أخبار ومقالات مترجمة من صحافة العدو
ليبيا تفرج عن اسرائيلي في اطار اتصالات سرية قادها ليبرمان
المصدر: "هآرتس"
" افرجت السلطات الليبية عن اسرائيلي كان محتجزا لديها، في اعقاب
المفاوضات السرية والمعقدة بين وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان
والسلطات الليبية، والتي وصلت إلى نهايتها يوم أمس الأحد، عندما أفرجت
ليبيا رفائيل حداد، الذي كان قد اعتقل لديها في اذار الماضي. وحداد، ناشط
في جمعية تسعى للحفاظ على التراث اليهودي الليبي، وصل بالفعل إلى فيينا في
وقت متأخر من ليل أمس الأحد، ويتوقع أن يصل إلى إسرائيل اليوم الاثنين. وهو
يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والتونسية.
بدأت هذه الأزمة في اذار الماضي يوم وصل حداد إلى ليبيا لتصوير مبان كانت
تخص يهوداً، وعند التقاط الصور اعتقلته الشرطة الليبية وسلمته إلى جهاز
الاستخبارات للاشتباه بأنه جاسوس. وحسب مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى فان
حداد نجح بالاتصال هاتفيا بذويه في تونس حيث كان يعيش قبل انتقاله الى
إسرائيل، وأن ذويه اتصلوا بدورهم بوزارة الخارجية الإسرائيلية التي فتحت
اتصالاً مع ليبيا عبر قنوات سرية.
وتقدمت إسرائيل من عدة دول منها أميركا وفرنسا وإيطاليا بطلب للتوسط مع
الليبيين والتأكيد لهم ان الرجل لم يكن جاسوساً.ولعبت الاستخبارات
الايطالية دورا مركزيا في المحاولات الأولى للإفراج عن حداد بعدما اتصل
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بنظيره الايطالي سيلفيو
برلسكوني. لكن ليبرمان قرر قبل شهرين استخدام اتصالات خاصة مقربة من النظام
الليبي وحث على التوصل إلى اتفاق، فاتصل بمقربين من ليبيا في أوروبا ومن
بينهم رجل الأعمال النمساوي مارتي شالف وهو صديق لابن الزعيم الليبي سيف
الإسلام القذافي.
وكان شالف قد عاد بعرض ليبي، سمحت "إسرائيل" بموجب العرض بدخول سفينة تنقل مساعدات ليبية إلى قطاع غزة، مقابل الإفراج عن حداد".
ــــــــــــــــ
هكذا منع الاسد وعبد الله انقلاب حزب الله في لبنان
المصدر: "معاريف – نداف ايال"
" كان للزيارة النادرة للرئيس السوري بشار الاسد والملك عبدالله الى بيروت،
قبل نحو عشرة أيام، هدف أهم بكثير من تهدئة الخواطر فقط. الان يتبين بأن
ما جاء بالزعيمين للتدخل في ما يجري في بيروت هو التهديد بأن حزب الله في
الطريق الى تنفيذ انقلاب في لبنان، بسبب النية لاتهامه باغتيال رفيق
الحريري.
الرسائل الفزعة عن نية حزب الله، الذي يشكل جزءا من حكومة الوحدة في لبنان،
الاستيلاء على الحكم بالقوة، جاءت من رئيس الوزراء سعد الحريري الذي طلب
تدخل الملك السعودي. وحاول عبدالله تجنيد الرئيس الاسد، الذي وان كان وصل
الى بيروت الا انه استعرض العضلات. وقال الاسد "لا يمكنني ان اقدم ضمانات
لمستقبل حكومة لبنان او للوضع السياسي الى ان تعالج قضية لائحة الاتهام"،
وبذلك فقد جسد نفوذه على حزب الله وألمح بموقفه في موضوع التحقيق في
التصفية. وردا على ذلك وعد السعوديون ببذل كل ما في وسعهم كي يلغوا بشكل
مطلق الاتهامات ضد حزب الله في موضوع التصفية. بفضل ذلك أجلت قيادة حزب
الله الخطوة، الى ان يتبين اذا كانت السعودية ستفي بالمهمة.
