عناوين وأخبار وتقاريرومقالات مترجمة من صحافة العدو
عناوين الصحف:"يديعوت احرونوت":
ـ في الطريق الى السجن.
ـ محاولة ليلية لمنع الاضراب.
ـ لاول مرة: التعليم الخاص سيتضرر ايضا.
ـ المحكمة قررت بأنه بينما كان قصاب يتحرش ويغتصب أ.، رفاقه كانوا ينكلون بها وينغصون عيشها.
ـ المأساة الثلاثية.
ـ قام لهم بمناورة – قائد غولاني الجديد أعد للجنود مفاجأة: مناورة بدون تدريب.
ـ شريحة السجناء العليا.
ـ قطار الى اللامكان.
"معاريف":
ـ على شفا اضراب.
ـ انتصار مزوز.
ـ في الطريق الى السجن.
ـ الآن هو يتدخل (نتنياهو).
ـ رفع القبعة (أمام مزوز).
ـ عريقات: لفني ايضا طالبت الاعتراف بدولة يهودية.
ـ وفاة المتظاهرة: حرب الروايات.
"هآرتس":
ـ غضب في الادارة الامريكية: "باراك ضللنا".
ـ محاولة لمنع اضراب السلطات.
ـ وفاة فلسطينية جراء تنشق الغاز المسيل للدموع في بلعين بعد سنة ونصف من مقتل شقيقها في مظاهرة في القرية.
ـ حلوتس: كان يمكن شراء تحرير رون أراد بالمال.
ـ ايران تتهم اسرائيل بتصفية نائب وزير دفاعها.
ـ رئيس قسم التحقيقات: عرفت ان قصاب يكذب بعد خمس دقائق.
"اسرائيل اليوم":
ـ رئيس الوزراء في محاولة لمنع الاضراب هذا الصباح في السلطات.
ـ استُقبلت بقبلة.
ـ يستعدون لكل الحالات.
ـ خرج الى الكنيس فقط (قصاب).
ـ الفلسطينيون يتهمون: وفاة امرأة بغاز في مظاهرة في بلعين.
ـ أبو مازن: في النهاية اسرائيل والولايات المتحدة فقط لن يعترفا بدولة فلسطينية.
تقارير:
غضب في الادارة الامريكية: "باراك ضللنا"..المصدر: "هآرتس – من باراك رابيد"
" الادارة الامريكية غاضبة من وزير (الحرب) ايهود باراك على خلفية الطريق المسدود الذي علقت فيه المسيرة السلمية. وتعتقد وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون والمستشارين الكبار للرئيس الامريكي براك اوباما بان باراك "ضللهم" لاكثر من سنة ونصف عن قدرته على التأثير على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتقدم في المسيرة السلمية. وفي الولايات المتحدة يقولون انهم سيواصلون العمل مع باراك في مسائل أمنية، ولكنه لن يتمتع بعد اليوم بمعاملة خاصة في واشنطن.
مصدر اسرائيلي كبير روى لـ "هآرتس" عن لقاء عقده مؤخرا مع موظف امريكي كبير، عرض عليه بالتفصيل الشديد اسباب الغضب، الاحباط وخيبة الامل من باراك من جانب كلينتون ومن جانب البيت الابيض. وقد استغرق الحديث ساعة وفي معظمها ان لم يكن كلها عني الحديث بباراك.
ما قاله المصدر الاسرائيلي عن احساس الادارة تجاه باراك كان استثنائيا في حدته. ففي الاونة الاخيرة فحصت المعلومات مع أربعة مصادر اخرى ضليعة في المزاج في وزارة الخارجية الامريكية والبيت الابيض وأكدت جميعها التفاصيل بكاملها.
وحسب المصدر الاسرائيلي، فان الموظف الامريكي الكبير الذي التقى به أوضح له بان الغضب الشديد على وزير باراك يأتي من أعلى المستويات في واشنطن – الرئيس اوباما ووزيرة الخارجية كلينتون. وبلغ الغضب ذروته بعد أن توصل باراك في ايلول الى تفاهمات مع الادارة على تمديد تجميد البناء في المستوطنات بثلاثة اشهر مقابل كتاب ضمانات سياسية – أمنية غير مسبوقة من جانب اوباما. ووعد باراك الامريكيين بان نتنياهو سيقر التفاهمات، ولكنه لم يوفر البضاعة.
