"يديعوت احرونوت":
ـ شكرا .. ابتداء من هذا الصباح في العاشرة: بني غانتس هو رئيس الاركان.
ـ حفل تسريح.
ـ كان مبارك؟ الحكم العسكري حل البرلمان وألغى الدستور.
ـ ليبرمان يعارض تعيين عوزي أراد سفيرا.
"معاريف":
ـ المواطن اشكنازي.. حفل تسريح.
ـ شكرا يا غابي.. رؤساء الاركان يؤدون التحية.
ـ باراك لايتان: اسلوبك غير مقبول علي. ـ نتنياهو لايتان: لم تتميز بثقافة الكلمات.
ـ ليبرمان ضد نتنياهو: المعركة على السفير.
ـ اولمرت يطالب لادور بالاعتذار.
ـ أمسكوا بدفة القيادة.
"هآرتس":
ـ بني غانتس يُعيَّن كرئيس الاركان العشرين هذا الصباح.
ـ المتظاهرون لا يزالون في الميدان، ولكن ينشغلون في تنظيفه.
ـ اشكنازي يودع الجيش الاسرائيلي، غانتس يُعين رئيسا للاركان اليوم.
ـ مواجهة حادة في الحكومة في النقاش على تعيين غانتس.
ـ قضية هرباز ترفض التراخي عن اشكنازي حتى في يوم الوداع.
ـ الجيش حل البرلمان وعلّق العمل بالدستور.
ـ الشعب في جيب الجيش.
ـ تحفز في ايران قُبيل مظاهرة المعارضة اليوم؛ مواجهات في اليمن، الجزائر والبحرين.
ـ 19 كنيسا جديدا في حي هار حوما (جبل أبو غنيم).
مصادر أمنية: الرياح السلبية تهب على المنطقة، لناحية اسرائيل
المصدر: "يديعوت أحرونوت"
" قالت مصادر أمنية إسرائيلية: "إن أمامنا فترة عدم استقرار تتطلب تعقبا
أساسيا لما يجري"، وأضافت "إنه وعلى المدى القريب لن تحدث مفاجئات أمام
إسرائيل".
وأشارت المصادر إلى أن الأحداث في مصر خلال الفترة الأخيرة الماضية كانت
مركز النقاشات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وفي نقاشات تقدير الوضع
الذي أُجري برئاسة رئيس هيئة الأركان "غابي اشكنازي".
ويتحدثون في المؤسسة الأمنية في الفترة الأخيرة عن رياح سلبية تهب من دول
المنطقة، ويبدو أن الرسالة المركزية هي عدم الاستقرار، ونحن غير متأكدين
مما قد يحصل والأمر يوجب علينا بالطبع رد مناسب، وقد إعترفوا أنه يترافق
هذا الوضع أيضًا مع النقص الحاصل في التقديرات الواضحة عما يجري".
ولفتت المصادر إلى أن التقديرات السائدة في إسرائيل هي أن الأحداث في مصر
يمكن أن تخلق على المستوى البعيد جبهة إضافية لإسرائيل، إذا ما شاركت عناصر
"متطرفة" في حكم مصر,ووفق ما نشر في يديعوت أحرونوت في الآونة الأخيرة فإن
لدى الجيش الإسرائيلي خطة أعدت في السنوات الأخيرة ليوم ما بعد مبارك.وهذه
الخطة أعدت على خلفية الوضع الصحي للرئيس المخلوع.
ويقولون في المؤسسة الأمنية أن الموضوع المصري والتغيرات الأخرى التي ستحصل
في المنطقة، ستكون الأمر الأول الذي يتوجب على رئيس الأركان الجديد "بيني
غانتس" مواجهته ومن المحتمل أن ملاحظات من تلك النقاشات ستؤثر على خطة
العمل للأعوام 2012ـ2017،.
وحتى قبل الأحداث الدراماتيكية في مصر قالوا في الجيش الإسرائيلي أنه بين
الجيش المصري والمؤسسات الأمنية هناك تأييد واسع والتزام باتفاق السلام مع
إسرائيل.وأيضًا في هذه الفترة يبدو أنه طالما الجيش هو الذي يدير هذه
الأمور,ويقطع الطريق أمام الإخوان المسلمين أو العناصر المتطرفة الأخرى
ستحفظ الصداقة بين الدولتين وأيضًا الوضع الأمني سيستقر.على سبيل
المثال,الموافقة الإسرائيلية على إدخال قوات مصرية الى سينا قبل عدة أيام
أثبتت العلاقات بين الجيشين.
وحتى الآن الجيش الإسرائيلي لم يزد عدد قواته في المنطقة الجنوبية، بسبب
الأحداث في مصر ولكن بحسب المصادر الأمنية فإن الأيام القادمة ستكون حساسة
جدا، وسيقرر الجيش بحسب الأحداث فيما إذا كان سيتوجب عليه اتخاذ خطوات
جوهرية".
ـــــــــــــ
علامات استفهام ما بعد ولاية أشكينازي
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ دان مرغليت"
" نهاية طريق الفريق غابي أشكينازي كالرئيس التاسع عشر للأركان،
كانت مُحاطة بتحقيقات واستيضاحات واستغرابات. فقضية علاقته مع بوعاز هرفز
تستوجب توضيحاً كاملاً، ولن تهدأ حتى يُوضَّح لماذا انبرى للدفاع عنه في
كل منتدى؛ ولماذا تواجه من أجله مع رئيس شعبة الاستخبارات (الأسبق) أهارون
زئيفي فركش؛ ولماذا وافق ليس فقط على أخذ وثيقة منه بل واستخدمها أيضاً
كوصمة في مكتب وزير "الدفاع"؟. سبق وتكلمت الشرطة، ومراقب الدولة سيتكلم،
وربما أيضاً الشرطة والشاباك سيتوصلان إلى استخلاصات جديدة في تحقيق إضافي
أمر به المستشار القضائي للحكومة يهودا فينشتاين.
كما تجدر الإشارة إلى بعض خطواته العسكرية. على سبيل المثال كيف حدث أن
أشكينازي لم تكن "يده على قلبه" في الليلة الدهماء من العملية العسكرية
لوقف السفينة التركية في حملة فك الحصار عن غزة. إنه أمر لا يتساوق مع
شخصيته وماضيه.
في ختام ولايته خلّف أشكينازي وراءه أيضاً عدة علامات استفهام تتعلق بمطالب
ضباط أُقيلوا من الجيش لعدم قولهم الحقيقة. وهم يطالبون بحسمٍ قضائي وهناك
أجوبة مطلوبة من أشكينازي.
لكن ليس على كل هذا أن يكدّر الوداع الرسمي المناسب له. صحيح أن الاحتفال
استمر كثيراً، بيد أن ملتقى الأمس في جامعة تل أبيب كان تظاهرة تكريم
لمقاتل صاحب سيرة مهنية مجيدة. لكل مقامٍ مقال.
تولّى أشكينازي الجيش الإسرائيلي بعد إخفاقه في حرب لبنان الثانية. لم يكن
شريكاً فيها، وانتقد إدارتها خصوصاً آخر معركة برية فيها. وشكّل قرار وزير
الدفاع (حينها) عمير بيرتس بتعيينه في منصب رئيس الأركان – بعد خلوه جراء
استقالة دان حالوتس – استجابةً لحاجة فعلية. لقد أعاد أشكينازي إلى الجيش
الثقة بنفسه، وإلى الجنود بقادتهم وإلى الجمهور بالجيش.
وكانت هناك خلافات أيضاً. كان هناك من قال أن أشكينازي يعدّ جيشاً أقوى
لحربٍ ماضية لن تتكرر. لكن تبين في المحصلة أن القوات البرية هي العمود
الفقري للجيش الإسرائيلي وأشكينازي أوقفها على قدميها. وهو يغادر اليوم
مكتب رئيس الأركان ويرتدي ثيابه المدنية مع شكر الأمة.
إلا ان ظروفاً نشأت كشفت عن حجم الأزمة الكبيرة والخطيرة في قيادة الجيش.
فحتى قبل ان يتمكن من إلقاء نظرة على خارطة الشرق الأوسط المتغيرة أمام
ناظرَيْ دولة إسرائيل سيكون على خلفه الفريق بني غانتس إبداء رأيه في إصلاح
الخلل في قيادة الجيش. فهو يتولى جيشاً تعزز لكن هيئة أركانه ممزقة،
وتحديداً شكلها المريح الذي يسمح بتحقيق اتفاق واسع على خطوات عسكرية مهمة
يمكن أن يساعده في التغلب على هذه الثغرة بسرعة.
وقد لعبت الأولوية دوراً مهماً في دخول غانتس إلى مكتب رئيس الأركان.
فالزلزال الذي ضرب مصر لم يسكن بعد، ونسمع يومياً بهزات إضافية بقوة
متفاوتة ولا زال من الواجب متابعة تداعيات الأحداث في ميدان التحرير في
القاهرة على عواصم عربية أخرى.
التهنئة لأشكينازي بذهابه إلى الحياة المدنية. وتهنئة لغانتس أيضاً بدخوله
إلى مكتبٍ هو الأكثر توتراً من أي مكتب آخر في إسرائيل؛ لا يمكنه الاستراحة
على مسنده".
ـــــــــــــــ
جهل المقدرين والاستخبارات الاسرائيلية
المصدر: "موقع NFC الاخباري – افيتار بن تساديف"
" عندما يتحدث صاحب منصب رفيع علانيةً، أحاول أن أقرأ وراء كلماته
درايته وفهمه المهني وقدراته. لذا، لم أتفاجأ بسماع أقوال رئيس الأركان في
"مؤتمر هرتسيليا 2011" وما بين السطور. فقد أثبتت أقواله، أن برتبته،
وموقعه وسنوات خبرته، وعلى عتبة مغادرة منصبه الرفيع، لم ينجح الفريق غابي
أشكينازي في فهم طابع الكينونة الامنية العسكرية.
لا خلاف في أن أحداث مصر فاجأت متّخذي القرارات في إسرائيل ومستشاريهم.
لكنهم انتبهوا إلى التناقض المنطقي في كلام أشكينازي حسبما نقلها الناطق
باسم الجيش :
من جانب : "حسب قول الفريق أشكينازي، صحيح أن أجهزة الاستخبارات تفاجأت
بالثورة الشعبية في مصر..."؛ ومن جانبٍ آخر : "لكن المسألة ليست حقيقة
شاذة". وعليه، سأندهش ما إذا لم يكن هذا خروج عن المألوف، لماذا تفاجأنا؟!
رئيس الأركان (جنرال بثلاثة نجوم ـ حسب قول الاغيار) يشرح : "ليس هناك أي
جهاز استخبارات لديه كرة بلورية"، قال الفريق أشكينازي مشيراً إلى أن شعبة
الاستخبارات لم يكن لديها تقدير أفضل مما لدى الجيش المصري. "خلال الانقلاب
شق رئيس الأركان المصري طريقه من واشنطن إلى القاهرة. هو أيضاً لم يكن
يعرف ماذا يجري. طابع وعناصر الأنظمة من حولنا، وحقيقة أن الشعب يؤسس
أنشطته على المواقع الاجتماعية، غيّروا صورة الوضع".
