"اسرائيل اليوم":
ـ عناق.. والى العمل.
ـ اغتصاب وحشي في المراحيض.
ـ المسؤولية على كتفيه.
ـ اقرار "قانون بشارة" في الكنيست.
"يديعوت احرونوت":
ـ أبي رئيس أركان.
ـ من السيد: وزير الخارجية ينزع القفازات ويبلغ نتنياهو في مؤتمر صحفي: أنا اعين السفراء.
ـ مائير دغان يعين رئيسا لشركة موانىء ومطارات "اسرائيل".
ـ من القاهرة الى طهران.
ـ تقرير في مصر: "مبارك في سبات".
"معاريف":
ـ اثر القاهرة.
ـ الكنيست تتأخر في حرمان بشارة من الحقوق بمسافة 512 الف شيكل.
ـ زمن إيران.
ـ مبارك يرفض العلاج الطبي.
ـ أغلقوا الحساب (لبشارة).
ـ اهانة بالبث الحي.
ـ تحت أمرك.
ـ صعد الى المدني (أشكنازي).
"هآرتس":
ـ أزمة بين ليبرمان ونتنياهو، هذه المرة حول تعيين عوزي اراد.
ـ اشكنازي اعتزل ولذع: انا واثق ان غانتس سيحظى بالتعاون مع الوزير باراك.
ـ بعد الثورة الغضب في مصر موجه ضد رؤساء العمل.
ـ أبو مازن يقلص الاضرار: استقالة حكومة السلطة.
ـ ليبرمان: عوزي اراد لن يكون سفيرا في لندن.
بمسؤولية وبتحفز
المصدر: "هآرتس"
"لو تنبأ احد ما قبل شهر بان هذا الصباح سيكون بني غانتس رئيس
أركان الجيش الاسرائيلي وحسني مبارك لن يكون رئيس مصر، لبدت توقعاته منقطعة
عن الواقع. ومع ذلك ففي غضون اسابيع قليلة وقع غير المتوقع في اسرائيل
وعلى مقربة منها. هذا درس هام لمن يدعي توقع سياق الاحداث.
في ظروف سائلة كهذه يأمل مواطنو اسرائيل، بان يكون جيشهم لهم مرسى استقرار.
غابي اشكنازي وقف على رأس الجيش الاسرائيلي في السنوات الاربع الاخيرة
وعمل على أن يعيد له الثقة بقوته وجعله اداة حادة وناجعة في يد السياسيين.
ويجمل بالفريق غانتس بان يقود الجيش الاسرائيلي على طول مسار مشابه؛ ولكن
جودة الالة الحربية منوطة بقدر كبير بجودة آلية السلام. اذا ما فرضت على
اسرائيل مواجهة عسكرية، يجدر بهذه ان تكون بالفعل قضاءا وليس خيارا. على
الحكومة أن تفعل كل شيء، دون معاذير ودون تملصات، على تحقيق الفرص لانجاز
تسوية سياسية مع الفلسطينيين ومع الدول المجاورة.
تبين للجيش في السنة الاخيرة بان اخطر اعدائنا لا يوجد لا على اليمين ولا
على اليسار، لا من الشمال ولا من الجنوب، بل في الداخل. ريح شريرة هبت من
المكتبين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع وفي هيئة الاركان وهددت بتدمير كل
فرع خير. وشارك في ذلك، بقدر أكثر أو اقل وزير الدفاع ايهود باراك والفريق
اشكنازي، تحت جناحي رئيس الوزراء الهزيلين، بنيامين نتنياهو. هذه الريح
اجترفت ايضا المرشح السابق لنتنياهو وباراك لرئاسة الاركان، اللواء يوآف
غالنت، وقد سحب منه التعيين في اللحظة الاخيرة تقريبا.
ليس للجيش الاسرائيلي الوقت والقدرة على الانشغال بنفسه. عليه أن يستعد
بتحفز وبمسؤولية للاختبارات المهنية، دون أن يهمل حراسته، ولكن أيضا دون أن
يساهم في تصعيد يحقق نبوءات الغضب. واجب قادة الفرق، ألوية هيئة الاركان
وعلى رأسهم غانتس، من هنا، والحكومة، من هناك، ان يدرسوا افعالهم بحكمة
وانطلاقا من الاحساس بقصر الزمن وعظمة المهمة.
الساحة الامنية والسياسية تتوق للسلام الداخلي كي تتفرغ للاختبارات
الخارجية. واسرائيل تتوقع، من زعمائها، مواطنين وجنود على حد سواء، ان
يحققوا كما ينبغي مسؤوليتهم المشتركة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دفع تعويضات لمؤسسات اسرائيلية عن حرب عام 2006
المصدر: " موقع nfc ـ إيتمار لفين"
" سيحصل الصندوق القومي لإسرائيل، عبر سلطة الضرائب، على تعويضات
عن الأضرار التي لحقت به خلال حرب لبنان الثانية. هذا ما حددته الأسبوع
الماضي لجنة الاستئناف في موضوع أضرار الحرب.
ويدعي الصندوق القومي، عبر المحامي غلعاد شار، انه خلال حرب لبنان الثانية
أحرقت غابات تابعة له في شمال البلاد ما تطلب مصاريف كبيرة لإطفاء الحرائق
وإصلاح الأضرار. وطالب الصندوق من سلطة الضرائب تعويضات تبلغ 65 مليون شيكل
بسبب هذه الأضرار.
وتدعي السلطات، أن الصندوق القومي لإسرائيل هو جهة عامة وتشكل نوع من منظمة
حكومية، ووفقا لذلك لا يشكل "متضرر" لدفع التعويضات له. اللجنة برئاسة
المحامي أمير شوشني اتخذت الآن قرار بمسألة هل يحق للصندوق التعويض بشكل
مبدئي، وحكمت بالإيجاب.
وأشارت اللجنة، انه إذا كان الصندوق بالفعل منظمة تابعة للدولة، فلماذا
كانت هناك حاجة إلى التوقيع على معاهدة بينه وبين الدولة، التي حددت في
العام 1961 تقسيم الصلاحيات فيما بينهما. وحددت اللجنة انه من الناحية
القانونية، الصندوق القومي لإسرائيل هو شركة خاصة ويملك غاباته لصالح
الدولة، لكنه ليس جزء من مؤسساتها. تحديد كهذا سبق أن أعطي من قبل المحكمة
العليا".
ــــــــــــــــــــــــــــ
على غانتس ان يرمم الخلافات في الاركان العامة
المصدر: "هآرتس – عاموس هرئيل"
يُشار إلى أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل ليست مركّبة فقط من
شاغلي الوظائف الفعليين. إذ ينتمي إليها أيضا رؤساء هيئة الأركان وضباط
برتبة لواء في الإحتياط، مسؤولون رفيعو المستوى سابقون في المؤسسة وفي
الشاباك، ومسؤولو الصناعات الأمنية وهنا وهناك أيضا صحفيون متآمرون. إنها
مجموعة ليست كبيرة جدا، وكثيرون فيها يديرون علاقات اقتصادية معقدة مع
المؤسسة الأمنية. على أن التعارف فيها يمتد على مدى عشرات السنوات. وقد
صدرت، الأسبوع الماضي، في المؤسسة ردود متجانسة بشكل كبير: أسف (بمستويات
متباينة) على ما حصل لغلنت، تعاطف مع الأيام الصعبة التي مر بها أشكنازي
تحت قيادة باراك وبشكل خاص استغراب كبير حيال أداء وزير الدفاع.
إلى ذلك فإن باراك يُعتبر اليوم السياسي الأقل تأييداً في إسرائيل. لكن حتى
في شباط 2009، في الإنتخابات التي فاز فيها حزب العمل برئاسته بـ 13 مقعدا
فقط، صوّت كثيرون من رجال المؤسسة الأمنية حاليا لحزب العمل، بفضله.
فهؤلاء الأشخاص يعرفون باراك جيدا، وعندما جاؤوا إلى صناديق الإقتراع كانت
لديهم فكرة بأنه لا زال يتحلى بشيء ما من شخصية الشخص العاقل والمسؤول.
وكذلك، كان الإدعاء المتكرر بأن رئيسة كاديما، تسيبي ليفني، لا خبرة كافية
لديها. [وهكذا] فإن باراك، في كل ائتلاف، سوف يكون عنصرا حاذقا، موزونا
وحاسما.
وفي السنتين الأخيرتين منذ ذلك الحين خضع التعاطي مع باراك إلى تغيير
معمّق، مرتبط بسلسلة قضايا ـ بدءا بقضية التبذير في الصالون الجوي، مروراً
بصمته حيال مكائد وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، وانتهاءاً بقرار شق حزب
العمل. وبنظر الجيل القديم، يأتي في طليعة المسائل الإشكالية التعاطي مع
أشكنازي وصراعات تعيين غلنت. وتكررت عبارات التعجب: "لماذا يفعل ضده كل
ذلك؟"
إنها في الواقع مسألة مزعجة، لكن الأكثر إزعاجا منها هو تأثير الأحداث على
تعاطي الجمهور مع الجيش وعلى الطريقة التي ترى فيها طبقة الضباط الجديدة
والمتوسطة الجيش. ففي حين أن باراك، أشكنازي وغلنت قادرون على تكريس ساعات
لمراجعة الفوارق الطفيفة للخلافات، يبدو أنه في نظر المواطن المتوسط،
يتوارى الفارق بين السياسيين والجنرالات. وتدريجيا سيكون الجميع متهمين
بنظره بنفس النسبة. فلا داعي للحنين إلى أيام الإحترام الأعمى لضباط الجيش
ما بعد العام 1967، لكن في دولة يمكن أن يكون فيها لقرارات رئيس هيئة
الأركان تأثير على حياة وموت جنود (ومدنيين)، فإن هذا الكره ليس سليما.
