عناوين الصحف وأخبار ومقالات وتقارير مترجمة من صحافة العدو
"يديعوت احرونوت":
ـ انتقام شاس يبدأ.
ـالمقاتل الاخير – آخر جريح من الحريق الاطفائي خياط ابن 35 يتوفى متأثرا بجراحه.
ـالمفقودون ومؤامرة الصمت البريطانية.
ـ الطبيب من غزة: اسرائيل كذبت عليّ.
ـ اوراق نقدية جديدة تُقر في اسرائيل تحمل صور بيغن، رابين، الروائي عجنون والشاعرة راحيل.
"معاريف":
ـ مفقودة؛ بحث واسع في منطقة بيت شيمش عن سائحة ابنة 40، تخوف من أن تكون اختطفت.
ـ لغز في الجبال.
ـ أمس: سلاح الجو أغار على قطاع غزة، قتل خمسة فلسطينيين.
ـ موت مقاتل النار.
ـ المخصص لطلاب الدين سيقلص ولكن بعد خمس سنوات فقط.
ـ ليس بدون جلعاد.
"هآرتس":
ـ الحكومة تعفي اليوم الاصوليين من الخدمة في الجيش الاسرائيلي.
ـ اليوم يعلن أهرنوفتش عن المفتش العام القادم.
ـ تقرير: انخفاض حاد في معدل المستحقين لشهادة الثانوية البجروت في بلدات التطوير.
ـ تواصل التفتيش بحثا عن متنزهة اعتدي عليها في منطقة القدس.
ـ اسرائيل تخشى الا تستخدم الولايات المتحدة الفتيو على التنديد بالاستيطان.
ـ كاميرات التجسس الاسرائيلية انكشفت قبل بضع سنوات خلافا لادعاء حزب الله.
ـ بريفرمن: عودة متسناع "محاولات تسوق".
"اسرائيل اليوم":
ـ طعن متنزهة قرب القدس، اختفاء صديقتها.
ـ القتيل الـ 44.
ـ التخوف: اختطاف.
ـ من ثلاثة يخرج واحد (المفتش العام).
ـ المعركة على المخصصات.
ـ 4.800 جندي اصولي حتى 2015.
أخبار ومقالات
"اسرائيل" تخشى الا تستخدم الولايات المتحدة الفتيو على التنديد بالاستيطان..
المصدر: "هآرتس – من باراك رابيد وآخرين"
" الدول العربية والسلطة الفلسطينية تبلور مسودة مشروع قرار في
مجلس الامن في الامم المتحدة يندد بالبناء في المستوطنات في الضفة الغربية
وفي شرقي القدس ويدعو الى ممارسة ضغط دولي على اسرائيل لتجميد البناء. في
القدس هناك تخوف كبير من ان الادارة الامريكية لن تسارع الى استخدام الفيتو
على قرار في موضوع المستوطنات.
حسب مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية في القدس فان ممثلي مجموعة الدول
العربية في الامم المتحدة التقوا في نيويورك يوم الخميس ويوم الجمعة للشروع
في بلورة المسودة. ومن المتوقع للاتصالات في هذا الموضوع أن تستمر في
الايام القريبة القادمة ويحتمل أن توزع صيغة المسودة قريبا على اعضاء مجلس
الامن حتى نهاية الاسبوع.
أحد التقديرات هو أن القرار لن يتضمن فقط تنديدا باسرائيل بل وايضا دعوة
الى دول العالم لفرض عقوبات على المستوطنات في شكل مقاطعة على الشركات أو
المصانع المقامة في المستوطنات. وحتى لو لم يتضمن القرار في النهاية قولا
كهذا، فهناك تخوف حقيقي في القدس من أن تنديدا حادا سيكفي كي تعمل العديد
من الدول في الغرب بشكل مستقل على فرض عقوبات على المستوطنات. الخطوات
العربية في مجلس الامن تخلق ضغطا شديدا في وزارة الخارجية وفي مكتب رئيس
الوزراء. رئيس قسم المنظمات الدولية في وزارة الخارجية أبيتار منور ورجاله
فرضوا تعتيما اعلاميا على الموضوع ولم يصرحوا بشيء لوسائل الاعلام بهذا
الشأن.
بعد توجهات متكررة من "هآرتس" وافق مصدر في وزارة الخارجية على القول ان
"اسرائيل ترى هذا الموضوع بخطورة شديدة وهذه الخطوة تنضم الى محاولات اخرى
من الفلسطينيين لتجاوز المفاوضات". وحسب المصدر، فان السفارات الاسرائيلية
في الدول الاعضاء في مجلس الامن تعمل لصد مشروع القرار. أحد اسباب الضغط
الشديد في وزارة الخارجية من الخطوة العربية هو حقيقة أنه سيكون من الصعب
جدا لدرجة التعذر صد اتخاذ قرار ضد المستوطنات في مجلس الامن في الامم
المتحدة. فأي من الدول الاعضاء في مجلس الامن، بما في ذلك الولايات
المتحدة، لا تؤيد موقف اسرائيل في هذا الشأن.
الامل في القدس هو ان الادارة الامريكية، التي لا تنجح على أي حال في دفع
المسيرة السياسية الى الامام ستؤخر الخطوة الى ما بعد عيد الميلاد ورأس
السنة الميلادية. اما مجلس الامن في الامم المتحدة فقد سبق أن اتخذ قرارا
يندد بالمستوطنات في اذار 1980، بل ان القرار دعا كل الدول الى عدم مساعدة
اسرائيل باي شكل كان في بنائها.
وتأتي خطوة الدول العربية في ختام زيارة فاشلة اخرى للمبعوث الامريكي جورج
ميتشل في القدس وفي رام الله الاسبوع الماضي. وحسب مصدر اسرائيلي مطلع على
تفاصيل الزيارة، فقد خاب أمل ميتشل وفريقه جدا من لقائهم مع رئيس الوزراء
بنيامين نتنياهو وشعروا بانه لم يتحقق فيه أي تقدم.