أي أن أشكينازي (والذي كان أيضاً ففيما مضى مديراً عاماً لوزارة الدفاع)
يحاول حسب فهمه تربيع الدائرة والقول "هذا ما تفعله جميعها...". وكمسؤول عن
المؤسسة العسكرية، التي عليها أيضاً، بخطيئتنا، تزويد القادة بتقدير وطني
للوضع، برر أشكينازي إخفاقها (الذي ينضم إلى سلسلة طويلة) بقوله ان الآخرين
أخفقوا أيضاً. هذه تبريرات متدرب في مدرسة داخلية عسكرية، على الأكثر،
وليس كلام جنرال. أو ربما يخطط أشكينازي للفصل الثاني من حياته، السياسية.
إذا كان الحال كذلك فعلامَ نستثمر في مراكز أبحاث متخمة إلى هذا الحد، وهي
غير قادرة على قراءة الصفحة على عتبة بابنا؟! وما يقلقني بصورة خاصة السؤال
الترجيدي : هل هذا حتمي؟ أو ربما صديقي العزيز محق بقوله أن الاستخبارات
تعرف جيداً فقط ما ورد أمس في عناوين الصحف.
وكما هو معلوم، منذ شبابي ـ حوالي 50 سنة ـ ونحن نُفاجأ صباح مساء؛ عند كل
مفترق، صغير أم كبير. إذا قرأنا تقديرات "أمان"، فإن السوفييت لم يريدوا
في سنوات الستين حرباً في الشرق الأوسط، كما لم يريدوا حرب الاستنزاف وحرب
يوم الغفران. إذا كان الأمر مرهوناً بنفس أولئك المقدّرين المؤهلين، في سنة
1967، فإن الجيش المصري لم يكن بإمكانه التخلي عن مهامه في الحرب الأهلية
في اليمن، والمصريون والسوريون لم يكونوا يجرؤون، مجتمعين أو منفردين، على
مهاجمتنا لغاية العام 1975. يمكنني إيراد الكثير من المفاجآت من هنا وهناك.
ويعيدني كلام أشكينازي إلى أيامٍ خلت عندما كنت أعمل مع الاسطورة يوئيل بن
فورات على كتابه "قفل". في أحد أقوى الفصول من الكتاب أراني بن فورات، الذي
قاد في حرب يوم الغفران وقبلها ما يُسمّى اليوم "وحدة 8200"، أراني كلاماً
للنائب إسحاق رابين في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست قال فيه أن شعبة
الاستخبارات (أمان) ضللت قادة الدولة عند كل مفترق قرار (وقالت) أن هذا هو
سبيلنا.
وبحق، أثنى أشكينازي في كلمته في مؤتمر هرتسيليا على مساعدة الاستخبارات في
إنتاج بنك الأهداف للجيش الإسرائيلي. لكن هذا جيد فقط في حربنا ضد
الإرهاب. وأشار رئيس الأركان إلى أنه "أيضاً قوة ونجاعة جهاز الاستخبارات،
الموجود في معركة مستمرة في كل مكان وفي كل زمان.... لكن هذا التأثير
المثير للانطباع لن يكون فعالاً إذا لم يكن تحت هذا التسليح أهداف ذات قيمة
عسكرية كبيرة، ومن خلال هذا صنعت الاستخبارات تغييراً كبيراً جداً".
أشكينازي محق، لكن هذا الإنجاز لا يُلغي الفشل في التكهن بالمجريات في مصر،
خصوصاً لجهة قيمة العليا للسلام مع مصر في تقديره الاستراتيجي، الذي يعرف
الجميع جيداً أين يضع أشكينازي على اللائحة السياسية في "إسرائيل".
اعتقد بن فورات أنه ممنوع أن يكون هناك مقدّر استخباري في الشؤون العربية
لا يعرف العربية، وليس لديه معرفة بالثقافة الإسلامية. هو نفسه كان يعرف
العربية، ودرس الاستشراق في الجامعة العبرية. وقد سمعت منه أنه تقريباً
غالبية قادة "أمان" لم يعرفوا العربية، وعلى شاكلتهم غالبية المقدّرين في
قسم (الوحدة اليوم) الأبحاث في "أمان".
مبدئياً، لم يتغير شيء. صحيح أننا لا نفهم كل شيء، ولا يمكننا أن نطلب فقط
من الشبان إنهاء الثانوية، ومن قادتهم أن يفهموا ما يختلج في صدور قادة
عرب. إنها مشكلة بنيوية، مثل غياب تعليم العربية في مدارسنا الرسمية. إن
عدم معرفة العربية تجعل عبرية الشارع اليهودي سطحية ـ مثلما يقول عاموس
عورن الذي يعتقد أننا "لو استغلينا المخزون الثقافي الكبير للمهاجرين
المشرقيين لكنا أصبحنا الدولة غير المسلمة الوحيدة التي يعرف سكانها
العربية واقتربنا من جيراننا من ناحية ثقافية وكنا قللنا النفور وزدنا من
احترامنا في نظرهم".
كم من قادتنا يمكنهم إجراء مقابلة بالعربية مع تلفاز عربي إلى الناطقين
بالعربية (وهم غالبية جيراننا / أعدائنا) وإمرار رسائلهم؟ ما الذي يقرأه
المقدّر الاستخباري في "أمان"؟ على ما يبدو أوراق مترجمة مكتوبة بعبرية
مكسّرة وركيكة لا صلة لها بالمصادر المعنوية للعرب. واستناداً إلى هذه
الأوراق (شمعات باللغة الاستخبارية) يتم التقدير الاستخباري ويحضّرون
المفاجآت الجديدة للمعاين كما أشار رابين في الكنيست.
طالما أن جهات التقدير في أجهزة الاستخبارات تتجاهل الحاجة إلى دراسة
العربية ومتابعة ما يكتبه المثقفون العرب، من المتوقع مفاجآت مثل "الزلزال"
الحالي في الشرق الأوسط. أعود إلى مان يريده بن فورات : بأن يكون كل مقدّر
استخباري من رتبة رائد وما فوق "مهندس في العربية والإسلام، تماماً مثلما
لا يخطر على البال تفويض من ليس مهندساً في علم الطيران هندسة جناح طائرة
كفير. ويختم بن فورات معزياً نفسه وبنظرة متألمة : "لن تُؤخذ عبر من هذا..
لكن على الأقل سيكون كتاب تدريس ـ آمل ـ أن تتربى عليه أجيال جديدة من رجال
الاستخبارات لكي لا يكرروا أخطاء قادتهم في التقصير، عسى أن يكون.. وإذا
ما استخلصنا دراسة سيرة أمان... فسوف يتفتح الأشخاص ويقدّروا بصورة أفضل
ويفهموا بصورة أفضل ما يمكن فعله وماهية المدركات، بما يحول دون حصول
مفاجأة إضافية لإسرائيل.. عندها يمكنني القول لنفسي أني نلت أجري وتم تقويم
شيء من التواء يوم الغفران.. الأيام ستقول".
ــــــــــــــــ
مصادر امنية: سيناء ستتحول الى ملاذ للارهابيين
المصدر: "موقع واللا الاخباري"
" يتابعون في المؤسسة الأمنية بحذر ما يحصل في مصر في أعقاب تنحي
الرئيس حسني مبارك, حيث أنهم في الجيش الإسرائيلي لا يعلمون إلى أين ستحدد
وجهة مصر. التخوف الكبير من أن يستلم الإخوان المسلمين السلطة, حيث أنهم
يعتبرون منظمين أكثر من باقي أفراد المعارضة. ويقدرون في المؤسسة الأمنية
أن الجيش المصري لا يرغب بسلطة دينية وأكثر من ذلك فإنهم يقدرون في الجيش
الإسرائيلي بأن الجيش المصري سيواصل تمسكه بإتفاق السلام مع "إسرائيل".
منذ إندلاع المواجهات في القاهرة أجرى كل من الجيش الإسرائيلي والمؤسسة
الأمنية تقديرًا جاريًا للوضع؛ حيث أن إنعكاسات الثورة في مصر كانت الموضوع
الأساسي الذي عملوا عليه, ويتفقون في المؤسسة الأمنية أن مسألة إنعدام
الثقة سائدة اليوم في مصر والتي من الممكن أن تؤثر فيما بعد على دول أخرى,
لا تعمل لصالح "إسرائيل".
منذ بدء المظاهرات, لم يغير الجيش الإسرائيلي من انتشار قواته على السياج
الجنوبي, لكن في الجيش الإسرائيلي مثل الجيش المصري يخشون من أن تتحول
صحراء سيناء بشكل رسمي الى منطقة مهملة حيث أنه لا يوجد للحكومة المزمع
إنشاءها أو للجيش المصري ي أي سلطة عليها, و"إسرائيل" سبق أن أستجابت في
بداية المظاهرات لطلب الجيش بإدخال قوات إضافية الى سيناء بشكل مناقض
لإتفاق السلام.
الذي يمكن أن يحصل بأن يتوجه المصريين في الفترة القريبة بطلب مماثل لإدخال
قوات إضافية الى سيناء, التي يسيطر عليها حاليًا البدو بشكل فعلي, إنعدام
الثقة التي تسود في القاهرة تؤثر بشكل سلبي على عدم الإستقرار في سيناء
بالنسبة لـ"إسرائيل" وتعمل لصالح العناصر الإرهابية الناشطة في الصحراء
المصرية.
ــــــــــــــــــــ
مبارك اكل السمك العفن امام الاعميان نتنياهو وباراك
المصدر: "موقع عنيان مركزي العبري على الانترنت ـ رامي يتسهار"
"على مدى اسبوعين تمسك حسني مبارك بأقران المذبح إلى ان فر من
القاهرة مع عائلته ولن يعود إليها أبداً كرئيسٍ للجمهورية. الرجل المسن
والمريض طُرد من المدينة من قبل عامة المواطنين الذين أصروا على أن يلوّحوا
له ليس بالبنادق ولا المدافع ولا السكاكين بل بأحذيتهم المرفوعة. وفي
العالم العربي ليس هناك رمز أكثر إهانة ولا عمل أكثر إذلالاً من تلقي حذاء
الخصم في الوجه. إسألوا جورج دبليو بوش الغبي.
والآن دخلت مصر مرحلة جديدة من عدم اليقين في نهايتها ـ خلال هذه السنة ـ
سنعرف وُجهة جارتنا الجنوبية. النهاية كانت معروفة لكل من لديه عينان لكن
ليس لمختلف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية: حسني مبارك أكل السمك النتن
وأيضاً طُرد من المدينة. وفيما تلا، يتبين أن الأميركيين رأوا من واشنطن ما
لم يره باراك وبيبي وفؤاد من القدس. أدرك اوباما أنها نهاية الرئيس المصري
والنهاية الحتمية لحقبة في بلاد الأهرامات. واحترس أوباما من دعم من أصبحت
أيام حياته السياسية، وربما الجسدية، معدودة. لكن نحن هنا والسعوديون هناك
غضبنا من "الخيانة". المسألة ليست مسألة خيانة بل واقعية سياسية. والسياسة
هي فن الممكن في حين أن بيبي كان ولا يزال يبدع في بث الأحلام الوردية
ورؤى خيالية يلقيها بإنكليزية منمقة لا تقنع أحداً لا هنا ولا في العالم
عدا عن مريديه المغفلين.
