عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
"يديعوت احرونوت":
ـ ضربة عسكرية: الدول الغربية تهاجم ليبيا.
ـ العالم لم يعد يسكت.
ـ رسالة للطغاة.
ـ درع بشري للقذافي.
ـ سوريا واليمن: الشرطة قتلوا عشرات المتظاهرين.
ـ في غزة يدعون: صلية الصواريخ ترمي الى منع زيارة أبو مازن.
ـ مياه ثقيلة.
ـ أبطال فوكوشيما والزيارة في ديمونا.
ـ النائب زئيف بويم استسلم للسرطان.
ـ بعد غد: النطق بحق الرئيس المغتصب.
"معاريف":
ـ الهجوم على القذافي.
ـ الغرب يرد الحرب.
ـ منطقة حرب.
ـ الهدف: القذافي.
ـ الرئيس اوباما: لن نبعث الى ليبيا بقوات برية.
ـ لا يتخلى (القذافي).
ـ الشرخ السوري.
ـ الكارثة تصل الى الغذاء.
"هآرتس":
ـ الدول الغربية تشرع في عملية عسكرية من الجو ضد قوات القذافي في ليبيا.
ـ حماس تطلق 50 قذيفة هاون نحو النقب؛ الجيش الاسرائيلي يهاجم في غزة.
ـ الولايات المتحدة، فرنسا وبريطانيا تهاجم عشرات الأهداف في ليبيا.
ـ اوباما تردد، اوروبا أخذت دور الشرطي العالمي.
ـ الهجوم الأوسع لحماس منذ "الرصاص المصبوب".
ـ سلطات اليمن تقتل عشرات المتظاهرين.
ـ لأول مرة: قتلى في المظاهرات الجماهيرية ضد الرئيس السوري الأسد.
"إسرائيل اليوم":
ـ حرب ضد القذافي.
ـ من الجو ومن البحر.
ـ ملّوه.
ـ النار تصل الى الاسد.
ـ قناصة ضد المتظاهرين.
ـ 51 قذيفة هاون في 40 دقيقة.
أخبار وتقارير ومقالات
حماس تطلق 50 قذيفة هاون نحو النقب: الجيش الاسرائيلي يهاجم في غزة..المصدر: "هآرتس – من انشل بابر"
" في اليوم القتالي الأشد منذ حملة "الرصاص المصبوب" قبل سنتين وشهرين، أطلقت حماس نحو 50 قذيفة هاون الى أهداف في "بلدات" غلاف قطاع غزة وقواعد الجيش الاسرائيلي. وردا على النار، هاجم الجيش الاسرائيلي نحو عشرة أهداف لحماس في أرجاء القطاع.
وأصيب اثنان من سكان النقب بجراح طفيفة ولحقت أضرار بمبنيين. سكان غلاف غزة اضطروا الى البقاء في الغرف الامنية على مدى ساعات. معظم القذائف سقطت في الاراضي المفتوحة في منطقة قاطع اشكول، ولكن قذيفتي هاون سقطتا في منطقة مأهولة.
النار نحو بلدات غلاف غزة كانت المرة الاولى التي تهاجم فيها حماس بشكل مكشوف منذ انتهاء حملة "الرصاص المصبوب"، حتى اليوم كادت تكون كل الهجمات تنفذها منظمات فلسطينية اخرى في القطاع. قذائف الهاون أُطلقت منذ الساعة الرابعة حتى التاسعة من صباح يوم أمس. وسبق القصف هجوم على دورية للجيش الاسرائيلي على الجدار الفاصل للقطاع ظهر يوم الجمعة. فقد أطلقت خلية من حماس صاروخ مضاد للدبابات موجه من طراز "فغوت" نحو سيارة جيب محصنة كانت تقل اربعة مقاتلين من لواء المظليين، ولم يصب الصاروخ هدفه.
وردا على نار الهاون، هاجمت بعد نحو أقل من ساعة قوات الجيش الاسرائيلي سلسلة من أهداف حماس على طول القطاع. وبينما كانت معظم الهجمات منذ "الرصاص المصبوب" من الجو، في هذه الحالة أطلقت ايضا دبابات ومدفعيات الجيش الاسرائيلي النار نحو مواقع للرقابة واستحكامات متقدمة لحماس. وقُتل في الهجمات ثلاثة نشطاء حماس وأصيب اربعة مواطنين آخرين.
وأعلن الذراع العسكري لحماس، الذي أخذ مسؤولية الهجمات بانها جاءت في أعقاب هجوم لسلاح الجو على معسكر تدريب للمنظمة يوم الاربعاء، حيث قتل اثنان من مقاتلي حماس.
وجاء الهجوم في أعقاب اطلاق حماس لصاروخ نحو كيبوتس علوميم، ولكن حقيقة أن النار تمت في منتصف النهار ونحو هدف مأهول، خلافا لمعظم هجمات الجيش الاسرائيلي في السنتين الاخيرتين، اعتبرت ارتفاعا في الدرجة. مصادر في جهاز الامن أكدت بان طبيعة الهجوم تقررت أيضا بناء على العملية في نهاية الاسبوع الماضي في ايتمار ومحاولة حماس والايرانيين تهريب صواريخ متطورة الى القطاع – المحاولة التي احبطت مع الامساك بسفينة "فكتوريا" الاسبوع الماضي.
ضابط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية قال أمس ان "سياسة الجيش الاسرائيلي لم تتغير ونحن لا نزال نرى في حماس صاحبة السيادة في القطاع ونعتبرها مسؤولة عن كل نار من القطاع". وحسب هذا المصدر فان احداث نهاية الاسبوع لا تبشر بعد بتصعيد "ولكن يوجد هنا احتمال كامن بالتصعيد. كان بوسعنا أيضا أن نضرب حماس بقوة أشد ايلاما ولكن هذا مجرد رد أولي". وقدر الضابط بانه كلما مر الوقت منذ نهاية حملة الرصاص المصبوب يبهت أثر الردع المتحقق.
رئيس الاركان بني غانتس زار أمس بلدات النقب الغربي واستطلع الاضرار التي ألحقتها قذائف الهاون وقال: "نحن نعرف ما نفعل والوضع تحت السيطرة من ناحيتنا".
آلا كويمفن، من سكان أحد الكيبوتسات في المجلس الاقليمي اشكول روت بانه كان "مفزعا جدا، هذا أمر غير لطيف على الاطلاق. كان الناس في حالة هستيريا. الزوجان اللذان اصيبا هما من سكان الكيبوتس. لم نعرف من أين جاء هذا. كنا مثل الاوز في موقع تدريب النار. لدينا شعور بان القصة لم تنتهي. لا توجد هنا سكينة".
