاد بالفعل. ظاهرا الجميع راض – وهذا وضع يفترض أن يدفع الى الامام بالاستقرار النسبي. غير أنه في منطقة حساسة كحدود غزة، فان هذه بالطبع هي مجرد مواساة فقراء".