بالمقابل، أعرب رئيس السلطة ابو مازن ورجاله عن خيبة أمل شديدة من ميتشل
ومن تصريحاته التي سمعوها. اللقاء بين ابو مازن وميتشل وصف بانه "صعب"
ورئيس السلطة أعرب عن احباط شديد من السلوك الامريكي. ميتشل عرض على
الفلسطينيين في اللقاء ورقة موقف غير رسمية ("نن بيبر") بالنسبة للمحادثات
مع اسرائيل، وهؤلاء ادعوا بان المواقف الامريكية التي طرحت في الورقة كانت
تراجعا الى الوراء بل ان ادارة الرئيس بوش الجمهورية عرضت مواقف أكثر
تأييدا للفلسطينيين. وبزعم مسؤولين فلسطينيين، لم تعطي الادارة الاحساس
للفلسطينيين بانها تريد التجميد التام للبناء في المستوطنات واقامة دولة
فلسطينية في دولة 1967، اما الان فانها تتملص من كل تلك المواضيع. "المسألة
الفلسطينية التي كانت حتى وقت قصير مضى في رأس اولويات الادارة في الشرق
الاوسط، أصبحت عديمة الاهمية بالنسبة لها".
ــــــــــــــــــــــ
سلاح الجو أغار على قطاع غزة، قتل خمسة فلسطينيين..
المصدر: "معاريف – من أمير بوحبوط"
" احتدام ليلي للأجواء في القطاع: طائرات من سلاح الجو أغارت أمس
على خلية مخربين نصبت وسيلة اطلاق للصواريخ بواسطتها اعتزمت اطلاق الصواريخ
نحو الاراضي الاسرائيلية. وأفاد الجيش الاسرائيلي بأن النار نحو الخلية
نُفذت قبل وقت قصير من الساعة 23:00 في منطقة دير البلح في وسط القطاع.
وحسب التقرير، فقد نجحت الطائرات في ضرب وسائل الاطلاق. "الجيش الاسرائيلي
يرى في منظمة الارهاب حماس المسؤولة الحصرية عما يجري في قطاع غزة والحفاظ
على الهدوء فيه"، كما جاء في بيان الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي.
بعد وقت قصير من ذلك أفادت مصادر في القطاع بأنه قُتل في الهجوم خمسة اشخاص، ينتمون كلهم الى حركة الجهاد الاسلامي.
في وقت سابق من هذا الاسبوع أغارت طائرات سلاح الجو على ثلاثة أهداف لحماس
في منطقة غزة: مخزن للوسائل القتالية في شمالي القطاع وموقعين آخرين في
جنوبه – ولكن في الحالتين لم تقع اصابات في اوساط الفلسطينيين.
ــــــــــــــــــــــ
الحكومة تعفي اليوم الاصوليين من الخدمة في الجيش الاسرائيلي..
المصدر: "هآرتس – من براك ربيد وآخرين"
" من المتوقع للحكومة اليوم أن تُقر مشروع قرار يعفي بشكل جارف
تلاميذ المدارس الدينية الاصوليين من التجند للجيش الاسرائيلي، مقابل خدمة
مدنية تستغرق سنة. ويدور الحديث عن خدمة في قوات الطواريء والنجدة، الشرطة،
نجمة داود الحمراء، خدمات الاطفائية وخدمات السجون. ويرمي المشروع الى
تصميم قواعد جديدة لخدمة الرجال الاصوليين في الجيش الاسرائيلي. وينطبق هذا
الترتيب على تلاميذ المدارس الدينية المتزوجين من ابناء 22، حتى لو لم يكن
لديهم اطفال، وعلى عزاب من سن 24 فما فوق.
وسيصوت الوزراء على مشروع آخر يتعلق بدفع المخصصات لطلاب الدين. ويتناول
المشروع توصيات اللجنة المشتركة لعدة وزارات والتي عُنيت بشروط منح
المخصصات لطلاب الدين الاصوليين. اللجنة برئاسة مدير عام ديوان رئيس
الوزراء، ايال غباي، توصي بحصر الفترة الزمنية التي يحصل فيها طلاب الدين
على المخصصات بخمس سنوات.
وزير الدفاع، اهود باراك، يؤيد الترتيب الذي يسمح للاصوليين باستبدال
التجنيد للجيش الاسرائيلي بخدمة مدنية لسنة. وبالمقابل، يتبين من فحص أجرته
"هآرتس" بأن الجيش الاسرائيلي بالذات يتحفظ من بعض التوصيات. ففي الجيش
يعتقدون بأن على الجيش الاسرائيلي أن يبقي لنفسه الحق في الاختيار، وانه هو
الذي ينبغي أن يقرر من يحتاج لخدماته، قبل ان تكون له امكانية نقله الى
قوات الطواريء.
اضافة الى ذلك، يعتقدون في الجيش الاسرائيلي بأن العمر الأدنى الذي تقرر
للتجند لقوات الطواريء متدنٍ جدا، لانه يسمح للاصوليين بنيل الاعفاء التام
من الخدمة العسكرية في سن مبكرة جدا، يكون فيها أبناء جيلهم من العلمانيين
والمتدينين بالكاد أنهوا الخدمة الالزامية.
رئيس الاركان، الفريق غابي اشكنازي لم يدعَ على الاطلاق لجلسة الحكومة هذا
الصباح. وسيمثل الجيش العميد أمير روغوبسكي، رئيس دائرة التخطيط والقوى
البشرية، الذي دعي لقسم آخر من الجلسة يعنى بمرابطة جنود للخدمة في الوحدات
خارج الجيش. ومع ذلك، فقد لاحت أمس امكانية أن يكون رئيس شعبة القوى
البشرية اللواء آفي زمير هو الذي يمثل الجيش في المداولات.
مشروع القرار بحصر مخصصات طلاب الدين سيطرح على الحكومة في ضوء قرار محكمة
العدل العليا القاضي بان منح المخصصات ليس متساويا ويمس بجمهور الطلاب.
واشارت مصادر مكتب رئيس الوزراء الى أنه بالتوازي مع موضوع ترتيب المخصصات
لطلاب الدين يعمق القرار المساواة ويضاعف ميزانية الصندوق لمساعدة الطلاب
من 50 مليون الى 100 مليون في السنة.