رئيس المجلس الاقليمي اشكول، حاييم يلين، قال ان "هذه هي المرة الاولى التي يوجد فيها قصف كثيف بهذا القدر. من حظنا انه توجد غرف أمنية للسكان، وبدونها كان وضعنا سيكون مغايرا تماما. والناس تصرفوا بانضباط استثنائي". ألون شوستر، رئيس المجلس الاقليمي شاعر هنيغف اضاف بان "الاصابة كان يمكن أن تكون أكثر جسامة لو لم يكن هناك تحصين. لقد بات الناس معتادين على الوضع وتصرفوا حسب التعليمات". والى ذلك، دخل بعض المسلحين أمس الى مكاتب وكالة "رويترز" للانباء في غزة، هددوا العاملين بالبنادق واخذوا منهم كاميرات الفيديو. وأغلب الظن فعلوا ذلك لانهم رأوا مراسلا يصور مظاهرة من المبنى. وقبل مغادرتهم، أفسد المسلحون بعض المعدات".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في غزة يدعون: صلية الصواريخ ترمي الى منع زيارة أبو مازن..
المصدر: "يديعوت احرونوت – روني شكيد"
" قذائف الهاون اطلقت نحو اسرائيل. ولكن من كان الهدف الحقيقي؟ مصادر في غزة قالت أمس ان اطلاق حملة الصواريخ المكثفة في الجنوب ترمي الى منع الزيارة المرتقبة لرئيس السلطة ابو مازن الى القطاع بهدف المصالحة الوطنية الفلسطينية.
وحسب المصادر، فمن خلال اطلاق قذائف الهاون سعى اعضاء القيادة العسكرية لحماس في غزة ومؤيدوهم الى تسخين الجبهة، التسبب بتدخل اسرائيلي عسكري في القطاع، اتهام فتح باستغلال الازمة – والتسبب بالغاء زيارة ابو مازن.
وشرحت المصادر بانه بينما يسعى رئيس الوزراء اسماعيل هنية ومجموعة من القيادة السياسية للوصول الى مصالحة وطنية فلسطينية، هناك مجموعة قوية – تتشكل أساسا من قيادة المستوى العسكري برئاسة أحمد الجعبري – تعارض المصالحة. ويدعي المعارضون بان مثل هذه الخطوة ستحشر حماس في الزاوية وقد تضر بها شديد الضرر وعليه فانهم يعملون على احباط الزيارة المخطط لها.
وكانت حماس تبنت بشكل رسمي اطلاق نصف قذائف الهاون التي سقطت في الجنوب. وجاء في بيان رسمي للمنظمة بانه "بسبب التصعيد الاسرائيلي تم تنفيذ اطلاق قذائف هاون نحو اسرائيل من حماس ومنظمات اخرى. الاهداف التي قصفت هي أهداف عسكرية".
وعقدت قيادة حماس أمس مؤتمرا صحفيا في قطاع غزة اتهم فيه المسؤول الكبير في المنظمة سامي ابو زهري فتح بانها تستغل التوتر الامني والتصعيد العسكري ضد اسرائيل كي تزرع الفوضى في القطاع.
وكان ابو مازن أعلن عن مبادرة الزيارة يوم الثلاثاء الماضي في اثناء جلسة اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف في رام الله. وأوضح رئيس السلطة بان الهدف هو الشروع في محادثات مصالحة وطنية مع اسماعيل هنية ومع قيادة حماس، وتشكيل حكومة خبراء واجراء انتخابات عامة فلسطينية في غضون ستة أشهر.
وقد استقبلت المبادرة بالترحيب من قادة فتح وقادة كل المنظمات الفلسطينية الاعضاء في م.ت.ف، وهكذا أيضا من الدول العربية بما فيها مصر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاعتزال ودرسه
المصدر: "هآرتس"
" بعد ولاية امتدت لـ 23 سنة، سيعتزل هذا الاسبوع رئيس "ميرتس"، حاييم اورون، من الكنيست. اورون، من النواب الذين ينالون العطف والتقدير في مقر الكنيست، من الجدار الى الجدار تقريبا، يعتزل في لحظة درك أسفل غير مسبوق لحركته ولليسار الاسرائيلي بأسره. وهو يخلف وراءه كتلة صغيرة، من ثلاثة نواب، لم يسبق لها أن كانت على هذا الحجم الصغير جدا، ويسار صهيوني مقلص يتلمس طريقه دون نجاح، حاليا. الى جانب حزب العمل المنشق والمتنازع، ينبغي لهذا الفراغ في اليسار أن يقلق كل من يحب السلام والديمقراطية. وهنأ اليسار، الذي كان اورون احد زعمائه، يبرز أكثر في ضوء تعزز اليمين الاسرائيلي والتشريع القومي المتطرف، العنصري والمناهض للديمقراطية الذي يقوده اليمين دون عراقيل تقريبا في مجلس النواب.
عشية اعتزاله منح اورون مقابلة صحفية واسعة لجيدي فايس، نشرت أول أمس في ملحق "هآرتس". وقال اورون في المقابلة اقوالا لاذعة ضد وزير الدفاع ايهود باراك الذي وصفه بانه "الرجل الاخطر في اسرائيل". يجدر بان تصدع أقوال اورون هذه جيدا، وهو المعروف بضبط النفس بشكل عام. ولكن الى جانب هذه الاقوال اتضح في المقابلة انعدام الوسيلة وانعدام الجدوى من اليسار الذي كان اورون احد زعمائه.
اتهاماته ضد باراك والعمل وكأنهما وحدهما الحقا الكارثة باليسار، تؤكد فقط فشل اورون وميرتس في اطلاق صوت بديل حاد وواضح وتنشئة حركة سياسية ذات مغزى في وجه الموجة اليمينية العكرة التي تهدد باغراق كل شيء. حقيقة أن اورون ركز في نشاطه أساسا على مسائل الاقتصاد والمجتمع، وان الكفاح ضد الاحتلال كان فقط علما ثانويا، له ولحركته، شددت فقط الحالة البشعة لليسار البرلماني في اسرائيل.
