البناء سيستأنف لكن بشكل مقيد: ضغط الولايات المتحدة الأميركية أقوى من كل شيء
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ اطيلا شومبلبي" "ألمح أبو مازن بأنه لن ينسحب من المفاوضات، وفي رام الله يعترفون بأنهم سيضطرون إلى بلع تجديد معين للبناء في المستوطنات. لكن في واشنطن تستمر الاتصالات للتوصل الى تسوية تخرج الطرفين من دون خسائر فادحة. وقد اجرى نتنياهو جولة محادثات مع عدد من الزعماء، والفلسطينيون يقولون بأن الأميركيون قد أوضحوا بأن المحادثات يجب أن تستمر بكل الظروف.
بقى لإنتهاء فترة تجميد البناء في المناطق يومين فقط، لكن التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين التي تسمح باستمرار المفاوضات ما تزال غير موجودة. وتبذل الإدارة الأميركية جهودا حثيثة من أجل ايجاد حل وسط ابداعي والتوتر في القدس ورام الله وتحديدا في واشنطن ملموس- حيث هناك يجري ممثلي نتنياهو وأبو مازن المحادثات. أمس دعى مرة اخرى الرئيس الأميركي اوباما الى الاستمرار في تجميد البناء.
إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أجرى في الايام الاخيرة محادثات مع زعماء م العالم ومدد فترة بقاء المبعوث الخاص للمفاوضات المحامي يتسحاق مولخو في واشنطن. كما تحدث نتنياهو هاتفيا مع نائب الرئيس الأميركي بايدن ومع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ومع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومع رئيس الحكومة اليونانية جورج ففندروا . وبحسب مصادر سياسية في القدس أوضحت يوم أمس أنه في كل ما يتعلق بجهود الوساطة الأميركية بخوص استئناف تجديد البناء " حتى الآن لم ينوجد الحل الذي لا يتجاوز السياسة العلنية والمعروفة لحكومة إسرائيل في الموضوع".
بهذه الإثناء فإن طواقم المفاوضات برئاسة صائب عريقات ومولخو يحاولان منع إحراج سياسي للطرفين ، ومن بين الامور المطروحة احتمالية البناء بشكل مقلص وفقط في الكتل الاستيطانية الكبيرة، ومن دون إعلان علني ، وأيضا لا تعلن إسرائيل عن إستئناف البناء، وبذات الوقت لا يفرض عليها الإعلان عن الاستمرار في تجميد البناء.
من ناحيته يواصل نتنياهو الاستمرار في سياسة الأسابيع الأخيرة، وقال للأسف الشديد فإن الفلسطينيين ضيعوا فرصة لا سابقة لها وهي فترة تجميد البناء في المناطق ، ودخلوا في المحادثات المباشرة فقط قبل ثلاثة أسابيع وبضغط أميركي. وأضاف إذا كان الفلسطينيون يريدون السلام سيبقون معنا في المحادثات من أجل التوصل إلى اتفاق إطار في غضون سنة. لقد أجروا 17 عام من المفاوضات مع مختلف الحكومات الإسرائيلية ، في الوقت الذي كان فيه البناء في "يهودا والمرة، بما في ذلك السنة الأخيرة لحكومة اولمرت".
وفي مكتب رئيس الحكومة مرتاحين من الغطاء لسياسته الذي قدمها غالبية أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي ، إذ أن 52 سيناتور وقعوا على عرضية تأييد للموقف الإسرائيلي، تدعوا إلى أن يبقى الفلسطينيين في المفاوضات من دون أي صلة بالخلاف حول تجميد البناء".
ــــــــــــــــــــــــــ
المستوطنون يستعدون لنهاية تجميد البناء عبر البناء البسيط
المصدر: "هآرتس ـ حايم ليفنسون"
"مع انتهاء فترة تجميد البناء في المستوطنات يوم الاثنين القادم، يتوعدون في المناطق أن يثبتوا وقائع على الارض قبل أن تتغير السياسة، والطريقة التي حلت محل البيوت النقالة هي البناء الرخيص والبيئي والسريع ومن دون باطون.
رغم المخاوف من مفاجآت اللحظة الأخيرة ، يستعد المستوطنون لتجديد البناء بكل شجاعة يوم الاثنين القادم، مع انتهاء فترة تجميد البناء في المناطق. وبحسب التقديرات هناك حوالي 2000 الى 2200 وحدة سكنية حاصلة على كل التصاريح المطلوبة ويمكن البدء بالبناء فيها فورا. ومع ذلك في المرحلة الأولى سيبنون عدة مئات الوحدات.
