صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ الى السجن.
ـ هذا الصباح في 9:00 النطق بالحكم على قصاب.
ـ من مقر الرئيس الى مقر السجن.
ـ قصاب: "سأقاتل حتى النهاية".
ـ الولايات المتحدة – لم تعد زعيمة.
ـ تقرير: مقتل نجل القذافي.
ـ السيسي: ستة رجال موساد حققوا معي في كييف.
صحيفة "معاريف":
ـ الى السجن.
ـ الخطيئة والعقاب.
ـ كرسي الاسد يبدأ بالاهتزاز.
ـ اليمن – ضباط وسفراء ينضمون الى الثوار.
ـ المعارك خلف المعارك.
ـ غضب في ساحة الاسد.
ـ البحرين: قمعنا الاضطرابات.
ـ مصر: تجميد أملاك مبارك.
صحيفة "هآرتس":
ـ اتساع موجة المظاهرات ضد حكم الاسد.
ـ المحكمة تنطق اليوم بالحكم على رئيس الدولة السابق موشيه قصاب.
ـالثوار يستغلون الهجوم ويتقدمون غربا.
ـ ساركوزي يوجد في جبهة الصراع في ليبيا، ولكن في معركة نهائية في الداخل.
ـ اتساع المظاهرات ضد حكم الاسد في سوريا.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ النطق بالحكم.
ـ الخطيئة والعقاب.
ـ استمرار الاستنزاف – المعارك في ليبيا.
ـبوتين: الهجوم في ليبيا – حملة صليبية.
ـ والآن الرئيس يحاول ان يشرح (اوباما).
ـ مساعدة من لبنان: قوات حزب الله دخلت الى سوريا.
أخبار وتقارير ومقالات
أمريكا ضعفت وأصبحت منقادة وليست قائدة في المنطقةالمصدر: "معاريف ـ عوفر شيلح"
" الجميع خائبو الأمل من الولايات المتحدة، ولا يوجد خائبو أمل منها كما يوجد عندنا. منذ بدأت رياح الثورة تهب في العالم العربي وسؤال "أين امريكا؟" يهب في أعمدة التحليلات الصحفية. فكيف يمكن أن يسقط مبارك وتهتز السعودية ولا تفعل واشنطن شيئا؟ أين جورج دبليو بوش الذي خرج في حربين أصبحتا تغطيان بطولهما على الحرب العالمية الثانية، عندما يُحتاج اليه؟.
أضيف الى خيبة الأمل هذه في اسرائيل بُعد آخر، لا يعترفون به علنا إلا في مدونات مراسلات الانترنت وهو الشك في باراك حسين اوباما. لا عجب من ان مواقع ومتصفحين اسرائيليين مشاركون نشطاء على نحو خاص في نشر اشاعات تتعلق بأصل اوباما وشرعية انتخابه رئيسا. ها هي كما جميع المخاوف التي يرمز اليها اسم رئيس الولايات المتحدة تتحقق.
ما الذي يفترض أن يفعله الامريكيون بالضبط؟ هل أن يُنزلوا قوات في ميدان التحرير؟ هل يبدأوا عملية مكثفة على المتظاهرين الشيعة في البحرين؟ هل يُرسلوا وكالة المخابرات المركزية لاسقاط نظم حكم كما فعلت لمصدق في ايران، أو محاربة الثوار كما فعلت في جنوب ووسط امريكا؟ إن من أمل ذلك لا يختلف عن اولئك اليساريين الذين أملوا منذ سنين خطوات امريكية صارمة تضطر اسرائيل للخروج من المناطق.
يثور لدينا انطباع انهم عندنا أكثر مما في سائر الاماكن في العالم، يصعب عليهم أن يُكيفوا أنفسهم لفكرة انه قد انقضت الحرب الباردة وكذلك فترة حكم الفرد الامريكية التي تلتها. يصعب عليهم أن يفهموا أن اوباما تلقى قوة اقتصادها مريض، وأن قواتها منتشرة في معركتين ترفضان الانتهاء – وأن العصر الذي كانت تستطيع ان تفعل فيه ما تشاء قد انقضى. ليس عرضا أن كان الرئيس الامريكي في شأن ليبيا مقودا لا قائدا، و"مُمكِّنا" لا مبادرا، فمن مثله يعلم أي ضرر أحدثته للولايات المتحدة المبادرة الهوجاء غير المسوغة لسلفه.
في 1990 في حين كان الاتحاد السوفييتي يتفكك، بادر وزير الدفاع ديك تشيني (الذي أصبح بعد ذلك نائب بوش) الى منافسة داخل الادارة الامريكية في صياغة استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة.
تنافست وثيقتان، كتب الاولى رئيس هيئة الاركان (ووزير الخارجية بعد ذلك) كولين باور، خريج فيتنام. كتب باول، لا يجوز لنا أبدا دخول حرب دون "استراتيجية خروج". علينا ان نسأل أنفسنا هل الهدف واضح بما يكفي، وهل توجد مصلحة امريكية في خطر. هل نستطيع أن نجند ما يكفي من الوسائل ومن الوقت؟ هل يوجد تأييد من الكونغرس ومن الشعب؟ هل استنفدنا كل الامكانات الاخرى؟ اذا كان الجواب بنعم على جميع الاسئلة عندها فقط يمكن الخروج للحرب – وانهاؤها في أسرع وقت ممكن.
كتب الوثيقة الثانية اثنان من الرجال الذين قادوا أفكار ادارة بوش الابن وهما، بول وولفوفيتش وسكوتر ليبي. لم يُحجما عن عمل من جانب واحد لا عن اجماع داخلي أو دولي بالضرورة، وكل ذلك لتشجيع الدول على تبني نماذج تشبه النماذج الامريكية أو هي مريحة للولايات المتحدة. كان تسويغهما عقائديا – فهما يريان ان امريكا قدوة للعالم – أو هي في الأساس قدوة عملية: عندنا نافذة فرص بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وقبل نشوء قوة عالمية جديدة.
يعلم المتطرفون من المحافظين الجدد الامريكيين ايضا أن النافذة قد أُغلقت وأن بوش استغلها للهدف غير الصحيح في العراق. وهم يفهمون ايضا أن اوباما لا يستطيع ان يسلك سلوكا يخالف ما يسلكه، وأن من يحلم بواشنطن التي تجعل "السلام الامريكي" يهيمن على العالم تأسره أساطير أكل الدهر عليها وشرب. وهم يعلمون ايضا أنه لا يمكن ارسال طائرات إلا باسم عملية انسانية عاجلة كما في ليبيا، وأنه لا يمكن ارسال قوات برية تقريبا الى أي مكان. وهم يعلمون ايضا ما يفهمونه اليوم في كل مكان ما عدا اولئك الموجودين في البلدة الخائفة على شواطئ البحر المتوسط حيث ما زالوا يأملون وجود الحليفة التي كانت ذات مرة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دليل الصواريخ المُحيرة التي نشرت في الصحف في الفترة الأخيرة
المصدر: "القناة السابعة ـ ميكال وايزمان"
" نواجه مؤخراً في عناوين الأخبار صواريخ وأسلحة ضدّ الدروع يستخدمها عدوّنا كما تلك التي يستخدمها حلفاؤنا. إذا ما كنّا نقرأ حول مصطلحات السلاح الإسرائيلي مثل نجاح منظومة معيل رواح (معطف الريح) سيلاً من الشروحات, فبالنسبة للسلاح الأجنبي لا يقدّمون شروحات باستثناء الاسم. إذاً ما هي الفاغوت, الكورنت, وتوماهوك, تلك التي تسطع في الإعلام؟
أعداء دبابات المركافا
في أيلول من هذا العام وردت أنباء عن استخدام، في قطاع غزة، سلاح ضد الدروع حديث لأوّل مرّة – صاروخ الكورنيت أو كما يسمونه في قوات الناتو AT-14. صواريخ شبيهة بتلك التي ألحقت الضرر بقواتنا المدرّعة إبان حرب لبنان الثانية وهي كانت أحد الأسباب التي أدّت إلى القيام بتحسينات في دبابات المركافا وبسببها تم تطوير منظومة "معيل رواح". وقد طُور هذا الصاروخ في العام 1994 في مصنع في مدينة "تولا" الروسية ويشكل صاروخا متطورا قادراً على إلحاق الضرر بقوات المدرعات والعمل بطقس رديء وإحداث تشويشات إلكترو- ستاتيكية.
الصاروخ موجه ومصوّب بأشعة ليزر وبشكل نصف أوتوماتيكي. يصوّب الرامي الصاروخ نحو الهدف ويوجه علامة تصويب الصاروخ حتى الإصابة. يبلغ وزن كل المنظومة 26 كلغ ويشمل القاذف والصاروخ ويؤازرها صاروخ PN-79 METIS زنته 11 كلغ، مهمته إصابة أهداف بمديات تصل حتى 4 كلم. أما مدى اختراق الصاروخ فيصل إلى 1000 ملم من التحصين. بالإضافة الى ذلك، في الكورنت, تم تركيب منظومة من شأنها أن تصد الصخب والتشويش الإلكترو- ستاتيكي من حول الصاروخ.
لقد تم تطوير صاروخ الـ "فاغوت" خلال الـ 1971 كنتيجة للعبر، التي استخلصها المستشارون السوفياتيون في سوريا ولبنان بعد حرب الأيام الـ 6. فقد شارك الصاروخ مشاركة فعّالة خلال حرب يوم الغفران وحرب لبنان الأولى. فالمنظومة تُستخدم لتشغيل مزدوج مع مهداف يعمل تحت الأشعة الحمراء وتُشغّل من قبل مقاتليّن. يبلغ وزن المنظومة 26.5 كلغ للصاروخ نفسه و22.5 كلغ لمنظومة التصويب وعلامة التصويب. ويمكنها إصابة هدف تصل مسافته الى 3 كلم كحد أقصى. وتتم السيطرة في الصاروخ بواسطة كبلات كهربائية. يُعدّ الصاروخ قديما، لكنه يعتبر مشهورٌ جدا كسلاح ضد الدروع ممكن الحصول عليه في العالم الثالث.
كما تجدر الإشارة الى أن هذا السلاح قد اختُبر خلال حرب الخليج الأولى واخترق مدرعات دبابة أبرمس М1А1 مع تحصين يبلغ 700 ملم. وقد نشرت مصادر أجنبية أن اسرائيل طوّرت صواريخ الفاغوت لجيش جورجيا عبر زيادة أجهزة بصرية خاصة ومهداف للرؤيا الليلية.
نسر مقابل حانيت
في العام 2006، أُصيبت سفينة سلاح البحر حانيت بصاروخ أُطلق عليها من السواحل اللبنانية. وقد أشار التحقيق العسكري الإسرائيلي الى سلاح إيراني نُقل الى قوات حزب الله. صاروخ C-802 من إنتاج الصين وهو صاروخ بر- بحر موجه عبر رادار وهو تقليد صيني لصاروخ "ني" المطوّر في الإتحاد السوفياتي من قبل وزارة تطوير "نودلمن". (مصمم سلاح معروف في الإتحاد السوفياتي من أصل يهودي). وهذا الصاروخ Yingji-82 (النسر المهاجم بحسب الشيفرة الصينية) لديه رأس حربي زنته 165 كلغ ويصيب أهدافاً تصل مسافتها الى 35 كلم.
صاروخ الـ بر-بحر الذي عُثر عليه مؤخرا على سفينة فكتوريا يشكل نموذجا رخيصا وضعيفا أكثر لصاروخ C-704 وهو مخصص لمسافات تصل حتى 15 كلم في البحر ويتمتع برأس حربي زنته حوالي 20 كلغ.
دفاع جوي متطور
أحد العوامل "الرادعة" بحسب كلام المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي هي صواريخ الدفاع الجوي الحديثة التي من المفترض أن تحصل عليها ايران وسوريا بحسب الاتفاقيات التي وُقعت مع روسيا. المنظومة الأكثر تداولا في وسائل الإعلام هي منظومة الـ S-300.
صاروخ الـ S-300 GIGANT (الكلمة الروسية المرادفة لضخم) هو صاروخ دفاع جوي متطور مخصص لإسقاط طائرات من الجيل الثالث والرابع (مزوّدة بها اسرائيل) من بينها طائرات الـ F-15 والـ F-16 وهي الطائرات التي يستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي في المعركة. هذا وقد طُوّر الصاروخ في العام 1978 وقائم على شاحنة الإطلاق (كل شاحنة تحمل 6 صواريخ) وشاحنة الرادار. الرادار المتطور قادر على توجيه 12 صاروخ باتجاه 6 أهداف جوية مختلفة ومتزامنة لمسافة تصل حتى 150 كلم. وتبلغ كلفة المنظومة 115 مليون دولار لكل بطارية.
