المقتطف العبري ليوم الخميس: ثورة العرب وتهاوي الغرب.. الاخوان المسلمون على جانب الطريق
عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
"يديعوت احرونوت":
ـ أوقفوا الجنون.
ـ ذُعرا فأجلا – باراك ونتنياهو خشيا من الاهانة فأجلا الى يوم الاحد التصويت على تعيين يئير نفيه رئيسا مؤقتا للاركان.
ـ استطلاع: 88 في المائة يدعون الى تمديد ولاية اشكنازي.
ـ ذروة جديدة في الحرب بين باراك واشكنازي.. ضباط كبار: "محاولة تصفية بالبث الحي والمباشر".
ـ يُدور السكين.
ـ تأجيل في اللحظة الاخيرة.
ـ سجل خدمة.
ـ رأس برأس.
ـ انتقام النظام.
"معاريف":
ـ لنتحرر من باراك.
ـ دم في شوارع القاهرة.
ـ هجوم باراك.
ـ لجنة الخارجية والامن: "لتتمدد ولاية اشكنازي".
ـ خافا من الحرج، أجلا التصويت.
ـ من عائق الى عائق – القانون لا يعترف بمنصب "القائم بأعمال رئيس الاركان".
ـ أنا أتهم.
ـ اللغم التالي.
ـ حمام الدماء.
ـ السفير في القاهرة ينتظر المكالمة.
ـ الولايات المتحدة: "اذا كان مبارك يحرض على العنف، فليتوقف".
ـ في أيدي الجموع الغاضبة.
"هآرتس":
ـ مواجهات شديدة بين مؤيدي مبارك ومعارضيه.
ـ باراك: مشاكل اخلاقية في سلوك رئيس الاركان.. اشكنازي: أنا أُخلّف جيشا قيميا ومعياريا.
ـ نتنياهو مرة اخرى يتراجع: سيبحث في تخفيض أسعار الوقود.
ـ بالحجارة والعصي، تدهور الاحتجاج الى حافة الحرب الأهلية.
ـ اوباما: على مبارك ان يبدأ في نقل السلطة فورا.
ـ الرئيس اليمني يعلن عن عدم ترشحه لولاية اخرى.
"اسرائيل اليوم":
ـ باراك ضد اشكنازي: توجد "امور اخلاقية".
ـ نتنياهو: أعمل على تخفيض سعر الوقود.
ـ الولايات المتحدة لمبارك: إذهب، وبسرعة.
ـ هزة في قيادة الجيش الاسرائيلي – "بقيت سحابة ثقيلة".
ـ على شفا حرب أهلية.
ـ في الطريق الى مواجهة جبهوية.
أخبار وتقارير ومقالات
ذُعرا فأجلا : باراك ونتنياهو خشيا من الاهانة فأجلا الى يوم الاحد التصويت على تعيين يئير نفيه رئيسا مؤقتا للاركان..
المصدر: "يديعوت أحرونوت – ايتمار ايخنر"
" هذا المساء في الساعة 18:30 كان يفترض برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان يعقد اجتماعا لوزرائه في جلسة خاصة لاقرار تعيين اللواء يئير نفيه رئيس اركان بالوكالة – ولكن امس تلقى الوزراء بلاغا دراماتيكيا بتأجيل الجلسة الى يوم الاحد، الامر الذي زاد فقط الحرج والتشويش في القيادة السياسية والعسكرية.
رسميا يدعون في مكتب رئيس الوزراء بأن سبب التأجيل يكمن في ان "قرار الحكومة وملحقاته وزعت عصر يوم الاربعاء فقط، وحسب نظام الحكومة مطلوب 48 ساعة لنشرها. وعليه، كما يشرحون في المكتب، "فقد تقرر اجراء البحث في الحكومة يوم الاحد منعا لمشاكل فنية ولضمان سلامة الجلسة".
غير ان هذه الحجة لا تتناسب وحقيقة ان سكرتارية الحكومة هي التي وزعت قرار الحكومة وملحقاته، وهي تعرف جيدا النظام. التقدير هو أن نتنياهو أجل النقاش عقب الانتقاد الشديد الذي وجهه وزراء في الحكومة على عدم تمديد ولاية رئيس الاركان المنصرف غابي اشكنازي. وزراء كثيرون – بمن فيهم افيغدور ليبرمان، بيني بيغن، موشيه كحلون، دان مريدور وموشيه بوغي يعلون – تحفظوا من التعيين السريع لنافيه وادعوا بانه يمكن ببساطة تمديد ولاية رئيس الاركان غابي اشكنازي بعدة أسابيع. وبالتالي يأمل نتنياهو بانه حتى يوم الاحد سيتمكن من تخفيف حدة المعارضة. وفي ذلك فان ثمة عمليا نوع من الاعراب عن حجب الثقة من نتنياهو عن باراك، لان الاخير سعى نحو انهاء الخطوة منذ اليوم.
اضافة الى ذلك، يؤمن نتنياهو بانه اذا ما تشكلت قائمة أربعة المرشحين لمنصب رئيس الاركان الدائم حتى يوم الاحد، وتتضمن ايضا نافيه، سيقتنع الوزراء بان هناك معنى من تعيينه للمنصب بشكل مؤقت. ولكن بالمقابل طرحت ادعاءات ضد هذه الخطوة لذات السبب بالضبط – بعض الوزراء ادعوا بان تعيين نافيه في المنصب بشكل مؤقت يمنحه تفوقا على باقي المرشحين للمنصب. ومهما يكن من أمر، باستثناء وزير الدفاع ورئيس الوزراء هناك اجماع شبه شامل في الحكومة على ان الحل المثالي هو تمديد ولاية اشكنازي.
بالمقابل، هناك ايضا وزراء يؤيدون تأجيل النقاش على تعيين نافيه للمنصب بشكل مؤقت لسبب آخر، وهو أن بزعمهم لا يمكن اليوم عرض مرشح بين ليلة وضحاها للمنصب لم يتم اجراء فحص جودة ماضيه بما فيه الكفاية. وفي ضوء المهزلة التي وقعت في تعيين يوآف غالنت للمنصب، فانه ينبغي بذل كل ما يمكن للامتناع عن اضافة مهزلة على مهزلة. في مكتب رئيس الوزراء نفوا أمس الادعاء بان التأجيل المفاجىء يرتبط باكتشاف تفاصيل محرجة في ماضي نافيه كان من شأنها ان تجعل صعبا إقرار تعيينه.
"انتقام صرف"
محاولة باراك تعيين نافيه منذ اليوم أثارت انتقادا شديدا ضده من جانب وزراء في الحكومة، وفي مركزه ادعاء بانه يرفض تمديد ولاية اشكنازي بدوافع شخصية تتعارض وأمن الدولة. وأمس رفض معظم وزراء الحكومة القول اذا كانوا سيؤيدون تعيين نافيه، ولكن رغم الانتقاد الشديد فالتقدير هو أن التعيين – عندما يرفع الى اقرار الحكومة في نهاية المطاف – سيقر بأغلبية كبيرة. وقال وزير في الليكود، مثابة مقدمة للجلسة المصيرية انه "لا جدال في ان اشكنازي كان رئيس أركان فائق. رئيس الوزراء استسلم لمناورات باراك الذي تحركه كراهية شخصية ونزعة انتقام صرفة".
القائم باعمال رئيس الوزراء موشيه بوغي يعلون قال انه هو ايضا يخطط لعرض اسئلة على باراك. وهو يتساءل: "لماذا لا يمكن تمديد ولاية اشكنازي بعدة أسابيع. اذا كان الرجلان نجحا حتى الان في ادارة علاقات عمل؟"
كما أن خمسة وزراء شاس أعربوا عن غضبهم من قرار باراك. وقال الوزير ارئيل اتياس انه "في هذا الوقت بالذات، حين تكون المنطقة أقل استقرارا، محظور تعيين مؤقت. باراك بنفسه قال عن اشكنازي انه كان أحد افضل رؤساء الاركان في الجيش الاسرائيلي".
وانضم الى وزراء الحكومة أعضاء لجنة الخارجية والامن في الكنيست أيضا ممن دعوا امس الى تمديد ولاية رئيس الاركان. فقد قال رئيس اللجنة شاؤول موفاز ان "على باراك ونتنياهو ان يتساما فوق النوازع الشخصية وان يمددا ولاية اشكنازي. القرارات التي اتخذها رئيس الوزراء ووزير الدفاع لا تعكس ما هو صحيح ومرغوب فيه لدولة اسرائيل في هذا الوقت". رغم الهجمات من المتوقع لنتنياهو ان يدافع في جلسة الحكومة عن تعيين نافيه. مصادر في محيط رئيس الوزراء عادت وشددت على أنه "لا يمكن أن يفرض على وزير الدفاع رئيس أركان لا يثق به وتسود بينهما قطيعة تامة". ومع ذلك، أمس بات ممكنا ملاحظة شقوق أولية. مقربو نتنياهو انتقدوا بشدة سلوك وزير الدفاع. وقالوا: "باراك ببساطة انتحر على غالنت ولم يفهم معنى فتوى فينشتاين التي حسمت أمر التعيين. بل حاول الاصرار ونتنياهو كان ينبغي ان يضرب على الطاولة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استطلاع: 88 في المائة يدعون الى تمديد ولاية اشكنازي..
المصدر: "يديعوت أحرونوت – مينا تسيمح"
أجرت الصحيفة استطلاع رأي حول عدة قضايا تشغل بال الكيان الصهيوني هذه الايام، وهذه الاسئلة مع النتائج:
ـ غالنت قال انه لم يكذب عن وعي في قضية الاراضي. هل تصدقه؟
اصدقه38 في المائة
لا اصدقه43 في المائة
ـ مما حصل، هل اللواء يوآف غالنت جدير بان يكون رئيس أركان؟
جدير49 في المائة
غير جدير30 في المائة
ـ هل برأيك سلوك باراك في تعيين رئيس الاركان يمس بأمن الدولة؟
يمس74 في المائة
لا يمس18 في المائة
ـ ما هو السبب الاساس الذي أدى بباراك الى تحبيذ عدم تمديد ولاية اشكنازي؟
صالح الدولة6 في المائة
مصالح وحسابات شخصية87 في المائة
ـ على فرض أن رئيس الاركان التالي سيعين بعد شهرين، فما هو الاصح عمله؟
تمديد ولاية اشكنازي88 في المائة
تعيين نافيه رئيس اركان موقت8 في المائة
ـ من المسؤول الاساسي عن أزمة رئاسة الاركان؟
باراك40 في المائة
نتنياهو4 في المائة
مراقب الدولة6 في المائة
باراك ونتنياهو 6 في المائة
المستشار القانوني4 في المائة
لجنة تيركل10 في المائة
محكمة العدل العليا5 في المائة
لا أدري25 في المائة
الثورة في مصر ستمس بنا
ـ هل برأيك آثار سقوط مبارك على اسرائيل ستكون ايجابية أم سلبية؟
سلبية 65 في المائة
ايجابية 11 في المائة
لا ايجابية ولا سلبية 9 في المائة
ـ مما يبدو لك اليوم، أي نظام سيقوم في مصر بعد مبارك؟
نظام اسلامي 59 في المائة
نظام علماني ديمقراطي 21 في المائة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو: مصر ديمقراطية، لا تهدد السلام
المصدر: "موقع walla الاخباري"
" رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقدّر أن النظام القادم في مصر سيكون ذات طابع ديمقراطي، وأن الفرص لإلغاء عملية السلام على يديه منخفضة. "نتوقع من كل حكومة في مصر أن تحترم الإتفاق".
تطرّق هذا المساء (الأربعاء) رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الأحداث في مصر وقال إن الإضطرابات تثبت بأن جارتنا من الجنوب تتبنى القرن الـ 21، عبر تطبيق إصلاحات ديمقراطية. وبحسب كلامه، فإن النظام القادم في مصر لن يخرق إتفاق السلام مع إسرائيل. قال رئيس الحكومة "أنا أقدّر قيمة دولة حرة، ومن الواضح بأن مصر التي تستند إلى هذه الأساسات، التي تنطوي على قيم ديمقراطية، لن تشكّل أي تهديد للسلام".
أضاف "في واشنطن، في لندن، في باريس، وفي كل أرجاء العالم الديمقراطي، تحدّث زعماء ومحللين عن الفرص الكامنة في التغيير الذي يحصل في مصر"، "تحدّثوا عن فجر يوم جديد، وهذا الأمل مفهوم. كل ذلك لأن حرية الإنسان عزيزة على قلبهم، بما فيهم الجمهور الإسرائيلي، يستوحونها من الدعوات ومن الإمكانية للديقراطية".
وفي تعليق على استقرار السلام بين إسرائيل ومصر، أعرب نتنياهو عن ثقة من أن النظام الجديد لن يخرق الإتفاق بين الدولتين. قال رئيس الحكومة "الحفاظ على السلام القائم هو هدف حيوي، ونحن نتوقع بأن أي حكومة في مصر ستحترمه"، وأضاف "أكثر من ذلك، نحن نقدّر بأن المجتمع الدولي يتوقع بأن أي حكومة في مصر ستحترم السلام". مع ذلك، حذّر نتنياهو من أنه يجب النظر بـ" أعين حذرة" الوضع "غير المستقر" النابع من الإضطرابات في مصر.