وبعد صدور القرار، في الأول من شباط، بشأن إعادة تعيين غلنت، أكد باراك
ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن التعيين البديل سوف يُدار بإجراء منظم.
وقيل إنه سوف تُجلب للجنة تيركل أسماء عدة مرشحين. على أن تدرس اللجنة
خلفية كلّ منهم، تصادق عليهم وفقط بعد ذلك سيُعرض على الحكومة المرشح
المتفق عليه لرئاسة هيئة الأركان العامة. في غضون ذلك، ولأن باراك يرفض
الإنضمام للعمل مع أشكنازي، فسوف يخدم اللواء يائير نافيه كرئيس مؤقت لهيئة
الأركان لمدة شهرين. بالنسبة لغلنت، فقد كانت تلك تسوية سيئة لكنها
نهائية. واللواء لا زال يأمل أن ينجح في الشهرين المتبقيين بقلب الطاسة
[تغيير الواقع]. حيث أن الإدعاءات والوثائق التي سيعرضها محاموه ستبرؤه من
اتهامات مراقب الدولة والمستشار القضائي للحكومة ولن يكون لدى لجنة تيركل
خيار سوى إعادته لرئاسة هيئة الأركان.
إلا أنه حينها طرأ تشويش، تشويش إضافي، على خطة باراك الكبيرة. الغضب على
فكرة تعيين رئيس هيئة أركان مؤقت، وسط رجال الجيش، في الإعلام وبين ضباط
برتبة لواء في التقاعد، ردع رئيس الحكومة. وطُلب من نتنياهو وباراك حلّ
بديل بسرعة. فتُرك تعيين نافيه (الذهول كان كبيرا، إلى أن أعلن باراك عن
ذلك مع نافيه نفسه) وفي 4 شباط تقرر أنه بدلا منه سيتم تعيين غانتس رئيسا
دائما لهيئة الأركان. وكان بالطبع ثمة احتمال ثالث، يتطلب - إطالة مدة
وظيفة أشكنازي لشهرين - لكن باراك وضع عليه فيتو. كذلك فإن تصميمه أزاح
البساط من تحت أقدام غلنت. فمنذ اللحظة التي بدأ فيها العمل الحثيث على
تعيين غانتس، لم يعد لدى غلنت أي أمل.
أزمة قيمية
لقد رأينا حفلات توديع طويلة لرؤساء هيئة أركان، لكنها على ما يبدو عامةً
إلى حد كبير. فمرّتان في اليوم افتُتحت هذا الأسبوع نشرات الأخبار بوصف
خطابات غابي أشكنازي في كل مكان وموقع، من قيادة المنطقة الشمالية وحتى
الاحتفال مع رؤساء السلطات المحلية. فرئيس هيئة الأركان نفسه موجود في وضع
حساس بعض الشيء، كمُطالب ليس فقط بإنهاء وظيفة، وإنما بإنهاء ارتداء الزي
العسكري الذي استمر لـ 37 عاما. وفي لقاءاته استُقبل بمودة كبيرة، سواء من
قِبل الرئيس شيمون بيريز أو وسط أهله الراشدين في احتفال نهاية دورة
الملاحين. وسوف يلقى التوديع عبيرا دوليا بعد غدٍ، إذ أن صديقه، الأدميرال
مايك مالن، رئيس الأركان المشتركة لجيش الولايات المتحدة الأميركية، سوف
يصل إلى هنا ليشارك في حفل أداء التحية العسكرية.
فأشكنازي، رغم اتهامات باراك، كان رئيس هيئة أركان جيد. لقد نقل إلى الجيش
"تدريب كيفية القيام" مجددا الذي كان مطلوبا بعد صدمة حرب لبنان الثانية.
عندما ننظر إلى الجيش عبر مقاييس مثل مستوى أهلية، وضع وحدات مخازن
الطوارئ، المعنويات في جهاز الإحتياط، حجم التدريبات ونسبة صلة الخطط
العملية في مختلف الساحات، من الواضح للنظر أنه في السنوات الأربعة الأخيرة
قد قُطع شوط طويل.
إن نجاح أشكنازي تفوّق على أحزان باراك، الأمر الذي تخلله في السنة الأخيرة
تقطير متواصل لشكاوى ضد الوزير. ففي حين يحافظ رئيس هيئة الأركان على صورة
شعبية غير ـ سياسية ويبعد ظاهريا عن الإعلام، يعمل في خدمته جهاز تسويقي
صارم. وهذا الأسبوع، على سبيل المثال، وُزع على الصحفيين كُتيب يلخص عمله
(وحدة الناطق باسم الجيش أصدرت بهذه المناسبة ألبوما فاخراً، يوثق أخبار
الناطق باسم الجيش على مدى السنوات. مشروع غير واضح، تكلفته للمستهلك 168
شيكل. قريبا في المكتبات). ورئيس هيئة الأركان اللا- سياسي عرف كيف يغمز
حيال الساحة الحزبية. وزيارة سوق محانية يهودا في شهر تشرين الثاني، في
ذروة المواجهة مع الوزير، كانت سياسة من حيث تجسّدها.
سوف يضطر غانتس إلى تحديد موقفه بسرعة أمام باراك. لكن اختباره الأكبر
سيكون، بالتأكيد، في الحرب. ويجب التمني له، كما لكل رئيس هيئة أركان، ألا
يضطر إلى ذلك. وقبل عدة شهور، في ذروة أزمة باراك ـ أشكنازي، اتّسع التقدير
بأن نتنياهو وباراك يرغبان بالإستقالة من القيادة الأمنية المقبلة لكي
يزرعوا فيها مرشحين سوف ينظرون بشكل أكثر إيجابيةً إلى إمكانية مهاجمة
إيران. وفي حال وجود خطة كهذه، فهي فاشلة. والمعسكر البراغماتي قد استقوى:
فمائير داغان وغابي أشكنازي سوف يستبدلون أشخاصا هم كأسلافهم تماما لن
يفرحوا بالإنقضاض نحو الأمام فقط نتيجةً لنزوات من الأعلى".
ــــــــــــــــــــــــــــ
نائب رئيس الحكومة دان مريدور: الوقت لا يعمل لصالحنا، وآسف على موقف الاميركيين من مبارك
المصدر: "معاريف"
" نحن لسنا ضحايا الإرهاب، يجب أن نستأنف المفاوضات مع
الفلسطينيين، إن لدى إسرائيل ومصر مصلحة عليا في الحفاظ على السلام
والأثمان سوف تهبط والأجر الأدنى سيرتفع. نائب رئيس الحكومة ووزير شؤون
الاستخبارات دان مرديور يطالب: اهدءوا، قبل كل شيء.
الوزير مريدور هادئ. فبعد سنتين عاد إلى السياسة بعد فترة غياب طويلة، عاد
إلى محور النشاط. مريدور، نائب رئيس الحكومة ووزير شؤون الاستخبارات، عضو
في الحكومة، في الكابينت وفي السباعية، لكن ليس فقط. من يعرف شؤون مكتب
نتانياهو، يعرف أن مريدور أصبح شريكا في السر السياسي والأمني، بالمستوى
الأكثر حميمية مع رئيس الحكومة. المواد الأكثر حساسية تمر بين الإثنين
ومستوى الثقة عالية بالأخص. لمن مفاجئ إذا أخذنا بعين الاعتبار العداوة
الظاهرة، التي بلغت قمتها قبل 13 عاما في الانفجار الكبير وبتخلي مريدور عن
الليكود.
هل لديك نصيحة لرئيس هيئة الأركان الآتي، بني غانتس؟
"نحن في عصر تحوّلات كبيرة في العالم الأمني وعموما. ومن وقت غير قصير أصبح
الأعداء القلة لنا دولا. اليوم هناك منظمات في دول: الجهاد، حزب الله،
حماس. سابقا لم نكن نرى الحرب في التلفزيون. اليوم نراها، وهي فظيعة. الناس
يُقتلون، البيوت تُهدم. الحرب تدور اليوم في وقت واحد في ميدان المعركة
وعلى الشاشة. من لا يفهم ذلك، سيخسر في الحرب على الشاشة. كل هذا يؤثر على
مدة القتال، على استعمال القوة".
كيف؟
"في الحربين الأخيرتين، حرب لبنان الثانية والرصاص المسكوب، واصلنا
العمليات لوقت طويل جدا، بدلا من إيقافها بعد ضربة واحدة. رأوا على الشاشة
دولة وجيشا يستهدفان الشريحة السكانية الضعيفة. بعد ذلك تحوّلت منظمتان
إرهابيتان بغيضتان مثل حزب الله وحماس إلى ضحية، وبدأ العالم يدافع عنهما.
ممنوع الوصول إلى هذا الوضع. الحرب تغيرت. القوي بدا قويا جدا، الضعيف
ضعيفا جدا. هذا يؤثر على العالم من حولنا. هذا نوع جديد من التحدي. ظروف
جديدة تماما".
أنت تتحدث كثيرا عن حروب السايبر
"بني غانتس دخل إلى العالم الذي تدور فيه الحرب في الحواسيب. هذه حرب
السايبر. هذا عصر جديد. لا يمكننا أن نكون مثل الفرسان البولونيين الذين
حاربوا بدبابات الألمان في الحرب العالمية الثانية. هناك حاجة كبيرة
للخيال، مفاهيم جديدة. أنا أقول للجنود: لا تصغوا لقادتكم. هم مسنون جدا.
هم أبناء الثلاثين".
