عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
"يديعوت احرونوت":ـ اليابان على شفا كارثة نووية.
ـ فقدوا السيطرة.
ـ ازمة ثقة.
ـ الصور التي لن تُرى أبدا – انتصار في السيطرة على السفينة – فشل في جبهة الاعلام.
ـ سارة بالين معنا.
"معاريف":
ـ بلا سيطرة – اليابان على شفا كارثة نووية.
ـ كارثة فوكوشيما.
ـ الامبراطور في خطاب للأمة: "أُصلي لأن نتغلب".
ـ رعب عالمي.
ـ يُستدعون للعَلَم.
ـ "شارة ثمن" في صفد.
"هآرتس":
ـ العالم يُقدرون بأن اليابان فقدت السيطرة.
ـ يضحون بحياتهم لانقاذ الوطن – 50 فني تطوعوا للبقاء في محطة الطاقة في محاولة يائسة لمنع كارثة واسعة النطاق.
ـ الآلاف يفرون من اليابان؛ تعمق الازمة الانسانية.
ـ بعد 66 سنة من ناغازاكي: قيصر اليابان يتوجه مرة اخرى الى شعبه.
ـ في البلدة التي خربها التسونامي لا أحد يصرخ مستنجدا.
ـ مئات الآلاف في الملاجيء في البرد وفي انعدام اليقين.
ـ سلام عليك يا يابان.
ـ دول الخليج ضد ايران: ترتبط للدفاع عن البحرين.
ـ إحراق سيارات طلاب عرب في صفد.
"اسرائيل اليوم":
ـ فقدان السيطرة.
ـ هيروشيما، ناغازاكي، فوكوشيما.
ـ "ماذا يمكن ان يتشوش أكثر".
ـ 6 صواريخ وآلاف قذائف الهاون.
أخبار وؤتقارير ومقالات
بيرس يهاجم النظام السوري: سوريا ترسل أسلحة الى حزب اللهالمصدر: " إذاعة الجيش الاسرائيلي"
" هاجم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس اليوم نظام الأسد في سوريا حيث قال"سوريا ترسل السلاح الى حزب الله في لبنان والى حماس في غزة, كما ثبت ذلك من خلال السيطرة على سفينة فيكتوريا: وأضاف بيرس "لبنان سقط ضحية عدم قدرة سوريا على اتخاذ القرار, فقد إستضافت منظمة التحرير الفلسطينية, وحولت جنوب لبنان الى ساحة إصطدام بإسرائيل, والآن يسيطر عليه حزب الله, المرتبط بإيران".
وخلال مشاركته بمراسم رسمية في تل حي، أضاف بيرس أن "الشمال بقيادة سوريا, عليه أن يقرر أين وجهته, نحو اليورانيوم الإيراني المخصب أو باتجاه هواتف الأيفون التي بيد الجيل الشاب عنده, وليس لدينا طلبات من سوريا أو من لبنان, إلا طلب السلام الحقيقي, بدون تهديدات وبدون إستفزاز".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنف يهودي عنصر ضد العرب في صفد
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ داني برنر"
" مرة أخرى الإساءة لطلاب عرب في "صفد".
وجدوا أمس صباحا كتابات إهانة بصيغة "الموت للعرب" على جدران الكلية الأكاديمية في "صفد"، واشتكى طالبان مقيمان في المدينة إلى الشرطة بان النار أضرمت في سياراتهما. فتحت شرطة "صفد" تحقيقا بالحادثة، لكن حتى الآن لم يلق القبض على مشتبه بهم.
هذه ليست الحادثة الأولى للإساءة لطلاب عرب في "صفد". فقبل عدة أشهر حصلت حوادث عنف في المدينة، ضربوا خلالها طلاب عرب على خلفية طلب الحاخام الرئيسي في المدينة "شموئيل الياهو"، الذي دعا سكان المدينة إلى عدم تأجير شقق سكنية لطلاب عرب. وإثر ذلك بدأت عناصر "حريديم" متطرفة في "صفد" بالمضايقة والإساءة إلى الطلاب العرب، الذين أعلنوا من جهتهم بأنهم سيناضلون من أجل حقهم بالتعلم والسكن في المدينة.
هذا، وأعلنت إدارة الكلية أنها تستنكر هذه الأعمال وتدعم الشرطة التي ستعرف كيفية معالجة هذه الأحداث".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غوغل تعرض على "اسرائيل" موقع لكل عضو كنيست
المصدر: "صحيفة ذا ماركيل الاقتصادية"
" بعد غوغل ايرث وغوغل Maps، حان الوقت خدمة غوغل لاعضاء الكنيست: أطلق أمس صباحا رئيس الكنيست، عضو الكنيست رؤبن ريفلين (الليكود)، قنوات فيديو خاصة لأعضاء الكنيست في موقع اشتراك الفيديو يوتيوب، الموجود في ملكية شركة غوغل. وفورا بعد الإطلاق الحكومي شارك العديد من أعضاء الكنيست، من بينهم اناستاسيا ميكالي (إسرائيل بيتنا)، مائير شتريت (كاديما) ويريف لفين (الليكود)، في ورش عمل تخصصية لإنشاء وإدارة جارية لقناة كل منهم. القنوات ستظهر بدءا من اليوم في الصفحة الرئيسية ليوتيوب إسرائيل – الذي يحظى بحوالي مليون ونصف دخول يوميا.
فتح القنوات هو جزء من إجراء الدمج التكنلوجي للسلسلة عموما، والاجتماعي بالخصوص، للكنيست – وقد أنجز بالتعاون مع غوغل إسرائيل. كجزء من التعاون سيتمتع أعضاء الكنيست بتشغيل مرئي وتصميم مطابق للقنوات، وأيضا ربط مريح للصفحات الرسمية التابعة لهم في موقع الكنيست. الكنيست ينضم بهذا الأمر إلى مجالس نيابية إضافية في العالم، من بينها مجلس الشيوخ الأميركي والبرلمانات البريطانية والايطالية.
ريفلين أشار أمس إلى أن "الكنيست دخلت في مرحلة جديدة. بالتعاون مع غوغل يتيح تقريب نشاط البرلمان إلى الشعب الإسرائيلي بواسطة الانترنت". كما قال مدير عام غوغل إسرائيل، مائير برناد، حول الإطلاق إن "القنوات الجديدة الموجودة اليوم على الشبكة ستتيح لجمهور الناخبين رؤية مقربة للذين انتخبوهم، وبذلك سيتمكنون من إجراء حوار مباشر وذو اتجاهين حول القضايا المطروحة على جدول الأعمال في الدولة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصور التي لن تُرى أبدا – انتصار في السيطرة على السفينة – فشل في جبهة الاعلام..
