ـ صباح ابيض.
ـ الحاخام يوسيف دعا في درسه الاسبوعي للتظاهر من اجل تحرير الجندي المخطوف.
ـ "نُصلي كي يخرج من هذا" (بن اليعيزر).
ـ دم بسبب الدين.
"معاريف":
ـ آلة الكذب الخاصة لرئيس قيادة باراك.
ـ عاصفة يورام.
ـ مستشار باراك، وثيقة هرباز والفحص الخاص على آلة الكذب.
ـ المبعوثون الخاصون: بيرس يسافر الى واشنطن، ميتشيل يعود الى المنطقة.
"هآرتس":
ـ نتنياهو اقترح على الاتحاد الوطني الانضمام الى الحكومة.
ـ وزير الداخلية يشاي أجّل طرد اطفال الاجانب.
ـ السماح لمستوطنين بالسيطرة على غرفة في منزل عائلة من شرقي القدس.
ـ طالبو لجوء من اريتريا يبنون الجدار في الجنوب.
ـ التأمين الوطني يقلص المساعدات للطلاب المعاقين.
ـ 13 قتيل في مواجهات بين المسيحيين والمسلمين في القاهرة.
ـ رغم الانتقاد: رئيس الوزراء عيّن عميدرور مستشارا للأمن القومي.
"اسرائيل اليوم":
ـ شتاء حقيقي.
ـ الابعاد تأجل، الجدال مستمر.
ـ الذروة لا تزال أمامنا (حالة الطقس).
نتنياهو يعين يميني متطرف مستشارا للأمن القومي
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تعيين اللواء في الإحتياط يعقوب عميدرور، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، رئيسا لمجلس الأمن القومي، بدلا من عوزي أراد الذي إستقال مطلع الأسبوع الماضي. ورد نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه على الانتقادات التي وجهت إليه على خلفية نيته تعيين عميدرور بالقول إن "عميدرور لا يخشى من التعبير عن رأيه بمهنية، ولديه خبرة كبيرة جدا وتجربة غنية في مجالات الجيش والأمن والإستراتيجية". وأضاف أن عميدرور "سيواصل قيادة مجلس الأمن القومي كهيئة مركزية في عملية رسم السياسات الوطنية والأمنية لاسرائيل". وبحسب الأنباء الاسرائيلية، سيتم طرح تعيين عميدرور في اجتماع مقبل للحكومة الإسرائيلية للتصديق عليه.
ويشار إلى أن عميدرور ينتمي إلى التيار الصهيوني الديني المتطرف، وأثار ضجة في الأسبوع الماضي على إثر كشف صحيفة "هآرتس" تصريحات قال فيها إنه يجب إطلاق رصاصة على رأس أي جندي يرفض تنفيذ أمرا عسكريا بالهجوم حتى ولو قتل بقربه زملاءه. ورد عميدرور على ذلك بالقول للإذاعة الإسرائيلية إن "هآرتس" تشن "حملة معادية للسامية ضدي". وذكرت تقارير اسرائيلية أن عميدرور سيكون خامس مستشار مقرب من نتنياهو يضع قلنسوة على رأسه وينتمي إلى التيار الصهيوني الديني. وقال موقع "يديعوت أحرونوت" الألكتروني إن عميدرور معروف أنه أحد الشخصيات اليمينية البارزة وأنه عبر مؤخرا عن تأييده لإعادة احتلال قطاع غزة. وتولى عميدرور في الماضي قيادة الكليات العسكرية وبينها كلية الأمن القومي وتسرح من الخدمة العسكرية برتبة لواء في العام 2002 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو اقترح على الاتحاد الوطني الانضمام الى الحكومة..
المصدر: "هآرتس – يوسي فيرتر"
" قُبيل عرض خطته السياسية الجديدة اقترح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالذات على كتلة اليمين المتطرف، "الاتحاد الوطني"، الانضمام الى الائتلاف والى الحكومة.
وأدار نتنياهو حتى وقت أخير مضى اتصالات ومحادثات مع رئيس الكتلة النائب يعقوب كاتس، بُحث فيها عن ارتباط كاتس، اوري اريئيل ويحتمل آريه الداد ايضا بالائتلاف. حاليا، فشلت الاتصالات لأن نتنياهو رفض الاستجابة لطلب كاتس بأن يعلن على الملأ عن بناء واسع في القدس وفي معاليه ادوميم.
نتنياهو لم يتوقع ولم يطلب من النائب الرابع في الكتلة، ميخائيل بن آري، المتماثل مع حركة "كاخ" ومع تراث مئير كهانا، الانضمام هو ايضا. في الاتصالات التي أُديرت بين نتنياهو ورجاله مع النائب كاتس ("كتسيلا")، جرى الحديث عن تعيين كاتس وزيرا في الحكومة وتلقيه حقيبة الرفاه أو حقيبة النقب والجليل.
يحتفظ بحقيبة الرفاه اليوم، مؤقتا، وزير الاتصالات موشيه كحلون. أما حقيبة النقب والجليل فموضوعة كأمانة في يد النائب الاول لرئيس الوزراء سلفان شالوم. هذه الحقيبة كانت مخصصة في الماضي لكتلة الاتحاد الوطني وعندما بقيت في خارج الحكومة، مع تشكيلها في 31 آذار 2009، نُقلت الى الوزير شالوم الذي يعمل ايضا كوزير للتعاون الاقليمي، تعويضا له عن هزال منصبه في الحكومة.
