عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
"معاريف":
ـ المبادرة والثمن – ماذا يقف خلف فيتو اوباما.
ـ الدومينو في العالم العربي: أحدث صورة للوضع.
ـ حبل نجاة من اوباما.
ـ الفيتو الـ 51 والأخير.
ـ يحلبوننا.
ـ النواب يتجندون من اجل اشكنازي.
"هآرتس":
ـ اوباما يستخدم الفيتو على شجب اسرائيل لاول مرة.
ـ تعزيز طوق العزلة.
ـ عشرات القتلى في ليبيا، في البحرين وفي اليمن مع انتشار الاحتجاج في العالم العربي.
ـ الجنود الامريكيون لا يريدون مغادرة البحرين.
ـ حتى بعد سقوط مبارك، الشعب يُصر على مطالبه.
ـ الغرب يتمنى بقاء الزعيم اليمني.
ـ الخطوة التالية للسلطة: التنديد باسرائيل في الجمعية العمومية.
"يديعوت احرونوت":
ـ شاليط في الاسر: 1700 يوم.. 243 اسبوع.. 41 ألف ساعة.. 2.5 مليون دقيقة
ـ في ظل عدم وجود حكومة.
ـ مروّج الكراهية يعود الى القاهرة.
ـ ليبيا: مروحيات تطلق النار على المتظاهرين.
ـ جيش الدفاع عن الغاز.
ـ اختبار امريكي.
ـ سبب القتل: الغيرة.
ـ أغيار المخابرات.. الهدف: عملاء في المجتمع العربي.. الوسيلة: الزواج والانجاب.
"إسرائيل اليوم":
ـ الفيتو الامريكي: في اسرائيل راضون، في السلطة غاضبون.
ـ المواصلات العامة ستخفض 10 في المائة؛ تقليص عرضي 1 في المائة في الوزارات.
ـ في النهاية، اوباما استخدم الفيتو.
ـ "القذافي يذبحنا".
ـ التخوف: اليمن سينشق مرة اخرى.
ـ الشيعة ضد الملك.
ـ الاردن والكويت على شفا الغليان ايضا.
نتانياهو : ارسال سفينتين حربيتين ايرانيتين الى المتوسط امر "خطير"
المصدر: "الإذاعة الاسرائيلية"
" قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان اسرائيل تعتبر
ارسال سفينتين حربيتين ايرانيتين الى البحر المتوسط امرا "خطيرا"، مع توقع
وصول السفينتين الى قناة السويس قريبا.
وقال نتانياهو في تصريحات نقلتها الاذاعة الاسرائيلية العامة خلال اجتماع
حكومته الاسبوعي "ايران تحاول الاستفادة من الوضع غير المستقر لتوسيع
نفوذها من خلال ارسال سفينتين حربيتين الى قناة السويس وتعتبر اسرائيل هذا
التحرك خطيرا".
ماذا يريد اوباما ثمنا للفيتو
المصدر: "معاريف – ايلي بردنشتاين"
" أول فيتو يستخدمه الرئيس الامريكي براك اوباما منذ تسلمه مهام منصبه،
اختار أن يستخدمه في مجلس الأمن في الامم المتحدة، فينقذ بذلك اسرائيل من
بيان شجب غير مسبوق حول استمرار البناء في المستوطنات. ولكن بعد عدة دقائق
من التصويت سارعوا في ادارة اوباما الى الايضاح: "نحن نواصل الشجب بكل حزم
مواصلة البناء في المستوطنات". والآن تطرح عدة اسئلة بالنسبة للفيتو الذي
استُخدم وعلى رأسها: هل رئيس الوزراء نتنياهو تعهد بتسديد ثمن بادرة اوباما
الطيبة بسبيل ما على المستوى السياسي حيال الفلسطينيين؟.
في الولايات المتحدة أملوا حتى اللحظة الأخيرة في الامتناع عما اعتُبر
مخرجا دبلوماسيا أخيرا: استخدام الفيتو على قرار لمجلس الامن يصف البناء في
المستوطنات بأنه غير شرعي. ولكن في يوم الجمعة فهموا في واشنطن ايضا بأنه
لا يوجد سبيل آخر، بعد ان أعلنت 14 دولة عضو في مجلس الامن، بما فيها
بريطانيا وفرنسا، بأنها ستؤيد الشجب. في نهاية المطاف وقفت السفيرة
الامريكية في الامم المتحدة، سوزان رايس، وحدها أمام الاعضاء الآخرين في
المجلس وكانت الوحيدة التي عارضت مشروع القرار.
جهود كبيرة
قبل اسابيع من التصويت لم يكن واضحا لأحد في القدس اذا كانت الولايات
المتحدة ستستخدم الفيتو بالفعل. واعتقدت محافل سياسية في اسرائيل بأن
واشنطن ستجد صعوبة في اتخاذ قرار بالنسبة للبيان الذي يُعبر عن الموقف
الرسمي لادارة اوباما في موضوع المستوطنات.
يوم الخميس مساء (في التوقيت الاسرائيلي)، بات كل شيء أكثر وضوحا: اوباما
سيستخدم الفيتو ضد القرار. في حديث جرى بين اوباما وأبو مازن، رئيس السلطة
الفلسطينية، اقترح الرئيس الامريكي بديل يتمثل بـ "تصريح رئاسي" من رئيس
مجلس الأمن البرازيلي ضد البناء في المستوطنات. وأعلن أبو مازن بأنه سيعقد
اجتماعا لقادة م.ت.ف يوم الجمعة وسيتخذ القرار في هذا الشأن. وأعلن
الفلسطينيون بأنهم سيرفعون مشروع قرارهم – رغم التخوف من فيتو امريكي.