غانتس يبلغ من العمر 52 عاما. أليس معتمدا على هذا العالم؟
"هو مرتبط بهذا العالم، صحيح. يجب عليه أن يدرك أن الخطر الأكبر هو
المحافظة على التقاليد. اليوم أنت تبني خلية إرهابية عبر حاسوب. لا يوجد
هنا جغرافيا ولا ديموغرافيا. أنا شخصيا أفرح عندنا يتحدث معي المجتمع
الإستخباري، ولا أفهم ما يقولون لي. حينها أعرف أنهم هناك".
ما رأيك بدور الجزيرة بهذا الخصوص؟
"عندما أتحدث عن منظمات خارج الحدود فأنا أتحدث أيضا عن الجزيرة. قوة
شبكتهم هائلة. من يمسك بالإعلام يمكنه أن يقلب العالم. رأينا ذلك في وثائق
ويكيليكس".
"الشرق الأوسط الجديد" بالنسبة لمريدور يتحرك ما بين محور معتدل ومستقر
وبين محور راديكالي. "المعسكر المعتدل يعمل ضد المحور الراديكالي، الهيمنة
الإيرانية والنووي الإيراني. ما يتغير أمام أعيننا هو سقوط القوميات
وارتفاع الدين، الذي جعل عنصر الهوية أساسي في العالم العربي والإسلامي.
"أنت ترى في معظم الدول الإسلامية جمهورا كبيرا يريد العيش باستقرار
ورفاهية، لكن يوجد في جميع هذه الدول منظمات مثل الطالبان، حزب الله وحماس
التي تريد زعزعة الاستقرار. جميعهم لديهم علاقة مباشرة بالله. هم يعملون
باسم الدين وهناك لا يوجد تسويات. وصلنا إلى حالة حيث زعيم وطني عربي
ولبناني هو حليف عسكري وسياسي لمن ليس عربيا وليس لبنانيا. هذا الارتباط
بين (السيد) نصر الله وأحمدي نجاد هو على خلفية هوية دينية، إسلامية
وشيعية".
هل تزعزع الثورة المصرية الوضع كثيرا؟ هل هناك علاقات جديدة على المحورين؟
"القضية المصرية جدية، لكننا لا نعرف كيف ستنتهي. لدى إسرائيل ومصر مصلحة
عليا في الحفاظ على السلام. الدولتان تستفيدان من ذلك. النظام العالمي
يستفيد من ذلك. حتى مصر لديها مصلحة باستمرار ذلك. مصر كانت الحجر الأساس
في المحور الذي وقف أمام الخطر الإيراني. أمام المحور الراديكالي. آمل أن
لا يتغير ذلك أيضا".
أنت قلق من تصرف الرئيس أوباما والأميركيين، الذين سارعوا للتخلي عن حليفهم، الرئيس مبارك؟
"لا يجب أن أقول كل ما أفكر فيه. الأميركيون غيروا لهجتهم في الأيام
الخيرة، بحيث لا يمكن معرفة إلى أين يؤدي ذلك. أتمنى أن تصلح النتيجة في
النهاية الأضرار".
أنت وزير شؤون الاستخبارات. هل فاجأتك التطورات في مصر والرد الأميركي؟
"أجل. حتى من أوضح سبب ضرورة حدوث ذلك، لم يعرف قبل دقيقة واحدة أن هذا على
وشك الحدوث. كان بالإمكان حصول ذلك قبل عشر سنوات وأيضا بعد عشر سنوات.
لكن لسنا فقط من لم نعرف. الولايات المتحدة الأميركية، مبارك نفسه والجنرال
الطنطاوي نفسه لم يعرفوا أن هذا على وشك الحدوث. العبرة الفورية لي هي
أننا يجب أن نتصرف بتواضع. مع كل استخباراتنا الممتازة نحن لا نعرف ماذا
سيحصل غدا".
ألا تخشى أن يخذلنا الأميركيون كما خذلوا مبارك؟
"اسمح لي أن لا أرد على هذا السؤال".
جوابك لا يطمئن
"أنا لا أعترف بأقراص المسكنات ولا بأقراص الذعر".
مريدور نفسه تحرك على المحور السياسي المعتدل في سباعية الوزراء المقربين،
مع إيهود باراك، أمام المحور الراديكالي لأفيغدور ليبرمان، بني بغين، بوغي
يعالون وإيلي يشاي. رئيس الحكومة تنقل من محور إلى محور. الأحداث في مصر،
إن كنت أفهمها بشكل صحيح، تربط نتانياهو مجددا بمعسكر اليمين. في أحاديث
مغلقة، يحنق نتانياهو على من يدفعه للسير إلى تسوية مباشرة مع الفلسطينيين
في هذا الوقت بالذات".
ــــــــــــــــــــــــــــ
أشكنازي قدًم لـ غانتس كتاب الأهداف في غزة
المصدر: "اذاعة الجيش الصهيوني"
" التقت القيادة العسكرية، السابقة واللاحقة، في مبنى قيادة الاركان، غابي اشكنازي في وداع خاص، عانق غانتس، ومن ثم خرج من الكريا.
قبل ذلك ودّع أشكنازي منتدى الأركان العامة وقدم لخليفته "بنك الأهداف"
المستحدث للجيش الإسرائيلي في غزة: وقال: "جلت معه كل هذا الوقت، وهو ليس
مجرد شعار، تمسك به بقوة وسيحقق لك النجاح".
شكر الجنرال غانتس أشكنازي قائلا أنه يدرك حجم المسؤولية والوظيفة: "أمور
تحدث، ومعاناة شخصية للحظة لكن المعاناة القومية تحسم من وجهة نظري. ولذلك
أنا موجود هنا. أنا اعلم الى أين سأدخل، وأعتقد أنني بدأت أشعر بالمكان
الذي سأدخل إليه. أنا أقوم بذلك بمتعة وجدية".
في هذا السياق، هنًأ وزير الدفاع إيهود باراك غانتس على النجاح وتحدث عن
الصعوبات الكامنة في منصب رئيس الأركان قائلا: "هناك عزلة في هذا المنصب.
وهي محفورة في كونه رئيس هرم على تماس مع المستوى السياسي، وهناك نوع من
العزلة مختلفة عن أي أمر تقوم به خلال هذا الطريق".
ــــــــــــــــــــــــــــ
التحديات امام غانتس كبيرة جدا
المصدر: "جيروزاليم بوست"
تلقى الفريق بني غانتس، بعد فترة قصيرة من توليه منصبه الجديد،
خبرا عن سقوط صاروخ قسام غربي النقب، وفي وقت لاحق، ذكرت الانباء عن خروج
الايرانيين الى الشوارع للاحتجاج على الرئيس المتطرف، احمدي نجاد، اذ قد
يؤدي التظاهر الى عودة الحركة الخضراء الى ايران، وقد تؤدي الى تغيير
النظام، قد لا يكون الامر فوريا، لكنه محتمل.
احدى مهام الجيش الاسرائيلي هي توفير الخطط للمستوى السياسي لسد الفجوات
ومعالجة التهديدات، وعلى سبيل المثال، كم طائرة سيشتري الجيش، وكم دبابة
ميركافا من نوع اربعة، وغيرها. وقبل سبع سنوات، فكّك الجيش ثلاث فرق، وهناك
تفكير ما داخل الى قيادة الجيش العليا باحتمال استعادة تلك الفرق.
في الوقت الحاضر، تحاول إسرائيل تثبيت علاقتها مع مصر. فهناك بعض القلق من
واقع أنّ وزير الدفاع محمد طنطاوي هو الآن رئيس البلاد. فطنطاوي، الذي خاض
ثلاث حروب ضد إسرائيل، ليس مغرماً كثيراً بالجيش الإسرائيلي أو الدولة
اليهودية.
بناءً على هذه الظروف، لن يكون لغانتس حتى يوم واحد من الراحة. والمناصب
التي شغلها لغاية الآن- قائد القيادة الشمالية وقائد القوات البرية وملحق
عسكري في واشنطن ونائب رئيس هيئة الأركان- تجعله الرجل المناسب لهذا
المنصب. والآن يتوجّب عليه إثبات أنه حقاً الرجل المناسب لهكذا وظيفة.
لكن يجب التذكير بان مصر، التي تمثل التحدي الأكبر لاسرائيل، لا يمكن
معالجة وضعها ووضع اخرين معها سوية في نفس الوقت. ليس سراً أنّ الجيش
الإسرائيلي ليس لديه حالياً وحدات وطائرات ودبابات كافية من أجل التعامل
بشكل صحيح مع حرب قد تتضمن مصر وسوريا وحزب الله وحماس وإيران في نفس
الوقت.
ــــــــــــــــــــــــــــ
عوزي ديان: على غانتس ان يهيء الجيش لمواجهات في الجنوب والشرق والشمال
المصدر: "القناة الثانية الاسرائيلية"
" قال اللواء في الاحتياط،عوزي ديان، رئيس مجلس الامني القومي
سابقا، ان رئيس الاركان العامة، بني غانتس، ليس ليس مرشح وزير الدفاع ايهود
باراك وليس المرشح الاول له، وبالتالي لا يوجد التزام من قبله تجاهه، على
نقيض من رئيس الاركان المعين سابقا، يؤاف غالنت.