المصدر: "يديعوت أحرونوت – يوسي يهوشع"
" مكانة اسرائيل في الرأي العام العالمي توجد في أسفل الدرك. أمس، بفضل المنظومة الاستخبارية السلسة وحملة السيطرة التي قامت بها الوحدة البحرية على سفينة "فيكتوريا"، نشأت فرصة نادرة لنعرض على العالم بأسره كيف تُهرب ايران وسوريا الى غزة السلاح والصواريخ خلف أكياس العدس. غير أنه في سلسلة القرارات الوطنية أصبح هذا الانجاز خسارة لاذعة في جبهة الاعلام.
هكذا فقط يمكن أن نصف ما حصل أمس في ميناء أسدود. فقد دعا رئيس الوزراء، الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي، وزارة الخارجية والمكتب الصحفي الحكومي، الصحفيين الاجانب والاسرائيليين الى مؤتمر صحفي بمشاركة رئيس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس الاركان وقائد سلاح البحرية. وعلى مدى الليل عمل رجال سلاح البحرية على تفكيك حمولة السفينة وبسطوا الصواريخ والذخيرة للاستعراض على رصيف الميناء أمامها. غير أنه عندها بدأ كل شيء يتشوش.
وقد بدأ هذا عندما بلّغ مكتب رئيس الوزراء جهاز الأمن العام "الشباك" بأنه سيصل الى الحدث نحو خمسين صحفيا فقط، ولهذا فقد بعثت وحدة المخابرات الى المكان موقف تفتيش واحد وآلة فحص واحدة لكشف المعادن. والنتيجة: فوضى عارمة. فقد تدفق الى الحدث نحو 200 صحفي ومصور، بينهم عشرات طواقم التصوير الاجنبية، ونشأ في المكان طابور طويل ومُضن. وقد فحصت المخابرات كل واحد منهم فردا فردا بتشدد. وكل كاميرا أو جهاز تسجيل فُكك الى عناصره الأولية. ووقف المراسلون غاضبين تحت الشمس الحارة، والطابور لم يتحرك.
وقد احتدم الغضب بعد أن حظي المراسلون العرب الذين دُعوا الى الحدث "بعناية خاصة". جميل القضماني، مصور القناة الفرنسية TPI، طُلب منه أن ينزع القميص والبنطال وبقي واقفا في ملابسه الداخلية. ولم يكن الوحيد. هكذا تتصرف المخابرات تجاه الصحفيين العرب الذين يحملون بطاقات هوية المكتب الصحفي الحكومي.
وكلما مر الوقت، ارتفع مستوى غضب المراسلين الاجانب. زجاجات المياه التي وزعت عليهم لم تجدي نفعا كثيرا في تبريد الاعصاب. بعد أن وقفوا في الشمس ساعتين ملوا ببساطة، فقرر عشرات المراسلين الاجانب مغادرة المكان احتجاجا قبل وصول نتنياهو، باراك وغانتس الى هناك وفضلوا عدم تغطية الحدث. وهم لن يوفروا لمشاهديهم ومستمعيهم رؤية الانجاز الاعلامي لاسرائيل. بين المغادرين كان مراسل "بي.بي.سي" بالعربية، طواقم التلفزيون الالماني، التلفزيون الفرنسي، التلفزيون الاسباني وغيرها.
"كان هذا تأخير طويل جدا"، روى أحد المراسلين الاجانب الذي يعمل في "بي.بي.سي". "لم يكونوا منظمين ولم يسمحوا للمراسلين الاسرائيليين الشهيرين بالدخول بسرعة دون فحص في الوقت الذي تأخرنا نحن. كل الحدث اصبح مهينا، فقررنا المغادرة وعدم تغطية الحدث. كل حدث لمكتب رئيس الوزراء هو كابوس بالنسبة لنا بسبب التفتيش الامني. هذه قصة جيدة لاسرائيل، فلماذا تحطموه بسبب معالجة غير مناسبة للصحفيين؟ لقد دعونا الى هنا وخوزقوا علاقاتهم العامة".
"كانت هذه اهانة واطلاق النار على الساق. لماذا جلبونا؟ كي نجف في الشمس أم لنرى السلاح المخصص لحماس؟"، اشتكى مراسل الشبكة الاسبانية الذي غادر المكان. يحيى قاسم مراسل شبكة "الحرة" الامريكية اضاف: "كان يجب اعطاء اولوية للاعلام الاجنبي ليبث الصور للعالم".
جوف فيدرمان، رئيس اتحاد المراسلين الاجانب في اسرائيل قال أمس: "هذا يحصل كل الوقت مع الاحداث التي تنظم لدى رئيس الوزراء. أنا اعمل في وكالة "أي.بي" كمحرر رئيس وفي كل اسبوع أتلقى شكاوى من اهانة المصورين. اذا كانوا حرصين جدا على صورة اسرائيل وعلى الاعلام، فان عليهم أن يسمحوا للناس بالقيام بعملهم. لدينا جميعا بطاقات صحفية من أجل الحصول عليها يجب اجتياز فحوصات خلفية لدى المخابرات، وعليه فيجب لهذه الهوية أن تساوي شيئا".
أمس دار تبادل للاتهامات بين الجهات التي نظمت المؤتمر الصحفي – من المذنب في القصور الذي دفع عشرات الصحفيين الاجانب الى أن يتركوا المكان بغضب. مصدر كبير في جهاز الاعلام كان شاهدا للحدث الحرج روى يقول: "جففوا المراسلين تحت الشمس لثلاث ساعات. هذا حدث مقلق يستدعي استخلاص الدروس لان الهدف كان أن يرى العالم السلاح، ولكن لحق هنا ضرر جسيم بسبب التفاهات". مسؤولون كبار في مكتب رئيس الوزراء قالوا امس ان "هذا حدث خطير، ونحن سنفعل كل شيء كي لا يتكرر". اورن هيلمان، مدير عام المكتب الصحفي الحكومي قال معقبا: "وقع هنا خلل. لدينا مصلحة كبيرة في كشف المواد امام العالم. سنفحص الامر ونستخلص الدروس".
في وقت لاحق وصل 150 سفير أجنبي وملحص عسكري الى الميناء. رافقهم نائب وزير الخارجية داني ايالون ونائب قائد سلاح البحرية، وقدم لهم استعراض عما امسك به ومعانيه. وأبدى السفراء والملحقون اهتماما ولم يكفوا عن تصوير الوسائل القتالية من كل زاوية ممكنة. خسارة أن صورهم، خلافا لتلك التي كان يمكن أن يصورها الصحفيون من العالم، لن تنشر في وسائل الاعلام الاجنبية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مطلوب مسؤول قوي
المصدر: "هآرتس"
" يفترض بالحكومة في الايام القريبة القادمة أن تقر تعيين المسؤول عن القيود التجارية، الذي سيوصي به امامها وزير الصناعة والتجارة شالوم سمحون. يدور الحديث عن منصب أساس، يؤثر على جودة حياة كل مواطن وعلى وتيرة النمو الاقتصادي. هذا المسؤول مسؤول عن المنافسة في السوق، المنافسة التي أعلنت الحكومة على وجوب دفعها الى الامام، لضمان نمو سريع يتمتع بثماره عموم الجمهور.