قال وشدد على أن "السيناريو المتفائل هو أن الأمل في الديمقراطية عبر إجراء تدريجي ومستقر، سيدخل حيز التنفيذ في مصر"، "يجب أن نعترف هنا بأنه جرى تغيير كبير. الأساس لاستقرارنا ولمستقبلنا ولحماية السلام، هو تحصين قوة دولة إسرائيل، وهذا يحتاج لأن نكون صادقين مع أنفسنا ولا نقوم بجلد أنفسنا حيال المشاكل التي من حولنا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لينفي تهاجم: نتنياهو يستغل الوضع في المنطقة.. للبقاء
المصدر: "هآرتس"
" ردت رئيسة المعارضة، عضو الكنيست تسيبي ليفني، يوم (الأربعاء)، على خطاب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في جلسة الحكومة وقالت إنه استخدم عدم استقرار المنطقة من أجل دفع الانتقاد عن حكومته. "لم أشكّ بأن اليوم، الذي سيعتلي به رئيس الحكومة المنصة سيتكلم عن عدم الثقة وعدم الاستقرار، ليس لأنهما غير واقعيين، هما موجودان. أي مواطن إسرائيلي ينظر بقلق إلى المنطقة وما يحدث فيها، لكني أخشى أن رئيس الحكومة يقوم بما هو معتاد القيام به بشكل عام وهذا لاستغلال عدم الثقة من أجل تعزيز الخوف والخشية، نفس الخوف، الذي وفق طريقته يمنع توجيه الانتقاد إليه".
وفي سياق كلامها، هاجمت ليفني، بشكل لاذع، تعيين رئيس هيئة الأركان، والرواية التي أثيرت حول تعيين اللواء يوآف غالنت في المنصب قائلة بتعجّب "مَن ليس قادرا على اتخاذ القرارات، مَن ليس باستطاعته الحصول على الحد الأدنى من الثقة، لا يستطيع أن يستمر بكونه رئيس حكومة إسرائيل. الجيش في فترة حكمك من خلال وزير الدفاع الذي عيّنته أصبح محل شجار. رئيس الحكومة بحاجة اليوم، التوضيح لمواطني إسرائيل لمَا عليهم التخبّط في موضوع مَن يؤيّدون، رئيس هيئة الأركان المغادر أو الآتي. إن كان لذلك سبب غير شخصي لدى رئيس الحكومة، فليسمعنا. أيهما أفضل، رئيس أركان لديه تجربة ثلاث سنوات أو تعيين مؤقت لثلاثة أشهر؟
"أنتَ، نتنياهو، لست جديرا بأن تكون رئيس حكومة لذلك وافقت على وزير الدفاع فقط لأنه غير جدير بالاستمرار بأعمال رئيس الأركان الحالي لمصالح شخصية، لا يمكن إدارة الدولة بنزوات شخصية. لن يحصل أولادنا، الذين يتجندون على حكومة كهذه. اليوم، ثبت أن الحكومة هذه ليست مناسبة بتشكيلها. مواطني دولة إسرائيل لا يخشون فقط مما يحدث خارج البلاد فحسب، بل مما يحدث في الداخل. هذه الأصوات يجب أن تصل إلى مكتبك".
وتوجهت ليفني إلى وزراء الحكومة قائلة "غدا، تجتمع الحكومة، متى سيحدد، من واجبكم أن تسألوا، هل هذا الوقت مناسبا لتعيين مؤقت؟ لا تتحولوا لتصبحوا ختما لموانع أجنبية في اتخاذ القرارات ولرئيس حكومة ضعيف. حتى في الحكومة الأكثر انتهازية، يجب على أحد ما التفكير بالشعب والدولة. أخذتم من الشعب الحد الأدنى المطلوب الثقة، على الأقل القرارات المرتبطة بالجيش تتخذ من محركين لديهم صلة بالموضوع".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغاز الإسرائيلي ومشكلة مصر
المصدر: "هآرتس – عوديد غيران"
" إن النقاش العام والعنيف الدائر حول مستوى العائدات والضرائب التي يفترض أن تدفعها شركات الغاز للدولة، لا يعيق النقاش حول الحيثية الاقتصادية والدبلوماسية والإستراتيجية للاكتشاف.
والنطاق الضخم، وفقاً للمصطلح الإسرائيلي، لاكتشافات الغاز يجعل منها مورداً استراتيجياً تستطيع إسرائيل أن تستخدمه لتعزيز علاقاتها مع المجموعات الدبلوماسية والاقتصادية العالمية. ومن ناحية أخرى، من الممكن أن يؤدي عدم وجود ترتيبات وتنسيقات متفق عليها مع جيران إسرائيل الشرق أوسطيين، إلى قيام المصدر الاستراتيجي بتقويض الاستقرار الإقليمي أكثر مما هو عليه الحال.
كما أن المصلحة الإسرائيلية الجلية هي التوصل إلى ترتيبات مع جيرانها، على غرار الاتفاق مع قبرص على تعين الحدود بين النطاقات الاقتصادية. وتجدر الإشارة إلى أنه نسبةً لعدم وجود اتفاق سلام، ونظراً لموقف حزب الله القوي في لبنان، سيكون التدخل الدولي ضرورياً.
وقام أحد المتعهدين الرئيسين الإسرائيليين في منطقة اكتشاف النفط، بتقديم عرضٍ لقبرص بتأسيس منشأة مشتركة لمعالجة الغاز، الذي سيُنقل فيما بعد إلى أوروبا في صهاريج. ولكن هناك سؤال أولي تكمن إجابته ليس فقط لدى منتج الغاز، ألا وهو أين تُملي المصالح الإسرائيلية الاقتصادية أن تحصل إسرائيل على الغاز عبر القنوات؟. والخيار الأول هو تصديره إلى عمالقة الاقتصاد الآسيويين، في مقدمتهم الصين والهند، وهذا أمر منطقي، لأن قوتهم الاقتصادية تتزايد بانتظام. فالتصدير إلى الشرق يجعل التنسيق الاقتصادي ممكناً من أجل استغلال الغاز، ونقله عبر بلدان منتجة أخرى كمصر، ومنتجي الغاز في شبه الجزيرة العربية.
أما الخيار الآخر فهو تصدير الغاز غرباً باتجاه أوروبا. ومع احتمال حصول خلاف أو مناوشات مع الدول المجاورة كلبنان والفلسطينيين وربما سوريا أيضاً، في حال اكتشفت الغاز في منطقتها البحرية الاقتصادية، هناك احتمال ايجابي كبير بتصدير الغاز بالتعاون معهم، ونقله إلى أوروبا. واليوم يبدو أن مصنعاً مشتركاً لتسيل الغاز، تشارك فيه جميع الدول المنتجة للغاز هو حلماً مثالياً، إلا انه من المؤكد يمكن تحقيقه عن طريق فريق دبلوماسي اقتصادي ثالث، على غرار شركات الغاز ومؤسسات التمويل الأوروبية.
وعلى عكس أولئك الذين يدعمون التصدير إلى الشرق، يجادل مؤيّدو التصدير إلى أوروبا، أن مستقبل إسرائيل الاقتصادي والثقافي والعلمي يرتكز في أوروبا. وعليه يجب أن يتوجه مصدرو الغاز الطبيعي إلى هناك، كي يكون باستطاعتهم إنشاء علاقات وروابط متوازنة وعميقة وأكثر ثباتاً مع الاتحاد الأوروبي.
ويُلحق هذا السؤال بقضية تركيا. فقبل اليوم تم تطوير شبكة من خطوط الأنابيب في تركيا لنقل الغاز من آسيا الوسطى إلى أوروبا. وتتضمن هذه الأخيرة بديلاً عن طريق النقل من قبرص، والذي يمكن استغلاله لتغيير العلاقات الحالية بين إسرائيل وتركيا.
من جهة أخرى، سيبقى أولئك الذين سيجادلون أن تحول تركيا باتجاه الشرق ليس مؤقتاً، وأن إسرائيل لا تستطيع أن تأتمن دولة عدوانية كـ أنقرا على مصدر استراتيجي هائل كهذا.
وقد كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو محقاً عندما تحدث عن استخدام العائدات من أجل الاستثمارات طويلة الأجل، خصوصاً في التثقيف. كما أن مدير بنك إسرائيل ستانلي فيشر وغيره، يتصرفون بالشكل الصحيح، ويقومون بما هو مناسب في السعي وراء دراسة التعقيدات والمدلولات الاقتصادية لتدفق العائدات إلى الحكومة، ولخلق الوسيلة المالية المناسبة من أجل أفضل وأمثل استخدام من قبلهم.
لكن الحيثية الدبلوماسية الإستراتيجية لمصدري الغاز تستحق نقاشاً شاملاً إضافياً، ولا يمكن ترك النقاش برمته على عاتق شركات الغاز. وقد دار هذا النقاش على المستوى الحكومي في مجلس الأمن الدولي، ولكن تكمن فائدة إضافية في مناقشة هذه الأسئلة بشكل عام وشامل، وليس فقط السؤال المتعلق بمستوى الضرائب والعائدات".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحكمة العليا :تفرض 4.5 سنوات سجن على متهم سلم معلومات لحزب الله
المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ ايتمار لفين"
" شددت اليوم (2-2-2011 ) المحكمة العليا من عقوبة عربي إسرائيلي، سلم معلومات لحزب الله عبر البريد الالكتروني. هذا الشخص رفض الافصاح عن اسمه ، حكم عليه بالسجن أربع سنوات ونصف بدلا من ثلاث سنوات كانت المحكمة اللوائية في القدس قد فرضتها عليه.
وقد اعترف المتهم في اطار صفقة مع الادعاء العام بـ 18 مخالفة تتعلق بتسليم معلومات للعدو. يذكر أنه أقام علاقة مع حزب الله عبر البريد الالكتروني وترجم لصالح المنظمة مقالات من العبرية والانكليزية الى العربية. ولاحقا عندما زار عائلته في دمشق، تسلم المتهم من حزب الله قرص فيه برنامج تشفير، بحيث يستطيع من خلاله ارسال معلومات مشفرة.
وبعد ذلك أمر المشغل المتهم بجمع معلومات عن قواعد عسكرية، ومواقع الكهرباء والاتصالات، والافادة بأي معلومات يعرفها المتهم بما فيها أماكن عمل ومناصب أمنية يعمل فيها أشخاص والافادة بمعلومات عن يهود مستعدين للادلاء بعملومات مقابل أموال. وبعد حوالي شهر من ذلك بعث المتهم الى مشغليه ثمانية رسائل، تتضمن تفاصيل موثقة عن قواعد عسكرية تابعة للجيش وحرس الحدود. كما بعث بتقارير تتعلق بمواطنين إسرائيليين من بينهم ضابط كبير في الشرطة وغيرهم لديهم حسب ادعائه صلة بوحدات خاصة في الجيش الإسرائيلي.
وأشارت المحكمة اللوائية الى أنه من بين 18 تقرير أرسلهم، القسم الصغير منها ملفق، والقسم الآخر غير واضح، والاضرار التي سببتها ليست كبيرة، ولكن الامر يتعلق بعلاقة أولية من شأنها أن تتطور . وأشارت المحكمة الى أنه لا يتعلق الامر بصدفة أو عدم وضوح . وبسبب اعتراف المتهم لم تشدد المحكمة العقوبة .
وحددت القاضية في المحكمة العليا عدنا أربيل أن العقوبة لا تعبر عن خطورة أفعال المتهم الذي هو واحد من عدة حالات شاذة تبرر تدخل المحكمة العليا. وبحسب كلامها إن العقوبة ضد مخالفات تتعلق بأمن الدولة يجب ان تكون في الاساس رادعة، حتى يأخذ في الحسبان مستقبلا كل من يقرر القيام بمخالفات ضد أمن الدولة.
وأشارت أربيل الى أن هناك بعدين في خطورة أعمال المتهم: الاول إن الامر يتعلق بمواطن إسرائيل يمتلك هوية إسرائيلية تمنحه الحركة بحرية داخل إسرائيل، وهو بمثابة ثروة للمنظمات الارهابية.
الثاني: زيادة الحالات التي أقام فيها اشخاص اتصال عبر الانترنت مع جهات معادية وهذا الامر يوجب عملية ردع محدددة في هذا الخصوص.
وأضافت أربيل هناك الخطورة الاخرى الناشئة عن امتلاك المتهم لهوية إسرائيلية وارتباطه بأعداء الدولية التي تخوض سلطاتها حربا متواصلة ضد كل المحاولات التي تقوم بها الجهات الإرهابية ضد إسرائيل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تغيير النظام في القاهرة قد يؤدي إلى تغييرات في الجيش الإسرائيلي
المصدر: "جيروزاليم بوست – يعقوب كاتس"
"إسرائيل قلقة من أن تؤدي ولادة حكومة جديدة في مصر إلى تدفق السلاح باتجاه غزة وقطع الحوار العسكري؛ حيث سبق أن هدد الإخوان المسلمون معاهدة السلام.
ويوم السبت، حذر مسؤولون عسكريون رفيعو المستوى بأن تغيير النظام في مصر قد يرغم الجيش الإسرائيلي على إعادة تخصيص الموارد وزيادة قوته بشكل كبير في الجنوب.
وكانت إسرائيل قد تابعت عن كثب المظاهرات التي انطلقت في مصر، حيث اجتمعت فرق العمل في مقرات قيادة المنطقة الجنوبية في بئر السبع وفي المراكز العسكرية في الكريا ووزارة الدفاع في تل أبيب لمناقشة السيناريوهات المحتملة ونتائجها.