واضاف ديان ان المهم الآن أنه اصبح رئيساً لهيئة الاركان، وسيبدأ بصفحة
جديدة، والموضوع الاول هو الاستمرار بمكافحة الارهاب، فغزة لم تنته، ولبنان
لم ينته، الامر الثاني تهيئة الجيش الاسرائيلي لاحتمال ضربة من ايران،
صحيح أنه إحتمال أخير، ونحن لا نريد ان يحصل وغيره، لكن ممكن ان يكون هذا
ما سيضطر الجيش القيام به، والامر الثالث هو بناء القوى بصورة مرنة لتفعيل
ممكن مقابل جبهة شرقية، فنحن لا نعلم ما الذي يجري في العراق، في الحقيقة
ما حصل في مصر ممكن ان يحصل في العراق بعد سنة أو سنتين وحتى احتمال ان
يكون هناك جبهة جنوبية.
ــــــــــــــــــــــــــــ
ما يحمي الأسد: الابتعاد عن اميركا واسرائيل
المصدر: "موقع نعنع الاخباري - أيال زيسر"
" من كان ليصدّق؟ قبل 37 عاماً اجتاح الجيشان المصري والسوري
بالتنسيق معاً الأرض الإسرائيلية خلال حرب يوم الغفران. منذ أن أقامت مصر
سلاماً مع إسرائيل, فتحت أبوابها واقتصادها أمام الغرب وتعزّزت حرية
التعبير فيها شيئاً فشيئاً. بينما تخلّفت سوريا. متخلّفة, معزولة وحتى
الآن ما زالت تقف خلف السياج الحدودي في الجولان مستعدّة للحرب. بالضبط
لهذا السبب, ينام الأسد بهدوء مقابل سقوط مبارك.
مرّ يوم السبت, الخامس من شباط, الذي أعلنه عناصر المعارضة السورية كيوم
غضب وتظاهر ضدّ النظام في دمشق, مضى دون أن يترك آثاره على العاصمة
السورية. أحداً لم يخرج للتظاهر في الشوارع ضدّ بشار الأسد ونظامه والعاصفة
الوحيدة التي هيمنت على سوريا كانت عاصفة رعد وبرق. عاصفة جلبت معها
أمطاراً مباركة سقطت في كلّ أنحاء الدولة بعد سنوات متواصلة من الجفاف. على
ما يبدو كان ردّ السلطات في سوريا على ذلك: مطر في موسمه – يُبعد متظاهرين
محتملين إلى منازلهم ويروي الأرض الجافّة.
ما يحمي الأسد – الابتعاد عن واشنطن والقدس
على الرغم من الهدوء الذي ساد سوريا خلال الأسابيع الأخيرة, سُئل في الواقع
الرئيس السوري الأسد في مقابلة أجراها مع الصحيفة الأميركية "وول ستريت
جورنال" هل أنّه غير قلق من أن تتكرّر الأحداث الحاصلة في مصر في بلاده.
أجاب الأسد أنّ هناك فرق هائل بين دمشق والقاهرة. هذا الفرق, أضاف شارحاً,
ناجم عن واقع أنّ سوريا في حالة حرب مع إسرائيل وأنّها ليست حليفة مقرّبة
من الولايات المتحدة الأميركية, كما كانت في حينها مصر مبارك (أراد القول,
أنّ الأميركيون لا يقفون ورائه كما وقفوا حينها وراء مبارك, ولذلك ليس
قلقاً من أن يقدموا على طعنه بسكين في ظهره كما فعلوا مع الرئيس المصري).
اختار بشار الأسد بالتأكيد شرحاً سطحياً, وبشكل أساسي مريحاً بالنسبة له,
شرح فيه الاضطرابات الحاصلة في مصر. يعزوا في شرحه سبب عدم الاستقرار
الحاصل في القاهرة إلى تصميم مصر في عهد مبارك على الحفاظ على اتفاقية
السلام مع إسرائيل, كذلك على إصرارها على مواصلة التعاون مع الولايات
المتحدة الأميركية.
لم تكن سياسات مبارك الخارجية ما أخرج المصريين إلى الشوارع
ما يقارب الـ40% من سكان سوريا هم من أبناء طوائف الأقليات. يتمثّل خطر
زعزعة الاستقرار في مصر بمجموعات من اللصوص تجوب الشوارع, إلا أنّ خطر عدم
الاستقرار في سوريا رهن بإراقة الدماء على خلفية طائفية.
في الواقع من الممكن قول أنّ سياسة مبارك الموالية للغرب لم تضفِ على نظامه
تأثيراً سليماً وبشكل أساسي دعماً وسط الجمهور المصري, لكن خلافاً لادعاء
الأسد من الواضح أيضاً أنّ هذا لم يكن السبب الذي خرج من أجله ملايين
المتظاهرين في القاهرة وفي كلّ أرجاء مصر ضدّ نظامه. حيث طالب المتظاهرون
بالتغيير وسعوا وراءه بعد سنوات طويلة من استبداد الرئيس والمقربين منه,
سنوات كانت تفتقد خلالها مصر للديمقراطية واتصف النظام خلالها بالفساد
والانحلال. ويضاف على ذلك كلّه أيضاً الغضب والسخط بسبب المشاكل الاجتماعية
والاقتصادية الحادّة التي تعاني منها مصر من بينها البطالة, الفقر
والحرمان, كذلك الفجوات الاجتماعية الحادّة بين الأغنياء والفقراء. من هذه
الناحية حالة الرضا أو الارتياح التي بثّها الأسد ليست في مكانها. في سوريا
يسيطر نظام ديكتاتوري يمقته معظم سكان الدولة. كذلك في سوريا هناك مشاكل
اجتماعية واقتصادية قاسية من شأنها أن تخرج يوماً ما ملايين السوريين إلى
الشوارع طلباً للحرية, لتحسين ظروف الحياة, للعمل وللمستقبل أفضل وأوضح لهم
ولأولادهم.
انكشاف سوريا على الغرب بمفهومه الواسع, بما في ذلك أيضاً على الشبكات
الاجتماعية والانترنت عموماً, ما زال محدوداً نسبة لمصر. في الاقتصاد
السوري الذي يسيطر عليه النظام الجميع فقراء ولا فجوات كبيرة بين الغني
والفقير.
في النهاية, ما زالت سوريا دولة مغلقة لم تمر بعملية التطوّر والعولمة
خلافاً لمصر. بذلك, انكشاف سوريا على الغرب بمفهومه الواسع, وتلقائياً
الانكشاف على الشبكات الاجتماعية والانترنت عموماً, ما زال محدوداً جداً
نسبة لمصر. في هذا الخصوص من المناسب التشديد على أنّه على الرغم من
الانتقادات الموجهة حالياً ضدّ مبارك, يجب الإقرار بأنّ النظام المصري
بقيادته أظهر نفساً طويلاً وصبراً تجاه المعارضة ومنحها مساحة للعمل,
بالقدر المحدود الذي كانت عليه. مساحة العمل هذه هي ما سمحت طوال العقود
الأخيرة للاحتجاج في مصر أن يتطور وفي نهاية الأمر انفجر واشتعل. أما في
سوريا, في المقابل, تقيم إدارة بشار الأسد نظام بيد حديدية وتحول دون أيّ
نشاط سياسي لا تمارس عليه السلطات رقابة كاملة.
النتيجة, إذاً, هي أنّ بشّار الأسد, حتى الآن, ما زال يستطيع الجلوس
مرتاحاً على كرسيه ويراقب بارتياح وطمأنينة ما يجري حوله. إلا أنّ الواقع
الحاصل في مصر يعلّمنا أنّ ارتياح نظام قمعي قاسٍ سيبقى على الدوام
ارتياحاً آنياً. وبالفعل يجب أن نفترض أنّه في يوم من الأيام, ربّما حتى
أسرع ممّا يتخيّل, سيأتي يوم بشار الأسد ليواجه عاصفة حقيقة تهبّ ضدّ
نظامه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحرم ملفات في الظلام
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ يوعز هندل"
" في حزيران 2009 أدخل رجال الاوقاف الى منطقة الهضبة في الحرم –
المنطقة التي كان فيها قبل الفي سنة الهيكل، جرافة ثقيلة. وفي غضون اسابيع
قليلة حفرت قناة بطول 80متر وبعمق متر واحد. الاثار التي كانت هناك اختفت.
بعد شهر من ذلك، في 26 آب، بدأت أشغال جديدة، هذه المرة حفر قناة بطول 400
متر وبعمق متر ونصف.
وشكل الحدثان ذروة سلبية في النشاط غير القانوني للاوقاف في الحرم. منذ
احتلال الحرم من قبل اسرائيل في 1967 ونقله الى رعاية الاوقاف نفذت في
الموقع الاثري الاهم في العالم اعمال افساد على مستوى هائل في ظل غض نظر
السلطة الاسرائيلية.
من ناحية رجال اللجنة لمنع تدمير الاثار في الحرم كان هذا كافيا للتوجه الى
رئيس الوزراء. وقد استقبل توجههم بأدب، ولكن بعد أن فهموا بان هدف الشكاوى
هو الاوقاف كفوا عن الاستجابة لهم. فتوجهوا الى محكمة العدل العليا
لاستصدار أمر احترازي لوقف الاشغال – ولكن قاضي عليا معين امتنع فجأة عن
الانشغال في الشؤون الحساسة واجل البحث الى ما بعد انتهاء الاشغال.
بلا مفر توجهوا الى مراقب الدولة، وبالفعل في 2007 بدأ فحص شامل لمكتب
المسؤول عن الحرم ولماذا لا يوجد قانون هناك. الوثائق والشهادات لم تنقص،
وقبل بضعة اشهر انتهى عمل المراقب.