"وضعنا كل مالنا عليه منذ قبل سنة ونصف"، قال الموظف الامريكي للمصدر الاسرائيلي، "كل الادارة راهنت على باراك لانه قال لنا انه سيؤثر على نتنياهو وسينجح في تحريكه نحو اتفاق مع الفلسطينيين، ولكنه ضللنا وخدعنا".
وقال الموظف الامريكي للمصدر الاسرائيلي انه من اللحظة التي تشكلت فيها الحكومة في اسرائيل، قررت ادارة اوباما ان تفتح امام باراك كل الابواب في واشنطن وبشكل استثنائي التقاه الرئيس الامريكي في البيت الابيض. "فقد سحرنا بتحليلاته الذكية"، قال الموظف الامريكي، "الرئيس أنصت لباراك كتلميذ ينصت الى معلمه ويعتمد عليه، ولكنه لم يفِ بأي من تعهداته بالنسبة للمسيرة السلمية وتجميد البناء في المستوطنات".
وقال المصدر الاسرائيلي لـ "هآرتس" انه خرج من اللقاء مع الموظف الامريكي "مصدوما"، واضاف: "كدت أبكي". وحسب اقواله، فان زيارة باراك الاخيرة الى واشنطن قبل ثلاثة اسابيع وصفت امامه كخط فصل في موقف الادارة الامريكية من وزير (الحرب) الاسرائيلي. باراك لن يعود بعد اليوم ليكون "الابن المدلل" للبيت الابيض في "اسرائيل"، وحقيقة أن كلينتون التقته لمدة ربع ساعة فقط في هامش منتدى سبان في واشنطن، قبل عدة اسابيع، جاءت لتلمح له بذلك.
"لسنة ونصف اعتمدنا عليه ولكن في الشهرين الاخيرين فهمنا مع من نتعامل"، واصل الموظف الامريكي الكبير يقول، "اكتشفنا بانه لا غطاء لاقواله وانه فقد كل المصداقية التي كانت له في واشنطن. نحن لن نشتري بعد اليوم بضاعته في موضوع المسيرة السلمية ولن تكون لباراك بعد اليوم معاملة خاصة في واشنطن".
واضاف الموظف الامريكي بان سلوك باراك أثار، على نحو خاص في وزارة الخارجية، احساسا صعبا بانه يكرر ولايته كرئيس للوزراء. في الوزارة تذكروا خيبة الامل التي الحقها باراك برجال الرئيس الاسبق بيل كلينتون في محاولتيه للمصالحة – في المفاوضات مع سوريا، في شيبردستاون ومع الفلسطينيين في كامب ديفيد.
الجهد الامريكي لانقاذ المسيرة السلمية من الطريق المسدود سيستأنف هذا الاسبوع، ولكن في واشنطن يخفضون مستوى التوقعات بالنسبة لفرص النجاح. ثلاث زيارات لمسؤولين كبار في الادارة الى "اسرائيل" قبل عيد الميلاد انتهت بلا نتائج.
السبب الوحيد الذي يجعل الامريكيين لا يرفعون الايدي والا يدعون الطرفين لحالهما، هو التقدير في واشنطن بانه في مثل هذه الحالة سيؤدي الجمود الى اشتعال العنف، الذي سيجتذب الولايات المتحدة بلا مفر عائدة الى المنطقة. في مثل هذا الوضع، نقطة البدء في مساعي المصالحة ستكون سيئة أكثر بكثير. "فقدنا الامل في هذا الائتلاف"، قال الموظف الامريكي للمصدر الاسرائيلي، "ببساطة جدا، لم تعد لنا توقعات".
رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) يمترسان في مواقفهما واستئناف المفاوضات المباشرة لا يلوح في الافق. فالفلسطينيون منشغلون في مواصلة الحملة الدولية ضد المستوطنات وفي صالح الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 67. وهذا الاسبوع سيستأنف النشاط الفلسطيني في مجلس الامن لدفع قرار بالتنديد بالمستوطنات الى الامام وذلك رغم المعارضة الامريكية.