الاقتصاد يعاني من المركزية. ثمانية جبابرة ما يملكون نحو تريليون شيكل من الاملاك المالية للجمهور. هذا الوضع يضع في ايديهم قوة هائلة وقدرة على توزيع الوظائف والاعمال الاستشارة للالاف – سياسيين، محامين، مدققي حسابات، منظمين واعلاميين – وضعضعة الديمقراطية. جبابرة المال ايضا يميلون الى خدمة الوافدين اليهم من السياسيين القائمين الامر الذي يسمح لهم بالضغط على دفع تشريعات مناسبة لمصالحهم فقط الى الامام.
المنافسة العالم ستضعف جبابرة المال، تعزز المصالح التجارية الصغيرة والمتوسطة، التي تخلق اماكن عمل، وتقلص عدم المساواة في توزيع الثروة بين المواطنين. في اقتصاد تنافسي تنمو الاعمال التجارية بسرعة لتقدم بضائع، خدمات وأسعار افضل للمستهلك.
للمسؤول عن القيود قدرة على وقف استمرار تعزز جبابرة المال، الذي يمس بالمنافسة. وهذا هو السبب الذي يجعل جبابرة المال يرغبون بمسؤول ضعيف يسمح لهم بجمع المزيد من القوة والعزم. بعضهم يضغطون اليوم على كبار رجالات الحكومة لتعيين مرشح كهذا في المنصب.
اسرائيل توجد في حالة هبوط مقلق في مجالات عديدة، بما فيها التعليم، الفوارق في المجتمع ومستوى المنافسة. وتعرف الحكومة ذلك وهي تحاول تغيير الميل. خطوة كبيرة وسليمة اتخذتها الحكومة عندما شكلت لجنة لدفع التنافسية الى الامام. والان عليها ان تتسامى فوق ضغوط جبابرة المال، وتبدي مسؤولية وتختار مسؤولا يتناسب ومواقفها.
على سمحون ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يختارا رجلا قويا، خبيرا في المنافسة وذا قدرة وارادة على مكافحة هيئات شديدة القوة في الاقتصاد. عليه أن يؤمن بان الاقتصاد المركزي جدا والمركزية يمسان بالمنافسة، وعليه فيجب تقييد قوة الاتحادات الكبرى – من أجل نمو سريع وخدمة أفضل للمواطن".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..أما جلعاد هو غير مفقود
المصدر: "يديعوت أحرونوت – اريئيلا رينغل هوفمان"
" في 10 حزيران 1982، في ذروة حرب لبنان الاولى اصيبت بشدة كتيبة احتياط 362 في اللواء المدرع 401 في معركة طويلة دارت امام الجيش السوري. هذه المعركة، بعد الاخفاقات العسيرة لتلك الحرب، تميزت بسلسلة من نقاط الخلل، كررت نفسها لشدة الاسف في حرب لبنان الثانية: قيادة مهملة، تعتمد على معلومات استخبارية مخلولة، وتبعث بقوة أصغر مما ينبغي لتنفيذ مهمة غير واضحة على الاطلاق قبل لحظة من دخول وقف النار حيز التنفيذ. خطوة اعتباطية في اللحظة الاخيرة.
النتيجة: جنود الكتيبة الذين كان يفترض بهم أن يسيطروا على مفترق الطرق جنوبي سلطان يعقوب، تورطوا في معركة يائسة مع قوة متفوقة عليهم، في الوقت الذي على مسافة غير بعيدة منهم ترتاح قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي، لا يعلمون بما يجري في المفترق المجاور. في هذه المعركة قتل عشرين من رجال الكتيبة، واصيب ثلاثون بجراحات خطيرة، اثنان اخذا في الاسر واربعة صنفوا كمفقودين. الاسيران، حازي شاي وآريه ليبرمان، اطلق سراحهما في وقت لاحق في صفقات لتبادل الاسرى. وهكذا أيضا اعيدت جثة زوهر ليفشتس. مصير المفقودين الثلاثة الاخرين، زكريا باومل، يهودا كاتس وتسفي فيلدمان، بقي غامضا حتى هذه اللحظة، 29 سنة الا ثلاثة اشهر.
امس توفيت سارة كاتس، والدة يهودا. قبل سنتين من ذلك توفي يونا باومل والد زكريا. قبل سنتين توفي ابراهام فيلدمان، والد تسفي. كل واحد منهم، بطريقته، ادار صراعا عنيدا على مدى السنين. كل واحد منهم، بطريقته، ظن ان الدولة ملزمة بان تفعل اكثر، وأنه لم يتم فعل ما يكفي.
من الصعب مجادلة هذا الزعم، حتى وان كان جزءا من الجهود للعثور على الابناء ولا يزال سريا. بالحذر اللازم يمكن التقدير بانه لم يتم القيام بما يكفي من العمل، ولا سيما في ضوء قدرات الاجهزة السرية الاسرائيلية، في ضوء حقيقة أنه في اختبار النتيجة حكومات اسرائيل على اجيالها فشلت.
والان سارة كاتس لم تعد موجودة ايضا. جيل الاباء آخذ في التقلص، المعلومات عن مصير المفقودين آخذة في الابتعاد، وحتى لو كانت هناك حالات لا يكون فيها ممكنا، رغم الجهود، العثور على آثار المفقودين، فان على جدول أعمال الحكومة الحالية يوجد مصير جندي حي، غير مفقود، آثاره واضحة جدا، وبينه وبين العودة الى الديار لا يوجد سوى البحث في الثمن. أي ثمن؟ يسأل المعارضون وكأن أحد ما يتحدث عن اعادة المناطق مقابله، وكأن احد ما يطلب القدس لقاءه.
بالفعل، أي ثمن. الان. خمس دقائق كرست أول أمس للكفاح في سبيل اعادته ليس فيها حتى ما يهدىء الضمير. ليس لطيفا الاعتراف، ولكننا نعتاد بسرعة شديدة على العيش مع مفقودين أموات ومع مفقودين أحياء. نعتاد على اننا لا نعرف ما حصل لهم، نعتاد على أن جلعاد شليت هناك، وانه بعد قليل الشتاء سينتهي وعائلة شليت لم تعد الى بيتها وانهم باتوا يديرون حياة يزعم أنها طبيعية في هذه الخيمة في القدس، التي نمر عنها كل مرة وفي احيان بعيدة نتوقف وندخل.
قصة مفقودي سلطان يعقوب، مثل قصص مفقودين آخرين، هي قصة غير منتهية. قصة فظيعة، إذ ابدا لن يكون من يواصل الانتظار، وكل طرقة على الباب ستجعله يقفز. إذ أنه لا يمكن السير الى الامام اذا لم تصل الامور الى منتهاها.