من مسافات حتى نافذة البيت
في النهاية سنتحدث عن الصاروخ الذي يسطع اليوم في عناوين الصحف الصباحية. صاروخ كروز من طراز توماهوك، هو الصاروخ الذي يُطلق من منظومات ثابتة في سفن الصواريخ الخاصة بالأسطول الأميركي ومخصص لإحداث إصابة دقيقة بأهداف برية من مسافة بعيدة. وصاروخ الكروز مزوّد برأس حربي W-80 مع سعة 125 كلغ من مادة شديدة الانفجار وقوة إصابة تصل زنتها حتى 200 كلغ. ويبلغ مدى انتشار أجزاء الإصابات 3 كلم. ويتم التحكم بالمنظومة عن بعد من قبل المشغل بمساعدة حاسوب تحكّم داخل الصاروخ وعلى سطح السفينة. وكما أن مستوى دقة الصاروخ الموجهة عبر الليزر والحاسوب نادرة- حتى متر واحد من الدقة. في الحقيقة، هذا الصاروخ يمكنه اختراق النافذة الموجه إليها الصاروخ. وتبلغ سرعة تحليق الصاروخ ماخ واحد (1200كلم/الساعة) ويبلغ مدى الإصابة الدقيقة للصاروخ حتى 2500 كلم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحنة التالية لدولة إسرائيل
المصدر: "موقع nfc - غرشون أكشتاين "
" نحن نعيش في مرحلة خطيرة دوليا, قبل لحظة من أن يهدم الزلزال المتواتر آلاف البيوت ويؤدي إلى هلاك وموت الكثيرين. قبل لحظة من أن تنفجر عدة أفران ذرية في اليابان أو دولة أخرى وتدمر العالم. قبل لحظة من أن يضرب تسونامي اليابسة ويبيد مدن بأكملها على سكانها. المعركة في ليبيا التي لا يُعرف ما ستكون نتيجتها وغير ذلك.
في إسرائيل, القضايا التي تقلقنا هي المذبحة في إيتمار, إضراب العمال الاشتراكيون, توصيات لجنة ششينسكي وغيرها- لذلك أعود هنا من بعد إذنكم إلى روتين حياتنا الكئيبة, للجمود السياسي ودون أي تحرك.
إزاء كل ما يحصل عندنا وفي العالم, يبدو أننا جميعنا لا ندرك الإعلان القريب عن قيام دولة فلسطينية أحادية الجانب. يستطيع هذا الإعلان أن يؤدي إلى ضرر كبير في قدرة الدولة على تحقيق نفسها أمنيا, سياسيا واقتصاديا.
لا خلاف على أن السلطة الفلسطينية تنوي بجدية أن تعلن في شهر أيلول من السنة الحالية عن قيام دولة فلسطينية بصورة أحادية الجانب. والسؤال هو ليس إذا دعمتها 146 دولة أو 156 دولة – فجزء منها قد اعترفوا بها، ونحن نعيش في مرحلة لا يشكل فيها الفيتو الأميركي في الجمعية العمومية للأمم المتحدة ضمانة لنا بصورة دائمة – لذلك, السؤال هو – في حال حصل هذا, وفي الواقع تحقق هذا الإعلان, هل لدى حكومة إسرائيل إجابة على قواعد الأسئلة التالية:
•كيف وأين سيتم تحديد حدود هذه الدولة, وأية صلاحية توجد لديهم؟
•تحت أي حكم وسلطة ستكون كتل الاستيطان الكبرى؟
•ما سيكون مصير المستوطنات المنفردة, من بالتحديد سوف يحميهم؟
•كيف سيتم حصر القوة العسكرية في هذه الدولة كقوات أمن وشرطة فقط؟
•من سوف يمنع قطع عهود عسكرية وإدخال قوات عسكرية غريبة إلى هذه الدولة؟
•كيف يقيّدون عدم إدخال أو إنتاج سلاح منحني المسار, وسلاح ثقيل ووسائل قتالية من أي نوع؟ وكيف ستتم السيطرة الإسرائيلية في الغلاف الخارجي الفلسطيني الذي يسمح بمراقبة ودخول وسائل قتالية؟
•بيد من ستكون السيطرة الجوية والبحرية المطلقة, بما في ذلك في المجال الالكترومغناطيسي؟
•من سيحدد أنظمة استغلال المياه والصرف الصحي؟
•هل سيقام جهاز تفتيش دولي في المنطقة الفلسطينية؟
هناك الكثير من الأسئلة ليس لديها إجابة اليوم. لكن من المهم أن تعطي المؤسسة الأمنية والخارجية وعلى رأسهم رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو, رأيهم في الموضوع ويستعدوا لذلك.
في حال أعلنت السلطة وأقامت دولة مستقلة دون انتظار الموافقة على التسويات الدائمة, وبخلاف خارطة الطرق – يجب أن نفترض أننا سنخسر العديد من عناصر نزع سلاح مهمة لأمننا واقتصادنا في حال لم نتيقظ لذلك مسبقا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آمان بدأت بتعقّب نشاط منظمات يسارية أجنبية
المصدر: "هآرتس ـ باراك رابيد"
" بدأت شعبة الاستخبارات (آمان) في الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الأخيرة بجمع معلومات عن منظمات يسارية أجنبية ومنظمات تعمل في الغرب ضد إسرائيل، هدفها خلق لا شرعية للدولة. وكان في وزارة الخارجية مَنْ وجّه انتقاداً إزاء هذه المبادرة، بذريعة أن مرتدي البدلات العسكرية غير مخولين للاعتناء بقضية لديها وجه سياسي.
ووفقاً لكلام مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى وضباط في الجيش الإسرائيلي، أُقيم مؤخراً قسم خاص سيركّز على هذه القضية في وحدة التحقيق في آمان. سيكون القسم على علاقة وثيقة مع وزارة الخارجية ووزارات حكومية أخرى. هذا ويترأسه ضابط استخبارات برتبة رائد. قبل أسابيع معدودة، بدأ رئيس القسم بترسيخ، في هيئة الإعلام القومي في مكتب رئيس الحكومة، مناقشات تُعنى بالإعداد إلى قافلة بحرية كبيرة أخرى متجهة إلى غزة شهر أيار.
وتبعاً لكلام ضباط في الجيش الإسرائيلي، يُعنى القسم في هذه المرحلة بقضية القوافل البحرية المتجهة إلى غزة. ولم تحدّد بعد بقية مجالات مسؤوليته تماماً. وفي السياق، أشارت جهات مرتبطة بإنشاء الوحدة إلى أن مجالات المسؤولية تتضمن تحقيقاً حول منظمات مناهضة للإسرائيليين خارج البلاد، وكذلك ارتباط بوسم المعلومات الحيوية الاستخباراتية التي ستحدد سلم الأولويات لدى مختلف وحدات الجمع.
بالإضافة إلى القوافل البحرية المتجهة إلى غزة، سيتعقّب القسم الجديد منظمات إرهابية في أوروبا ودول صديقة أخرى في الغرب، تُعنى بما يُسمى حملة الـ BDS لمقاطعة [إسرائيل] ، تحريك الاستثمارات وفرض عقوبات على إسرائيل. كما وسيُعنى القسم بالهيئات التي تُدير حرباً قانونية ضد إسرائيل وتبادر إلى رفع شكاوى قضائية ضد مسؤولين إسرائيليين. وسيرسم القسم خارطة للعلاقات بينه وبين المنظمات الإرهابية.
وطبقاً لكلام مصدر في مكتب رئيس الحكومة، سُجِلَ في غضون الأشهر الأخيرة ارتفاع في نوعية وكمية المعلومات التي يوفرها المجتمع الاستخباراتي حول النشاط الذي يُعرّف بـ لا شرعية إسرائيل. وفي الإطار عينه، قال المصدر: "ثمة طلب بذلك من قِبَل المصادر السياسية. إنهم بحاجة إلى معلومات حول هذه القضايا، وتلك المعلومات ليست دائماً متوفرة، لأنه لا يوجد وعي حيال ذلك في المجتمع الاستخباراتي.
إلى ذلك، ستكون وجهة الوحدة الجديدة جمع المعلومات والقيام بتحقيق استخباراتي لصالح وزارة الخارجية، هيئة الإعلام القومي ووزارات حكومية أخرى".
ومَنْ يُعتبر أحد الجهات الهامة التي حثت على دعم مشاركة آمان بقضية اللا شرعية هو العميد (في الاحتياط) "يوسي كوبرفاسر"، الذي يخدم كمدير عام وزارة الشؤون الإستراتيجية. وكان "كوبرفاسر" قد خدم في السابق رئيساً للواء التحقيق في آمان، ويخدم حالياً في الاحتياط كما لو أنه ظُل رئيس لواء التحقيق الحالي. وفي الانتفاضة الثانية، قاد "كوبرفاسر" المشاركة الضخمة للمجتمع الاستخباراتي بقضايا سياسية وإعلامية، وقد أفضى ذلك الأمر إلى توجيه انتقاد لاذع من قِبَل ضباط رفيعي المستوى في آمان.
وكذلك بالنسبة للمبادرة الحالية، ثمة العديد من المستويات العالية، لاسيما في وزارة الخارجية. ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى الرفض وسط المؤسسة السياسية – الأمنية حول ما هو معنى عبارة "اللا شرعية"، وحول التساؤل أين ينتهي الانتقاد حول شرعية سياسة الحكومة الإسرائيلية وتبدأ اللا شرعية، أو حتى اللا سامية.
للاهتمام بقضية اللا شرعية، هناك مميزات سياسية بارزة وكذلك سياسية، وثمة جدال فيما إذا كان مرتدي البدلات العسكرية ينبغي عليهم العناية بها. وفي الإطار، قال مصدر في وزارة الخارجية: "إننا شخصياً لا نعرف كيف نحدّد بالضبط ما هي "اللا شرعية. المسألة تتعلق بتعريف أكثر تجريداً. هل أن قوافل بحرية إلى غزة هي غير شرعية؟ انتقاد عمليات الاستيطان هو غير شرعي؟ من غير الواضح ما هي القيمة الإضافية لـ آمان بهذه القضية، أي معلومات قادرون على الحصول عليها وأي استخدام سيكون من الممكن القيام به". في حين قال مصدر آخر في وزارة الخارجية إنه غير واثق ما إذا كان يجدر على الجيش عموماً الاهتمام بقضايا كهذه.
وخلافاً لذلك، قال ضباط في آمان إن مشاركة شعبة الاستخبارات بهذه القضية بدأ إثر تعاظم التجربة اللا شرعية لدولة إسرائيل وحق قيامها. وقالوا أيضاً: "العدو وطبيعة الحرب تغيرا ولذلك ينبغي تعزيز النشاط حتى في هذا المجال. في أي حادث، يجري الاهتمام بالقضية انطلاقاً من تمييز واضح بين انتقاد شرعية دولة إسرائيل وبين محاولات المس بها والاعتراض على حق قيامها".
وفي غضون ذلك، اتُخِذَ قرار آمان بالبدء بجمع معلومات حول منظمات مناهضة للإسرائيليين خارج البلاد، لا تُعنى واقعاً بالإرهاب، إثر أحداث القافلة البحرية المتجهة إلى غزة. وتشير التحقيقات التي دُوِنَت في الجيش الإسرائيلي بعد حادثة القافلة البحرية، كتقرير لجنة تيركل بشأن هذه القضية، إلى إخفاق استخباراتي خطير بكل ما هو منوط بالمنظمات التي تقف خلف إرسال "مافي مرمرة" إلى غزة.
وبدورها وجّهت لجنة تيركل انتقاداً لاذعاً إلى وحدة التحقيق في آمان الذي "نشر عدداً من الوثائق، لكنها كانت عديمة القيمة نسبياً والمعلومات التي فيها لم تُغيّر شيئاً بصورة الاستخبارات".