هذه التفاصيل العاصفة نشرها في صحيفة "الاخبار" اللبنانية ابراهيم أمين احد
الصحفيين المقربين جدا من قيادة حزب الله وتحدث امين عن ان قيادة حزب الله
قررت شن صراع حازم ضد النية باتهام المنظمة بتصفية رئيس الوزراء اللبناني
الاسبق رفيق الحريري في العام 2005.
في الاسابيع الاخيرة ألقى نصر الله عدة خطابات أوضح فيها بأن منظمته لن
تبقى هادئة بينما يتهم رجالها. واضافة الى ذلك، هدد نصرالله بأنه اذا رفعت
ضد منظمته لائحة اتهام فان من شأن الامر ان يثير حربا اهلية.
سعد الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية الحالي وابن رئيس الوزراء المغدور،
سارع الى التوجه الى سيده، المملكة السعودية. وذكر للملك عبدالله بأن سوريا
هي الوحيدة التي يمكنها ان توقف حزب الله وأجيب بأن الملك سيحرص شخصيا على
حل الوضع.
بسبب خطورة الوضع توجه السعوديون الى الاسد، رغم التوتر السائد بين
الدولتين في السنوات الاخيرة. وفي الشهر الماضي وصل الى دمشق الامير
عبدالعزيز، نجل الملك السعودي كي يلتقي بالأسد. وفي اثناء الزيارة عقد لقاء
ثلاثي بين الامير السعودي، الرئيس السوري ورئيس الحكومة اللبنانية سعد
الحريري، اوضح فيها الاسد بأنه لن يوافق على القاء المسؤولية عن اغتيال
الحريري على عاتق حزب الله. منذ تلك الزيارة بدأ الامير بالتنسيق لوصول
الملك السعودي الى الزيارة الاستثنائية الى دمشق. وقال الامير ان الملك
السعودي معني بأن يرافقه الاسد في زيارة قصيرة الى بيروت كي يهدئا الخواطر
هناك، فوافق الاسد، فقط بعد ضغط مارسه عليه الملك في اثناء حديث لثلاث
ساعات بينهما في دمشق. وفي الغداة خرج الرجلان الى بيروت وعقدا هناك لقاءات
مع القيادة اللبنانية وأحلا التهدئة المؤقتة للوضع، الذي كان قريبا من
الانفجار في ضوء النية لاتهام حزب الله بتصفية الحريري. ومع ذلك، فان
التهديد من جانب حزب الله لم يرفع وهو ينتظر نتائج لجنة التحقيق الدولية ،
التي من المتوقع ان تتهم الحزب بالتصفية. في بيروت واصل الاسد المناورة بين
الطرفين وأوضح: "بكل صدق، لا يمكنني ان اقدم ضمانات لمصير حكومة لبنان اذا
لم يعالج هذا الموقف".
وعرض السعوديون اقتراحات فيها تحقيق تأجيل لموعد نشر لائحة الاتهام. أما
حزب الله فأبلغ الاسد بأن التأجيل غير مقبول بالنسبة له، وفقط عندها وعد
الملك السعودي ببذل كل ما في وسعه قد يضع حدا للقصة نهائيا. وبعد ذلك فقط
بدأ الجميع يتحدثون عن "الهدوء في لبنان".
"السعودية استجابت لمطالبكم" قال السعوديون لسوريا وحزب الله. "نصرالله قرع أجراس التحذير، ونحن استجبنا. الان اعطونا المجال للعمل".
في هذه المرحلة قررت قيادة حزب الله منح السعوديين الفرصة لحل الازمة غير
أن من يعتقد بأن الهدوء عاد الى لبنان – مخطىء. فاذا لم ينجح السعوديون في
توفير البضاعة، فان حزب الله يعتزم العودة الى خططه الاصلية – الاستيلاء
على الحكم في الدولة".
ــــــــــــــــ
ما الذي سيقوله نصر الله عن كارثة الشييطت 13 عام 1997
المصدر: "موقع نعنع الاخباري (التابع للقناة العاشرة الاسرائيلية)"
" على خلفية نشر القرار النهائي للجنة التحقيق في قضية مقتل الحريري في
لبنان أفادت وسائل الإعلام اللبنانية أن أمين عام حزب الله سيلقي خطابًا
دراماتيكيًا مساء اليوم سيربط فيه بين العملية التي قتل فيها 12 مقاتل من
الشييطت في العام 1979 وبين إغتيال رئيس حكومة لبنان في العام 2005.