وحسب الخطة، فستخصص الحكومة مبلغ 127 مليون شيكل كل سنة في صالح مخصصات
طلاب الدين. 107 مليون شيكل منها تدفع مخصصات في خمس سنوات تعليمهم في
المدرسة الدينية. في السنوات الاربعة الاولى يحصل طلاب الدين على مخصص
بمبلغ 1.040 شيكل في الشهر، اما في السنة الخامسة فستكون سنة تكيف قبل
الخروج الى سوق العمل ويحصل فيها طالب الدين على 75 في المائة فقط من مبلغ
المخصص كل شهر ويسمح له بالعمل خارج المدرسة وحيازة سيارة.
وجاء من مكتب رئيس الوزراء بانه يوجد اليوم في اسرائيل نحو 11 الف طالب دين
يحصلون على مخصص دون قيد زمني. ويمنح المخصص لطلاب الدين المتزوجين ولديهم
أربعة اطفال فما فوق لا تزيد مداخيل عائلاتهم عن 1.200 شيكل في الشهر ولا
يحوزون على سيارة.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان "الحديث يدور عن سكان فقراء جدا ولا
يمكن المس بضربة واحدة بمستوى دخلهم"، وبالمقابل اضاف انه "محظور تخليد
الفقر. محظور علينا تشجيع استمرار الوضع القائم. الترتيب الجديد سيحفز
جمهور طلاب الدين على الخروج للعمل ويحسن وضعهم الاقتصادي".
ــــــــــــــــــــــ
شباب طيبون.. أحد ما نحلم به
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ ايتان هابر"
" تطيب لنا على نحو خاص، منذ سنين قصة تروى عن موشيه ديان، وزير
الدفاع والشخصية الاسطورية بحد ذاتها: وحسب القصة، التي يبدو أنها لا أساس
لها من الصحة – تجول ديان في وحدات الجيش الاسرائيلي في هضبة الجولان، وسأل
مرافقيه عن احد ما: "كيف هذا الضابط؟".
"شاب طيب"، اجابوه.
"وذاك؟"، سأل ديان.
"هو ايضا شاب طيب"، قالوا له.
"والاشقر الذي يجلس في الزاوية؟"، سأل.
"شاب طيب"، عادوا واجابوه.
"شاب طيب؟"، لاحظ ديان حسب تلك الاسطورة، "اعطيه لاختك او لزوجتك. نحن نحتاج الى شبان كفؤين".
الساحة السياسية بدأت تغلي هذه الايام، نصف ولاية تقريبا لحكومة نتنياهو
واسماء نجوم بدأت تتطاير من متسودات زئيف حتى بيت بريل: عمرام متسناع (كيف
هو؟ "شاب طيب")، دان حلوتس ("شاب طيب")، وحتى يئير لبيد (واضح انه "شاب
طيب").
يقال صراحة: كل هؤلاء حكماء، أذكياء ويعرفون التوراة. شبان طيبون، بالمعنى
الطيب للكلمة. حقا. السؤال هو اذا كان أحد ما يصدق انه من الولاية كرئيس
لجنة معينة في يروحام، وحتى رئاسة الاركان، وبالتأكيد من ادارة برنامج
تلفزيوني شعبي، يمكن القفز مباشرة الى مكتب رئيس الوزراء.
للمشاكل التي لاسرائيل اليوم في مجالات السلام، السياسة الدولية، الامن،
المجتمع، الاقتصاد، نحن نحتاج حاجة ماسة لزعيم أحلام، أحد ما بحجم تشرتشل،
ديغول، بن غوريون. نحن نحتاج على عجل لزعيم ذي رؤيا، قادر على أن يقود
الدولة نحو حل مشاكل ضخمة كل واحدة منها في كل دولة اخرى، كانت منذ زمن
بعيد ستؤدي الى انهيارها وتفتتها وشطبها من الاطلس (الدول لا تختفي؟ حقا؟
اين يوغسلافيا، مثلا؟).
اسرائيل تحتاج على الفور لاحد ما يمكن فقط الحلم به. الصلاة من أجله.
من هذا الجانب، نحن على شفا المأساة: لا يوجد – لا هنا والان ولا في الافق
المنظور أحد ما يقودنا بيد واثقة ومدربة، برؤيا صاخبة تهز العروش، كتلك
التي تجترف وراءها الجماهير. الرف، كما سبق أن كتبنا ذات مرة، فارغ. انتهى
الزعماء الذين تطلعت عيوننا اليهم.
القول الدارج في مثل هذه الحالة هو: فلينتخب من ينتخب، وهو سينمو ويتسلق ويزدهر ويلمع في اطار المنصب.
هذه وصفة رائعة للحكم في جزر العذراء، وربما حتى في شواطىء البحيرات الخمس
في شمالي ايطاليا (وهناك ايضا الارض تشتعل)، ولكن هنا؟ الان؟ عندنا؟ البيت
يشتعل – سياسيا، أمنيا (ليس بعد، ولكن في الحال)، اجتماعي، اقتصاديا – وأحد
ما يريد أن يطلب انبوب تنقيط من مصنع بعيد؟ نحن نحتاج الى زعماء الامس،
وليس بعد الغد. ولا يوجد. لا يوجد.
اذا كان لا يمكن ايجاد زعيم احلام، فلعل هذا هو زمن القاتمين؟ ربما سلفان
شالوم؟ ربما اوفير بينس؟ ربما عمرام متسناع؟ دان حلوتس؟ يئير لبيد؟
لمن يهتف له الان باحتقار نقول ان اللامعين وقدراتهم سبق أن وضعناهم قيد
الاختبار، وبن غوريون وبيغن ليسا عندنا في المخزن، إذن من يريد زعيما ناضجا
وجاهزا بعد خمس سنوات، ينبغي أن يبنيه اليوم.