إذن يمكن مواصلة الجدال، حتى يجف الحلق، اذا كان سليما ابقاء مفقودي سلطان يعقوب في هذا التعريف أم الاعلان عنهم كضحايا. اذا كان ينبغي فرض البيان على الاهالي. يمكن مواصلة التردد في مسألة ما هو الافضل للعائلة، وما هو التوقيت السليم للقيام بالامور، ولكن واضح أنه لا يمكن تطبيق هذه الادعاءات على جلعاد شاليط. يوجد له عنوان معروف، وكل انعدام فعل اليوم من شأنه أن يجعله غدا اسما آخر في قائمة المفقودين. لدينا منذ الان حالة كهذه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سلام عليك يا يابان
المصدر: "هآرتس ـ جدعون ليفي واليكس ليبيك"
" طوكيو – في الساعة الواحدة إلا عشر دقائق ظهرا، بحسب توقيت اليابان، اهتزت الارض أمس. طرق نادر الفندق الباب في ذلك الوقت بالضبط وفي يده ابريق قهوة، عندما بدأت الارض ترجف تحت أقدامنا. استمر هذا مثل أبد، نحوا من عشر ثوان وكان مخيفا الى درجة الجنون. اهتزت الغرفة في أعلى الطابق الخامس عشر واهتزت ثم اهتزت واهتزت يمينا ويسارا، والارض والجدران والخزائن والأسرة تحركت من جانب الى جانب مثل ثمل يهدد بالسقوط على جنبه. كان يُخيل للحظة أن ناطحة السحاب هذه كلها ستنهار بعد لحظة على جانبها، يكفي اهتزازة واحدة بعد، لكن البناء الياباني الشهير هو الذي منع هذا في آخر لحظة كما يبدو. بثوا في التلفاز الياباني فورا أنباء عاجلة تُنبيء عن ست درجات بحسب سلم ريختر. شُعر بهذه الست هذه المرة بقوة كبيرة على نحو خاص في طوكيو. فقد اهتزت كاميرا التلفاز واهتزت، تُظهر صورا متقطعة من يدي مصور هزات خبير بيقين، بدا أمس كأنه مصاب بالرعاش.
قدّم النادر ابريق القهوة وكأنه لم يحدث شيء، ثم عاد صامتا في طريقه لم يتخل عن انحناءة الرأس بطبيعة الامر. لكن الهزة لم تنقض بمرة واحدة – بل أخذت تضعف في تدريج طويل. بعد ساعة من الرجفة استمرت الجدران ترجف، يصدر عنها صوت هامس غريب وشعرت رجلاي بالرعدة بعد ساعة اطول. غطى بدني عرق بارد، فأنا اسرائيلي لم أعتد مثل هذا. ويُخيل إلي أنني شحبت ايضا. ليست هذه اول هزة يابانية لي، ففي التي سبقتها كنت أجلس هذا الاسبوع في القطار الارضي في طوكيو، لكن المنشور آنذاك أعلن بها ولم نشعر بشيء.
تذكرت هزتي الاسرائيلية. وقفت في ظهر بعض ايام الجمعة قبل عدة سنين، في أروقة أسرة الصحيفة، غارقا في حديث مع المحرر عاموس شوكان، فشعرنا فجأة بشيء ما غريب يحدث تحت أقدامنا. أسرعنا الى الانترنت وتبين لنا انه وقعت هزة ارضية أصابت اسرائيل. أي هزة، انها مجرد ارتجافة ضئيلة، أو هبة ريح صغيرة، أو شيء صغير من لذة السبت قياسا بهزة اليابان أمس.
بدأ صباح أمس ايضا على نحو سيء جدا. وقع انفجار آخر في مفاعل ذري آخر كما هي العادة في الايام الاربعة الاخيرة حوالي السادسة صباحا، وشبت فيه النيران. بيّنت صورة ستيليس مشوشة بُثت في التلفاز خطوطا من الدخان الابيض الرمادي وشيئا صغيرا رُمي الى السماء في أعلى يبدو أنه بسبب قوة الانفجار. ولم يبلغ بشيء آخر. بعد ذلك بوقت قصير هبط النبأ المخيف الآتي: مطر في سنداي. وهي المدينة التي ضُربت أكثر من غيرها في الزلزال الكبير يوم الجمعة الماضي، وهذا المطر قد ينثر اشعاعا ذريا أشد خطرا بكثير. واذا لم يكن هذا كافيا فقد جاءت ساعة ما بعد الظهر وهبط معها النبأ المخيف الآتي: يحاول سكرتير الحكومة الرئيس، الذي يظهر هنا كل يوم في مؤتمر صحفي، أن يُهديء النفوس وينقل أنباءً أشد إقلاقا، وأعلن ان حكومته قررت اجلاء آخر العاملين في المفاعلات الذرية.
إن بضع عشرات من عمال المفاعلات الذين بقوا للعمل فيها أُجلوا للحين من الموقع بسبب زيادة متطرفة على مستوى الاشعاع المتسرب منها. وبعبارة اخرى أصعب: أصبحت الكارثة أقرب مما كانت في أي وقت مضى. ربما يستعينون منذ الآن بالمروحيات مثل كؤوس الهواء للميت، لكنه حُظر الطيران منذ زمن في سماء المفاعل. كذلك لم تبشر خريطة الاشعاع التي ظهرت أمس في الصفحة الاولى من صحيفة "جبان تايمز" بالخير. فالاشعاع يزداد ويطغى وأصبح الخطر معه أكثر محسوسية. بعد الظهر بُثت صور جديدة من المفاعلات وكانت هذه المرة قد أصبحت مغطاة بغيمة دخان كبيرة وكثيفة.
لا يوجد داع بطبيعة الامر الى أن نصف من هنا ما يحدث في الشوارع، فاليابانيون في حالهم. بعد لحظة من الهزة ومن خلال نافذة غرفتي رأيت ناسا يسيرون ببطء وسيارات تسير بسرعة كبيرة وكأنه لم يحدث شيء. ولا داعي ايضا للحديث عن الكآبة الثقيلة والخوف الكامن مما سيأتي، برغم الظهور بمظهر الحياة الطبيعية برغم كل شيء. سُمع أمس مواطن ياباني أول اشتكى من حكومته في التلفاز: "لا يقولون لنا الحقيقة. لا يقولون لنا شيئا"، قال الرجل، ربما مبشرا بطوفان من النقد العام الذي قد يطغى هنا. الانطباع الذي أخذ يقوى هو ان الحكومة ربما تعلم أكثر ولا تُبلغ، ولا يقل خطرا عن هذا انه لا يعلم أحد ربما الحقيقة وفي ضمن ذلك السلطات. مهما يكن الأمر، مغادرة المفاعلات أمس علامة تنذر بالسوء على نحو خاص: فاليابان رفعت يديها ولو على نحو مؤقت. ولن يُخلصهم ايضا وفد الخبراء الامريكيين الذي استُدعي الى هنا أمس، كما يبدو. كان يبدو أمس أكثر من أي وقت مضى أن فوكوشيما قد تصبح هيروشيما.