وجاء من مكتب وزير (الحرب) التعقيب بان باراك يقيم "منظومة اتصالات متفرعة ومتواصلة" مع قيادة الادارة الامريكية. "في زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة قبل نحو ثلاثة اسابيع ايضا، التقى الوزير مع قيادة الادارة الامريكية، بما في ذلك نائب الرئيس جو بايدن في البيت الابيض، وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، الرئيس الاسبق بيل كلينتون، وزير الدفاع روبرت غيتس، مستشار الامن القومي توم دونيلون ومسؤولين كبار آخرين". وجاء في بيان المكتب انه "في أي من لقاءاته مع كبار المسؤولين الامريكيين لم يطرح هذا الادعاء، ولا في التقارير من مصادر دبلوماسية. وزير (الحرب) يحرص دوما على العرض الدقيق للامور ولا يجمل الحقائق. وعليه، فيحتمل ان يكون الحديث يدور عن انطباع لموظف ما في الجانب الاسرائيلي او الامريكي لا يعرف الحقائق".
ـــــــــــــــــــــــ
أبو مازن: في النهاية اسرائيل والولايات المتحدة فقط لن يعترفا بدولة فلسطينية..
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ إيلي ليئون وآخرون"
"لاول مرة منذ أن صاغت الامم المتحدة قرار يندد بالبناء في المستوطنات، أعرب رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن عن تأييده له. "يجب بلورة خطة سلام تنسجم مع القانون الدولي"، قال ابو مازن، في احتفال وضع حجر الاساس للسفارة الفلسطينية في البرازيل.
وأشار ابو مازن الى أن المستوطنات هي سبب عدم التقدم في المحادثات بين الطرفين. "هذا ليس لاننا لا نريد الدخول في مفاوضات، فنحن دوما مددنا ايدينا الى المفاوضات مع الاسرائيليين"، قال. وفي نبرة متفائلة أشار ابو مازن الى ان العام 2011 سيكون سنة سلام. "الشعب الفلسطيني عانى الكثير، ويجب أن يعيش في حرية في وطنه، ونحن نأمل بان يتم هذا هذا العام. الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية ستساعدنا على اقناع الاسرائيليين بالحاجة الى الوصول الى هدف الدولتين".
"في نهاية المطاف، ستكون فقط "اسرائيل" وربما الولايات المتحدة لا تعترفان بدولة فلسطينية، وهذا سيشكل ضغطا عليهما"، قال ابو مازن. والى ذلك، فان المجلة الاقتصادية الهامة "الايكونومست" نشرت تقريرا رئيسا يعنى بالوضع في الشرق الاوسط وجاء فيه ان "السلام يصبح أكثر هشاشة وخطر الحرب يتصاعد".
واشار التقرير الى أنه "اذا لم يظهر الرئيس الامريكي جسارة، فان هناك خطرا حقيقيا بحرب في الشرق الاوسط". وفي المجلة يدعون بانه اذا لم تتخذ اجراءات "شافية" في السنة المدنية القريبة ستنشب حرب هدامة. الحوافز المحتملة لتلك الحرب المحتملة هي رغبة ايران في تطوير سلاح نووي من جهة وسباق تسلح متعاظم بين اسرائيل ومنظمة حزب الله اللبنانية. "بدلا من التنازل، على اوباما أن يغير زاوية هجومه"، كما يقترحون في الايكونومست. "حان الوقت لان يوافق العالم على تسوية ويفرضها على الطرفين المتنازعين".
ـــــــــــــــــــــــ
أشكنازي – غالنت: أين الخطة التي وُعدنا بها
المصدر: " يديعوت أحرونوت ـ اليكس فيشمان"
" الاسبوع الاول من العام 2011 هو أيضا الاسبوع الاول الذي يبدأ فيه رئيس الاركان القادم، يوآف غالنت، اتخاذ قرارات ذات آثار بعيدة المدى. خطة عمل الجيش الاسرائيلي للسنة التي بدأت أمس، تبدأ في البناء في الطابق التاسع من مبنى وزارة "الدفاع"، حيث يستقر اللواء غالنت ويستعد مع مساعديه لتسلمه مهام منصبه.