إن يوم الاثنين سيكون اليوم الأكبر للمقاولين، بعد انتهاء فترة طويلة من الجفاف والقحط. بعض هؤلاء يعمل في عملية البناء البسيطة سيكونون أكبر الفائزين على وجه الخصوص. فالأمر يتعلق بطريقة بناء سريعة في المناطق وتستغرق شهرين فقط. طريقة البناء البيئي والرخيص.
في نيسان الماضي بدأت يديده وهداسة شفتيس من مستوطنة عمونا ببناء بيتهم الجديد. بيت واسع مساحته أكثر من 100 مربع، بهدف إسكان عائلتهم التي تتكاثر. وكغيرهم بنوا بالطريقة البسيطة التي أصبحت مشهورة في المناطق: بيت... ضد التحولات السياسية والمراقبين. فالحديث يجري عن طريقة بناء هي بين بيوت الحجر مع أسقف مغطات بصفائح أسمنت رقيقة وبين البيوت النقالة. إذ في السنوات الأخيرة منعت الإدارة المدنية نقل البيوت النقالة في المناطق، لذلك لا يمكن وضعها في بعض الأماكن. نعم إن البيوت النقالة كانت أفضل في السنوات الماضية لكنها كانت تسبب حرارة شديدة وهي تلاءم فقط الأزواج الشابة.
البديل هو البناء البسيط الذي يكلف 200 ألف شيكل ويسمح بوضع بيت ولسنوات طويلة. مع نهاية فترة تجميد البناء في الأسبوع القادم، من المتوقع أن يبنى بيوتا كثيرة من هذا النوع. وبحسب كلام المستوطنين قبل أن يقل نتنياهو ما يفعله، سيوضع في المناطق المئات من الوحدات السكنية المشبوكة مع البنى التحتية.
إن مقاولا بنى عدة بيوت من هذا النوع في المناطق يقول هناك عدة طرق للبناء البسيط، فأنا في غضون ثلاثة أيام أضع الهيكل للبيت، وبعدها أكسوا الهيكل بحسب طلب الزبون. فيمكن أن أغطيه بمادة تظهره كأنه بيت عادي، ولا يمكنك ان تميزه عن الباطون. يجآل برند من سكان مستوطنة حفات يائير في السامرة يسكن مع زوجته وأولاده في بيت بسيط، يقول أن هذه الطريقة في البناء بدأت قبل ثلاثة سنوات . فنحن أردنا أن نبني بيتا بسرعة ونوعي ورخيص . نعم بنينا بيتا صغيرا مؤلفا من أربع غرف حوالي 80 متر مربع، كلف المتر حوالي 2000 شيكل وكان عملا عبريا خالصا في غضون أقل من شهرين كان لدينا بيت".
ــــــــــــــــــــــــــ
المهاجرون الروس يهاجمون بيل كلينتون
المصدر: "القناة السابعة ـ بني موشيه"
" هاجمت رئيس لجنة الهجرة والاستيعاب والشتات البرلمانية عضو الكنيست عن حزب إسرائيل بيتنا ليا شمتوف، تصريحات الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون التي قال فيها أن المهاجرين الروس الى إسرائيل هم أحد العقبات الأساسية أمام اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأضافت إن إسرائيل في هذه الأيام في خضم عملية سلام مع الفلسطينيين ورئيس الحكومة يحظى بتأييد كامل من أحزب الائتلاف الحكومي. بل إن الفلسطينيين تحديدا هم من يثبتون مرة بعد أخرى ان وجهتهم ليست نحو السلام، وأنه ليس بمقدورهم اتخاذ قرارات حاسمة تضع حد للصراع في الشرق الأوسط" .
وبحسب كلامها إن المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق هم صهاينة ويحبون بلادهم، ويريدون كأي مواطن أن يعيشوا حياتهم بأمن وسلام. وإن الادعاء بان المهاجرين يعارضون السلام لا أساس له على ارض الواقع وهو نابع من عدم فهم مطلق لهذا الجمهور.
وأعلنت عضو الكنيست شمتوف أنها لا تنوي المرور مرور الكرام على هذه التصريحات وسوف تدعوا الى اجتماع اللجنة التي تترأسها مباشرة بعد الأعياد لعقد جلسة خاصة في هذا الموضوع".