وقد أفادت تقارير مختلفة في وسائل الإعلام اللبنانية أنه من المتوقع أن
يلقي أمين عام حزب الله (السيد) حسن نصر الله خطاباً دراماتيكيًا سيكشف فيه
مواد خطرة تبين أسباب فشل عملية الشييطت في أيلول 1997بالقرب من مدينة صور
في لبنان. التقدير هو أن (السيد) نصر الله إختار نشر هذه الأمور في هذا
التوقيت كجزء من إستعداد حزب الله لقرار النهائي المتوقع للجنة التحقيق في
مقتل الحريري,التي ستحدد أن حزب الله هو المنظمة التي تقف وراء عملية
الإغتيال, بالإضافة الى ذلك يعمل لبنان في هذه الأيام في قضايا تجسس مربكة
تتعلق بمسؤولين في أجهزة الأمن, وداخل المؤسسات الحكومية والسياسية
المحلية، تتعلق بالتجسس لصالح إسرائيل.
هدف (السيد) نصر الله في كشف "السر الكبير" لفشل عملية الشييطت, هو إثبات
أن إسرائيل هي فعليًا تقف وراء مقتل رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق
الحريري في العام 2007 , والتقدير أن (السيد) نصر الله سيحاول الربط بين
إغتيال الحريري في العام 2005 وحقيقة أنه عين كرئيس حكومة لبنان في فترة
عملية الشييطت في العام 1997.
الخشية: معلومات إستخبارية تمكن حزب الله من نشر كمين مخطط
مع مرور السنين كثرت علامات السؤال فيما يتعلق بسبب الفشل, الرأي المرجح
كان أنه خلل في العبوة الناسفة التي حملها معهم مقاتلو الشييطت كشف مكانهم
وأدى الى حصول كارثة. خشية أخرى, ليست مؤكدة, كانت أن معلومات إستخبارية
وصلت الى أيدي حزب الله والتي سمحت للمنظمة بتدبير كمين مخطط لقوة الشييطت.
بخصوص المصدر الذي أدى الى كشف العلمية,فإن الإحتمالات متعددة, إحتمال أن
حزب الله سيكشف عميل مزدوج عمل لصالح إسرائيل والمنظمة أو سيستند على أحد
الجواسيس الإسرائيليين الذين كشفوا في السنوات الأخيرة.
في تشرين أول من العام 2003 إدعى نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم
أن حزب الله إستعد مسبقًا لإستقبال عملية الشييطت بفضل معلومات إستخبارية
وصلت من جاسوس عمل في إسرائيل من خلال إشارته لى قضية المقدم عمر الهيب
الذي تم كشفه في العام 2002 كإحدى النجاحات المركزية لحزب الله, الهيب خدم
في قيادة المنطقة الشمالية في تلك الأيام ونقل معلومات أمنية مختلفة لعميل
لحزب الله مقابل صففات مخدرات.
وسبق أن أوقف الهيب في العام 1992 خلال عملية سرية لعناصر الشرطة العسكرية
بالقرب من بيت تاجر مخدرات معروف في جنوب لبنان، وبحوزته مبالغ مالية
أجنبية. وقد برأت المحكمة العسكرية في حيفا الهيب بسبب نقص في الأدلة. وعلى
ما يبدو فإن المعلومات التي جمعت عن الهيب لم تكن معروفة للأمن الميداني
الذي فحص تصنيفه للحصول على رتبة مقدم، حيث لم يكن الأرشيف في المحكمة
محوسب، في تلك الفترة".
ــــــــــــــــ
ضباط الجيش الإسرائيلي سيخضعون لالات كشف الكذب
المصدر: "معاريف"
"خشية في المؤسسة الأمنية من مسيرة تحقيقات نحو آلة فحص الكذب
(البوليغراف). ومن هم على المهداف، ضباط برتبة لواء مرشحين إلى رئاسة
الأركان العامة.