وبالتوازي مع المساعي الامريكية لاقناع الفلسطينيين بعدم رفع مشروع قرارهم،
بذل مكتب رئيس الوزراء جهودا كبيرة كي يضمن الفيتو. وتلقى نتنياهو وعدا من
وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بالفيتو. رئيس فريق نتنياهو
للمفاوضات مع الفلسطينيين، المحامي اسحق مولكو، تحدث مع مسؤولين كبار في
البيت الابيض بمن فيهم أغلب الظن دنيس روس أيضا. رئيس قيادة الامن القومي،
د. عوزي اراد، تحدث مع نظيره الامريكي، تيم دونولن. كما تحدث نتنياهو مع
الرئيس الروسي ديمتري مدفديف ورئيس وزراء بريطانيا دافيد كمرون، اللذين
دولتاهما هما عضوان دائمان في مجلس الامن. كما تحدث وزير الخارجية افيغدور
ليبرمان مع عدد من وزراء الخارجية الاوروبيين وعمل الوفد الاسرائيلي الى
الامم المتحدة حيال مكتب السفيرة رايس.
ولكن القرار الامريكي باستخدام الفيتو يتعلق بالمصالح الامريكية الداخلية –
وليس فقط بالضغط الاسرائيلي. ويدور الحديث ضمن امور اخرى عن الضغط السياسي
الكبير الذي مارسه على اوباما زعماء ديمقراطيون وجمهوريون انتقدوا اجراء
الرئيس مفاوضات مع الفلسطينيين حول البدائل.
وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس لـ "معاريف" امس ان "الولايات
المتحدة استخدمت الفيتو انطلاقا من مصالحها الداخلية. في اللحظة التي يقر
فيها مثل هذا القرار في مجلس الامن، تفقد واشنطن ريادتها في المسيرة
السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين".
رغم الفيتو، فان الموقف الامريكي لم يتغير في موضوع المستوطنات. وبعد
النقاش قالت كلينتون: "يمكن القول بوضوح تام ان السياسة الامريكية منذ
سنوات عديدة هي أن المستوطنات غير شرعية". اما السفيرة رايس فقالت: "نحن
نواصل الشجب بحزم استمرار البناء في المستوطنات، ونرى فيها تقويضا
للاستقرار في المنطقة. استمرار النشاط في المستوطنات يخرق التعهدات الدولية
لاسرائيل، يزرع الدمار بين الطرفين ويخرب على فرص السلام".
شكر من نتنياهو
بعد استخدام الفيتو سارع نتنياهو الى توجيه الشكر للرئيس اوباما. في بيان
صدر عن مكتب رئيس الوزراء ليل السبت جاء ان "اسرائيل تبقى ملتزمة بتقدم
السلام الاقليمي مع كل جيرانها، وعلى رأسهم الفلسطينيون". وحسب رئيس
الوزراء فان قرار الولايات المتحدة يوضح بان الطريق الوحيد الى السلام هو
عبر المفاوضات المباشرة، وليس من خلال قرارات الهيئات الدولية.
نائب وزير الخارجية داني ايالون قال امس لـ "معاريف" ان "المحاولات
المتكررة من الفلسطينيين بتجاوز المفاوضات المباشرة وفرض حل محكومة بالفشل.
عليهم ان يوقفوا الهجمات السياسية على اسرائيل وان يستأنفوا المحادثات".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عملاء في المجتمع العربي والوسيلة: الزواج والانجاب..
المصدر: "يديعوت أحرونوت – عكيفا نوفيك"
"زوجك ليس من تعتقدين. فهو ليس عربيا. زوجك يهودي كان في مهمة بعثه اليها
جهاز الامن الى داخل قريتكم. صحيح أنكما تزوجتما وانجبتما اطفالا، الا انه
شخص آخر يختلف عن كل ما تعرفينه عنه". هذه البشرى تلقتها بضع نساء عربيات –
اسرائيليات من رئيس بعثة الموساد في فرنسا في العام 1964. وهكذا اكتشفت
النساء بان آباء اطفالهن يخدمون في وحدة المستعربين السرية لاسرائيل.
نحو عشرة رجال يهود اختلطوا في السنوات الاولى للدولة في القرى العربية في
اسرائيل، تزوجوا من نساء عربيات بل وانجبوا منهن اطفالا – وكله في الوقت
الذي خدموا فيه قوات الامن الاسرائيلية. وكان الشباب جزءا من وحدة
المستعربين السرية التابعة لجهاز الامن العام "الشاباك" ـ المخابرات، والتي
حلت بعد نحو عقد من ذلك. في حينه اكتشفت النساء بان ازواجهن ضللوهن.
معظمهن تهودن وعشن في اسرائيل كيهوديات، اما ابناؤهن فقد اعترف بهم كيهود
دون اجراء تهويد رسمي.
وحدة المستعربين تشكلت في 1952 وكان هدفها الانخراط في القرى العربية في
اسرائيل. لم تكن هناك حاجة استخبارية حقيقية ومحددة ينقلها المتسللون –
وكان يفترض بهم أن يعملوا فقط عند نشوب حرب شاملة، ويقرر عرب البلاد
الانضمام الى العدو. في رئاسة الوحدة وقف مسؤول كبير في المخابرات يدعى
شموئيل (سامي) موريا، مهاجر من العراق ذو تجربة كبيرة في تهريب اليهود الى
البلاد. وللمهمة الخاصة جند مورية نحو عشرة يهود من أصل عراقي، كانت لهم
مهمة غير بسيطة: ان يكونوا فلسطينيين.
حياة مزدوجة وقصة غطاء
تأهيل العملاء استغرق نحو سنة، في اثنائها تعلموا الحياة الفلسطينية، حفظوا
القرآن وتعلموا فنيات التجسس في قاعدة الاستخبارات قرب الرملة. ومع
احتفاظهم بالهوية الجديدة وقصة غطاء مفصلة، ارسل الشباب الى القرى والمدن.
وقد اتخذوا صورة لاجئي 48 يعودون الى البلاد، واختلطوا جيدا في محيطهم
الجديد. وفي هذه الاثناء لم يعرف ابناء عائلاتهم في اسرائيل ماذا يعملون
واين يسكنون، وكان محظورا عليهم محاولة استيضاح تفاصيل عنهم.