وللعجب، يجلس رئيس الاركان الوافد منذ شهرين، يجري بشكل مرتب مداولات مع قادة الجيش الاسرائيلي وجهاز الامن، بما في ذلك الموساد والشاباك، تعنى بالمواضيع الاكثر حرجا، وكل واحد من قادة الاذرع العسكرية يعرض عليه خططه العملية – والارض لا تهتز، وهيئة الاركان العامة لا تثور.
غالنت استدعى اليه للقاءات شخصية عشرات الضباط الكبار ايضا – كل شيء يجري بهدوء، بشكل موضوعي، مهني. وعدونا بهزات، وعدونا بالتآمر على رئيس الاركان القائم، حذرونا من أن غابي اشكنازي سيصبح أوزة عرجاء، وما العمل: فهو ليس أوزة، وليس عرجاء، ويواصل التمتع بدعم الجمهور ومحبة الجيش. في الصراع الحالي ايضا على زيادة الميزانية العسكرية سُمع صوته جيدا.
الصرخات التي انفجرت من حول اشكنازي، عن الظلم المزعوم الذي احيق به عندما اعلن عن غالنت خليفة له قبل ستة اشهر من تسلمه مهام منصبه، تبدو اليوم تافهة مثل الاشخاص الذين اطلقوها. لرئيس الاركان المرشح كان الوقت للخروج في اجازة، الوقت للتطابق كما ينبغي مع من سيحل محله في قيادة المنطقة الجنوبية تل روسو، وكذا الوقت لتسلم مهامه بشكل منهاجي ودون طرق مختصرة.
اليوم أيضا يمكن القول بيقين، ان الاغلبية الحاسمة للتعيينات لمناصب عقيد وعميد التي اعلن عنها اشكنازي ستتحقق في عهد غالنت. وهنا ايضا كانت محاولة بائسة لخلق اضطراب، ودفع ضباط كبار الى الاعتقاد بان غالنت سيعرقل قرارات اشكنازي في اطار حملة "أوزة عرجاء" – ولكن هذا لم يكن ولن يكون. فضلا عن ذلك: فان غالنت يقرب اليه ضباطا متماثلين، زعما، كمن هم موالين لاشكنازي. واحد عين لواءا، آخر طلب منه تمديد ولايته، وذلك، خرج للدراسة واعتقد أنه يوشك على الاعتزال، طلب اليه تأجيل اعتزاله. وهذه ليست الحالات الوحيدة.
كما أن لاسطورة تعيين الموالين المريحين، "الامعات"، لا يوجد أي ذكر. اصرار غالنت على تعيين يئير نافيه نائبا له يثبت العكس. فاللواء نافيه، على مدى كل حياته المهنية، كان الرجل الاقل راحة للمسؤولين عنه.
أحد المداميك في خطة العمل للعام 2011 – السنة الاخيرة في خطة التسلح التي وضعت اساساتها في عهد اشكنازي – هو تقليص وخصخصة منظومات لا تعتبر منظومات قتالية أو داعمة للقتال. كل رؤساء الاركان ارادوا هذا التقليص ولكن هذا لا يتوفر دوما، وذلك لان البيروقراطية أقوى مما كانت في أي وقت مضى. كما أن غالنت سيحاول، ومن ناحيته هذا التقليص ليس مجرد موضوعا ماليا بل وقيميا ايضا: توثيق الانشغال العسكري. كل ما لا ينشغل مباشرة بالمقاتلين وبالقتال، ولا يمس بالتأهب، يمكن ان يجريه مدنيون. مثلا: الطب في الجبهة الداخلية – سيخرج، اما الطب الميداني – فيبقى ويتعزز.
من لا ينتظر الاوامر من فوق، وينجح في أن يقرأ جيدا أفكار رئيس الاركان التالي، هي شعبة القوى البشرية في هيئة الاركان. في الاونة الاخيرة طلب رئيس شعبة القوى البشرية من شركات مدنية عروضا لادارة منظومة التسريح لرجال الخدمة الدائمة. وهنا نحن نأخذ لانفسنا حظوة صغيرة. فقبل بضعة اسابيع نشرنا على هذه الصفحة المتواضعة تقريرا عن وحدة تنسق موضوع اجور رجال الخدمة الدائمة، وتدير منظومة التسريح والمساعدة في الانخراط في السوق المدنية. ادعينا بان لا مبرر الا تدار هذه الوحدة من هيئة مدنية – وأصبنا الرأي.