ــــــــــــــــــــــ
الخيار الشمالي.. تحطيم محور الشر
المصدر: " هآرتس ـ عاموس هرئيل"
رودجر كوهين، كاتب في الشؤون الخارجية في صحيفة "نيويورك تايمز"
زار الاسبوع الماضي بيروت وعاد متأثرا. حزب الله، كما يدعي كوهين بحزم،
أقوى من أي وقت مضى وهو الان اللاعب الاهم في لبنان. حزب الله هو خليط من
"حزب سياسي، حركة اجتماعية وميليشيا"، تعريفه كمنظمة ارهابية "غير مناسب
على الاطلاق". ويدعو كوهين ادارة اوباما الى التحلل من الاوهام والكف عن
تجاهل الواقع. حان الوقت، كما يدعي، بان تجد واشنطن السبيل للحديث مع حزب
الله.
في اليوم الذي نشر فيه مقال كوهين، نشر في "يديعوت احرونوت" تحليل مغاير
جوهريا للوضع في لبنان. مسؤول كبير في قيادة المنطقة الشمالية (لمن يجدون
صعوبة في حل لغز هويته، ارفقت الصحيفة بالخبر صورة قائد المنطقة الشمالية،
غادي آيزنكوت) شرح لـ "يديعوت" بان حزب الله يعيش أزمة قبل نشر لوائح اتهام
المحكمة الدولية ضد مسؤولين كبار في المنظمة عن دورها في اغتيال رئيس
الوزراء الاسبق رفيق الحريري.
وزعم بان المنظمة تعيش أزمة هي الاشد التي ألمت بها منذ تأسيسها. فقد قلصت
ايران بنحو النصف المساعدات المالية لحزب الله – عقب العقوبات ضدها. الامين
العام للمنظمة، حسن نصرالله لا يزال يختبىء في خندقه وليس متحمسا للقتال
مرة اخرى ضد اسرائيل. ولكن مع ذلك اذا ما أغراه ذلك فسيكتشف بان حرب لبنان
الثانية "ستظهر كالنزهة بالقياس الى ما سيتلقاه من ضربات من الجيش
الاسرائيلي.
رودجر كوهين، بالمقابل، يتأثر بالضاحية، الحي الشيعي الذي يعج بالحياة في
جنوب بيروت، الذي ترمم من أضرار القصف الاسرائيلي في الحرب. وقد أخذ
الانطباع بان لبنان سيأخذ جانب الحذر من الدخول في حرب أهلية متجددة.
معارضو سوريا وحزب الله انطلقوا في رحلات ندم ومصالحة الى دمشق بينما لن
يكون للحريري الابن، رئيس الوزراء الحالي، بديل فانه سيصبح مثابة "الملاذ
اللبناني" الذي يجلس في حكومة تضم في عضويتها قتلة أبيه. الزمن الذي مر منذ
الاغتيال سيمنع تحقيق العدل في قضية اغتيال الحريري الاب. الاستقرار
اللبناني أهم.
إذن من المحق، آيزنكوت أم كوهين؟ محللون لبنانيون، شاركوا مؤخرا في مؤتمر
في اوروبا، يرسمون صورة مركبة لما يجري في بيروت. فالى جانب تعزز حزب الله،
يعرضون تخوف كل الاطراف من فقدان السيطرة عقب قضية الحريري. في موضوع واحد
يتفقون مع آيزنكوت: حزب الله سيفكر مرتين قبل أن يفتح النار باتجاه
اسرائيل. ويقول المحللون ان المنظمة اكتوت بشدة في حرب 2006. هناك حاجة الى
حافز خارجي – قصف اسرائيلي لقوافل الصواريخ من سوريا الى لبنان، او
تعليمات ايرانية صريحة لاعادة اشعال الجبهة بين حزب الله واسرائيل.
عصر الحافة
هذه أيام معقدة في الشرق الاوسط. اسرائيل، ومثلها الولايات المتحدة، لم تعد
ترى ما يجري في المنطقة بتعابير "محور الشر" بالاسود والابيض، بل كشبكة
نزاعات وتوترات محلية، بعض ما يؤدي لها ينخرط في الصورة الاكبر، للصراع بين
المتطرفين والمعتدلين في العالم الاسلامي. في هذا الصراع، يخيل بان يد
المتطرفين الان هي العليا. لا يوجد هنا حسم تام، بل تطور تدريجي. "حراك
الالواح الجوفية العظمى"، هكذا وصف رئيس الاركان غابي اشكنازي الامر في
احاديث اجراها مؤخرا مع نظرائه في الغرب.
تأثير المتزمتين من ايران الشيعية وحتى ملحقات القاعدة السنية، عظيم. ايران
تملي بقدر كبير جدول الاعمال الاقليمي، ليس فقط في رحلتها الصبورة نحو
النووي، بل بالتآمر الذي يبدو ملموسا من المغرب عبر لبنان والعراق وحتى
افغانستان. حيالها يظهر واضحا ضعف الدول العربية المعتدلة، وعلى رأسها مصر
والسعودية، اللتين تستعدان للتغيير الشخصي في الحكم عقب شيخوخة زعيميهما.
والى جانب ذلك يضعف النفوذ الامريكي مثلما يتجسد ايضا في وثائق ويكيليكس
على خلفية الاستعدادات لاستكمال الانسحاب من العراق والورطة المتعمقة في
افغانستان والازمة الاقتصادية الداخلية.
الايام التي جمدت فيها ايران خطة نووية واحدة وليبيا تراجعت عن خطة نووية
اخرى، تحت انطباع الاجتياح الامريكي للعراق، تبدو ما قبل التاريخ، ضائعة في
مكان ما في بداية العقد الماضي. عندما ينظر زعيم مؤيد للغرب مثل الحريري
الابن الى الشرق، فهو يرى السوريين والايرانيين. وعندما ينظر الى الغرب يرى
البحر، وليس حاملات الطائرات الامريكية. لا غرو أن الحريري كلف نفسه مؤخرا
عناء زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ايضا.