في اعتزاله ينبغي تهنئة اورون بنشاطه البرلماني المتفرع، باستقامة طريقه وبلطف معشره. ولكن اليسار الاسرائيلي يحتاج على نحو شديد الان لطريق جديد وقيادة اخرى. اورون نفسه حاول قبل الانتخابات السابقة اقامة اطار جديد لليسار. حاول وباء بفشل ذريع. وعليه فينبغي لاعزال اورون أن يؤشر ايضا الى بداية طريق سياسي جديد لليسار، يعبر عن تمسك حازم بالمبادىء".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالوا اطلاق نار.. فأطلقوا
المصدر: "يديعوت أحرونوت – اليكس فيشمان"
" بدأ هذا يوم الاربعاء بالخطأ في التفكر، في رد مبالغ فيه على نار القسام، وهو يهدد بان يتطور الى مواجهة شاملة اخرى. والان يلصقون منذ الان بسلسلة هذه الاحداث، في الطرفين، تعليلات سياسية وأمنية ثقيلة الوزن. الطرفان يتحمسان ويقودان غزة الى انفجار غير مضبوط.
هذه، بايجاز، قصة احداث اطلاق النار في قطاع غزة والتي بلغت ذروتها أمس، والتتمة – الله يحمينا. في جعبة الجيش الاسرائيلي لا تزال هناك حقنات مليئة بردود الافعال على ردود الافعال على ردود الافعال، وهلمجرا.
رئيس الوزراء ووزير الدفاع ارخيا الحبل للقيادة العسكرية: تصعيد ردود الفعل على النار من قطاع غزة نحو بلدات في اسرائيل. اسرائيل غير مستعدة بعد اليوم لان تقبل ادعاءات حماس بان النار تطلقها "جهات عاقة". الجيش غير مستعد لان يقبل بعد اليوم وضعا يكون فيه كل منبوذ لديه قسام تحت السرير يطلق النار نحو اسرائيل لانه راق له.
عندما اطلق صاروخ غراد نحو بئر السبع قبل نحو شهر، من جانب رجل الجهاد الذي نهض وقام بالعمل خلافا للتعليمات لانه اراد الانتقام لموت قائده، أمر وزير الدفاع ورئيس الوزراء رئيس الاركان بالرد باطلاق نار شديد: في كل ساعة تلقت غزة ضربة من الجو. في اسرائيل عرفوا بان نار الغراد كان مبادرة فرد خرق الاوامر، ولكن الدرس العام في أعقاب الضربة لبئر السبع كان قويا على ما يكفي كي تجلس القيادة السياسية للقيادة العسكرية على الوريد. حماس أوقفت النار، امتصت وردت بشكل طفيف. حتى هم فهموا بان احدا ما عندهم قد بالغ.
ولكن الرسالة العنيفة التقطت جيدا في الجيش: انتهت الاشارات، ومن الان – اكسح. وبالفعل، يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن اطلقت منظمة غير معروفة صاروخ قسام على حقل مفتوح، هاجم الجيش الاسرائيلي نتساريم وقتل اثنين من رجال حماس، واحد منهما مسؤول كبير على ما يبدو. أحد ما في قيادة المنطقة الجنوبية سار خطوة واحدة أبعد مما ينبغي في ترجمة مزاج القيادة السياسية. يقولون اطلقوا النار – فيطلقون.
في الجيش اعتقدوا ان هذه المرة ايضا سينتهي الامر باطلاق صاروخ ما مضاد للدبابات. بل انهم صلوا الا يحصل هذا يوم الاربعاء او الخميس كي لا يسرق العرض من القبضة على "فكتوريا". وقد استجابت حماس للصلوات ولم تبدأ اطلاق النار الا يوم الجمعة مساءا: صاروخ مضاد للدبابات اطلق نحو دورية ولم يصبها.
وكان الجيش الاسرائيلي في حينه في حالة تأهب بسبب الضباب الذي ساد في الجبهة. وعندها، بينما كان الجيش الاسرائيلي جاهزا ومتحفزا، فتحت حماس والجهاد نار الهاون بعيار 120ملم نحو ست بؤر داخل الاراضي الاسرائيلية – مع التشديد على معسكرات الجيش. ورد الجيش الاسرائيلي بنار الصواريخ والراجمات ومدافع الدبابات نحو أهداف معروفة مسبقا. وعند الظهيرة، عندما تبدد الضباب، دخلت الى النشاط ايضا مروحيات هجومية. رقصة النار بدأت.
أمس كانت المرة الاولى بعد سنتين والتي تتحمل فيها حماس المسؤولية عن اطلاق النار نحو اسرائيل. في جهاز الامن يعترفون بان المصلحة الاساسية لحماس، في الحفاظ على غزة هادئة لم تتغير حاليا.
بالمقابل، الغزيون على قناعة بان اسرائيل صعدت ردها عن قصد كي تمنع بوادر المصالحة بين حماس وفتح. يوم الجمعة رفع مكتب ابو مازن لاسرائيل طلبا بالسماح لستة ضباط، بعضهم من رجال الحراسة، الدخول الى قطاع غزة اليوم أو غدا للاعداد للزيارة القريبة لابو مازن لدى اسماعيل هنية. اسرائيل – سواء تعجبها المصالحة أم لا – ستصادق أغلب الظن على عبور الضباط. هذا لن يمنع الفلسطينيين من مواصلة الايمان بان تسخين الجبهة هو مؤامرة سياسية اسرائيلية.
استنتاج الاحداث الاخيرة: القيادة السياسية أصدرت الاذن بالنار المكثفة، القيادة السياسية يمكنها أيضا أن تتراجع عنه. الا اذا كان لحكومة اسرائيل مصلحة – لاسباب محفوظة لديها – بالذات في تصعيد المواجهة في القطاع، والعودة الى أيام الرصاص المصبوب".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو وميركل: ألمانيا مختلفة مرة اخرى؟
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ زلمان شوفال"
" في بداية الشهر القادم سيلتقي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومستشارة المانيا ميركل في لقاء يُعرفه الصحفيون بأنه "لقاء مصالحة"، وذلك بعد عدة اختلافات في الرأي بينهما.
يثير هذا اللقاء مرة اخرى سؤال ما هي سياسة المانيا في ايامنا. استمعت قبل بضعة ايام الى كلام يوشكا فيشر الذي كان وزير الخارجية الالماني. لفيشر فضل كبير لانه انشأ في حينه لجنة المؤرخين للتحقيق في مشاركة وزارة الخارجية الالمانية في فظائع النظام النازي. كرر فيشر في كلامه، ولا شك في صدقه، المقالة التي يرددها كل سياسي الماني تقريبا وهي ان المانيا لن تتخلى أبدا عن التزامها أمن اسرائيل.