بعد ان انخرطوا في الحياة العربية، توقع منهم وجهاء القرى أن يجدوا لانفسهم
عرائس كما هو دارج. واعتقد القلائل في قيادة المخابرات ممن كانوا يعرفون
السر بان من المناسب ان يتزوج الشباب لغرض نجاح الحملة. ومع ذلك قرروا
ابقاء القرار في ذلك في يد المستعربين أنفسهم. وبالفعل فقد تزوج معظمهم من
نساء عربيات شابات، دون أن تعرفن هوياتهم الحقيقية. ويقول موريا: "لشبابنا
لم يكن ببساطة خيار. فقد كان مشبوها ان يتجول شبان مليئون بالحيوية وحيدين
دون زوجات. عندما بعثنا بهم الى المهمة لم نأمرهم بالزواج، ولكن كان واضحا
لدى الطرفين بان هناك مثل هذا التوقع، وان هذا سيجعل العمل يسير على نحو
افضل".
شمعون (اسم مستعار)، شقيق المستعرب مئير كوهين (هو الاخر مستعار)، يروي
بانه في البداية لم يعرف شيئا عن عمل اخيه. وعلى مدى سنوات طويلة كان يلتقي
كل شهر مندوب من الجهاز، يصل الى منزل العائلة كي يعطيها راتب مئير دون أن
يكشف لهم أي معلومات عن مكان وجوده ومهمته.
ويتذكر شمعون بانه عندما "انكشف كل شيء فجأة جاء مئير الي وروى لي كل
القصة. عن قصة غطائه، عن الحياة المزدوجة. وقد صدمنا. في نظرة الى الوراء
علمن أن مئير وصل الى مدينة يافا كمعلم، وهناك تعرف على ليلى، العربية
المسيحية التي كانت تتعلم في مدرسة الراهبات في يافا. وعرض مئير نفسه
امامها كمسلم عربي، فوقعا في الحب. ليلى كانت امرأة جميلة جدا، مع شعر اسود
وعيود سوداء رائعة". بعد وقت قصير من زواج مئير وليلى ولد لهما ابنهما
بني (اسم مستعار).
ولكن كلما مر الوقت ازداد الضغط على قيادة المخابرات لاعادة العملاء لانه
بات واضحا جدا بان المنفعة الاستخبارية التي يحققها المستعربون غير كبيرة.
وعندما تقرر حل الوحدة وقف موريا امام معضلة: هل يترك النساء والاطفال في
قراهم العربية، أم يطلب منهن التهود وتربية اطفالهن كيهود؟ عارض المستعربون
ترك عائلاتهم، وعليه فقد اتخذ القرار بكشف السر واسكان العائلات في محيط
يهودي في اسرائيل. وجيء بالنساء الى فرنسا، حيث ابلغهن قادة المخابرات لمن
تزوجن. ويروي شمعون فيقول: "فهمت ليلى بانها خدعت، واجتازت علاجات نفسية
على مدى بضعة اشهر. وفقط بعد ان انتعشت وضعها مئير امام المعضلة الاصعب:
إما ان تقبل به كما هو – يهودي، عميل للمخابرات وان تربي ابنهما كيهودي، او
تغادر الى أي دولة عربية تختار".
"يعانون من مشاكل حتى اليوم"
الى السفارة الاسرائيلية في باريس جيء بثلاثة حاخامين بينهم الحاخام شلومو
غورين الذي كان حاخام الجيش الاسرائيلي. وطلب اليهم أن يهودوا النساء كما
ينبغي. وبالنسبة للاطفال قرر الحاخامون بانه رغم أنه حسب الشريعة اليهودية
يتقرر دين الوليد حسب دين الام، الا انه بناء على الظروف الخاصة للحالة يجب
اعتبار الاطفال يهودا دون حاجة الى اجراء تهويد رسمي.
القصة تظهر في مجلة ISRAELDEFENSE لشؤون الجيش والامن بتحرير عمير ربابورت.
معظم عائلات المستعربين بدأت في اعادة بناء بطيئة لحياتها بعد أن عادت الى
البلاد من فرنسا. ويتذكر موريا بألم قائلا: "بعد أن عادوا الى البلاد بدأت
تظهر المشاكل. حاولنا ان نعيد بناء الاشخاص ولكننا لم ننجح تماما. وتعرض
اطفال المستعربين الى صدمة شديدة جدا في صباهم. وحاول هؤلاء الاطفال اعادة
تأهيل حياتهم، نسيان ماضيهم، من اين جاءوا ولكنهم لم يكونوا قادرين. هناك
بين اولئك الاطفال استثنائيون نجحوا في الحياة، ولكن معظمهم بقوا في
المؤخرة. وهم يعانون من مشاكل حتى اليوم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المال والضلال.. غش داخل هبوعليم
المصدر: "هآرتس"
" كشفت الوحدة القطرية للتحقيق في الغش الاسبوع الماضي عن نتائج
التحقيق في قضية اتخذت اسم "زبون تجاري"؛ ولكن المشبوهين فيها لم يكونوا
زبائن عمل تجاري مركزي في الاقتصاد الاسرائيلي، بنك هبوعليم، بل رؤساؤه –
رئيس مجلس الادارة في تلك الفترة، والمدير العام الحالي.
الرئيس السابق، داني دنكنر اوصى المحققون بتقديمه الى المحاكمة على تلقي
رشوة، تلقي شيء بالخداع، الخداع وخرق الثقة في الاتحاد التجاري وتبييض
أموال. ونقلت الى النيابة العامة التوصية بالتقديم الى المحاكمة المدير
العام تسيون كينان بتهمة الخداع وخرق الثقة في الاتحاد. جوهر القضية: قرض
ممنوع، لوجود تضارب في المصالح، بزعم الشرطة اقر لدنكنر بعلم كينان.
هذه هزة اضافية في موجة الصدمة التي يجتازها بنك هبوعليم في السنوات
الاخيرة. وهي تقلق كل من اودع ماله في هذا البنك ويدير اعماله معه. اصحاب
السيطرة في البنك لم يتمكنوا من تثبيت الاستقرار فيه وتعيين الاشخاص
المناسبين للمناصب الهامة الاساسية فيه.
العمل المصرفي، الذي يفترض أن يكون محافظا في اساسه لمنع وقوع الجمهور في
صدمة مفاجئة تدفع البنك الى الانهيار وربما انهيار بنوك اخرى وراءه، مبني
على مظهر الثقة والمصداقية. عندما تتحطم الصورة، فان النتائج تكون محملة
بالمصائر ليس فقط لمن ترتبط حساباته الخاصة بهذا البنك المعين، بل – في رد
فعل متسلسل – بالاقتصاد بأسره.