سلام عليك يا يابان. يبدو أننا سنتركك الليلة، فلا يوجد كما يبدو خيار آخر. لقد غادر أكثر الاجانب كما أبلغت أمس صحيفة "جبان تايمز" في صفحتها الاولى. كذلك برهن على ذلك الفندق الذي فرغ أمس من آخر ضيوفه الاجانب. منذ اليوم سننظر من بعيد كما يبدو الى ارض الشمس المشرقة في غروبها وكارثتها – وقلوبنا الحزينة خفاقة اليها. تعلمنا هذا الاسبوع أن نحب اليابان واليابانيين. اذا وجدنا مكانا في الرحلة الجوية هذه الليلة الى هونغ كونغ، فسنضطر الى ان نصاحبها منذ الآن من بعيد، وهذا لن يُقلل شيئا من القلق والخوف مما سيحل بها. نتذكر ضحايا الدمار الكثيرين الذين التقيناهم هذا الاسبوع في قرى المحيط، ونتذكر مناظر الدمار والسلوك النبيل الذي سلكه السكان في مواجهة كارثتهم، ونتذكر ضبط النفس الياباني في شوارع المدينة الذي استمر أمس ايضا. سلام عليك يا يابان، سلام والى اللقاء في السادسة بعد كارثتك الفظيعة التي تبين أمس نهائيا أنها ما تزال بعيدة عن نهايتها، وربما، والعياذ بالله، تكون بعيدة حتى عن ذروتها التي هي أفظع".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مستوطنات مُشعة
المصدر: "هآرتس ـ آري شبيط"
" يهتز هاتفي المحمول عدة مرات في الاسبوع: رسالة اخرى من جمعية ضغط "يشع". مرة اقتباس من كلام الوزير جدعون ساعر (يجب علينا أن نجدد البناء في يهودا والسامرة). ومرة اخرى اقتباس من كلام الوزير جلعاد أردان (ينبغي وقف تأخير مناقصات التسويق في يهودا والسامرة). ومرة ثالثة اقتباس من كلام عضو الكنيست زئيف ألكين (حان وقت البناء في مدن يهودا والسامرة). ومرة رابعة اقتباس من كلام عضو الكنيست ياريف ليفين (أطلب الى الحكومة والى الوزير اهود باراك الموافقة على البناء في مدن يهودا والسامرة فورا!). ومرة خامسة اقتباس من كلام الوزير موشيه يعلون (علينا أن نبني صادرين عن الحزن وان نطور مشروع الاستيطان في يهودا والسامرة).
اعتقدت في البداية ان الرسائل النصية فكاهة عيد المساخر. فلا يمكن ألا يكون ناس أذكياء مثل ساعر وأردان ويعلون ما زالوا لا يفهمون أي كارثة جلبتها علينا المستوطنات. ولا يمكن أن يكون المدير العام الذكي لمجلس "يشع" ما زال لا يفهم أي كارثة سيجلب علينا بناء آخر في المستوطنات. لا يمكن ان يكون المستوطنون ما زالوا يحلقون في الفضاء الخارجي.
لكنه بعد ست رسائل أو سبع أدركت ان الامر ليس فكاهة ولا عيد مساخر. فالمقطوعون في الحقيقة مقطوعون عن الواقع. والهاذون هاذون حتى النهاية. لم يتعلم اليمين شيئا ولم ينسَ شيئا، وما زال يحيا في كون موازٍ. لا مناص اذا. يجب علينا أن نرسل رسالة رد للرفاق من اليمين. فاليكم الرسالة.
تشبه المستوطنات محطة الطاقة الذرية في فوكوشيما: فهي مشروع عظيم الأبعاد مبني على نحو فخم أُقيم في المكان غير الصحيح بناء على افتراضات مخطوءة. وكما ان مُنشئي محطة الطاقة اليابانية لم يأخذوا في الحسبان ان الارض ستهتز ذات يوم بقوة 9 بحسب سلم ريختر، كان منشئو المستوطنات كذلك ايضا. وكما لم يأخذ منشئو محطة الطاقة اليابانية في الحسبان أن تسونامي سيضربها ذات يوم، كذلك كان منشئو المستوطنات. إن الارض قد رجفت هنا وهناك ايضا. وضرب التسونامي. وكما أصبحت محطة الطاقة في فوكوشيما كابوسا كذلك أصبح مشروع الاستيطان ايضا.
يجب علينا ان نقول الحقيقة وهي ان ليست المستوطنات هي التي أحدثت المواجهة الاسرائيلية الفلسطينية، وأن وقفها لن يُنهي الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. لكن المستوطنات تُصعد الصراع، واستمرار البناء في المستوطنات سيجعل اسرائيل تخسر فيه. لهذا يجب وقف المستوطنات لا من اجل السلام فحسب بل من اجل الأمن القومي. من اجل ضمان مستقبل اسرائيل وانقاذ الصهيونية.
يمكن ان يجادل بعضنا بعضا في الشأن الاخلاقي. سيقول اليسار إن المستوطنات غير اخلاقية على نحو واضح، وسيقول اليمين إن المستوطنات اخلاقية بصورة كبيرة. لكن لا يمكن أن يجادل بعضنا بعضا في شأن السياسة الواقعية. كسب المستوطنون المعركة على التلال لكنهم خسروا المعركة على العالم. لهذا فان المستوطنات اليوم تقع خارج جدار الشرعية الدولية. ولهذا تُخرج المستوطنات اليوم اسرائيل خارج جدار الشرعية الدولية. إن الغيم الاشعاعي لعدم الشرعية الذي يصعد من المستوطنات يتحرك نحو اسرائيل ويُعرض وجودها للخطر.
عندما بُنيت محطة طاقة فوكوشيما في السبعينيات كان يجوز الأمل أن تصمد لكل هزة ولكل طوفان. وعندما بُنيت المستوطنات في السبعينيات والثمانينيات كان يجوز الأمل أن تصمد لكل عاصفة سياسية. تبين اليوم أن الأملين تحطما. تبين ان الفروض الأساسية لشركة الكهرباء اليابانية والفروض الأساسية لغوش ايمونيم ليس لها أساس. فقد أفضت الى بناء صانعات طاقة كبيرة على خط منكسر لا يوجد أخطر منه.
لا يخطر في البال ان ينشيء اليابانيون بعد ما حدث مفاعلا سابعا وثامنا على الساحل. ولا يخطر في البال ان ينشيء الاسرائيليون بعد ما تبين مستوطنات اخرى على الجبل. المستقبل إزاء أعيننا: إن مشروعا ضخما أُنشيء قبل اربعين سنة يهدد الدولة التي انشأته. الاشعاع الصادر عنه هو اشعاع قاتل. حسبُنا رسائل أيها الرفاق. وحسبُنا تحليقا خارج الواقع. حان وقت تبريد المستوطنات واخمادها والبحث عن مصادر طاقة بديلة. حان الوقت للعودة الى البيت".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من سيبني المفاعل الذري
المصدر: "معاريف ـ هدار حوريش"
" كان التوقيت اشكاليا لكنه لم يكن عرضيا: ففي ذروة ازمة المفاعلات الذرية في اليابان ذكر رئيس شركة الكهرباء، يفتاح رون طال، الخطة التي تثير الفضول عند شركة الكهرباء لانشاء مفاعل ذري في النقب. تحدث رون طال في مؤتمر اجتماع النقب عن الخطة التي خُططت قبل زمن بعيد دونما صلة بطبيعة الامر بالكارثة في اليابان.