وقال من ناحيته وزير البنى التحتية عوزي لاندو (إسرائيل بيتنا) ردا على كلام كلينتون، أن الأمر يتعلق بكلام بائس، إذ أن نسبة كبيرة من الذين يخدمون في الوحدات الخاصة بالجيش الإسرائيلي هم من المتدينين والمهاجرون الروس ومن أثيوبيا. وأضاف إن اتفاقات السلام التي وقعت في العقد الأخير أعادت رائحة ميونيخ الى الأجواء، وهي موجودة في عدة أماكن حتى اليوم، والمهاجرون الروس يذكرون جيدا وأكثر من الجميع ميونيخ.
وكان كلينتون قد أشار الى أن العدد الأكبر من الجنود الروس في الجيش الإسرائيلي هم إشكاليين ، لذلك يخشى من أن لا يوافقوا على التصادم مع المستوطنين. وبخصوص المستوطنين قال كلينتون إن عددهم زاد كثيرا منذ بداية العقد وإزدادت فقط معارضتهم للتنازل عن بيوتهم مقابل اتفاق سلام.
وأشار كلينتون الى أن مواليد البلاد هم الأكثر تأييدا لاتفاق سلام، وكذلك أيضا الاشكيناز الذين هاجر آباؤهم من أوروبا. أما المهاجرون من شمال أفريقيا وخصوصا من المغرب فوصفهم كلينتون بالمترددين إذ أنهم يؤيدون أحزاب اليمين أو الوسط. وبحسب رأيه إذا كان يوجد فرصة للسلام فهم يؤيدونه، وعندما لا يوجد فرصة للتسوية، فهم يختارون في صناديق الاقتراع الشباب الأكثر عنفا في الحي".
ــــــــــــــــــــــــــ
هل يوجد نفط في البحر ام لا.. اسئلة بلا اجوبة وتقارير سابقة لاوانها
المصدر: "القناة العاشرة الإسرائيلية"
" تقرير ضبابي آخر لشركة التنقيب عن النفط "غفعوت عولام"، تثير علامات استفهام حيال مصير أموال المستثمرين الشركة. فبعد حروب غير منقطعة، وقف التداول باسهم الشركة وفوضى كبيرة، نشرت الشركة أخيرا تقريرا نهائيا، مؤكّدا وكاملا: فشركة "غفعوت" لا تعرف ما هي فرص استخراج كميات النفط من حقل "ميغد 5"، وبكلمات أخرى، ثمة بحر كبير، تسبح فيه الكثير من الأسماك، لكن من غير الواضح درجة عمق صنارة "توف يالوسكي"، الجيولوجي الرئيسي لـ "غفعوت" وللشركة بأسرها، وهذه هي علامة الاستفهام الأولى.
المشكلة الثانية، أنّه، مع الأسف، لا يوجد في غفعوت النفط فقط، وإنما الغاز أيضا، ويجب التخلّص من هذا الغاز، ولا زال من غير الواضح كيف سيقومون بذلك. هل سيحرقونه، أم يبيعونه؟ ثمة مشكلة، ولا حلول.
الموضوع الثالث، الذي يقلق "غفعوت" حتى الآن، هو أنّه من غير الجليّ أن كان يوجد في الطبقات السفلى غاز أو نفط، معا أو أحدهما. ورغم ذلك، وضعت الشركة لنفسها فرضيات واسعة، مبالغ فيها وجيدة عندما جاءت لتحسب كميّات النفط في الحقل. وبالإجمال، المسألة تتعلق بتقرير محرج جدا، يستمر بالإدارة غير الواضحة والمتعرجة لشركة غفعوت على طول الطريق، كما أنّه تقرير لا يضيف أمرا لما يعرفه المستثمرون عن هذه الشركة.
إلى ذلك، سيستأنف التداول بأسهم "غفعوت" ، بعدما أوقفته البورصة في تل أبيب، لما لا يقل عن ثلاثة أيام، وهذا حدث نادر بحد ذاته، ومن المثير للاهتمام رؤية كيف سيستقبل المستثمرون هذه الشركة مع عودتها إلى البورصة. وبالمناسبة، يرفضون إعطاءنا ردودا أو شروحا حيال الأسئلة الصعبة التي يثيرها هذا التقرير".