كل شيء انهار لمبارك في اسبوعين. وهنا دار فؤاد بن أليعيزر من قناة إلى
قناة موضحاً بلهجة بغدادية رديئة مدى استقرار نظام صديقه المصري وأن الرئيس
(مبارك) ووزير المخابرات (سليمان) لن يسمحا للجماهير بإسقاطهما. وقد تفاخر
فؤاد أنه تحدث هاتفياً مراراً وتكراراً مع مبارك وأن ليس هناك ما يثير
القلق. وهذا التشخيص تلقفوه أيضاً في ديوان رئيس الحكومة وعند وزير الدفاع.
وعلا صراخنا في إسرائيل حيال ما بدا أنه خيانة أميركية، لكنها تبدو الآن
أنها فطنة سياسية ضخمة من قبل الأميركيين. لقد فهموا ما أشاح قادتنا
بأنظارهم عن رؤيته : لا يمكن إنقاذ حسني مبارك. وهكذا، حتى قبل أن يعود
باراك من نيويورك بعد جولة محادثات مع قادة الإدارة الأميركية، وفيما كان
لا يزال يشرح للشعب الأميركي عبر التلفزة من المحيط إلى المحيط وللعالم
أجمع عن عدم جواز السماح بسقوط مبارك الآن لأن النتيجة ستكون تولي الاخوان
المسلمين للسلطة، تم الانقلاب.
النتيجة هي أن الثوريين سيتذكرون جيداً الخطوات الغبية من قبل نتنياهو ـ
باراك ـ بن أليعيزر، بينما سيفهم السعوديون أنه فقط تعاون حقيقي مع مطالب
الرئيس الأميركي يمكن أن ينقذ العائلة المالكة الفاسدة والمقيتة في الرياض
من مصير مشابه.
مرةً أخرى ثبت أن مصير دولة إسرائيل موكل في السنتين الأخيرتين إلى ساسة
مخبولين غير جديين لا يمكن الاعتماد عليهم في أي أمر مصيري. كم الأمر محزن،
وبالأخص كم هو خطير".
ــــــــــــــــ
عوزي اراد سفيرا لاسرائيل في بريطانيا
المصدر: "الاذاعة الاسرائيلية"
" سيعين مستشار الأمن القومي عوزي أراد في الفترة القريبة سفيرًا
لإسرائيل في لندن مكان السفير الحالي رون بروش أور الذي سيعين كسفيرًا
لإسرائيل في الأمم المتحدة.
ولمنصب مستشار الأمن القومي هناك مرشحين هما اللواء في الإحتياط يئير كليفي
الذي كان السكرتير العسكري لرئيس الحكومة واللواء في الإحتياط يعقوب
عميدرور الذي كان قائد الجامعات في الجيش الإسرائيلي".
ــــــــــــــــــــ
الايرانيون قرأوا الخريطة جيدا.. الشرق الاوسط الجديد سيكون من نوع آخر
المصدر: "القناة الاولى الاسرائيلية"
" يوجد الكثير من الدول تريد ان ترث مكانة مصر كرائدة في العالم
العرابي، مثلا مثل ايران وتركيا، لكن هل من فرصة لهاتين الدولتين كي ترث
مكانتها؟ البروفسور عوزي رابي ـ رئيس مركز الدراسات في الشرق الاوسط يقول
ان ايران وتركيا هما دولتان غير عربيتين، لكن يمكن الاعتقاد بانهما سترثان
مصر فهذا هو الشرق الاوسط في القرن الواحد والعشرين، يوجد هنا تبادل في
القيادات، القاهرة فقدت قوتها في العقود الاخيرة، بينما انقرة، طهران هم من
سيربح في النهاية.
يقول رابي، استطيع القول ان اضرارا عصفت بالولايات المتحدة الامريكية في
السنوات الاخيرة، وخاصة في الاسابيع الاخيرة، وما نحن نقرأه ايضاً في الصحف
الايرانية وفي الصحف العربية يظهر حقيقة ما يجري هنا، وهو ان من يتضامن مع
الولايات المتحدة الامريكية يخسر قوته، ومصر هي الدليل، ويوجد الكثير من
الذين يدرسون ميزان القوة المناطقية اليوم في نهاية المطاف، وهذا يعني ربما
في الحقيقة، ان انقرة وطهران سيكتبون النهايات في المنطقة، لقد قرأوا في
البلدين، ايران وتركيا، الخريطة جيدا.
بالنسبة لاسرائيل يقول رابي كنت لاقول أن عليها ان تفهم ان خريطة الشرق
الاوسط تغيرت، أنا لا اقول باقفال المسار الدبلوماسي واجراء مفاوضات مع كل
من يريد مفاوضات، لكن واضح ان اسرائيل يجب ان تقف قوية ومتينة، وأن تكون
جداً صارمة مقابل الكثير من التغييرات التي ستحصل على المستوى السياسي وان
تجنبنا ، لشرق اوسط جديد ليس كما اعتقدنا، بل لشرق اوسط جديد من نوع آخر".
ــــــــــــــــ
سرقة اسلحة تابعة لقيادة المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي
المصدر: "موقع الناطق باسم الجيش الاسرائيلي"
" إثر حالات سرقة كثيرة لأسلحة منزلية خاصة في الشمال، تقلص عدد
الأشخاص النظاميين والإحتياطيين المخوّلين حمل بندقية الـ أم 16 إلى البيت،
من المئات إلى العشرات. ووفقا للتقديرات، فإن عشرات قطع الأسلحة تُسرق
سنويا من مبان مدنية. وقرر قائد قيادة المنطقة الشمالية، اللواء غادي
آيزنكوت، مكافحة الظاهرة وشدد مؤخراً على معايير حمل السلاح: فقط من انتمى
إلى صف تأهب أو سكن في إحدى المدارس الدينية، مخول الإستمرار بحيازة
بندقية.
إلى ذلك، فإن قادة كتائب في الإحتياط، على سبيل المثال، الذي سُمح لهم بحمل
سلاح في إطار وظيفتهم ـ سوف يضطرون إلى التنازل عنه عندما يكونون خارج
نطاق العمل التنفيذي. ومن يرغب بالإستمرار في حيازة الصديق المرافق
[البندقية] خارج نطاق النشاط العسكري دون الإيفاء بالمعايير، سوف يضطر إلى
تقديم طلب مُرفق بالبراهين إلى القيادة.
كذلك، في إطار مكافحة السرقة، ينظمون في قيادة المنطقة الشمالية في هذه
الأيام تراخيص حمل السلاح. وحتى اليوم كان ترخيص حمل السلاح كان يصلح لخمس
سنوات بدون شرط، باستثناء حالات جنائية من قبيل فتح ملف في الشرطة. وعلى
ضوء المعطيات المقلقة عن حالات سرقة السلاح، يرغبون في القيادة بتقليل
كميات التراخيص المعطاة للضباط. وأوضح رئيس قسم الوقاية العسكرية في
القيادة، الرائد دافيد بن غيغي بأن "الهدف هو تقليص عدد ذوي تراخيص حمل
السلاح، حتى وإن لم يكونوا بالضرورة يحملون سلاحا".
ــــــــــــــــــ
ما بعد اشكنازي
المصدر: "يديعوت احرونوت – يوسي يهوشع"
" قبل شهر، حين ودع الجيش الاسرائيلي باحتفال متواضع، لم يحلم بني
غانتس بأن توضع على كتفيه اليوم الرتبة الاعلى في الجيش الاسرائيلي ليتحول
من لواء في الاحتياط الى الفريق بني غانتس – رئيس الاركان العشرين لدولة
اسرائيل. ولكن كان للواقع الاسرائيلي خططه الخاصة به، فبعد العاصفة، التي
جاءت ذروتها في الغاء تعيين يوآف غالنت رئيسا للاركان، سيحتل غانتس اليوم،
المظلي الذي نال لقب "الأمير" مكان رئيس الاركان غابي اشكينازي.
أمس، في الوقت الذي صادق فيه وزراء الحكومة بالاجماع على تعيينه رئيسا
للاركان، ذهب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعيدا في مدح غانتس فقال عنه:
"ضابط ممتاز"، "قائد مجرب" و"رئيس اركان فائق"، وهذه كانت بعضا من الثناء
الذي أغدقه عليه نتنياهو في الوقت الذي حرص على البخل في الثناء على رئيس
الاركان المنصرف.
صباح يومه الأكبر سيبدأه غانتس ابن الـ 52 سنة في مكتب رئيس الوزراء، حيث
سيضع على كتفيه عقيلته رويتل ونتنياهو رتبة فريق. وفي السياق سيزور المبكى،
قبر رئيس الوزراء اسحق رابين ومعسكر وزارة الدفاع في تل ابيب حيث سيُعقد
احتفال الوداع لرئيس الاركان المنصرف. عندما ينزل اشكنازي من مكتبه في
الطابق الرابع عشر للمرة الاخيرة سيبدأ عهد جديد في الجيش الاسرائيلي: عهد
بني غانتس.
خلف رئيس الاركان العشرين، ابن لأبوين ناجيين من الكارثة، توجد حياة عسكرية
فاخرة بدأت قبل 34 سنة، حين تجند للواء المظليين. وسرعان ما برزت طاقته
القيادية للمظلي الشاب من كيبوتس كفار أحيم الزراعية. وتقدم غانتس الى منصب
قائد حظيرة ومن ثم قائد سرية الى أن أصبح في العام 1987 قائد كتيبة في
لواء. بعد سنتين من ذلك قاد الوحدة المتميزة لسلاح الجو "شلداغ". في 1995
أغلق رئيس الاركان الوافد الدائرة وأصبح قائد لواء المظليين. في السنوات
التي انقضت منذئذ شغل سلسلة من مناصب قيادية عليا، بينها قائد المنطقة
الشمالية، الى أن عُين في 2009 نائبا لرئيس الاركان. ولما لم يُعين الجندي
رقم واحد، تسرح قبل نحو شهر من الجيش وانطلق الى طريق مستقلة.
غانتس يعرف جيدا بأن اللحظة التالية لصمت الأبواق سيضطر الى تجنيد كل
التجربة التي راكمها. وقد قضى الايام الاخيرة في لقاءات مع القيادات في
هيئة الاركان. وفي الليالي أكمل التداخل القصير لاستلام المنصب، اسبوع فقط،
مع رئيس الاركان اشكنازي. والآن حان الوقت للوقوف في وجه التحديات الكثيرة
التي يقف أمامها. وفي الشرق الاوسط، كما هو معروف، لا توجد ايام رأفة.
احدى المهمات الاولى التي يقف أمامها الفريق غانتس هي اصلاح علاقات العمل
بين مكتب رئيس الاركان ووزير الدفاع. الخوف الكبير في الجيش هو ان يحاول
ايهود باراك التصرف كرئيس اركان أعلى فيفرض آراءه على غانتس من اللحظة
الاولى، وعليه، كما يقولون في الجيش، فان الاسابيع الاولى ستكون حرجة
بالنسبة لغانتس من حيث تصميمها لكيفية أدائه كرئيس مستقل للاركان أو كـ
"إمعة" لباراك. من ناحية غانتس تعلقه بوزير الدفاع أقل من أي رئيس اركان
آخر: لم يكن رجله ولم يُنتخب من قبله. ومع ذلك، فغانتس ليس رجل الحروب
والصراعات، وليس واضحا كيف سيتعاطى مع مكتب باراك ذي النزعة التسيدية.