قرار فتح تحقيق من الشرطة استقبل بفرح كبير في محيط المقربين من وزير
الدفاع أيهود باراك. وقد قال احد المقربين منه، "لا يوجد أهدأ منا. حان
الوقت لتخرج الحقيقة إلى العلن". وهناك دعوات من نفس النوع صدرت أيضا في
الجيش الإسرائيلي، لكن مع ذلك أعربت جهات في الجيش ووزارة الدفاع عن خشية
أن يصل التحقيق إلى حائط مسدود ما قد يؤدي إلى جر ضباط كبار في الجيش
الإسرائيلي ووزارة الدفاع إلى آلة فحص الكذب. يتعلق الأمر بضباط برتبة لواء
مرشحين لمنصب رئيس الأركان، وعلى رأسهم اللواء يوآف غلنت.
ورد مصدر امني على قرار المستشار القانوني للحكومة، تجميد تعيين رئيس
الأركان الجديد وقال، "المستشار القانوني للحكومة لم يقل إيقاف جولة
المناقشات بل اتخاذ القرار حول هوية رئيس الأركان القادم في الأيام
القريبة، للسماح لشرطة إسرائيل فحص إذا ما كانت الوثيقة مزيفة".
والتقى يوم أمس وزير "الدفاع" مع نائب رئيس الأركان اللواء بني غينس وفي
الأيام القادمة من المفترض أن يتحدث هاتفيا عبر الهاتف مع اللواء غادي
شمني. وقدر المصدر أن يطلب الوزير تنفيذ جولة محادثات إضافية مع خمسة
مرشحين قبل اتخاذ القرار".
ــــــــــــــــ
حزب الله يحد من قدرة إسرائيل ويردعها عن العمل ضد لبنان
المصدر: " موقع نعنع الاخباري (القناة العاشرة) ـ ايال زيسر"
" في حادثتين منفصلتين، منفردتين ومحلّيتين، خُرق في نفس الوقت الهدوء الذي
ساد في الأشهر الأخيرة على طول حدود إسرائيل من الجنوب ومن الشمال. في
الجنوب أطلقت صلية صواريخ من أرض مصرية باتجاه إيلات وفقط بأعجوبة أخطأت
هدفها. عدة صواريخ منها ابتعدت حتى مدينة العقبة في الأردن، وهناك جرحت
وقتلت عدد من المدنيين الأردنيين. وتلك التي على الحدود الشمالية قُتلت
المقدّم دوف هرري من نيران جندي لبناني أطلق النار باتجاه دورية للجيش
الإسرائيلي كانت تعمل بنشاط روتيني داخل أرض إسرائيل. لأول وهلة، الأمر
يتعلق بحادثتين منفصلتين، لا علاقة بينهما.
أيضاً للردع حدود
في الجنوب كانت على ما يبدو منظمة حماس التي أرادت أن تنتقم من إسرائيل على
مقتل أحد عناصرها في هجوم إسرائيلي في قطاع غزة قبل عدة أيام من ذلك، كما
أرادت أن تدخل عصا في دواليب المسعى الأميركي للتقدم في محادثات مباشرة بين
إسرائيل وبين الفلسطينيين. وقد أفادت مصادر إسرائيلية في نهاية الأسبوع أن
نيران الصواريخ باتجاه إيلات لم تكن بموافقة أو بمصادقة القيادة في حماس
في القطاع، وكانت نوع من عمل خاطف بمستوى صغير في التنظيم قرّر أخذ زمام
الأمور بيديه. أما في الشمال فكان الأمر يتعلق مرة ثانية وفق مصادر رسمية
في إسرائيل، بحادثة مرتبطة بخطأ في التقدير أو بحماسة زائدة من قبل ضابط
لبناني صغير قرّر من تلقاء نفسه، ومن دون موافقة مستويات مسؤولة، فتح النار
على جنود الجيش الإسرائيلي لأنه اعتقد بأنهم خرقوا الأرض اللبنانية وعلى
الأقل الأرض موضع خلاف بين الدولتين. لكن يبدو أن وراء هاتين الحادثتين
يختبئ شيء ما أعمق، وأن أكثر من خط واحد يربط بينهما.