مصدر مقرب من رئيس الوزراء قال أمس إن الخطوة لم تتحقق لأن "نتنياهو هو رجل مباديء". ومع ذلك، ففي الساحة السياسية يعربون عن العجب كيف تستوي المحاولة لضم الاتحاد الوطني الى الحكومة مع النية المنسوبة الى نتنياهو بالمبادرة قريبا الى خطة سياسية بعيدة الأثر، تتضمن ايضا نقل مناطق اخرى الى السيطرة الفلسطينية.
رؤساء الاتحاد الوطني، بما فيهم كاتس، انتقدوا في الاشهر الاخيرة نتنياهو بشدة في خطابات ألقوها في الكنيست وفي المقابلات لوسائل الاعلام. وعلى هذه الخلفية ساد توتر شديد بين مكتب رئيس الوزراء وكاتس، واستعان نتنياهو برجال اتصال بمن فيهم المسؤول في مكتبه نتان ايشل لنقل الرسائل من والى كاتس. وتدعي مصادر سياسية بأن الخطوة التي فشلت – لضم اثنين – ثلاثة نواب آخرين من الجناح الأكثر يمينية في الكنيست الى الائتلاف الحالي الذي يعد 66 نائبا – تدل على أنه برأي نتنياهو ايضا زالت الاحتمالات لضم كديما، أو قسم منه، الى الحكومة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السماح لمستوطنين بالسيطرة على غرفة في منزل عائلة من شرقي القدس..
المصدر: "هآرتس – نير حسون"
" من المتوقع لمستوطني شرقي القدس أن يسيطروا يوم الاثنين على غرفة وساحة مؤدية الى بيت عائلة فلسطينية في حي رأس العامود. اخلاء العائلة من نصف البيت تحقق بعد معركة قضائية استمرت 11 سنة بين ممثلي المليونير الامريكي وسيد المستوطنين، ارفين موسكوفيتش، وبين عائلة حمد الله.
ويقع البيت في حي محاذ للمستوطنة الاسرائيلية الأكبر في قلب الحي الفلسطيني في شرقي القدس: مستوطنة معاليه زيتيم.
المستوطنة، التي في الاشهر الاخيرة انتهى اسكان القسم الثاني منها، تعد اليوم اكثر من مائة عائلة يهودية تسكن في نطاق محوط بسور في راس العامود. في الجوار آخذ في الاكتمال مشروع آخر من 14 وحدة سكن في مبنى كان يستخدم في الماضي مقرا للواء شرطة شاي.
المستوطنة، مثل الارض التي يوجد عليها بيت العائلة، بنيت على ارض اشتراها موسكوفتش في 1990 من جماعة حباد وجماعة فهلين، اللتين نالتا الارض بعد أن اثبتتا بانهما كانتا تملكانها قبل 1948. العائلة الفلسطينية تسكن في المكان منذ 1952. منذ العام 1992، يدير موسكوفتش، من خلال ممثليه في البلاد، صراعا قضائيا عنيدا لاخلاء العائلة من بيتها وذلك كي يكون ممكنا توسيع مستوطنة معاليه زيتيم. في 2005 قررت المحكمة المركزية في القدس بان على العائلة أن تخلي فقط جزءا من بيتها الذي اقيم في 1989، وذلك لانه على الاجزاء الاقدم يحل تقادم على دعوى المستوطنين.
في الاسابيع الاخيرة نجح المحامي ايتان جيفع، الذي يمثل موسكوفتش في أن يثبت لدائرة الاجراءات بان غرفة واحدة تستخدم غرفة نوم وساحة تحاذي البيت تندرج ضمن النطاق الذي قررت المحكمة بان على العائلة ان تخليها. المحامي شلومو لاكر، الذي يمثل ابناء العائلة يدعي بالمقابل بان هوية الملك الذي يتعين عليهم اخلاؤه مغلوطة – وانهم سبق أن اخلوا خم دجاج ومخزن قديم يندرجان في النطاق الذي قررته المحكمة. مهما يكن من أمر، فقد تقرر الاخلاء على يد دائرة الاجراءات في يوم الاثنين القريب القادم وأمس تلقت العائلة ايضا بلاغا من شرطة القدس بذلك في أن عليها أن تخلي المبنى.
في بيت العائلة يسكن 16 شخصا. في الغرفة التي يفترض أن تخلى يسكن أبوان وطفل. "ثلاثة اشخاص يعيشون في هذه الغرفة، نحن لا نعرف ما العمل. لم يعد يهمنا، صرت أتوق الى الموت"، قال خالد حمدالله: "يريدون أن يخلونا تماما. الشرطة معهم. القضاة معهم، إذن اين المنطق؟".
"المستوطنون قاموا بمناورة، المحامي جيفع رفع تصريحا مشفوعا بالقسم لا يتطابق مع قرار المحكمة"، قال المحامي لاكر. "هم سيخلونهم وسيدخلون عائلة وحارسين. فقد قاموا بمناورة كي يحققوا ما لم يحصلوا عليه من المحكمة على مدى 11 سنة. برأيي ببساطة يريدون ان يجعلوا لهم الموت كي يخلوا".