باراك لن يرغب في أن يرى في منصبه الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي، العميد
آفي بنيهو، ولكن غانتس جد معني بأن يواصل بنيهو مهامه على الأقل في الفترة
القريبة القادمة. ليس واضحا اذا كان باراك سينجح في اخضاع رئيس الاركان في
هذه المسألة. وقرر غانتس بأن يكون رئيس مكتبه العقيد ايهود باتسار، الذي
انتقل منذ الآن الى جانبه، بدلا من العقيد ايرز فينر، المرشح لرتبة عميد
كضابط تعليم رئيس. باراك يعارض ايضا هذا التعيين، وفي هذه الاثناء يُجمد
تعيينات 160 ضابط برتبة عقيد وعميد ـ بمن فيهم العقيد فينر. التقديرات هي
ان غانتس سينتظر قرار مراقب الدولة في موضوع دور فينر في قضية وثيقة هرباز،
وبعد ذلك سيقرر بشأن مستقبله في الجيش.
اليوم سيدير غانتس جلسة هيئة الاركان الاولى له، في ما يفترض ان يكون
الاشارة الرسمية لنهاية فترة عاصفة في الجيش الاسرائيلي. تعيينه رئيسا
للاركان استُقبل بتنفس للصعداء وأدى الى هدوء حقيقي في هيئة الاركان التي
كانت منشغلة بالحروب الداخلية التي وصفت بأنها الأشد منذ قيام الدولة.
ويتعين على غانتس ان يخلق بسرعة أجواء جديدة من العمل الجماعي بين الألوية
وبين انفسهم وبين الجيش والقيادة السياسية. الى جانب التهدئة وادخال روح
الفريق سيتعين على رئيس الاركان الانطلاق في حملة مكوكية سريعة بين أذرع
الجيش الاسرائيلي وبلورة سلم الأولويات والسياسة.
التطورات الاخيرة في ميادين القاهرة والدول العربية من المتوقع ان تحتل
أجزاء هامة من جدول اعمال غانتس. بعد ان يعقد التقويمات الجديدة للوضع في
أعقاب الثورات في مصر وتونس، سيتعين عليه الاستعداد للهزات في دول اخرى،
الأبرز بينها الاردن. التخوف الكبير سيكون من فتح جبهات اخرى، من الجنوب
ومن الشرق، الى جانب الجبهة الشمالية.
تكتكة الساعة في مكتب رئيس الاركان ستُذكر غانتس في كل لحظة بسباق التسلح
الايراني والخوف من اليوم الذي تملك فيه طهران قدرات نووية تنفيذية. كما أن
حلفاء احمدي نجاد سيجعلون ايامه أكثر انشغالا. فمن جهة سوريا وحليفها حزب
الله المنشغل بالسيطرة على لبنان. ومن جهة اخرى حماس، التي تزداد قدرتها
على اطلاق الصواريخ وتتحسن في كل يوم. كل هذا يؤكد التهديد الذي يحدق في
السنوات الاخيرة بالجبهة الداخلية الاسرائيلية – التي يتعين على غانتس
حمايتها بكل الوسائل التي تحت تصرفه".
ـــــــــــــــــ
كان هناك مبارك؟
المصدر: "يديعوت احرونوت – سمدار بيري"
دفعة واحدة اختفى الالاف وربما عشرات الاف الصور الملونة الضخمة
للرئيس مبارك من الميادين في المدن الكبرى، من مراكز القرى، من الوزارات
الحكومية، من المحلات، المطاعم، ومن كل مكان ظهرت فيه صور "الرئيس".
في ميدان التحرير، مفترق الاعصاب الذي يعج بالمتظاهرين والجنود، تبقت أمس
قصاصات ملوثة من بوسترات الرئيس مبارك بشاربه المزين على نمط هتلر او كنجمة
داود زرقاء على رأسه وفي أسفل البوستر كلمة "خائن" او "قاتل".
صباح أمس بدأت حملة المطاردة المصرية ضد الرئيس المنحى: محاميان رفعا دعوى
الى النائب العام مطالبين بتجميد الحسابات البنكية لمبارك وتقديمه الى
المحاكمة كمسؤول عن قتل 300 متظاهر في مصر وعن الارباح التي جناها على حساب
المواطنين في ثلاثين سنة من حكمه. الصحافيان من المعارضة ادعيا أمس بان
مبارك عين سليمان خليفة له في محاولة لان يضمن لنفسه الملايين التي جمعها
في ولايته. "لا يعقل ان أربعة وزراء سابقين و 43 رجل أعمال وشخصية عامة
يتلقون أوامر حظر خروج من البلاد، وتجمد حساباتهم البنكية، فيما يبقى مبارك
وعائلته فوق القانون"، كما يدعي زعماء حركات المعارضة المصرية.
والى المهاجمين لمبارك انضم أمس عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الرئيس المصري
الاسبق جمال عبدالناصر الذي يطالب "بتقديم حسني مبارك وابنه جمال الى
المحاكمة على الفساد وفرض عقوبات متشددة عليهما واعادة كل الاموال والاملاك
التي سرقاها من الدولة ومواطنيها". وبزعمه، فان اعتزال مبارك لا يكفي:
"فقد شطب مصر، وأصبحنا تحت حكمه الى اقل من جمهورية موز".
صحيفتان في القاهرة، "الاخبار" الرسمية وصحيفة "اليوم السابع" المعارضة،
كشفتا أمس في عناوين رئيسة دراماتيكية ما حصل في الساعات الاخيرة في القصر
الرئاسي في القاهرة، قبيل اعتزال مبارك. وحسب الصحيفتين، فقد نشبت مشادة
بالايدي بين نجلي مبارك، علاء البكر وجمال، والحاضرون في القاعة التي سجل
فيها خطاب نقل الصلاحيات – عصر يوم الخميس، قبيل البث في التلفزيون –
تدخلوا وفصلوا بينهما. الابن علاء انفجر بصراخ نحو أخيه جمال: "كل شيء
بسببك. أنت افسدت الدولة عندما ادخلت اصدقائك الى مواقع اساسية (رئيس
الوزراء المنحى نظيف، وزير الصناعة والتجارة المنحى رشيد، وزير الاسكان
المنحى غرانة، ورجال الاعمال الملياردير احمد عز عضو البرلمان).
وكتبت الصحيفتان: "الساعات الاخيرة مرت بتوتر وصراخ بين الاخوين، فيما تجري
دراما في مكتب الرئاسة: الابنان يضرب الواحد الاخر، المستشارون يحاولون
الفصل بينهما، وعقيلة الرئيس، سوزان مبارك تفقد الوعي مرتين".
وحسب المنشورات، فقد سجل مبارك صيغة أولى لخطابه، يعلن فيه عن اعتزاله ونقل
صلاحياته المدنية الى نائبه عمر سليمان وصلاحياته العسكرية لقادة الجيش.
وهذه ايضا كانت الصيغة التي سلمت مسبقا للامريكيين. ولكن عندها تدخل الابن
جمال وطلب نقل "كل شيء" لسليمان دون الاعلان عن الاعتزال. الابن البكر علاء
انفجر بالصراخ: "أنت تفسد صورة أبيك! بدلا من أن يحترموه في نهاية حياته،
أنت تخرب وتفسد".
جمال أصر على تحرير الخطاب المسجل، ولكن في المشاهدة بعد التحرير ظهرت
"التعديلات"، وتقرر ان يسجل مبارك خطابه للمرة الثالثة. وحسب "الاخبار"
التي تستند الى مصادر كانت حاضرة في الساعات الدراماتيكية: "فان جمال مبارك
هو الذي كتب الصيغة النهائية لخطاب نقل الصلاحيات. وبث الخطاب يوم الخميس
ليلا وفاجأ الرئيس اوباما، الادارة في واشنطن وقادة الجيش المصري. "أحد
كبار رجالات الجيش قال لمبارك: "اعتزل وانقذ مصر. وأخذ المسؤول الانطباع من
الحديث مع مبارك بانه لم يعرف صورة الوضع الكاملة، وان جمال ومقربي مبارك
كانوا ينقلون المعلومات اليه بالترشيح وينقلون تقارير مخففة عما يجري في
الشوارع".
وبعد أن سجلت الصيغة الثالثة اندفع الى الغرفة مستشار الرئيس وهتف: "من الحمار الذي كتب الخطاب البائس؟".
ـــــــــــــ
ايران في البحر المتوسط
المصدر: "يديعوت احرونوت – اليكس فيشمان"
" هل ايران تبرز اظفارها؟ في أعقاب تصريحات قائد سلاح البحرية
الايراني، في جهاز الامن يتابعون بتحفز امكانية ان ترابط سفن قتالية
ايرانية في البحر الابيض المتوسط قريبا.
في الشهر الماضي، صرح قائد سلاح البحرية الايراني عن نيته نقل سفن قتالية
من البحر الاحمر، عبر قناة السويس الى البحر الابيض المتوسط. وظاهرا دعت
الحكومة السورية السفن القتالية وهذه سترسو في الميناء السوري وتبقى في
البحر المتوسط لفترة سنة.
مصدر كبير في جهاز الامن قال انه اذا ما نقل الايرانيون السفن القتالية الى
البحر المتوسط بالفعل، فان اسرائيل سترى في ذلك استفزازا خطيرا. وحسب هذا
المصدر، فان الخطوة الايرانية ستعتبر في اسرائيل تماما مثلما كان
الايرانيون سيفسرون تواجدا لسفن حربية اسرائيلية في الخليج الفارسي. وشدد
المصدر الكبير على انه لا يوجد أي مبرر لتواجد قوة بحرية ايرانية في البحر
الابيض المتوسط، وانه من ناحية اسرائيل يدور الحديث عن تغيير للوضع" – وهي
ستعرف كيف تتصدى له.
اليوم يوجد تواجد لسلاح البحرية الايراني في مضائق باب المندب، التي تربط
بين البحر الاحمر وخليج عدن في المحيط الهندي. المبرر الرسمي للتواجد
البحري الايراني في هذه المنطقة هو أن هذا جزءا من المساعي الدولية للتصدي
لظاهرة القرصنة. ومع ذلك، افادت مصادر استخبارية غربية في الماضي بان السفن
الحربية الايرانية التي تبحر الى شواطىء البحر الاحمر هي جزء من المساعدة
التي تقدمها طهران لمحافل الاسلام المتطرف في اليمن وانها تحرس سفن التهريب
التي تنزل شحوناتها من المعدات والسلاح في شواطىء اليمن في طريقها الى
السودان والى صحراء سيناء.
وأشارت مصادر أمنية الى أن ارسال السفن الايرانية الى البحر المتوسط هو جزء
من خطة طهران لتشديد سيطرتها ونفوذها في دول الشرق الاوسط. وحسب هذه
المصادر، فان الايرانيين يسعون الى الاشارة الى الدول الغربية في اوروبا
والولايات المتحدة بانهم لن يحتملوا تواجد اساطيل اجنبية في الخليج
الفارسي.