ـ أولا، في الحادثتين يوجد نوع من إشارة تحذير وتشير إلى أن قدرة الردع
الإسرائيلية آخذة بالانسحاق. قدرة الردع التي أحرزت بجد واجتهاد خلال حرب
لبنان الثانية وفي أعقاب عملية الرصاص المسكوب. حقيقة أن أصابع جنود
لبنانيين كانت خفيفة على الزناد وتجرؤا على فتح النيران ضد دورية إسرائيلية
على خط الحدود وحقيقة أن عناصر من حماس أطلقوا صلية صواريخ باتجاه إيلات،
حيث يمكن هناك أن تتسبب بأضراراً جسيمة، هاتان الحقيقتان تشيران إلى أنه في
الجانب الآخر هناك من هو مستعد ليتحمّل مخاطر متزايدة والمجازفة مهما كان
الوضع باشتباك حتى لو لم يكن يرغب به فقط لأنه مستعد وغير مرتدع عن القيام
بأعمال يمكن أن تؤدي إليه.
ثانيا، الهدوء على طول الحدود اللبنانية وحتى الهدوء السائد النسبي في قطاع
غزة وعلى طول الحدود مع مصر، هو هدوء قابل للانفجار. وبتعبير آخر الأمر
يتعلق بسحر فارغ من التهدئة المختبئة وراء واقع إشكالي قد ينفجر أمامنا في
وقت أبكر مما نريد أن نعتقد.
(السيد) نصر الله يمسك الحريري
خلال حرب لبنان الثانية امتنع الجيش الإسرائيلي عن ضرب منشآت البنى التحتية
اللبنانية بسبب ضغط أمريكي كبير على حكومة إسرائيل. رئيس الحكومة، آنذاك،
إيهود أولمرت، فسّر قراره بالخضوع للضغط الأمريكي بأنه لا يريد أن يحوّل
لبنان كله إلى حزب الله. مع انتهاء الحرب وافقت إسرائيل على نشر الجيش
اللبناني في جنوب الدولة مفترضة، أو آملة، أن الحديث يدور عن القوة التي
تمثّل حكومة لبنانية تعارض حزب الله وترى بهذه المنظمة خصما وحتى عدوا. كان
عندنا أيضا من تلهى بالاعتقاد أنه سيأتي يوم يجرّد فيه الجيش اللبناني حزب
الله من سلاحه. وبناء على ذلك، فإن نشر الجيش اللبناني على طول الحدود
عُرض أيضا كإنجاز هام للحرب. لكن طوال السنوات الأربعة الأخيرة اقتربت
الحكومة اللبنانية من حزب الله الذي هو شريك فيها أيضا اليوم، والجيش
اللبناني وثّق تعاونه مع المنظمة الشيعية إلى أن أصبح كلاهما في جنوب
الدولة واحدا. وفي الحقيقة، في ظل تهديدات زعيم حزب الله (السيد) نصر الله
باندلاع حرب أهلية في لبنان في حال عملت الحكومة اللبنانية بخلاف رأيه،
يعدّل رئيس الحكومة اللبناني، سعد الحريري، مرة تلو الأخرى الخط مع حزب
الله ويتبنى مواقفه وبالأخص خطابته ضد إسرائيل. بعبارات أخرى، اللبنانيون
(أولئك الذين لا يُعدون مع صفوف حزب الله)، مستعدون للتسليم بصيغة النبرة
الشديدة إزاء إسرائيل من اجل ضمان استقرار وسلامة البيت في بيروت.
على هذه الخلفية من غير المفاجئ أن يستنتج ضابط صغير في الجيش اللبناني
الاستنتاج المطلوب منه الذي حدث في بيروت وقام تماما كما ينصحونه زعماء هذه
الدولة. هو فتح النار على جنود الجيش الإسرائيلي بروح الاجواء التي يؤججها
الرئيس اللبناني ورئيس حكومته. لقد أُصيب هذان في الحقيقة بالذعر بعد
الحادثة، لأن آخر أمر يحتاج إليه لبنان هو حرب جديدة، لكن مسؤولية التصعيد
وجو التوتر على طول الحدود، تُلقى عليهما تماما.
إسرائيل تبث - لدينا أيضا حدود
ما يثير الاهتمام فيما يخص لبنان وأيضا حماس، هو الرد القاصر لإسرائيل.