"التجربة في القدس الشرقية تثبت ان تصميم المستوطنين ووسائلهم الاقتصادية التي لا تنضب تقريبا تميل بالاغلب الى جني الثمار"، تقول اورلي نوي، نشيطة جمعية عير عميم التي تحاول مساعدة العائلة. "حرب استنزاف طويلة السنين يديرها المستوطنون ضد عائلة حمدالله تشير هي الاخرى الى جدية نواياهم. كل هذا، في قلب القدس الفلسطينية، في القلب الاكثر تفجرا للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني".
"لا خلاف في موضوع هوية الملك باستثناء خيال السيد لاكر"، قال معقبا المحامي جيفع. "توجد صور جوية واضحة مؤشر عليها المبنى الذي يجب اخلاؤه. العائلة يمكنها أن تدخل الى بيتها دون ازعاد وذلك لان القاطع المحاذي للبيت يندرج ضمن المساحة التي ينطبق عليها التقادم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيريز الى واشنطن وميتشيل يعود الى المنطقة..
المصدر: "معاريف ـ اريك بندر"
" يعتزم رئيس الدولة شمعون بيرس السفر في بداية الشهر القادم في مهمة سياسية شديدة الاهمية الى واشنطن، سيبحث فيها مع كبار المسؤولين الامريكيين في مستقبل المفاوضات مع الفلسطينيين. وبالمقابل، يعود الى المنطقة في الاسبوع القادم جورج ميتشل، المبعوث الخاص لاوباما الى الشرق الاوسط بعد اشهر طويلة لم يزر فيها البلاد.
في وزارة الخارجية وفي مقر الرئيس بدأت اتصالات اولية للتنسيق لبيرس لقاءات على المستوى السياسي الاعلى في الولايات المتحدة، بما في ذلك مع الرئيس براك اوباما، نائب الرئيس جو بايدن وكذا سناتوريين واعضاء كونغرس كبار. وأكد مكتب بيرس امس بانه يخطط للسفر الى واشنطن الا انهم قالوا في المكتب ان التفاصيل لم تتبلور بعد ولا يزال من غير المعروف ايضا مع من سيلتقي الرئيس.
وشددت اوساط مقر الرئيس على ان المبادرة للرحلة جاءت من جانب الرئيس بيرس وفي اعقاب طلبات رفعت له في هذا الموضوع. كما شددت هذه الاوساط على أن الرحلة منسقة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. واشارت هذه المصادر الى أنه في ضوء الهزة الارضية التي تجتاح الشرق الاوسط وعدم الاستقرار في اعقاب سقوط نظام مبارك، الاحداث في تونس، في ليبيا وفي دول الخليج والطريق المسدود في المفاوضات مع الفلسطينيين، فقد وجد الرئيس حاجة حيوية للخروج الى سلسلة لقاءات مع قيادة الادارة في الولايات المتحدة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذر الرمال في العيون
المصدر: "هآرتس"
"التصريح المشفوع بالقسم الذي رفعته الدولة الى محكمة العدل العليا وبموجبه تتعهد باخلاء كل البؤر الاستيطانية التي اقيمت على ارض فلسطينية خاصة، يجب أن يثير سؤالين على الاقل: لماذا تحتاج الدولة الى انتظار اوامر محكمة العدل العليا كي تعترف بعدم شرعية البؤر الاستيطانية، ولماذا عليها أن تنتظر حتى نهاية السنة المدنية كي تخليها؟
لدى الدولة توجد وثيقتان تدلان على عدم شرعية هذه البؤر. وفضلا عن ذلك، فان الحكومة نفسها تعهدت لمحكمة العدل العليا وللادارة الامريكية عدة مرات في العقد الاخير بان تعمل على هدمها. في بعض الحالات فقط أبدت الحكومة استعدادا للايفاء بتعهداتها، ولكن ضد كل مبنى هدم، سمحت ببناء المئات بل والالاف من وحدات السكن الجديدة، "سوغت" باجراءات ادارية قانونية العديد من البؤر الاستيطانية الاخرى، بل واعلنت عن نيتها عمل ذلك في المستقبل ايضا.
كقاعدة، عللت الحكومة اهمالها في أنه "على أي حال" يوشك على ان يوقع قريبا مع الفلسطينيين اتفاق دائم، وبالتالي لا معنى للمناكفة الزائدة مع المستوطنين. لو ان الحكومة اثبتت نية صادقة في دفع المفاوضات مع الفلسطينيين الى الامام، لو انها وافقت على تجميد البناء في المستوطنات، على حد طلب الادارة الامريكية، ولو انها غيرت سياسة الغمز للمستوطنين لكان ممكنا التعاطي بجدية مع زعمها. ولكن الان ايضا، عندما تزعم الحكومة أنها تسعى بالتزامها الى ان تقنع بجدية نيتها الحفاظ على القانون، فان التمديد الذي تأخذه لنفسها يجعل الشك في انها توشك على التملص منه.