نقطة الضوء في هذه القضية هي التدخل الصارم من جانب بنك اسرائيل باجباره
بنك هبوعليم على تنفيذ تغييرات في قيادته، على الاقل بالنسبة لدنكنر. صاحبة
السيطرة في البنك شيري اريسون، تقاتل ضد المحافظ ستانلي فيشر. يخيل ان هي
ايضا ضللها رجالها. هذا ليس مؤشرا ايجابيا على توازن فكرها؛ وحسن أن اصر
فيشر ولم يستسلم.
القانون لا يلزم كينان بالاستقالة من ادارة البنك. ولم تقر النيابة العامة
حتى الان توصية الشرطة. ولكن المسألة الجوهرية اكثر وزنا: هل جدير ان يواصل
مدير عام توجد ضده بنية تحتية من القرائن بارتكاب مخالفات اتخاذ القرارات
في البنك. وفي صالح المستثمرين، المودعين والاقتصاد الاسرائيلي، من الافضل
ان يخرج كينان في اجازة الى أن يتضح وضعه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاليط لن يعود
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ ناحوم برنياع"
" مؤلم قول ذلك، وحشي قول ذلك، ولكن هذه الاجتماعات الجماهيرية لن
تعيد جلعاد شاليط. فهي ستساعدنا فقط، نحن الاسرائيليين الذين لا نذوي في
أسر حماس، بان نشعر بذنب أقل قليلا.
الف حتى الفا شخص وقفوا امس أمام أفيفا ونوعام شاليط على مسافة صرخة من
النوافذ المغلقة لمنزل رئيس الوزراء. كان هذا محترما. كان بردا. كان حزينا.
واحدا واحدا وقفوا خلف الميكروفون نساء ورجال كبار وشرحوا بالعبرية
الطلقة، النقية، المنمقة، لماذا تخون الحكومة مهمتها حين ترفض الاستجابة
لمطالب حماس فتعيد جلعاد الى الديار.
تحدثوا باسم المنطق، باسم الزمالة، باسم التضامن الاجتماعي، باسم الوطنية،
باسم إحساس الام. لم يكن فيهم غضب، وبالتأكيد ليس غضبا من النوع الذي
رأيناه في الفترة الاخيرة في الدول المجاورة، غضب اناس مستعدين لان يضحوا
بحياتهم من أجل الكفاح، غضب يسقط حكومات. الاغاني الحزينة، مقاطع الهتافات
الحزينة، كل هذه تعود الى ثقافة يوم الذكرى. فيها جمال. ليس فيها قوة.
كفى، قالت أفيفا شليت. 1.700 يوم في الاسر هي أكثر من كفى. أعتقد ان الحق
معها: دولة على مدى فترة طويلة بهذا القدر لم تنجح في اعادة جندي مخطوف، لا
في المفاوضات ولا في حملة عسكرية، ملزمة بان تعترف بفشلها وتدفع الثمن
اللازم. لا يوجد ثمن آخر.
الى هذا الحساب العسير يجب أن تضاف تغييرات في مصر، التي قلصت أكثر فأكثر
قدرة اسرائيل على اخضاع حماس لارادتها. سقوط نظام مبارك عزز حكم حماس في
غزة وشدد موقفه. الحكومة المصرية الجديدة ستكون اقل انصاتا لاحتياجات
اسرائيل، واكثر انصاتا لتطلعات الاخوان المسلمين. مبارك احتجز عدة قيادات
من حماس في السجن. اما الان فانهم يعيشون بامان في غزة.
الجديد في الاجتماع الجماهيري أمس، فضلا عن الخطاب الجارف للكاتب مئير
شليف، كان خطاب رئيس المخابرات الاسبق، كرمي جيلون. جيلون اقترح ترك
بنيامين نتنياهو لحاله. رئيس وزراء غير قادر على أن يبعث مستشاره القريب
الى لندن لن يحسم في صالح الاتفاق الذي يحرر جلعاد شليت، قال. الضغط مارسوه
على رئيس الاركان الجديد بني غانتس. الخطأ الاكبر لغابي اشكنازي، قال
جيلون كان عدم استخدام كل قوة نفوذه للضغط على الحكومة لاعادة الجندي
المخطوف. ما لم يفعله اشكنازي يمكن أن يفعله غانتس. وهو ملزم بان ينصب صورة
جلعاد الى جانب مذكراته القتالية في مكتبه. وهو ملزم بان يبدأ كل جلسة
لهيئة الاركان بتقرير عن تقدم المفاوضات. وهو ملزم بان يأخذ المسؤولية.
فكرة مشوقة. وهي تدل على الثورة التي يجتازها الاسرائيليون في السنوات
الاخيرة. عمليا، منذ انصراف شارون. في نظر الكثيرين، السياسيون – رئيس
الوزراء، وزير الدفاع، الحكومة والكنيست – كفوا عن ان يكونوا العنوان.
العيون تتطلع الى آخرين: الى قضاة محكمة العدل العليا، الى الموظفين
الكبار، الى ضباط الجيش. هذا طريق التفافي على الديمقراطية.
لشدة الاسف يوجد اساس لليأس من الساحة السياسية. خذوا مثلا وزيرة الزراعة
الجديدة اوريت نوكيد. نوكيد طلبت الظهور في الاجتماع العام أمس. وقد سمح
لها. وهكذا حظينا برؤية وزير في الحكومة يخطب في مظاهرة ضد الحكومة. خطاب
انفعالي، من دماء القلب. في الماضي على اقل بكثير من هذا اقيل وزراء، ولكن
ليس في حكومة اسرائيل الحالية.
عندما هضم الجمهور حجم السخافة بدأ الناس يهتفون نحو نوكيد: "استقيلي". لم
تسمع، حتى لو سمعت ما كانت لتفكير بالطاعة. هي ستواصل الرقص في كل الاعراس،
مثل الجميع. في يوم الاسر الالفين ايضا ستأتي في سيارتها الفاخرة لتخطب ضد
الحكومة وفي اليوم الـ2.500 ايضا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"باراك اوباما" انضم الى الليكود
المصدر: "هآرتس ـ جدعون ليفي"
" في نهاية الاسبوع انتسب عضو جديد الى الليكود، لا لمجرد الحزب
الحاكم بل لأشد أقسامه صقرية. بين تسيبي حوطوبلي وداني دانون – إن باراك
اوباما يلتف من اليمين على دان مريدور وميخائيل ايتان ويُضعف موقفهما.