ومؤخرا فقط صرح قائد الاسطول الايراني بان طهران تسيطر على النقل البحري في
الخليج الفارسي. وحسب أقواله، فان ايران لن تسلم بتواجد قوات بحرية غربية
في الخليج الفارسي وهي تستعد للتصدي لها. وأقواله تأتي على خلفية اقامة
قاعدة بحرية فرنسية في احدى امارات الخليج الفارسي والتواجد الدائم للاسطول
الامريكي في القواعد في دول الخليج.
ليس من غير المستبعد ان تكون الخطوة الايرانية – اذا ما نفذت – تأتي ايضا
للاشارة بان طهران لن تحتمل توثيق العقوبات الاقتصادية عليها، بما في ذلك
توثيق الحصار البحري، وان في وسعها الرد على وقف سفنها في قلب البحر".
ـــــــــــــــــــــ
لا يوجد شيء من العدم
المصدر: "هآرتس"
" من الصعب ان نعرف اذا كانت "التسهيلات" التي وزعها رئيس الوزراء
بنيامين نتنياهو قد فعلت فعلها، أم ان سقوط حسني مبارك هو الذي صرف
الانتباه العام. في كل الاحوال، فان محاولة عوفر عيني، شرغا بروش وشلومو
بوحبوط دفع انفسهم الى الأمام، وفي ذات المناسبة جعلنا دولة على نمط مصر –
باءت بفشل ذريع. ففي نهاية الاسبوع كان تواجد هزيل في المفترقات في اعمال
الاحتجاج التي نظمتها الهستدروت. "يوم الغضب" لن يقع. كما لن تقع ايضا
المظاهرة الكبرى في ميدان رابين. وحتى الاضراب لن يكون هو الآخر. فقد
اضطروا الى النزول عن الشجرة.
والآن يطالب رئيس الهستدروت عيني نتنياهو بأن يدخل معه في مفاوضات لانهاء
نزاع العمل الذي أعلنه. هو ورفاقه يريدون تخفيضا أكبر في سعر المياه، الغاء
اتحادات المياه، تخفيض سعر الخبز، ورفع الحد الادنى للأجور لكل موظفي
القطاع العام. عيني، بروش وبوحبوط يريدون ان توزع المالية كل هذه
الامتيازات الاضافية، دون أن يتم بالمقابل تقليصا في ميزانية الحكومة.
بمعنى مثابة سحر لأمر كن فيكون من العدم. اذا ما تم هذا، فسرعان ما سنعود
الى العجوزات الكبرى لبداية الثمانينيات، والى التضخم المالي الهائل الذي
ساد في حينه، وعندما يحصل هذا، سيكون الثلاثة بالطبع أول من يتهم شتاينيتس
ونتنياهو.
خطة التسهيلات لنتنياهو ليست دراماتيكية. فهي ستخفض قليلا سعر المياه لكل
من يستهلك أقل من المتوسط، ولكنها سترفعه لمن يستهلك أكثر من المتوسط، وهذا
صحيح من ناحية اجتماعية. أما بالنسبة للوقود، فسعر البنزين خُفض، ولكن سعر
السولار لم يُخفض. المعركة الكبرى ستكون على الحد الادنى للأجور. واقتنع
نتنياهو بأنه ليس من العدل رفع الحد الادنى للاجور لكل موظفي القطاع العام،
وينبغي فعل ذلك فقط لمن يتدنى أجره العام عن 5 آلاف شيكل في الشهر، بضعة
آلاف من الموظفين فقط. ولكن عيني يريد إجبار الدولة على دفع العلاوة
للجميع، حتى لو كان الأجر العام يصل الى 10 آلاف شيكل في الشهر أو أكثر،
بفضل العلاوات العديدة التي لا تدخل الى حساب الحد الادنى للأجور. هذه
ستكون المعركة الأكبر لنتنياهو وشتاينيتس في الايام القريبة القادمة. فهل
سيصمدان فيها؟".
ــــــــــــــــ
نزال في الميدان ـ فرائص مبارك
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ يرون لندن"
" بعد مشهد الجماهير المحتشدة في ميدان التحرير في القاهرة يميل
كثيرون الى التفكير بان "الشعب" عطش للحرية، لشدة تفانيه وعناده، هو الذي
قرر مصير نظام حسني مبارك. هذا مفهوم رومانسي يثير الالهام ويؤكد التفاؤل
الذي ينقصنا جدا، ولكن يخيل لي ان الحقيقة مختلفة: مبارك هو الذي حسم مصير
نظامه. فقد فقدَ عالمه من اللحظة التي بدأت فيه فرائصه ترتعد. لو أنه امر
الجيش باطلاق النار، لكان يحتمل جدا أن ينتهي التمرد ويصمد النظام لعدة
سنوات اخرى.
في دولة يسود فيها جيش حديث وأجهزة استخبارات تتسلل الى كل شيء، ليس
للمواطنين قدرة حقيقية على النهوض ضد النظام واسقاطه. أنظمة من هذا النوع
تسقط فقط عندما ترتعد فرائص الزعماء، عندما يشعرون بان الجماهير فقدوا
الخوف من الموت وان الجنود لن يطلقوا النار لخوفهم من الا يكون الغد يعود
لهم.
النزال هو النزال الذي يدور في ساحة الوعي. الخاسر هو من يفقد ثقته بنفسه، وليس بالذات المحق ولا حتى القوي.
أعصاب مبارك ومقربوه خانتهم. وهم لا يتميزون بمدى الوحشية اللازمة من
الطغاة. لدى الاسد الاب او لدى صدام حسين كانت القصة ستنتهي على نحو مغاير
تماما.
استعراض للثورات الشعبية التي وقعت في جيلنا يدل على أنها لا تنجح طالما
كانت قيادة النظام متراصة. اذا لم تجد الثورات اصداء في اوساط الحكام، اذا
لم تجد في داخلهم كتلة منسحبين ومتمردين، فان العصيان سيقمع وينتهي.
الامثلة معروفة: في 15 آب 2007، رفع سعر الوقود، وردا على ذلك تظاهر الالاف
من معارضي الطغيان. الجيش اطلق النار عليهم. العشرات قتلوا والمئات
اصيبوا. وسائل الاعلام اغلقت والعصيان قمع. كان هذا في بورما، التي تسميها
الطغمة العسكرية ميانمار. الجيش يسيطر في هذه الدولة منذ نصف قرن. بداية
فرض نظام طوارىء، وبعد ذلك خلق حزبا تلاعبيا يعمل بتكليف منه. وعلى مدى هذه
السنين وقعت عدة انفجارات احتجاجية، وكلها قمعت بيد من حديد. عشرات الالاف
قتلوا، وفي بورما لم يتغير شيء.
في ايار 1989، في ذروة الاحداث، تجمع نحو مليون شخص في ميدان تياننمن في
بيجين. كان بينهم طلاب كثيرون، من محبي الديمقراطية، وعمال اساءت الاصلاحات
الاقتصادية لاوضاعهم. الى أن قررت السلطات قمع الحشود بثت المجريات في
قنوات الاعلام الدولية، وهكذا، على مدى عدة اسابيع، شاهد الميدان مليارات
الناس. وفي النهاية تغلب رأي الزعماء المتصلبين في قيادة النظام الشيوعي،
وفي 4 حزيران حطم الجيش المظاهرة بثمن الاف القتلى. ومنذ ذلك الحين بدأت
فقط تغييرات طفيفة على طبيعة النظام في الصين.
مقابل هذين النموذجين يمكن أن نعرض محاولة الانقلاب التي وقعت في الاتحاد
السوفييتي في آب 1991. بعض من قادة السلطة السوفييتية حاولوا القيام
بانقلاب على ميخائيل غورباتشوف، من انتاج ما سمي "بروسترويكا" و
"غلاسنوست". رئيس المتآمرين كان غينادي ينييف، نائب الرئيس. وقد بعث بقوات
الجيش لاحتلال "البيت الابيض" منزل حاكم الاتحاد الروسي ولكن العديد من
المواطنين سبقوه واقاموا الحواجز حول المبنى.
في ضوء سفك الدماء المتوقع انتقل ضباط وجنود الى جانب موريس يلتسين،
والثورة قمعت تقريبا دون ثمن دموي. وظاهرا كان هذا انتصارا للديمقراطية
وبالفعل روسيا ليست طغيانا كما كانت في العهود السابقة ولكنها ليست
ديمقراطية أيضا.
هل يمكن للمرء أن يتوقع في أي من الحالات سينتصر فيها "الشعب" على الطغاة
وفي أي حالات ستحطم قبضات النظام حركة التمرد؟ بالطبع لا. ومع ذلك، يمكن
القول بان مؤشرات الثورة يجب البحث عنها في صفوف النظام. مؤشرات الشروخ تدل
على فرصة معقولة لانهياره تحت الضغط".
ـــــــــــــــــــــ
ليست ثورة مصرية، بل انقلاب
المصدر: "معاريف ـ دافيد بكعي"
" يقال أن الورق يحتمل كل شيء. يقال ان صحيفة اليوم يلف بها السمك
الذي يشترى غدا. يقال انه توجد فجوة بين عناوين المقالات ومضمونها – وذلك
لخلق معدلات نشر عالية. كله على ما يبدو صحيح. ومع ذلك، فان نشوى وسائل
الاعلام بالنسبة للاحداث في مصر تثير افكارا لاذعة. في مصر لا تجري أي ثورة
اجتماعية – سياسية، ولا يوجد أي ميل للتحول الديمقراطي والحريات، بل العكس
تماما. في مصر كان نظام عسكري في سياقات التحول المدني والان الحكم هو
نظام عسكري مباشر، معناه المس بالحريات القليلة التي كانت.
وسائل الاعلام لا ترسم فقط واقعا وهميا، بل ان دينامياتها محملة بالمصائب
عقب تأثيرها على تصميم جدول الاعمال. تنشر المزيد فالمزيد من البحوث التي
تعنى بالدور المركزي لوسائل الاعلام العالمية في تضخيم وتعظيم الاحداث في
مصر. هذه ليست "ثورة بابيروس" بل "ثورة الجزيرة". البرادعي ممثل فاسد
بتكليف من نفسه والمسؤول الاساس عن مواصلة انتاج القنبلة الذرية في ايران،
اصبح رئيس مصر التالي بتكليف من السي.ان.ان.
وسائل الاعلام (والاساس الجزيرة) ضخمت بشكل مفزع عدد المشاركين في
المظاهرات؛ وسائل الاعلام (ولا سيما العالمية) التي صورت تونس قبل الاحداث
كوطن الحرية والتقدم العربي، ومبارك كحاكم معتدل ومحب للسلام، جعلتهما بين
ليلة وضحاها دكتاتوريين ظلاميين ومتعطشين للحكم؛ وسائل الاعلام (ولا سيما
الاسرائيلية) تجاهلت تماما مظاهر اللاسامية الشديدة التي كانت في أوساط
المتظاهرين؛ ووسائل الاعلام بأسرها جعلت المتظاهرين متطلعين للديمقراطية
والتقدم، وان الحرية فقط هي أمام ناظريهم، في ظل تجاهلها لانماط العمل
والشعارات التي يرفعونها. كما أن هذه كانت الاستراتيجية الواضحة للاخوان
المسلمين، الذين بقوا خلف الكواليس.