قدر أكبر مما ينبغي من السنين والحكومات الاسرائيلية تهزأ بمحكمة العدل العليا في كل ما يتعلق بتطبيق القانون في المناطق، الامر الذي يضع قيد الخطر حكم القانون ليس فقط فيها بل وفي اسرائيل ايضا. قدر أكبر مما ينبغي من السنين ثبتت هذه البؤر الاستيطانية مكانة اسرائيل في العالم كاحتلال يتجاهل القانون الدولي. لا يمكن لاي قانون اسرائيلي يسعى الى فرض الرعب على اولئك الذين يدعون الى مقاطعة اسرائيل ان يصلح ذلك. التسامح والتفهم اللذين ابدتهما محكمة العدل العليا، الادارة المدنية والنيابة العامة تجاه سياسة الخداع لدى الحكومة لا يمكنهما ان يستمرا: البؤر الاستيطانية يجب ازالتها فورا. مستقبل اسرائيل متعلق بذلك".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رئيس وزراء في حالة شفاء
المصدر: "يديعوت أحرونوت – ايتان هابر"
" حديث في هذه الايام مع رئيس الوزراء لا يقل اثارة للاهتمام: بيبي نتنياهو يفهم جيدا الوضع السياسي – الداخلي، الامني والسياسي – الدولي، يحلل بمنطق فهيم وعلى ما يبدو سليم ايضا الاحداث التي تجري امام ناظرينا – و... حسنا تمر فكرة على الرأس، ما هي الاستنتاجات؟ ماذا، باسم الرب، ستقرر – وتنفذ؟
تحليل الوضع، مثلما يبدو على لسان رئيس الوزراء، يؤدي بالتأكيد الى استنتاج واحد: الزمن يعمل في طالح اسرائيل والرمل ينفد من الساعة. في الاشهر القريبة القادمة بانتظارنا اعلان من الامم المتحدة عن اقامة دولة فلسطينية، تفاقم في الوضع الامني وربما أيضا ضعضعة الاستقرار لاتفاقات السلام مع مصر والاردن، تفاقم محتمل في وضعنا بسبب قنبلة نووية في ايران، وأخيرا وليس آخرا ولعله الاهم – التآكل المتعاظم في مكانة اسرائيل في نظر الادارة في الولايات المتحدة. حسنا!!!
الاستنتاج السياسي الناشيء من تلقاء ذاته تقريبا في أعقاب تفاقم وضع ومكانة اسرائيل هو المسارعة الى استغلال الوقت لايجاد حل مع الفلسطينيين، ومحاولة شل فعالية العبوات الناسفة حولنا. برأي كثيرين، وبالتأكيد في الدول الغربية، فان نتنياهو ملزم بان يطير من الان فصاعدا في قطار الجبال وأن يهجر قطار الحقول. النور في نهاية النفق هو نور قطار مقترب، فليحفظنا الرب. حسنا!!!
من ناحية من يرى نفسه تلميذا لزئيف جابوتنسكي، من نتاج مدرسة حركة حيروت (وليس مناحيم بيغن، الذي لم يكن في أي وقت مضى محبوبا على عائلة نتنياهو) الاول في هذه اللحظة في "المعسكر الوطني" قطع نتنياهو شوطا طويلا: فهو يميل الى نسيان كلمات قصيدة "ضفتين للاردن" وعلى الاقل بروح الامور الاساسية كان بوسع بن غوريون، دايان، وحتى اسحق رابين ان يروا فيه تلميذا ممتازا.
في نظر قدامى في البلاد فان نتنياهو هو مبايي، من الايام التي رفع فيها مباي علم النشاط الامني. إذ انه لا يوجد أي احتمال في ان يكرر نتنياهو اقوالا سياسية من ولايته الاولى كرئيس للوزراء. هنا وهناك، حتى يعقوب حزان ومئير يعاري من مبام سيكونان من سيقول انه على يسار ميكونس واستر فيلنسكا (الحزب الشيوعي الاسرائيلي) كانوا سيوقعون على بعض من ارائه الحالية.
ماذا حصل له؟ حصل ما حصل تقريبا لكل رؤساء وزراء اسرائيل، وبالتأكيد منذ نهاية حرب يوم الغفران. نتنياهو، مثل اسحق شامير، مثل اسحق رابين، شمعون بيرس، ايهود باراك وبالتأكيد شارون واولمرت فهم قيود القوة العسكرية الاسرائيلية، مزاياها وبالاساس نقاط ضعفها – وكرئيس للوزراء لديه مسؤولية على مصير الدولة.
عملية الصحوة لدى نتنياهو يرافقها رجال "المعسكر الوطني"، ولا سيما سكان البلدان خلف الخط الاخضر، بسبع عيون: على مدى سنوات جيل، وطوروا خبرة استثنائية على حل الغاز قلب رئيس الوزراء. كل رئيس وزراء، وحقيقة أن نفسهم تنفر مؤخرا من نتنياهو هي الدليل الافضل على تغيير الميول في رأس رئيس الوزراء.
نتنياهو يتقشر، إذن، مثل البصل من قشور ايديولوجيته القديمة. المسيرة بطيئة، ومثلما في تقشير البصل ينطوي الامر على الدموع. والا ماذا؟ للمحيط، للشرق الاوسط، للعالم، لا يوجد وقت وصبر – وهكذا فان من شأنه أن يتأخر عن زمنه وعن نافذة الفرص، التي تغلق رويدا رويدا.
حسنا!!! يهتفون له من كل صوب، حسنا! هيا.
ولكن لنتنياهو يوجد زمن. فمسيرة الاشفاء تحتاج الى الوقت.