ولما كان تعبير "سنة الحسم"، قد اخرج من القاموس الاستخباري عقب الاستخدام
الزائد، فان التعبير الاكثر استخداما في شعبة الاستخبارات الان هو "عصر
الحافة": ايران على حافة النووي، لبنان قد يكون يقف امام حرب اهلية (حين
يتعاظم التوتر على خلفية الكشف عما وصف هناك بانه كمنظومات التجسس
الاسرائيلية)، الفلسطينيون قبيل الحسم اذا كانوا سيعلنون من طرف واحد عن
دولة مستقلة في الضفة الغربية. الى جانب ذلك فان التطور الاكثر اثارة للقلق
من زاوية نظر اسرائيل، الى جانب حملة نزع الشرعية ضدها، هو التغيير الذي
يجري في ميزان النار بين الطرفين. فحيال ما كان احتكارا اسرائيليا – قدرة
على ايصال، في كل لحظة معينة، السلاح بكل نقطة في المنطقة (اساسا من خلال
سلاح الجو)، تتطور قدرة ذات مغزى للعدو، من خلال تحسين وتوسيع منظومات
الصواريخ والمقذوفات الصاروخية التي في حوزته.
كلهم مذنبون
اعلان ادارة اوباما عن سحب اقتراح التجميد الاضافي للبناء في المستوطنات،
مقابل رزمة بادرات طيبة لاسرائيل واستمرار المفاوضات السياسية، حظي هنا
بصدى قليل نسبيا، في ايام تجري فيها معركة سياسية على مسألة المسؤولية عن
الحريق في الكرمل. ولكن لتفجير المفاوضات، الذي لم يقترح الامريكيون بديلا
جوهريا عنه بعد قد تكون آثار بعيدة المدى.
الذنب في هذه القصة يتقاسمه الاطراف على ما يبدو. الولايات المتحدة تتمسك
عبثا بصيغة التجميد ولكن في واشنطن ايضا انطلقت تقديرات بان المسار المقترح
لن تنشأ عنه منفعة كبيرة. التوقعات بان يكون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
قد اجتاز تحولا ايديولوجيا وانه مستعد الان لتنازلات كبيرة، تبددت.
نتنياهو لم يجتز الروبيكون، واذا ما اجتازه، فانه قفز هذا الشهر بخفة عائدا
الى نقطة المنطلق.
الفلسطينيون هم ايضا بعيدون عن ان يكونوا أبرياء. فالسلطة لم تظهر، في أي
مرحلة، الجدية اللازمة لعقد الصفقة. والامور صحيحة أيضا بالنسبة لعهد ما
قبل نتنياهو، عهد ايهود اولمرت. في المفاوضات التي ادارها مع رئيس السلطة،
محمود عباس (ابو مازن) وان كان اولمرت مثل نفسه اساسا، وذلك لانه عانى من
تأييد جماهيري صفر في نهاية عهده. الا ان اقتراحاته كانت هي الاكثر سخاءا
مما سمعه أي زعيم فلسطيني من نظيره الاسرائيلي.
عندما جاءت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في اول زيارة لها الى
اسرائيل في هذا المنصب، فور أداء ادارة اوباما القسم القانونية في 2009،
عرض عليها اولمرت ما اقترحه على الفلسطينيين في الاشهر السابقة. الضيفة،
التي كان آخر ما اطلعت عليه من المفاوضات هو صيغة كلينتون التي طرحها زوجها
بيل في نهاية العام 2000، ابدت شكا. "اذا كنتِ لا تصدقينني، فأسألي ابو
مازن"، اقترح اولمرت. ففحصت كلينتون واعترفت بان مضيفها الاسرائيلي كان
محقا.
طوبة في حائط
نتنياهو بعيد عن مواقف اولمرت والسيناريوهات التي تقف امامها اسرائيل، بدون
استئناف المفاوضات، غير لطيفة: من اعلان الاستقلال الفلسطيني من طرف واحد
وحتى انتقاضفة ثالثة، كفيلة بان تندلع بسبب حادثة دموية محلية (ولا سيما،
طائفية) على خلفية الاحباط المتواصل من غياب التقدم السياسي. في مثل هذه
الحالة، من شأن العلم والسلاح في أيدي كتائب دايتون التي دربها الامريكيون
من أجل الفلسطينيين، ان يوجها مرة اخرى ضد الجيش الاسرائيلي.
على مدى الزمن لن يبقى الوضع الراهن في الشرق الاوسط. دون تقدم في قناة ما،
فان انعدام اليقين ينطوي في داخله على خطر اقليمي وحرب تنشأ في ظروف غير
مريحة لاسرائيل. التفكير بان الامور ستتدبر من تلقاء نفسها هو تفكير عابث.
على المدى البعيد، اسرائيل كفيلة بان تذكر الضفدعة من التجربة التي لا
تلاحظ الوعاء الذي يسخن حولها وذلك لان الامور تجري ببطء، درجة إثر درجة.
الوزير موشيه يعلون يدعي بحزم بان احدا من وزراء "السباعية" لا يؤمن حقا
باحتمال تحقيق سلام مع الفلسطينيين في الزمن القريب القادم. وفي ظل غياب
تقدم في القناة الفلسطينية، يبدو أن هذا هو الوقت لاعادة فحص امكانية
مفاوضات حقيقية مع سوريا، مثلما توصي قيادة الجيش الاسرائيلي منذ فترة
طويلة. رئيس الاركان، وكذا شعبة الاستخبارات، لا يتعهد مسبقا بنتائج
ايجابية لمثل هذه الخطوة، ولكنه يقترح على القيادة السياسية أن تجرب.
زعم هيئة الاركان هو أن الرئيس السوري بشار الاسد يلعب الان في جانبي
الملعب، دون أن يدفع الثمن. من جهة حلفه مع ايران وحزب الله يتوثق. من جهة
اخرى، لم يعد الاسد منبوذا. فقبل اسبوع فقط كان في زيارة رسمية في فرنسا،
التي تراجعت تماما عن موقفها المتصلب الذي ابدته تجاهه قبل بضع سنوات بسبب
شبهاتها بان سوريا كانت ضالعة في اغتيال الحريري.
في نظر الجيش، سوريا هي الحلقة الضعيفة في المحور الراديكالي برئاسة ايران.
المفاوضات معها ستسمح بفحص فرص اخراج هذه الطوبة من الحائط، وستضع الاسد
أول مرة امام معضلة حقيقية. اذا كان السلام مع اسرائيل سيترافق الى جانب
اعادة الجوان، بفتح باب أوسع نحو الغرب، فان الاسد كفيل بان يرد بالايجاب.