الان ينبغي للواء آفي زمير أن يفحص هيئات اخرى في مملكته، يمكن بالتأكيد نقلها الى اياد خاصة، مهنية. دائرة العلوم السلوكية، مثلا، دائرة الدفعات، وغيرها. قدرة الجيش العملياتية لن تتضرر. بل العكس".
ـــــــــــــــــــــــ
من الجزيرة اليونانية الى الحادثة الفارسية
المصدر: "هآرتس ـ أمير أورن"
" في مثل هذا الاسبوع قبل خمس سنين أُنزل اريئيل شارون عن رئاسة الحكومة. أنزلته الجلطة الدماغية. لكنه كان بينه وبين نهاية موشيه قصاب الجنائية خطوة لكن مع التغيرات التي يقتضيها شكل التهم وشدة المخالفات.
في 2004 كان يفترض ان يحاكم شارون عن قضية الجزيرة اليونانية، بتوصية من المدعية العامة عدنا أربيل وتأييد فريق من النيابة العامة ورئيس شعبة التحقيقات في الشرطة موشيه مزراحي. وقد ألغى المستشار القانوني للحكومة ميني مزوز التوصية بتأييد فريق آخر وإن لم يكن ذلك لعدم التهمة. إن سلوك مزوز في اغلاق ملف شارون وفي الصفقة القضائية مع قصاب متشابه. وكانت خلاصة حيرته في تقدير وزن الأدلة – هل ستكون كافية لاحراز تأثيم – وتقدير المُقدرين في واقع الامر ألا وهم القضاة.
في قضية الجزيرة اليونانية جاء مزراحي وميري غولان بأدلة مثيرة تعني في رأي أربيل التأثيم. لكن مزوز – الذي قدّر آنذاك أن ارييه درعي لن يتم تأثيمه – خندق عند شكوكه التي كانت منذ البداية أحد اسباب تعيينه. وفي ملف قصاب تراجع لسبب ما في 2007 بين كانون الثاني وحزيران عن تبنٍ شبه كامل (يتضمن مادة الاغتصاب وباستثناء مواد التنصت الخفي والحصول على هدايا احتيالا) لتوصيات فريق التحقيق برئاسة يوآف سغلوفيتش، وموافقة رئيس شعبة التحقيقات والاستخبارات يوحنان دنينو، على صيغة الصفقة القضائية. كشف قصاب عن خطأ مزوز في تقدير عدم الأدلة وهو الذي أصر على الغاء الصفقة بعد أن أُجيزت في صعوبة في المحكمة العليا – وهي المحكمة التي سلّمت لقرار مزوز على اغلاق ملف شارون.
كيف حدث أن كان سغلوفيتش على حق طوال الطريق وأن مزوز أُنقذ من المهانة لان قصاب جُن فقط؟ يتبين ان المحامي سغلوفيتش باعتباره مدعيا في الشرطة قديما ومحققا ذا تجربة، كان خبيرا جنائيا أكبر من المحامي مزوز. فقد كان التحقيق عمل فكر وتحليلا لا لما يمثل للعين فقط بل لما يختفي ويكمن. على سبيل المثال ما وصفه قضاة قصاب بأنه مخالفة جنسية بعد "حادثة الفارسيين"، عيد يهود ايران. أدرك المحققون معطيات المكالمات من الهاتفين المحمولين لقصاب – ذاك الذي في يده والآخر الذي في سيارته – بل استنتجوا نتائج من الصمت اللاسلكي بين وحدات الاتصال. كانت ألمعية على شاكلة شارلوك هولمز في حله للألغاز.