لكنه في ضوء النهج الذي تنتهجه حكومة المانيا مؤخرا، يثور سؤال يقول أليست هذه التصريحات مجرد تملق فقط. أيوجد عند ميركل ومستشاريها السياسيين مشايعة وتفهم حقيقيان لمشكلات اسرائيل وفي ضمنها المشكلات الأمنية؟ للمستشارة مثلا مستشار تكلم وقال ان ضحايا المحرقة هم الفلسطينيون. قال انهم "ضحايا الضحايا". أي انه يرى تشابها بين الملايين الستة من اليهود الذين قتلهم الالمان والفلسطينيين الذين اضطروا بسبب اقامة اسرائيل على أثر المحرقة الى دفع ثمنها.
سبق ذلك قرار معادٍ لاسرائيل بوضوح في البوندستاغ الالماني في شأن عملية اسرائيل التي توجهت على القافلة الارهابية الى غزة. بل إن أحد مبادري القرار أعلن بصراحة انه ينبغي أن يُرى ذلك نهاية عصر العلاقات المتميزة بين المانيا واسرائيل. وكأنه من اجل البرهان على صدق هذا القول وتأكيد الجو المختلف الموجود في النوافذ العليا في برلين نحو دولة اليهود، جاء تصويت المانيا الذي يثير الغضب في مجلس الامن في شأن البناء في "المناطق". لم تكن عندنا توقعات خاصة من بريطانيا وفرنسا، لكن الموقف المعادي لاسرائيل الذي أخذت به المانيا جاء مثل زعزعة. يزعم متحدثون المان مختلفون بطبيعة الامر انهم ليسوا ضد اسرائيل بل ضد "سياسة حكومتها الحالية". لكننا اذا تجاوزنا عدم الصدق في محاولة التفريق بين الشعب وحكومته الديمقراطية، يصعب ألا نُنبه الى التهكم في الموقف الالماني. إن الفلسطينيين لا يخفون هدفهم وهو الالتفاف على ضرورة اجراء تفاوض حقيقي في السلام مع اسرائيل في إملاء الامم المتحدة.
في حين يواصل أبو مازن "المعتدل" معارضة كل مصالحة ويكفر في الوقت نفسه بحقوق الشعب اليهودي في ارضه – تواصل اوروبا وعلى رأسها المانيا تجاهل الموقف الاسرائيلي الذي يؤيد التفاوض في السلام بلا شروط مسبقة. إن المانيا نفسها خسرت وبحق أجزاء واسعة من ارضها بسبب عدوانها على جاراتها. فلماذا توجد قواعد تختلف عندما يكون الحديث عن مناطق احتلتها اسرائيل في أعقاب نجاحها في صد عدوان عليها في 1967؟ هل من رأي حكومة برلين انه يجب على اسرائيل ان تتعرض لخطر عدوان آخر بأن تعود الى نفس خط الفصل الصناعي الهش المسمى "الخط الاخضر"؟.
من غير ان نذكر عملية القتل البغيضة في ايتمار وعدم رغبة أو قدرة السلطة الفلسطينية على العمل في حزم في مقاومة الارهاب وجهات التحريض التي يتغذى منها، ستحدد اسرائيل وحدها ما هي شروط أمنها، ومن المحقق ذلك إزاء مؤامرات ايران والارهابيين الفلسطينيين والبنانيين الذين تستعملهم. لهذا لا يمكن قبول النفاق والتلون الاوروبيين المتعلقين بدعواهم في شأن "الاهتمام بأمن اسرائيل".
إن المانيا اليوم "مختلفة" حقا – لأحسن ولأسوأ. فبفضل سياسة اقتصادية حكيمة وانضباط وطني أصبحت مرة اخرى قوة عالمية، ومن المؤكد انها أصبحت القوة في المجال الاوروبي. هل ستعاود عادتها باعتبارها الأزعر ذا العضلات في العالم ومن لا تريد أن يذكروا لها ماضيها المخيف مع الشعب اليهودي ايضا؟ أم أن المانيا ستبرهن بالافعال على انها مخلصة للنهج الذي سنّه كونراد أديناور، وهلموت كول وويلي براندت وآخرون، وهم زعماء المان رأوا ان الصداقة بين المانيا والشعب اليهودي والتزام أمن دولته ليسا مجرد فكاهة. ستخبرنا الايام".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحريض برعاية الدولة
المصدر: "هآرتس ـ تسفي برئيل"
" سيارة محترقة تُحدث لهيبا كبيرا مضيئا. وسيارة محترقة للطلاب العرب لا تُضيء أكثر من شمعة دقيقة. إن احراق سيارات في عالم الاجرام موضوع عناوين صحفية و"موضوع" مركزي في نشرات الاخبار. وعندما يحرق متطرفون يمينيون سيارات طلاب عرب في صفد يكون ذلك أمرا رتيبا تقريبا لا يثير العناية.
عندما "يحرض" فلسطينيون على اسرائيل فان ذلك موضوع احتجاج دولي أو على الأقل تحميل البريد الالكتروني نشرات ممولة جيدا لمعهد رقابة وسائل الاعلام الفلسطينية، الذي يحدد بمساعدة مترجميه كل جُذاذة معلومات فيها ما يبرهن على ان السلطة الفلسطينية أو فتح أو جهات تابعة لهما مشغولة بنشر ثقافة كراهية اسرائيل. لكن عندما يقول الحاخام شموئيل الياهو، حاخام صفد، في مؤتمر انه عندما يؤجر شخص أو يبيع عربيا شقته فانه بحسب الشريعة اليهودية ينبغي تعويض جيرانه بسبب انخفاض أسعار الشقق، وأن الحل هو التشجيع على هجرة العرب – عندها تدور الأعين فجأة وكأنه لم يسمع أحد ولم يرَ. لم يسمع أحد ايضا الياهو ذاك يقول في درس ألقاه في ايتمار بعد مقتل عائلة بوغل، أن شخصية أمنية توجهت اليه كي يعمل في مقاومة نشاط ارهابي يهودي قد يأتي إثر عملية القتل، وكان جوابه "قلت: اذا كنت تتوقع أن أمنع من ينفذ "رد الصاع صاعين" – فانك مخطيء. أنا لا أعمل عندك. لكنني أريد أن أقول لك انه اذا لم تعمل السلطة فان الجمهور سيشعر بالحاجة الى العمل. واذا لم تعملوا أنتم، فانني حتى لو وقفت على يدي حتى أقصى حد فلن أنجح في وقف من يريد العمل".
سيكون من الخطأ الكبير تعريف كلام الياهو بأنه تحريض. ان كلامه يُعبر عن تصور عام كامل، تشارك فيه دوائر واسعة من الجمهور من المتدينين والعلمانيين، في اسرائيل والمستوطنات، وليس أقل من ذلك انه منتشر بين اعضاء كثير في الحكومة والكنيست. لا يصوغ الياهو نظرية جديدة، فهو في الأكثر يترجم الى لسان البشر مصطلح "دولة يهودية"، يوسع حدودها حتى نهر الاردن.