أدت معاهدة السلام التي وقعت مع مصر في العام 1979، إلى انكباب الجيش على حشد معظم قواته وجهوده على الجبهة الشمالية، سورية ولبنان وإيران. وفي حال تسلم نظام معادي السلطة في مصر، يحتاج عندها الجيش الإسرائيلي إلى إعادة بناء نفسه وسيُرغم على نشر موارد كافية على جميع الجبهات، بحسب ما قال مسؤول دفاعي. وتعود المخاوف الإسرائيلية فيما يتعلق بمصر إلى مسائل عدة، ولكنها تتركز على التأثير الاستراتيجي البعيد الأمد الذي قد يحدثه سقوط مبارك على البلاد واحتمال أن يتولى الإخوان المسلمون الحكم فيها. وكانت هذه المنظمة قد أعلنت في وقت سابق بأن أول ما يمكن أن تقوم به هو إعدام معاهدة السلام.
بالإضافة إلى ما يمكن لتغيير الحكم أن يؤثر على الحدود المصرية مع غزة، فقد كانت قوات الأمن مؤخراً أكثر حزماً في منع تهريب الأسلحة إلى حماس. وبالرغم من أن الأسلحة والمتفجرات لا تزال تشق طريقها إلى قطاع غزة، إلا أن قوات الأمن كانت فعالة ومؤثرة في ضبط ومنع تدفق السلاح.
وبحسب مسؤول أمني رفيع المستوى، فإن التغير في السلطة قد يؤدي إلى التغيير على الحدود أيضا. وأوردت القناة الأولى، ليل السبت، إطلاق نار بالقرب من الحدود مع غزة حدد مصدره من رفح.
كما أكدت مصادر أمنية إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي غير مهيأ حالياً لمواجهة تهديد عسكري من جهة مصر وعليه إعادة بناء أقسامه وسلاحه الجوي لمواكبة التحديات بفعالية. وقال أحد مسؤولي الأمن بأن ما يُخشى منه هو أن تتسبب ولادة نظام جديد في مصر في إلغاء الحوار المشترك الذي عالج مسائل مهمة كالتهريب الذي يحصل تحت ممر فيلادلفيا بين سيناء وغزة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"السلام البارد" بين مصر وإسرائيل قد يصبح أكثر برودة
لمصدر: "هآرتس ـ أورا كورن"
" ذكر مسؤولون في الحكومة في نهاية الأسبوع أنه، في الوقت الذي يمكن فيه وصف العلاقات الاقتصادية بين مصر وإسرائيل بالضعيفة، فإن النظام الجديد المحتمل خلف الأبواب يمكن أن ينذر بعصر جديد في الشرق الأوسط قد يكون مضرّاً بمصالح إسرائيل سياسياً واقتصادياً.
فالتجارة مع مصر تشكل جزءاً صغيراً من إجمالي الناتج المحلي في إسرائيل. والمشروع الوحيد ذات الأهمية بين البلدين يكمن في اتفاقية تصدير الغاز، التي تُعَد مصلحة قومية كون شركة كهرباء إسرائيل تعتمد على ذلك الغاز.
ووفقاً لمصدر حكومي، "فمن غير المحتمل أن توقف مصر صادرات الغاز إلى إسرائيل حتى وإن خسر الرئيس "حسني مبارك" منصبه، لأن ذلك في النهاية يعود بالمنفعة على مصر، التي تتلقى عائدات من بيع الغاز، ولا سيما عندما يكون اقتصادها في وضع سيء. بيد أن إسرائيل بحاجة لتخطي سنتين إضافيتين دون حصول أي عوائق في إمداداتها من الغاز ريثما يبدأ حقل تامار بإنتاج الغاز في العام 2013".
بيد أن الاحتجاجات في مصر قد تؤذي درجة المصداقية الإسرائيلية بشكل غير مباشر، في حال لعبت القوى المعتدلة دوراً أقل كوسيط في عملية السلام، وفي حال قامت الدول العربية الأخرى بتقليص علاقاتها مع إسرائيل خوفاً من احتجاجات شعبية مماثلة.
فاتفاقية "السلام البارد" مع مصر منذ أكثر من ثلاثين عاماً لا يمكن أن تتعطل على الأغلب، طالما بقي "حسني مبارك" في السلطة أو في حال سيطرة المعارضة العلمانية أو استيلاء الجيش على الحكم. إلا أن الأكثر إثارة للقلق هو أن يتمكن الإسلاميون من قيادة موجة الاحتجاجات الشعبية والاستيلاء على السلطة بمساعدة خارجية.
وقد قال عضو حزب العمل في الكنيسيت "بنيامين بن أليعيزر" الذي بات مؤخراً وزيراً للصناعة والتجارة، والذي يتمتع بعلاقة جيدة مع النظام المصري، قال: "بناءً على محادثاتي مع المسؤولين المصريين خلال اليومين الماضيين يمكنني القول بأنهم لا زالوا يعتقدون أن بإمكانهم التغلُّب على المحتجّين. كما أخبروني بأن مصر ليست ببيروت أو تونس، وبأن الرئيس لم يستخدم حتى الآن كل وسائل القوة التي بحوزته. وقد يكون "مبارك" أرسل الجيش إلى الشوارع إلا أنه أمر الجنود بعدم فتح النيران إلا في حال تعرضهم لتهديد شخصي".
وأضاف بن أليعيزر "ولكن في حال حيازة المحتجّين للقوة فإن النظام قد يتزعزع، علماً أن المعارضة غير منظمة وليس لديها قائد بارز واحد، فالإطاحة بالنظام بالنسبة إلى إسرائيل تشكِّل كارثة. وبعيداً عن حقيقة أن السلام مع مصر مصلحة إستراتيجية رئيسية، فإن التغيير قد يكون تأثيره غير واضح على مستقبل الشرق الأوسط. والسلام مع مصر قد يبقى محفوظاً طالما لم يستول المتطرفون على الحكم، على الرغم من أنه سيصبح أكثر برودة من الآن ولن تمتلك إسرائيل الجاذبية التي تمتلكها حالياً تجاه نظام مبارك".
كما أردف قائلاً، "قد تذهب عملية السلام مع إسرائيل أدراج الرياح في حال إضعاف "مبارك"، ولا شك أن ذلك سيضعف الاقتصاد الإسرائيلي".
وفي حين أن إسرائيل سعت لتوسعة العلاقات الاقتصادية مع مصر منذ توقيع اتفاقية السلام قبل ثلاثين عاماً، فإن مصر قاومت ذلك. فمصر حالياً تقع في المرتبة 38 بين الأسواق الأكثر تصديراً إلى إسرائيل.
وتضم الشركات الإسرائيلية التي على علاقة مع مصر "دلتا الجليل" و"بُلغات" و"نِتافيم" و"حيفا للكيماويات" والتي تُعَد مصر السوق الرئيسي لصادراتها.
وقد أعرب "دوف لوتمان" أحد مؤسسي "دلتا" عن قلقه من الأحداث في مصر، بيد أن عزاءه أن المحتجّين لم يأتوا على ذكر إسرائيل. علما أن "دلتا مصر" حسبما قال، "تخطط للعمل كالمعتاد اليوم ويمكنها ذلك حتى بغياب الموظفين الإسرائيليين".
لقد كانت التجارة مع مصر جيدة في العام 2010، وفقاً لرئيس التجارة الخارجية في اتحاد المصنّعين في إسرائيل، "دان كاتاريفاس"، كما توقَّع أن تبقى قناة السويس مفتوحة نتيجة لأهميتها البالغة في الاقتصاد المصري إضافةً إلى أهميتها بالنسبة لإسرائيل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثورة في مصر: تقييم أولي
مركز أبحاث الامن القومي- صموئيل ايفن
" يواجه الرئيس مبارك في الوقت الراهن التحدي الأكبر لنظامه الحاكم منذ حوالي ثلاثين سنة على توليه زمام السلطة. في 28 كانون الثاني، بعد مرور عدة أيام على انطلاق مظاهرات العنف في جميع أرجاء مصر، طلب مبارك- البالغ من العمر 82 عاماً- من الجيش تهدئة الاضطرابات، معلنا أنه "لن يسمح لأي شيء من تهديد السلام والقانون ومستقبل البلاد". وفي 29 كانون الثاني، عيّن مبارك "عمر سليمان"، رئيس المخابرات المصرية، في منصب نائب الرئيس، موكلاً إليه مهمة تشكيل حكومة جديدة لإجراء الإصلاحات وتهدئة الحشود. وفي هذه الأثناء، تعتبر الأزمة في ذروتها ولا يمكن توقع أي نتائج حاسمة.
الأزمة
يبلغ عدد سكان مصر 81 مليون نسمة، ويقدّر معدل النمو السنوي للسكان بـ 2%، ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي 6,200 دولار أميركي (بالنسبة للقوة الشرائية). وكان الوضع الاقتصادي للطبقات الأدنى والأضعف والفساد الحكومي والتشجيع المستلهم من الثورة في تونس قد رسم الأرضية لبزوغ تلك الاحتجاجات العفوية. ففي حين يتمتع المقربون من النظام الحاكم في مصر بحياة رغيدة، ترزح الطبقات الفقيرة تحت وطأة أبسط مقومات الحياة لها واختفت الطبقة الوسطى بالكامل. كما أنّ معدل البطالة بلغ ما يقارب 10% وارتفعت أسعار السلع الغذائية الرئيسية بشكل جنوني بسبب ارتفاع أسعار الغذاء عالمياً، الذي ترك بصماته على السوق المحلي، بالرغم من دعم الحكومة للسلع الرئيسية. وهذه الظاهرة هي السبب الرئيسي لموجة الاحتجاجات التي ظهرت في تونس واليمن وألجيريا.
ويُعتبر مستوى المعيشة للطبقة الدنيا في مصر منخفض بشكل خاص على مستوى مقومات الحياة لأن معدل الدخل الفردي هو أدنى بكثير من المعدل الموجود على مستوى عالمي، بالإضافة إلى عدم وجود آليات متقدمة للخدمات الاجتماعية المتوفرة في الدول المتطورة. وكنتيجة للتمدن، يعمل أكثر من ثلثي الشعب المصري في قطاعات الخدمات والتجارة والصناعة ولا يملك أي منفذ إلى مصادر الغذاء في المناطق الريفية، على عكس ما كانت الحال عليه في السابق.
إن هذه الاحتجاجات والتظاهرات هي شعبية بطبيعتها ولا يبدو أنها تتشكل بتوجيه من المعارضة الإسلامية (بالرغم من انضمام بعض عناصرها إلى المظاهرات). ويصعّب انعدام التنظيم المركزي المسؤول عن الأحداث على النظام مهمة تحديد الأهداف التي يتوجب قمعها. فقادة المعارضة، كمحمد البرادعي الذي يرى نفسه مرشحاً في الانتخابات الرئاسية التي ستجري هذا العام، قد انضموا إلى المتظاهرين ولكنهم لا يوجهونهم. وبالرغم من نشر الجيش في مواقع رئيسية في المدن، إلا أنه لم يقف في وجه الحشود حتى الوقت الحالي. وبذلك، يبدو بأن القوات العسكرية تهتم بحماية المباني الحكومية أكثر من القيام بعمل مهم للحفاظ على النظام العام.
ويُؤدّي الضغط الأميركي إلى مضاعفة الصعوبات في وجه مبارك. ففي 26 كانون الثاني، قالت وزيرة الخارجية الأميركية "هيلاري كلينتون": "إننا نؤيد الشعب المصري في جميع حقوقه التي تشمل حقه في حرية التعبير والاتحاد والتجمع، وإنّنا نطلب من الحكومة المصرية عدم منع التظاهرات السلمية أو قطع الاتصالات والإنترنت". وفي 28 كانون الثاني، أدلى الرئيس أوباما بتصريحات بنفس السياق والتوجه. أمّا موقف الإدارة الأميركية المتحفظ تجاه مساعي النظام المصري في الدفاع عن نفسه، فيعيد إلى الذاكرة موقف إدارة الرئيس كارتر إزاء سقوط الشاه في إيران عشية الثورة الإسلامية في العام 1979، والذي سيؤثر على موقف الولايات المتحدة تجاه أنظمة مشابهة في المنطقة في أغلب الأحوال.
وكما حدث في تونس، تم استخدام مصادر إعلامية إجتماعية (على شبكات الإنترنت) واسعة الإنتشار (تويتر والفايس بوك). حيث استخدم الناشطون هذه المواقع ليس بهدف الدعاية وكتابة التقارير حول عنف النظام فحسب، وإنما لتجنيد المشاركين وتنظيم التظاهرات وتوجيه الأحداث والوقائع. وهكذا، قطع النظام المصري طريق التواصل عبر الإنترنت وعطّل بعض شبكات الاتصالات الخلوية. ويكمن التحدي الإضافي بالنسبة للنظام في الوجود المكثف لبعض وسائل الإعلام الأجنبية التي تعمل على البث المباشر للوقائع من قلب الحدث، مما يجعل التعامل مع المتظاهرين بعنف من قبل النظام الحاكم أمراً صعباً للغاية.
شواهد من التاريخ
إنّ مبارك واع تماماً لمخاطر الاقتصاد المتداعي على الاستقرار الداخلي. ففي الأحداث التي وقعت في كانون الثاني 1977 جرّاء الغلاء الفاحش لأسعار السلع الرئيسية عقب محاولة الحكومة خفض الدعم عنها وأطلق عليها "أعمال شغب الخبز"، قتل 50 شخصاً وجرح حوالي 600 آخرين. حينها عمل مبارك، الذي كان نائباً للرئيس آنذاك، على تهدئة الأوضاع ولكن النظام تحرّر من هذه المحاولة بعد مرور ثلاث أيام فقط. وفي شهر شباط 1986، بدأ جنود في وحدات الأمن المركزي في القاهرة بإثارة أعمال العنف لتمتد بسرعة وتطال مناطق أخرى في مصر. وكانت الصحافة المصرية قد أوردت حينها بأن الوضع الاقتصادي والفجوة الموجودة بين الأقلية الغنية والأكثرية الفقيرة هما السبب وراء اندلاع هذا الشغب الذي قام به بعض الجنود الساخطين وانضم إليهم حشد من المدنيين الفقراء. وفي نهاية المطاف، تم توقيف المحتجين الذين صوبوا غضبهم نحو الأهداف الاقتصادية، المخازن والمصارف وما إلى ذلك، من قبل الجيش.