وفي الآونة الأخيرة، بدأت سلسلة من الجهات الحكومية بالعمل على "مكافحة اللا شرعية". إذ أقامت وزارة الخارجية قسماً مختصاً بهذه القضية، وقد أُصدِرت للسفارات خارج البلاد أوامر بتركيز عملها على محاولات بلورة عملية مقاطعة إسرائيل وعلى الحرب القضائية ضد ضباط الجيش الإسرائيلي. كما وبدأت وزارة الشؤون الاستراتيجية بالعمل في هذه القضية، وجرت بعض الندوات والمؤتمرات مع كل الهيئات ذات الصلة بغية بلورة خطة عمل وتوزيع المهام. كما وتُعنى وزارة العدل وهيئة الإعلام القومي بهذه القضية أيضاً".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محقق خاص لصالح مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة: إسرائيل تقوم بتطهير عرقي في شرقي القدس
المصدر: "هآرتس – شلومو شامير"
" قال المحقق الخاص التابع للأمم المتحدة أن "استمرار توسيع المستوطنات في القدس الشرقية في مقابل طرد الساكنين الفلسطينيين القدماء بالقوة، وخلق وضع لا يطاق، الأمر الذي لا يمكن وصفه إلا كواقع متراكم من التطهير العرقي". المحقق الأمريكي البروفيسور ريتشارد بالك قال هذا الكلام في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي يستعد للمصادقة على إدانة سياسات إسرائيل في المناطق المحتلة.
حسب كلام بالك، على مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التوجه إلى المحكمة الدولية في لاهاي والطلب منها فحص سياسات إسرائيل في المناطق. حسب كلامه، فحص كهذا ينبغي أن يتركز على سؤال هل أن الاحتلال المتواصل للضفة الغربية والقدس الشرقية فيه "عناصر من نظام الفصل العنصري والتطهير العرقي اللذين لا يتماشيان مع القانون الدولي".
بالك هو مواطن أمريكي يهودي يحمل آراء انتقاديه كثيرة اتجاه إسرائيل، عين في العام 2008 لمتابعة وضع حقوق الإنسان في المناطق الفلسطينية لصالح المجلس. التفويض الذي أعطي له هو متابعة خرق حقوق الإنسان الذي تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين وإفادة المجلس. بسبب مواقفه المعلنة، رفضت إسرائيل التعاون معه ولا تسمح بدخوله إلى أراضيها. في العام 2008 بعد تعيينه في المنصب وصل بالك إلى إسرائيل، لكن منع دخوله وطرد".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطر الديموقراطية دون وجود الدولة
المصدر: "موقع nfc ـ دافيد ألهرر"
" إن تعريف دولة إسرائيل كدولة ديموقراطية، يعد استعلاءً ووقاحة في أحسن الأحوال، وفي أسوء الأحوال، حماقة وعدم إطلاع على المنطقة التي نعيش فيها. كي نستطيع التجرؤ على تسميتها بـ"دولة ديموقراطية" ينبغي عليها قبل أي شيء، أن تكون ـ دولة. من عيناه برأسه والمنطق بين أذنيه بإمكانه الإدراك أنه في هذا المكان ثمة شتى أنواع الأمور، لكن لا وجود لدولة حتى الآن. وعلى أكثر تقدير، يمكننا تسمية دولة ـ إسرائيل "دولة قيد التأسيس"، في الطريق إلى الدولة.
في حال بذلنا أقصى ما بوسعنا، قد نضطر إلى إقامة دولة وعندها فقط نفكر ملياً بمناقشة أي نوع من الدولة نريد. في غضون ذلك علينا الانشغال بالتأسيس فحسب. مازالت الطريق طويلة للديموقراطية في إسرائيل. ونحن نقتسم الغنيمة قبل المعركة. جنود كعائدين من الحرب، عميان في المنور.
إن إقامة الدولة تتطلب جهوداً خارقة وجهوزية تامة لتقديم الأضاحي. ليس من أجل السلام الوهمي. السلام، يمكن أن تسعى إليه فقط دولة قوية ومستقرة وحتى المطالبة به. لن يعقد أي عدو السلام بمحض إرادته مع "شك بالدولة"، وطالما هذا الشك متغلغل، فإن السلام غير وارد. ناهيك عن أنه عندما نتحدث عن دولة يهودية في بلاد ـ إسرائيل، في قلب عالم إسلامي معادي تدعمه دول كثيرة تعتبر اليهودية راية حمراء.
لدينا مؤسسات عدة ومناسبة لكن علينا أن نضع في سلم الأولويات قوات الأمن والدفاع. ولا حاجة ماسة للأكاديميا، للإعلام ولا للمحاكم من أجل إقامة دولة. ولا لمنظمات حقوق الإنسان المتنكرة. هذه، تعتقد أنه طالما هي موجودة، فإن مكانها في دولة ديموقراطية عادلة. مازلنا بعيدين عن هذا.
بناء على ذلك، يجب وضع قوات الأمن على رأس اهتماماتنا. إن هذه الحاجة ماسة جداً وأي تأجيل لها سيصبح عقبة في المستقبل المتدحرج. ينبغي التحديد أن أي أمر يقف في طريق قوات الأمن الخاصة بنا سيُزاح جانباً على الفور! كما يجب الإعلان عن حالة طوارئ وجهوزية عالية، إلى جانب تجنيد كافة الموارد لإقامة دولة للاجئين اليهود في أرض أجدادنا. هذه هي الحاجة المؤقتة منذ ألفي سنة من المنفى. والتوقف فوراً عن الإنشغال بكافة أنواع الحماقات مثل حقوق الفرد، حرية التعبير وحرية التجول. لم نصل لذلك بعد. هذه تشكل عوائق، مطبات وعرقلة عنيفة في الطريق إلى إقامة دولة لليهود. كذلك ينبغي إرسال كل هذه الحريات إلى المخيم الصيفي للحرية الكبير. إلى أن تقام دولة مستقرة وآمنة.
لاحظوا العرب من حولنا وفي وسطنا. هم يبذلون كل ما بوسعهم من أجل إقامة دولة لهم عملياً. الكل يُجند وهو في بطن أمه. وحقوقهم الإنسانية متأخرة عنهم، مهملة ومهجورة. يتعلم الأطفال كراهية العدو من أعماق قلوبهم وطالما هم أحياء، التمسك بالسلاح الأبيض والناري والتدرب بجد قبل يوم الأمر. المؤسسة التربوية مجندة بأكملها كذلك المؤسسات الدينية. من سذاجتنا نحن نسمي هذا "استفزازاً "، كبائعين تافهين. هذا ليس استفزازاً! هذه حرب.
يوجد في الحرب صرخات قتال للتحدث مع العدو وهذا ما يقومون به بصيحة عالية ـ يدعون علنياً إلى تدمير العدو ودولته. "بالروح، بالدم نفديكِ يا فلسطين!!!"، "على القدس رايحين، شُهدا بالملايين!!!" بهذا الشكل وفقط بهذا الشكل نشن الحرب ومن يقوم بذلك ـ ينتصر في الحرب ويقيم دولة له. في حال لم نأخذ بجدية هذا المشروع الصهيوني في الحال، لا ينبغي أن نتفاجأ إن عاد مجدداً ذاك اليوم المرير الذي سنسارع فيه إلى تعليق الكمان على أشجار الصفصاف على ضفاف نهر ما، نجلس فيه ونولول على ذكرى صهيون".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الانتفاضة في سورية تنطوي على تغيير استراتيجي عميق
المصدر: "هآرتس – ألوف بن "
" تقرّب موجة تظاهرات الأيام الأخيرة في سورية الثورة العربية من حدود إسرائيل. مدينة درعا في شريط باشان، التي دمّر فيها المتظاهرون أمس تمثال الرئيس الأب حافظ الأسد وأحرقوا مبنى حزب البعث، تقع على مقربة من المثلث الحدودي الأردن – سورية – إسرائيل. إذا ما فشلت الحكومة في قمع الانتفاضة، وامتدت إلى مدن أخرى، فإنها تنطوي على تغييرٍ استراتيجي عميق.
إذا سقط بشار الأسد من السلطة فإن إسرائيل ستواجه عدم يقين ، من الذي سيسطر على مخازن صواريخ السكاد ذات الرؤوس الكيميائية؟ من الذي سيقود الجيش في جبهة الجولان؟ هل أن ورثة الأسد سيكونون أكثر انفتاحاً على إسرائيل، أو العكس سيحاولون مفاقمة المواجهة من أجل اكتساب الشرعية الداخلية والإقليمية، مثلما فعل النظام القائم؟ وإذا ما فشلت الثورة، وبقي الأسد في كرسيه، فهل سيحاول استئناف عملية السلام والحصول من إسرائيل على هضبة الجولان كبوليصة تأمين على بقائه؟ هل سيكون من موجِب لإسرائيل في مفاوضات مع حاكم ممقوت آيل للسقوط؟ في كل واحد من هذه الاحتمالات تكمن مخاطر وفرص لإسرائيل.
لقد أدارت إسرائيل علاقات معقّدة مع حافظ الأسد وابنه بشار، اللذان حكما سورية في السنوات الـ 41 الأخيرة. الحكم العلوي كانت عدواً مراً رفع راية "المقاومة" وسعى إلى توازن استراتيجي مع إسرائيل، وفي نفس الوقت شكّل مرتكز استقرار النظام الإقليمي وشارك في عملية السلام. وحافظ السوريون بحرص على اتفاقية فصل القوات في الجولان، في الوقت الذي بنوا فيه جيشاً قوياً في العمق يملك مئات صواريخ السكاد، وسلّحوا حزب الله بآلاف الصواريخ، بل وحتى حاولوا تطوير قدرة نووية.
الحلف الذي أقامه الأسد الأب مع إيران، الذي أُنشئ بداية ضد العدو المشترك في العراق، طوّره ابنه (بشار) إلى استراتيجية بلغت ذروتها بالسيطرة على لبنان وغزة وإخراج تركية من دائرة الموالاة لإسرائيل. وبدا بشار الأسد كدبلوماسي ناجح، صمد بوجه المعارضة الأميركية لسلطته في أيام الرئيس بوش، وفي السنتين الأخيرتين عمل على تحسين صورة سورية في الغرب كدولة علمانية ومضيافة.
في نظر إسرائيل، الميزة الأساسية لنظام الأسد هي غياب جرأته وميله إلى تجنّب المجازفات والمواجهات المباشرة. ردود فعله كانت متوقعة ووفّرت حرية عمل لإسرائيل، بلغت ذروتها في قصف المفاعل النووي الذي بُني سراً في شمال شرق سورية في أيلول 2007. الأسد امتص الغارة ولم يرد، بل حتى أنه استأنف بعد عدة أشهر محادثات السلام مع رئيس الحكومة حينها، إيهود أولمرت، والتي وصلت إلى طريقٍ مسدود، كما في المحاولات السابقة.
عندما اندلعت الثورة في تونس، وامتدت إلى مصر، حاول الأسد بث الاطمئنان والزعم أن هذا لن يحصل عنده. "نحن لسنا مصر ولسنا تونس"، قال في آخر كانون الثاني في مقابلة مع صحيفة "وال ستريت جورنال". لكنه أخطأ، والآن عليه الكفاح لإنقاذ نظامه من غضب الجماهير".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هكذا هزمنا في الحرب الإعلامية
المصدر" يديعوت احرونوت ـ تسافي مزال"
مُنيت إسرائيل في الأسبوع المنصرم بإخفاقين إعلاميين كبيرين. مجزرة إيتمار، والسيطرة على سفينة السلاح فيكتوريا في قلب البحر والتي كانت تنقل السلاح من إيران إلى حماس وتقريباً لم يعلن عنها في العالم. وفي المحادثات التي جرت مع أعضاء من عدة دول أوروبية تبين أنهم لم يعرفوا بالحادثة. وهنا دعوة ملحّة ودرامية إلى حكومة إسرائيل للاستيقاظ من أوهامها والبدء بالاهتمام بموضوع الإعلام بكل جدّية. إن غياب الإعلام يصيب ليس فقط قدرة إسرائيل على المناورة السياسية بل أيضاً من شأنه أن يقيّد خطوات الجيش الإسرائيلي.
بعد مرور أسبوع على حادثة إيتمار المعقّدة، ما زالوا يناقشون في الحكومة وفي وسائل الإعلام إذا ما كانوا سينشرون الصور، مع أنها نشرت في تلك الأثناء من قبل جهات خاصة. كما أفدنا عن نزاع حول هذا الموضوع حصل بين الوزير "يولي أدلشتاين"، المسؤول عن الإعلام، والناطق باسم وزارة الخارجية المسؤول بدوره أيضاً عن الإعلام. على أية حال، لم يغير نشر الصور المتأخر شيئاً. فقد نسي العالم، منذ أمدٍ بعيد، موضوع الحديث. لقد كان الإعلام في الواقع منشغل جداً بالزلزال الذي حدث في اليابان، وبالثورة في ليبيا وفي باقي الدول العربية، لكن التغاضي عن مجزرة عائلة شلومو، ليست سوى شهادة أخرى وخطيرة حول العداء إزاء إسرائيل، وهذا الأمر ليس جديداً، على الرغم من أنه يوجد هنا أيضاً خيانة لمبادئ الصحف الحرة.