كل ذلك في ظروف صعبة يتمتع فيها المشتبه فيهم الكبار المنزلة بحصانة من الاعتقال والتفتيش. يجدر أن نفكر من جديد في هذه الحصانة التي ترمي الى منع السلطة التنكيل باعضاء كنيست من خصومها ومنع ما يشبه انقلابا بواسطة التحقيقات الباطلة مع الحكام. الغاية الرئيسة للتحقيقات والمحاكمات والتأثيمات علاوة على العقوبة هي الردع.
يجدر انشاء جهاز يشبه تعيين قاض – محقق للتثبت من اسباب الموت كما هي العادة في وقائع الانتحار في السجون. ويجب على المستشار القانوني للحكومة ان يقنع قاضيا بأن يسمح بالمس بالحصانة فيما يتعلق بالتفتيش على الأقل، ويجب على "الشباك" ان يُعاوِن على تسليم مستندات – كما تم جزئيا في ملف قصاب – وشهادة الحُراس. أما السياسي الذي يمتنع عن هذه القواعد الجديدة فيُدعى للاعتزال الى عمل آخر.
إن رفض قصاب أن يعترف بفمه بشيء ما وان يحصل على عقوبة خفيفة يُعبر عن ثقافة "الحياء" في مواجهة "الذنب". لو ان شارون دُفع الى هذا الركن على يد أربيل (أو مزوز المتأخر) فمن المؤكد انه كان يزن بهدوء أعصاب ويوقع على صفقة لذّاعة لكنها سهلة. كيف سيسلك ناجٍ آخر من الجزيرة اليونانية، المتهم اهود اولمرت، في ملفاته التي يُتحقق منها في المحكمة وغيرها (هولي لاند) والتي تنتظر دورها؟".
ـــــــــــــــــــــــ
الوضع السياسي: أعودة الجبهة الشرقية؟
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ زلمان شوفال"
" "لن يبقى أي اسرائيلي داخل الدولة الفلسطينية"، هكذا أعلن الرئيس أبو مازن في الاسبوع الماضي. وقال منذ زمن ليس بالبعيد: "ولا حتى يهودي واحد" – لكنه غيّر صياغته بعد أن بيّنوا له كما يبدو أن ليس هذا من السلامة السياسية. نستطيع بسهولة أن نتخيل كيف كان المفكرون وأنصار الاخلاق المتخصصون لدينا يردون لو أعلن رئيسنا بأنه لن يبقى أي عربي أو فلسطيني داخل "دولة اسرائيل".
لكن من اجل الحقيقة، ينبغي أن نرى اعلان أبو مازن في مجال السياسة لا في مجال الاخلاق، أي في سياق الامكان المطروح مؤخرا في دوائر ما في واشنطن وفحواه انه اذا نشأت دولة فلسطينية فستقام قوة دولية في غور الاردن لحماية اسرائيل من الشرق. وسيُدمج في هذه القوة ايضا وحدات من الجيش الاسرائيلي. وهذا بديل عن طلب اسرائيل السيادة أو السيطرة الأمنية في الغور على الأقل. يعارض أبو مازن هذا ويرمز ذلك بوضوح الى أن السلطة الفلسطينية ستعارض ايضا مطالب اخرى لاسرائيل في قضايا أمنية مختلفة. بعد انتصار الولايات المتحدة على صدام حسين كان عندنا محللون اعتقدوا انه تم القضاء على الجبهة الشرقية ولهذا لم تعد الحاجة الى سيطرة اسرائيلية على الحدود الاردنية ذات صلة. وزعم آخرون انه في الحرب الحديثة وفي عصر الصواريخ لم تعد توجد قيمة أصلا للحواجز الارضية.
ثبت ان هذين الزعمين داحضين من أساسهما في هذه الاثناء؛ فقد علم الامريكيون يقينا في حربهم في افغانستان أن طالبان تفعل ما يحلو لها في كل قطعة ارض لا يسيطر عليها جنودهم ماديا. وأخطر من ذلك وهْم غياب الجبهة الشرقية. نشأت في العراق كما تعلمون حكومة جديدة المسيطرون عليها عناصر شيعية على اختلافها، وفيهم من الصلة المتينة بينهم وبين ايران لا تقل عما بين طهران وحزب الله اللبناني.