وبالرغم من وجود تشابه ما بين الأحداث الماضية والأزمة الحالية في مصر إلا أن هذه الأخيرة تبدو أكبر بكثير من سابقاتها التي قرر النظام قمعها.
ما وراء هذه الأكمة
تعتمد ماهية المنحى الذي ستتخذه هذه الأزمة ومدى عمقها ونتائجها على قدرة المتظاهرين أو المعارضة على ترجمة الاحتجاج إلى قوة سياسية إزاء قوة الرئيس والجهاز الموجود تحت تصرفه. وكما بدا واضحاً في عزل الرئيس التونسي "بن علي" فإن موقع الجنرالات مهم جداً ومؤثر للغاية. ولكن وبالرغم من عدم وجود شرخ في الدعم العسكري للنظام، إلا أنه لا يبدو بأن الجيش يرغب في مواجهة المتظاهرين. والسؤال المهم الذي يطرح نفسه هو "إلى أي مدى يرغب الجيش في العمل على ضمان استمرارية نظام مبارك؟".
ومن غير الضروري أن ترتبط تداعيات أعمال الشغب هذه بمن أو بسبب إشعالها أكثر منه بأي تركيبة للقوة قد تنتج عنها وأولئك الذين سينجحون في الإمساك بها لمصلحتهم، حيث من المرجح أن يتوسع نفوذ المعارضة الإسلامية. وفي الوقت عينه، في حال نجح النظام بقمع الثورة، يبدو بأن مصر لن تكون قادرة على العودة إلى الوراء وسينتهي نظام مبارك هذا العام بطريقة أو بأخرى.
وحتى لو بقي مبارك في السلطة، عليه التخلي عن محاولته لتتويج ابنه جمال رئيساً للبلاد في الانتخابات الرئاسية التي ستجري هذا العام مما سيرسم نهاية خطوة يعتبرها العديد من المصريين كمحاولة للاحتفاظ بالعرش من الباب الخلفي، كما فعل "حافظ الأسد" في سوريا عندما عين ابنه بشار كخلف له. وفي حال توسعت الأزمة، يرجح أن يعمد قادة النظام إلى حثّ مبارك على التقاعد باكراً وتعيين رئيس مؤقت يشرف على الانتخابات التي ستجري، وبذلك الحفاظ على الحكم ولو في تركيبة مختلفة.
كما يحتمل أن تجد مصر نفسها في فترة من عدم الاستقرار غير المرغوب فيه من جميع الأطراف. وفي ظل ظروف محددة، من الممكن أن يولّد تقويض قواعد السلطة الحالية إلى بزوغ نظام إسلامي متطرف حيث تلعب القدرات التنظيمية للإخوان المسلمين دورها في هذه المسألة.
ومن الممكن أن تنتقل رياح تداعيات الأحداث في مصر وتونس إلى دول أخرى شرق أوسطية نسبةً لمعاناة العديد منهم من العوارض عينها. وقد تسبب القلق من انتشار أعمال الشغب في مصر إلى الدول العربية الأخرى تسببت في ارتفاع مفاجئ لأسعار النفط بنحو 4,5% في الثامن والعشرين من الشهر الفائت.
السياق الإسرائيلي
حتى الآن، ليس للأزمة أي إرتباط إسرائيلي ولم يأت أحد على ذكر إسرائيل في الصدامات الأخيرة. بيد أنّ لإسرائيل سبباً مهماً لمتابعة التطورات عن كثب على ضوء مصلحتها في المحافظة على اتفاق السلام واعتمادها المتنامي على مصر لتزويدها بالغاز والتداعيات على الاستقرار الإقليمي (على سبيل المثال، يمكن للتغير الجذري في مصر إحداث تغيير دراماتيكي في توازن القوى في الشرق الأوسط).
وبأي الأحوال، ينذر وجود دولة مصر عاجزة ومنهمكة بالأمور الداخلية بانبثاق معسكر براغماتي يدعم العملية السياسية ويساعد المعسكر المتطرف الذي يهدف إلى تدمير إسرائيل. وحتى في حال نجح النظام في قمع الثورة، تجد مصر نفسها أمام سنة من التغيرات السياسية الصعبة التي تهدد استقرارها. وفي ظل الأزمة الراهنة، لا تمتلك إسرائيل لا الإمكانية ولا السبب للتدخل كما قد تعمد الشخصيات الإسرائيلية الكبيرة إلى اتباع سياسة ضبط النفس جيداً. لكن الاحتمال بأن تتخذ مصر منحى جديداً لم يعد نظرياً وعلى إسرائيل أن تأخذ بعين الاعتبار مضامين سيناريوهات عديدة مختلفة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر سياسي إسرائيلي: تعيين غلنت الغي بسبب الوضع في مصر
المصدر: " موقع walla ـ بنحاس وولف"
" ماذا الذي يقف وراء قرار نتنياهو وباراك حول إلغاء تعيين يوآف غلنت في منصب رئيس الأركان؟. فقد تبين من الكلام الذي صرحت به مصادر سياسية لموقع walla، أن احد أسباب قرار رئيس الحكومة فيما يتعلق بإلغاء تعيين غلنت وتعيين رئيس أركان مؤقت هو عدم الاستقرار في مصر والمنطقة.وأوضحت المصادر "رأى رئيس الحكومة أن الوضع الحالي هو وضع غير محتمل وقرر التصرف كشخص مسؤول".
حسب كلامهم، "كان ينبغي حسم هذا الأمر برمته، وبدل تحويل ذلك مرة أخرى إلى لجنة تيركل المختصة بتعيين كبار المسؤولين لفحص التعيين ومرة أخرى إلى الحكومة، أدرك نتنياهو أن عليه اتخاذ قرار حاسم. لا نستطيع أن نسمح لأنفسنا في الوضع الحالي بالمنطقة، مواصلة فترة عدم التيقن". بحسب التقديرات، لا يريد نتنياهو أن تضبط إسرائيل في التطورات المقلقة داخل مصر أو في دول أخرى في المنطقة وهي "غير جاهزة"، مع عدم وضوح فيما خص رئيس أركان الجيش الإسرائيلي.
وخلال اليوم خصص نتنياهو ساعات طويلة لمناقشة أفضل أسلوب من ناحيته فيما يتعلق ببيان المستشار القانوني للحكومة يهودا فاينشتاين. بالإضافة إلى المناقشات العادية، اجتمع نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك وناقشا الموضوع وفي النهاية اتخذا القرار.وبحسب كلام المصادر السياسية، واجهت نتنياهو ثلاث خيارات أساسية، وفي الخلفية كان عدم الاستقرار في مصر ومعرفة ما ستؤول إليه التطورات المحتملة.
الاحتمال الأول الذي واجه نتنياهو كان الدفاع عن غلنت. إلا أن الأمر يتعلق بعملية غير مناسبة وطويلة ومرتبطة بفحص متكرر من قبل لجنة تيركل وبمناقشات إضافية في المحكمة العليا. احتمال آخر كان تمديد فترة رئيس الأركان الحالي غابي أشكنازي، كما تطالب جهات في المؤسسة السياسية، وعلى رأسهم رئيس لجنة الخارجية والأمن شاؤول موفاز. السبب الأساسي الذي بسببه رفض هذا الخيار كان القطيعة بين اشكنازي وباراك وعدم التعاون بينهما، الأمر الذي وصفته الجهات السياسية بأنه يضر بأمر إسرائيل.
لذلك، قرر نتنياهو وبارك اتخاذ الخيار الثالث، يوم الخميس ستجتمع الحكومة وتقرر تعيين يائير نافه رئيسا للأركان بشكل مؤقت لفترة شهرين، حيث في هذه الفترة يتم العثور على رئيس أركان ثابت. هناك فرصة أن يطلب من نافه مواصلة تولي رئاسة الأركان بشكل دائم، مع أن هذا الموضوع غير واضح إلى الآن".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تونس ومصر ـ الزاوية الإسرائيلية
المصدر: "موقع nfc - نتنال أليشيب"
" أهم درس تلقيته في مجال الملاحة لم يكن في الجيش الإسرائيلي بل قبل ذلك، في حركة الشبيبة. حصل ذلك في معسكر صيفي، حيت عينت رئيس خلية، كان المفترض بي أن اقودها عبر نقطة استعلام إلى خط النهاية، وقد حفظت المسار جيدا، وعندما حانت الساعة، اعتقدت أنني مستعد بما فيه الكفاية. لكن المسؤول الاعلى مني قضى على مخططي من البداية وحتى النهاية.
عندما اعتقدت أنني سأطابق الوجهة مع عامود الكهرباء، أعلن بحزم، "لا يوجد عامود كهرباء، نقلوا خط التوتر"، وعندما رأيت حرش أشجار لأمر عبره وبخني قائلا، "جميع الأشجار قطعت". في البداية اعتقدت انه ينكل بي، إلى أن أدركت انه يحاول أن يعلمني الأمر الأول الذي يجب أن اعرفه عندما نُعد خط مسير، انه لا يجب على الإطلاق الاعتماد على ما هو غطاء، أي الأحراش، عامود الكهرباء، خطوط السكك وأمور أخرى، لأنها قد تتغير، يجب الاعتماد بشكل خاص على ما هو بارز، كالجبال والتلال، السهول والوديان.
إذا ما ترجمت هذا الدرس مع واقعنا السياسي، فان الطبوغرافيا هي الأمر الثابت، البارز، وصورة الحكم الذي يستبدل هو "الغطاء". لا يجب علينا أن نبني مخططا سياسيا ماـ يعتمد على فرضية أن الحكم الحالي أو حتى شكل الحكم الحالي سيبقى كما هو خلال التوقيع على الاتفاق.
أثناء كتابة هذه الأسطر لا يزال من غير الواضح إلى أين ستؤدي المظاهرات الواسعة في مصر، هل إلى حكم بنموذج غربي، أو حكم بنموذج إسلامي متطرف أم أن الحكم الحالي سيستمر، لكن هذا لا يغير شيئا، يجب علينا التعلم من تونس ومصر أننا نعيش في منطقة غير مستقرة، وفيها بأي لحظة يمكن يتغير كل شيء. حتى في الديمقراطيات تجري انتخابات، لكن الدولة صاحبة التراث الديمقراطي لديها ثوابت، والحكومة الجديدة تلتزم بشكل كبير بالتزامات الحكم السابق. مقابل ذلك في منطقتنا، كل شيء يمكن أن يتبدل بسرعة كبيرة إلى أي اتجاه آخر، كما حصل في إيران مع سقوط الشاه، في تونس قبل عدة أسابيع وكما ربما يحصل الآن في مصر.
العبرة الحالية بالنسبة لنا أنه علينا ضمان أمننا بواسطة الطبوغرافيا. علينا المطالبة بحدود آمنة. عندما نأتي لتحديد ما هي هذه الحدود، يجب الاستعداد لسيناريو تشاؤمي، وفقا له في الجانب الآخر من الحدود يقف عدو، وليس حليف نصل مع إلى اتفاق.
هذه الأمور ذات صلة خاصة على ضوء التسريبات الأخيرة، التي تقول ان أولمرت وليفني خططا للانسحاب من غور الأردن، مقابل تعهد كهذا أو ذاك من جانب الفلسطينيين وضمانات من الأميركيين. حتى لو كان أبو مازن يعتمد علينا كصديق حقيقي، وحتى لو كان لنا سبب للافتراض انه حقا يمثل كل الشعب الفلسطيني، فانه لا يجب علينا تماما تصديق ذلك. هذا الأمر، كان واضحا طوال عشرات السنوات لأي زعيم في الدولة، بما فيهم يتسحاق رابين، الذي قال في خطابه الأخير داخل الكنيست "الحدود الأمنية لدولة إسرائيل ستكون غور الأردن، بالمعنى الواسعة لهذه الكلمة".
في بعض الأحيان يهاجمون المخلصين لدولة إسرائيل على أنهم يخفون أيديولوجيتهم ويقدمونها بلباس امني. نعم، كاتب هذه السطور ليس بحاجة إلى ذرائع أمنية لتأييد سريان السيادة الإسرائيلية الكاملة على غور الأردن. مع ذلك كمواطن إسرائيلي وكعسكري في الاحتياط، من حقي أن أكون ليس فقط أيديولوجي بل ايضا ارغب في العيش، ولذلك الذريعة الأمنية ذات صلة بالنسبة لي.
التنازل عن الغور قد يكشفنا، عاجلا أم آجلا، أمام هجوم قاسي من الشرق تكون حرب يوم الغفران مع نتائجها الصعبة في الأرواح قليلة في مقابله. حتى من دون حرب شاملة، من دون أن نسيطر على الغور لا نستطيع أن نشاهد تهريب الأسلحة القتالية الخطيرة، كالصواريخ المضادة للطائرات، إلى الضفة الغربية.
