كتب محرر الشؤون العبرية
احتل حريق جبل الكرمل، في شمال فلسطين المحتلة، حيزا مهما من
تعليقات المحللين داخل الكيان الإسرائيلي وخارجه، بما يتجاوز خسائره
المادية والبشرية، إلى كونه حدث انطوى على أبعاد ودلالات تتصل بجهوزية
الكيان الغاصب للحروب المستقبلية.
بعيدا عن الآراء المتعارضة التي صدرت من داخل الكيان الإسرائيلي، بين من
يعتبر ما جرى على انه مؤشر على عدم جهوزية كيان العدو لمواجهة حرب مدمرة في
المنطقة، وآخر يرفض هذا الاستنتاج، يمكن الاشارة إلى مجموعة من الحقائق:
لا يمكن لكلا الطرفين، المختلفين في تقييم ما جرى، تجاهل حقيقة حجم الخلل
الذي انكشف داخل جهاز الإطفاء، باعتباره جزء من منظومة استعدادات الجبهة
الداخلية، التي ستتحول بحسب التقديرات الإسرائيلية، إلى جبهة أمامية مع كل
ما قد يترتب على ذلك من نتائج.
لا يمكن لأحد أن يُنكر بأن العجز الإسرائيلي عن إطفاء الحرائق التي تمددت
بسرعة، اظهر "إسرائيل" بأنها "دولة" محدودة القدرات رغم ما تملكه من تطور
تكنولوجي. وسلط الأضواء على نقطة ضعف إضافية يصح معها التساؤل عما ستفعل
الأجهزة الإسرائيلية في حال جرى التسبب بنشوب حرائق في أماكن متعددة بشكل
مدروس كجزء من عوامل الضغط على الجهة الداخلية.
لكن بالرغم من كل ذلك، من الصعب القبول بفكرة أن يكون ما جرى سبباً لمواقف
الذين تحدثوا عن أن "إسرائيل غير جاهزة لخوض حروب واسعة، تتعرض فيها جبهتها
الداخلية لقصف مكثف ومدمر"، سواء من الصحفيين أو الخبراء، وانما شكلت هذه
الحادثة فرصة للإعلان عن مواقف سابقة لهم من الحرب، جراء رؤيتهم تقديرهم
لمعادلات القوة الجديدة، وتقديرهم لعجز الكيان المحتل عن تحقيق أي نتائج
مثمرة في أي حرب تخوضها فضلا عن الخسائر التي سيتعرض لها.