ملاحظة: اصدقاء مشتركون وكاولئك الذين يعرفون رئيس الوزراء يقولون، انه يخدعك. فنتنياهو، كما يقولون، يقول لكل واحد ما يريد أن يسمع. يحتمل أن يكون نعم، يحتمل ان يكون لا. لنرى كم من الوقت سيصمد اوباما في هذا "التوتر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الاسرائيلي يتنكر في الخليل
المصدر: "هآرتس ـ ألون عيدان"
"إن جولة على الأقدام في الخليل تصيبك بيأس ثقيل. في منطقة مغارة الماكفيلا (الحرم الابراهيمي)، في طرف الباحة المحاطة بجدار منخفض، ترى الدمار والخراب، وعلى الخصوص الفصل غير المعقول بين طوائف السكان. يشتمك اربعة اولاد صغار ربما كانوا في الثامنة أو في التاسعة، باللغة العربية كما في رد الفعل الانعكاسي المشروط. تبتسم نحوهم وتحاول أن تلغي السور الذي يفصل بينكم، فيُغيرون موقفهم بمرة واحدة. فيقتربون الى الجدار ويطلبون منك مالا. شاقلا واحدا يا سيدي، شاقلا واحدا.
بعد ذلك يزداد اليأس: فالشارع المركزي يبدو كأنه مأخوذ من مشهد نهاية فيلم آخر الزمان. حوانيت السوق مغلقة، ونوافذ البيوت مسدودة بشبك وقضبان، وثمة كتابات يهودية – قومية تحارب على الجدران كتابات اسلامية – قومية، فنجمة داود تُمحى لتصبح الصليب المعقوف، والصليب المعقوف يُمحى ليصبح "كهانا حي". ومن اجل التمكين للشذوذ عن الوضع السويّ، يقوم كل بضعة أمتار موقع عسكري محصن، يقف عنده جندي مع سلاح مُعد ونظرة تتحرك على المحور بين الملل والاستعداد.
الخليل هي مثال حي – أو أصح ان نقول ميت – للشكل الذي يبدو عليه مكان يائس، وللشكل الذي قد يُترجم فيه اليأس لموت. بالنسبة لزائر، هي في الأساس تضرب العينين: فثم سلسلة مشاهد كل واحد منها يثير فيك تداعيات تجب محاربتها ولا يكون ذلك بنجاح دائما.
يتبين الآن انهم في الجيش الاسرائيلي ايضا مشاركون في الشعور بالاختناق الذي تثيره التجربة الجمالية. يتبين أن الجيش اتخذ قرار أن يُغير "منظر" المدينة: ففي نصف السنة القريب ستُجرد عدة مواقع من صبغتها العسكرية، التي تشتمل من جملة ما تشتمل عليه على شبكات ستر من الحديد، ويُعاد بناؤها على نحو يجعلها تندمج في جمالية المباني المحلية في المدينة. قال عنصر عسكري إن "القصد هو الى اعادة بناء المواقع بحيث يكون لها منظر طبيعي في المدينة. فعلى سبيل المثال سيكون للمواقع بدل المواقف الحديدية ساتر من الحجارة يجعلها تندمج في المشهد المحلي. يجب ألا يشعر الناس بأنهم يعيشون داخل قاعدة عسكرية. هذا الاجراء سيُدخل الحياة الطبيعية ويخفض الصورة العسكرية".
إن قرار الجيش الاسرائيلي هو في الأساس اسرائيلي جدا. يكمن فيه عدد من الفروض والاستنتاجات التقليدية للمكان والعصر. الفرض الاول: أن الواقع لا يمكن أن يُغير تغييرا جوهريا؛ والفرض الثاني: أن الواقع يُحدث ضررا بكل ما يتعلق بالعلاقات العامة. والاستنتاج الثالث: أن الضرر يتعلق بجمالية المكان؛ والاستنتاج: ثمة حاجة الى تغيير شكل رؤية الناس للواقع. وباختصار تجب اعادة البناء.
الآن، وقد تم الحساب العسكري – المتعلق بالعلاقات العامة، فان الطاقة والوسائل تُستخدم كلها في العملية الجراحية التجميلية، برغم أن المريض يعاني ورما خبيثا. سيكون من الممكن في نهاية العملية التجول في المدينة من غير أن يُصيبك الكثير من اللسع في العين. عندما يأتي طلاب اسرائيل لجولة تراث في مدينة الآباء، سيشاهدون مواقع صغيرة غريبة على طول الشارع المركزي، لكن الساتر الحجري سيثير فيهم رائحة محلية فيتابعون طريقهم من غير أن يقفوا عند المظلمة أكثر من اللازم.
هذا عمل يدل جيدا على معنى مصطلح "الدفاع" عند "جيش الدفاع الاسرائيلي". فالدفاع، بحسب المعجم الاسرائيلي، هو في الأساس إخفاء للواقع. فالقوة المسيطرة تدفع المشكلة الى مكان لا تمكن مشاهدته. ومن اجل التمكين من الدفع، تصبغ القوة المسيطرة نفسها بألوان المكان وتختفي تحت جنح الظلام. يبقى الواقع كما كان، مجنونا يهدد بالانفجار. لكن الغريب اذا جاء الى المكان عرضا يستطيع أن يتابع النظر الى نفسه في المرآة عندما يعود الى البيت".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سرّي – .. ومن لا يُقاطع؟
المصدر: "هآرتس ـ يوسي ملمان"
" تحاول حكومة اسرائيل بتأخر كبير أن تدفع الى الأمام بقانون شامل، يحدد السياسة القومية تجاه ايران. يعمل في صياغة القانون مستشارون قانونيون لوزارات الحكومة. وهدف المباحثات هو "ملاءمة" قرارات الامم المتحدة التي تفرض عقوبات على ايران وملاءمة الدول الغربية التي أصبح لديها قوانين تمنع أو تُقيد الاتجار معها؛ يبدو أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الغرب التي لا يوجد في قوانينها تناول لهذه القضية.