وهناك أمور مشابهة يجب الحديث عنها أيضاً إزاء السيطرة على "فيكتوريا". لقد سيطرت فرقة الكوماندوس على سفينة تجارية في المياه الدولية استناداً إلى استخبارات مؤكّدة، وقد وجد في الحقيقة سلاح وصواريخ، كان من المفترض أن تصل إلى حماس.
عدم تقديم بلاغ هو شذوذ عن مهنة الصحافة وحقنا في المعارضة. إلا أن الصحافة تعتبر مقدّسة، ويجب عدم توجيه النقد إليها. هذا خطأ. رجال الصحافة ليسوا مقدسين، وبالتأكيد يجب مواجهتهم عندما لا يقومون بعملهم وفق آداب مهنتهم. التقرير الذي يذكر أنه تم التعامل مع الصحفيين بقسوة في منياء أشدود، حيث عرضت حمولة السلاح لـ "فيكتوريا"، ليس فيه ما يعفيهم من واجبهم المهني. أولئك الصحفيون مستعدون أن يُقتلوا في أفغانستان أو في ليبيا، للاستسلام لمطالب إيران إزاء كود اللباس، يوافقون على تحقيق أمني مهين، وعلى الرغم من كل شيء يقدمون تقريراً بصورة متعاطفة عن العالم العربي. وبالنسبة إلى إسرائيل هناك تدبير آخر قد يضر بالتأكيد.
لكن يلقى على حكومتنا مسؤولية أيضاً، لأنه حالياً "في زمن الإتصالات" يجب بذل جهد أكبر لإدخال رسالتنا. في حادثة أيتمار كانت الحاجة الإعلامية تلزم بتطبيق خطة واسعة المجال_ المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية، تقديم مقابلات خاصة، نشر صور فورية وكل ما يمكن تخيله. إسرائيل هي هدف معروف لهجوم جهات سياسية وإعلامية ضخمة. وقد عمل إزاءنا ائتلاف غير مقدس لمنظمات عربية/ إسلامية ولمنظمات يسارية ثورية أوروبية، الذين تحالفوا لضرب إسرائيل التي أشير إليها بأنها أصل الشر في العالم.
نحتاج خطة
في غضون ذلك، علينا الاعتراف بأننا هُزمنا في الحرب الإعلامية. هناك ضرورة ملحّة لإصلاح ذلك. تحتاج إسرائيل خطّة إعلامية واسعة. يجب أن يبدأ الإعلام في إسرائيل. المادة التي تأتي من إسرائيل ومن المناطق تعتمد في الأساس على الصيغة الفلسطينية. هكذا تتبلور قاعدة حقيقية مضلّلة للنزاع. لا تستطيع سفاراتنا أن تغير ما يكتب صباحاً في صحيفة أو يبث عبر التلفاز. الانطباع الباقي هو أن إسرائيل احتلت دولة فلسطينية مستقلّة، والفلسطينيين البائسين والضعاف يرمون الحجارة، وإذا نجحوا في تنفيذ عمل إرهابي، فإن ذلك ليس مريعاً إلى هذا الحدّ. ليس هناك بيانات بأن الفلسطينيين يديرون حرباً إرهابية وحشية متواصلة ضد المدنيين، وفقط قوة الجيش الإسرائيلي هي التي تفصل بيننا وبين مجزرة يومية.
حان الوقت لأن تتطرق إسرائيل إلى الحرب الإعلامية، أو الحرب على الوعي، بكل جدّية، وأن تجنّد أفضل الموارد البشرية للاهتمام بالموضوع. لماذا لا يتم تأليف طاقم من الدبلوماسيين، رجال الإعلام، حقوقيين، مؤرّخين، خبراء في الشمال المتطرف والعالم العربي حيث يختبرون الوضع ويعدون خطط مناسبة.
على إسرائيل أيضاً أن تخلق أدوات مناسبة لكي تتمكن من نقل رسائلها بصورة شاملة، ودون الاعتماد على وسائل الإعلام الدولية. الهدف الحاجة إلى قنوات تلفاز ناطقة باللغتين بالإنكليزية والعربية. هل يعرف الجمهور بأن اللغة الإنكليزية تحظى بـ 10 دقائق من الأخبار فقط في القناة الأولى وبذلك تتمكن من نقل الرسائل الإسرائيلية إلى العالم. المغزى هو أننا مرتبطون تماماً بعدة ثواني توافق الـ _CNN أو BBCعلى منحها. كما تحتاج إسرائيل إلى قناة ناطقة باللغة العربية، تستطيع عبرها أن تفنّد كذب العالم العربي وأيضاً إجراء حوار معه وعرض رسائلها أمامه. بدون هذه الأدوات، تحتاج إسرائيل كل الوسائل للتأثير على الحلبة السياسية_ الإعلامية في الرأي العام العالمي.
نحن موجودون في وقت مناسب، لأن العالم اكتشف في الأسابيع الأخيرة أن إسرائيل لا تقف في وسط الأحداث في المنطقة، وأن الإدعاء أنه فقط إذا كنا غائبين_ كل مشاكل العالم العربي كانت غائبة معنا_ ثبت بطلانه تماماً.
الإعلام ليس وحي كل شيء. الإعلام، حتى لو كان جيداً، لن يؤدي إلى حل النزاع، لكنه يستطيع، ربما، أن يجعل القضايا أكثر وضوحاً، وأن يضع الأمور في نصابها وينشر الجو الذي سيساعد على اكتشاف حل محق للشعبين".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الإسرائيلي سينشأ مستوصف ميداني في منطقة تجمع المشرّدين في اليابان
المصدر: "موقع الناطق الرسمي بإسم الجيش الإسرائيلي"
" يقدم الجيش الإسرائيلي المساعدة في اليابان، حوالي خمسة طواقم طبية عسكرية توجهت إلى منطقة الكارثة في اليابان , الواقعة على بعد 150 كيلومتر من محطة فوكوشيما النووية , وذلك من أجل إنشاء مستوصف ميداني لتقديم الخدمات الطبية الضرورية للسكان المحليين الذين تم إخلاؤهم من بيوتهم , ونقلوا بواسطة السلطات اليابانية إلى منطقة " اللاجئين" , وسينضم إلى الأطباء العسكريين أيضا ضباط وقادة من قيادة الجبهة الداخلية .
وقد اتخذ القرار بإرسال هذه البعثة من قبل قائد الجبهة الداخلية اللواء "مائير غولان" في أعقاب النتائج التي توصلت إليها البعثة الأولى التي أرسلتها قيادة الجبهة الداخلية إلى اليابان قبل يومين,وكما أسلفنا فقد توجه ثلاثة ضباط من قيادة الجبهة الداخلية في عطلة نهاية الأسبوع الماضي إلى اليابان من أجل فحص المعطيات عن كثب في المنطقة التي تعرضت للكارثة , وكذلك لتقدير إمكانية استمرار المساعدة التي قدمتها إسرائيل .
وسيرأس البعثة إلى اليابان قائد الطبابة في قيادة الجبهة الداخلية اللواء الدكتور " أرئيل بار" الذي كان من مسؤولي البعثة الإسرائيلية التي عملت في هايتي قبل أكثر من سنة . وقد زُّودت البعثة بكل الوسائل اللازمة لحماية الأعضاء المشاركين فيها ,كالخشية من حدوث إشعاعات نووية في الدولة . وتم تنسيق خروج البعثة مع وزارتي الخارجية والدفاع".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغرب يرتب الوضع : الديمقراطية بمعونة السيف
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ أفيعاد كلاينبرغ"
تدور في ليبيا رحى حرب أهلية. حتى وإن بدأت الحرب كانتفاضة مدنية ضد طاغ، واضح أن ليس هذا هو الوضع الان. الطرفان مسلحان، وكلاهما يستخدمان السلاح للامساك بالحكم.
معظمنا لا نعرف الكثير عن الثوار. فهل هم محبو حرية وحقوق الفرد أم – وهو أكثر معقولية – مجموعات قبلية دحرهم القذافي الى الهوامش ومؤيدون سابقون وجدوا في الثورات في المنطقة فرصة لازاحة الحاكم والحلول محله؟
في ظل غياب معلومات واضحة عن الثوار، من السهل علينا ان نؤيد صراعهم ضد القذافي، الطاغية غريب الاطوار الذي حديثه مثير للسخرية ولباسه غريب. مريح لنا التفكير بان كل خيار آخر افضل منه. ولكن هل نحن بالفعل في الغرب نعرف ما نفعل؟ هل ينبغي التأييد التلقائي لكل كفاح ضد طاغية في ثقافة الطغيان فيها هو طريقة الحكم السائدة؟
فضلا عن ذلك هل التدخل في صراعات القوى في دولة ما في العالم الثالث هو فكرة جيدة؟ تاريخ محاولات التدخل الغربية في العالم الثالث اشكالي. اسقاط صدام حسين وان كان حرر العراق من عبء طاغية مجرم، ولكنه جلب في أعقابه دمار فظيع لدولته، ضعضعة خطيرة للاستقرار في المنطقة، صعود قوى اسوأ بأضعاف وسفك دماء كلف أكثر بكثير من عدد ضحاياه.
صحيح، التدخل الامريكي في العراق كان ينطوي على أخطاء جسيمة، لم يكن لها أي صلة بمجرد اسقاط الطاغية، ولكن أوليست هذه الاخطاء تدل على أن الغرب – بكل قوته التكنولوجية – فشل غير مرة في فهم النسيج المعقد للقوى السائدة على الارض؟
ليس صدفة أن تطالب كتابات أبي الطب هيبوقراط، "أولا لا تضر". فقد حاولت الولايات المتحدة في الماضي ان تكون مجدية فتبينت ضارة. ففي الصومال مثلا تدخلت ادارة كلينتون كي تحمي المواطنين من نظام طاغية الا ان الوضع في الصومال لم يتحسن حقا. ومن يتذكر على الاطلاق اليوم محمد ايديد الصومالي، الذي عرض في حينه كتهديد خطير على السلام العالمي؟ كلاهما، ايديد والقذافي، اللذان ليسا كارهين للغرب، والقذافي - مهما كان طاغية – ليس حتى الاسوأ بين الطغاة في عالمنا، وبالتأكيد ليس من كبار القتلة فيه.
من يريد أن يجعل العالم ديمقراطيا بالسيف، سيجد نفسه متورطا في حرب لمئات السنين القادمة.
ظاهرا هناك شيء وحشي في مطلب الامتناع عن التدخل العسكري في نزاعات داخلية. ظاهرا الوقوف مكتوفي الايدي هو استعداد للسماح بالشر وبالطغيان. غير أن العالم ليس منظومة تسعى الى التوازن الاخلاقي. هو منظومة تسعى الى التوازن بين القوى. التدخل الفظ لطرف ثالث يمكن أن يحدث ضررا أكبر بكثير من أي منفعة – ولا سيما عندما يكون تدخلا فيه قدر لا بأس به من ازدواجية الاخلاق (في هذه الاثناء لا يوجد احد في الغرب يدعو الى اسقاط حاكم اليمن، رغم القبضة الحديدية التي يقمع بها الثورة المدنية في بلاده).
لا يعني الامر أنه يجب الجلوس دوما دون فعل. عندما ينشغل حاكم أو مجموعة في قتل شعب، مثلا، فان مسائل توازن القوى يجب أن تتراجع الى الهوامش. بقدر ما يشبه الامر حكم المطارد (في الدين اليهودي) – عندما يطارد شخص ما رفيقه بسكين ممشوقة، مسموح ايقافه بكل وسيلة دون اعتبارات زائدة ودون اجراءات مرتبة.
هذا لا يعني أنه في هذا الاختبار فشل الغرب المرة تلو الاخرى. فالمذبحة في رواندا تمت دون أي تدخل عسكري أمريكي، مثلما حصل في المذبحة في الكونغو أيضا. في دارفور استمرت المذبحة دون تدخل عسكري. السبب الرئيس للتدخل العسكري في ليبيا هو أن هذا سهل، والاثار لن تضر، كما من المعقول الافتراض، بالغرب، وطالما لم يقتل امريكيون في المعارك، فهذا قرار شعبي في الغرب، مفعم بحلم التحول الديمقراطي في العالم العربي.
هل هذا سيجدي؟ هل من الان فصاعدا سيعنى الغرب بتغيير الحكم في كل مكان لا توجد فيه ديمقراطية ليبرالية؟ من المعقول الافتراض بان الجواب على هذين السؤالين سلبي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكنيست تضرب الديمقراطية
المصدر: "هآرتس"
" اليوم سيطرح في الكنيست مشروعان أو ثلاثة مشاريع قوانين للتصويت بالقراءة الثانية والثالثة. كل واحد منها مرفوض بحد ذاته، ولكن جملتها، عشية الاجازة، تدوي كاجمالي لاذع ومثير للقلق لنشاط الكنيست في الدورة الحالية.