من رأى المسودات الاولى روى ان المراقب وجد سلسلة من الاخفاقات مصدرها رئيس
الوزراء، سلطة الاثار، شرطة اسرائيل، بلدية القدس بل وحتى المستشار
القانوني السابق مزوز. كل هؤلاء تخلوا عن سلطة القانون في الحرم، وتخلوا
عن الحفاظ على الماضي "بسبب الحساسية". محبو الاثار وسلطة القانون انتظروا
بنفاد صبر النقاش الجماهيري الذي سينشأ مع نشر التقرير. غير أنهم في
الحكومة قرروا خلاف ذلك. وتحول التقرير الى سري، بعد توجهات النواب تقرر
السماح بنشر أجزاء محصورة منه، ولكن في هذه الحالة ايضا لا يسارع أحد. في
مكتب المراقب وعدوا بان حتى ايار ستنشر اجزاء من التقرير، وفي هذه الاثناء
فان التفسير الرسمي هو الحساسية والامن.
اراد القدر وفي ذات الاشهر تماما التي كان محظورا فيها الاطلاع على التقرير
"الحساس" عني مراقب الدولة في شؤون حساسة وامنية لا تقل قيمة. قضايا مع
رؤساء أركان، وحدات سرية بل وحتى نشاطات عملياتية مع مخربين. في اجواء
المحاكمات الاسرائيلية اصبح المراقب بديلا لمستوى أصحاب القرار. المراقب
وضوء الشمس، على حد قول المزحة، اصبحا مادة تنظيف وطنية – وفقط الحرم بقي
في الظلام. صحيح للمرة الاخيرة التي راجعت الامر فيها، فان دولة اسرائيل هي
صاحبة السيادة في الحرم، ولكن عمليا اجهزة السلطة ابعدت عن هناك ولا احد
ينبس ببنت شفة. من الصعب فهم كيف يحصل ان في دولة تتدخل فيها محكمة العدل
العليا والمراقب ويقرران بحزم في كل ما يعتبر في نظرهما كتجاوز لسلطة
القانون (ولا يهم حساسيته واهميته لامن اسرائيل) فان هناك امور تعد مثابة
الحظر الديني. كيف يحصل أن بالذات عندما يصل التحقيق الى المظالم المتعلقة
بالجبل – حيال الاوقاف، تختفي فجأة قوة القضاة، فيصمتون. هل الحساسية
الدينية في دولة اسرائيل هي ذريعة لتجاوز القانون؟ هل الرغبة في الهدوء هي
سبب للجبن؟
من يرغب في أن يحقق هنا مع حاخامين متطرفين، محرضين ومجانين دينيين من كل
ألوان الطيف، لا يمكنه أن يتخلى عن استنفاد القانون مع مجرمين برعاية
الاوقاف. هذا الكفاح لا ينتمي الى معسكر سياسي معين رغم انه لسبب ما يوجد
من تخلوا عن مفهوم السيادة. المحاولة لانقاذ آثار الحرم هي كفاح في سبيل
سلطة القانون وفي سبيل الحق في حماية الثقافة والتاريخ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إجتزنا مصر: المخاوف ليست سياسة
المصدر: " يديعوت أحرونوت ـ أفرايم هليفي (رئيس الموساد الأسبق"
" الاحداث في مصر وما تنطوي عليها تغطى بتوسع في كل أطياف وسائل
الاعلام الدولية وبطبيعة الحال يخصص اهتمام بموقف اسرائيل بما يجري. صحفيون
كبار يخصصون مقالات للزاوية الاسرائيلية، والكلمة البارزة في المنشورات هي
"الخوف".
ممَ يخافون في اسرائيل؟ من اسقاط الرئيس مبارك، الحليف المخلص لاسرائيل في
الحماية المتشددة لمعاهدة السلام وشخصية قيادية رائدة لكتلة الدول
الاسلامية المعتدلة، التي تقف في وجه التهديد الايراني.
ممَ يخافون في اسرائيل ايضا؟ من صعود حركة "الاخوان المسلمين"، لدرجة تحقيق
اغلبية في الانتخابات، ونشوء حكم على نمط النظام الايراني على ضفتي النيل،
من تضعضع الانظمة في الاردن وفي السعودية، المرسيين الحيويين في كتلة
الدول المعتدلة، من مظاهر ضعف الولايات المتحدة في ضوء ما يجري، من أن
اوباما ادار ظهره للحاكم المصري، الصديق المخلص لواشنطن وربما تبشر هذه
الظاهرة بامكانية أن يكون بانتظار الحلف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة
واسرائيل مصير مشابه.
ممَ تخاف اسرائيل ايضا؟ من صعود قوة حماس كنتيجة للتحرر المتوقع للحركة
الشقيقة في مصر من موقع المقموع الخارج عن القانون. وبعد أن تتعزز قوة حماس
تخاف اسرائيل من ضعف فتح، التي تقود السلطة الفلسطينية، والتي تحاور
اسرائيل. والقائمة تطول. اسرائيل تخاف من تحول لبنان الى دولة حزب الله،
وتخشى تدهور علاقاتها مع تركيا، شريكتها الاستراتيجية منذ امس وأول أمس،
قبل أن تصل الى الدرك الاسفل الاخير. وبالطبع، تواصل اسرائيل التخوف من
التهديد النووي الايراني.
الرأي العام الدولي لم يكن بحاجة الى اصطلاح "الخوف" لو لم توجد لذلك
تأكيدات في ردود الفعل التي تتجاوز الاحزاب في الزعامة الاسرائيلية تجاه
الثورة في مصر. قليلة الاصوات التي تبنت رواية مختلفة كي تشرح للجمهور
الغفير ولشعوب العالم ما هي الاستنتاجات السياسية والعملية التي ينبغي
استخلاصها عمليا من الصور التي تنتشر أمام ناظرينا.
أحسن رئيس الاركان المنصرف صنعا عندما قال في احدى محاضراته الاخيرة قبل أن
ينزع بزته بان على الجيش الاسرائيلي أن يستعد مرة اخرى للتصدي لمعارك
متعددة الجبهات – "الحرب الشاملة" كما عرفناها في ماضينا. لا ريب أن
اشكنازي سعى الى أن يعد الجمهور بان في وسعنا أن نتصدى بنجاح حتى لاختبار
عسير من هذا القبيل، وكان هذا ايضاحا هاما.
لاسرائيل قدرة كبيرة على التأثير على فرص نضوج جزء كبير من التهديدات
الكثيرة والمتنوعة واحباطها وهي في مهدها – ولكن هذا التأثير لن يجد تعبيره
بطريقة التدخل في الشؤون الداخلية للدول المحيطة بنا. مثل هذه المحاولات
محكوم عليها بالفشل الذريع. لسنا من نقرر من يحكم في مصر وأي نظام يكون في
شرقي الاردن، وكيف سيحل الفلسطينيون النزاع الداخلي العميق الذي يشق
صفوفهم.
تأثيرنا سيكون ملموسا من تلك اللحظة التي تعود فيها اسرائيل الى بث القوة،
لمجتمع متراص يؤمن بذاته، يواصل تطوير قدراته الامنية، الاستخبارية
والسياسية التي تسمح له بالتفكير والسلوك كقوة عظمى اقليمية. كنز الافكار
والكلمات التي تزود بها واستخدمها زعماء اسرائيل في الاسابيع الاخيرة يتعين
عليهم ان يعيدوها الى المخازن.
الخوف والتخوف ليسا سياسة، وازالة هذه الاصطلاحات من المقالات، من العناوين
الرئيسة ومن الشاشات ليست مهمة اعلامية. عندما تستأنف اسرائيل زخم فعلها
السياسي، ستقف بفخار وثقة امام اصدقائها وامام اعدائها لتظهر الابداعية،
التجدد، الثقة والايمان بنفسها، سيفهم الجميع بانها عادت الى نفسها والى
قوتها.
في كتاب "في الصحراء" يظهر تقرير الجواسيس عن جولة استخبارية قاموا بها في
بلاد كنعان وعن اللقاء بينهم وبين "العمالقة": "ونكون في عيونهم كالجبابرة
وكذا كنا في عيونهم". محيطنا سيتعاطى معنا قبل كل شيء مثلما نتعاطى نحن مع
أنفسنا. هذه هي المهمة المركزية للزعامة في هذه الساعة، وفي يدها الأمر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرق أوسط تركي
المصدر: " هآرتس ـ سافي راخلفسكي"
" يصعب على السائر في شوارع عمان ان يتجاهل اتساع الطبقة الوسطى
في الاردن. ليس الحديث فقط عن مقاهٍ أدبية كثيرة، فصعود الطبقة يبرز في
الاسواق ايضا. في هذه الصورة – التي تختلف في جوهرها عن تحطم الطبقة الوسطى
الدقيقة في مصر – زاد مقدار الطبقة الوسطى من الاردنيين من أصل فلسطيني.
من المثير ان نسمع طالبا جامعيا فلسطينيا – اردنيا في اربد، مقتنع بأن
اليهود يأكلون كعكة مصنوعة من دم اطفال، لكن التوجه المتوسع مختلف.
في أكثر من مرة يصبح المتحولون والتائبون متطرفين في الهوية الجديدة. ليس
هذا توجها مطلقا، لكن الشعور الوطني الاردني يأسر الآن قلوبا كثيرة بين
الاردنيين من أصل فلسطيني. على نحو يشبه أدباء مهاجرين من أصل يهودي –
كانوا من ممجدي الفرنسية والامريكية والالمانية – يشايع كثير من المهاجرين
من فلسطين الطبقة الوسطى الوطنية الجديدة. إن الجيل الفلسطيني الذي نشأ منذ
انفصلت الاردن عن الضفة الغربية عالم جيدا بالفجوة التي برزت لصالحه عن
اخوته المقموعين في الضفة غير الصحيحة.