الرئيس السوري ليس ساذجا بالنسبة لموازين القوى الحقيقية بين جيشه والجيش
الاسرائيلي. وهذا على ما يبدو هو السبب الذي جعله يتجلد على ما ظهر كسلسلة
اعتداءات اسرائيلية على سيادته (الهجوم على المفاعل النووي)، اغتيال عماد
مغنية واغتيال الجنرال السوري محمد سليمان، وكلها في العامين 2007 – 2008).
ولا يزال هناك تخوف بان يفسر في المستقبل خطوة اسرائيلية ضد حزب الله
كاستفزاز واحد أكثر مما ينبغي، او يحقق خطوة هجومية من جانبه.
كيف، مثلا، سترد اسرائيل اذا حاول الجيش السوري تنفيذ عملية اختطاف سريعة
في القرى الدرزية في الجولان او وجه ضربة نار فتاكة وقصيرة على قواعد الجيش
الاسرائيلي، وأرفقها بالمطالبة باستئناف المفاوضات السياسية باسناد دولي؟
اسرائيل منشغلة جدا في صد التهديد النووي الايراني – وحسب مصادر أجنبية في
الاعداد ايضا لهجوم عسكري محتمل من جهتها – ولكن قائمة مصادر القلق على
جدول الاعمال الامني بعيدة عن ان تنتهي بذلك.
نهاية معتدلة
رئيس الاركان اشكنازي، الذي ستنتهي أربع سنوات ولايته في 14 شباط، لا يزال
ملزما بتفسير دوره في قضية وثيقة هرباز التي عصفت في القيادة الامنية في
النصف سنة الاخيرة. الرواية المختصرة التي قدمها هذا الاسبوع، في مقابلة مع
صوت الجيش لم توفر صورة كاملة او مقنعة بما فيه الكفاية. تقرير مراقب
الدولة في هذا الشأن والذي يتبلور هذه الايام، كفيل بان يتشدد في تحليل
سلوك رئيس الاركان في القضية.
ما لا يمكن أخذه من اشكنازي، الى جانب عدة سياقات ايجابية تمت في الجيش
بقيادته بعد حرب لبنان الثانية، هو الخط المعتدل والواعي لديه في المسائل
الاستراتيجية، من سوريا وحتى ايران. في هذا الموضوع كان لرئيس الاركان
شركاء في صورة رئيس الموساد، مئير دغان ورئيس المخابرات يوفال ديسكن،
اللذين سينهيا ولايتيهما في الفترة القريبة القادمة. فهل الخلافات بينه
وبين وزير الدفاع ايهود باراك ترتبط في هذه المسائل ام أنها تتلخص فقط
بالنفور الشخصي المتبادل؟ في هذا الموضوع ايضا الاطراف تختلف. يحتمل أن
توجد بعض الاجوبة عن ذلك في تقرير المراقب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طريقة العصا والكراك
المصدر: "هآرتس ـ تسفي برئيل"
"ليستحيوا. حان الوقت أن ندعهم وشأنهم، ليعملوا بحسب ترتيب
أفضلياتهم ويعايشوا آثار ذلك"ـ هكذا أوصى توماس فريدمان، محلل صحيفة
"نيويورك تايمز" العظيم التأثير، في مقالة نشرها في الاسبوع الماضي. وفي
مقالة يتوجها فريدمان بالعنوان التشخيصي "وقف تزويدهم بالكراك"، يقترح
فريدمان وقف منح اسرائيل والفلسطينيين مساعدة وهدايا لاقناعهم في أن يُحادث
بعضهم بعضا. يستطيع فريدمان ان يطمئن في هذه الاثناء، فلا هدايا ولا
محادثات. فقد عادت مسيرة السلام الى وضعها الطبيعي – السكتة القلبية.
ومع ذلك كله، وقع خطأ كبير في الوصفة الطبية التي يقترحها فريدمان. فالوقف
في الحال لتزويد المدمن بالمخدرات يُسبب "كريزا"، اذا لم يكن مصحوبا بعلاج
فطام منظم. وبخاصة اذا كان الحديث عن زبون دلله من يزوده عشرات السنين، ولم
يُبين له أخطار الاحتلال، وعامله مثل طفل يجوز له فعل كل شيء، وابتسم في
حرج فقط عندما ركل زبونه كل اقتراح أو وثيقة أو مبادرة. بيد أن "الكريزا"
التي ستحدث ستعرض الولايات المتحدة خاصة للخطر. إن السلام بين اسرائيل
والفلسطينيين هو في الحق مصلحة اسرائيلية وفلسطينية، لكن استمرار الصراع
الاسرائيلي العربي، الذي قلبه في فلسطين، هو تهديد للمصالح الامريكية لا
يقل عن الحرب في افغانستان، ومكافحة حصول ايران على القدرة الذرية أو
مستقبل العراق ولبنان. إن حل الواحد لا يضمن حل الاخرى لكن لها قاسما
مشتركا واحدا هو ان الولايات المتحدة مشاركة فيها حتى العنق، وكلها يُعرِّف
مكانتها في العالم وقدرتها بكونها قوة عظمى على دفع دول في الاتجاه الذي
تريده. الولايات المتحدة تُجري منافسة خفية لروسيا والصين في التأثير،
والصراعات هي حلبة ممتازة لهذه المنافسة.
تعلمت واشنطن منذ زمن ان المساعدة الخارجية – مثل العقوبات ايضا – ليست
ضمانا للطاعة السياسية. فايران فُرضت عليها عقوبات نحوا من ثلاثين سنة،
وكانت العراق تحت عقوبات اثنتي عشرة سنة، لم توفر الحاجة الى الحرب،
والمساعدة العسكرية السخية لباكستان لم تجعلها مُحبة للولايات المتحدة،
والمليارات المُنفقة على افغانستان لم تجعلها ديمقراطية غربية. كذلك مساعدة
لبنان لم تجعلها أكثر أمنا واستقرارا.