يرسم الياهو وشركاؤه في طريقه وفي رأيه بيد واثقة خريطة الحدود الجديدة للدولة اليهودية، بحسب المباديء العنصرية والقيم الفاشية التي تُصاغ في الكنيست. يمكن أن نلاحظ الخطوط العامة في هذه الخريطة في سهولة: فهي تتلوى وتعوج حول كل بيت أو حي أو قرية أو مدينة يسكنها العرب، وهي تلتف وتحتضن كل مستوطنة وبؤرة استيطانية حتى يتم الحصول على صورة ثنائية اللون تثير القشعريرة. اللون الاول للمناطق التي يجب ان تكون خالية من العرب واللون الآخر للمناطق الخالية من اليهود. كل واحد يعلم جيدا أين يجوز له السكن وأين يُدفع الى منطقة ليست له.
هذه خريطة تصاغ عن طريق احراق سيارات الطلاب العرب والاعمال الارهابية التي تتمتع بوصف "التسعير"، ومنع تأجير العرب في اسرائيل شققا، والسيطرة على اراضي العرب في المناطق المحتلة وفي شرقي القدس. انها خريطة ترمي الى منع جعل اسرائيل دولة ثنائية القومية والى تطهير المعسكر اليهودي، ليس هذا تحريضا. انه عمل سلمته حكومة اسرائيل للحاخام الياهو ومؤيديه باعتبارهم مقاولين ثانويين.
يعيش الياهو بين شعبه لا في مدينته صفد وحدها بل في دولة اسرائيل التي تُبيح لأمثاله الكلام على هذا النحو على حساب خزانة الدولة. لا يجب ان تحقق أي لجنة من الكنيست فيما يقول الياهو وحاخامو مدينة صفد للكشف عن مصادر تمويلهم ومن الذي يدفع في مقابلة كلام التحريض. لا يقف من ورائه منظمات محافظة في الخارج من النوع الذي يمول الرقابة على وسائل الاعلام الفلسطينية، ولا جمعيات صدقة انجليكانية من النوع الذي ينفق على شراء بيوت في شرقي القدس. فأموال دافع الضرائب الاسرائيلي تفعل ذلك.
لا توجد طريقة اخرى لتفسير الدعم المالي والفكري الذي يحظى به الحاخام الياهو سوى انه يقترح طريقا عمليا لتنفيذ مطامح الحكومة الخفية. لو كان أحد في الحكومة يعتقد ان نهج الياهو ومؤيديه ليس نهجه لاقترح مثلا تعويض الطلاب العرب عن احراق سياراتهم، كما يُعوض كل متضرر من اعمال الارهاب. لانه لا توجد طريقة اخرى لوصف هذا الضرر. إن من هو مستعد فقط لادارة عينيه أو التنديد بكلامهم باعتباره تحريضا، يُضيع الشيء الأساسي وهو ان الدولة شريكة لهم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"الارض مقابل السلام": للعم سام لا يوجد مال
امصدر: "اسرائيل اليوم ـ دوري غولد"
" في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" في 8 اذار، قال وزير (الحرب) ايهود باراك ان اسرائيل ستحاول نيل علاوة بمقدار 20 مليار دولار في المساعدات الامنية الامريكية، في ضوء التغييرات الجارية في العالم العربي.
في نهاية المقابلة اضاف بانه كون ادارة اوباما تضغط على اسرائيل والفلسطينيين لاستئناف المحادثات، فان اسرائيل لا يمكنها أن ترفع مطالب من هذا النوع دون أن تكون اقترحت خطوة سلام "جريئة".
اقتراحه ذكر بالرزمة الامنية التي درست في السنة الماضية، وتضمنت علاوة بعشرين طائرة من طراز اف 35 مقابل موافقة اسرائيلية على تجميد البناء.
حتى وان كان لغرض البحث سنتجاهل المسائل الاخلاقية التي تنشأ عن هذا الفهم الذي يقضي بان الاعتبار المالي هو العامل السائد عند النظر في التنازل عن اجزاء من الوطن، اقتلاع مواطنين من منازلهم، وتصميم المصلحة الوطنية، وحتى لو تجاهلنا الصورة التي ستنشأ لاسرائيل المستعدة للنظر في تنازلات غير مسبوقة وهي تساوم فقط على الثمن – فان هذا الفهم ببساطة غير قابل للتطبيق.
انعدام التطابق
مفهوم تسليم اسرائيلي للارض مقابل مساعدة امريكية ولد في عهد ما بعد حرب يوم الغفران، ولا سيما في 1975، حول المطلب من اسرائيل بان تنسحب من معبري الجدي والمتلة. وفهمت الولايات المتحدة انعدام تطابق المطالب من اسرائيل: اعطاء اراض تحت سيطرتها، بمعنى ذخائر ملموسة لن يكون ممكنا استعادتها الا بفعل حربي، بينما الطرف المصري يقدم التزامات سياسية يمكن بسهولة الغاؤها.
الولايات المتحدة ادخلت نفسها الى منظومة اعتبارات الجانب الاسرائيلي حين عرضت عليه ذخائر ملموسة كانت تنقص عروض الجانب العربي.
قبل العام 1973، كانت المساعدات الامريكية لاسرائيل (بما في ذلك القروض والمنح) تبلغ بالمتوسط السنوي 800 مليون دولار في السنة. فارتفعت هذه المبالغ لوقت قصير في 1974 بسبب حرب يوم الغفران وبعد ذلك عادت لتهبط الى مستواها الصحيح.
في 1975، عند ولاية وزير الخارجية الامريكية هنري كيسنجر ارتفعت المساعدات الامريكية بـ 200 في المائة فبلغت 3.4 مليار دولار، كنتيجة لاستعداد اسرائيل تنفيذ انسحاب آخر من سيناء. اضافة الى ذلك، قدمت الولايات المتحدة لسلاح الجو الاسرائيلي تكنولوجيا جديدة: طائرات اف 15 و اف 16 التي حلت محل طائرات فانتوم وسكاي هوك القديمة.
امام وزير الدفاع الاسرائيلي وقف السؤال: أي ذخائر أهم من ناحية امنية، ذخائر اقليمية في سيناء ام مبالغ مالية تسمح له بشراء طائرات قتالية جديدة. هذا الواقع دشن عمليا معادلة جديدة – ليس فقط تلك المعروفة بـ "الارض مقابل السلام" بل وأيضا "الارض مقابل المال".