تتضح صورة اسرائيل من عمان ذات الضباب. إن تحطم الطبقة الوسطى في اسرائيل
يبدو مصيريا لكن ليس هو وحده. إن ادارة نتنياهو تستمتع بالشعور بالتزعزع لـ
"خيانة" اوباما لشركاءه في المنطقة. لكن انتقاد الخيانة للشركاء يحسن أن
يوجه الى الداخل.
اعتزل موشيه ديان حكومة بيغن في 1979 عندما أدرك ان المجال الاستراتيجي
الذي يمنحه السلام مع مصر لاسرائيل، يوشك ان يُستغل بدل مصالحة الفلسطينيين
لبناء مجال عيش استيطاني عنيف مغامر في الشرق. وقد أدرك ديان جيدا ان
تصورا كهذا سيفضي الى العودة المدمرة الى عصر القوة الذي سيطر فيه على
الطرفين تصور "شرم الشيخ بلا سلام أفضل". يوجد شيء من الشاعرية اذا في
اختيار حسني مبارك شرم الشيخ مكانا لجلائه.
وُجهت السياسة الاسرائيلية من اريئيل شارون حتى نتنياهو الى تحطيم الطبقة
الوسطى العربية المتعلقة بالهوية والوطنية وشكّها بقرني المعضلة: إما
"روابط القرى" المتعاونة وبشير الجميل وإما حماس. وهو اختيار تراه اسرائيل
القومية متشابها لانه يُجسَّد في الاثنين احباط السلام والانسحاب.
إن كثيرين في عمان سعداء لحكمة عبد الله الذي ابتعد عن احتضان نتنياهو ولم
يُر متعاونا مثل مبارك. لكن ليس الاحتضان السام لاسرائيل الاستيطانية هو
الذي أخرج الجماهير الى شوارع القاهرة، لكن يصعب أن نُقلل من وزن الشعور
القومي الاسرائيلي، الذي رفض إتيان شركائها المعتدلين بأدنى قدر من
الانجازات.
تبدو القاهرة وغزة وطهران من عمان بعيدة. وتبدو تركيا قريبة. تبدو التنبؤات
الآن مريبة لكن من خلال الضباب البارد في عمان يظهر شرق اوسط تركي.
فالحديث عن صيغة من الحلم الاسرائيلي ومؤداه "كل شيء مشمول". فثمة الاسلام
المتطرف، ومؤسسة عسكرية كبيرة براغماتية فاسدة، وكذلك طبقة علمانية مليئة
بالحياة. إن خليطا مختلفا من هذه الأسس الثلاثة يبدو مستقبلا اقليميا يسحر
كثيرين. خليط ليس فيه حسم قاطع قصدا الى الاستمتاع بجميع العوالم.
من عمان، التي يظهر فيها من قوات الامن أقل مما في القدس، تُرى اسرائيل
التي قد اختارت تركيا. "كل شيء مشمول". كذلك الحاخام دوف ليئور؛ وكذلك
"ابنة الكتيبة" المبتهجة في الاوبرا في تل ابيب؛ وكذلك بطبيعة الامر مؤسسة
عسكرية كبيرة براغماتية فاسدة. كلها معا دون حسم قاطع. لكن في النموذج
التركي في اسرائيل يكمن لغم. فبغير طبقة وسطى – هويية اسرائيلية – تتغلب
على خلاصيي الارض والعنصر تغلبا حادا – تكبر احتمالات ان تصل المنطقة الى
صدام من آخر الزمان تبدو الثورة في مصر الى جانبه مثل نزهة حالمة في شوارع
عمان".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طاولة رئيس الاركان غانتس المليئة
المصدر: " اسرائيل اليوم ـ يوآف ليمور"
" بعد الاحتفالات، التهاني، العناقات والتوديع لرئيس الاركان
المنصرف غابي اشكنازي، يعقد بني غانتس اجتماعا لالوية الجيش الاسرائيلي في
أول جلسة عمل. ساعة ونصف تقرر لهذه الجلسة، التي سيعرض فيها رئيس الاركان
العشرين نظرته الفكرية بالنسبة للجيش الاسرائيلي.
أقواله، كما يمكن الافتراض ستتناول كل النقاط الاساس. غانتس سيتحدث عن
التغييرات في الشرق الاوسط، التي ذروتها في الثورة الشعبية في مصر، وعن
التحدي الجديد الذي تفرضه على الجيش الاسرائيلي: الحاجة الى توزيع آخر
للميزانية وتركيز مختلف للجهود الاستخبارية، في فحص امكانيات اقامة اطر
جديدة – من فرقة وحتى فيلق.
وهو سيعنى بايران: ببرنامجها النووي والمساعي لاحباطه ليس بضربة عسكرية
(ولكن بالواجب الموازي لتأكيد هذا الخيار اكثر ايضا)، وبالمساعي المتعاظمة
لتوسيع نفوذها في المنطقة، مع التشديد على لبنان وغزة.
سوريا هي الاخرى ستذكر، على أي حال. وسيتحدث غانتس عن مكانها المركزي في
المحور الذي يؤدي من طهران الى بيروت وعن دورها في الارهاب، ولكنه سيواصل
موقف سلفه (المسنود بتقدير شعبة الاستخبارات) الذي يعتقد بان اتفاق السلام
يمكنه أن بنقل سوريا الى جانب "الاخيار".
رئيس الاركان الوافد سيتناول الولايات المتحدة ايضا. امس التقى مع نظيره
الامريكي. الصلة الوثيقة ستبقى ليس فقط كضمانة ليوم ماطر، بل اساسا كجهاز
تسخين امني في الايام التي يهب فيها على واشنطن برد سياسي – دبلوماسي.
الى جانب هذه التحديات الخارجية، سيكون غانتس مطالبا بالنظر الى الداخل،
الى الجيش الاسرائيلي: الحفاظ على التدريبات والمخزونات الاحتياطية، تسريع
المشاريع، عقد اتفاقات التسليح (اف 35) وبقدر كبير – بلورة خطة جديدة
متعددة السنين تدعم ماليا وتصمد في وجه الهزات الاقتصادية.
رئيس الاركان العشرين سيرغب في الحفاظ على نسبة التجنيد العالية الى المسار
القتالي، بل وان يقلص عدد غير المتوجهين الى الخدمة: زيادة عدد أبناء
المدارس الدينية الذين يتجندون، او على الاقل الكفاح في سبيل ان يمارسوا هم
(والعرب) خدمة وطنية ذات مغزى.
كما أن غانتس سيسعى الى الابقاء على الجيش الاسرائيلي في قلب الاجماع،
بعيدا عن العواصف السياسية، بل والشخصية ايضا. وهو سيشطب قضية الوثيقة،
ويرفع فورا الى مصادقة وزير الدفاع التعيينات العسكرية التي أجلت (ناقص
مساعد رئيس الاركان الى أن يستكمل فحص مراقب الدولة في قضية هيرباز).
من يعتقد أن الطبيعة المريحة لغانتس ستجعله مستعبدا للسياسيين من المتوقع
أن يخيب ظنه: الشكل الذي عين فيه يعفيه من رد الجميل بل ومن الديون. غانتس
مجرب بما فيه الكفاية كي يعرف بانه ملزم لنا فقط، نحن المواطنين،
ولمرؤوسيه، الجنود. ينبغي الامل بان يكون هو رسميا، وأيضا مستقلا، ذا رأي،
شجاع ومتزن، والاهم – ان يكون له، ولنا، الحظ في أن يسير مع الأخيار".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استبداد باسم الحرية
المصدر: "هآرتس ـ رونين شوفال"
" النضال من اجل انشاء لجنة تحقيق برلمانية للفحص عن مصادر تمويل
منظمات تعمل في سلب اسرائيل شرعيتها رمزي وتأسيسي. انه يمثل نضالا فكريا
عميقا في المجتمع الاسرائيلي بين أكثرية ديمقراطية ضاقت ذرعا بالواقع
المضاد للديمقراطية الذي يسوده، وبين أقلية مضادة للديمقراطية، تريد
الاستمرار على فرض ارادتها على الأكثرية. نضال بين الديمقراطية الوطنية
التي تستمد سلطتها من الشعب، وبين النخبة الحاكمة المعارضة للصهيونية التي
تسيطر على مراكز تمثيل القوة.
للنخبة الحاكمة اطار قيم مختلف. وهي ترى ان الشعب يؤمن باعتقادات سخيفة
وبأن قيمه بدائية. ولهذا فهو محتاج الى التوجيه والتربية من جديد. وصدورا
عن اطار قيم بعد حداثي، تشجع النخبة أكاذيب واشاعات على الدولة، وتشجع
دراسة روايات كاذبة في الجامعات وفي جهاز التربية، وتشجع اعضاء كنيست على
العمل في مجابهة الدولة، وتشجع الدولة على الاستمرار في الانفاق عليهم،
وتُعبر عن مشايعة القطيعة مع اسرائيل، بل تزعم ان من الشرعي أخذ مال من دول
اجنبية لمطاردة جنود الجيش الاسرائيلي قضائيا.
هذه نخبة، عندما يوجد من يريد ان يعمل من اجل الحقيقة والعدل، في مواجهة
القطيعة وسرقة الوثائق من الجيش، وفي مواجهة تقديم شكاوى باطلة على قادة
الجيش في الخارج وتقارير كاذبة للامم المتحدة، فانها تُصنفه باعتباره فاشيا
– مكارثيا، وتُنسى نفس حرية التعبير الممجدة التي أقسموا باسمها قبل لحظة
فقط.