ــــــــــــــــــــــــــ
مفارقة المستوطنات: مع السلام يزيد البناء، ودونه يتقلص
المصدر: "هآرتس – الوف بن"
" بنيامين نتنياهو يظهر كمنتصر في "ازمة التجميد": الارجاء ذو العشرة أشهر للبناء الجديد في المستوطنات لن يمدد، ورئيس الوزراء لم يتنازل عن شيء. محادثات السلام مع الفلسطينيين ستستمر، الائتلاف متين مثلما كان والحكومة ستتمتع بحرية عمل ما حيال المستوطنين والادارة الأميركية.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رغم تهديداته، لن يفجر المحادثات التي بالكاد بدأت، فقط لان نتنياهو لن يمدد التجميد. الرئيس الأميركي ، باراك اوباما، الذي يروج لاستمرار التجميد، لا يمكنه أن يفرضه على نتنياهو عشية الانتخابات للكونغرس حين يدعو اعضاء كبار من حزبه لمواصلة المفاوضات دون صلة بالاستيطان. عباس واوباما سيبتلعان انتهاء التجميد وسينتظران كبوة إسرائيلية، خطة بناء استفزازية تطرح على الاقرار، وعندها سيحاولان الامساك بنتنياهو من جديد وتهديده بأزمة دبلوماسية او بخطر ائتلافي. مثلما فعلت الادارة لنتنياهو في أزمة رمات شلومو التي اثقلت على زيارة نائب الرئيس جو بايدن في اذار من هذا العام.
نتنياهو سيحاول استغلال نجاحه في قضية التجميد كي يري معسكره السياسي بانه يفي بتعهداته وانه لا ينثني. "رجل قوي"، مثلما في الشعارات الانتخابية. فها هو يصر على موقفه امام المتشددين، امام كل الاسرة الدولية، ولا ينكسر. الاشارة لليمين واضحة: انا لست خرقة بالية قابل للضغط مثلما تعرضونني، بل قبطان حذر ومسؤول، احيانا ينبغي انزال الرأس وتقديم تنازلات تكتيكية الى أن تمر الموجة. اعتمدوا علي في أني ساحافظ على بلاد إسرائيل.
ماذا سيحصل الان؟ في قرار المجلس الوزاري بالتجميد في 25 تشرين الثاني ورد أنه في نهايته "ستعود الحكومة لتطبق سياسة الحكومات السابقة في موضوع البناء في يهودا والسامرة". وسياسة الحكومات السابقة يمكن تلخيصها على النحو التالي: عندما كانت المسيرة السلمية في جمود وعلقت إسرائيل في عزلة دولية – توقف التوسع الاستيطاني ايضا. عندما كان السلام يلوح خلف الزاوية، وإسرائيل تمتعت بموقف حسن في العالم – طارت المستوطنات الى الامام. هكذا حصل في عهود مناحيم بيغن (السلام مع مصر ومائة مستوطنة جديدة في الضفة)، اسحق رابين (اتفاق اوسلو وشق الطرق الالتفاقية، التي قربت المستوطنين من قلب البلاد)، بنيامين نتنياهو (بناء هار حوما بعد اتفاق الخليل)، ايهود باراك (الاف الشقق الجديدة في المناطق في الطريق الى قمة كامب ديفيد)، وايهود اولمرت (بناء واسع حول القدس بعد مؤتمر انابوليس).
هذه هي "مفارقة المستوطنات": فهي تتسع في علاقة مباشرة مع تقدم المسيرة السياسية. عندما لا يكون هناك سلام، لا يكون بناء ايضا، وعندما يكون تفاؤل واتصالات واحتفالات، تطل ايضا مئات المنازل الجديدة على التلال في الضفة الغربية. من يريد أن يوقف المستوطنات، ينبغي له أن يوقف المفاوضات، ومن يريد أن يملأ الارض بالمستوطنين يجب أن يشجع المفاوضين. او بشكل تبسيطي، السلام الان يجب ان تكافح ضد محادثات السلام، ومجلس "يشع" يجب أن يمول بطاقات السفر الى واشنطن وانابوليس. عالم مقلوب. يمكن التقدير بان هكذا سيحصل ايضا لدى نتنياهو. بعد أن ينفس بعض الضغط الفوري لتهدئة المستوطنين، ويسمح ببعض البيوت الجديدة بالتوازي مع بادرات طيبة يحصل عليها الفلسطينيون، سيعيق خطط البناء الواسعة في الضفة. هذه ستنتظر تحسين الاجواء في المسيرة السياسية وتطرح على الاقرار عندما يتحقق تقارب بين نتنياهو وعباس، والضغط الدول على إسرائيل يخف من جديد. عندها سيتسارع مرة اخرى البناء وسيتركز في الكتل، وذلك لتعزيز موقف إسرائيل في المفاوضات على الحدود وتثبيت حقائق اخرى على الارض.