قانون النكبة صيغ بغموض مقصود، يقرر حظر الهيئات التي تحظى بالدعم العام تنظيم أو تمويل أي نشاط "يوجد فيه ما يشكك باسس الدولة ويتناقض وقيمها". واذا حاكمنا الامور حسب المذهب الفكري للمبادرين للقانون، فان هذا التعريف من شأنه ان ينطبق ايضا على مؤتمرات اكاديمية وعلى بحوث ومناقشات تاريخي تضع في مركز اهتمامها الجوانب المختلفة لحرب الاستقلال والاحداث التي سبقتها. عمليا، هذا قانون لكم الافواه.
قانون لجان القبول في البلدات المجتمعية اجتاز تغييرات وتلطيفات مزعومة. عدد السكان الذين يحددون ما هي البلدة المجتمعية انخفض الى 400، وانطباق القانون حصر بالنقب والجليل. هذا قانون مثير للحفيظة، يركل مبدأ المساواة بقدم فظة، ومعناه تقييد السكن للمواطنين العرب.
"قانون الغاء حق المواطنة"، الذي اقر في لجنة الداخلية، يدعو الى سحب المواطنة ممن ادين بالتجسس او بمساعدة الارهاب، يشجع الدولة على اساءة استخدام قوتها ويحول عمليا المواطنة من حق مسلم به الى مكسب هش، يفعل به الحكم ما يشاء. المبادرون اليه وعدوا ان يحاولوا اقراره هو ايضا قبل نهاية الدورة الشتوية رغم أن المخابرات نفسها تدعي بان سحب المواطنة هو سلاح خطير، من شأنه ان يصعد الازمة بين المواطنين العرب وبين الدولة.
يحتمل أن يكون هذا التصعيد بالذات هو هدف المبادرين الى القانون، وذلك لانه في صراع القوى بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واسرائيل بيتنا، يستخدم المواطنون العرب ككيس مريح للضربات. غير ان المتطرفين يستخدمون أيضا كل اولئك النواب الذين يتجاهلون السياق العنصري التحريضي الذي تولده هذه القوانين، ولا يلاحظون المسيرة السائبة والهدامة التي يخلقون. قبيل التصويت ملزم إذن كل نائب بان يسأل نفسه هل هو مستعد لان يشارك في مسيرة التدهور للديمقراطية في اسرائيل نحو الهاوية – أم يحبطها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألمانيا على الجدار.. ومن لم يأتِ الى ليبيا
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ الداد باك"
" برلين. عشرات المنفيين الليبيين، من معارضي نظام حكم معمر القذافي، وقفوا في نهاية الاسبوع في ميدان اديناور في برلين في مظاهرة احتجاج صاخبة. الشعارات على ألسنتهم واليافطات في أياديهم هاجموا بذات الحدة نظام الطغيان الاجرامي "لملك الملوك" الليبي والحكومة الالمانية. "هل دمنا أقل أهمية من جارتكم؟"، سأل متظاهرون وهم يلوحون بيافطات لصور تقطر منها الدماء للمستشارة ووزير خارجيتها وهما يصافحان "الجزار المجنون من طرابلس".
والسبب هو قرار ألمانيا الامتناع عن التصويت في مجلس الامن في الامم المتحدة لفرض عقوبات عسكرية من الاسرة الدولية على القذافي – خلافا لموقف الحلفاء المقربين من برلين: واشنطن، باريس ولندن. على مسافة غير بعيدة من هناك، في مركز المؤتمرات، أثارت مريم رجوي، الزعيمة المنفية لمنظمة المعارضة "العصيان الوطني في ايران" حماسة عشرات الاف مؤيديها في خطاب هاجمت فيه هي ايضا المانيا على مواصلة التجارة مع شركات ايرانية، يسيطر عليها "حراس الثورة" في ظل تجاوز العقوبات الاقتصادية الدولية على طهران، ولكن ايضا على رفض برلين تأييد قرار مجلس الامن الرامي الى "حماية الشعب الليبي".
في الداخل أيضا اضطرت انجيلا ماركيل وجويدو فاسترافلا الى التصدي لانتقاد لاذع للخطوة الغريبة في الامم المتحدة. وجاء الانتقاد من كل اطراف الطيف السياسي. نشطاء محافظون ومكافحين في سبيل حقوق الانسان من اليسار ذهلوا في ضوء الخطوة المتزلفة لحكومة اليمين – الوسط والرامية – برأي كل المحللين – الى ارضاء الرأي العام، الذي يرفض في معظمه كل تدخل عسكري، عشية سلسلة الانتخابات اللوائية المصيرية لماركيل وشركائها الائتلافيين.
مقلق جدا أن الحكومة الالمانية بالذات والتي يفترض بها أن تبدي حساسية شديدة لمسألة حماية حقوق الانسان والوقوف في رأس معسكر المكافحين من أجل القيادة الديمقراطية والحرية تجلس على الجدار حين يدور الحديث عن تدخل عسكري دولي لانهاء نظام دموي لزعيم مجنون. التفسيرات الرسمية، والتي تفيد بان ألمانيا لا يمكنها أن تشارك في أعمال عسكرية اخرى، تبدو سخيفة.
لقد كانت ألمانيا مرتبطة لزمن طويل جدا وبشكل وثيق جدا بنظام الطغيان للقذافي وابناء عائلته. ولي عهد القذافي، الابن المحبوب سيف الاسلام، كان ضيف شرف مرغوب فيه في أحداث رسمية ولقاءات سرية. الاستخبارات الالمانية أقامت معه ومع رجاله علاقات خاصة. والنيابة امتنعت عن تقديم ابن آخر للقذافي الى المحاكمة على جرائم خطيرة كان مشاركا فيها، بما فيها التجارة بالسلاح والمخدرات. وقبل بضعة ايام فقط اُعلن عنه "شخصية غير مرغوب فيها" في المانيا. المستشارة الالماني السابق، الاشتراكي جيرهارد شرودر كان مسؤولا في فترة ولايته وبعدها عن تطوير الاعمال التجارية مع ليبيا وتدريب أجهزة أمن القذافي. وهذا هو مجرد طرف الجبل الجليدي فقط.
مقلق جدا أيضا ان بالذات الحكومة الالمانية الاولى التي تسمح لنفسها بالمواجهة بشكل مفتوح وعلني، وإن لم يكن مبررا – مع حكومة اسرائيل تكتفي فقط بالتنديدات اللفظية وليس بالافعال ضد أنظمة الظلام في الشرق الاوسط. هنا أيضا يبدو أن الحكومة الالمانية تتوجه نحو التزلف للناس وتخضع للرأي العام المناهض لاسرائيل ولضغوط مجموعات مؤيدة للعرب. وبينما تهاجم المستشارة ماركيل نتنياهو في كل مناسبة، لم تجد ضرورة لشجب ذبح أبناء عائلة بوغل في بلدة ايتمار.
الوضع السياسي لماركيل وحكومتها صعب للغاية هذه الايام. الاستطلاعات وامزجة الرأي العام الهستيرية والمفعمة بالاراء المسبقة لن توفر مخرجا للورطة بل تمسكا بالمبادىء".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغرب يرتب الوضع: الديمقراطية بمعونة السيف
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ أفيعاد كلاينبرغ"
" في ليبيا تدور رحى حرب أهلية. حتى وإن بدأت الحرب كانتفاضة مدنية ضد طاغ، واضح أن ليس هذا هو الوضع الان. الطرفان مسلحان، وكلاهما يستخدمان السلاح للامساك بالحكم.
معظمنا لا نعرف الكثير عن الثوار. فهل هم محبو حرية وحقوق الفرد أم – وهو أكثر معقولية – مجموعات قبلية دحرهم القذافي الى الهوامش ومؤيدون سابقون وجدوا في الثورات في المنطقة فرصة لازاحة الحاكم والحلول محله؟
في ظل غياب معلومات واضحة عن الثوار، من السهل علينا ان نؤيد صراعهم ضد القذافي، الطاغية غريب الاطوار الذي حديثه مثير للسخرية ولباسه غريب. مريح لنا التفكير بان كل خيار آخر افضل منه. ولكن هل نحن بالفعل في الغرب نعرف ما نفعل؟ هل ينبغي التأييد التلقائي لكل كفاح ضد طاغية في ثقافة الطغيان فيها هو طريقة الحكم السائدة؟
فضلا عن ذلك هل التدخل في صراعات القوى في دولة ما في العالم الثالث هو فكرة جيدة؟ تاريخ محاولات التدخل الغربية في العالم الثالث اشكالي. اسقاط صدام حسين وان كان حرر العراق من عبء طاغية مجرم، ولكنه جلب في أعقابه دمار فظيع لدولته، ضعضعة خطيرة للاستقرار في المنطقة، صعود قوى اسوأ بأضعاف وسفك دماء كلف أكثر بكثير من عدد ضحاياه.
صحيح، التدخل الامريكي في العراق كان ينطوي على أخطاء جسيمة، لم يكن لها أي صلة بمجرد اسقاط الطاغية، ولكن أوليست هذه الاخطاء تدل على أن الغرب – بكل قوته التكنولوجية – فشل غير مرة في فهم النسيج المعقد للقوى السائدة على الارض؟
ليس صدفة أن تطالب كتابات أبي الطب هيبوقراط، "أولا لا تضر". فقد حاولت الولايات المتحدة في الماضي ان تكون مجدية فتبينت ضارة. ففي الصومال مثلا تدخلت ادارة كلينتون كي تحمي المواطنين من نظام طاغية الا ان الوضع في الصومال لم يتحسن حقا. ومن يتذكر على الاطلاق اليوم محمد ايديد الصومالي، الذي عرض في حينه كتهديد خطير على السلام العالمي؟ كلاهما، ايديد والقذافي، اللذان ليسا كارهين للغرب، والقذافي ـ مهما كان طاغية – ليس حتى الاسوأ بين الطغاة في عالمنا، وبالتأكيد ليس من كبار القتلة فيه.
من يريد أن يجعل العالم ديمقراطيا بالسيف، سيجد نفسه متورطا في حرب لمئات السنين القادمة.
ظاهرا هناك شيء وحشي في مطلب الامتناع عن التدخل العسكري في نزاعات داخلية. ظاهرا الوقوف مكتوفي الايدي هو استعداد للسماح بالشر وبالطغيان. غير أن العالم ليس منظومة تسعى الى التوازن الاخلاقي. هو منظومة تسعى الى التوازن بين القوى. التدخل الفظ لطرف ثالث يمكن أن يحدث ضررا أكبر بكثير من أي منفعة – ولا سيما عندما يكون تدخلا فيه قدر لا بأس به من ازدواجية الاخلاق (في هذه الاثناء لا يوجد احد في الغرب يدعو الى اسقاط حاكم اليمن، رغم القبضة الحديدية التي يقمع بها الثورة المدنية في بلاده).
لا يعني الامر أنه يجب الجلوس دوما دون فعل. عندما ينشغل حاكم أو مجموعة في قتل شعب، مثلا، فان مسائل توازن القوى يجب أن تتراجع الى الهوامش. بقدر ما يشبه الامر حكم المطارد (في الدين اليهودي) – عندما يطارد شخص ما رفيقه بسكين ممشوقة، مسموح ايقافه بكل وسيلة دون اعتبارات زائدة ودون اجراءات مرتبة.
هذا لا يعني أنه في هذا الاختبار فشل الغرب المرة تلو الاخرى. فالمذبحة في رواندا تمت دون أي تدخل عسكري أمريكي، مثلما حصل في المذبحة في الكونغو أيضا. في دارفور استمرت المذبحة دون تدخل عسكري. السبب الرئيس للتدخل العسكري في ليبيا هو أن هذا سهل، والاثار لن تضر، كما من المعقول الافتراض، بالغرب، وطالما لم يقتل امريكيون في المعارك، فهذا قرار شعبي في الغرب، مفعم بحلم التحول الديمقراطي في العالم العربي.