ما حصل في مصر ليس ثورة اجتماعية. مصر، مثل العالم العربي بأسره، تجتاز
ثورة اخرى: تحطم حاجز خوف الجماهير من النظام. هذه ثورة هائلة بمعانيها
بالنسبة لسلوك الانظمة. ولكن حتى هنا. في مصر وقع انقلاب عسكري داخلي
برئاسة طنطاوي، الذي سعى الى منع مبارك من توريث الحكم الى ابنه جمال.
صراعات القوى هذه، التي دارت داخل النخبة العسكرية خلف الكواليس، بلغت
النضج الى جانب المظاهرات الجماهيرية.
الجيش قرر تنفيذ انقلابا داخليا و"المجلس الاعلى للقوات المسلحة" في مصر
برئاسة وزير الدفاع طنطاوي يوجد الان "في انعقاد دائم" مثلما في وقت الحرب،
لادارة شوؤن مصر. هذا بالضبط ما يحصل ايضا في تونس. من نظام مدني فاسد،
أخذ الجيش صلاحيات الحكم.
رجاءا لا تخطئوا. الجيش في مصر سيعد للانتخابات العامة، بل وستكون ايضا
انتخابات للرئاسة. وسيفرض النظام وسيعيد الحياة الى مسارها. ولكن من يتوقع
مظاهر الديمقراطية والحريات، لا يفهم الواقع. الجيش لن يسمح للاخوان
المسلمين بالانتصار، وهم سينتصرون اذا ما كانت حقا انتخابات حرة حسب قواعد
الديمقراطية الغربية، وهم سيقيمون في مصر صيغة سنية لايران. في أفضل
الاحوال، الجيش سيسمح للاخوان المسلمين بان ينوال 20 في المائة من الاصوات،
التي كانوا حصلوا عليها في الانتخابات في 2005.
قادة الجيش في مصر يذكرون ما حصل لنظرائهم في ايران بعد ثورة الخميني، وهم
لن يكرروا الخطأ الجسيم. نشوة رجال وسائل الاعلام لا تتطابق ابدا والواقع،
بل هي مثابة تفكير تحركه الاماني المسيحانية.
ــــــــــــــــــــــــ
لنحذر من فوز رئيس في مصر بطريقة ديمقراطية
المصدر: "معاريف ـ أوري مسغاف"
" كتاب "مكان تحت الشمس" كتبه بنيامين نتنياهو قبل أن يصعد نجمه
في السياسة المحلية. على مدى السنين يرى فيه نتنياهو ومؤيدوه قمة الفكر
السياسي الذي سبق زمنه. الكثير من فصوله تعنى بعدالة الصهيونية. والشكل
الذي يتعين فيه على دولة اسرائيل أن تدير نفسها في الرحاب، ولكن قسما هاما
يعنى بالظروف اللازمة كي تتمكن اسرائيل من تحقيق السلام الحقيقي المستقر مع
جيرانها – ذات "السلام الدائم" الذي يتصدر عنوان احد الفصول.
فصل آخر يسمى "نوعان من السلام"، وفيه يميز نتنياهو بين اتفاقات سياسية
توقع مع طغاة وبين النموذج المرغوب أكثر: السلام مع انظمة ديمقراطية. وهو
يشرح باستطراد في أن المواطنين في الدول الديمقراطية لا يسارعون الى حروب
لا داعي لها.
التاريخ بالطبع يؤكد هذا النهج. احدى الحقائق الاكثر شهرة في صفحاته هي انه
لم تنشب ابدا حرب بين ديمقراطيتين. ولا غرو أنه في العقدين الاخيرين يكثر
نتنياهو، هذه المرة كسياسي كبير، من الترويج دون انقطاع للحاجة الى تنمية
الديمقراطية في العالم العربي كشرط للتقدم السياسي.
وللعجب: في الاسابيع الاخيرة، حين تتجه امنيته نحو التجسد امام ناظريه،
اصيب بوعكة. عندما ينفض مواطنو الدولة العربية الاكبر والاهم عن كاهلهم
نظاما طاغية، بل ويفعلون ذلك تقريبا دون عنف وسفك دماء، في ثورة ناعمة من
المظاهرات والميادين – يصاب نتنياهو بالاضطراب. فجأة يتبين أن "الاستقرار"
اهم من الديمقراطية وحتى حين مل الجماهير في تونس الابعد الدكتاتور الفاسد
سارع نتنياهو الى القول ان "هذا تذكير آخر على عدم استقرار الشرق الاوسط".
يبدو انه ينطبق على مثل هذه الاوضاع المثل الانجليزي الشهير: "احذر امانيك
فقد تتحقق".
في الايام الاخيرة حذر نتنياهو المرة تلو الاخرى من أن "مصر قد تتحول الى
ايران". ولما كان شبه ايران مرات عديدة بالمانيا الثلاثينيات فان الاستنتاج
واضح: نحن وحدنا، صغار ومطاردين، محوطين بالنازيين. ومن حظنا أنه يوجد هنا
كي يحذر. وبالطبع: مجنون من يتساءل لماذا بعد أقل من شهرين من اقرار
الميزانية لسنتين، في ذروة ازمة الغلاء وبالتوازي مع تقليص عرضي، ثمة حاجة
لاضافة 700 مليون شيكل غريبة وغير مبررة لميزانية الدفاع.
احد ليس غير مكترث لمخاطر التحول الاسلامي للجماهير المصرية الفقيرة
والجوعى، او للنماذج التاريخية للبنية التحتية الديمقراطية التي استغلت
لسيطرة معادية من محافل غير ديمقراطية – ولكن في مثل هذه الايام
الدراماتيكية عندما يصم خفقان اجنحة التاريخ الاذان حقا، يمكن ايضا أن نرى
نصف الكأس المليء. ففي داخل الجماهير المتظاهرين ظهر قليل جدا من العناصر
الاصولية، كراهية اسرائيل والغرب لم تحتل مكانا في الاحتجاج، الجيش المصري
تصرف بضبط للنفس تجاه المتظاهرين وبالتوازي امس بالحكم بشكل سلس وقوي،
بينما قادته يعلنون امس عن التزامهم بكل الاتفاقات الدولية.
اذا ما فاز في الانتخابات القريبة للرئاسة مرشح ديمقراطي، تتبنى حكومته
ايضا السلام وتعيد اقراره عمليا من جديد، فان الامر كفيل بان يبث روح حياة
سياسية في المنطقة بأسرها. فعن هذه الشرعية الشعبية، خلافا للسلام البارد
الذي تحمله حراب نظام طغيان، تحدث نتنياهو في كتابه.
"الاستقرار" هو قيمة هامة، غير أن الى جانبه الاخر توجد المراوحة في
المكان. نتنياهو يتمنى الاستقرار ويعظمه لانه يشكل ذريعة لاختصاصه الوحيد –
عدم الفعل، عدم الحسم، عدم الجرأة. على اسرائيل تغلق سياقات اقليمية
وعالمية تهدد مكانتها وانجازاتها. وزخم سياسي فقط سينقذها من هذا العناق
الخانق. في حالة مبادرة سلام شجاعة فان شرقا اوسطيا ديمقراطيا سيصبح أنباءا
ممتازة. ولكن من أجل هذا يجب التوقف عن الخوف والتخويف".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لا ضربة استباقية لايران بعد سقوط مصر
المصدر: "هآرتس ـ الوف بن"
" معظم مواطني اسرائيل وُلدوا أو هاجروا الى البلاد في فترة حكم
حسني مبارك في مصر، ولم يعرفوا في حياتهم واقعا مغايرا. هذا هو معنى
الاستقرار الذي منحه مبارك للفهم الاسرائيلي. في كل التقلبات التي اجتازها
الشرق الاوسط في العقود الثلاثة الاخيرة، يتخذ النظام المصري صورة الصخرة
المنيعة. زعماء اسرائيل عرفوا بأن جناحهم اليساري مأمون، حين انطلقوا الى
الحروب، بنوا المستوطنات وأداروا محادثات السلام في الجبهات الاخرى.
الاحتكاكات في علاقات القدس والقاهرة، مهما كانت مثيرة للغضب، لم تهز أسس
الحلف الاستراتيجي الذي نشأ في اتفاق السلام الاسرائيلي – المصري.
استقالة مبارك بعد 18 يوما من المظاهرات في المدن المصرية، تُدخل المنطقة
بشكل عام واسرائيل بشكل خاص في عصر جديد من انعدام اليقين. الولاية الطويلة
للرئيس المصري لم تخرج عن المعايير الدارجة في الشرق الاوسط. حافظ الاسد
قاد سوريا ثلاثين سنة، مثل مبارك في مصر؛ الملك حسين وياسر عرفات شغلا
منصبيهما أكثر من اربعين سنة. ولكن، عندما نزلوا عن المنصة، بقي إرثهم
مضمونا. الحسين والاسد توجا مكانيهما ابناهما بعدهما، وعرفات حل محله نائبه
القديم محمود عباس. هذا هو السبب الذي يجعل تغيير الأجيال في الاردن، في
سوريا وفي السلطة الفلسطينية، يلقى القبول بطبيعية ولا يثير قلقا خاصا في
اسرائيل. ما كان متوقعا ومعروفا، فانه لا يخيف.
ليس هذا هو الوضع في مصر. فقد خُلع مبارك من كرسيه على عجل، قبل ان يتمكن
من اعداد أي من رجال بلاطه أو ابنه لخلافته في الرئاسة. قادة الجيش الذين
تلقوا منه صلاحيات الحكم، يسعون الى تهدئة الجمهور في مصر والأسرة الدولية
بالوعود في أنهم لا يعتزمون اقامة طغمة جديدة في القاهرة، بل أن يسلموا
المسؤولية الى أيدي مدنية ويقودوا الامور نحو الانتخابات. ولكن ليس لأحد،
بمن فيهم الجنرالات في المجلس العسكري الاعلى لمصر، أي فكرة كيف ومتى
سينتهي تداول السلطة. التجربة التاريخية تفيد بأنه بعد الثورات تكون حاجة
الى عدة سنوات من صراعات القوى الداخلية الى أن يستقر النظام الجديد.
انعدام اليقين هذا يقلق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. ردود فعله في
الايام الاولى من الثورة بثت قلقا عميقا على انهيار السلام مع مصر. وقد
حاول ان يؤخر قدر الامكان سقوط مبارك، دون جدوى، وأمس رحب ببيان الجيش
المصري الذي قال ان كل الاتفاقات الدولية ستُحترم، بما فيها السلام مع
اسرائيل.
نتنياهو يخاف ان تتحول مصر الى جمهورية اسلامية معادية لاسرائيل، بمثابة
ايران جديدة وأكثر قربا. وهو يأمل ألا يحصل هذا، وان تقف مصر في المكان
الذي توجد فيه اليوم تركيا: الحفاظ على العلاقات الرسمية مع اسرائيل،
السفارات وخطوط الطيران والعلاقات التجارية، وذلك الى جانب انتقاد حاد
للسلوك الاسرائيلي تجاه الفلسطينيين. السيناريو الافضل في نظره، حتى لو كان
أقل معقولية، هو ان تكون مصر مثل تركيا قبل عصر اردوغان – دولة مؤيدة
لامريكا تحت سيطرة جيشها.