فيما يتعلق بلبنان، كان يدور الحديث عن تحرش لبناني واضح كلّف حياة إنسان
من الجانب الإسرائيلي. رد الجيش الإسرائيلي كان محدودا وموضعيا. مع رد كهذا
من غير المفاجئ إن توصل أحدهم في لبنان في المستقبل إلى الاستنتاج أن
بالإمكان استئناف العمليات الإرهابية على طول الحدود ضد إسرائيل. وصحيح أن
ليس فقط إسرائيل تردع لبنان وحزب الله، بل يجب الاعتراف بأن حزب الله أيضا
يردعنا ويحد جدا من قدرة عمل الجيش الإسرائيلي. كذلك فيما يتعلق بحماس في
غزة، من الجدير ذكره انه لم يأت أي رد إسرائيلي على إطلاق النار اتجاه
إيلات. من هنا فإن إسرائيل لفتت إلى أن لديها قيودا وحدودا تمنعها من الرد
على تحرش حماس ضدها.
كل تلعثم إسرائيلي أو تردد في الرد لن يساعد في الحفاظ على الهدوء، بل على
العكس . علاوة على ذلك، التهدئة على الحدود كانت من نواح عديدة مظهرا كاذبا
بفضله أخذ حزب الله وحماس بالتعاظم بشكل لا مثيل له.
الهدوء والتهدئة اللذان سادا حتى الفترة الأخيرة على طول الحدود
الإسرائيلية - اللبنانية ومع قطاع غزة أُحرزا بشق الأنفس وبأثمان باهظة
دفعتها إسرائيل من أجلهما. في المقام الأول بفضل قوة الجيش الإسرائيلي
وبفضل استعداد إسرائيل لدفع أثمان باهظة من الجانب الثاني بسبب كل تحرش أو
استفزاز. كل تلعثم إسرائيلي أو تردد في الرد كان من نواح عديدة مظهرا كاذبا
بفضله أخذ حزب الله وحماس بالتعاظم بشكل لا مثيل له، والذي من شأنه أن
يصعّب أي مواجهة معهم في المستقبل. واقع أن الحديث لا يدور عن اتفاقيات
هدنة ملزمة مع أحد، بل عن منظومة تفاهمات واهنة وهشة، يصعّب عمل الحفاظ على
الهدوء.
المشكلة الإستراتيجية
حرارة الصيف ستصيب بالطبع التوتر الذي ساد. بعد كل ما حصل، ليس لدى أي شخص
رغبة بفتح حرب في ذروة الحر. الأمر هذا أيضا برز في ظل مساعي الطرفين
لاحتواء هذه الحوادث ومنع التصعيد. لكن كما في تموز 2006 كذلك أيضا اليوم،
بعد أربع سنوات على الحرب، كل حادثة ولو كانت صغيرة جدا قد تؤدي إلى اشتعال
كبير. ليس لدى إسرائيل الكثير من الشركاء في بيروت يساعدونها في الحفاظ
على التهدئة ومعها ثقة، ومع حماس، تلقائيا لا يوجد أبدا تحاور أو منظومة
اتفاقيات سارية. بناء على ذلك، ينبغي الأخذ بالحسبان أن حوادث الأسبوع
الفائت ليست الأخيرة وان مشكلة إسرائيل أمام حزب الله وحماس لم تُحلّ، وإن
كان يبدو الأمر كذلك خلال السنوات الأخيرة".
(*) رئيس مركز موشيه دايان للدراسات
ــــــــــــــــ
إيران هنا، على الحدود الشمالية لإسرائيل
المصدر: "معاريف - عاموس غلبوع (رئيس وحدة الابحاث في الاستخبارات سابقا)"
" حادثة اطلاق النار على الحدود اللبنانية أثارت على نحو طبيعي الكثير من
الصخب والتفسيرات بشأن مسألة من وقف خلف النار واضح الان بأن الحديث يدور
عن مبادرة محلية، دون علم الجهات المقررة في بيروت. ولكن باستثناء الحدث
نفسه، من المهم أن نفهم الاطار العام الذي يميز لبنان في السنوات الأربعة
الاخيرة ما بعد حرب لبنان الثانية. يوجد أربعة مزايا مركزية: 1. هدوء مطلق
على الحدود، غير مسبوق منذ أربعين سنة. بعد الخروج من لبنان في آيار 2000
وحتى 2006، كانت الحدود هادئة نسبيا، مع حوادث قليلة هنا وهناك بمبادرة حزب
الله. ولكن بعد الحرب اصبح الهدوء مطلقا من ناحية حزب الله. كما أن اغتيال
مغنية، التي عزاها حزب الله إلى اسرائيل، لم تؤد الى خرق الهدوء على
الحدود من جانب حزب الله. محاولات الرد التي قام بها في خارج البلاد فشلت
او احبطت.
