كتب المحرر العبري
أعلنت مصادر في الجيش الصهيوني انه تقرر تغيير أسلوب التعامل مع
الجيش اللبناني والرد بشدة على أية محاولة اضافية لمهاجمة القوات
الإسرائيلية والرد بـ4 اضعاف القوة التي استعملها الجيش الإسرائيلي، واضافت
المصادر نفسها ان الجيش اصبح يرى في الجيش اللبناني كـ"قوة ماكرة" معتبرة
ان الاشتباك الاخير كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
تأتي هذه التصريحات بعد ايام على مواجهة عديسة بين الجيش اللبناني والجيش
الصهيوني، قتل خلالها ضابط اسرائيلي رفيع المستوى وجرح اخر، اضافة إلى
استشهاد جنديين من الجيش اللبناني وصحافي في جريدة الاخبار.
تعكس المواقف الإسرائيلية المستجدة أن المفاعيل السياسية والنفسية لمواجهة
عديسة، لم تنته حتى الآن وتظهر بأن العدو أدرك بأن الضربة التي تلقاها جيشه
تركت أثراً سلبيا كبيرا على قوة ردعه. خاصة ان هذه المواجهة كشفت جانبا من
القيود التي تضبط حركة العدو، وتحديدا بعدما امتنعت إسرائيل عن الذهاب
بعيدا في الرد، لاسباب متعددة ترتكز بشكل أساسي إلى الحؤول دون تدحرج
الأحداث والمواجهة مع حزب الله. ووضعت حدا للرواية التي تتغنى بها
"إسرائيل" حول أنها استطاعت في أعقاب حرب تموز 2006، من إرساء معادلة ردع
جديدة تكبح أعداءها عن المبادرة إلى توجيه ضربات لجيشها ومستوطنيها.
من جهة اخرى بد أن من الأبعاد المهمة التي باتت أكثر جلاء للإسرائيلي،
حقيقة انه لا يكفي ان يعتقد الإسرائيلي نفسه بأن الاخر مردوع بل على الآخر
أن يسلم بالمعادلة التي يحاول (العدو) فرضها، كي تتحقق حالة الردع، ومن
الجدير الإشارة إلى ملاحظة وزير الدفاع الأسبق موشيه ارينس، لقائد المنطقة
الشمالية اللواء غادي ايزنكوت بعد الكلمة التي ألقاها في جامعة تل ابيب قبل
عدة أشهر وتحدث فيها عن حالة الردع التي أرساها الجيش الإسرائيلي، بالقول
"أنت محق، ولكنك نسيت ذكر الطرف الأخر من المعادلة. حزب الله أيضا يردعنا"
أيضا.
في كل الأحوال، يمكن القول أن تهديدات المصادر الإسرائيلية للجيش اللبناني
تبين أن العدو قد تنبه لاحقا إلى ضرورة التعويض عن الضربة التي تلقتها قوة
ردعه، عبر رفع مستوى التهديدات تجاه الجيش اللبناني لردع عناصره عن تكرار
ما حصل في عديسة، ومن اجل أن لا يقرأها آخرون على أنها مؤشر ضعف مع ما قد
ينطوي على ذلك من تداعيات ومبادرات عملانية.