إن قرار النقض الاول الذي استعملته الولايات المتحدة في فترة ولايته – وهو
الذي وعد اوباما بأن لا يستعمله كأسلافه – هو قرار نقض لاحتمال التغيير
والوعد به، قرار نقض للأمل. انه قرار نقض ليس ودّيا لاسرائيل، يؤيد
المستوطنين واليمين الاسرائيلي، هما فقط.
لن تساعد التواءات السفيرة الامريكية في الامم المتحدة، ولن يساعد كلام شكر
ديوان رئيس الحكومة – الحديث عن خطوة ليست أقل من عداء لاسرائيل. فامريكا،
المتعلقة بها اسرائيل أكثر مما كانت دائما، قالت نعم للمستوطنات. هذا هو
المعنى الوحيد للقرار، وبذلك أيدت المشروع الأشد إضرارا باسرائيل.
لقد فعلت هذا في الوقت الذي تهب فيه رياح تغيير في الشرق الاوسط، ويُسمع
وعد بالتغيير من امريكا – لكنها سادرة، في ردودها الآلية وتأييدها الأعمى
لاسرائيل الاستيطانية. ليست هذه امريكا التي تستطيع ان تغير مكانتها بين
شعوب المنطقة. إن اسرائيل وهي معزولة في العالم وجدت نفسها مرة اخرى تعتمد
على امريكا وحدها.
كان هذا يجب ان يقلق كل اسرائيلي. أهكذا نحن؟ معزولون ومُقصون؟ وكل ذلك
بسبب الاستمرار على ذلك المشروع الخاسر؟ أهو يساوي هذا الثمن حقا؟ هل الامم
المتحدة الجوفاء والعالم كله ضدنا؟ لن نستطيع الى الأبد أن نتدثر بهذه
القبة الحديدية الجوفاء، حتى نفتح أعيننا ونفهم انه اذا لم توجد دولة، سوى
امريكا الضعيفة، تؤيد ضلالتنا هذه، فان شيئا أساسيا مخطوء عندنا.
إن اسرائيل التي تتلقى التنديد بها من العالم كله وتستمر في غيّها، هي دولة
فقدت الصلة بالواقع. وهي دولة ستجد نفسها في النهاية ايضا متروكة لمصيرها
تماما. لهذا فان القرار الامريكي يضر بالمصلحة الاسرائيلية: فهو مستمر في
إعماء اسرائيل وجعلها حمقاء، وكأنها تستطيع ان تسلك هذا السلوك الى الأبد.
كان يجب على الولايات المتحدة لو كانت ودودة تخاف على مصلحة اسرائيل ان
تقول لا. إن امريكا التي تدرك ان المستوطنات هي العقبة، كان يجب عليها ان
تنضم الى التنديد بها. وكان يجب على قوة عظمى تريد ان تُحل السلام في فترة
تنتفض فيها الشعوب العربية على انظمة حكمها وعلى الولايات المتحدة واسرائيل
ايضا – أن تفهم ان عليها ان تغير قواعد اللعب القديمة السيئة من التأييد
الكاسح للحليفة المدمنة لمستوطناتها.
كان يجب على امريكا الودودة ان تجند نفسها من اجل ان تفطم اسرائيل – فهي
وحدها القادرة على فعل هذا – وكان يجب عليها ان تبدأ هذا (متأخرة) أول أمس،
في مجلس الامن.
لكن الوعد بالتغيير والاهتمام الحقيقي باسرائيل هما شيء واحد، والسلوك
السياسي شيء آخر: فثم قرار نقض آلي آخر، وكأنه لم تقع امور قط. اوباما مثل
جورج بوش، لا يوجد أي فرق. عندما قالت السفيرة سوزان رايس، ان اقتراح
القرار "يهدد بتشديد مواقف الأطراف وتشجيعها على الامتناع عن التفاوض"،
ضللت. فهي ايضا تعلم ان ما يمنع التفاوض ويشدد المواقف هو الاستمرار في
بناء المستوطنات. وعندما تقول وزارة الخارجية الاسرائيلية ان "من العجيب ان
مجلس الامن يختار ان يتناول جانبا واحدا، مع تجاهل السياق"، فهي ايضا
تضلل. أحقا يؤمن متحدثو وزارة الخارجية، بوجود جهة جدية ستوافق على ان
تستمر اسرائيل باقرار حقائق لا تنعكس على الارض بلا عائق؟.
هل يُسمى هذا "جانبا واحدا"؟ قد يكون واحدا، لكن من المؤكد انه الأكثر
تدميرا وهو الذي أراد العالم ان يندد به وبحق. إن ايام قرارات النقض هذه
ليست اياما عادية. انها ايام القِدر الفوارة في المنطقة. لو كانت ثم حكومة
ذات مسؤولية في اسرائيل، لكفت عن الاستيطان منذ زمن لا لتصرف النيران عن
اسرائيل فقط بل كي تُقدم تسوية، لم تكن حيويتها لها مصيرية الى هذا الحد
قط.
ولو أن الولايات المتحدة كانت قوة عظمى ذات مسؤولية، لانضمت أول أمس الى
القرار كي تنبه اسرائيل من سباتها الخطر. حصلنا بدل هذا على فيتو معادٍ من
واشنطن، وصيحات ابتهاج في القدس، واحتفال سينتهي نهاية سيئة جدا بالنسبة
لهما كليهما".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليسافروا الى المغارة
المصدر: "هآرتس ـ تسفي برئيل"
" وقع علينا رعب مغارة الماكفيلا (الحرم الابراهيمي). سيقع طلاب
اسرائيليون غافلون أنقياء ضحية فرية دهاء من وزير التربية. "سيُرغموهم" على
ان يروا بأعينهم مغارة الماكفيلا. انقضى العهد الذي كان الطلاب فيه يعرفون
المغارة من الصور الساذجة لرسامي القرن التاسع عشر، التي زينت المغارة
بصور فلاحين قدماء وربما شجرة نخل. إن عذريتهم الطرية ستُنتهك بيد فظة،
عندما يرون يهودا يُصلون قرب قبور الآباء والأمهات. ولن يعرفوا كيف احتُلت
المغارة على أيدي هؤلاء اليهود، وربما يعتقدون، والعياذ بالله، ان هذه
المغارة ذخر اسرائيلي، وجزء من السيادة المتوهمة التي تفرضها اسرائيل على
المناطق المحتلة.