اسرائيل في واقع الامر غير محتاجة الى قانون جديد. فهي تملك الآن ما يكفي من الوسائل القضائية والادارية – مثل قوانين الاتجار مع العدو التي تحظر الاتجار مع ايران، وقانون من 2008 يمنع الاستثمارات في اتحاد اجنبي يتاجر مع ايران. والمشكلة ان الدولة لا تطبق القانون الموجود.
تم الكشف في الماضي في هذا العمود الصحفي في عدة فرص عن نفاق اسرائيل في هذه القضية. ففي حين تدعو الجماعة الدولية الى فرض عقوبات على ايران وتشديد تلك التي تم تطبيقها، تظل اتحادات اسرائيلية وشبكات بل وشركات حكومية تُجري صفقات مع شركات دولية تتاجر مع ايران.
من جملة ما كُشف النقاب عنه صفقة لشركة الكهرباء مع الشركة الدانماركية "هالدور توبسي"، التي حظيت بامتياز التزويد بمصافي هوائية لمحطات توليد طاقة تعمل بالفحم في اسرائيل، بكلفة نحو من 200 مليون دولار. تبني "هالدور توبسي" في ايران مصفاتين للميثينول، ترميان من جملة ما ترميان اليه الى تمكينها من انتاج وقود للصواريخ.
على أثر النشر في صحيفة "هآرتس" طلبت عضو الكنيست ميري ريغف (الليكود) وقف الاتصال بالشركة الدانماركية. وعدت شركة الكهرباء بالفحص عن الموضوع، وكذلك فعل ايضا وزير البنى التحتية الوطنية، عوزي لنداو، المعروف بمواقفه المتشددة نحو ايران. لكنه يتبين الآن أن الوزير لنداو وشركة الكهرباء وفيها رئيسها الجديد اللواء (احتياط) يفتاح رون – طال اكتفيا برسالة فاترة من "هالدور توبسي" تُبين فيها انها تعمل بحسب قرارات الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي.
هذا صحيح. إن عقوبات الامم المتحدة أو الاتحاد الاوروبي لا تمنع الاستثمارات في صناعة الطاقة في ايران. لكن ألم يكن يتوقع أن تتشدد اسرائيل أكثر وتكون أكثر صرامة من الجماعة الدولية في هذا الشأن؟.
وحالة اخرى تغض فيها اسرائيل عينيها عن نشاط اتحاد دولي مصادِق لايران هو "سيمنز". فالاتحاد أكبر شريك لطهران في المانيا، ويستثمر من جملة ما يستثمر فيه في قطاع الطاقة هناك. والمانيا هي أكبر شريكة تجارية لايران في الاتحاد الاوروبي، إلا انه في السنة الماضية بلغ مقدار تصديرها الى اسرائيل 4.7 مليار يورو.
"سيمنز" مستهدِفة لمنظمات دولية مثل "أوقفوا القنبلة"، تُدير حملة جماهيرية لمضاءلة اتجار اوروبا مع ايران. وبرغم هذا تتمتع بمكانة قوية في السوق الاسرائيلية. قبل بضع سنين فازت بمناقصة كبيرة لشبكة المطارات. توجهت في حينه في هذا الشأن الى مستشار الامن القومي الدكتور عوزي أراد (الذي استقال في هذه الاثناء من عمله) والى مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لكنهما تجاهلا التوجهات ولم يفعلا شيئا.
ربما يمكن أن نُبين ان الصلة الوثيقة بـ "سيمنز" قد تكون مكافأة اسرائيلية. وقد نشرت اشارات تُقوي هذا التقدير في وسائل الاعلام الدولية. ورد فيها انه قد يكون الاتحاد الصناعي الالماني قد تعاون سراً مع استخبارات المانيا والولايات المتحدة واسرائيل للتمكين من إدخال فيروس الحواسيب الفتاك "ستوك سينت" في برامج الحواسيب. وقد أصاب الفيروس نظم رقابة وسيطرة من انتاج "سيمنز" تم تركيبها على الحواسيب الايرانية التي تراقب مواقع مثل المفاعل الذري في بوشهر ومصنع تخصيب اليورانيوم في نتانز.
البنك الذري
في الفترة الاخيرة زاد نشطاء جمهور في الولايات المتحدة وفي المانيا ولا سيما "أوقفوا القنبلة"، الضغط على حكومة انجيلا ميركل لتعمل على اغلاق بنك التجارة الاوروبي – الايراني (إي.آي.اتش) ومركزه في هامبورغ. يعمل البنك منذ سنين باعتباره ذراع التمويل الرئيسة لايران في اوروبا لنشاطاتها السرية. وهو في الحقيقة يُعد بنكا المانيا يراقبه البنك المركزي الالماني، لكنه مملوك للبنوك الايرانية الاربعة الكبرى، التي هي مملوكة كلها للحكومة.
زادت أهميته بالنسبة لاقتصاد ايران، وبخاصة للبرنامج الذري وبرنامج الصواريخ، في السنين الاخيرة لأن أكثر البنوك في المانيا، كما هي الحال في سائر دول الغرب، لا تسارع الى عقد صفقات مع ايران وتراكم صعوبات على التزويد باعتمادات لصفقات مع الدولة، خوفا من أن تُصبح هدفا لاحتجاج جماهيري وعقوبات من الادارة الامريكية.