هل هذا سيجدي؟ هل من الان فصاعدا سيعنى الغرب بتغيير الحكم في كل مكان لا توجد فيه ديمقراطية ليبرالية؟ من المعقول الافتراض بان الجواب على هذين السؤالين سلبي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدخل مع مصالح
المصدر: "هآرتس ـ يحزقيل درور"
" تدخل الغرب بالقوة في ليبيا يستحق في ظاهر الامر المديح من كل باحث عن الحرية وحقوق الانسان. لكن الفحص العميق يثير تساؤلات تتعلق بقيمية هذا التدخل ونتائجه المتوقعة. ينبع التأييد الاوروبي للعملية في جزء منه من التزام القيم الانسانية. لكن عدم وجود جهد جدي لمنع اعمال ذبح واغتصاب جماعية في بلدان اخرى في افريقيا السوداء، يثير شكوكا في شأن طهارة بواعث التدخل في ليبيا. لاوروبا مصلحة أنانية في جعل ليبيا مستقرة لمنع اغراقها بلاجئين غير مرغوب فيهم. كذلك اعتبارات النفط تلعب دورا. والى ذلك فان العملية القوية "رخيصة"، لانه ليس في استعمال الطائرات والصواريخ أي تعريض لجنود الغرب للخطر.
إن وزن مصالح السياسة الواقعية في قرار التدخل في ليبيا لا يغيب عن نظر العرب المسلمين. لا يوجد في مشاركة قوى عربية اذا وجدت ما يؤثر في الرأي السائد عند اجزاء كبيرة من العالم العربي – الاسلامي، أن الحديث بقدر كبير عن عدوان استعماري جديد. وسيقوى هذا التصور ازاء عدم وجود عملية غربية على زعماء في دول عربية اخرى يقمعون "تمردا مدنيا"، حينما يكون للغرب مصلحة في استمرار الحكم القائم أو اذا كان التدخل سيجبي ثمنا دمويا باهظا.
فيما يتعلق بالنتائج ليس من المؤكد ان تصبح ليبيا دولة ديمقراطية هادئة. إن سابقة التدخل العنيف في ليبيا لن تردع حكاما آخرين عن قمع تمردات بالقوة اذا لم تكن الاصلاحات التي يقترحونها كافية. وبخاصة في دول لن يتدخل الغرب فيها باستثناء مواعظ غير حقيقية.
مع ذلك قد تشجع العملية في ليبيا انتفاضات في دول اخرى عربية وغيرها، بل قد تُعجل بالاصلاحات. لا يمكن ان نتنبأ سلفا بنتائج هذه التطورات، باستثناء مسار واضح لازدياد الطاقة الاجتماعية في الدول العربية. لكن تدخل الغرب في ليبيا قد يوجه هذه الطاقة بسهولة لمواجهة الغرب. اذا أُلصق بالتدخل الغربي صورة الاستعمار الجديد ونُسب اليه طموح أن يفرض قيمه على بلدان اسلامية فان ازدياد الارهاب المعادي للغرب هو امكانية معقولة.
وأخطر من ذلك بأضعاف مضاعفة الدرس الذي قد يستخلصه الحكام العرب وهو انهم يحتاجون الى سلاح يردع الغرب عن التدخل في شؤونهم. من المؤكد ان القذافي نادم لانه تخلى عن الخيار الذري. فلو كان يملك سلاحا يقتل الجموع أو على الأقل تصور بأنه ربما يملك مثل هذا السلاح، فمن المشكوك فيه ان يتدخل الغرب مستعملا القوة عليه، مهما تكن أفعاله في ليبيا فتاكة ما لم يهدد الغرب مباشرة.
ولن يكرر آخرون خطأه. إن العملية على القذافي ستزيد في تصميم ايران على تطوير سلاح ذري. وسيستخلص حكام آخرون دروسا من كوريا الشمالية ايضا التي يعزز سلاحها الذري نظامها الديكتاتوري في مواجهة تدخل بالقوة من الخارج.
كان الوضع سيكون مختلفا لو ان العملية على القذافي كانت تبشر بنظام عالمي جديد تتدخل فيه القوى الرئيسة بالقوة ايضا فيما يجري في دول اخرى لمنع قتل الجماهير وتطوير سلاح يقتل الجموع والدفع قُدما بحقوق الانسان. لاسرائيل اهتمام كبير بنظام عالمي كهذا، يلائم قيم اليهودية ويضمن أمنها ولو كان ثمن ذلك تسويات سلمية لا ترضيها رضى كاملا. لكنه لا احتمال في المرحلة الحالية لنظام عالمي جديد. لهذا فان عملية الغرب على القذافي قد تُحدث من الضرر أكثر من الفائدة.
ستُحسن اسرائيل الصنع اذا لم تتخذ موقفا. فلا مكان لمناصرة القذافي، لكنه ليس واضحا هل سيكون من سيأتون مكانه أقل عداءً. إن اصرار ايران الزائد على تطوير سلاح ذري سيء لاسرائيل بيقين. وكذلك الطاقة الاجتماعية الطاغية في المجتمعات العربية التي هي نتاج المظاهرات و"اعمال الشارع" على اختلافها، قد تعمل في غير مصلحة اسرائيل اذا لم نُحدث تحولا حادا للسياسة باتجاه تقديم التسوية السلمية الاقليمية الشاملة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تسعير القذافي
المصدر: "هآرتس ـ عكيفا الدار"
" يجب أن يذكر هجوم التحالف على قوات معمر القذافي، بتشجيع من الجامعة العربية، بنيامين نتنياهو بهجوم التحالف الغربي – العربي على العراق في مطلع 1991. إن التسعير الذي عرضه العرب على الرئيس الامريكي (الجمهوري) جورج بوش الأب، لتأييدهم الحرب على عضو في جامعتهم، كان جر رئيس حكومة اسرائيل اسحق شمير الى مؤتمر سلام دولي في مدريد. طلب بوش الى شمير ان يختار بين توسيع المستوطنات وبين مضاءلة المساعدة الامريكية.
أيد نتنياهو قرار شمير على محاولة الالتفاف على البيت الابيض والحصول على الضمانات لاستيعاب الهجرة من مجلس النواب الامريكي من غير ان يوقف لحظة واحدة البناء اليهودي وراء الخط الاخضر. انتهى هذا بخسارة في مجلس النواب الامريكي وبعد ذلك بخسارة السلطة في اسرائيل. في غد العملية العسكرية في ليبيا سيصعب على اوباما أن يُبين للعرب لماذا هو بطل كبير في مواجهة زعيم عربي يقمع أبناء شعبه، في حين يساعد زعيما يهوديا يسلب اراضي أبناء الشعب العربي ويستخف بامريكا. التدخل الامريكي في ليبيا سيصعب على اوباما ايضا احباط اعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطينية في حدود 1967 في ايلول القريب. يجند نتنياهو مرة اخرى الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب الامريكي، ولا سيما اعضاء وعضوات من معسكر سارة بايلين، لكن ليس لمجلس النواب الامريكي سلطة التدخل في قرارات تتعلق بالتصويت في الامم المتحدة. بل انهم في "ايباك" يدركون بيقين انه لا يحسن ان يجعلوا اليهود هم الذين اضطروا الولايات المتحدة الى ان تكون الدولة الوحيدة في العالم التي ترفع يدها معارضة منح الفلسطينيين استقلالا.
سبيل اوباما الوحيدة ليمنع نفسه من الاختيار بين الطاعون والكوليرا هي ان يربط من جديد محمود عباس بنتنياهو. وكي يجمد عباس اجراء الاعتراف في الامم المتحدة ويوافق على تجديد التفاوض في التسوية الدائمة، سيجب على نتنياهو ان يُخرج من فمه الكلمات السحرية، "سيقوم الاتفاق على حدود الرابع من حزيران 1967". اذا لم يعد رئيس الحكومة بأن تظهر هذه الجملة المفتاح في خطبة بار ايلان الثانية فسيتلقاها في خطبة اوباما الثانية في القاهرة. وكما ان ليبيا لن تكون ليبيا نفسها فان القاهرة كما تعلمون ليست القاهرة نفسها. القدس وحدها تبقى القدس نفسها، حتى تطأ بقوة كبيرة على الثآليل في واشنطن.
تربية على السلام
قال نتنياهو في اطار نضاله للتحريض الفلسطيني على اسرائيل، لعائلة بوغل الحزينة "هم يقتلون ونحن نبني". ليس هذا بطبيعة الامر تحريضا على الجمهور الفلسطيني كله. وكيف نبني ثقة مع الجيران؟ وثقت متطوعات رقابة الحواجز بالكلام والصور مناظر بيوت سكان قرية عورتا المجاورة لايتمار التي تشرفت من غد عملية القتل الوحشية بزيارة جنود الجيش الاسرائيلي. كان ثمة أثاث محطم، وأقفال مكسورة، واجهزة كهربائية مهشمة، وجدران مهدمة، ومحتويات خزائن منثورة في كل زاوية مختلطة ببقايا الطعام والبراز. اشتكى بعض السكان من سرقة حلى ذهبية ومال نقد.
كانت القرية في حصار اربعة ايام ومُنع كل دخول اليها. داهم مئات الجنود جميع البيوت، ولزوا الرجال في الاعمار من 15 – 55 سنة الى الجدران وقيدوا أيديهم وجردوهم من ملابسهم وأجروا تفتيشا على أجسامهم. وأُخذ أكثر من 50 رجلا الى المعتقل. في غضون ذلك دخل القرية مستوطنون من ايتمار وإزاء نواظر الجنود رموا البيوت بالحجارة مع صرخات "الموت للعرب". تضررت ثلاثة بيوت وكُسرت في عدد من الساحات أقفال أغطية آبار الماء وسُكب الماء في كل اتجاه.
مع خروج الجنود من القرية داهم مستوطنون ارض أحد سكان القرية، واقتلعوا 120 شجرة زيتون، وسووا الارض بالجرافات وشقوا طريقا من ايتمار الى البؤرة الاستيطانية الجديدة التي انشأوها في المكان وطريقا اخرى نحو الشارع الذي يفضي الى مستوطنة ألون موريه. كل ذلك على اراضي القرية التي ندد سكانها علنا بعملية القتل في ايتمار. وكل ذلك تحت أبصار جنود الجيش الاسرائيلي ومراقبي الادارة المدنية. تُسمي وسائل الاعلام الاسرائيلية اعمال تنكيل من هذا القبيل "تسعيرا". مثل التسعير في رف الخضراوات في حانوت.
منذ 1998 وقعت اربعة حوادث قتل في منطقة ايتمار وأفضت الآثار الى القرية وما حولها. لم يفرض الجيش الاسرائيلي حصارا على البلدة ولم يستوطن بيوت السكان. في حالة واحدة فقط (غور هامل، الذي حطم جمجمة شيخ فلسطيني) تم القبض على القاتل وحُكم عليه بالسجن المؤبد. أما في سائر الحالات فلم يُعتقل أحد أو أُفرج عن المشتبه فيهم لعدم وجود الأدلة أو لأن المتهم هرب ولم يُعرف له أثر.
"الدعاوى غير معروفة"، هذا ما جاء في رد متحدث الجيش الاسرائيلي. "إن قوة الجيش الاسرائيلي التي عملت فقط في قرية عورتا، اعتقلت عددا من المشتبه فيهم بالقتل في ايتمار وضبطت عشرات الوسائل القتالية. وأجرى ممثلو الادارة المدنية الذين صاحبوا القوة صلة متصلة بسكان القرية. يتوجه الجيش الاسرائيلي الى السكان الذين يشعرون بأنه جرت عليهم مظلمة ليُقدموا شكوى عن طريق الجهات ذات الصلة ومنها الشرطة العسكرية المحققة. إن عدم وجود تفصيلات دقيقة يصعب استيضاح الحوادث ومع الحصول عليها سيتم في الجيش الاسرائيلي تحقيق عميق لكل واقعة. يقوم الجيش الاسرائيلي بكل ما يستطيع لمنع أحداث عنف واحتكاكات بين طوائف السكان المختلفة في منطقة يهودا والسامرة. وقد جرى تعزيز القوات إثر الحوادث الاخيرة".
بمناسبة ذكر حملة نتنياهو الدعائية على التحريض الفلسطيني، يحسن ان نذكر أن "مقياس التحريض" لديوان رئيس الحكومة الذي نشر من غد عملية القتل في ايتمار، يشير خاصة الى اتجاه انخفاض لمقدار التحريض في السنة الماضية. اليكم مختارات مقتبسة من موقع الديوان الرسمي: "معدل الدرجة النهائي لهذا الربع (الاخير من سنة 2010) كان أقل قليلا من نفس الربع من العام الماضي، وهو الأقل بين خمسة مقاييس الأرباع حتى الآن... لم توجد في الأكثر حالات تحريض صريح على العنف والارهاب... يمكن ان نقول انه سُجل عدد أقل من حالات التحريض من مصادر دينية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هكذا يعرضون الفشل كأنه نجاح
المصدر: "هآرتس ـ لي، أون هدار"
" في عصر يروجون فيه لكل سياسة حمقاء باعتبارها "رواية"، يحسن أن نتذكر الفنان الكبير في هذه اللعبة، هنري كيسنجر، وزير الخارجية الامريكي السابق، الذي عرف استعمال جملة جيدة من اجل تحويل هزيمة استراتيجية الى قصة نجاح دبلوماسي.