بعد أن وقعت اسرائيل على اتفاقات كامب ديفيد في 1978، والتي تعهدت فيها بالانسحاب من باقي سيناء، ارتفع مرة اخرى حجم الدعم الامريكي. تطبيق الصيغة الدبلوماسية القديمة استمر.
ومنذ منتصف التسعينيات بدا ان معادلة زيادة المساعدات الامريكية مقابل تسليم اراض استنفدت نفسها. في اثناء النقاش حول انسحاب محتمل من هضبة الجولان، قال محللون اسرائيليون كثيرون ان اسرائيل ستحتاج الى 5 مليار دولار اخرى كي تعوض الضرر الامني الذي سيأتي في اعقاب الانسحاب.
كانت هناك افكار عن ان اسرائيل ستحصل على منظومة انذار جوي مثل "ايواكس" او صواريخ جوالة. عكيفا الدار من صحيفة "هآرتس" سأل السناتور الجمهوري من كنتاكي، ميتش ماكونيل، ما رأيه في رزمة مساعدة جديدة لاسرائيل. فأجاب ماكونيل بصدق: "انا معني في أن تعمل الولايات المتحدة على تعزيز الاستقرار في الشرق الاوسط ومستعد ان أويد منح مساعدة بحجم معين، ولكن 5 مليار دولار غير واردة. اليوم، ماكونيل هو زعيم الاقلية في مجلس الشيوخ الامريكي.
المال لم يصل
ولكن اعضاء الكونغرس الجمهوريين لم يكونوا الوحيدين الذين كان لهم هذا الموقف. ففور التوقيع على اتفاقات اوسلو في 1973، اصبح السناتور باتريك ليهي، ممثل ديمقراطي من فيرموند، مشاركا فاعلا في النقاش حول زيادة المساعدات لاسرائيل.
في مقابلة مع الراديو القطريNBR قال: "دافع الضرائب الامريكي لا يمكنه أن يبذر مالا أكثر في الشرق الاوسط.
رغم ذلك، واصلت اسرائيل المطالبة بمنح خاصة من الولايات المتحدة. في العام 2000 وعد الرئيس كلينتون اسرائيل بـ 800 مليون دولار مقابل الانسحاب من لبنان ولكن المال لم يصل ابدا.
ومع التركيبة الجديدة في الكونغرس والذي يطالب اوباما بتقليص في العجز الحكومي، فان مجرد فكرة زيادة المساعدات لاسرائيل بل وبحجوم غير مسبوقة هي ببساطة منقطعة عن الواقع.
المسألة التي على جدول الاعمال جوهرية وحدودها تتجاوز جدا مسألة التركيبة الحالية للكونغرس او مزاجه. هناك مفاهيم أمنية مختلفة يمكن لاسرائيل أن تتبناها لنفسها: ألوية احتياط. والسياسيون سيتجادلون بينهم وبين أنفسهم على الخليط الامني الافضل بالنسبة لاسرائيل، والذي يأخذ بالحسبان الارض، التكنولوجيا والدعم الدولي.
ولكن قبل طرح مفهوم فكري جديد على الاطلاق يرمي الى اقتراح بديل للاحتفاظ بالذخائر الاقليمية الاسرائيلية، مثل غور الاردن يجب السؤال على الاطلاق اذا كان ذا صلة ولا يعتمد على رؤية سياسية غير واقعية.
التعامل مع الولايات المتحدة كسيد سيسارع الى ان يسحب من محفظته ليعوض اسرائيل على فقدان ذخائر اقليمية ليس صحيحا، وكلما استوعب اصحاب القرار على نحو اسرع موت معادلة "الارض مقابل المال" يكون افضل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رسالة للطغاة
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ اورلي ازولاي"
" الى جانب صواريخ تومهوك التي اطلقها امس اوباما نحو طرابلس، معقل معمر القذافي اطلق ايضا للانسانية بيان يقول فيه ان العالم لن يسكت بعد اليوم عن مذبحة يرتكبها طاغية بحق مواطنيه.
وكان اوباما اصدر أمس تعليماته لبلاده بان تقود حملة ترمي الى تصفية منظومة الدفاع ضد الطائرات في ليبيا. القوات الامريكية، الى جانب قوات فرنسية، بريطانية، كندية وايطالية أغارت فوق سماء طرابلس ومسراطة لتبشر الشعب الليبي ببداية الرحلة نحو فجر جديد. زمنا أطول مما ينبغي صمت العالم امام الفظائع التي نفذتها القذافي ضد معارضيه السياسيين والمواطنين الابرياء. وأمس بشر اوباما العالم بأسره بانه لن يكون للطغاة امل. وأن الطغاة نهايتهم واحدة هي الفناء.
اوباما لم يفعل ذلك بسهولة. فقد تردد ولزمن طويل. ومنح اعداءه السياسيين الكثير من السلاح ضده: فقد اتهموه بانه لين، متردد، متذبذب. اما أمس فقال اوباما قولته: أصدر الامر باطلاق النار للغواصات والطائرات القتالية. وأول أمس فقط وصف القذافي اوباما بانه "احد ابنائنا". اما أمس فأظهر اوباما للشعب الليبي بانه مع اب مثل القذافي، يفضل أن يكون يتيما.
ثلاثة نساء أخرجن اوباما الى الحرب ضد القذافي، وقد فعلنا ذلك بتصميم وحزم هزما التردد المتواصل الذي أظهره امام المذبحة في ليبيا. سوزان رايس، السفيرة الامريكية في الامم المتحدة، كانت من اللحظة الاولى مع العملية العسكرية. في الماضي كانت رايس مستشارة الرئيس كلينتون عندما لم ينجح في قتل الشعب في روانده. ولاحقا قال ان هذا كان خطأه الاكبر. سمانتا باور، المستشارة السياسية لاوباما والعضو الكبيرة في مجلس الامن القومي، كانت نشيطة في المنظمات الانسانية والليبرالية قبل أن ترتبط به. في الاسابيع الاخيرة حذرت بصوت عال من الفظائع التي ينفذها القذافي، ودعت الادارة الامريكية لوقفه. الرئيس لم يسارع. فضل ان يثير الشك، والتردد.