ليسوا جميعا موالين لايران لكنهم بأجمعهم مُعادون لامريكا. والواقع السياسي المتبلور في العراق، كما يذكر مراقبون امريكيون، من شبه المؤكد أن يُعجل اجلاء بقايا القوات الامريكية التي ما زالت هناك. وهي في الأصل لم تعد كثيرة. تناول المحلل السياسي لصحيفة "نيويورك تايمز"، روجر كوهين، ذلك في سخرية في عموده الصحفي الاسبوعي: "من الواضح تماما في هذه النقطة من غزا العراق.. انها ايران. ولا شك بعد كل شيء في ان ايران هي الرابحة الرئيسة من إبعاد صدام وزيادة قوة الشيعة في بغداد". وكما قلنا آنفا، ليست جميع العناصر الشيعية في العراق موالية لايران، ومن المؤكد أن الأقلية السنيّة لا تُعد في مؤيدي طهران. لكنه مع تبخر الوجود الامريكي في العراق، لا شك فيمن ستكون الجهة المهيمنة على الدولة الممزقة: انها ايران.
كان يمكن وقف هذه المسيرة لو عملت واشنطن في جد أكبر في مواجهة نظام آيات الله، لكنه لا دلائل على ذلك الآن.
الجبهة الشرقية ماتت أو ربما بُعثت في سعة وطاقة كامنة تهديدية لم نعرفها من قبل. إن اقتراح جعل حراسة الحدود الأكثر حرجا لدولة اسرائيل في يد قوة دولية لا تخضع لطاعة حكومة اسرائيل، (وتخضع للاعتبارات السياسية والاقتصادية لجهات دولية كالامم المتحدة)، فكرة ضالة. هل يجب علينا أن نُذكر شخصا ما بتسلح حزب الله تحت أنظار قوة الامم المتحدة شبه المغلقة؟ لكنه قد أُقيمت في سيناء، بعد اتفاق السلام مع مصر، قوة متعددة الجنسيات على نحو أرضى اسرائيل تماما. فلماذا لا يعمل هذا ايضا في حدودنا الشرقية، سيكون من يزعمون هذا.
اجل هذا موجود، لكن هذا بالضبط هو الفرق الصغير وهو ان لنا مع مصر اتفاق سلام وليس ذلك مع ايران. ايران تهدد بابادتنا ولا يعترف العاملون تحت إمرتها بحقنا في الوجود. والخلفية ايضا مختلفة تماما: فاحدى مواد السلام مع مصر قضت بتجريد شبه جزيرة سيناء من السلاح وكان لاسرائيل مصلحة واضحة في اقامة قوة متعددة الجنسيات (ليست دولية تخضع لمجلس الأمن)، مكونة في أكثرها من امريكيين وجهات صديقة اخرى. وذلك كي تكون حاجزا سياسيا لضمان وجود نزع السلاح في واقع الأمر. وعندما يوجد في الولايات المتحدة وفي اوروبا من يقترحون أن يتم الاتفاق في التفاوض مع الفلسطينيين (الذي لا يجري الآن بسبب رفض الفلسطينيين) على موضوع الحدود أولا، فان اسرائيل تزعم وبحق ان الحدود هي من متعلقات الأمن قبل كل شيء. والتخلي عن الأمن في حدودنا الشرقية لا يستوي وهذا المبدأ".
ـــــــــــــــــــــــ
مفترق الحريري
المصدر: " هآرتس ـ آفي يسسخروف"
" لن تكون مبالغة القول ان رئيس وزراء لبنان، سعد الدين الحريري، يمسك في يده اليوم مفتاح الاستقرار في لبنان في السنة القريبة القادمة، وبقدر كبير استقرار الشرق الاوسط بأسره.
نجل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق، رفيق الحريري، الذي قتل في 2005، والرجل الذي قاد حركة الاحتجاج الشعبي التي حثت خروج السوريين من الدولة ("ثورة الارز")، يقف الان في مفترق طرق حرج. ليس فقط للبنان، بل ولعائلته ولذاته ايضا. في السنة القريبة القادمة سيضطر الى الاختيار اذا كان سيصر على مطلبه لاستيضاح ملابسات اغتيال أبيه، وبالتالي تعريض لبنان الى خطر حرب اهلية ستنتهي على ما يبدو بسيطرة حزب الله على الدولة وتعريض حياته هو للخطر؛ أم كبديل، الاستسلام لمطالب المنظمة الشيعية، التي سبق أن هددت حياته، للتخلي علنا عن استنتاجات المحكمة الدولة للتحقيق في الاغتيال وبالتالي، ظاهرا، التراجع عن الذاكرة العامة لابيه.