على حكومة إسرائيل أن توضح عبر التصريحات، وأكثر من ذلك، عبر توجيه موارد التطوير الفعلية، أن غور الأردن كله سيبقى إسرائيلي، وعلى سكان إسرائيل المساهمة لتحقيق هذه السياسات بالانتقال للسكن في الغور".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أزمة مصر: السفير في القاهرة ينتظر المكالمة..
المصدر: "معاريف – ايلي بردنشتاين"
" في الوقت الذي تشتعل فيه القاهرة توجه محافل رفيعة المستوى في وزارة الخارجية انتقادا الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورجال مكتبه. والسبب: لم يتصلوا بالسفير الاسرائيلي في القاهرة، اسحق لفنون ولم يهتموا بسلامتهم في أثناء كل الايام الثمانية الاخيرة منذ بدء المظاهرات. ويشير المسؤولون الكبار الى أن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بالذات اتصل عدة مرات بالسفير لفنون.
"كان ينبغي برئيس الوزراء ان يتصل بالسفير. كل الاسرائيليين تم اخلاؤهم من هناك، بما في ذلك عائلات الدبلوماسيين. الدبلوماسيون الاسرائيليون يمثلون اسرائيل في احدى اللحظات الاشد صعوبة التي تقع في دولة في العالم، ويعالجون مطالب مختلفة تصل اليهم من المقر وكذا ينقلون التقارير الى القدس"، قال المسؤولون. "صحيح ان منزل السفير محروس ولكن هل تعرف أي قلق هو أن تخدم في دولة تقع فيها أحداث كهذه يمكن أن تتدهور أيضا؟ كان يجدر برئيس الوزراء أن يهتم بسلامة ممثليه". السفير لفنون عارض تقليص الطاقم الدبلوماسي في السفارة خلافا لموقف دول اخرى قلصت عدد ممثليها في القاهرة. ولم نتلقَ أي رد فعل من مكتب رئيس الوزراء.
والى ذلك، بعد أن اتخذت اسرائيل في الاونة الاخيرة صورة الدولة الوحيدة في الغرب التي تعرب عن تأييدها لمبارك، انسجم رئيس الوزراء أمس في خطه مع الولايات المتحدة والدول الاوروبية. وفي خطاب أمام الكنيست قال نتنياهو ان "مصر ديمقراطية لن تشكل أي تهديد للسلام بل العكس. التاريخ الحديث يفيدنا بانه كلما كانت أسس الديمقراطية أقوى، تكون أسس السلام أقوى".
ومع ذلك، اضاف نتنياهو بانه يوجد أيضا سيناريو آخر يصعد فيه الاخوان المسلمون بالذات الى السلطة في مصر فيعرضوا للخطر السلام مع اسرائيل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هيئة أركان في حالة عصف
المصدر: "هآرتس"
" يبدو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فهم الى أي ورطة جر اليها في أعقاب القبول بقرار وزير (الحرب)، ايهود باراك، بتعيين رئيس الاركان، دون فحص جذري ودون مهلة للتفكر في الحكومة. الفشل المحرج مس بشدة باستقرار الجيش الاسرائيلي، وعلى أي حال بأمن اسرائيل ايضا.
أول امس فهم نتنياهو بان مواصلة الصراع في سبيل تعيين اللواء يوآف غالنت سيضاعف اهانته فقط. وعليه، فقد استجاب لتلميحات شديدة الوضوح من المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين فألغى التعيين. ولكن لتحلية القرص المرير – ليس لغالنت، الذي خرب عالمه، بل لباراك – قرر نتنياهو، بموافقة فينشتاين، قبول طلب باراك عدم تمديد ولاية رئيس الاركان غابي اشكنازي حتى ولا لعدة سابيع حتى تعيين رئيس الاركان التالي.
ما حصل عليه باراك في شكل اعتزال فوري لاشكنازي ترجم الى بلاغ من نتنياهو وباراك الى الحكومة بان في نيتهما تعيين نائب رئيس الاركان اللواء يئير نافيه، رئيس اركان بالوكالة لشهرين. هذه مبادرة فضائحية، تضيف خطيئة الغرور الى جريمة السلوك في قضية تعيين غالنت، وكلها كراهية اشكنازي وليست محبة لنافيه.
بعد اربع سنوات كرئيس للاركان، فان استمرارا مباشرا في ولايته لزمن قصير ليس "جائزة" يرفض باراك بنزعته التسيدية منحها لاشكنازي، المسؤول في نظره – وان لم يكن في اجمال التحقيق الشرطي – عن تطورات قضية "وثيقة هيرباز". باراك نفسه، كرئيس أركان، قصر ربع سنة من ولايته، ليس كعقاب بل تحفزا للمسار التالي. منصب متواصل لرئيس الاركان ليس ضروريا لاشكنازي، شخصيا؛ فهو حيوي لدولة اسرائيل والجيش الاسرائيلي.
نافيه، قائد منطقة في الماضي (الجبهة الداخلية والوسطى) ومدير القطاع الخفيف في القدس، الذي اعيد الى الجيش كنائب لرئيس الاركان، ليس المرشح الاكثر جدارة لرئاسة الاركان. معقول الافتراض بانه سيتعين كرئيس الاركان العشرين لواء آخر. الانتقال اليه يجب أن يكون من رئيس الاركان المنصرف، دون محطة القائم بالاعمال، الذي سيكون فيها في نفس الوقت هو نفسه نائبا لنفسه.
هذه هي لحظة وزراء الحكومة، الصامتين والمطيعين بشكل عام، لابداء موقف مسؤول في أعقاب فشلهم في تعيين غالنت. عليهم ان يقرروا اذا كانوا جنود باراك أم قادته".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تكونوا ختما مطاطيا لدى باراك ونتنياهو
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ سيما كدمون"
" صباح الخير لك، أيها الوزير بيني بيغن. صباح الخير للوزراء دان مريدور، جدعون ساعر وسلفان شالوم. صباح الخير لكِ يا حكومة اسرائيل.
قبل أربعة أشهر صادقتم على تعيين اللواء يوآف غالنت رئيسا للاركان. تجاهلتم كل اشارات التحذير، أغلقتم عيونكم في ضوء سحابة الشبهات. سددتم آذانكم عن سماع توصيات الوزير ايتان أو تحفظات بوغي يعلون وسرتم اسرى خلف نغمات وزير الدفاع. بأيديكم سمحتم بالمهزلة التي وقعت هنا في الاسابيع الاخيرة وظلمتم بذلك ليس فقط الجيش الاسرائيلي ودولة اسرائيل بل وايضا رئيس الاركان المرشح، الذي جلبه التعيين المرفوض الى حيث جلبه.
يوم الاحد ستكون لكم فرصة لاصلاح الخلل. والا تشكلوا مرة اخرى بصمة لقرارات وزير الدفاع ذي نزعة التسيد ورئيس الوزراء المجرور، بل ان تقوموا بالفعل السليم. يوم الاحد ستكونون مطالبين بالغاء تعيين غالنت واقرار تعيين اللواء يئير نافيه قائما باعمال رئيس الاركان. وزير الدفاع سيرغب في اقناعكم بان الرجل الذي اعيد لتوه من ثلاث سنوات من الحياة المدنية كي يكون نائبا لرئيس الاركان، جدير بان يكون رئيس أركان مؤقت دون نائب، على مدى فترة لن تسمح بالتداخل مع رئيس الاركان التالي. وكل هذا في الوقت الذي تهتز فيه الارض حولنا. والشرق الاوسط يشتعل. وفي غضون اقل من اسبوع يسقط النظام الاكثر استقرارا في العالم العربي.
وزير الدفاع سيقول لكم ان هذا على ما يرام. وانه على أي حال لا يدور الحديث الا عن فترة انتقالية، شهرين في الحد الاقصى، وأن انعدام فترة التداخل مع رئيس الاركان التالي ليست مصيبة كما تظنون. وهو فقط لن يشرح لماذا ينبغي الاعلان عن تعيين غالنت قبل نصف سنة مسبقا، اذا لم يكن هناك معنى لفترة التداخل. وأنتم لا بد ستستألونه لماذا هذا ضروري. لماذا تعيين رئيس اركان مؤقت عندما يكون هناك رئيس أركان قائم كثير التجربة، ضالع جيدا في شؤون الجيش ويمكن تأجيل اعتزاله بشهرين. وسيكون وزير الدفاع جاهزا جيدا للسؤال. سيتحدث عن انعدام الثقة التام بين مكتب وزير الدفاع ومكتب رئيس الاركان. وسيقول انه لم يعد ممكنا العمل هكذا. وان هذا التوتر يمس بعمل الجيش، الامر الذي هو خطير على الدولة.
لا تدعوه يفلت. طالبوه بمعرفة على ماذا يتحدث. ماذا فعل أشكنازي بحيث لا يمكن ابقاؤه حتى ولا يوم واحد اضافي في المنصب ولا تكتفوا بأجوبة مجردة، غامضة، مثل تلك التي قدمها في المقابلات مع قنوات التلفزيون. من حقنا ان نعرف على ماذا يدور الحديث، قولوا له. ما الذي تخفيه عنا. عن الجمهور.
يحتمل أن يكون له، لوزير الدفاع، أمثلة عما يسميه سلوكا غير أخلاقي من جانب رئيس الاركان. الاحداث التي وقعت في الفترة الاخيرة وجرت محاولة للاثبات بان هذا وضع لا يطاق. لا يمكن العمل في مثل هذا الوضع من انعدام الثقة، كما سيقول.
وأنتم لا بد ستسألون، وعن حق، كيف حصل أنهم نجحوا مع ذلك في أداء المهام في الاشهر الاخيرة. وهل سيجرؤ أي منكم فيقول اذا كان هذا هو الوضع، فلماذا لم يقيل باراك اشكنازي منذ زمن بعيد. وسيستند باراك الى الطاولة ويضع كف يده امامه كمن يبث سرا: إذ فكرت في صالح الجيش، سيقول، في صالح الدولة. تجلدت وتجلدت الى أن وصل الوضع لدرجة اللابديل. ببساطة لا بديل. وهو سيقول انه لا توجد هنا مسألة شخصية. وأن كل شيء موضوعي. وانه يعرف بان هذا قرارا غير شعبي، وان الامر السهل كان الاعلان عن استمرار ولاية اشكنازي. ولا هذا غير ممكن. ببساطة غير ممكن.
قبل أن ترفعوا اليد، فكروا قليلا. ليس بسيطا التصويت ضد طلب وزير الدفاع ويحتمل أن يكون هناك حق في ما يقوله باراك. وأن منظومة العلاقات العكرة هذه يوجد لاشكنازي دور كبير فيها. وأن رئيس الاركان المنصرف عندنا ليس صفحة بيضاء ناصعة. وفجأة موضوع رئيس الاركان المؤقت لن يبدو لكم فظيعا بقدر كبير. فما الذي يمكن أن يحصل في غضون شهرين، كما ستقولون لانفسكم.
ولكن حذار ان تقعوا في الخطأ. القرار المودع في أيديكم من شأنه أن يكون حرجا. هذان الشهران يمكن أن يصبحا الشهرين الاكثر دراماتيكية في حياة الدولة. هذا ليس موضوع حزبيا. هذا موضوعا يتعلق بارواحنا. في مثل هذه الفترة فان أخذ شخص لم يكن في الجيش منذ ثلاث سنوات ووضعه على رأس هيئة الاركان العامة التي على أي حال منشقة وممزقة ومشوشة فهو جنون. ببساطة جنون. لا يوجد أي مبرر، لا توجد أي ذريعة، وعمليا هذا غير مسؤول. لا يوجد أي سبب يجعلكم انتم ايها الوزراء لا تقررون وضع حد لرقصة الشياطين هذه حول تعيين رئيس الاركان وتقوموا بالفعل المطلوب، الطبيعي، الصحيح، فتطلبوا من اشكنازي ان يواصل الفترة الانتقالية القصيرة هذه حتى انتخاب رئيس الاركان التالي.
لا تسمحوا بمثل هذا القرار. لا ترفعوا أيديكم لتعيين رئيس أركان مؤقت. في أيديكم أن توقفوا هذا. فأنتم، فقط أنتم ستكونون المسؤولين عن النتائج".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثورة العرب وتهاوي الغرب
المصدر: "هآرتس ـ آري شبيط"
" يجري ازاء نواظرنا مساران عظيمان. الاول هو ثورة التحرر العربية. فبعد نصف قرن حكم المستبدون فيه العالم العربي، أخذ يتضعضع سلطان المستبدين. وبعد خمسين سنة من الاستقرار العفن، يزعزع العفن الاستقرار. لم يعد الجماهير العرب مستعدين لتحمل ما تحملوه من قبل. ولم تعد النخب العربية مستعدة للصمت كما صمتت من قبل.
إن الامور التي كانت تغلي تحت السطح مدة عشر سنين انفجرت فجأة بانتفاضة حرية. إن الحداثة والعولمة وثورة الاتصالات والاسلاموية تنشيء كتلة حرجة لا يمكن الصمود لها. ونموذج العراق الديمقراطي مهتز، ونشرات "الجزيرة" التأليبية تؤجج الامر. لهذا سقط باستيل تونس، ويسقط باستيل القاهرة وستسقط باستيلات عربية اخرى.
تشبه المناظر مناظر الانتفاضة الفلسطينية في 1987، لكن الانهيار يشبه الانهيار السوفييتي في 1989. لا يعلم أحد الى أين ستفضي الانتفاضة. ولا يعلم أحد هل تأتي على آثارها الديمقراطية أو الحكم الديني أو ديكتاتورية من نوع جديد. لكن ما كان لن يكون بعد. والترتيب الذي رتب الشرق الاوسط ينتقض. فكما أسقطت ثورات ضباط الخمسينيات الحكم الملكي العربي الذي اعتمد على القوى الاستعمارية، تُسقط ثورات ميادين 2011 حكم الطغيان العربي الذي اعتمد على الولايات المتحدة.