يبذل الـ "إي.آي.اتش" من جملة ما يبذل اعتمادات لشبكات شراء تابعة لايران تعمل سرا في أنحاء العالم، من اجل شراء معدات ومواد لبرنامجي الذرة والصواريخ الايرانيين. بحسب تقارير لم يكن من الممكن بطبيعة الامر توثيقها، حول البنك ايضا مالا لمن يُعتبرون "جبهة" منظمات ارهاب في الشرق الاوسط.
تمنع حكومة الولايات المتحدة شركات ومواطنين امريكيين اجراء أي صلة به. "يعمل إي.آي.اتش باعتباره أنبوب الحياة المالي المركزي لايران، وهو واحد من أبواب الدخول الوحيدة التي بقيت عند ايران الى النظام المالي الاوروبي"، ورد مؤخرا في اعلان عن وزارة المالية الامريكية. وقع 11 من السناتورات الامريكيين على عريضة الى وزير الخارجية الالماني طالبين أن يوقف عمل البنك لكن عبثا.
أوضح متحدثون عن حكومة المانيا في محادثات خلفية انهم لن يستجيبوا لمطالب اغلاق البنك أو مضاءلته لانه يظهر فقط في قائمة الادارة الامريكية السوداء. مع تفكير ثان يمكن ان نقول إن حكومة المانيا على حق. فلماذا تحرص على تحديد العلاقات بايران أكثر مما تفعل حكومة اسرائيل؟".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضرب الرأس بالحائط
المصدر: "معاريف ـ نداف هعتسني"
" صرّح رئيس الحكومة في الاسبوع الماضي في كتلة الليكود بأنه لا ينوي "ضرب الرأس بالحائط". وبهذا علل للاستمرار في تجميد البناء في يهودا والسامرة والقدس، وحاول أن يُمهد للانكماش السياسي القادم الذي يخطط له للزمن القريب. اجل، لبنيامين نتنياهو تراث مجيد من عدم ضرب الرأس بالحائط، وكان من نتيجة ذلك أن وقع على اتفاقي الخليل و "واي" المجيدين مع ياسر عرفات. ولهذا بقي ايضا في حكومة شارون حتى الدقيقة التاسعة والثمانين، ومكّن من الطرد والاقتلاع وشارك في انشاء دولة الارهاب في غزة.
للاسباب نفسها يحرص نتنياهو على الانكماش في كل مجال وشأن، إزاء كل استطلاع عابر للرأي، حتى لو خالف ذلك تصوره العام والتزامه للناخبين. لهذا حان وقت أن يأخذ بنيامين نتنياهو عشر دقائق ويتذكر كيف تم انجاز انجازات الحركة الصهيونية ودولة اسرائيل. سيتبين له مرة اخرى أن كل ما لنا اليوم ينبع فقط من "ضرب الرأس بالحائط".
كان أول من ضربوا رؤوسهم بالحائط بنيامين زئيف هرتسل. فالفكرة التي أبدعها في نهاية القرن التاسع عشر، بانشاء دولة يهودية في مناطق سيادة الدولة التركية في فلسطين، كانت هاذية ببساطة. وعندما حاول هرتسل ذات مرة أن يكون واقعيا ووافق على انشاء دولة يهودية في اوغندا، جاء أكثر المؤتمر الصهيوني وأعاده الى مسار ضرب الرأس بالحائط. والنتائج معروفة.
لكن طريقا آخر موجود في ينابيع حركة رئيس الحكومة وبيت أبيه. الشعار موجود في نشيد البيتار حيث يظهر السطر الانتحاري "الموت أو احتلال الجبل"، الذي قاد أجيالا من طلاب جابوتنسكي الى ضرب رؤوسهم بالحائط. لكنكم تعلمون ان جابوتنسكي كان على حق طوال الطريق. من التحذير من البقاء في اوروبا الى الحائط الحديدي وفي التوجه نحو أمم العالم.
يجمُل بنتنياهو أن يتذكر ايضا اجراءات دافيد بن غوريون غير المتزنة. فقد كان بن غوريون هو الذي بت الأمر مؤيدا اعلان الدولة مخالفا جميع التقديرات العسكرية والسياسية "الواقعية" التي عُرضت على مجلس الشعب. حذّرت الولايات المتحدة وهددت على الاعلان، وأشار خبراء ومحللون الى الضعف العسكري للاستيطان اليهودي، لكن بن غوريون كان مصمما على ضرب الرأس بالحائط وإحداث المسار التاريخي. وقد سن في آذار 1955 ايضا مصطلح "أوم شاموم" (أمم متحدة جوفاء)، ووجه قائلا: "ليس مهما ما يقوله الأغيار المهم ما يفعله اليهود".
صحيح أننا نواجه اليوم تحالفا عالميا معاديا، لكن لا يمكن ان نقول إن صعوبات الجيل الحالي تفوق صعوبات الهجرة الاولى، أو ايام انشاء الصهيونية أو ما كان عشية اقامة الدولة. كل من وهنت يداه، يحسن ان يستمد التشجيع من الانجازات المدهشة لـ 130 سنة من ضرب الصهيونية رأسها بالحائط. ويحسن ايضا أن يفحص عما حصدته 18 سنة من السير في مسار "السياسة الواقعية" لمن يشيرون اليوم على نتنياهو ان يكون "واقعيا".