هذه السياسة ستفيد نتنياهو ايضا كعصا وجزرة حيال مجلس "يشع" للمستوطنين. قيادة المستوطنين أظهرت سيطرة على الارض في عشرة اشهر التجميد. التخوفات من استفزازات بناء منفلتة العقال دون اذون تبددت. نتنياهو رشا المستوطنين بامتيازات منطقة الافضلية الوطنية أ، فهدأت خواطرهم. الان سيقول لهم: لا تجميد، ولكن ليس مجديا أن تجروا مظاهرات بناء استفزازية في نقاط احتكاك، تؤدي فقط الى زيادة الضغط الأميركي. اظهروا النضج والمسؤولية، ودوركم سيأتي.
في نهاية التجميد، يوجد نتنياهو بالضبط في المكان الذي يحبه. في الوسط السياسي ودون أن يتخذ قرارات تلزمه بأخذ موقف. كل الكرات تحوم في الهواء: العمل وكديما حصلا على المسيرة السياسية التي اراداها، واليمين استئناف البناء في الضفة. القرارات الحاسمة الحقيقية، اذا ما كانت كهذه، ركلت الى الصيف القادم، قبيل الموعد النهائي الذي تقرر للمفاوضات على اتفاق الاطار الإسرائيلي – الفلسطيني. حتى ذلك الحين سيواصل نتنياهو الترنح يمينا – يسارا، ويطلب من الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كـ "دولة الشعب اليهودي"، والتليمح باختراق قريب في القناة السورية، والامل بان تكبو ايران في استفزاز ما، تتحدى أميركا وشركائها على العمل ضدها بجدية وبكامل القوة".
ــــــــــــــــــــــــــ
ماذا تفكر الاستخبارات الإسرائيلية حول مصير المفاوضات مع الفلسطينيين واخطارها
المصدر: "معاريف – عوفير شيلح"
"في 15 أيار القادم ينهي رئيس جهاز الامن العام "الشاباك" – المخابرات يوفال ديسكن ولايته، بعد ست سنوات في منصبه. اذا ما نظرنا الى السنوات العشر الاخيرة، منذ نهاية ايلول 2000 وحتى نهاية أيلول 2010، كزمن أجرى فيه النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني دائرة كبرى ومضرجة بالدماء – من مسيرة اوسلو التي انهارت عبر حرب الارهاب الشديدة، احتلال الضفة من جديد وبعد ذلك، ببطء وبحذر، الوصول الى وضع عاد فيه زعماء إسرائيل والسلطة مرة اخرى للجلوس وجها لوجه بوساطة أميركية – فان ديسكن قام بالقوس الاكبر. نحو ثماني من هذه السنوات العشر كان في الجبهة، المقاتل الاكثر تجربة في هذه الحرب.
كان نائب رئيس الجهاز حين اندلعت حرب الارهاب وكان يعتبر مسؤولا عن خلق الادوات الحربية الرئيسة في منظومة الاحباط (التصفية). بعد مهلة انتظار في منصب في الموساد عاد ليترأس المخابرات، وأكمل عملية بدأها في عهد أسلافه: تحويل الجهاز الى المؤسسة الامنية التي تعتبر أنجع الاجهزة في اداء مهامها، ورئيسه يحظى بالمكانة الخاصة في الغرف التي تتخذ فيها القرارات.
المخابرات التي سيتركها ديسكن لخليفته – فهو سيوصي بواحد من ثلاثة نوابه، ويرى فيهم جميعهم مرشحين مناسبين وسيعارض بشدة انزال جنرال خائب الامل او شخص آخر من الخارج – تعتبر ايضا الجهاز الذي يدار بنجاعة (وبشفافية اكبر بكثير حيال المالية والكنيست من الموساد)، بهدوء وبخبرة اعلامية: خلافا للموساد، فالجهاز لا يتمترس خلف اسوار الصمت التي تقتحم بين الحين والاخر بتسريبات من القمة. وبالنسبة للجيش فانه يتمتع بشروط أولية محسنة لجهاز صغير ومهني، يفتح نفسه فقط في الاماكن المريحة له، ويستغل هذه الظروف بحكمة.