يكفر أناس النخبة المعادية للصهيونية بالاخلاق، لانهم يزعمون ان الاخلاق
نسبية، لكنهم يدّعون في نفس الوقت ملكية تاج الاخلاق والليبرالية. وهم
يحتقرون ارادة الأكثرية كما يتم التعبير عنها في الكنيست، ويتلقون بفرح
مبالغ ضخمة من دول اجنبية ويمثلون مصالح اجنبية مقابل ذلك.
أصبحت هذه النخبة يائسة من امكانية التأثير في الرأي العام، ولهذا تريد ان
تفرض على اسرائيل، باسم حقوق الانسان والديمقراطية بطبيعة الامر، سياسة
سياسية متطرفة تعارض ارادة الشعب.
إن استدخال رواية العدل الفلسطيني، التي اجتهدت النخبة المعادية للصهيونية
في استدخالها، صدّع الروح الصهيونية تصديعا عميقا، ومن هنا سر نجاحها. لم
تكتف بانشاء جدول عمل بديل فقط بل نجحت في ان تغرس شكا فيمن لا يوافقها.
في الحقيقة ليس جميع الصحفيين والقضاة والفنانين والمنظمات خارج البرلمان
معادون للصهيونية؛ لكن ثقافة السلامة السياسية ما بعد الحداثية التي تم
تغليبها في أعقاب سيطرة مُعادي الصهيونية على مراكز القوة، لا تكاد تُمكّن
من لا يوافقهم من الفرار من ذلك التيار الفكري العكر.
وهكذا على سبيل المثال، تتحول تسيبي لفني من ضحية لتلك المنظمات التي
طاردتها أمس فقط في بريطانيا، ولقبتها مجرمة حرب وجعلتها تعود الى البلاد
خوف الاعتقال، الى مدافعة عنها في مجلس الشعب الاسرائيلي. وهذه هي أعراض
ستوكهولم في أحسن صورها.
النضال من اجل انشاء لجنة التحقيق البرلمانية هو النضال الحقيقي للمجتمع
الاسرائيلي اذا. انه نضال في مواجهة أقلية ما بعد حداثية، معادية
للديمقراطية ومعادية لليبرالية، تنشيء باسم الديمقراطية والليبرالية وحقوق
الانسان والحرية استبدادا فكريا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جرس ايقاظ لليسار
المصدر: " معاريف ـ الون مروم"
" ما هي القيم التي توحد المعسكر الكبير والراسخ، الذي يمنعه
النقد الذاتي المبالغ فيه والتنافس الداخلي المتطرف من أن يحقق طاقته
الانتخابية الكامنة؟ كيف بشكل عام يتم التبلور في معسكر واحد في عصر
الفردية متعدد الثقافات كهذا؟ ما الذي يرص صفوف محبي حقوق المثليين،
المسالمين، غير اليهود، الموالين لسلطة القانون، اتحادات العمال، الخضر،
رافضي فوارق الدخل، الاصلاحيين الدينيين، الحساسين تجاه الموقف من الرجل
والمرأة وحتى الشيوعيين؟ ما الذي يرص صفوفهم مع جموع الليبراليين
والاشتراكيين الديمقراطيين المعتدلين؟ واذا ما وجدت هذه الصيغة السحرية،
ذاك القاسم المشترك المنشود، فكيف بحق الجحيم يترجم ذلك الى ثورة ديمقراطية
في الكنيست؟
أولا، يجب استبعاد النزعة المحافظة التي كانت دوما في اليسار. تحطيم احتكار
الهستدروت في مجال لجان العمال والنهضة في الاتحادات في الاقتصاد هي نماذج
جيدة للتجدد. ثانيا، تحطيم التزمت: في القرن الواحد والعشرين لا مجال
للصلابة الفكرية خلف مفاهيم متحجرة وجامدة من طبيعتها أن تهتز. على المعسكر
ان يستضيف طيفا واسعا من الميول، بدءا من نقطة المركز بل والى داخل الجموع
الانتخابية اليمينية – الدينية – الاصولية – الروسية. ثالثا، يجب ان ندفع
نحو الهوامش طليعة عديمة الحساسية تجاه مفاهيم الجماهير: في عشية عملية، لا
سمح الله، لا ينبغي الحديث عن مفاوضات مع حماس.
جدالات ثقافية محصورة في شريحة رقيقة من الجمهور، واساسها بشكل عام طموح
شخصي ضار. شرائح واسعة، جماهيرية، مدفوعة بالاساطير، بالرموز وبالشخوص.
الاخيرون يثيرون الانفعال، وهذا بدوره يؤدي الى العمل. جدالات على القيمة
المضافة في النظرية الماركسية، على تعديلها في عناصر الخطر والنتاج أو في
تغيير ميلتون فريدمان عودة الى معيار الذهب – تثير شهوة فقط لبزولا 68
وغورغنزولا.
القومية المتطرفة يجب تركها لليمين، وكذا ايضا الرأسمالية الصرفة. نواة
اليسار هي محبة الانسان، بمساوىء طبيعته الحيوانية احيانا؛ وهي الثورة امام
معاناة الضعيف، كائنا من كان سواء عربيا أو عديم المنزل، التطلع المثالي
بعض الشيء للقيادة الاخلاقية لاسرة الشعوب، احتواء مصادر دينية وتاريخية في
القومية المتنورة، محبة السلام والتعددية.
اليسار هو النزاهة الاقتصادية – نعم، سوق حرة حقا ايضا تصر على حق ملكية
الغني في أن يفعل كل ما يروق له من طمع، ولكن بقيد واحد ووحيد هو أن يفعل
ذلك بشكل نزيه. اليمين ينظر الى الوراء، اما اليسار فالى الامام. اليمين هو
تقديس المراتبية – هذه التي يبيعها لنا فقط اولئك الذين يرون أنفسهم فوق
الشعب أو يتطلعون الى ذلك في احلامهم النهارية – مثلما ايضا الاصوليين
المتطرفين الذين يرفضون كل مصدر للصلاحية والاخلاق في بني البشر. اليسار هو
الكيان الجماعي. وحماية البيئة؟ البيئة يمكن انقاذها فقط معا، ليس كأفراد
يتنافس الواحد مع الآخر حتى المقاطعة، الاغتراب، الجريمة، العنصرية
والكراهية.
الاعتدال والحل الوسط يبدآن من الداخل، في كتلة اليسار – الوسط. الانشقاق
والانقسام هما أم كل الخطايا. هكذا ايضا السلام – قبل المصالحة مع جيراننا،
يجب عمل ذلك مع جيراننا في المبنى، بين أرباب العمل والعاملين، يهودا وغير
يهود، علمانيين ومتدينين. وفوق كل شيء، الديمقراطية – بالمعنى الاشمل لهذا
الاصطلاح. معسكر السلام الاسطوري – غير أن يركز على الحل الوسط، الاحتواء،
الاعتداء، الانسانية، القانون، الاخلاق والعدالة. وهي ليست مجرد شعارات.
لا تقولوا معسكر السلام، بل قولوا معسكر الديمقراطية.
والتطبيق؟ التطبيق قد يبدو على النحو التالي: لنفترض أنكم وصلتم الى قمة
طموحاتكم: انتم جبابرة مال، أنتم بروفيسوريون مؤثرون، أو ربما معلمي رياض
أطفال راضين؛ الان انتم أحرار في الكف عن البقاء وتعميق معارفكم. هكذا
تكتشفون أنه في ناديكم الجديد الاغلبية تؤمن بمحبة الانسان، الساعي وراء
العدالة، المثقف بما يكفي ليعرف بانه في الحرب يتصرف المرء كما في الحرب.
واعٍ ذاتيا بما فيه الكفاية ليحترم الاخر، شبع بما فيه الكفاية ليتطلع الى
ان يقترب بعض الشيء من اصلاح العالم. النادي الذي سيسره قبولكم في العضوية،
يرسم لكم الطريق لتحقيق شعور السعادة ويحركه العمل الحقيقي، هذا النادي
كانوا يسمونه ذات مرة كديما – العمل – ميرتس – حداش، أما اليوم فاسمه
المعسكر الديمقراطي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يجب عدم التخلي عن تغيير نظام الحكم
المصدر: " هآرتس ـ البروفيسور أندرو أراتو"
"هل يمكن أن نُسمي تحرير مصر – وهو من صنع يدي حركة شعبية مؤثرة
عملت من اجل الديمقراطية – "ثورة"؟ لا شك في ان ما حدث في مصر يتجاوز تعريف
الاصلاح، الذي ظل يتمسك به حتى المدة الاخيرة المدافعون عن نظام الحكم من
الداخل والخارج. لكن هل ما يحدث في مصر هو ثورة على شاكلة الثورات الكبرى
في التاريخ – في 1789، و1917، و1979 – التي اشتملت على اسقاط عنيف لنظم
الحكم وحلول القوى المنظمة لسلطة محل سلطة سيادية اخرى؟ أم أن ما حدث في
مصر أكثر شبها بالثورات المخملية غير العنيفة، التي تمت بواسطة التفاوض في
السنتين 1989 – 1990 في مركز اوروبا، وفي التسعينيات في جنوب افريقيا،
عندما أفضى التفاوض بين السلطة والمعارضة الى انشاء نظم حكم تقوم على
ديمقراطية دستورية؟.
في حين ان ضبط النفس والانضباط الذاتي المدهشين اللذين أظهرتهما حركة
المعارضة في مصر يجعلانها تنتمي الى صنف الثورات المخملية – فان الانقلاب
العسكري الذي وضع حدا لحكومة مبارك أكثر ملاءمة للنوع الكلاسيكي. لكن
الثورات الكلاسيكية تتصل دائما بالانقلابات، ولا يهم مبلغ شعبية طابعها.