ليسافروا وليروا. ثم لينطلقوا بعد ذلك ايضا الى كريات اربع والى بيت هداسا
والى حي أبينا ابراهيم. ليست هذه مواقع جنسية يجب تحذير الاولاد منها. ما
الذي نعتقده، هل نعتقد انهم اذا لم يروا فسيُقضى على الشعور القومي؟ هل
تتلاشى الفاشية؟ ليسافروا وليروا. لانهم سيمرون قرب مغارة الماكفيلا ايضا –
وكيف لا يمكن ذلك – بسور الفصل الذي يطوق بيت لحم وظاهر الخليل، وقرب
الصفوف على الحواجز، وسيرون حوانيت السوق في الخليل التي أُغلقت بطلب من
المستوطنين.
ما الذي يعرفونه عن الخليل الآن؟ إن من يعتقد ان كريات اربع وبناتها
الغازيات جزء من دولة اسرائيل لن يُغير رأيه في أعقاب النزهة، ومن لا يعرف
الورم الخبيث الذي أحدثه الاستيطان اليهودي في قلب المدينة العربية فلن
يعرفه على نحو أفضل من أفواه معلميه، الذين لم يُجهدوا انفسهم حتى الآن في
التحدث اليه عنه. سيستمر في تنمية الشعور بأن مغارة الماكفيلا هي قدس
الأقداس، وعندما يبلغ فقط ويستطيع السفر اليها بنفسه، أو ربما مع الوحدة
العسكرية التي سيخدم فيها، فسيرى لاول مرة الموقع. وماذا سيحدث آنذاك؟ هل
أصبح وهو بالغ أقل قومية أم أكثر قومية؟.
ليسافروا وليروا ايضا فظاعة العقار التي تسمى جبل أبو غنيم، وافرات وتقوع،
ونوكديم وغوش عصيون. وليفهموا ان غوش عصيون ذاك ليس بيوتا قليلة يمكن
ازالتها بضربة كف الجرافة، بل هو منطقة متعددة الشعب، سيكون مستقبلها معلقا
بعد عدة سنين بهؤلاء الزوار الصغار. لان مغارة الماكفيلا وغوش عصيون لا
يوشكان ان يبتعدا عن حياتهم في الزمن القريب. لن يكون من الممكن بعد خداع
الطلاب بأفكار عن حلول سحرية – لا من قبل اليمين ولا من قبل اليسار.
إن الدعوة الى منع زيارة مغارة الماكفيلا تشبه الدعوة الى الجهل. إن أضرار
وزير التربية وأشباهه في الحكومة كبيرة جدا داخل الصفوف المحصنة، تلك التي
لا ينفذ فيها الجدل الفكري ومرأى العيون، اللذين يمكن ان يثيرهما في تلميذ
واحد التساؤل أو ربما الانتقاد.
صحيح، يوجد خوف كبير من أن يسمع الطلاب الرواية القومية فقط عندما يأتون
لزيارة مغارة الماكفيلا، ويعلمون بالتلاعب اليهودي فقط بالعدل التاريخي.
لكن ثمة احتمال ايضا ان يعرف أحد المعلمين كيف يعرض عليهم الحقيقة الاخرى.
ربما يكون الى جانبهم شخص ما يجعلهم يسألون المرشدين الموجهين عددا من
الاسئلة: مثل، لماذا لا يستطيع المسلمون أن يُصلوا دائما قرب قبر ابراهيم
الذي يُعد ايضا "أباً" عربيا لا يهوديا فقط؟ ولماذا نُظفت المنطقة قرب
مغارة الماكفيلا من العرب؟ ربما يعرف بعض المعلمين ايضا كيف يُعدون الطلاب
اعدادا مناسبا لهذه الزيارة.
إن ارادة منع الطلاب من زيارة مغارة الماكفيلا تشبه ارادة منع الطلاب
الامريكيين من زيارة محميات الهنود الحمر، لئلا يُبين لهم مرشدوهم أن هذه
هي صورة الحياة الانسانية التي منحهم إياها الامريكي الابيض.
إن الدعوة الى معارضة زيارة مغارة الماكفيلا، علاوة على كشفها عن الوكالة
على الطلاب، هي اظهار عظيم الأثر لخيبة أمل موجودة عند الجمهور في مواجهة
السيطرة المسرعة للأفكار العنصرية والفاشية، التي تُطبخ في أدمغة ساسة من
اليمين.
ليسافروا اذا الى المغارة وليروا. ليلتفوا بعلم اسرائيلي، ولينشدوا نشيد
الأمل، وليبصقوا على عربي عارض ولينتقموا لدم باروخ غولدشتاين. لا يمكن سجن
الفاشية في فصل دراسي. يجب إبعاد ساعر لا مغارة الماكفيلا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبوءة قاتمة
المصدر: هآرتس ـ دان الدا(*) "
" كان هذا سلاما أعوجا منذ ان حدث أكثر من ثلاثين سنة. كانت
استراتيجية "السلام" عند مصر التي لم تكن ترمي سوى الى ان تعيد لنفسها
سيناء وتحظى بمساعدة امريكية، منذ بدايتها مشحونة بالعداء والشك فينا. فاذا
استثنينا الامتناع عن الحرب، فانها لم تكن مصحوبة من الجانب المصري بصب
مضامين سلام كامل صادق.
إن مشاعر العداء الشعبية نحو اسرائيل والصهيونية والشعب اليهودي ما تزال
سائدة عند الجمهور المصري. ولم يحجم قادة الرأي العام وفيهم مثقفون
ليبراليون، وكذلك وسائل الاعلام التي كانت تخضع حتى الآن لرقابة السلطات
طوال السنين عن شيطنة اسرائيل وقادتها، وسلب الشعب اليهودي انسانيته على
نحو معاد للسامية والتحريض على كراهية اسرائيل، بخلاف مطلق لروح اتفاق
السلام.