احدى المهمات التي قررها ديسكن لنفسه حين تسلم مهام منصبه كانت رفع مكانة جهاز المخابرات في مركز البحث والتقدير. وهو لم يتأثر، باقل تقدير، بالاداء البحث لشعبة الاستخبارات العسكرية "امان" بالنسبة لاندلاع الانتفاضة الثانية مثلما لم يتأثر باداء رئيسها عاموس يدلين في حرب لبنان الثانية. وبالمناسبة، خلافا للافكار التي كانت تطرح بين الحين والاخر في محيط رئيس الوزراء، ليس لديسكن أي نية للتنافس مع يدلين على منصب رئيس الموساد القادم، بل ان المنصب لم يعرض عليه. ومثل اسلافه، يشعر بالاحباط من سيطرة رجال الجيش في المداولات الامنية مع القيادات السياسية. له نفسه توجد كما أسلفنا، مكانة اعتبارية شخصية كبيرة؛ ولكن الجهاز كهيئة لا يوجد بعد، عشية اعتزاله في المكان الذي يعتقد ديسكن بانه جدير به كبؤرة للمعلومات والتقدير. التاريخ القريب يظهر بانه من المجدي جدا الانصات لما يفكرون به في جهاز المخابرات: غير مرة عرفوا هناك كيف يكونوا أدق في تحليل الوضع القائم وتقدير الاحداث التي توشك على الوقوع.
جهاز المخابرات هو من المؤيدين الاساسيين لتعزيز قوة الاجهزة الفلسطينية، والتي يظهر تأثيرها على الارض بقوة أكبر منذ "اتفاق المطلوبين"، الذي بحد ذاته كان مبادرة من الجهاز. وفي جهاز المخابرات يثنون على تصميم أجهزة الامن في السلطة والطريقة التي يمتثلون فيها لامرة ابو مازن وسلام فياض، ولكنهم يحذرون: الوقود التي حركت هذا التصميم منذ انقلاب حماس في غزة قبل ثلاث سنوات آخذ في النفاد. بقدر كبير لن يكون متعلقا بتقدم المفاوضات السياسية، وبالمستقبل الشخصي لابو مازن. الوضع، كما يقولون في جهاز المخابرات، هش: اذا ما دخلت المسيرة في غضون سنة في طريق مسدود، وبالتأكيد اذا ما قرر ابو مازن الاستقالة من منصبه، فان الواقع من شنه ان يكون مغايرا تماما.
على مستوى أكثر عمومية، لا يزالون في المخابرات لا يرون ماذا سيكون مستقبل السلطة اذا ما كف ابو مازن عن البقاء في منصبه وهو الذي يتقلص مجال المناورة لديه ومحبط هو نفسه من حقيقة أنه أصبح شخصا بلا بديل. ابو ماهر ابو غنيم، الذي يرشحه ابو مازن خليفة له، لا يحتل مكانة الزعيم. فياض لا يزال يعتبر تكنوقراط فائق، ولكنه لا ينجح في خلق قاعدة سياسية خاصة به. خطوات بناء الدولة لفياض تتقدم، الواقع على الارض جيد للفلسطينيين ويقدر في إسرائيل، ولكن الوضع كله قابل للارتداد، ربما ليس دفعة واحدة، ولكن في سياق سريع.
اذا تذكرنا بان الدور الاساس للجهاز كان ولا يزال هو الاحباط، فيمكن التخمين ما الذي سيقوله ديسكن في نقاط القرار المختلفة: قبل كل شيء، سيحذر من خطوات انتقالية في المسيرة. عملية احباط مساعي حماس لاصدار العمليات، كما سيقول للقيادات السياسية، ستكون صعبة على نحو خاص اذا ما كانت انسحابات إسرائيلية أو تغييرات في الترتيبات الامنية قبل التسوية، وبعد ذلك ستكون أزمة. بالمقابل، فانه كفيل بان يؤيد قرارات جسورة في الاتفاق النهائي – بفرض غير معقول بان مثل هذا الاتفاق سيكون قبل نهاية ولايته.
وبين هذا وذاك، وهذا حقا ليس اكثر من تقدير، يحتمل ايضا أن يميل الى الجانب المتصلب بالنسبة لصفقة محتملة على جلعاد شليت. مساعي الارهاب موجهة اليوم أساسا من داخل السجون في إسرائيل. البنى التحتية المحطمة للذراع العسكري في يهودا والسامرة لن تسمح بالعودة الى ايام الاشتعال في بداية العقد. ولكن في ظل غياب الاتفاق ستتقلص شرعية احباط العمليات لدى السلطة. فتحرير السجناء الثقيلين، اولئك الذين لم يقر ديسكن اسماءهم حين ارسل الى القاهرة مع عوفر ديكل في نهاية عهد اولمرت، من شأنه أن يزيد الضغط وان يطلق الى الحرية، حتى وان لم يكن الى المناطق، خريجين ممتازين من جامعة الارهاب في السجون في إسرائيل.