نتنياهو تقاسم مع مبارك الخوف المشترك من تعزز قوة ايران. فقد كانت مصر
دولة أساسية في المحور السني، "المعتدل"، الذي وقف الى جانب اسرائيل
والولايات المتحدة ضد محمود احمدي نجاد وحلفائه في لبنان، في سوريا وفي
غزة. سقوط النظام في القاهرة لا يُغير هذا المنطق الاستراتيجي. الثوار في
ميدان التحرير عبروا عن العزة الوطنية المصرية، وليس عن الاعجاب بالثورة
الاسلامية في ايران. من سيرث مبارك سيرغب في مواصلة هذا الخط بل وأن يعزز
الوطنية المصرية لا أن يجر مصر الى ان تكون ملحقة بحكام طهران.
هذا لا يعني ان ورثة مبارك سيشجعون اسرائيل على مهاجمة المنشآت النووية
الايرانية. بالعكس: سيكونون منصتين للرأي العام في العالم العربي الذي
يعارض الضربة المانعة (الوقائية) لايران. اسرائيل ستجد صعوبة في أن تعمل
بعيدا في الشرق عندما لا يمكنها أن تعتمد على موافقة هادئة لعملياتها من
الغرب. بدون مبارك، لا هجوم اسرائيلي في ايران. من سيحلون محله سيخافون غضب
الجماهير، في أن يظهروا كعملاء لمثل هذه الحملة.
من يعارضون الهجوم، او يخافون من نتائجه رغم أنهم يتظاهرون بانهم معه – مثل
نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك – نالوا الان الذريعة المطلقة. أردنا ان
نهاجم ايران، سيكتبان في مذكراتهما، ولكن لم يكن بوسعنا بسبب الثورة في
مصر. ومثلما يروي اولمرت كيف كاد يصنع السلام، سيرويان كيف كادا يصنعان
الحرب. في ذهابه، منع مبارك حربا وقائية اسرائيلية. ولعل هذه هي على ما
يبدو مساهمته الاخيرة في الاستقرار الاقليمي".
ـــــــــــــــــــــ
مزدوجو الاخلاق والجهلة يشتاقون لمبارك
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ ايتان هابر"
" بالضبط في اللحظة الاشد حرجا، عشية السبت، وعلى شاشة التلفزيون
ظهر رئيس وزراء بريطانيا وربما كانت هذه المستشارة الالمانية ويحتمل أن
يكون هذا الرئيس الفرنسي – بالضبط في اللحظة الحرجة اياها نفدت من منزلي
مناديل مسح الدموع: فقد اضطررت للاكتفاء إذن بمناشف الحمام كي أوقف شلالات
الدموع.
الواحد تلو الاخر ظهر تقريبا كل زعماء الغرب الكبار وبعثوا الينا، نحن
الاطفال في الشرق الاوسط، جملة الكلمات المكوية "ديمقراطية"، "حقوق
المواطن" وما شابه، وكلهم، بالطبع، شاركوا في فرحة الجماهير في ميدان
التحرير. لو كان بوسعهم لانطلقوا بالاحرى في رقص عام.
الموقع أعلاه يكاد يكون مقتنعا بانه لو نظر المشاهدون مباشرة الى عيون
السادة اوباما، كمرون وساركوزي والسيدة ماركيل لاكتشفوا الخوف. يحتمل أيضا
ان يكونوا بعد أن انطفأت الاضواء في الاستوديوهات قد تفوهوا بكلمات مثل
"شيت" او "شايسه". فالجماهير في ميدان المدينة في القاهرة كانت تهم أقفيتهم
الناعمة. هم يخافون هذه الجماهير. والكثير من الملايين وراءهم، مصابون
بمرض معد سيصل اليهم ايضا. وهذا فقط ما ينقصهم.
لا ينبغي التأثر بتحياتهم. فتمسكهم بـ "الديمقراطية" بـ "حكم الشعب"، بـ
"حقوق المواطن"، هو في الحالة التي امامنا من الشفة الى الخارج. وهم
يعتقدون انهم بكلمات جميلة سينقذون أنفسهم وشعوبهم من الموجة الراديكالية
التي تهدد باغراقهم. ويخافون ان بعد سنة، بعد خمس سنوات، متظاهرو التحرير
سيصلون الى ميادينهم وشوارعهم. منذ اليوم يرون طلائعهم يسيرون كالاسياد في
الشانزيليزيه، في اوكسفورد ستريت وفي اونتر دان لندن.
يحتمل جدا أن حسني مبارك لم يكن حاكما مثاليا. يحتمل جدا أن الحكم في
القاهرة كان فاسدا وغير متنور. مؤكد أن من الصعب على المرء ان يكون مصريا
في القاهرة، في الاسماعيلية، في الاسكندرية، في الاقصر. ولكن ما فهمه مبارك
وما فهمه رجاله لن يفهمه مائة اوباما وخمسين سنة اخرى: مبارك وحكمه كانا
على ما يبدو الكابح الاخير في عالمنا المتنازع في وجه التسونامي الاسلامي،
هذا الذي يتطلع الى الافتراس بل ويفترس منذ الان دولا في اوروبا ويجعل
العالم مكانا أقل فأقل راحة للعيش فيه.
يحتمل جدا، من شبه المؤكد، فان هذه مسيرة محتمة، وقيض لنا بان نعيش معها،
ولكن اذا – اذا! – يمكن، فمن المجدي تأجيل ورد النهاية. فماذا سينفع
الحكماء في السلامة الديمقراطية اذا ما "الاخوان المسلمون" في مصر وفي كل
مكان آخر استولوا على الحكم او أثروا تأثيرا حاسما على طبيعته، فطردوا
علائم الثقافة الغربية "الفاسدة" وجعلوا، مثلا، 82 مواطنا مصريا جنودا
يرفعون سيف الاسلام؟
أي ديمقراطية ستكون هذه عندها؟ من سيطلب "حقوق مواطن" في دولة كلها مغطاة
بالاحجبة. أين سيكون الامريكيون، عندما ستقطع في ذات ميدان التحرير الايدي
والالسن، الاذان والانوف، وتطير رؤوس "المتمردين". عندها سيضطرون الى أطنان
من المناشف.
الرئيس مبارك كان طاغية بالفعل. وعلى ما يبدو كان فاسدا أيضا. لا يمكن أن
نحسد من عاش، مثلا، في "مدينة القبور" في القاهرة. ولكن هذا هو نفس مبارك
الذي يلبس البدلات ويربط ربطات العنق ويتكلم الانجليزية، وينفذ اتفاق
السلام، ويستضيف زعماء اسرائيليين في قصره ويصل الى جنازة رابين بل وحتى –
أعوذ بالله – يورد الغاز بسعر خاص.
من شبه اليقين ان هذا هو المقال الوحيد الذي سينشر اليوم في صالح مبارك. من
ناحية السياسة السليمة من السليم مدح الجماهير، المشاركة في فرحة
الديمقراطية. كل مزدوجي الاخلاق في العالم الغربي يجتمعون للاحتفال بـ
"حقوق المواطن". وأنا، يا لي من عديم الثقافة، أبدأ منذ الان بالاشتياق
للرئيس الذي اجبر على الاستقالة. ليتني أكون مخطئا.
ــــــــــــــــــــــــ
الشعب في جيب الجيش المصري
المصدر: "هآرتس ـ تسفي برئيل"
" التقطت صور الجنود الى جانب المواطنين وهم يتعانقون ومنح
المواطنون فرصة نادرة للتسلق على الدبابات والاحساس بالقوة العسكرية.
"الشعب والجيش – يد واحدة"، هتف المتظاهرون في ميدان التحرير في اليوم الذي
انتشرت فيه الدبابات في الميدان، اقيمت الحواجز وفصلت بين المتظاهرين وبين
مؤيدي الرئيس المخلوع مبارك.
"محبة الجيش" لم تكن دوما أمرا مسلما به من تلقاء ذاته. تحول كامل اجتازه
الجيش المصري منذ الهزيمة في 1967، والتي خجل بعدها الجنود المصريون من
التجول ببزاتهم في المدن وقبل عودتهم الى الديار في الاجازة غيروا البزات
بملابس مدنية. اما حرب يوم الغفران فكانت نقطة الانعطافة التاريخية في موقع
الجمهور من الجيش، الذي أصبح السند السياسي الهام للرئيس السادات، ولكن من
صفوفه خرج أيضا من اغتاله. مبارك بالذات، رجل الجيش، هو الذي في سنوات
ولايته ابعد الجيش عن السياسة مقابل امتيازات اقتصادية، والامتيازات كانت
وفيرة. التقارير الرسمية تتحدث عن ان ميزانية الجيش تبلغ 5 مليار دولار،
ولكن تقديرات أكثر واقعية تتحدث عن نحو 15 – 20 مليار دولار، نحو 8 – 10 في
المائة من الانتاج القومي الخام، حيث يأتي جزء من المداخيل من الجيش نفسه.
وكان مبارك لم يطور فقط جيشا كبيرا يخدم فيه نحو نصف مليون جندي في الخدمة
النظامية وعدد مماثل آخر في الاحتياط. بل انه منح الجيش اراض للدولة اقيمت
عليها في البداية المعسكرات، التي تحول بعضها في وقت لاحق الى منتجعات
لرجال الجيش والى وحدات سكن للمواطنين.
في الثمانينيات تلقى الجيش تراخيص واراض لاقامة 13 "مدينة عسكرية" حول
العاصمة القاهرة، في كل واحدة منها سكن نحو 250 الف نسمة، وتضمنت مستشفيات،
مدارس، مساجد، وباقي الخدمات العامة. في وقت لاحق اضيف اليها عشر مدن
اخرى. في هذه المدن عمل الجنود في فترة الخدمة الاخيرة لهم وبذلك ادخل
الجيش رجاله الى سوق العمل دون صعوبة.
كما أن الجيش طور شبكة انتاج مستقلة تضمنت دور خياطة، مخابز، مصانع لتركيب
السيارات، معامل حليب ومصانع للمنتجات الغذائية، عمل فيها الجنود الذين
كسبوا اجرا اعلى من ذاك الذي يسود في السوق المصرية. وهكذا ساهم الجيش في
خلق طبقة متوسطة ـ نخبوية تتمتع بنواد خاصة بها، ببطاقات تنزيلات، باولوية
في المدارس والسفريات الى الخارج لاستكمال الدراسة للضباط في المراتب
المتوسطة والعليا. الجيش لا يدفع الضرائب والرقابة البرلمانية على نشاطه لا
توجد حقا، وذلك لان اللجنة البرلمانية المسؤولة عن الرقابة مليئة برجال
الجيش والشرطة السابقين المقربين من كبار الضباط.