منحت مصر السلام أضيق معنى ممكن. وقد رأى قادتها وصاغة سياستها منذ كان
السادات هدف مسيرة السلام مع اسرائيل، وسيلة لتقليصها الى "أبعادها
الطبيعية"، أي الحدود قبل 1967، وسلبها ذخائرها الاستراتيجية.
فضلت مصر تحت حكم مبارك ان تجعل مسيرات السلام بطيئة قدر الامكان وكذلك
تطبيع العلاقات بين اسرائيل وسائر العالم العربي، كي تحتفظ بالشرعية
العربية العامة لنشاطها باعتبارها وحدها وسيطة اقليمية. لعب مبارك دورا
بارزا في إفشال مؤتمر كامب ديفيد في سنة 2000. وقد هدد بتأييد من الاعلام
المصري ومن رجال الدين ايضا ياسر عرفات بأنه سيُعتبر خائنا اذا قبل
المقترحات التي أُثيرت في المؤتمر وسلبه كل شرعية لاتخاذ القرارات المتعلقة
بالقدس. وبهذا أسهمت مصر في نشوب "الانتفاضة" الثانية، التي منحتها ما
يشبه حرب استنزاف لاسرائيل بواسطة الفلسطينيين. كان هذا هو المبدأ المصري
للسلام مع اسرائيل وهو ان تسيطر سيطرة غير مباشرة على المواجهة ذات القوة
المنخفضة.
إن الربط بين الواقع الداخلي اليومي البائس في مصر وبين سياسة "السلام" في
الحد الادنى مع اسرائيل طوال السنين، يشتمل على نبوءة قاتمة بمستقبل
العلاقات بين الدولتين. ليس من الممتنع ان يضطر الجيش في اثناء التفاوض مع
المعارضة المصرية في مستقبل نظام الحكم الى ان يُعامل التيارات الاسلامية
بتسامح أكبر ولو من اجل الحفاظ على مكانته باعتباره حَكَماً ومُقِّراً
للاوضاع.
إن عداوة اسرائيل، الراسخة رسوخا عميقا في الوعي المصري والتي تعتمد على
نظرة اسلامية تقوى، قد تصبح رابطا يؤلف بين تيارات المعارضة والجيش. وإن
اندماج الاخوان المسلمين في النظام القادم قد يُعجل بتدهور العلاقات مع
اسرائيل الى حد الغاء معاهدة السلام، برغم تصريحات قادة الجيش الحالية.
إن الجيش المصري، الذي لا يوالي بالضرورة الروح العلمانية، مثل الجيش
التركي، قد يُغير توجهه نحو اتفاق السلام مع اسرائيل. إن اسرائيل ما تزال
تُرى عامل التهديد الرئيس في خطة تدريباته. وإن الانزلاق الى جو شحذ السيوف
قد ينتقل بالتدريج من الخطابة المتحمسة المعادية لاسرائيل بواسطة جهات
قانونية من المعارضة، الى مطالب في نطاق مؤسسات الامم المتحدة من اجل تغيير
ترتيبات نزع السلاح في سيناء، وقد تبلغ الى رفع مطالب من قبل مصر للرقابة
على السلاح الذري الذي تملكه اسرائيل كما تزعم.
تكيفت سياسة اسرائيل نحو مصر من اليسار ومن اليمين، مع مرور السنين مع
مقاييس "السلام البارد" والمعوج التي أملاها نظام مبارك، مع افراطها في
تقدير "أهمية مصر الاقليمية". الآن، مع ابعاد مبارك، يبدو انه حان الوقت
لنفض هذه السياسة والاستعداد من جميع الجوانب السياسية والامنية، لاستقبال
كل شر قد ينشأ من الجنوب".
(*) مسؤول سابق كبير في الموساد وباحث في شؤون الشرق الاوسط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفيتو الـ 51 والاخير
المصدر: "معاريف ـ الون بنكاس"
" في احصاءات مجلس الامن وفي توثيق العلاقات بين الولايات المتحدة
واسرائيل سجل أول أمس الفيتو الـ 51 الذي استخدمته الولايات المتحدة ضد
مشروع قرار مناهض لاسرائيل، منها 45 في مواضيع تتعلق بالنزاع الاسرائيلي –
الفلسطيني. عمليا كان هذا أحد قرارات استخدام الفيتو الامريكية الاشد،
الاكثر مرارة التي يزعم ان اسرائيل حظيت بها. صيغة بيان الشروحات
والايضاحات لسوزان رايس السفيرة الامريكية كانت على نحو يجمل فيه باسرائيل
ان تفترض بان الفيتو في هذا الموضوع لن يستخدم بعد الان – مع كل ما ينطوي
عليه ذلك من معنى.
الفلسطينيون، في انعدام حكمتهم السياسية، فرضوا على الولايات المتحدة
استخدام الفيتو على النشاط الاستيطاني لاسرائيل، ولكن الخسارة كلها
لاسرائيل. صحيح أن الفلسطينيين فشلوا في الخطوة السياسية التي اصروا على
تحريكها في سياق ومناخ سائل في الشرق الاوسط، الا ان الولايات المتحدة وقفت
وحيدة امام 14 عضوا في المجلس، وهو الوضع الذي في عالم مفاهيم براك اوباما
لا يستوي مع مبادىء السياسة الخارجية التي وضعها. اسرائيل تلقت مرة اخرى
تذكيرا بعزلتها الدولية وبتعلقها السياسي والهش في مثل هذه المواضيع
بالولايات المتحدة.
ظاهرا، عالم مجلس الامن في الامم المتحدة ورد فعل الولايات المتحدة يسير
كالمعتاد. الفلسطينيون، بدعم من الدول العربية الاعضاء في المجلس ومعظم
اعضاء المجلس الدائمين وغير الدائمين، يبلورون قرار شجب ضد اسرائيل في
موضوع اجمالي كالاستيطان. الولايات المتحدة تحاول الغاءه، تأجيله، تلطيفه
وتغيير صيغته. عندما لا تفلح في ذلك، بسبب مبنى مجلس الامن، فان الالية
السياسية في المجلس وفكر باقي الدول، لا يعود امامها مفر فتهدد بالفيتو.