لكن أي من نوعي الثورة هذين سيصبح هو المهيمن في مصر؟ يتعلق مصير
الديمقراطية بنوع الثورة التي سيتم اختيارها، لان الانقلاب برئاسة الجيش،
الذي يتحكم بشكل انتقال السلطة، يستطيع بيقين اغلاق الطريق نحو تغيير نظام
الحكم.
إن الحكم الاستبدادي الثوري أو العسكري نشأ دائما تقريبا نتاج انقلابات حتى
عندما كانت متصلة بالثورات. فتحت نظر حركة الجماهير الكبيرة المنفتح
ومنظماتها المحكمة والعالم الواسع، الذي يُبدي الآن اهتماما كبيرا
بالديمقراطية في مصر – لا يجوز لنا ان نتوقع نتيجة كهذه بصورتها المكشوفة
الصريحة. إن الخيار الاصلاحي وهو إبقاء كل شيء على حاله، على التقريب، اذا
استثنينا إبعاد مبارك – تلاشى مع الاعلان للصحف الذي نشره المجلس العسكري
الاعلى في يوم الاحد. كان هذا الخيار المحافظ – الاصلاحي يستعمل البرلمان
الذي حُل الآن، لادخال تعديلات.
مع ذلك يوجد الآن خياران، يمكن ان تختارهما السلطة الحالية الشاملة للمجلس
العسكري الاعلى: الخيار الاول هو الراديكالية الديكتاتورية. فالقوة التي
قامت بالانقلاب تحل محل جميع المؤسسات القائمة. قد يعجب هذا عددا من
الثوريين من النوع القديم لكن يحسن ان يكونوا حذرين. إن حل مجلس الشعب،
والغاء الدستور وجعل المجلس العسكري الاعلى فوق الحكومة التي عينها مبارك
منذ زمن قريب تعني ان الارادة السيادية ستُجسدها جهة واحدة، تحتل محل
القواعد الدستورية وهي المؤسسة التي تحظى الآن ايضا بحق تغيير هذه القواعد.
هذا هو بالضبط المعنى والنتيجة لتعيين لجنة على يدي المجلس العسكري الاعلى
من اجل إدخال تغييرات في الدستور. في حين يمكن تصديق دستور مؤقت كامل على
هذا النحو، يمكن ان تشتمل النتيجة على اعطاء ضمانات في المستقبل غير
ديمقراطية للجيش، وعدم تطبيق تلك القواعد التي يفترض ان تضمن انتخابات حرة
ونزيهة ووسائل اعلام ديمقراطية.
لن يكون استفتاء الشعب للمصادقة على الدستور حماية، لان الشعب يستطيع ان
يختار فقط دستور مبارك غير المعدل، مع التغييرات التي ستقرر اللجنة المخولة
ان تُدخلها عليه. وبازاء حقيقة ان انتخابات يتوقع ان تُجرى في القريب جدا،
يمكن ان يصبح الهدف ضمان اختيار مرشح مناسب ربما يكون حتى عسكريا. والخيار
الثاني هو تغيير نظام الحكم بالتفاوض. إن مجرد حقيقة ان جرى انقلاب ضمن
الثورة وسُلب السيد الآن سلطاته وبدأ تحقيق مسار ثورة كلاسيكية – لا يعني
ان الحسم نهائي وانه لا يمكن ان يُركب عليها طراز 1989 وجنوب افريقيا الذي
يعتمد على التفاوض.
كما حدث في العراق، بعد ثورة فُرضت من الخارج، ستكون حاجة هنا ايضا الى جعل
مسار يحتمل أن يفرض من أعلى، مسارا مفتوحا وشرعيا يقوم على التفاوض. نحن
نعرف هذا السيناريو من مركز اوروبا وجنوب افريقيا بل من العراق على صورة
معوجة: فثمة تفاوض، ودستور مؤقت، وانتخابات حرة، ومؤتمر دستوري مع الخضوع
لقيود ما ولرقابة محكمة دستورية، وحكومة وحدة وطنية مؤقتة أو مجلس تنفيذي
يقوم على الشراكة في السلطة يراقب الترتيبات. من المؤكد ان يفضي هذا
السيناريو الى تغيير نظام الحكم، وثمة احتمال في مقابلة ذلك ان يقترح عددا
من الضمانات – شخصية أكثر من ان تكون مؤسساتية – لمن تمتعوا بالنظام
القديم.
لا اعتقد ان يصعب على الديمقراطيين الاختيار بين هذين الخيارين. المشكلة ان
المجلس العسكري الاعلى ايضا لن يصعب عليه الاختيار بينهما. يبدو الى الآن
ان رجاله قد اختاروا الخيار الاول. لكن الامر ليس متأخرا جدا حتى الآن.
ينبغي دفعهم بشدة الى ان يختاروا الخيار الذي هم أقل رغبة فيه وهو الخيار
الذي يفضي الى تغيير نظام الحكم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضابط شليط رئيس
المصدر: "معاريف ـ عوفر شيلح"
" في توجيهات وداع غابي اشكنازي كرر جملة واحدة، متوقعة على نحو
خاص إذ قال رئيس الاركان التارك: إن أكبر فشل لي أن مرت اربع سني ولايتي
وما يزال جلعاد شليط في الأسر. سارع اشكنازي باجراء كلاسيكي من توجيه
الاصبع الى آخرين وذكّر بأنه أيد هو نفسه صفقة تدفع فيها اسرائيل الثمن
الذي تطلبه حماس عن شليط. قال: أنا المسؤول عن تقدير المخاطر والمجابهات
معهم، وأنا أعتقد ان هذه مخاطرة ينبغي الأخذ بها لانهاء هذه القضية
البائسة.
من غير ان ندخل جدل من أيد ماذا ومتى، إن مجرد تطرق اشكنازي الى قضية شليط
مشتق من التصور الثابت في هذا الشأن: وهو أن الامكانين النظريين الوحيدين
لاطلاق سراح شليط هما إما عملية عسكرية وإما دفع الثمن الذي تطلبه حماس. إن
صورة هذا التناول، اذا قصدها اشكنازي حقا بجدية ولا يذكر فقط خطايا
الآخرين، هي جزء من اسباب الفشل المتواصل في شأن شليط – وربما تشير الى أول
شيء يستطيع بني غانتس فعله في اول أيامه في رئاسة الاركان.
من الصحيح حتى هذا الصباح، انه لا يوجد في الجيش الاسرائيلي ضابط واحد يوجد
في تعريف عمله، وفي جدول مهامه لهذا الصباح، اعادة جلعاد شليط الى البيت.
ولا تقولوا لي: قائد دورية هيئة القيادة العامة، ورئيس لواء التشغيل في
"أمان"، ورئيس "أمان" نفسه أو رئيس هيئة الاركان: فلكل هؤلاء مناصب كثيرة
مهمة، ومهام تُشتق من الأطر التي تولوها لكن ليس من ذلك اعادة شليط. وليس
رئيس قسم الأسرى والغائبين أو شخص آخر مثل اولئك ايضا.
ليس هذا أمرا تنظيميا فحسب. الضابط المعين يعني شخصا يمكن قياس نجاحه أو
اخفاقه. وهو لذلك يُدفع الى فعل كل ما لم تفعله اسرائيل حتى اليوم من الفحص
عن طرق عمل، وطرح أفكار للنقاش وخطط للمصادقة، والجلوس الى الوحدات
والتنظيمات الموازية لتقدير أين نقف والى أين يجب أن نمضي. كل ما لا يحدث
في شأن شليط، المعلق الواقف منذ شهور في توقع تحرك للتفاوض أو اختراق
استخباري يُمكّن من عملية.
لا تقولوا لي إن شأن جندي واحد أقل من أن يُعين له ضابط كامل في الخدمة
الدائمة. فقد تحول شليط منذ زمن الى شأن وطني، يظهر في اسئلة المجندين
والخادمين. قد يكون ثمن اطلاقه كارثيا، بحسب اولئك الذين يعارضون دفع مطالب
حماس كاملة. وقد أُنفقت في الجهد للكشف عن موقعه اموال كثيرة وعُرضت للخطر
أرواح بشر. يوجد ضباط خُولوا أكثر من هذا كثيرا. لكن لا يوجد ضابط مسؤول
عن جلعاد شليط.
لماذا؟ دعوني أُخمن: لان هذا الاجراء سيُحدث عنوانا حقيقيا يتحمل
المسؤولية. ومن غيره، يستطيع رئيس الاركان ان يستمر في الحديث عن موقف عام
للمسؤولية لا معنى له. ويستطيع معارضوه ايضا ان يتهموه بالغوغائية من غير
ان يتحرك أحد عن موضعه المريح. وما يزال حاجي هداس ايضا ممثل الحكومة في
التفاوض يطرق الابواب من غير ان تستجيب له وحدات وموارد خُصصت له بصراحة.
يستطيعون جميعا الاستمرار في قول انهم فشلوا من غير ان يدفعوا عن ذلك ثمنا.
يجب على غانتس أن يُعين هذا الصباح ضابطا يختص بالشأن، ضابط شليط رئيسا.
يوجد في "أمان" أو بين خريجيها عدد كاف من المرشحين المناسبين. من المؤكد
ان يفرح رئيس "أمان" أفيف كوخافي، الذي اختطف شليط تحت إمرته على فرقة غزة
لأن يخصص ما يُحتاج اليه كي يستطيع هذا الضابط بدء العمل، وإلا فلن يمنع
المأساة التي ينهي بها غانتس ولايته ويقتبس ردا على شأن شليط المنسي من
كلام من سبقه في عمله إلا معجزة أو تطور غير متوقع".