إن التخلي عن الصراعات، كما يقترح فريدمان، هو جزء من التجربة المأساوية
التي جمعتها الولايات المتحدة. بعد انسحاب الاتحاد السوفييتي من افغانستان
نسيت الولايات المتحدة وجودها وتركت طالبان تحتلها. وبعد المحاولة القصيرة
الفتاكة في الصومال انسحبت قواتها ويسيطر على هذه الدولة اليوم عصابات
مسلحة متطرفة تنشر الارهاب. إن مقاطعة سوريا ومعاملة الولايات المتحدة
الرِخوة للبنان ساعدتا ايران على التمسك بهاتين الدولتين. اعتمد السلام بين
اسرائيل ومصر في الحقيقة على رزمة مساعدة ضخمة لهاتين الدولتين، لكنه من
غير الجدوى الاستراتيجية لهما يُشك كان في توقيعه. حظيت الولايات المتحدة
ايضا مقابل هذا الاتفاق الذي اصبح حجر الزاوية في التصور الأمني لمصر
واسرائيل، بمنزلة لا نظير لها في الشرق الاوسط هي منزلة وسيطة لا ينجح أمر
من غيرها.
يقترح فريدمان التخلي عن هذه المنزلة. يجب عليه أن يعلم انه عندما يختفي
تاجر "كراك" يأتي آخر كان ينتظر الفرصة. عندما يحتضر الجهد الامريكي، تعترف
دول في امريكا اللاتينية بالدولة الفلسطينية، وتعرض دول اوروبا على
الفلسطينيين اعترافا كهذا، ويحث زعماء سابقون في اوروبا الاتحاد الاوروبي
على فرض قطيعة على اسرائيل. إن قرار مجلس النواب على أمر الادارة بفرض
الفيتو في الامم المتحدة على اعتراف بالدولة الفلسطينية قد يسر القلب
الاسرائيلي لكنه قد يضع الولايات المتحدة في مسار مجابهة مع اوروبا وربما
مع روسيا والصين ايضا.
إن المشاركة الامريكية الكثيفة الثخينة، والضغط الذي لا ينقطع – لا
العقوبات ولا الهدايا – بل سلوك القوة العظمى الذي يعرف ان مصالحها في خطر،
هو الامر الامريكي الضروري الآن. لا تجميد للاستيطان مدة ثلاثة اشهر بل
خطة سياسية شاملة. ولا مسرح دُمى تستضيف فيه على حساب اهود باراك أو
نتنياهو كي يفهما الرمز بل تقديم الاعتراف الامريكي بدولة فلسطينية قُدما.
إن الشعار الذي يقول ان الولايات المتحدة لا تستطيع أن تريد السلام أكثر من
الطرفين كاذب ببساطة. فالولايات المتحدة مُحتاجة الى السلام أكثر من
الطرفين".
ــــــــــــــــــــــــ
اوباما فشل
المصدر: "هآرتس ـ شلومو افنيري"
"لم يعتد الرؤساء الامريكيون على أن يعلنوا على نحو عام بأنهم
فشلوا في سياستهم، لكن من الواضح ان هذا ما حدث لمحاولة براك اوباما احراز
اتفاق اسرائيلي فلسطيني. هذا الفشل مُعظَّم لانه فضلا عن انه لم يُحرز
اتفاق ولم تجدد المحادثات لم ينجح الرئيس حتى في قضية البناء في المستوطنات
– وهي قضية مهمة لكنها ثانوية – في إحداث صيغة يقبلها الطرفان. يمكن
بطبيعة الامر اتهام بنيامين نتنياهو أو محمود عباس لكن امتحان النتيجة واضح
وهو ان اوباما فشل.
سادت صيغة مقبولة الى ان تم انتخاب اوباما، ربطت عدم وجود اتفاق في المنطقة
بعدم استعداد الرئيس بوش لدخول خبايا الامر – أو بلغة أشد، أن يستعمل
الضغط على اسرائيل. لكنه تبيّن ان رئيسا فعالا مثل اوباما، ذا آراء محسومة
تتعلق بصورة التسوية، ومن غير ود زائد لرئيس حكومة اسرائيل، لا ينجح حتى في
التوصل الى بدء التفاوض. نحن اليوم، كما في الماضي بعد فشل محادثات كامب
ديفيد في سنة 2000، نواجه دعامة هشة. اليوم، كما كانت الحال آنذاك في
الحقيقة، لا بديل – أي خطة ثانية – عن حالة فشل التفاوض. يبدو ان بيل
كلينتون كان على ثقة من انه سينجح بسحره في اقناع اهود باراك وياسر عرفات
بالتوقيع على اتفاق، أما اوباما فقد ظن ان حزمه ومكانته الدولية سيجعلان
اسرائيل والفلسطينيين يُليّنون مواقفهم.
ما زال من غير الواضح ماذا ينوي الامريكيون ان يفعلوا: فقد كانت خطبة وزيرة
الخارجية هيلاري كلينتون تكرارا مبتذلا لحقائق مقبولة. والسؤال بطبيعة
الامر هو ماذا ستفعل الولايات المتحدة: أُلمح الى انها ستطلب الى الطرفين
عرض مواقفهما من القضايا الجوهرية – لكن الخلاص لن يأتي من هذا والمحادثات
المباشرة ستطحن الماء فقط.
ما تحتاجه الولايات المتحدة هو خطة ثانية – أي تغيير للمبدأ الأساسي. يحاول
الطرفان منذ 17 سنة – على نحو مباشر أو بوساطة امريكية – التوصل الى اتفاق
نهائي. تبدل في خلال ذلك رؤساء حكومات في اسرائيل، ورؤساء امريكيون وقادة
فلسطينيون ايضا ولم يُحرز اتفاق. تبين أن الفروق بين الطرفين عميقة جدا.
لهذا يجب على الولايات المتحدة ان تتخلى عن المحاولات الباطلة للتوصل الى
اتفاق نهائي، وان تتحول الى نقاش امكانية اتفاقات مرحلية أو خطوات جزئية
وربما من طرف واحد.