الانعطافة جاءت بها المرأة الثالثة: هيلاري كلينتون. قبلها كان يميل من اللحظة الاولى الى الثوار، ولكن يديها كانتا مكبلتين. ليست هي التي تقرر. وفي الاسبوع الماضي فقط حين فهمت بان القذافي ليس من نوع الزعماء الذين يعتزلون او يختفون في الافق، قررت ضرب الطاولة وفعلت ذلك بطريقتها: باحبولة. بداية خرجت الى اوروبا وعادت من هناك بعد أن التقت بالزعماء، بما في ذلك في الدول العربية، وتلقت منهم دعما للعملية. بالتوازي، وبشكل نادر جدا، اجرى بعض رجالها مقابلات مع وسائل الاعلام، دون ذكر اسمائهم، وذكروا كم هو صعب عليها العمل مع رئيس "يجد صعوبة في اتخاذ قرار اذا كان اليوم هو يوم الاربعاء او الخميس". في نهاية الاسبوع ارتبطت برايس وباور ومعهما احدثن التحول في نهج الرئيس. وقد قال: "اريد عملية لايام، وليس لاسابيع".
كان ينبغي لاوباما ان ينطلق الى العملية العسكرية ضد ليبيا فور بدء الانتفاضة هناك، ولكن متأخرا افضل من العدم. اذا أظهر تصميما في رغبته في احلال السلام، فلعله يكون هناك أمل في ان ينجح في احلال حل للنزاع بين اسرائيل واعدائها. اوباما لم يخرج من جاروره خطة السلام الامريكية مثلما وعد، ولم يمارس جملة الضغوط التي تحت تصرفه كي يجلب نتنياهو وعباس الى طاولة المباحثات. لعله سيفاجىء، مثلما فاجأ مع ليبيا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمواج ارتدادية من مصر وصلت الى حماس ايضا
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل وآفي يسسخروف"
" وقع هجوم بقذائف الرجم من القطاع أمس صباحا – وقد وقع نحو من 50 قذيفة رجم في غضون دقائق على بلدات غلاف غزة – هذه أوسع عملية لحماس منذ انتهت عملية "الرصاص المصبوب" في كانون الثاني 2009. كانت المنظمة في الحقيقة مشاركة في عدد من حوادث اخرى مع الجيش الاسرائيلي مدى تلك المدة، لكنها كانت في الأكثر وقائع في نطاق أضيق، وامتنعت حماس ايضا على نحو عام من تحمل مسؤولية رسمية عن الهجمات.
أمس أعلنت حماس على رؤوس الأشهاد بأن رجالها يقفون من وراء الاطلاق وأعطت تعليلا لذلك هو ان اسرائيل بحسب رأيها هي المسؤولة عن زيادة حدة جولة العنف الحالية. ففي يوم الاربعاء صباحا هاجم سلاح الجو معسكر تدريب لحماس فوق أنقاض مستوطنة نتساريم. قُتل بالهجوم الاسرائيلي الذي كان ردا على سقوط قذيفة قسام قرب سدروت قبل ذلك ببضع ساعات، نشيطان من المنظمة. يزعمون في حماس، وبقدر ما من الصدق، ان اسرائيل هي التي تجاوزت هنا قواعد اللعب غير المكتوبة بين الجانبين. فقد أطلق صاروخ القسام ذاك فصيلة فلسطينية صغيرة. كان الرد المعمول به في مثل هذه الحالات في الماضي "الهجوم على عقارات" أو قصف مكاتب فارغة لحماس أو نفق تهريب من غير إحداث خسائر بالأرواح.
كما كانت الحال في جولات عنف سابقة، يبدو انه يوجد أكثر من المشترك في تقديرات الطرفين مما هما مستعدان للاعتراف به بصوت جهير. ضاعفت حماس اطلاق النار أمس لتقدير بارد وهذا ما فعلته اسرائيل ايضا بقصفها المعسكر في نتساريم. الزعم الاسرائيلي الرسمي هو أن قصف المعسكر الآهل لم يتجاوز المقبول تجاوزا مفرطا وأنه كان يجب تذكير حماس بمسؤوليتها عن ضبط الفصائل الصغيرة. وفي واقع الامر ليس من الممتنع ان يكون القصف قد عبّر عن الجو العام في ساحات اخرى، بعد مقتل أبناء عائلة بوغل في ايتمار واحتجاز السفينة التي حملت ارسالية الصواريخ من ايران الى القطاع قبل ذلك بيوم.
برغم التصعيد (الذي اشتمل ايضا على اطلاق صاروخ مضاد للدبابات "فاغوت" من القطاع على سيارة عسكرية في ليلة الجمعة)، يبدو الآن ان اسرائيل وحماس ما تزالان غير معنيتين في مواجهة واسعة. المشكلة كالعادة أنك تعلم من أين تبدأ جولة الضربات لكنك لن تعلم أبدا متى تنتهي. إن تقصير فترات الهدنة بين الجولات – في التصعيد السابق قبل شهر، أطلق الجهاد الاسلامي قذيفة كاتيوشا على بئر السبع – يزيد في خطر فقدان السيطرة الى درجة عملية هجومية أوسع من الجيش الاسرائيلي على غزة خلال هذه السنة.
حماس، كما تزعم، تريد في الحاصل ان تحدد من جديد الوضع الراهن على حدود القطاع، غير ان مصادر فلسطينية خصوصا في غزة تشكك في التفسير الذي تقدمه المنظمة. فهي تقول انه كان في القصف المكثف أمس علّة اخرى. فحماس في الايام الاخيرة في ازمة وبين يديها اعلان رسمي من فتح برغبتها في المصالحة والوحدة بين المعسكرين الفلسطينيين. أجج تصريح فتح اختلافا داخليا في حماس. ففي يوم الثلاثاء الاخير دعا رئيس حكومة حماس، اسماعيل هنية، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى زيارة غزة لمعاودة بحث انشاء حكومة وحدة. أجاب عباس سريعا وأعلن بأنه مستعد للمجيء "غدا". لكن دعوة هنية لعباس لم تكن بعلم أو برأي من كبار حماس في دمشق وناس الذراع العسكرية للمنظمة في القطاع. هذان المعسكران في حماس يرون مجيء عباس المحتمل الى غزة مشكلة تكمن فيها مخاطرة. فالمصالحة الداخلية الفلسطينية قد تفضي الى انتخابات جديدة تشكك في امكانية سيطرة حماس على القطاع. أُجري لقاء صحفي أمس مع موقع انترنت لحماس مع أحد قادة حماس في دمشق وهو محمد نزال الذي زعم أن اعلان الرئيس عباس استعداده للمجيء الى غزة كان "حيلة سياسية".