بعد سنين من محاولات عزل الصين الشيوعية، اعترف كيسنجر بالخسائر الضخمة التي تصحب هذه السياسة وبادر الى حوار مع بكين. عُرفت سياسة مصادقة الطاغية ماو تسي تونغ والانفصال عن تايوان التي كانت صديقة الولايات المتحدة سنين طويلة، عُرفت باسم "الانفتاح للصين"، باسم رحلات ماركو بولو الشهيرة.
رد براك اوباما على العواصف في الشرق الاوسط يمكن أن يُعد كسينجريا لانه يحاول أن يؤلف بين سلسلة هزائم امريكية استراتيجية ضمن رواية مدعومة تُسمى "التغيير".
إن سقوط الطاغيتين المواليين لامريكا في تونس ومصر والخطر الذي يزداد على نظم حكم عقدت أحلافا مع واشنطن (البحرين) أو لها اعمال معها (اليمن)، يمكن ان تعتبر ضربة ضخمة لمصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية. اذا زدنا على ذلك التدخل العسكري في العراق، والحرب التي لا تنتهي في افغانستان، ومسيرة السلام الاسرائيلي – الفلسطيني المعلقة، وبرنامج ايران الذري والفرق الذي أخذ يكبر بين مصالح الولايات المتحدة وتركيا، تبين أن عصر الهيمنة الامريكية على الشرق الاوسط قد بلغ نهايته.
مثل ونستون تشرتشل الذي أصر على ان بريطانيا تستطيع التمسك بامبراطوريتها بعد 1945، يوجد امريكيون (واسرائيليون) يحلمون بأن الولايات المتحدة تستطيع الاستمرار في إملاء الشروط في الشرق الاوسط اذا خططت لمنطقة حظر طيران في ليبيا أو أخذت بخط صارم مع ايران. لكنه لما كان جيشها يحارب في العراق وافغانستان، وعجزها الميزاني يزداد عمقا فانه لا يوجد في واشنطن تأييد لفتح جبهة عسكرية جديدة في المنطقة.
يُبين استطلاع للرأي عن "غالوب" ان 50 في المائة من الامريكيين يعتقدون انه يجب على الولايات المتحدة "ان تنشغل بشؤونها في كل ما يتعلق بالساحة الدولية، وان تدع دولا اخرى تُدبر امورها قدر استطاعتها بقواها الذاتية".
إن التأييد الامريكي لفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا يقوم على افتراض ان فرنسا وبريطانيا ستكونان رأس حربة العمل العسكري، أما الولايات المتحدة فستمنح مساعدة تكتيكية محدودة. لن ترسل "الولايات المتحدة الى ليبيا جنودا بريين"، أكد اوباما في يوم الجمعة. ويفهم اوباما ايضا ان استمرار واشنطن على التدخل في الشرق الاوسط يمنعها أن تبذل الوقت والموارد المطلوبة للحفاظ على مكانتها في شرق آسيا حيث توجد مصالحها الأهم.
هذا هو السبب الذي يجعل واشنطن اوباما تحاول تقليص التكاليف في الشرق الاوسط و"ركوب موجة التغييرات". يتم التعبير عن هذه المحاولة بالموافقة على الامر الحتمي (في مصر) ومحاولة صوغ النتيجة (في البحرين)، وتجاهل لطيف (في ليبيا) وفي مقابلة ذلك استعمال ضغوط على الاوروبيين لتحمل مسؤولية أكبر عما يجري في المنطقة.
إن هذا التوجه الذي ينبع من "سياسة واقعية"، يتم ترويجه باعتباره حملة دعائية امريكية لاصلاحات سياسية واقتصادية، في حين يحظى اوباما والفيس بوك بالمديح باعتبارهما مُحدثي التغيير. وذلك برغم انهم في واشنطن يعتقدون أن النظم الجديدة حتى في أفضل الحالات ستكون معادية للولايات المتحدة ولاسرائيل.
إن ركوب "موجة التغييرات" في الشرق الاوسط قد يتطلب تغييرا للسياسة الامريكية نحو اسرائيل، يكون مشابها لتغيير السياسة الامريكية في فترة كيسنجر مع الصين. الصراع بين بكين وتايبيه اللتين زعمتا أنهما تمثلان الصين، جعل الولايات المتحدة تضطر الى التخلص من تايوان.
في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، يُمكّن حل الدولتين الامريكيين من تأييد السلام والأمن للاسرائيليين والفلسطينيين معا. والى ذلك من المعقول ان نفترض ان التزام الولايات المتحدة للدولة اليهودية الديمقراطية سيطول أكثر من حلفها مع تايوان.
لهذا، في موجة التغيير الحالية في الشرق الاوسط، سينقذ ركوب لوح التزلج الصلب لحل الدولتين اسرائيل من الغرق ويساعدها على الوصول الى شاطيء أمان دبلوماسي تظل فيه العلاقة بينها وبين الولايات المتحدة وثيقة كما كانت".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أُغلقت النافذة الامريكية
المصدر: "معاريف ـ عوفر شيلح"
" الجميع خائبو الأمل من الولايات المتحدة، ولا يوجد خائبو أمل منها كما يوجد عندنا. منذ بدأت رياح الثورة تهب في العالم العربي وسؤال "أين امريكا؟" يهب في أعمدة التحليلات الصحفية: فكيف يمكن أن يسقط مبارك وتهتز السعودية ولا تفعل واشنطن شيئا؟ أين جورج دبليو بوش الذي خرج في حربين أصبحتا تغطيان بطولهما على الحرب العالمية الثانية، عندما يُحتاج اليه؟.
أضيف الى خيبة الأمل هذه في اسرائيل بُعد آخر، لا يعترفون به علنا إلا في مدونات مراسلات الانترنت وهو الشك في براك حسين اوباما. لا عجب من ان مواقع ومتصفحين اسرائيليين مشاركون نشطاء على نحو خاص في نشر اشاعات تتعلق بأصل اوباما وشرعية انتخابه رئيسا. ها هي ذي جميع المخاوف التي يرمز اليها اسم رئيس الولايات المتحدة تتحقق.
ما الذي يفترض أن يفعله الامريكيون بالضبط؟ هل أن يُنزلوا قوات في ميدان التحرير؟ هل يبدأوا عملية مكثفة على المتظاهرين الشيعة في البحرين؟ هل يُرسلوا وكالة المخابرات المركزية لاسقاط نظم حكم كما فعلت لمصدق في ايران، أو محاربة الثوار كما فعلت في جنوب ووسط امريكا؟ إن من أمل ذلك لا يختلف عن اولئك اليساريين الذين أملوا منذ سنين خطوات امريكية صارمة تضطر اسرائيل للخروج من المناطق.
يثور لدينا انطباع انهم عندنا أكثر مما في سائر الاماكن في العالم، يصعب عليهم أن يُكيفوا أنفسهم لفكرة انه قد انقضت الحرب الباردة وكذلك فترة حكم الفرد الامريكية التي تلتها. يصعب عليهم أن يفهموا أن اوباما تلقى قوة اقتصادها مريض (نتاج سرف بلا ضابط في ايام بوش)، وأن قواتها منتشرة في معركتين ترفضان الانتهاء – وأن العصر الذي كانت تستطيع ان تفعل فيه ما تشاء قد انقضى. ليس عرضا أن كان الرئيس الامريكي في شأن ليبيا مقودا لا قائدا، و"مُمكِّنا" لا مبادرا، فمن مثله يعلم أي ضرر أحدثته للولايات المتحدة المبادرة الهوجاء غير المسوغة لسلفه.
في 1990 في حين كان الاتحاد السوفييتي يتفكك، بادر وزير الدفاع ديك تشيني (الذي أصبح بعد ذلك نائب بوش) الى منافسة داخل الادارة الامريكية في صياغة استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة.
تنافست وثيقتان: كتب الاولى رئيس هيئة الاركان (ووزير الخارجية بعد ذلك) كولين باور، خريج فيتنام. كتب باول: لا يجوز لنا أبدا دخول حرب دون "استراتيجية خروج". علينا ان نسأل أنفسنا هل الهدف واضح بما يكفي، وهل توجد مصلحة امريكية في خطر. هل نستطيع أن نجند ما يكفي من الوسائل ومن الوقت؟ هل يوجد تأييد من الكونغرس ومن الشعب؟ هل استنفدنا كل الامكانات الاخرى؟ اذا كان الجواب بنعم على جميع الاسئلة عندها فقط يمكن الخروج للحرب – وانهاؤها في أسرع وقت ممكن.
كتب الوثيقة الثانية اثنان من الرجال الذين قادوا أفكار ادارة بوش الابن وهما: بول وولفوفيتش وسكوتر ليبي. لم يُحجما عن عمل من جانب واحد لا عن اجماع داخلي أو دولي بالضرورة، وكل ذلك لتشجيع الدول على تبني نماذج تشبه النماذج الامريكية أو هي مريحة للولايات المتحدة. كان تسويغهما عقائديا – فهما يريان ان امريكا قدوة للعالم – أو هي في الأساس قدوة عملية: عندنا نافذة فرص بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وقبل نشوء قوة عالمية جديدة.
يعلم المتطرفون من المحافظين الجدد الامريكيين ايضا أن النافذة قد أُغلقت وأن بوش استغلها للهدف غير الصحيح في العراق. وهم يفهمون ايضا أن اوباما لا يستطيع ان يسلك سلوكا يخالف ما يسلكه، وأن من يحلم بواشنطن التي تجعل "السلام الامريكي" يهيمن على العالم تأسره أساطير أكل الدهر عليها وشرب. وهم يعلمون ايضا أنه لا يمكن ارسال طائرات إلا باسم عملية انسانية عاجلة كما في ليبيا، وأنه لا يمكن ارسال قوات برية تقريبا الى أي مكان. وهم يعلمون ايضا ما يفهمونه اليوم في كل مكان ما عدا اولئك الموجودين في البلدة الخائفة على شواطيء البحر المتوسط حيث ما زالوا يأملون وجود الحليفة التي كانت ذات مرة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قُل لي من أعداؤك
المصدر: "معاريف ـ أودي منور"
" بحملة دعائية آلية ما كانت لتُخجل أكثر ماركات الموضة بريقا، خرجت حلقات اليمين في هجوم اعلانات على حكومة اسرائيل. لم يتم التعبير عن الاحكام بالتكتيك والرسوم فقط بل بالمضمون في الأساس. فبابداعهم الكائن السياسي المُتخيَّل "اهود نتنياهو" يريدون في اليمين أن يُذكروا رئيس الحكومة بالفترة التي كان فيها "بيبي"، قبل ان يسيطر اهود باراك على حكومته ويصبح في زعمهم رئيس الحكومة بالفعل.
ما هي خطيئة حكومة نتنياهو – باراك؟ انها "التخلي عن أمن المستوطنين" الى درجة "دعم الارهاب" و"إحداث جو مكّن من تنفيذ عملية القتل في ايتمار". لكن الحقائق تدل على العكس تماما. ففي ايام حكم بنيامين واهود عرفت الضفة الغربية أكثر سنتين هدوءا. وليس الحديث عن صدفة وحظ لانه في كل يوم تقريبا يجري اعتقال مطلوبين في أنحاء يهودا والسامرة. لكن اليمين لم يكن قط قويا بالحقائق. فهي قد مالت دائما الى بلبلته. منذ الايام المنسية لـ "ضفتي الاردن" و"السور الحديدي" الى الفرق بين الكلام الكبير عن "ارض اسرائيل الكاملة" وامتناع كل حكومات اليمين عن ضم متر واحد حتى في الضفة الغربية والقدس (حيث طُبق كما تعلمون القانون الاسرائيلي).
تواصل الدعاية المحكمة وتتهم حكومة اهود – نتنياهو بـ "محاربة الاستيطان". ومرة اخرى لا تشوش الحقائق على اليمين الهاذي. مهما يكن الامر اتخذت حكومة نتنياهو قرارا نادرا على إفراد مليار شيكل للاستيطان. لا للاستيطان الوحشي لحفات جلعاد بل لذاك الذي استُعمل طبقا فضيا لدولة اسرائيل. لكن اليمين عرف دائما غسل الكلمات بحيث ان الكلام الذي يردده الجميع مثل الاستيطان يصبح له معنى معكوس ومعوج وسخيف. هاجمت الدعاية "فقدان الطريق والسلطة"، تقصد قضايا مثل "مرمرة" وغالنت. يعتقدون في اليمين مثل أفضل قادة حماس ومثل رئيس تركيا نفسه أن قضية "مرمرة" يفترض ان يتم تسجيلها في فضل رئيس الحكومة اهود نتنياهو أو بنيامين باراك، أما قضية غالنت و"قضايا اخرى" كما يقول التصريح فتتطلب مستوى آخر من النقاش.