من جهة اخرى، هذا هو وقت تقديم مبادرة اسرائيلية: من الواضح ان الحكومة
التي يرأسها نتنياهو وافيغدور ليبرمان لن تعرض على الفلسطينيين عروضا تشبه
ما في برنامج اليسار، لكنها تستطيع ايضا ان تدرك ان الوضع الراهن ليس من
مصلحة اسرائيل. ان هذه الحكومة قادرة على ان تدفع الى الأمام باجراءات
مرحلية منها ازالة الحصار عن غزة الذي لا يحرز أهدافه ويضر فقط بصورة
اسرائيل في العالم؛ ونقل المناطق (ج) أو جزء منها الى الفلسطينيين؛ وتخفيف –
مع الخضوع للواقع الأمني – الحواجز؛ وفتح معبر لبضائع من الضفة الى موانيء
اسرائيل.
تهربت حكومات اسرائيل على اختلافها من عرض خطة اسرائيلية للسلام. وكان
اريئيل شارون هو الوحيد الذي فعل فعلا جريئا في هذا الاتجاه بالانفصال عن
غزة الذي حرر مليون ونصف مليون من الفلسطينيين من الاحتلال الاسرائيلي وعرض
اسرائيل في العالم بضوء مختلف.
يمكن ان نجند لمثل هذه الخطوات أكثرية من الجمهور في البلاد. ان عدم مبادرة
اسرائيلية سيعرض اسرائيل مرة اخرى بأنها رافضة وغير معنية بتسوية في
الحقيقة، وستقوى محاولات سلبها شرعيتها. يجب على من يفرحه فشل جهود اوباما
ان يعرض خطة تخصه إن لم تكن للتسوية فلتكن لخطوات مرحلية على الأقل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الانحشار في الغيتو: عنصرية محلية
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يهوشع سوبول"
" القانون الجنائي في اسرائيل يحدد عقوبة السجن الفعلي على
التحريض على العنصرية. وعليه، فان الحاخامين الموقعين على الكتاب الذي يحرض
ضد بيع أو تأجير الاملاك للمواطنين العرب هم مخالفون جنائيون. ومن واجب
النيابة العامة أن تقدمهم الى المحاكمة. الامتناع عن رفع لوائح اتهام ضدهم
هو احتقار لقوانين الدولة، وجعل سلطات القانون شريكة في المخالفة.
ولكن فضلا عن الجانب القضائي في هذه القضية، والذي يفسد ما تبقى من سمعة
طيبة لاسرائيل كدولة ديمقراطية، لهذا التحريض العنصري ايضا صدى يبعث على
النفور بمعناه التاريخي.
لقد عاش اليهود مئات السنين كأقلية محتملة في اوساط اغلبية معادية، أحاطت
اماكن اقامتهم وسكناهم بالاسوار، وجعلتها في واقع الحال غيتوات. الغيتو كان
مجال سكن منفصل عن محيطه بسور مادي وبسور من الاجراءات المتشددة. فقد حظر
على اليهود العيش خارج الغيتو، وتقررت قوانين وانظمة متشددة وشريرة لكل طلب
خروج من الغيتو. وردا على ذلك، ضمن امور اخرى، سعت الصهيونية الى تحرير
الشعب اليهودي من كل شرور الوجود في المنفى، اخراج اليهود من الغيتوات
وجعلهم بني بشر أحرار يعيشون حياة حرة في بلادهم. اما الان فيتبين أنه من
السهل اخراج اليهود من الغيتو ولكن من الصعب جدا اخراج الغيتو من نفس
اليهود.
كتاب الحاخامين هو دليل على نزعة الغيتو النفسية لذاك الطراز من اليهودية
التي يمثلها هؤلاء الحاخامون. واضعو الكتاب غير قادرين على العيش كبني بشر
احرار مع بني بشر أحرار آخرين. وهم قادرون على احتمال الوجود لانفسهم
وللاخرين فقط عندما يخلقون غيتوات انعزالية لليهود لا يدخلها غريب. والى
جانب ذلك يحاولون اغلاق الغيتوات في وجه مواطني اسرائيل العرب ايضا.
بعد 62 سنة من الاستقلال تجد اسرائيل نفسها أكثر فأكثر في حالة نوع من
الغيتو الكبير المحوط بالاسوار المنقسم والمنشطر في داخله الى عدة غيتوات
عرقية منفصل الواحد عن الاخر، سواء بالاسوار والاسيجة أم بالانظمة
والمسلمات غير المكتوبة التي تكون احيانا اكثر مادية من اسوار الاسوار
الحجرية. كهذا هو استبعاد العرب المهندسين، الاكاديميين وذوي المهن الحرة
من قطاعات كاملة في مجال التشغيل الاسرائيلي.
المجتمع الاسرائيلي بأسره يصبح مجالا مبتورا بالحواجز التي يقيمها سياسيون ورجال دين عنصريين على الحياة في اسرائيل.
نزعة الغيتو في المجتمع والحواجز المنصوبة في داخله، والتي أصبحت الهيكل
السائد في اسرائيل، هي التهديد الاكثر خطورة على الديمقراطية الاسرائيلية
وعلى مجرد الوجود في دولة اسرائيل. لماذا؟ أساسا لان الوجود في الغيتو هو
وجود مؤقت. حياة الغيتو ليس حياة. هذا ليس وجودا لبني بشر أحرار. الغيتو هو
مجال خانق يقلص الوجود البشري الى الحد الادنى ويعفن الحياة فيها. كل من
يمكنه سيفر من الغيتو آجلا أم عاجلا. اذا واصلت دولة اسرائيل التعفن باتجاه
استمرار نزعة الغيتو، فكل شخص يفعم فيه التطلع نحو الحرية وحقوق الانسان
الاساسية سيفر من هذا المكان كي ينجو بنفسه ونفس أطفاله من الاختناق
والتعفن الروحي والاخلاقي.
تحرير المجتمع الاسرائيلي من لعنة الغيتو التي تحاول عصبة الحاخامين
العنصريين فرضها عليه حيوي لاستمرار وجود ومستقبل اسرائيل كدولة حرة
وديمقراطية. نشيدنا القومي يعرب عن الامل والامنية لنكون شعبا حرا، لا أن
نكون شعبا حبيسا في غيتوات محوطة باسوار الغيتو في بلادنا".