خرق الهدوء الحالي من قبل جنود من الجيش اللبناني هو أغلب الظن حدث شاذ،
يؤكد بالذات كبح جماح حزب الله. في الماضي كانت المنظمة الارهابية تسارع
الى استغلال الفرصة للمشاركة في الحدث. اما هذه المرة فقد حافظت على مسافة
وثارت حماستها فقط. وعليه فمن السابق لاوانه جدا أن نؤبن أحد الانجازات
الكبرى للحرب الفاشلة. للحدود الهادئة يوجد سببان مركزيان: الردع
الاستراتيجي الاسرائيلي، والسبب الاهم: المصلحة الايرانية في اشعال الحدود
في يوم الامر فقط.
2. الهدوء يستغله حزب الله، بمساعدة مكثفة وثابتة من ايران وسوريا، للتعاظم
العسكري الذي يحسن جدا قدراته العملياتية - ليس فقط بالكمية وبالمسافة، بل
وبالاساس بدقة وسائل النار لديه وقدرة الدمار والابادة لها. هذه المسيرة
من التعاظم وان كانت تسارعت في اعقاب الخروج من لبنان في 2000، ولكنها
تسارعت باضعاف في اعقاب الحرب. يوجد هنا خرق فظ ومتواصل لقرار مجلس الامن
1701 واهمال بارز من الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، في محاولة ابطاء
المسيرة على الاقل. فضلا عن ذلك، فان التعاون العسكري بين حزب الله والجيش
السوري ولا سيما في مجالات الاستخبارات والعمليات، تعزز بشكل واضح للغاية.
من ناحية سوريا، حزب الله هو عمليا الذراع العسكري التنفيذي لها في لبنان.
3.حزب الله عمق انخراطه في الساحة السياسية اللبنانية وأصبح جزءا من حكومة
لبنان مع حقوق فيتو على قرارتها. وذلك، عندما في آيار 2008 فرض حزب الله
بالقوة ارادته على الحكم اللبناني وجسد بأنه هو صاحب القوة والراي في
لبنان. المعسكر الذي يقف حياله (التحالف المؤيد للغرب والمناهض لسوريا من
السنة، الدروز والمسيحيين) ضعف بل وتفتت عمليا. حكومة لبنان ملزمة اليوم
بأن تراعي حزب الله وارادته، وفي هذا الاطار أن تتكيف أيضا مع الروح
الكفاحية المناهضة لاسرائيل. فقط في سيرك الاوهام الدولي يوجد مثابة تقسيم
لمعسكر حزب الله "الشرير" مقابل "معسكر الخير" للحريري والحكومة اللبنانية.
أما من الان فصاعدا فلنقل ان حكومة لبنان هي حكومة حزب الله.
4.سوريا أعادت بناء مكانتها في لبنان بالقياس الى وضعها الدون قبل حرب
لبنان وفي اعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الحريري في 2005. وذلك،
عندما عاد رؤساء المعسكر المناهض لسوريا ممن اتحدوا بعد الاغتيال ليكونوا
مجددا رعايا دمشق. ومع ذلك، فقدت سوريا مكانتها كربة بيت حصرية للبنان -
مكانة سفك الاسد الاب دما كثيرا من أجل تحقيقها. وهي تتقاسم اليوم الملكية
مع ايران وحزب الله. المفتاح لاشعال الحدود الشمالية لم يعد موجودا بيد
سوريا، بل بيد ايران. سوريا يمكنها فقط ان تنجر. كما أن المفتاح الذي كان
في الماضي في يد سوريا لضم لبنان الى تسوية سياسية محتملة مع اسرائيل - ضاع
منها.
خلاصة الامر: حيثما نظرنا، سنجد ايران".
ــــــــــــــــ
انعكاسات الانسحاب الأميركي من العراق على إسرائيل
المصدر: "يديعوت احرونوت – رون بن يشاي"
" إعلان رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، انه سيحسب القوات من العراق
حتى نهاية الشهر، ليس حدثا دراماتيكيا كما يتم تقديمه، لأنها خطوة متوقعة
أعلن عنها الرئيس فورا بعد الانتخابات. إعلان كهذا يعزز الثقة بأوباما
كرئيس يقف عند كلمته السياسية ولذلك هو جدير بالثقة.