لا شك في أن حماس تجد نفسها في حرج في الاسبوع الاخير ازاء اجراء عباس والمظاهرات في أنحاء المناطق المؤيدة للوحدة والمصالحة. في حين تُمكّن السلطة الفلسطينية في رام الله من اقامة المظاهرات، تكافح حماس في غزة المتظاهرين بل الصحفيين الذين يغطونها اعلاميا. أمس هوجم فريق لوكالة الانباء "رويترز" في غزة على أيدي شرطيي حماس. واحتجاجا على الواقعة أجرى صحفيون في غزة مظاهرة على حكومة حماس.
يبدو ان مشايعة الجمهور الفلسطيني لحماس في انخفاض، أصبحوا بعده أكثر جرأة على الخروج المعلن عليها. اذا كان قادة حماس قد قدروا حتى الآن أن الثورة في مصر والأحداث في شوارع العالم العربي ستكون في مصلحة المنظمة فان الامور الآن تبدو أكثر تعقيدا. في نهاية الاسبوع شعروا لاول مرة حتى في دمشق، وهي حصن تأييد حماس، بالأمواج الارتدادية لربيع الشعوب العربي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التدخل دون الاتساخ
المصدر: "معاريف ـ نداف ايال"
" بخلاف الشعارات، الهجوم في ليبيا لا يرمي فقط الى الحفاظ على "منطقة محظورة الطيران"، الا اذا كانت الدبابات الليبية قد طورت لها أجنحة. وأمس تلقت هذه الصواريخ الاولى من الطائرات الحربية الفرنسية. جوهر عملية الغرب هي قطع التقدم السريع لقوات القذافي نحو بنغازي في طريقها الى تنفيذ ما وصفه العقيد بانه تطهير المدينة "زنقة زنقة"، والعالم يسميه ـ جرائم ضد الانسانية.
من قاد نحو هذه العملية، بشكل استثنائي هي القوى العظمى الاوروبية. الرئيس اوباما عارض حتى قبل اسبوع كل تدخل عسكري في ليبيا وقد فعل ذلك لاسباب واضحة: امريكا متورطة الان في حربين، في افغانستان وفي العراق، وقواتها العسكرية منتشرة حتى الطرف الاقصى من قدرتها. استراتيجيا، دخول امريكي في مواجهة داخلية في دولة عربية اسلامية كان سيؤدي الى أثرين فوريين: ابتعاد الاوروبيين الذين كان سيسرهم ان يقوم الامريكيون بالمهمة نيابة عنهم، وضربة سياسية لادارة اوباما داخل الولايات المتحدة (اكثر من 50 في المائة من الامريكيين يعارضون بشدة العملية في ليبيا).
هذا بالطبع يبقي لنا المسألة المركزية: لماذا. لماذا الغرب لا يسمح للقذافي باعادة السيطرة على شرق ليبيا فيبث بذلك استقرارا متجددا يؤدي الى الهبوط اللازم جدا في اسعار النفط. ما هو الملح الان لدافيد كمرون الذي يكافح ضد الركود الاقتصادي البريطاني او لنيكولاي ساركوزي الذي تركله الاستطلاعات المرة تلو الاخرى، كي يبادرا بتدخل عسكري في ليبيا. ولماذا وافقت الولايات المتحدة على الانضمام، أخيرا.
الجواب مركب. مبدئيا، الرأي العام الغربي ثار ضد القمع الوحشي الذي اظهره القذافي. فقد جعل حاكم ليبيا نفسه الشرير المطلق لقصة الثورات العربية؛ خلافا لبن علي ومبارك، استخدم وسائل مرفوضة على نحو خاص للحفاظ على حكمه. امكانية أن تنفذ قواته مذبحة جماعية في بنغازي أقلقت جدا زعماء اوروبا؛ ليبيا هي ساحتهم الخلفية. كمرون، ساركوزي وزافترو كانوا سيسألون من ناخبيهم ماذا فعلوا لمنع هذه الجرائم، ومن شبه المؤكد أنهم كانوا سيبقون دون جواب. فضلا عن ذلك، كانوا سيسألون ماذا فعلوا كي يمنعوا موجة الهجرة الجماعية الى اوروبا لمئات الاف الليبيين، اللاجئين من قتل الشعب.
بالطبع، توجد ايضا المصالح. القذافي جعل نفسه المنبوذ في نظر العالم. لنفترض أنه انتصر، فهل سيكون بوسع زعماء ديمقراطيين مثل كمرون أو ساركوزي أن يديروا معه علاقات عادية مرة اخرى؟ هل بريطانيا كانت ستسمح لـ "بريتش بتروليوم" بالعودة لتمويل عائلة القذافي بالمليارات؟ والولايات المتحدة هل كان بوسعها أن تواصل سياسة التقرب لشخص وعد بسفك دماء المواطنين في الشوارع؟
الجواب سلبي على ما يبدو. سواء لاسباب ايديولوجية او سياسية داخلية، فان زعماء الغرب انهوا قصة غرامهم مع القذافي وعائلته.
انتصار محتمل له سيؤدي الى أن يسيطر على دولة هي المصدرة الـ 12 في العالم للنفط، شخص وعائلة يكونا الاكثر مقاطعة في العالم الغربي. وبسرعة كان القذافي سيتذكر اصدقاءه القدامى – الجدد: فنزويلا، ربما ايران. وبالطبع – الارهاب العالمي. هذا سيناريو صعب بالنسبة للولايات المتحدة واوروبا. وقد توصلوا الى الاستنتاج بانه لا يمكن ان يسمحوا لانفسهم، سياسيا وبمفاهيم اخرى، انتصارا مطلقا للقذافي. وللدقة: توصلوا الى استنتاج بانه من الاجدى لهم تجربة وسيلة عسكرية اخيرة قبل ان يتحقق السيناريو الاسوأ.
توجد فقط مشكلة واحدة في الوسيلة التي اختيرت: فقد اختيرت اساسا لرفع العتب. التدخل الجوي فقط كفيل باطالة النزاع، وايقاع قدر أكبر من المصابين والجر في النهاية نحو تدخل عسكري اعمق. ومثلما قال بنجامين فريدمان من معهد "كاتو"، "ان المناطق محظورة الطيران تلزمنا بالانتصار في الحروب، ولكنها تمثل رغبتنا المحدودة في الانتصار فيها. وهذا هو السبب في كونها سياسة سيئة". فهي اساسا طريقة يمكن من خلالها للغرب ان يظهر بانه ضالع، دون أن يعرض للخطر بشكل عميق حياة مقاتليه. واضح ان احدا لا يمكنه أن ينتصر على القذافي بدلا من الثوار؛ يتعين عليهم ان يقوموا بالمهمة القذرة بأنفسهم. ولكن الغرب مستعد لان يعطي دفعة صغيرة. من الجو".