في الماضي وصف الحريري كشخصية شرق أوسطية مأساوية – شخص اضطر الى الاختيار بين ان يكون "ابن المرحوم" وبين مكانته كـ "زعيم الدولة".
ولد في 1970 في الرياض، حيث أدارت عائلته مشاريع اقتصادية جعلتها احدى العائلات الثرية في الشرق الاوسط وفي العالم. تأهيله الاكاديمي تلقاه في جامعة جورجتاون في واشنطن. بعد ذلك ركز على الاعمال التجارية وادارة الشركة العائلية.
عندما اغتيل أبوه، دُعي الحريري الابن للعودة الى لبنان ورئاسة الحركة المناهضة لسوريا. في الانتخابات التي جرت بعد وقت قصير من ذلك فاز معسكره ولكنه فضل الا يعين كرئيس للوزراء، بل ان يرعى مرشح الحركة، فؤاد السنيورة. بعد فوزه في الانتخابات الاخيرة، في حزيران 2009، شعر بما يكفي من الثقة لان يشكل الحكومة. وبعد مفاوضات ائتلافية طويلة ومتعددة الازمات، نجح الحريري في أن يقيم حكومة تضم في عضويتها ايضا رجال حزب الله، المنظمة المشبوهة كمسؤولة عن الاغتيال.
ومثل أبيه، يعتبر الحريري مرعيا من السعودية. ولكن كما نشر في "هآرتس" هذا الاسبوع فان الرياض ايضا – بالتعاون مع دمشق – انخرطت في مساعي اقناعه التنكر لاستنتاجات المحكمة الدولية، مقابل وعد من حزب الله بعدم المس به.
مشروع الحل الوسط السعودي – السوري يضع الحريري في مكان شبه متعذر. اذا رفضه، سيتخذ صورة من يعرض للخطر الهدوء والاستقرار في لبنان؛ واذا ما استجاب له، فسيخيب أمل معسكر كامل في الدولة يرى فيه زعيما شجاعا يكافح في سبيل منع سقوط لبنان سوي العقل، المستقل والغربي، في يد ايران وسوريا.
مؤخرا عززت الحراسة حول الحريري، من تجربته العائلية المريرة يعرف الحريري كم هي دوائر الحراسة سائبة في نهاية المطاف أمام نوايا حزب الله وغيره للاغتيال. من الصعب التقدير اذا كان سيقرر الصدام المباشر مع حزب الله. فالامين العام للمنظمة، حسن نصرالله أعلن بعد عدة أيام من اغتيال أبيه بان المسؤول عن الاغتيال خان لبنان. ولكن الحريري يفهم بانه حتى لو كان حزب الله مسؤولا عن الاغتيال، فانه لا يمكنه أن يتهمه بالخيانة.
ماذا سيفعل الحريري؟ احدى الامكانيات هي المس بمكانة حزب الله دون أن يحطم الاواني. وهو كفيل بان ينتظر الى أن تنشر المحكمة لوائح الاتهام ضد نشطاء في حزب الله ويكتفي بالضربة التي تعرضت لها صورة المنظمة وسيطلب وقف التحقيق في اغتيال أبيه، من أجل وحدة لبنان. في مثل هذه الحالة كفيل حزب الله بان يبادر الى أزمة سياسية ولكن من المشكوك فيه أن يجدي الامر في مكانة المنظمة.
امكانية انقلاب عنيف في الدولة والمس بابناء عائلة الحريري تبدو معقولة. سيناريو آخر هو أن يحاول حزب الله جر لبنان الى مغامرة عسكرية ضد اسرائيل، لتوجيه الرأي العام نحو القتال. في مثل هذه الحالة سبق لاسرائيل أن أوضحت بان الحكومة التي تضم في عضويتها رجال حزب الله ستكون هدفا مشروعا للاصابة.