تم بحث رؤيا المفاعلات الذرية في النقب في حلقات مختلفة منذ عشرات السنين، وليس عرضا انها لم تترجم قط الى خطة محددة فلاسرائيل علاقات معقدة بالذرة. انها تعمل في بحث ذري متقدم وطورت بحسب نشرات اجنبية سلاحا ذريا لكنها تفعل كل ما تستطيع لمنع دول معادية من احراز هذا السلاح بل تحاول أن تسلب السلاح الذري في أيدي الدول العربية شرعيته.
في اطار سياسة الغموض المتعلق بمعاهد البحث الذري داخلها تمتنع اسرائيل عن التوقيع على الميثاق الدولي لمنع انتشار السلاح الذري. ليس لاسرائيل ما لم توقع على الميثاق أي أمل حقيقي في امتلاك مفاعل ذري حتى لو كان الحديث عن مفاعل من اجل انتاج الكهرباء. ليس الحديث فقط عن حاجز بيروقراطي. إن جهات سياسية – أمنية تخشى ايضا من أن زيادة النشاط الذري في اسرائيل قد يحث دولا اخرى في المنطقة على التزود بمفاعلات ذرية. تدل تجربة السنين الاخيرة في العالم على انه يمكن احيانا التغطية على التطوير الذري لأهداف عسكرية بأنه مشروع ساذج لاحتياجات سلمية.
لا تعوق هذه الحقائق شركة الكهرباء عن تقديم المبادرة لانشاء مفاعل ذري أول لانتاج الكهرباء، بفرض أن يوجد حل ما لمشكلة الانضمام الى الميثاق والتحفظات الاخرى من المشروع.
عند شركة الكهرباء دعوى قوية: وهي ان الوقود الذري هو الحل الأمثل لمشكلة التلوث التي تصاحب محروقات اخرى، وتأخير تطوير حلول ناجعة تعتمد على طاقات متجددة، ومشكلة نفاد المصادر الاخرى (المازوط والفحم والغاز). تزعم الشركة ان المفاعلات الذرية فقط تستطيع ان تضمن لاسرائيل تزويدا بالكهرباء آمنا نقيا زمنا طويلا.
أثارت الكارثة في اليابان من جديد الاختلاف في أمن المفاعلات الذرية، لكن خبراء الذرة يزعمون وبحق أن آلاف المفاعلات التي تعمل في أنحاء العالم الغربي برهنت على ان نسبة الحوادث الشديدة ضئيلة. ويقولون إن مستوى أمن المفاعلات يرتفع وأن المفاعل الحديث الذي ستشتريه اسرائيل سيكون أشد أمنا من جميع المفاعلات التي بُنيت حتى الآن. من المؤكد انه سيكون أشد أمنا من المفاعلات القديمة نسبيا التي أصيبت في كارثة التسونامي، التي هي ليست ذات صلة أصلا بمنطقة النقب حيث يفترض ان ينشأ المفاعل.
إن الذي يجب ان يقلق سكان اسرائيل حقا هو هوية الشركة التي تم انتخابها لانشاء المفاعل. الحديث في الحقيقة عن فحوص أولية فقط لكن الشركة المبادرة الى الفحوص المسبقة والتي تستثمر في تخطيط مشترك مع لجنة الطاقة الذرية، وتصرح عن نيتها انشاء المفاعل، هي شركة الكهرباء. تركز شركة الكهرباء بطبيعة الامر أفضل العلم الهندسي المطلوب لانشاء هذه المشاريع، لكن لا يجوز تمكينها من انشاء المفاعل: فالانتقال الى التكنولوجيا الذرية فرصة ذهبية لبدء تضييق الاحتكار البغيض السائد على تزويد الاقتصاد بالطاقة.
في الحقيقة ان شركة الكهرباء تزود بخدمة جيدة بحسب جميع المعايير، لكنها شركة مفلسة تجبي من المستهلكين ثمنا باهظا مقابل خدماتها. يسيطر على الشركة لجنة عمال زعراء لا تحجم عن أي شيء، تفضي الى تضخيم غير معقول لاجهزتها. يراوح عدد العمال الذين لا حاجة اليهم في الشركة، بحسب التقديرات الحكومية، بين ألف شخص الى ألفين، يحصلون على أجور من غير أن يُسهموا شيئا في الاقتصاد ومن اجل زبائن الشركة.
في عصر الانتقال الى شركات طاقة خاصة ومنافسة في انتاج الكهرباء، لا سبب يدعو الى إبقاء انتاج الكهرباء في يد الشركة الاحتكارية الحكومية: فانشاء المفاعلات على أيدي مبادرين خاصين سيُخرج بالتدريج شركة الكهرباء من أكثر نظم انتاج الكهرباء في الدولة، ويترك في يدها المجال الذي تعمل فيه باعتباره احتكارا طبيعيا ألا وهو نقل الكهرباء".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدام الحضارات
المصدر: "معاريف ـ جيل كابل"
" تناولت الغداء ذات مرة مع صموئيل هنتنغتون في هارفارد. كنت في شوق الى الحديث معه لانه استعمل كتابي الذي صدر في 1991، "انتقام الله"، في مقالته الشهيرة وفي الكتاب الذي تلاها، "صدام الحضارات". زعمت ان لصعود الحركات السياسية الدينية منذ السبعينيات فما تلاها جذور تُمكن المقارنة بينها في الاسلام واليهودية والنصرانية: فكلها نشأت ردا على نهاية العصر الصناعي، وكلها تتصل بالصوغ العالمي من جديد للهويات السياسية، التي انتقل فيها التأكيد من الخطاب الاجتماعي الى الخطاب الديني.
على نحو تناقضي، حصر هنتنغتون عنايته في الفصل الذي يتناول الاسلام، واستعمله لتطوير فكرته في شأن الصبغة الشاذة للحضارة الاسلامية؛ ولم يكن عنده اهتمام ببحث القوى المناقضة التي صارعت لاحراز الهيمنة على الخطاب السياسي الجديد ونافست مجموعات علمانية في السيطرة على القيم المركزية للمجتمع الاسلامي. فقد رأى ان الاسلام كان متجانسا و"آخر".
بعد ذلك بعدة سنين وقعت أحداث الحادي عشر من ايلول. قفزت مكانة هنتنغتون للمرة الثانية في وسائل الاعلام: فقد آمن كثيرون بأن ارهاب القاعدة برهن على ان هنتنغتون كان على حق لانه أوضح ان للاسلام بُعدا شموليا، وأن جماهير المؤمنين جميعا قد يسيرون على آثار اسامة بن لادن.