اجل، منذ 1993 غيّرت دولة اسرائيل اتجاهها وكفّت عن ضرب رأسها بالحائط. وقد أدمنت رؤيا الشرق الاوسط الجديد لشمعون بيرس، ووعود اريئيل شارون بأنها تستطيع "الانفصال" عن مشاكلها، والتحليلات المزورة لصورة العالم العربي وللعالم الغربي الذي هو دعامة. غير أننا كلما طاردنا الشرعية العالمية أكثر ابتعدت عنا أكثر. وكلما تنازلنا وخاطرنا أكثر، طُلب الينا أن نجعل حقيقة وجودنا تحت علامة سؤال. لم يبق سوى أن نستمر في "ضرب الرأس بالحائط" اذا كنا نرغب في الحفاظ على الجسم كله".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطة سياسية: عودة الى النبضات
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"
" الخطة التي تنشر هذه الايام في وسائل الاعلام، والتي تصف المبادىء التي يسعى نتنياهو الى عرضها في الكونغرس الامريكي قريبا، هي، اغلب الظن، حدود التنازلات الحالية لرئيس الوزراء. فقد كان يرغب في الوصول الى السلام في فترات زمنية طويلة جدا، في ظل ابقاء جزء هام من الضفة الغربية في ايدينا. يحتمل أن يكون يؤمن بانه في مكان ما هناك يوجد زعماء فلسطينيون سيكونون مستعدين لمثل هذه الخطة ـ بدون تقسيم القدس الشرقية وبدون حل رمزي لموضوع اللاجئين – ولكن واضح له ان اليوم لا يوجد لهذا أي احتمال.
وعليه فان نتنياهو مستعد الان لتسوية انتقالية وهكذا فانه يشير الى تغيير في خطه المبدئي، الذي بموجبه لن يوافق على تنازلات اقليمية جزئية على مدى الزمن لان اسرائيل من شأنها ان تجد نفسها تتنازل وتتنازل دون ان تصل الى انهاء النزاع ودون أن تضمن لنفسها بضعة امور مبدئية حيوية في نظره لامنها.
ظاهرا، اسرائيل وم.ت.ف على حد سواء قبلتا بخريطة الطريق في 2002، والمرحلة الثانية في هذه الخريطة هي خيار الدولة الفلسطينية في حدود مؤقتة. ولكن الفلسطينيين يشددون على أن هذا خيار ومسموح لهم رفضه. وهم يخشون من ان تتحول الحدود المؤقتة الى دائمة، والعالم يكتفي بذلك ويشطب عن جدول أعماله المشكلة الفلسطينية. يوجد بينهم من يقول انهم سيوافقون فقط اذا ما عرضت اسرائيل الخطوط العامة للحل الدائم وجدول زمني لتطبيقه.
نتنياهو لا يعتزم ان يعرض على الفلسطينيين افقا كهذا، وذلك لانه اذا ما فصل امامهم فكرته الحقيقة، فانهم لن يفكروا بالاكتفاء بالحدود المؤقتة. ولكن رئيس الوزراء يشعر بانه ملزم بعمل شيء ما، لا سيما بعد الفيتو الامريكي في مجلس الامن، واذا ما وقف حقا امام مجلسي النواب، فانه لن يكون بوسعه أن يكتفي بشكل اقل دراماتيكية. اذا كان كل ما سيفعله هو أن يعرض الدولة الفلسطينية في حدود مؤقتة، بعد أن رفضها الفلسطينيون، فسيكون من الصعب اثارة اهتمام احد بذلك، ومن المعقول الافتراض ان التعقيب العام سيكون الجبل تمخص فولد فأرا: نتنياهو يسعى الى أن يسجل العالم امامه بانه مستعد لتنفيذ المرحلة الثانية من خريطة الطريق فقط كي يرفع العتب عن المبادرة السياسية، انطلاقا من المعرفة الواضحة المسبقة بان الفلسطينيين لن يوافقوا على ذلك. المكسب والنجاة لن ينبعا من هذه الخطوة العابثة.
اذا لم يكن رئيس الوزراء مستعدا لان يدفع الثمن الحقيقي للاتفاق الدائم، واذا كان غير معني بخطوة مثل "مدريد 2" لبدء مفاوضات موازية مع م.ت.ف وسوريا؛ اذا كان كل ما مستعد نتنياهو له هو انسحاب اضافي في الضفة الغربية، وتسهيلات معينة للفلسطينيين – فان السبيل الوحيد لعمل ذلك هو بطريقة "من الظهر الى الظهر".
نتنياهو يمكنه أن يظهر في الكونغرس (او حتى في الكنيست) ويعلن عن استعداده لتطبيق "النبضة الثالثة" من الاتفاق الانتقالي في 1995. نحن لا نزال ملزمين بذلك للفلسطينيين (أتذكرون ان حكومة نتنياهو الاولى قررت في 1998 بان هذه النبضة لن تكون اكبر من 1 في المائة؟) وعليها أن تتضمن بضع عشرات في المائة. هذا الانسحاب سيكون من الضروري تنسيقه مع الفلسطينيين، ولكن لا حاجة لتلقي موافقتهم على حجمه، اما الفلسطينيون فيمكنهم ان يقرروا اذا كانوا في المنطقة التي تحت سيطرتهم يرغبون في ان يعلنوا، حتى وان كان من طرف واحد، دولة. بعيد عن السلام، افضل من الجمود".