الضفة بتقلباتها المحتملة هي بالطبع مجرد جبهة واحدة يدرسها جهاز المخابرات. لا تقل اهمية عنها التطورات في سيناء، حيث قرر ديسكن بان على الجهاز أن يدخل في خط التماس الناشيء في اسرة الاستخبارات. العالم الاستخباري – وهذا ليس جديدا – معقد اليوم في مستوى شوش الحدود السابقة بين الاجهزة. اليوم واجب ان تكون كل عملية تقريبا متداخلة والقدرات ستستدان دون حساب من أمان الى الموساد والى الشاباك ومنها ايضا. سيناء لا توجد في مرتبة عالية في سلم اولويات أي من الاجهزة، وبالمقابل بدأت حماس تتعاطى معها بانها الساحة الخلفية لنشاطها. الشاباك، الذي توجد حماس عنده في بؤرة الاستهداف الرئيسة، قررت الانتباه الى ذلك.
تطور مشوق على نحو خاص هو خروج خلايا حماس من القطاع الى سيناء لغرض اطلاق النار على ايلات، مرتين في النصف سنة الاخيرة. المصريون الذين يركزون حاليا على المسائل الداخلية، يعملون موضعيا ولكن ليس بنيويا، والبدو في الصحراء يقيمون مع حماس علاقات مالية بل وايديولوجية. عناصر الانتاج، التدريب والتنفيذ تنتقل الان من القطاع الى سيناء، في شبكة الانفاق المزدهرة. من زاوية احباط العمليات، المصريون يمكنهم وينبغي لهم أن يعملوا أكثر؛ من زاوية المصلحة الإسرائيلية في الحفاظ على العلاقات، فان احدا في القدس لن يصر على هذا في المستوى الذي يريدون أن يروه على الارض.
وفي قطاع غزة توجد الوصمة الاساس في هالة انجازات ديسكن. بعد اكثر من اربع سنوات، الشاباك لم يجلب بعد المعلومات من اجل تحرير جلعاد شليت، باستثناء الموافقة على مطالب حماس. اذا كان هذا هو الوضع الذي سيكون في ايار، فان ديسكن سيذهب الى بيته متوجا باكليل من الثناء على امور قلة فقط يعرفون تفاصيلها ويحمل المسؤولية عن فشل جماهيري آخر، ربما نعرف لاحقا تفاصيله".
ــــــــــــــــــــــــــ
اضرار افيغدور ليبرمان لإسرائيل
المصدر: "هآرتس – ابيرما غولان"
" أتذكرون حكاية العامل السوفياتي الذي كان يخرج كل يوم مع نهاية العمل مع عربة يد، ويفتش عند الخروج ويوجد نقياً، وتبين في النهاية أنه سرق طوال السنين من المصنع جميع عربات اليد ببساطة؟
هذا بالضبط ما يفعله افيغدور ليبرمان بالمجتمع الإسرائيلي. فهو أيضا لا يضيع أية فرصة للجري مع عربة يد فارغة وليحرض على مواطني إسرائيل العرب، فما إن بدأت محادثات السلام المتلعثمة وما زال لم يحدث شيء حتى قفز مع شعار انه يجب طرد العرب غير المخلصين للدولة.
وكالمتوقع بدأ الساسة العرب يشاجرونه من الفور. نحن كنا قبله، يقولون، وهو مستوطن ومهاجر جديد، والعرب هم الذين أنفقوا على استيعاب الروس، وغير ذلك. أحرز ليبرمان غايته: فالعرب يصرحون تصريحات شديدة، واليهود في ذعر، ومحادثات السلام التي لم تعد تشغل أحداً تنسى، وليبرمان الذي كان في الماضي الهامش الحالم، يقترب خطوة أخرى الى مركز الوعي الشرعي. لكن ليس العرب هم الذين يهمون ليبرمان بل المجتمع اليهودي الذي يريد تغييره من الأساس. لنفرض أننا نمضي معه حتى النهاية فنرمي بحنين الزعبي الى غزة، ونرسل محمد بركة وأحمد طيبي الى ليبيا او السعودية، ليفهموا بمرة واحدة والى الأبد ما هي حرية التعبير، ونبقي في إسرائيل فقط العرب الذين يقفون صمتاً في يوم الذكرى وينشدون نشيد "الأمل" بأعلى صوت ويحدثون الجميع عن المعجزة التي حدثت لهم في 1948.