في اثناء ذلك كتبت كتابا آخر عنوانه "الجهاد"، وكان عنوانه الثانوي في النسخة الفرنسية الأصلية: "انتشار الاسلام وتهاويه". تجاوزت الترجمة الانجليزية التي نشرت في 2002 هذا المقطع. زعمت ان الاسلاموية باعتبارها عقيدة مبلورة حُكم عليها بالتهاوي لانها اشتملت داخلها على فصل حاد بين توجهين لا يمكن التأليف بينهما. فمن جهة المتطرفون، الذين استعملوا في محاولة لتجنيد الجماهير الى جانبهم عنفا أخذ يزداد لتأكيد ضعف السلطات – لكنهم وجدوا أنفسهم في نهاية الامر معزولين مُقصين. ومن جهة ثانية حول عدد أخذ يزداد من الاسلاميين تصورهم نحو الديمقراطية كما حدث في تركيا آنذاك.
لم تكن هذه الآراء بعد 11 ايلول شعبية جدا، ووجد في الصحافة الفرنسية من دعوا الى إقالتي من وظيفتي في الجامعة. فقد رأوا ان النظرية في شأن تهاوي الاسلاموية كانت تثير السخرية في حين أن صموئيل هنتنغتون كان يُرى شبه نبي.
بعد ذلك بعشر سنين ركب كثيرون موجة الثورات العربية الديمقراطية. إن نفس الاشخاص الذين مجّدوا هنتنغتون يصلبون الآن كتابه ويتهمونه بأنه ضللنا بأن زعم ان العرب والمسلمين "مختلفون" على نحو راديكالي؛ نعلم الآن أنهم مثلنا حقا: فهم يستعملون التويتر وهم يتصفحون الفيس بوك، وكانت الشخصية التي تُمثل الثورة المصرية لمدير منطقة الشرق الاوسط في غوغل.
تخلص المجتمع العربي المدني من اللعنة التي جثمت عليه: فقد انتقل من "إما ابن علي وإما ابن لادن" الى "لا ابن لادن ولا ابن علي". بلغت الثورات العربية مرحلة تجارب الميدان في تونس ومصر – عندما نحّت الطغاة – لكنها تجابه نفس الصعوبة مثلهم: فخطاب الديمقراطية وحقوق الانسان الذي صبغوا به تجنيد الجماهير لعمل سياسي، يجب الآن ان يواجه مشكلات اجتماعية مُلحة وأن يتوجه الى طبقات كبيرة من فقراء المدن الشباب والعاطلين.
اذا لم يحدث هذا فان الطبقات الوسطى العلمانية التي قادت الثورة في تونس وفي القاهرة ستشفي على خطر. حافظ الاسلاميون على ظهور ضئيل – حتى في مصر حيث للاخوان المسلمين أكبر شبكة وأشدها تنظيما لمؤسسات الزكاة والمساجد والجمعيات المحلية. لم يستطيعوا أن يهزموا الديمقراطيين فانضموا اليهم. يجب عليهم الآن البقاء في هذا المسار أو استغلال عدم ارتياح المسلوبين من اجل تقديم برنامج عملهم المعروف – "الاسلام هو الحل".
الاسلاميون الآن منقسمون على طول خط جيلي وعقائدي برغم انهم لم يختفوا من الشارع العربي. انهم يجدون أنفسهم، مع المجتمع كله، في لحظة حاسمة. يوجد لهذا صلة ضئيلة فقط بالمخططات العامة لصدام الحضارات، وصلة أكبر بالتنظيمات التي تنشأ من أسفل. جميع السياسات العربية محلية – وستُحسن معاهد البحث في الغرب الصنع اذا صرفت انتباها أكبر الى هذا الموضوع".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاتحاد الاوروبي والاحداث في جنوب البحر المتوسط
المصدر: " نظرة عليا ـ بقلم: شمعون شتاين"
" الاحداث التاريخية التي تعصف بالشرق الاوسط امسكت ايضا اعضاء الاتحاد الاوروبي في حالة المفاجأة والحرج. هذه المنطقة يعتبرها الجيران الاوروبيون كمنطقة مستقرة ظاهرا. وعليه، فقد حرص الحكام العرب الذين ساعدوا دول الاتحاد على تحقيق مصالحها، والتي تتمثل بتدفق منتظم للنفط والغاز، وقف انتشار الاسلام الراديكالي ومنع الهجرة غير القانونية.
حتى وان كانت من السابق لاوانه التقدير كيف ستنتهي الفترة الانتقالية يمكن القول ان عصر الاستقرار الوهمي وصل الى منتهاه. في هذا السياق تطرح عدة أسئلة حول مساهمة الاتحاد في الازمة وامكانية منعها، بالنسبة للاستنتاجات العمومية التي ستستخلص ردا على التغييرات التي تقف امامها المنطقة واثار التغييرات المحتملة على علاقات اسرائيل مع الاتحاد.
المنطلق الذي يوجه خطى الاتحاد في علاقاته مع المنطقة الجنوبية من البحر المتوسط والشرق الاوسط يفترض علاقات متبادلة بين أمن واستقرار اوروبا والواقع السائد في المنطقة. من هنا فان الاستقرار الامني، السياسي، الاقتصادي والاجتماعي لهذه المنطقة حيوي لغرض الحفاظ على استقرار وامن اوروبا. هذا الاعتراف هو الذي يقبع في أساس الاتفاقات المتبادلة التي وقعت على مدى السنين بين الاتحاد ودول المنطقة ومبادرة اعضاء البحر المتوسط في الاتحاد (اسبانيا، فرنسا وايطاليا) لاقامة (تشرين الثاني 1995) الاطار الذي حظي باسم "مسيرة برشلونة" التي تشارك فيها كل دول الاتحاد ودول البحر المتوسط من غير الاعضاء.
في هذا الاطار اتفق على اجراء اصلاحات بنيوية غايتها خلق نمو واماكن عمل من جهة، والدفع نحو التحول الديمقراطي، التعددية السياسية وتقدم حريات الفرد من جهة اخرى. فرضية العمل في السياق أعلاه كانت انه دون التحول الديمقراطي لن يكون ممكنا تجسيد هدف خلق استقرار سياسي وازدهار اقتصادي. العام 2010 تقرر كموعد لاقامة منطقة تجارة حرة (للبضائع والخدمات وليس للاشخاص) في البحر المتوسط يفترض أن تعبر عن تشديد التعاون والتكامل بين الاتحاد وجيرانه الجنوبيين.
سياسة الجيرة الاوروبية (ENP) التي بدأت في 2004 وكانت معدة لان تستكمل مسيرة برشلونة كان يفترض من خلال "خطة العمل" التي وقع عليها الاتحاد مع جيرانه، ان توثق التعاون في الطريق الى تحقيق الاهداف الاصلية.