احدى النتائج الاجتماعية الهامة هي أن الخدمة في الجيش – الالزامية لكل رجل
من سن 18 حتى 30 – هي ليس فقط موضوع المكانة الوطنية والواجب القانوني
(على كل رجل ان يحمل رقما شخصيا عسكريا)، بل ايضا تمنح مكانة اقتصادية تضمن
فرصا اقتصادية افضل حتى بعد الخدمة. هذه المكانة تدفع الجنود الى الرغبة
في مواصلة الخدمة الدائمة وتخلق مبنى من الولاء الوثيق للقيادة العسكرية.
صحيح ان هذا جيش الشعب، ولكن بقدر كبير هو ايضا جيش انفصل عن الشعب.
ولا غرابة في أن وزير الدفاع طنطاوي عارض الخطط الاقتصادية لجمال مبارك،
وأغلب الظن لن يغير رأيه الان ايضا، عندما يقف على رأس الدولة، وذلك لان كل
هزة اقتصادية من شأنها أن تمس بمداخيل الجيش. هذا الجيش، الذي يحصل على
مساعدات بمقدار 1.3 مليار دولار من الولايات المتحدة، يفهم جيدا العلاقة
بين مكانته الاقتصادية وبين اتفاق السلام مع اسرائيل، ومن هنا ايضا التزام
المجلس العسكري الاعلى بتنفيذ الاتفاقات والالتزامات التي وقعت عليها
الحكومات السابقة".
ـــــــــــــــــــــ
السلام ليس مجرد ذخر
المصدر: "هآرتس ـ شلومو افينري"
" في ضوء الهزة التي تمر على مصر والمنطقة، يجدر بالذكر ان السلام
مع مصر ليس مجرد ذخر استراتيجي، بل قيمة اخلاقية. مؤخرا عُرض في مطارحنا
اختيار مغلوط: مع الديمقراطية، أو مع المصلحة الاسرائيلية للحفاظ على الأمن
والاستقرار؟ عند وضع هذه القيمة الاخلاقية (الديمقراطية) ضد الواقعية
السياسية (الاستقرار، الأمن) من السهل التدهور الى الادعاء بأن اسرائيل
تدعم الطغيان. ولان جزءا من التقديرات عبر عنها شخصيات ذات خلفية أمنية،
فقد كانت مليئة بالخطاب الأمني الاسرائيلي الخاص وكاد الجانب القيمي
المتمثل بالحفاظ على السلام يختفي.
السلام ليس مجرد تسوية سياسية، عسكرية وأمنية، بل وايضا قيمة اخلاقية.
حقيقة انه على مدى ثلاثين سنة لم يُقتل جندي اسرائيل أو مصري واحد في اعمال
عدائية على حدودنا المشتركة، بينما في الثلاثين سنة التي سبقتها وقع عشرات
آلاف القتلى والجرحى في الجانبين، ليست مجرد انجاز استراتيجي، بل وايضا
انجاز اخلاقي من الدرجة الاولى يُنسب الى القيادات السياسية في الطرفين.
وكما ينبغي الثناء على مناحيم بيغن لانجاز السلام مع مصر حتى لو لم يكن
المرء يوافق على كثير من آرائه ومواقفه، هكذا ينبغي ايضا الثناء على حسني
مبارك لحفاظه – بتصميم، بل واحيانا تحت ضغوط شديدة – على السلام الذي بادر
اليه أنور السادات. هذا ليس دعما لطاغية، هذا دعم لمضامين السلام
الاخلاقية.
ماذا لم يُقل عندنا عن السلام مع مصر، ولا سيما من جانب اليمين: في ان هذا
"سلام بارد"، وأن في مصر يعارضون التطبيع، وان هناك مظاهر مناهضة لاسرائيل
في وسائل الاعلام بل وتشجعها السلطات احيانا. من الافضل ألا نذكر ما الذي
تمناه افيغدور ليبرمان، حين كان في المعارضة، لمبارك في نقاش حول رفضه
زيارة اسرائيل. كل هذا كان صحيحا، ولكنه غير ذا صلة: الحقيقة الحاسمة كانت
ان الاسرائيليين والمصريين لم يقاتل الواحد الآخر، ولم يقع قتلى، ولم تُضف
أرامل ويتامى.
كما ان أجزاء في اليسار الاسرائيلي استخفت بالسلام مع مصر. اليسار ركز جدا
على الحاجة، المبررة بحد ذاتها، للوصول الى سلام مع الفلسطينيين، الى أن
نسي أن لدينا سلام – تحقق بغير قليل من الجهود – مع كبرى الدول العربية،
والذي يشكل ضمانة ألا تقع حرب واسعة في المنطقة. هؤلاء واولئك تجاهلوا
البُعد الاخلاقي للسلام.
هذا الجانب يجب ان يوجه نهج اسرائيل تجاه التطورات في مصر. أولا، يجب علينا
ان نتأثر من كبح الجماح وضبط النفس اللذين ميزا حتى الآن سواء جماهير
المتظاهرين أم وحدات الجيش التي احتشدت أمامهم. هذا ليس أمرا مسلما به في
مثل هذا الوضع. في دول اخرى في المنطقة، فان مواجهة جماعية ومتواصلة كهذه
كفيلة بأن تنتهي بحمام من الدماء. غياب العنف يجب ان يعزى ليس فقط للاحترام
الذي يكنه المصريون لجيشهم بل وايضا لثقافة السلوك المصري.
ينبغي ان نأمل في ان غياب العنف، الذي يتباهى المصريون به جدا، سيميز ايضا
استمرار التطورات. على اسرائيل ان تكون معنية بالديمقراطية في مصر، وذلك
لان الديمقراطية ترافقها ايضا ثقافة النفور من العنف ومن نزعة القوة. ولكن
النظام الداخلي لمصر هو شأن مواطنيها ومرغوب فيه ألا نحاول أن نوصيهم من
ينتخبون ومن لا ينتخبون. في كل الاحوال، فان الجانب الاخلاقي للسلام، الذي
في أساسه يقبع مبدأ حماية حياة البشر وجودتها، يجب ان يكون شمعة تضيء
الطريق لنا مثلما للمجتمع المصري الذي انطلق لتوه في طريق جديدة".
ــــــــــــــــــــــ
مؤامرة لقطع كل صلة
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ اليكيم هعتسني"
" الانطباع السائد وكأن خطاب المتظاهرين في مصر كان نقيا نسبيا من
كراهية اسرائيل، ليس دقيقا. الأماني لونت بالوردي حقائق سوداء، مثل يافطة
"يا اسرائيل، بعد ان ننتهي من مبارك سنصل اليكم!"، أو كاريكاتور مؤيد
لمبارك بأنف وأذني خنزير، مع ربطة عنق وعليها صليب معقوف على خلفية علم
اسرائيل. أو متظاهر يقول "عندما سيكون الشعب المصري حرا، سيحرر الفلسطينيين
ويدمر اسرائيل". أو كاريكاتور شهير لمبارك مع نجمة داود على جبينه.
محمد بديع، زعيم الاخوان المسلمين في مصر، يؤيد الغاء اتفاق السلام مع اسرائيل ويدعو حماس في غزة: "انتظروا بصبر، نحن على حدودكم".
خطر يكمن في امكانية ان تزود مصر معادية حماستان الغزية بجبهة داخلية
لوجستية ومظلة دفاعية، تمنع أو تُقيد الاعمال العسكرية المضادة من جانبنا،
و/ أو تسمح باطلاق اصبع عسكرية مصرية على طول النقب الغربي.
رابين وشارون بادرا الى الاستيطان اليهودي في القطاع بالضبط من اجل منع مثل
هذه السيناريوهات. انهيار ترتيبات الامم المتحدة وخرق الضمانات الامريكية
عشية حرب الايام الستة أدت بهما الى الاستنتاج بأن الضمانة المؤكدة الوحيدة
هي التواجد الاسرائيلي، العسكري والمدني، في الارض. ومع الزمن، فان ما
فعله شارون جلبه على نفسه وعلى شعبه.
اليوم مطالبة اسرائيل بأن تصمم استراتيجية حيال تهديدات مشابهة، فيما أن
اجزاء واسعة من مؤسستها لا تزال ترفض الاعتراف بالعلاقة السببية التي بين
خطايا الماضي والوضع الحالي – حربة حماسية ممشوقة، من الحدود المصرية وحتى
ضواحي عسقلان. ودون رؤية الصلة السببية بين الأحداث، فما هو الفرق بين
الانسان والحيوان، الذي يلتقط الصورة تلو الصورة ولا يكون قادرا على ان
يربط بينها؟.
الصلة السببية هذه تقطعها المؤسسة بنيّة مبيتة. لماذا، مثلا، ذات الصاروخ
بالضبط – حين يمس كريات شمونة يسمى "كاتيوشا"، ولكن عندما يسقط في عسقلان
يكون اسمه "غراد"؟، ذلك لان الحكم يخشى من ان يتذكر أحد ما كيف هزأ رابين
في الكنيست من تحذير "الكاتيوشا على عسقلان"، فيربط بين الانسحاب والطرد
وكل ما وقع بنا منذئذ: اقامة دولة مخربين اولى، وفي هذه الاثناء الوحيدة في
العالم؛ الصواريخ، قذائف الهاون، العبوات والنار من القطاع؛ "رصاص مصبوب"،
تقرير غولدستون وموجة عالمية من نزع الشرعية؛ "مرمرة" والحرب الباردة مع
تركيا؛ قاعدة حزب الله في الجنوب؛ تفجير انبوب الغاز المصري على أيدي حماس.
مصلحة واضحة تدفع كل من كانت يده في "فك الارتباط" الى نفي كل صلة بين
صندوق المفاسد هذا، بما في ذلك اختطاف جلعاد شليط وقتل رفاقه، وانسحاب
جيشنا وهدم بلداتنا في الصيف التعيس للعام 2005.
اليوم يقترح افرايم سنيه العودة الى احتلال محور فيلادلفيا، ولكن في قرار
فك الارتباط جاء: "حكومة اسرائيل ستواصل التواجد العسكري على طول محور
فيلادلفيا". هذا التواجد هو "حاجة أمنية حيوية"، إلا اذا توفرت "تسوية
مصداقة اخرى". المحور أخلوه ببساطة لان الجيش الاسرائيلي لم يكن قادرا على
ان يحتفظ برواق على طول 14 كم وبعرض عشرات الأمتار دون الجبهة الداخلية
المدنية التي خُربت وطُردت. الصلة السببية هذه قطعها سنيه في وعيه.
وتذكار آخر من قرار فك الارتباط: "هدف الخطة تحقيق واقع أمني، سياسي،
اقتصادي وديمغرافي أفضل... الخروج من غزة كفيل بأن يقلص الاحتكاك مع السكان
الفلسطينيين... تطبيق الخطة سيؤدي الى الخروج من الجمود الحالي".
حتى اليوم أي من اولئك الذين تحملوا المسؤولية الجماعية عن الترهات والهراء
هذا لم ينهض ليقول "اخطأت، وأنا أتحمل المسؤولية". بعض منهم يجلس اليوم
ايضا في الحكومة وفي الكنيست، وهم مطالبون بالاستعداد للنتائج المريرة
الاخرى، المحتملة، لتلك الافعال التي قاموا بها.
كيف سيفعلون ذلك، وهم لا يزالون غير قادرين على ان يعترفوا بالصلة التي بين الافعال والنتائج، بين السبب والمسبب؟".