والمسار الثاني هو تسارع تهاوي الغرب. لقد منح الغرب العالم مدة ستين سنة نظاما غير كامل لكنه مستقر. وقد بنى نوعا من امبراطورية بعد استعمارية ضمنت هدوءا نسبيا وسلاما في الحد الأقصى. إن صعود الصين والهند والبرازيل وروسيا، والازمة الاقتصادية في الولايات المتحدة وفي اوروبا، بيّنت ان الامبراطورية بدأت تتهاوى. ومع ذلك كله حافظ الغرب على نوع ما من الهيمنة الدولية. فكما لم يوجد بعد بديل عن الدولار لم يوجد بديل عن الزعامة السياسية الشمال اطلسية. لكن الشكل الفاشل الذي تجابه عليه قوى الغرب الشرق الاوسط يثبت انها لم تعد تقود الامور. فهي تتحول بازاء نواظرنا من قوى عظمى الى قوى كلام.
لن تُسوغ أي تعلاّت التناقضات. كيف يمكن ان تكون امريكا بوش قد فهمت مشكلة القمع في العالم العربي، لكن امريكا اوباما تجاهلتها الى ما قبل اسبوع؟ وكيف يمكن ان مبارك قد كان في أيار 2009 رئيسا محترما يحترمه الرئيس اوباما، أما في كانون الثاني 2011 فان مبارك قد أصبح ديكتاتورا ظلاميا يطرحه الرئيس اوباما؟ وكيف يمكن ان اوباما لم يؤيد في حزيران 2009 الجماهير التي خرجت على احمدي نجاد المتطرف، أما الآن فانه يقوم الى جانب الجماهير التي تخرج على مبارك المعتدل؟ الجواب واحد: وهو ان الموقف الذي يأخذ به الغرب ليس موقفا اخلاقيا يعبر عن التزام حقيقي لحقوق الانسان. يُعبر موقف الغرب عن الأخذ بتصور جيمي كارتر وهو تملق الطُغاة الظلاميين والأقوياء في مقابلة التخلي عن الطُغاة المعتدلين والضعفاء.
إن خيانة كارتر للشاه جلبت علينا آيات الله، وستجلب علينا في القريب آيات الله المسلحين بالذرة. وستكون لخيانة الغرب لمبارك تأثيرات لا تقل خطرا. ليست هذه خيانة لمن كان مواليا للغرب فحسب وخدم الاستقرار وشجع الاعتدال. انها خيانة لكل حليف للغرب في الشرق الاوسط وفي العالم الثالث. والرسالة هي رسالة حادة واضحة وهي ان كلمة الغرب ليست كلمة، والحلف مع الغرب ليس حلفا، لقد أضاع الغرب هذا. لم يعد الغرب هو القوة القائدة التي تجعل العالم الذي نعيش فيه مستقرا.
ستُغير ثورة التحرر العربية الشرق الاوسط من الأساس. وسيُغير تسارع تهاوي الغرب العالم. ستكون احدى نتائج ذلك الانطلاق السريع نحو الصين ونحو روسيا والقوى الاقليمية كالبرازيل وتركيا وايران. وستكون النتيجة الثانية لذلك سلسلة اشتعالات دولية ستنبع من ضياع قدرة الردع الغربية. لكن النتيجة العامة ستكون ان الهيمنة السياسية الشمال اطلسية لن تنهار في غضون عقود بل في غضون سنين. عندما تدفن الولايات المتحدة واوروبا الآن مبارك فانها تدفن ايضا القوى العظمى التي كانت ذات مرة. أخذ عصر الهيمنة الغربية يتلاشى في ميدان التحرير في القاهرة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أصبح السلام ذخرا فجأة
المصدر: "هآرتس ـ جدعون ليفي"
" أصبح السلام فجأة ذخرا حيويا في نظر اسرائيل؛ وأصبح حسني مبارك فجأة أكبر اصدقاء اسرائيل. مثل رجل يوشك ان يفقد المرأة التي نكل بها سنين، وآنذاك فقط يعرف في تأخر آثم قيمتها، تنطوي اسرائيل على نفسها في خوف من الآتي: فماذا سيكون لو ألغى الحكم الجديد في مصر اتفاق السلام. تسارع كعادتها الى مد يدها الى مسدسها، وتشيع الخوف كعادتها من الأخطار الحقيقية والمتوهمة، ويمنع رئيس حكومتها وزراءه الكلام على هذا الشأن بل انهم يطيعون ذلك. حذارِ، خطر: السلام يوشك أن يتمزق.
انه نفس السلام الذي تلعبنا به ونكلنا به مدة سنين. تحدثوا دائما عن مبلغ كونه باردا، وعن مبلغ عداوة مصر وخطرها. فمبارك لا يأتي، والسياح لا يأتون، والنخبة معادية للسامية، وكم هي خطرة زيارة وادي النيل. يا للشيطان، المصريون يكرهوننا. اقترح افيغدور ليبرمان قبل عقد فقط قصف سد أسوان، وفعل مثله قبل ذلك بعشرين سنة يغئال الون ايضا.
عندما كانت المعاهدة توشك ان يوقع عليها، تحصن مستوطنون في يميت، بل هدد تساحي هنغبي بالانتحار من اجل ذلك. وعندما وُقعت التزمت اسرائيل في اطارها احترام الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، التزمت ونقضت، والتزمت وخادعت، ومنذ ذلك الحين لم تكف مصر عن التوسل لاسرائيل ان تعمل على تقديم تسوية مع الفلسطينيين – وتجاهلت اسرائيل في صلف وهي تفرض عليهم الحروب والاحتلال. سلام باطل، وتفاوض فارغ، ووصف السلام مع مصر دائما بأنه تحايل. لكنه أصبح الآن فجأة ذخرا استراتيجيا.
انه نفس السلام الذي ما كان ليوجد أي احتمال لتقبله الحكومة والكنيست الحاليتان. ما كان بنيامين نتنياهو ليوقع عليه أبدا، وما كانت الكنيست لتُجيزه أبدا. لا يصعب أن نتخيل ماذا كان يحدث لو اقترحت مصر اليوم سلاما مقابل المناطق: تفاوض لا ينتهي في الترتيبات الأمنية والترتيبات البينية، وترتيبات مياه وترتيبات جو لكن لا سلام.
كان ليبرمان سيهدد، واهود باراك سيتهرب، وكان الحاخام عوفاديا يوسيف سيصدر فتوى شرعية، وكان المحللون سيصفون جملة الأخطار، والجمهور في عدم اكتراث، وكان نتنياهو سيكون أجبن من ان يقرر – كانت اسرائيل ستقول لا للسلام. لكن الآن مع وجود خطر ان يؤخذ السلام منا عاد ليصبح حلما، ولعبة لن نتخلى عنها.
الآن ايضا، في ساعة مصر المصيرية المدهشة، نحن سادرون. كارثة كبيرة: مصر متجهة الى الديمقراطية. وازمة عظيمة: مبارك يوشك ان يختفي. ما يحدث هناك يفسره لنا في الأساس جنرالات ومراسلون عسكريون وكأن الحديث حتى الآن عن دولة عدو. ويُعرض كل شيء بأضواء حمراء خفاقة تشير الى الخطر. لا يستولي الاخوان المسلمون على مصر فقط بل يتجهون الى اسرائيل ايضا. حتى عندما يبدو ان مصر لن تصبح ايران، وان الثورة فيها علمانية وشعبية، وان كراهية اسرائيل لا تلعب أي دور مركزي فيها، يُخوِّفون عندنا فقط. كان سيُعين حتى يوآف غالنت رئيس اركان بعد لحظة بسبب الخطر المترصد. وبدل ان نحاول استنفاد الاحتمالات نسارع الى التحدث الكثير عن الأخطار.
من الجيد أننا عرفنا في نهاية الامر قيمة السلام مع مصر بعد جميع سني الاستخفاف. إن سنواته الـ 32 أحسنت الى اسرائيل جدا. فكم من القتل مُنع بسببه، وكم من الأمن والهدوء كسبنا بسببه، وكم من الموارد وفرنا بسببه. انه ذخر استراتيجي حقا. لكن ما الذي فعلناه طوال تلك السنين للحفاظ عليه؟ وكم فعلنا من اجل تعميقه مع الشعب المصري، الذي يرجو ان يرى نهاية احتلال اخوانه الفلسطينيين؟.
وفوق كل شيء، ما الذي فعلناه للتوصل الى اتفاقات اخرى كتلك التي نستخف اليوم بأهمية احرازها، وربما يصيبنا ذات يوم خوف وجودي ازاء خطر ضياعها. فكروا في الفلسطينيين وفي سوريا، فكروا في اليوم الذي سنوقع فيه على سلام معهم – وفكروا في اليوم الذي سيوجد فيه خطر ان يُؤخذ منا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضربة مصر: الاخوان المسلمون على جانب الطريق
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ عوزي برعام"
" مثل الجميع أُصبت بالصدمة من الاحداث في مصر. لا أعتقد ان أي جهاز استخبارات كان يمكنه ان يتوقع بداية الاحداث، وبالتأكيد ليس استمرارها. ولكن احدا ايضا لم يصدق بان الشعب الخانع في فترة تشاوشسكو سيثور على زعيمه.
في عصر الانترنت، الفيس بوك وحرية المعلومات، هزلت قوة التنظيمات "الحزبية" بالمعنى القديم. من اسقط أسوار برلين وقوض مركز بوخارست كان أناس غير منظمين ولكن مصممين على استغلال نافذة الفرص التي فتحت امامهم.
منذ ذلك الحين طرأ تطور تكنولوجي هائل. شباب مصر، عبر الرسائل الالكترونية، الشبكات الاجتماعية على الانترنت وغيرها من الوسائل التكنولوجية، بدأوا يعملون بشكل مستقل. وانضمت الجماهير الى حركتهم. المشكلة هي أنه على الطريق ينتظر صيادون خبراء، من رجال "الاخوان المسلمين".
في النظر الى الوراء، ما كان ينبغي لي أن ابدو متفاجئا بهذا القدر. فقط زرت مصر مرات غير قليلة، واذكر على نحو خاص زيارتين. في 1995 عندما كنت وزيرا للداخلية ووزيرا للسياحة، وصلت الى القاهرة كضيف على النظام وعلى عمر سليمان كلي القدرة.
وقد أنارت القاهرة لي وجهها، وفي ذات الوقت جرى هناك معرض سياحي دولي. وبدت الاجواء ساكنة وهادئة.
في حديث تقرر لي مع اليد اليمنى لمبارك روى لي عن نجاحات قيادة بلاده في وجه المشاكل التي اعترضتها. وضغط عليّ المرة تلو الاخرى كي أدفع الى الامام اتفاقات اوسلو التي كانت في حينه في ذروتها، وتحدث عن اصلاحات اقتصادية سيجريها النظام في بلاده.
وفجأة انتقل الى مشاكل مصر وتحدث قائلا: "ان الاخوان المسلمين اقوى من صورتهم الدولية. ونحن نعمل ليل نهار كي نصدهم، وهذا صعب لان المساجد توجد تحت تصرفهم". وفصل طرق عمل السلطة تجاههم، وبدا عاصفا عندما تحدث عن طرق تمويل، الاخوان المسلمين. وقال ان "معظم التمويل يأتي من السعودية. وهم يكسبون مكانتهم في الدوائر الاسلامية بتأييدهم هذه الحركة بالذات في مصر". وروى عن نفي المملكة السعودية. النفي الذي يخفيه الواقع.
مرت سنوات ووصلت مرة اخرى الى مصر. هذه المرة مع وفد محترم من قيادة حزب العمل، كنا نعرف عن وضع اسرائيل في الاسرة الثقافية المصرية، ولكن رفضنا الايمان بان السلطة كلية القدرة، التي وعدتنا بلقاء مع عشر كُتّاب وفنانين، تنجح في ان تجلب الى اللقاء اثنين فقط. اثنان هما ايضا اغلقا اذانهما وهاجما فقط السياسة الاسرائيلية.
بالنسبة للاضطرابات الاخيرة يوجد على ما يبدو نقطة ارخميدية من حيث اللاعودة. فالشعب المصري وصل اليها. في هذه النقطة كان محقا كارل ماركس الذي قال ان "الثورة تأتي عندما لا يكون للمرء ما يخسره غير قيوده".
الثورة في مصر هي ثورة الشباب بسراويل الجينز والقمصان قصيرة الكم. ولكن ينبغي أن نذكر بانه في اللحظة التي يسيرون فيها في شوارع القاهرة والاسكندرية يختبىء خلف ظهورهم زعماء الاخوان المسلمين".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العودة إلى الخيار الاردني.. كخيار بديل
المصدر: "هآرتس ـ يسرائيل هرئيل"
" لزم كثيرون في اسرائيل وفي أنحاء العالم شاشات التلفاز ودعوا الله، كل واحد بطريقته، من اجل نجاح ثورة ديمقراطية في مصر. وسُمعت منها تعبيرات عن الأمل في المنطقة كلها ايضا. لكن دعواتهم لن تُستجاب. لن يكون مبارك حاكما، لكن لن تكون ديمقراطية حتى لو لم يكن الحكام الجدد من الاخوان المسلمين. ففي لبنان ايضا ليس الحكام الرسميون من رجال حزب الله. بحسب هذا السيناريو يجب على متخذي القرارات في اسرائيل التخطيط للحفاظ على اسرائيل الديمقراطية باعتبارها الوطن القومي للشعب اليهودي.