مراجعة الوثائق التي وقعت تبين الالتزام الذي اخذته الدول المشاركة على عاتقها في مجالات حقوق الانسان وكذا في المجال الاقتصادي والمالي. وقد منح الاتحاد الامكانية لتجميد التعاون في حالة خرق قواعد اللعب الديمقراطية. وفي نظرة الى الوراء يمكن القول ان الاتحاد لم يستخدم هذا الحق رغم انه كان معروفا للجميع ان قواعد اللعب الديمقراطية وحقوق الانسان قد خرقت. وفضلا عن ذلك، فبينما في اطار سياسة الجيرة الاوروبية تقررت مقاييس لوتيرة التقدم في مجال الاصلاحات الاقتصادية، لم تتقرر مقاييس مشابهة لتنفيذ اصلاحات في المواضيع الداخلية، الامر الذي منح الحكام امكانية مواصلة تقييد الحريات والتعددية السياسية.
لاستكمال الصورة، يجدر بالذكر بان النزاع الاسرائيلي – العربي بشكل عام والاسرائيلي – الفلسطيني بشكل خاص منعا التقدم في جدول الاعمال الذي من أجله انطلقت مسيرة برشلونة التي لم يكن يفترض بها أن تحل محل اطار مؤتمر مدريد بل ان تستكمله. ومع مرور 13 سنة على مسيرة برشلونة قرر الرئيس ساركوزي اقامة اطار جديد (اتحاد البحر المتوسط)، ليحل محل مسيرة برشلونة، مثابة تغيير الاسم قد يغير الحظ. هذا الاطار ايضا لم ينجح في التغلب على العراقيل التي منعت التقدم في الماضي.
كل محاولة لاجراء ميزان لمسيرة برشلونة وملحقاتها، لا يمكنها الا ان تؤدي الى الاستنتاج بان الرؤية الاوروبية لم تصبح واقعا. فضلا عن الهذر الاوروبي في صالح الاصلاحات الاقتصادية والسياسية، لم يحقق الاتحاد – رغم الروافع التي في يديه – حتى ولا جزء صغير من جدول اعماله الطموح. فقد سمح لحكام الدول العربية بان تملي جدول الاعمال في ظل تفضيله التجاهل للمبادىء السامية التي سعى الى تقدمها في صالح الحفاظ على مصالحه وتقدمها. وهكذا، يمكن القول انه ساهم بدوره في التدهور.
في أعقاب الاحداث في تونس وفي مصر سارع زعماء الاتحاد للخروج في تصريحات القاسم المشترك بينها كان الاعتراف بالحاجة لتغيير السياسة. فضلا عن مد المساعدة الطارئة الانسانية، قرر زعماء الاتحاد (في اجتماع طارىء في 13 اذار) فحص عام لخطط التعاون والمساعدة القائمة مع الدول في المنطقة. في المدى المتوسط، في نية الاتحاد اقامة شراكة جديدة مع دول جنوب البحر المتوسط تحمل اسم "الشراكة للديمقراطية والازدهار المشترك). في اساس هذه الشراكة، منح مساعدة وحوافز لتلك الدول التي تعمل على تقدم الاصلاحات السياسية والاقتصادية. والنية تتجه الى بلورة اقتراحات ملموسة حتى شهر نيسان 2011 الموعد الذي ستجرى فيه المراجعة الشاملة لسياسة الجيرة الاوروبية.
الى جانب التعاطي مع آثار التغييرات على سياسته، اضطر الاتحاد الى التعاطي مع سفك الدماء في ليبيا على خلفية عناد حاكم ليبيا لعدم التخلي عن كرسيه. عدم القدرة على اتخاذ قرار بالنسبة لمعالجة اللاجئين الذين يدقون بابه، الصعوبة في الوصول الى توافق سريع بشأن فرض عقوبات على نظام القذافي، قرار ساركوزي، دون تنسيق مع زملائه في الاتحاد للاعتراف بالمجلس الثوري الليبي كممثل شرعي واستعداده (الى جانب رئيس وزراء بريطانيا، كمرون) النظر في عملية عسكرية، هي تعابير عن الصعوبة الكامنة في دول الاتحاد لبلورة سياسة خارجية وامن مشتركة. يتبين أن المصالح الوطنية تواصل توجيه خطى الدول الكبرى، على الاقل في المستقبل المنظور. مشكوك ان يكون في وسع ذلك ان يضع الاتحاد كلاعب جدي في الساحة الدولة.
التحولات التي ستمر بها الجارات الجنوبية في العقود القادمة (والتي نتائجها مغلفة بالغموض) تضع امام الاتحاد تحديا تاريخيا. هذا التحدي سيلزمه – اذا كانت نواياه جدية حقا – بان يكرس مقدرات بحجوم كبيرة بلا قياس لتلك التي خصصها حتى اليوم – وكذا تغيير انماط التعاون التي كانت متبعة حتى الان بثمن التخلي عن المصالح التي لم يكن مستعدا التخلي عنها حتى الان. لهذا الغرض يتعين عليه أن يستعد بشكل مغاير عن الشكل الذي يستعد من خلاله اليوم. فهل الاتحاد، الذي يمر اليوم بازمة اقتصادية – مالية نهايتها لا تلوح في الافق، سيتمكن بالفعل للتصدي لمهمة مساعدة جيرانه في خلق الظروف التي تسمح بقيام انظمة ديمقراطية؟ الايام ستروي لنا.
بسبب حجم المهمة واثارها العالمية، حسن يفعل الاتحاد اذا ما فحص امكانية التوصية لمنتدى ال جي 20، بان يأخذ على نفسه مهمة تنسيق الجهد الدولي لتقديم المساعدات الاقتصادية – المالية اللازمة. تخفيف العبء الاقتصادي، سيسمح له بالتركيز على المساعدة على تقدم الديمقراطية.
التغييرات المتوقع لدول البحر المتوسط للاتحاد لن تؤثر على انماط العمل المتبادلة مع اسرائيل. من السابق لاوانه التقدير كيف ستؤثر التغييرات المرتقبة في اطار منظمة اتحاد البحر المتوسط على مكانة اسرائيل. يجدر بالذكر ان النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، أثقل غير مرة على المباحثات، وكان أحد العوامل التي أدت الى شل النشاط. في اطار عملية استخلاص الدروس، سيتعين على الاتحاد ان يجد السبيل لتعطيل قدرة هذا الموضوع على المس بتقدم اهدافه. دون صلة بشكل معالجة النزاع في المستقبل، يشدد زعماء الاتحاد على الحاحية التقدم السريع في المسيرة السلمية الشرق اوسطية كمدماك هام في المساعي لتقدم الاستقرار الاقليمي. يمكن الافتراض بان التشديدات المختلفة في تقويم الوضع والاستنتاجات الناشئة عن ذلك ستزيد الخلافات السائدة بين الاتحاد واسرائيل في سلسلة من المواضيع السياسية المتعلقة بالتسوية الدائمة. وعليه فستكون هناك آثار سلبية على العلاقات الاسرائيلية مع الاتحاد".