ستنشأ عندنا آخر الأمر دولة يهودية كاملة طاهرة (وفي أثناء ذلك ايضا سينجح ايلي يشاي في طرد جميع الأجانب وتهود المؤسسة الدينية جميع المهاجرين من "الأممين")، ويكون من الممكن التفرغ الى الشيء الحقيقي. من أراد أن يتخيل ما الذي يجري الحديث عنه، فلينظر الى روسيا فلاديمير بوتين، وسيدرك من أين يستمد ليبرمان الهامه. قد لا يوجد العرب لكن شعار "لا مواطنة بلا ولاء" سيقوى فقط وسيعرف ليبرمان ورفاقه "الولاء" كما يعرفون "القومية" و "اليسارية".
إن العرب هم خطة ليبرمان المحكمة لصرف الانتباه، وكما هي الحال في تلك الحكاية سنستيقظ نحن ايضا ذات يوم لنرى فجأة أن مصنعنا قد سرق في وضح النهار بموافقتنا التامة وأنه فارغ تماما".
ــــــــــــــــــــــــــ
اسرائيل ترد على تقرير الامم المتحدة: انه "فرية دم"
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ سلومو تسزنا"
" في أعقاب التقرير الخطير الذي رفعته لجنة التحقيق في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة والذي يرد فيه ان سيطرة الوحدة البحرية الاسرائيلية على سفينة "مرمرة" تشكل "خرقا فظا لحقوق الانسان والقانون الدولي"، توجهت اسرائيل الى الامم المتحدة والى الولايات المتحدة، بطلب دراسة اداء المجلس حقوق الانسان.
اسرائيل، التي رفضت التعاون مع اللجنة في جنيف، ترى ان اللجنة تعمل ضد الامين العام للامم المتحدة وانها تضم دولا تخرق حقوق الانسان. اما للولايات المتحدة فتذكر اسرائيل بانها واشنطن قاطعت على مدى فترة طويلة نشاط اللجنة، وتطالبها بالبحث سلوكها.
جاء من مكتب رئيس الوزراء ان المسألة تتعلق بـ"تقرير مشوق آخر صادر عن هيئة معظم قراراتها تعنى بالمطاردة المهووسة لاسرائيل، كل العالم رأى صور فيديو لمقاتلي الوحدة البحرية، الذين نزلوا الى متن "مرمرة" ليقعوا في كمين عنيف ومخطط له لزعران مؤيدي الارهاب حاولوا تجاهل الحقائق والوصول الى نتيجة كاذبة حيكت مسبقا".
نائب وزير الخارجية داني ايالون، الذي يتواجد في نيويورك، أضاف بحدة انه "لا يمكن تسمية هذا التقرير باسم غير فرية الدم. فهو كاذب من بدايته حتى نهايته، المشكلة هي مع مجلس حقوق الانسان الذي نشاطه اليوم سياسي، يشجع الارهاب والتآمر على الامم المتحدة والامين العام للامم المتحدة".
كما شدد ايالون على أن الامين العام للامم المتحدة شكل لجنة خاصة لفحص الاسطول التركي الى غزة، تتعاون معها اسرائيل. "ومقابل ذلك، تعمل اللجنة في جنيف بناء على رأيها الخاص، تقرر لنفسها تفويضها وتضم في عضويتها ممثلين لدول بعيدة للغاية عن حقوق الانسان".
في بيان رسمي لوزارة الخارجية توضح اسرائيل بانها ستدرس التقرير، ولكنها تندد بشدة باستنتاجاته: "اسرائيل تحترم القانون وتحرص على القانون الدولي وعند الحاجة تعرف كيف تحقق مع نفسها. طريقة التحقيق الاسرائيلية، التي تفي بكل المعايير الدولية، تدرسها لجنة تيركل التي هي لجنة حيادية ويشارك فيها مراقبون اجانب ايضا. وفي ضوء ذلك وفي ضوء النهج المغرض المتحيز والمتطرف لمجلس حقوق الانسان الذي هو من بادر الى تقرير غولدستون المشوه ايضا، لا يوجد ما يدعو اسرائيل الى التعاون مع اللجنة".