إن الوضع الجديد – القديم معقد جدا وخطر لكن تُمكن مجابهته. والنجاح، كما في ايام أصعب كانت هنا قبل اعلان الاستقلال وبعده، ليس متعلقا بما سيقوله رؤساء نظم الحكم حولنا (أو الباحثون عن خير اسرائيل مثل براك اوباما)، بل بما يؤمن به ويفعله اليهود. وما زال اليهود يؤمنون ايمانا باطلا بأن السلام يطرق أبوابهم ثم يهرب بذنب منهم. ومن اجل هذا فعلوا وما زالوا يفعلون اخطاء بعضها مصيري.
مصر تُصدر الغاز والنفط. وهي الآن تصدر عدم الاستقرار الاقليمي. وقد تعاني اسرائيل لا النظم العربية في المنطقة فقط من عدم الاستقرار هذا. إلا اذا استطاعت، ويوجد غير قليل من الخيارات، تحويل الوضع لصالحها.
على خلفية عدم الاستقرار الاقليمي، وبعد ما تم الكشف عنه في مذكرات اهود اولمرت في موضوع جُبن محمود عباس، وآفاقه الضيقة وعدم التأييد الشعبي له ولجماعته – حان وقت التفكير من جديد في الأولويات الاستراتيجية لاسرائيل. لا يمكن ان يكون السلام مع فلسطين على كل حال في مقدمة الأهداف بعد. إن النار التي بدأت في تونس وتعلقت بمصر قد تنتشر الى شوارع عمان ونابلس وجنين ورام الله. النار تسد كل امكانية للتقدم في مسار السلام حتى لو كان ناس السلطة مخلوقين خلقا آخر (وليسوا كذلك). سيُغرق الجماهير كما في مصر وتونس الشوارع ويُسقطون الحكام الذين تجرأوا على خيانة الشعب الفلسطيني.
عندما يهدد الطوفان من النيل باغراق الاردن ايضا، فقد يحسن ان تُغير اسرائيل وجهتها وأن تكف عن ان تكون دعامة انقاذ للتاج الاردني. ونشك في ان تستطيع الحكومة الجديدة التي سارع الملك عبد الله الى انشائها قادرة على وقف التيارات العميقة المتدفقة للأكثرية الفلسطينية وهي نحو من 70 في المائة من السكان. لن تستطيع هذه الأكثرية كما يلوح في أعقاب أحداث مصر ان تجلس مكتوفة الأيدي ازاء بيت مالك شمولي يستبد بها ويتركها في الخلف من الناحية الاقتصادية والسياسية.
اذا سلكت هذه الأكثرية سلوك الجماهير في مصر فستنشأ الدولة الفلسطينية قطعا. في الاردن أولا، وبعد ذلك كما نفترض، ستُنسج علاقات اتحاد كونفيدرالي ثم وحدة مع المناطق التي أخلتها اسرائيل في يهودا والسامرة. ويعيش فيها نحو من 95 في المائة من السكان العرب في المناطق.
إن قيام دولة كهذه قد يزيل الضغط عن اسرائيل من الداخل بل من الخارج. ينبغي ان نفترض ان النظام الجديد لن يكون صديقا لاسرائيل، لكن جُل جهوده ستوجه الى انشاء دولة وطنية، وإقرار وضع نظام الحكم، وحل مشكلات اقتصادية ووطنية والحصول على اعتراف وشرعية من بلدان المنطقة والعالم. وهكذا، في هذا المجال على الأقل قد يصدر عن الزلزال الحالي أمر حسن. وكي تستوي هذه المسارات يجب على اسرائيل ان تكف عن الجثوم في مربط الأغنام".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الى الشعب المصري...
المصدر: "هآرتس ـ شلومو افنيري"
" قامت حكومة اسرائيل في الايام الاخيرة باجراءين يتعلقان بالتطورات في مصر: ففي البدء توجهت وزارة الخارجية الى السفراء وطلبت اليهم ان يحاولوا اقناع حكومات في الغرب بالتقليل من انتقادها لحسني مبارك. وبعد ذلك توجه رئيس الحكومة الى دول صديقة في الغرب لتطلب الى النظام الجديد الذي سينشأ في مصر احترام اتفاق السلام مع اسرائيل.
مفهوم انه يوجد مكان للقلق. لكن في هذين الاجراءين خطأ مزدوجا: فاسرائيل تبدو رسولا ومرعية للغرب – كما يطلب أعداء اسرائيل في العالم العربي عرضها؛ وتُعبر بذلك ايضا عن العجز، وكأن السلام ليس مصلحة استراتيجية مصرية بل تفضلا من مصر على الغرب.
برغم عدم اليقين الراهن، يجب على رئيس حكومة اسرائيل ان يتوجه ببث مباشر الى الشعب في مصر بهذه الكلمات تقريبا:
"أتوجه اليكم، يا أبناء الشعب المصري، باعتباري رئيس حكومة اسرائيل، الذي انتخب بانتخابات ديمقراطية. منذ ثلاثين سنة يسود السلام بين دولتينا، على أثر زيارة رئيسكم أنور السادات المرحوم التاريخية للقدس وخطبته في الكنيست. بعد سنين من حروب الحدود بيننا أصبحت الآن حدود سلام. قرر زعماء مصر واسرائيل السير في مسار السلام والقيام بتنازلات غير بسيطة لضمان امكانية النماء والتطور الاقتصادي والعيش في كرامة للشعبين. إن سلام الشجعان هذا هو مصلحة استراتيجية وقيمية للشعبين ونحن نلتزم احترامه والحفاظ عليه وتطويره.
"إن الشعب في اسرائيل، الذي يشتمل على نحو من 20 في المائة من مواطنين عرب، يريد مصلحة الشعب المصري وسيحترم كل قرار على النظام الداخلي في مصر: انه قراركم، ولا نية عندنا ان نتدخل في حقكم السيادي في صياغته. نأمل انه كما تم الحفاظ على السلام في الثلاثين سنة الاخيرة، أن يُحافظ على هذه الانجازات التاريخية في المستقبل ايضا.
"مما يؤسفنا أننا لم نتوصل بعد الى اتفاق مع جيراننا الفلسطينيين. وكما قلت في خطابي في جامعة بار ايلان، اسرائيل بقيادتي ملتزمة بحل الدولتين للشعبين. دعوت رئيس السلطة الفلسطينية الى بدء تفاوض في جميع المسائل المختلف فيها، فورا وبلا شروط مسبقة. ومما يؤسفنا انه لم ينجح حتى رئيس الولايات المتحدة في الإتيان بالطرفين الى مائدة التفاوض.
"الآن خاصة أصبح حل الصراع أهم، وأنا أعود وأدعو السلطة الفلسطينية وقادتها الى بدء تفاوض في جميع المواضيع فورا. إن بدء تفاوض كهذا واحراز اتفاق – أعتقد انه قابل للاحراز في فترة قصيرة نسبيا، وهذا هو رأي رئيس السلطة ايضا – سيُسهم في استقرار المنطقة وسلام جميع الشعوب والدول. بيننا نقاط اختلاف غير بسيطة، لكننا مستعدون لمواجهتها باستقامة مع الحفاظ على الحقوق الشرعية ومصالح الشعبين. نأمل ان نؤيد الشعب المصري وحكومته هذه الجهود ويشجعوا السلطة على بدء تفاوض.
"أود أن أضمن لكم ان اسرائيل معنية بجوار حسن يقوم على الاعتراف المتبادل والاحترام المتبادل لجميع الدول، وأرى السلام بينها وبين مصر – وهي الدولة الرائدة الكبرى في العالم العربي – حجر الزاوية للنماء والتطور في المنطقة كلها".
هل ستزيل هذه الدعوة المخاوف المفهومة التي تقض مضاجع الاسرائيليين؟ لا يقين في هذا. لكنها ستكون رسالة مهمة ستُستوعب في العالم وفي مصر بيقين: فالسلام ليس بين اسرائيل ومبارك بل بين دولتينا. علينا ان نتحدث الى الشعب المصري: هكذا فقط تسلك دولة ذات سيادة تحافظ على مصالحها وعلى مكانتها الدولية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصر: ماذا تفعل العصي؟
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ يونتان يفين"
" اذا كنتم لم تبلوروا بعد موقفا من الوضع المصري، اذا لم تكونوا قررتم بعد اذا كانوا يستحقون مبروكا أم مباركا، اذا كنتم جد تريدون أن يخرج حسني محصنا من كل القصة ويعود الهدوء ليسود المنطقة، ومقابل ذلك تشتعل فيكم أيضا شهية المظلومين للاغداق على جماهير جيراننا من الجنوب الديمقراطية التي باتت على الموضة جدا (لدينا توجد ديمقراطية، وانظروا كيف نضيعها) – فأنتم لستم وحدكم. تماما لا.
غريب كيف أن لدينا رأي في كل شيء، وها هم فجأة الجميع يصمتون مثل ابو الهول، من نتنياهو فوق وحتى آخر المواطنين تحت. جد مسلم، ان تكون هذه الكمية من الاسرائيليين عديمة الرأي، بل وفي موضوع يؤثر جدا على حياتهم. عمليا، أفكر بان اشكل مجموعة دعم لكل من يقف في هذه اللحظة مجمدا مثل الغزال أمام فوانيس السيارة المصرية المقتربة وسأسمي هذه الظاهرة: "اسرائيليين لا يعرفون ما الذي يفكرون فيه بالضبط بالنسبة للقصة المصرية". هل استوعبتم. أنا أنوي تجنيد رفاق على طريقة الهرم.
للحقيقة يمكن أن نفهم أنفسنا (وهذا ايضا لغرض التغيير): النظرة الاسرائيلية في هذه الحالة مصلحية جدا. ليس مهما لنا اذا كان متطرفو المسلمين سيستولون على السلطة هناك لينغصوا حياة المواطنين، او اذا ما قامت ديمقراطية متنورة تنقذهم من الجوع، البطالة والحياة في ظل الدكتاتورية المخيفة. يهمنا أكثر اذا كانت ستقوم هناك بعد نصف سنة ايران 2 او المغرب 2، وهل سيحدق بنا تهديد حرب شاملة او تهديد اجازة "كله مشمول".
سيء وطبيعي بذات القدر التفكير أولا بنفسك وبقائك وفقط بعد ذلك بالمتضررين الحقيقيين. ولكن مع كل الاحترام لرفاه ابناء الشعب المصري فان ما يهم الاسرائيليين هو الزمن المتبقي على ساعة السلام. فهل يدور الحديث عن أسابيع معدودة؟ أشهر؟ سنة واحدة متعددة التقلبات؟ أم ربما ستهدأ الارواح، وتنفذ الاصلاحات، وتغير السلطة والسلام سيسود بل وسيزدهر؟ هل اجازتي في سيناء قبل نحو شهرين كانت الاخيرة أم ربما لا تزال بانتظارنا ليالِ بهيجة في طابا؟
في وزارة الدفاع في تل أبيب وان كانوا لا يزالون لا يعرفون بعد من رئيس الاركان القادم، ولكنهم يدعون هناك منذ الان الى الاسراع في بناء الحدود السائبة بين مصر واسرائيل، تكثيف منظومة الدفاع حول ايلات وتحصين بلدات الجنوب بشكل عام، استعدادا لسيناريوهات جديدة من شأنها ان تتحقق اذا ما سيطر الأئمة المتطرفون على القاهرة. وأنا اقول: ليس سريعا بهذا القدر.
دولة هائلة مثل مصر، تجتاز هزة داخلية بهذه الشدة، لن تعلن بسرعة عن جهاد غبي على عدوها (القوي والمحصن جدا) الذي كان لها قبل ثلاثين سنة. مهما كانت نتيجة التمرد المصري ستحتاج القوة العظمى المرضوضة سنوات طويلة اخرى من الشفاء، وليس الحرب، التي توجد في مكان ما في آخر سلم أولويات كل حكم يقوم في القاهرة. هكذا بحيث أنه قد يكون من المجدي استغلال الفرصة أيضا كي نتحرر قليلا من جنون الاضطهاد لدينا وبالتأكيد أن نطلق الان بوضوح الدعوة الوحيدة المناسبة في هذا الوضع: يا مبارك، أَطلق شعبك".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤتمر هرتسيليا: الفرصة والمخاطرة للعام 2011
يديعوت أحرونوت ـ داني روتشيد(*)
" العام 2011 يظهر كسنة انعطافة دراماتيكية في المنطقة. في اثناء السنة ستصل سياقات شديدة القوة الى الاستنفاد والحسم، مثلما نرى منذ الان في مصر وفي تونس. بين المقدرين المختلفين يوجد خلاف وفوارق، ولكن يوجد اجماع على أن الحديث يدور عن سنة تغيير النماذج في الشرق الاوسط.
المنطقة بأسرها تعيش احساسا بان الولايات المتحدة غيرت سلم اولوياتها. الرئيس اوباما يفهم ان انتخابات 2012 ستحسم اعتمادا على ادائه في السياسة الداخلية وليس بفضل انجازاته أو اخفاقاته في السياسة الخارجية. خطابه الى الامة هذا الاسبوع عبر عن ذلك جيدا، ولكن سلوك الادارة حيال مبارك في الايام الاخيرة جسد ذلك عمليا.
