لا تزال تداعيات المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله تلقي بتبعاتها على الجسم الصهيوني الداخلي، من حكومة، جيش ومستوطنين، المؤتمر الصحفي أوقف بثّه المباشر في منتصفه، والتغطية الصحافية الخجولة من يديعوت احرنوت ، أغفلت الجزء المتعلق بالفيديو التي كانت تصوره طائرات الإستطلاع الإسرائيلية لأماكن تواجد الرئيس ا رفيق الحريري، ومراقبة تحركاته من مختلف الزوايا.. اما هآرتس، فقد إكتفت بمقالة ركيكة منعت فيها التعليقات عن قرّائها لأسباب يفهمها المتصفح من التعليقات التي وردت على الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية.
"حزب الله اعترض بث تقنيات إسرائلية مكلفة جداً، وقدّم الدليل على أن اسرائيل قتلت الحريري، والآن الكرة في الملعب الإسرائيلي" يجزم أليكس من الولايات المتحدة الأميركية أن حزب الله واثق بشدة من نفسه، "وهم كانوا يقولون منذ البداية أن اسرائيل هي من اغتالت الحريري، وهم قادرون على الإثبات بعكس اسرائيل العاجزة عن إثبات أي شيء".
معلّق آخر من كندا، إستفزته المقالة إلى حدّ بعيد، مما دفعه إلى كتابة تعليق مطول حاول أن يشرح فيه حسب قوله "مدى الفقر العقلي الذي تعانونه تعانونه فيما يتعلق بالسياسة الداخلية اللبنانية، لأن الغباء يظهر من كتابة المقال إلى بعض التعليقات، والأفكار التي تدور برؤوسكم تعطينا صورة كافية عنكم".
يؤكد مارك أنه ليس مهتماً بمنظمات كحزب الله، وأنه ليس مضطراً لإبداء الإعجاب بشخص السيد حسن نصرالله، ولكنّه يصدقه، ويصدّق كل ما يقوله لأسباب عديدة قام بذكرها في تعليقه:
"أولاً: إسرائيل خائفة من حزب الله، هذه هي الحقيقة ! انا اسف ولكن لو لم يكن هذا صحيحاً لما إنشغل قادتكم بحزب الله وفريقه.
ثانياً: مسألة القضاء على حزب الله هي من أكبر الإهتمامات الإسرائيلية، لماذا؟ الإجابة واضحة: حزب الله هو التهديد الأكبر لوجود إسرائيل.
ثالثاً: حزب الله قام بلوي ذراع إسرائيل مرات عديدة، بينها آخر عمليات تبادل للأسرى، جنديين إسرائيلين قتلى، واسرائيل تبكي لأسابيع، بسبب إطلاق أسير مثل سمير القنطار، ولبنان يحتفل لأشهر.."
يعود المعلّق الكندي ليقول إن " إسرائيل عاجزة عن إيقاف حزب الله، يمكنها أن تخرس حماس، العالم العربي، ولكن ليس حزب الله، ولا إيران".
صورة تظهر مسار قوات الكومندوس الصهيونية من البحر بإتجاه نقطة الكمين في انصارية
كما دعى معلق آخر من الولايات المتحدة، الصهاينة إلى التوقف عن التفكير بأن "إسرائيل" هي نموذجية وكاملة، "وبالتحديد، فكرة قتل الحريري لأنها لن تؤثر شيئاً على المجتمع الدولي في حال إعترفت إسرائيل بها، هل تتذكرون قضية المبحوح؟ عندما نشرت في الإعلام، بدأتم تسابقون إلى نكر الوقائع التي تم تقديمها، ولكن عندما بدأت الأمور تصبح واضحة، صمت الجميع وكأن شيئا لم يكن، والبعض قال نحن الإسرائليون يمكننا فعل أي شيء نريده ولا احد يمكنه إيقافنا".
ثم يقول المعلق الأميركي "إن نهايتكم أصبحت قريبة إلا إذا غيرتم طريقة تفكيركم حول الآخرين، وهذا أمر مستبعد بعد قراءة تاريخكم منذ أيام النبي موسى !"
وفيما أشار احد المعلقين إلى أن المعلومات التي يعرفها حول كمين انصارية تقول بأن قوات الكومندوس الإسرائيلية داست على ألغام مما فعّل المتفجرات التي كانت بحوزة الكومندوس، ردّ عليه معلّق من أميركا ووصفه بالساذج لأنه يصدّق الروايات الإسرائيلية، ودعاه إلى متابعة الإحصائيات التي تشير إلى أن الإسرائيليين يصدقون السيد نصرالله أكثر مما يصدقون قادتهم لأنه دائماً يقول الحقيقة.
أما رافي، من كندا فأشار في تعليقه إلى وجوب إتهام إسرائيل بإغتيال الرئيس رفيق الحريري، معتبراً أن السيد نصرالله يقول الحقيقة وأن الله سيكون حتماً إلى جانبه.
وإستذكر مارك، من هولندا، كمين أنصارية الذي وقعت فيه قوات الكومندوس الإسرائيلية، مشيراً إلى أنه كان كميناً مميتاً أقامه حزب الله.
وسخر روبن من أستراليا من النظام الأمني الصهيوني، قائلاً " إن نظامكم يتعرض للإختراق منذ 1997، كل شيء يتم فضحه،والحقيقة يجب أن تظهر، إن نصرالله يثبت دائما، وبشكل صحيح وجهة نظره، بعكس إسرائيل وقادتها المزيفين وجيشها المزيف !"
أما ألين، مجهولة البلد إستغربت عدم ذكر الصحيفة " يديعوت" للفيديوهات التي صورتها طائرة التجسس حول الطرق التي كانت تسلكها مواكب الحريري والأماكن التي كان يذهب إليها.
وكذلك لاحظ المعلق إيريك من الولايات المتحدة أن "يديعوت" لم توضح هذه المعلومة أيضاً: تصوير أماكن مختلفة معلوم أنها تعود للحريري كمنزله والأماكن التي يزورها والطرق التي يسلكها، كما ظهرت في خطاب السيد نصرالله.
"إذا كانت إسرائيل غير مهتمة بالحريري، فلم هذه التغطية الإستخباراتية النشيطة حوله وحول الأماكن التي كان يتواجد فيها ؟؟ "
ماركوس من بريطانيا:"هل رأيتم الآن لم لا يحتاج حزب الله إلى طائرات تجسس ؟ الشكر لإسرائيل التي تزوده بالرؤية من الأعلى، وتوفّر عليه الوقت، المال، والتشغيل.. هذا يشبه الذهاب إلى مطعم وتناول الطعام مجّاناً.. إنها نقطة سوداء في سجل إسرائيل الأمني والعسكري ونقطة لصالح حزب الله في هذا المجال.