ولما كان الحال هنا لعبة غايتها تكثيف وتشديد الشرعية الدولية للموقف
الفلسطيني، فان الولايات المتحدة توضح بانها ستستخدم الفيتو وهذا ما يكون.
لاعتبارات الحلف مع اسرائيل، السياسة الامريكية الداخلية والاصرار غير
المفهوم من دول أعضاء حول الصيغة، التوقيت ومجرد المنفعة السياسية التي في
الخطوة، تستخدم الولايات المتحدة في نهاية المطاف الفيتو، ليس قبل أن يطرح
موظفون في الادارة ودبلوماسيون امريكيون بصوت عال عجبهم – متسائلين لماذا
يوجه الرئيس تعليماته لاستخدام الفيتو على قرار يكاد يكون كلمة بكلمة
تعبيرا عن سياسته.
غير أن هذه المرة يخيل أن هذا هو الفيتو الاخير – وبالتأكيد أحد الاخيرين –
بهذا الاسلوب. فقد ملت الولايات المتحدة الدفاع عما تعتبره في نظرها غير
قابل وغير جدير بحمايتها ورعايتها – المستوطنات. تصريح أمريكي ضد
المستوطنات في مجلس الامن ليس موضوعا جديدا. في عهد ولاية جورج بوش، في
2006، عندما كانت الرئيس الدوري لمجلس الامن شجبت الولايات المتحدة بشدة
وبشكل لا لبس فيه "استمرار النشاط الاستيطاني لاسرائيل". ولكن أول أمس،
بشكل لا سابقة له، نشرت الولايات المتحدة، من خلال بيان مكتوب بوسائل
الاعلام من السفيرة سوزان رايس: "شروحات".
في الشروحات للتصويت تشرح الولايات المتحدة بان عمليا وجوهريا تتفق هي مع
القرار. سياسة الاستيطان الاسرائيلية هي: "... سخيفة، غير شرعية، عائق في
وجه السلام وتقوض أمن اسرائيل منذ أربعة عقود". هذا ما قالته الولايات
المتحدة الامريكية، وليس جدعون ليفي.
من يشكك صبح مساء بالرئيس الامريكي، من أوهم نفسه باحتفالية بانه خدع
الولايات المتحدة في موضوع التجميد، من يعتقد بان عدم التنسيق مع الولايات
المتحدة هو أمر مقبول، من لم يتحدث مع الرئيس الامريكي ولو مرة واحدة في
الاسبوع السابق وفي الاسبوع اللاحق لسقوط حسني مبارك، لا ينبغي له أن يعجب
اذا لم يستخدم الفيتو في المرة التالية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفيتو الاميركي: إنجاز اسرائيلي.. والفاتورة في الطريق
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ دان مرغليت"
" يمكن أن يسجل الفيتو الذي استخدمته الولايات المتحدة ضد شجب
البناء في المستوطنات كانجاز للسياسة الاسرائيلية. منذ مدة والمخاوف كبيرة
من أن ينهار في فترة ولاية باراك اوباما في البيت الابيض حزام الامان
الدبلوماسي الذي تمنحه لاسرائيل على مدى سنوات عديدة.
هذا التوقع المتشائم لم يتحقق في أول اختبار للتصويت في مجلس الامن.
النتيجة ايجابية، وبالاساس فعلت واشنطن ذلك في ذروة الهزة الارضية التي
تعصف بالدول العربية والتي أدت فيها دورا مركزيا، ولا سيما في الدراما
المصرية.
غير أنه تأتي متأخرة علامات التحذير وعلامات الاستفهام التي تستدعي
استيضاحا جذريا. لا يوجد يقين كم مرة ستستخدم الولايات المتحدة الفيتو في
المستقبل وثمة يقين بانها ستجبي من اسرائيل ثمنا باهظا مقابل استعدادها لان
تعلق في عزلة سياسية غير لامعة. في الماضي أيدتها ايضا بضع من الدول
الغربية. اول أمس هجرتها هذه. وعلى أي حال استخدم اوباما الفيتو وكأنه
تملكه الشيطان. الفاتورة السياسية ستصل.
هذه العزلة تدل ايضا على أن الولايات المتحدة لم تساعد فقط في الشهر الماضي
في ضعضعة الانظمة الصديقة بل ان مكانتها ضعفت. الامريكيون بذلوا كل ما في
وسعهم لاقناع الفلسطينيين بتخفيف حدة وكبح جماح صيغة القرار كي لا يضطروا
الى اعتزال الناس، عن باقي الدول الـ 14 الاعضاء في مجلس الامن. ولكن ابو
مازن رفضهم. وبالتالي فلا مفر من الاستنتاج بان مكانة الولايات المتحدة
توجد في حالة تراجع. فحتى السلطة الفلسطينية لا تخشى تحديها رغم التعلق
الكبير لها بهذا النظام.
الضعف المقلق للولايات المتحدة يدل فقط على جزء من المشكلة. المدماك التالي
على ما يبدو هو أن الفلسطينيين قرروا الانسحاب من المفاوضات مع اسرائيل.
وهم ليسوا معنيين بالاخذ والعطاء. عندما يكون كل العالم باستثناء الولايات
المتحدة يقف الى جانبهم فانهم يتمتعون بريح اسناد تسعى الى اتخاذ قرار دولي
في صالح اقامة فلسطين دون التداول مع اسرائيل على شروط قيامها. اذا كان
ابو مازن لا يزال بالفعل معنيا بفلسطين الى جانب اسرائيل.
المشروع في مجلس الامن يدل على أن ابو مازن فقد اهتمامه بالمفاوضات؛ وهو
يعتقد بانه حتى لو انسحب ببطء من الاستيضاح مع اسرائيل فانه لن يفقد دعم
الغرب الفزع والحرج؛ وانه في هذه الظروف يتعين ايضا على لجنة الوزراء
السبعة الانعقاد مثلما في الايام الاولى للحكومة والاستيضاح مع نفسها ما هو
جدول الاسعار التي تبدي اسرائيل اهتمامها او ترغب او تستطيع احتماله.
التصويت جيد لاسرائيل ولكن في الافق يتبلور تسونامي سياسي".