اضافة الى ذلك، فان التركيز على الخروج من العراق، الانتقال الى الدفاع في افغانستان واعادة بناء الاقتصاد الامريكي – كل هذه تعتبر هامة اليوم لبقائه السياسي بلا قياس أكثر من دولتنا. هذا الواقع يسرع الهيمنة الامريكية على اجزاء متزايدة في الساحة – ابتداء من محور حماس – حزب الله – سوريا وتركيا وحتى ساحة دول الخليج، مصر والسعودية.
خريطة المخاطر تشير الى انتشار محتمل للراديكالية الايرانية في سلسلة من الدول، حيث تفحص سلامة واستقرار الزعماء المعتدلين، وتطرح المخاوف من الثورات والتغير في توجههم. طموحات طهران في جنوب العراق وفي الخليج الغني بالنفط تنتظر فقط خروج القوات الامريكية. سيطرة ايرانية على هذه المنطقة الدموية ستستغرق عندها ساعات قليلة فقط.
الخطر هو أن في مصر ايضا ستصعد قوى اسلامية متطرفة، فينتشر هذا الميل الى دول اخرى.
نشاط المحور الراديكالي لا يحظى باستجابة مناسبة، والنفوذ الغربي بالذات يتقلص، وغياب مسيرة سياسية سيبقى ذريعة لتعزز قوى الرفض والكفاح. ودون بديل يوازن ذلك، فان التركيز على ادارة الخطر بدلا من حله نهايته ان يؤدي الى المواجهة.
الانشغال المهووس في مسألة النووي الايراني يحرف النقاش عن الحاجة الى نظرة واعية. من زوايا عديدة استغلت طهران خيارها النووي حتى قبل ان تستكمل مرحلة تخصيب اليورانيوم، حين خلقت زخما – لها ولفروعها – حيال محور الدول المعتدلة الراكد.
اسرائيل تصبح جهة سائدة في حجوم عدم الاستقرار الاقليمي وثمة ثمن باهظ لحقيقة أنه لا يوجد بديل سياسي للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، يتجاوز مسألة نزاع الحدود. ولكن النفوذ ليس من اتجاه واحد فقط. فالمحور الراديكالي الشمالي تبنى استراتيجية هجومية، غايتها المس بالجبهة الداخلية الاسرائيلية ومعناها المس بالمجتمع. أوائل ثمارها يمكن أن نراها في حرب لبنان الثانية.
من أجل احداث انعطافة في المنحدر الخطير الذي تنزلق فيه المنطقة ينبغي تجنيد رؤساء الدول العربية المعتدلة وخلق رباعية عربية معتدلة، تعتمد على دور أمريكي غايته خلق زخم ايجابي في المسيرة السياسية. حلف الراشدين هذا سيشكل بديلا ناجعا عن الجامعة العربية المتطرفة.
ما يجري اليوم في مصر يجسد للزعامة العربية المعتدلة بانه ينبغي التعاون وعدم ترك الساحة للقوى المتطرفة، الذين يتلقون الان ريح اسناد. الرباعية العربية المعتدلة ستعمل عمليا كتوسيع لدائرة الحوار الضيقة بين اسرائيل والفلسطينيين. هذه الشراكة ستسمح لاسرائيل بتحقيق فضائل أكبر في المفاوضات، وتمنحها ذخائر جغرافية – استراتيجية ذات أثر جوهري على مواطني الدولة ومكانة سياسية للزعامة التي تقود في هذا الاتجاه.
الطرف الفلسطيني سيتمتع بالاسناد الذي يعتمد على الاستراتيجية العموم عربية وليس على تنازل فلسطيني. وهكذا تمنح السلطة دعما واسعا لخطوة انهاء النزاع. نشر وثائق الجزيرة والتخوف من تعزز حماس يعزز فقط هذه الحاجة.
2012 و 2013 ستكونان سنتين ضائعتين. في 2011 هذا يكون لا يزال يتعلق بنا. ما كان بوسعنا أن نحققه في السنة الاخيرة لم يعد يمكننا أن نحققه اليوم – وما لا نحققه اليوم لن نتمكن من تحقيقه في السنوات القادمة".
(*) اللواء احتياط ، رئيس مؤتمر هرتسيليا في معهد السياسة والاستراتيجية في المركز متعدد المجالات ـ هرتسيليا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوجد رجال شرطة في القدس
المصدر: "هآرتس ـ يوآف آرتسئيلي"
"انهار التصور العام مرة اخرى"، يندب المحللون، ويوجهون ذلك الى أداء الاستخبارات الاسرائيلية التي لم تستطع التنبؤ بالثورة في مصر. أريد أن أُسكِّن الجمهور وأن أتحدث ممتدحا شباننا الممتازين، وكيف نجحوا في صباح يوم الجمعة الماضي، حينما كان الجيش المصري يحرس حسني مبارك في مهمة أهم كثيرا وهي حماية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من محاولة اغتيال في شوارع رحافيا، لا أقل من ذلك. فقد كنت شاهدا على الأمر.
وهكذا نجا رئيس الحكومة: فعندما مرت القافلة في حي رحافيا بالضبط كعادتها الصارخة كل صباح، انتظر محاول الاغتيال على الرصيف القريب وتحدث بالهاتف المحمول، لانه لا يوجد في ايامنا عمل تنكر أفضل من هذا. مرت القافلة سريعا، بحيث لم يستطع المُغتال غير المدرب العمل لكن قواتنا لاحظته. سارع شرطي سري اليه وأمره بانهاء المكالمة فورا. مرت قافلة رئيس الحكومة ولم تتعرض حياته لخطر لكن ينبغي العمل في نجوع وبدء التحقيق.
المريب أنا، وتمت مكالمة الهاتف في منطقة اشكالية عند أسفل مبنى سكني. طُلب إلي أن أُبرز بطاقة هوية وكذلك فعلت. كُتب في البطاقة أنني أسكن هذا المكان. بحسب القانون، إبراز بطاقة الهوية هو العمل الوحيد الذي يجب ان يفعله المواطن بطلب من الشرطي. ظننت أن ينتهي الامر في غضون دقيقة. ووجهت انتباه الشرطي الى أنني محام، معتقدا ان هذا الامر سيساعد في الحفاظ على حقوقي وكنت مخطئا. فقد كان ذلك بدء تعب متواصل فقط.
اتجه الشرطي جانبا، وهمس طويلا بالهاتف المحمول، وفي غضون دقائق معدودة انضم اليه حارس من ديوان رئيس الحكومة. بدأ كلاهما تحقيقا حقيقيا: فمنذ كم من الوقت أسكن الحي؟ وماذا فعلت في الشارع؟ لم يكن يجب علي من جهة قانونية أن أُجيب على أي سؤال. ولم يكن أي سبب معقول لتعويقي والتحقيق معي. عرفت حقوقي لكنني لم أصر عليها لأسفي. كنت مسرعا. لم اشأ قضاء وقت في محطة الشرطة، كما يحدث احيانا لسكان رحافيا الذين لا يتعاونون مع هذه التعويقات.
بل طلب الاثنان أن أُبيّن لهما بالفعل أنني أسكن نفس المبنى لانه "يمكن تزوير بطاقة هوية". أبلغتهما ان دخول شقتي لا يؤخذ في الحسبان ألبتة. وتم الاتفاق كـ "مصالحة" على أن أُظهر ان المفتاح يفتح باب الشقة حقا. صعد الحارس معي. وانتظر الشرطي في الأسفل. ارتجفت يدي قبالة الباب قليلا لكن الباب فُتح.
هبطنا الى أسفل. أُعيدت إلي بطاقة الهوية وانتهى تعويقي. أسرعت في جولة في الحي لأشعر بأن حريتي أصبحت في يدي مرة اخرى. رأيت في الطريق ميدان "سمحه آساف" المسمى باسم قاضي التشكيلة الاولى للمحكمة العليا. ورأيت بعد ذلك ميدان بنيامين إكتسين، المسمى باسم المحاضر المعروف في القانون الدستوري الذي كتب اقتراح دستور لاسرائيل. من المثير أن أعلم ماذا كانا يقولان في هذا؟.
إن رحافيا، وهو الحي الذي فيه "يسكن الدكتور قبالة الدكتور"، قد أصبح في المدة الاخيرة هدفا مفضلا لنشاط الشرطة، بسبب القرب من منزل رئيس الحكومة. بحسب معطيات نشرها نير حسون في صحيفة "هآرتس" قبل نحو من سنة، ارتفع عدد احتجازات المارة في الحي الى 80 ألفا (!) في سنة 2009 قياسا بـ 41 ألفا في 2008. كم من الاحتجازات نتج عنها لوائح اتهام؟ وكم منها كانت بمثابة مضايقة لا داعي لها واعتداء فظا على الخصوصية؟.
الانطباع الذي يثور هو انه يوجد رجال شرطة في القدس؛ لكن يُسأل سؤال أين القضاة في المدينة؟ إن الاستئنافات المتعلقة بصلاحيات الاحتجاز والتفتيش "بالموافقة" (لمواطنين لا يعلمون حقوقهم ألبتة) توضع أمام المحكمة من آن لآخر. يجب على المحكمة أن تُذكر الشرطة في أسرع وقت بأولويات حقوق المواطن".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاعيب باراك والاعيب نتنياهو
المصدر: "معاريف ـ بن كسبيت"
" يجب أن تكون جلسة الحكومة القريبة في يوم الاحد يوما تأسيسيا في حياة حكومة نتنياهو. ان تكون يوم الاستقلال، لا على اسم كتلة "الاستقلال".
رأى وزراء الحكومة وزير دفاعهم أمس يجلس في ثلاثة استوديوهات لشبكات الأخبار دفعة واحدة ويصرح بأن عند رئيس اركانه المتولي عمله الفريق غابي اشكنازي مشكلات اخلاقية ومهنية. بأمر من رئيس الاركان هذا عمل الجيش الاسرائيلي أمس في مجابهة أهداف في غزة. يجب ان يعلم الجنود الذين يخرجون في هذه العمليات، منذ الآن حتى نهاية ولاية اشكنازي بعد أقل من اسبوعين، أن رئيس اركانهم اشكالي.
والسؤال متى سيفهم وزراء الحكومة ان وزير دفاعهم اشكالي. متى سيفهمون ان وزير دفاعهم أخذ رئيس حكومتهم رهينة، وهو يُخرجه الآن في جولة تعرّف في حقل ألغام (بغير خريطة الألغام). يجب عليهم في الحاصل ان يتذكروا أفعال باراك من الماضي القريب والبعيد ايضا. فهو الشخص الذي عين ذات مرة داني نفيه لمنصب متحدث الجيش الاسرائيلي (مدة يومين ثم فهم نفيه الحيلة وهرب).
وهو الشخص الذي لم ينجح في تعيين رئيس اركان لاول مرة منذ قامت الدولة. وهو الشخص الذي كاد يُعين شلوم سمحون رئيس الكنيست (وكاد يُعينه ايضا رئيس الكيرن كييمت). وهو الشخص الذي لم يُخلف وراءه في أي مكان في أنحاء الكون شيئا سوى ارض محروقة. فقد أشعل الدولة (في سنة 2000)، وهدم حزبا (هذه السنة)، وحوّل الجيش الاسرائيلي من جيش منظم منتعش متدرب يستخلص على نحو مهني دروس حرب لبنان الثانية، الى شيء بين جحر أفاعي سامة وعش وقواق.
انه وزير دفاعكم ودفاعنا. وهو مستعد لاحراق المدينة ليجعل البعوض يهرب. وهو مستعد لجدع أنفه كي يغضب وجهه. وسيُدمر الجيش الاسرائيلي للاضرار باشكنازي. لن يهدأ ولن يستريح حتى يخرب كل شيء.
لست من الناس الذين يعتقدون انه تجب اطالة ولاية غابي اشكنازي. فرئيس الاركان الحالي ايضا أصيب من القضايا الاخيرة ولا سيما بسبب سلوك غير صحيح (لكنه انساني) مع بوعز هرباز. غير انه نشأت ظروف معينة. لو كنت نتنياهو لضربت على الطاولة وأتيت الحكومة يوم الاحد بتعيين اللواء غادي آيزنكوت لمنصب رئيس الاركان. يعلم الجميع ان هذا هو التعيين الصحيح. ويعلم باراك ايضا. وفي هذه الحال لا حاجة الى اطالة ولاية اشكنازي. فآيزنكوت هو المرشح الأكثر خبرة والأكثر اتزانا والأكثر تواضعا. وهو ايضا يعرف الجبهة الأكثر اشكالا، جبهة الشمال (التي لم يعمل فيها غالنت قط). لكن لما كان هذا هو الحل المنطقي والصحيح، فاعتمدوا على باراك ونتنياهو أن لا يفعلاه. ولهذا، في الظروف التي نشأت، يمكن ببساطة اطالة ولاية اشكنازي اسبوعين أو شهرين وألا نُدخل الجيش الاسرائيلي والدولة في دوار غبي لا داعي له.
ولهذا، يا سادتي وزراء حكومة اسرائيل، الامر مُلقى عليكم. لقد التفوا عليكم التفافا سريعا مرة والسؤال هل سيتم اغراءكم بمرة ثانية ايضا. هل تعتقدون أننا نستطيع أن نسمح بهذا لأنفسنا. أما زلتم قادرين على النظر في المرآة. اجل، يستعمل نتنياهو عليكم ضغطا ثقيلا لكنكم تعرفونه. ولانه في ضغط فانه يضغط عليكم. حان وقت ان تُسمعوا صوتا وتُبينوا وجود حد لكل حيلة. من أراد ان يقودنا ويقودكم الى المنحدر وهو ينفخ في ناي أو يوقع على بيانو فليبحث عن مغفلين آخرين".