السطر الساحق من هذا الاعلان اليميني هو ان "اهود نتنياهو يُدبر مع الامريكيين اجراءات وقرارات سياسية من وراء ظهر بيبي". اجل. يبدو ان بيبي قد مضى وعاد الينا بدلا منه لائتلاف ثان بنيامين نتنياهو رجل المعسكر الوطني الذي أدرك ما لم يدركه شباننا الممتازون الذين تدور أعينهم وهو أن الأمل الوحيد للمعسكر الوطني الواسع الذي انشأ الدولة (اليسار الصهيوني) وذاك الذي ما زال يحافظ عليها (جميع الباقين) هو الانفصال عن الضفة وعن الفلسطينيين بتسوية بينية شاملة وجدية (كما يعرف باراك أن يصنع)، ويحسن ان يكون هذا في أسرع وقت".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرق الاوسط: انه الاقتصاد يا غبي
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ دانييل دورون"
" مثلما في اثناء انهيار الاتحاد السوفييتي، ومثلما في ايران اليوم، فان الخبراء في الشؤون المصرية وباقي الاضطرابات في البلدان العربية، لا ينتبهون الى الازمات الاقتصادية خلف الاضطرابات.
هكذا، مثلا، الماضي الاشتراكي لمصر نُسي. ولكنه هو الذي أدى بالاقتصاد المصري الى التخلف وهو الذي ظلم الجماهير وملأهم بالمرارة والكراهية. كما انه هو الذي خلق توترا سياسيا حادا انتهى بالثورة. عندما استولى ناصر ورفاقه على الحكم نسخوا نموذجا اشتراكيا متطرفا كان سائدا في دول العالم الثالث، ولا سيما في افريقيا. الكثير من زعماء افريقيا، الهند والبلدان العربية، انتقلت اليهم عدوى الاشتراكية الراديكالية. ومع وصولهم الى الحكم أمموا "كل وسائل الانتاج" والمال، كما تفترض الماركسية، بمعنى انهم نصبوا السياسيين (باسم الدولة، بالطبع) على كل النشاط الاقتصادي.
وكانت النتيجة تخلفا شديدا للاقتصاد والمجتمع. الاشتراكية تمنح قوة مطلقة للحكومة، وتخلق بالضرورة تحالفا مُفسدا بين السياسيين، البيروقراطيين وجبابرة المال. الأخيرون أقاموا احتكارات استغلالية أضعفت على نحو خاص الطبقات قليلة الدخل، التي يتضاءل فيها قسم كبير من مداخيلها الهزيلة من خلال رفع الاحتكارات وتحكمها بالاسعار.
انعدام المنافسة أدى ايضا الى انعدام النجاعة، الى انتاج متدنٍ والى أجر بائس. المحسوبية والفساد ازدهرا. السياسة تطرفت وأصبحت عنيفة عقب التنافس المحتدم على "الامتيازات" الحكومية (التي مول بعضها من المساعدات الاجنبية). التسييس المتصاعد واهمال معظم الموظفين أديا الى توتر سياسي والى انعدام القدرة على الحكم، مما دفع الى التدهور بالاقتصاد وجعل النظام الذي يعيش في حالة تهديد، نظاما قمعيا يسوده الطغيان.
قبل عقد شهد الاقتصاد المصري تحولا ليبراليا واسعا ولكن "الخصخصة" الوهمية تمثلت ببيع الاملاك بأسعار زهيدة لجبابرة المال أو للجنرالات الذين جعلوا الجيش مصلحة تجارية كبرى. وبدلا من توزيع الملكية وتشجيع المنافسة، فان الخصخصة الوهمية ركزت قوة اقتصادية كبرى في يد الضباط الكبار ورجالات المال الجبابرة. ومثلما هو الحال عندنا مس هذا بالمنافسة وبالنجاعة، شجع نظام الخاوة والفساد وأضعف قليلي الدخل.
في مصر، معظم العاملين، أكثر من 40 في المائة – هم فلاحون (في الغرب 3.5 في المائة فقط يعملون في الزراعة)، ينجبون الكثير من الاطفال كي يوفروا لهم عملا مجانيا وأمنا لشيخوختهم. منظومة الاغاثة سمحت لهم ولملايين الفقراء الذين زحفوا الى المدن الكبرى (معظم سكان مصر)، بانجاب الكثير من الاطفال، وقلصت ايضا وفيات المواليد.
وهكذا نشأت الفقاعة الديمغرافية (المتقلصة في السنوات الاخيرة). في مصر 50 في المائة تقريبا هم أبناء 25 فما دون (في اوروبا أقل من 35 في المائة). وحتى الاقتصاد المزدهر غير قادر على ان يستوعب مثل هذا العدد من طالبي العمل. عدد العاطلين عن العمل في مصر هو نحو 10 في المائة (حسب معطيات غير مصداقة). عمليا، هو أكبر بكثير. بالمناسبة، في السلطة الفلسطينية، التي اقتصادها أكثر نجاحا، البطالة هي نحو 40 في المائة (!) في اوساط الشباب. البطالة العضال وفريضة الدين الاسلامي التي تحظر الاتصال بالنساء حتى الزواج، تؤدي، حسب المستشرق برنارد لويس، الى ازمة عاطفية وجنسية خطيرة في اوساط الشباب. وتشرح هذه الازمة الشحنة العاطفية الهائلة التي تميزت بها المظاهرات.
التخلف الاقتصادي في مصر نموذجي بالنسبة لما حصل في معظم بلدان افريقيا والبلدان العربية بعد وصولها الى الاستقلال وتبنيها النظام الاشتراكي وتحكم الحكومة (أي السياسيين) بالاقتصاد. وفيها جميعها أدى التخلف الاقتصادي الى ازمات، توتر سياسي وتطور انظمة طغيان غير قادرة على أداء مهامها. فيها جميعها، الجيش "سيطر على الامور" وعمّق الازمة. ولم يتبق للازمة غير دق طبول الحروب (الخارجية والأهلية) لتبرير وجودها. القمع، الضرائب العالية والبيروقراطية الخانقة دمرت الطبقة الوسطى والمجتمع المدني.
الجيش، الذي توجد فيه ايضا توترات داخلية، استولى الآن على السلطة. الخطر هو أن يحفز استمرار التخلف الاقتصادي وانعدام الاستقرار الرتب المتوسطة في الجيش على عقد تحالف مع الاخوان المسلمين، الاستيلاء على الحكم وجعله أكثر تطرفا. فالمتطرفون يعرفون كيف يستغلون الاستياء أفضل من المعتدلين نسبيا. لعناية اهتمام اسرائيل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زمن الثورة
المصدر: "معاريف ـ بن درور"
" عشاء سبت في مدينة صغيرة في فرنسا. ثلاثة أزواج مع الاولاد. أشعلت النساء والبنات الشمع. بعد ذلك أنشدوا نشيد "سلام عليكم". جميعهم يعرفون الكلمات بالعبرية. نشوة. بعد ذلك التقديس والمباركة، في حين كان الآباء والأبناء مع القبعات الدينية طوال المساء. فما الذي تغير مساء السبت ذاك عن كل الليالي غيرها؟ كان التركيب متميزا: فقد كان زوجان الزوج والزوجة يهوديان، وزوجان آخران الزوجة وحدها يهودية، والزوجان الثالثان كان الزوج وحده يهوديا.
هذا هو الواقع في بيوت كثيرة في الغرب لا في فرنسا وحدها. أخذت نسبة الزواج المختلط تزداد. هكذا الحال هناك وكل محاولة لتربيتهم لن تُجدي فقد تجاوزنا نقطة اللاعودة. بيد أن كثيرا من تلك العائلات المختلطة تحافظ على صبغة حياة يهودية. ليست ارثوذكسية لكنها يهودية كثيرا. أكثر يهودية من أكثر العائلات اليهودية في اسرائيل.
السؤال الكبير الآن ماذا نفعل بهم. المؤسسة الحاخامية هنا وهناك ترفض قبولهم. ومدارس يهودية كثيرة لا تقبل أولاد أمهات غير يهوديات حتى لو كان الأب يهوديا. انهم يريدون ان يكونوا يهودا ويرفضونهم. صحيح أن قانون العودة يُمكّنهم من الهجرة الى اسرائيل، لكن اليهود مع كل الاحترام للدولة الصهيونية، ليسوا في اسرائيل وحدها. يوجد شعب يهودي.
بحسب سفر "إستر"، الذي انتهينا من قراءته منذ قريب، "وكثير من شعوب الارض يتهودون لانه وقع عليهم الخوف من اليهود". لم توجد آنذاك أي حاخامية أوقفته. ولا "تسيبورة" الزنجية التي تزوجت موسى ولا "روف" الموآبية التي انضمت الى الشعب اليهودي لانها قالت "شعبك شعبي". هي التي طلبت صيغة التهويد الأصح. وانشأت ذريتها مملكة داود وسليمان. ونحن ننشد "داود ملك اسرائيل"، في حين ان داود ليس يهوديا بحسب الشريعة.
أن تكون يهوديا يعني ان تشعر بالانتماء للشعب اليهودي. يشعر مئات الآلاف وربما الملايين بأنهم يهود، وقد اختاروا العيش مع زوج أو زوجة يهوديين، وأن يتخذوا نهج حياة يهوديا. بحسب سفر "إستر" اليهود هم ايضا الذين وقع عليهم خوف اليهود. لا يوجد في ايامنا أي حاجة الى باعث الخوف. الحديث عن اختيار حر. فلماذا نُبعدهم؟ ولماذا نُبعد مئات أو آلاف من الشبان من الاتحاد السوفييتي أصبحوا يشعرون بأنهم يهود يسهمون في الدولة، ويبقون هنا اختيارا، حتى بعد التهويد العسكري نسوقهم في طريق الآلام، هذا اذا لم نشأ المبالغة.
يقولون لنا ان الشعب اليهودي أخذ يفنى وذلك خاصة بسبب الذوبان في الأغيار والزواج المختلط. ليس هذا دقيقا. ففي الولايات المتحدة، لاول مرة في السنة الماضية، كانت زيادة على عدد اليهود. وقد حدث ذلك لان عددا أكبر من الشبان من عائلات مختلطة أصبحوا يشعرون بأنهم يهود ويعيشون حياة يهودية. عندما تريد مجموعة من اليهود استدعاء حاجة حِل تهدد المؤسسة الحاخامية بسلبها الحِل. أي حماقة. يضطرونهم الى تناول طعام غير حلال. يُبعدونهم. وماذا تقول لهم دولة اسرائيل؟ أُغربوا عن أعيننا. لسنا مهتمين بكم.
لم يسيطر التوجه الحريدي على الطائفة الحريدية فقط بل على اسرائيل كلها. اذا أردنا الدقة فليس الحديث عن الطائفة الحريدية. الحديث عن أكثر الفصائل تطرفا في الطائفة الحريدية. فهم يفرضون وهم يُملون، ويخضع أكثر اليهود للتيار المتطرف. يدرك كثيرون حتى في المعسكر الارثوذكسي ان الحديث عن مأساة زاحفة في الأمد البعيد. لكن اعتبارات الائتلاف في الأمد القصير تضر بالمصلحة اليهودية. لا توجد سيطرة ارثوذكسية على اجراءات التهويد. توجد سيطرة حريدية متطرفة في واحد من أهم المفارق في وجود دولة اسرائيل وشعب اسرائيل. وهكذا فان زمن الثورة قد حان. حان الوقت للتحرر من قيود أكثر التيارات ظلامية بين جميع التيارات. يستطيع الشعب اليهودي أن ينمو ويكثر ويزداد. لا يقول هذا الحاخامون التنقيحيون والاصلاحيون وحدهم بل يقوله ايضا حاخامون ارثوذكسيون. بعضهم بصوت جهير وبشجاعة كالحاخام حاييم عزران من شاس وبعضهم بصوت واهن خشية المؤسسة الحريدية. ليس الحاخامون من القسم المتطرف هم الذين يعوقون التغيير بل الساسة من القسم اليهودي والصهيوني والقومي الذين يستسلمون لهم. حان وقت ايقاظهم".