من الزاوية الإسرائيلية، الخطوة الأميركية تقريبا لا تغير أمرا على المدى
القصير، مقابل ذلك، على المدى الطويل، قد تؤدي إلى تطورات إستراتيجية
مقلقة. إذا نجحت إيران نتيجة الانسحاب بوضع نظام موالي لها في العراق، فهذا
الأمر يسمح لها بتحريك القوات البرية والجوية إلى الحدود القريبة مع
إسرائيل، عبر تواصل بري جغرافي في الدول الموالية لها، العراق وسوريا. وهذا
الأمر قد يساعدها أيضا على نقل التجهيزات إلى حزب الله.
علاقة إسرائيل بالأمر لا تنتهي عند هذا الحد. خطة عملية الانسحاب، بدأت
عمليا قبل أكثر من سنة من قبل البنتاغون وقيادة القوات الأميركية في
العراق. ضمن هذه الاستعدادات أخليت 29 قاعدة عراقية تابعة للقوات
الأميركية. بقي فقط 23 قاعدة صغيرة نسبيا منتشرة في أنحاء الدولة، واغلب
القوات أخليت منها، وبعضهم نقل إلى أفغانستان. عمليا، قيادة القوات البرية
الأميركية في العراق نفذت، بحسب توجيهات الرئيس اوباما، نفس "المناورة"
التي نفذتها قيادة المنطقة الشمالية في العام 2000 حين أعلن رئيس الحكومة
أيهود باراك، عن قرار إخراج قوات الجيش الإسرائيلي من الحزام الأمني في
جنوب لبنان. كما هو معروف، أفرغت المواقع من محتواها وبقي فيها عدد قليل من
القوات التي فجرتها وانسحبت بسرعة بعد عدة ساعات. اشرف على العملية من كان
حينها قائد الجبهة الشمالية اللواء غابي أشكنازي.
من المعقول الافتراض أن مسألة الانسحاب من العراق والعبر التي استنتجها
أشكنازي من إخلاء الحزام الأمني هو موضع حوار مهم في اللقاءات التي أجراها
في الآونة الأخيرة مع نظرائه، الأدميرال مايكل مولن، رئيس أركان القوات
المشتركة الأميركية. على أية حال، اتخذ الأميركيون ولا يزالون نفس الأسلوب.
أنهم يفرغون، ولا يزالون يفرغون، القواعد التي استخدمت فقط للقوات
الأميركية وبقي فيها عدد قليل من القوات للحفاظ عليها من الهجمات والسرقات.
في الواحد والثلاثين من شهر آب سيغادر أيضا عشرات الألف من الجنود، اغلبهم
من الإداريين وقوات لوجستية، وبذلك سيستكمل رسميا الانسحاب، لكن في العراق
هناك أيضا 50 ألف جندي من الجيش الأميركي يوصفون بشكل رسمي "كمدربين"
و"مدرسين" للجيش العراقي، وللشرطة وأجهزة الاستخبارات. بالإضافة إلى ذلك،
سيستخدمون كنوع من شبكة أمان عسكرية ويقدمون الدعم بالنيران الثقيلة،
الرقابة والسيطرة وتشغيل طائرات من دون طيار وباقي الوسائل الاستخبارية
للقوات الأمنية العراقية.
ما الذي يحاول أوباما تحقيقه؟
إعلان الرئيس أوباما عن الانسحاب يهدف إلى تحقيق عدة أهداف، الأول، تعزيز
مركزه ومركز الحزب الديمقراطي وسط الجمهور الأميركي عشية انتخابات الكونغرس
الشهر القادم.
وهناك هدف إضافي هو إيجاد دفع إلى الإمام في بغداد، بعد الحائط المسدود
السياسي التي وجد الحكم في العراق نفسه فيه. منذ الانتخابات العامة التي
جرت في شهر آذار من هذا العام لم تنجح الأحزاب والكتل السياسية الشيعية
السنية والكردية من التوصل إلى اتفاق بينهم على تشكيل الحكومة، وهذا الأمر
قد يؤدي إلى مصادمات وأيضا إلى حرب أهلية. إيران تتحرك من وراء الستار بهدف
سيطرة أتباعها الشيعة على العراق، سوريا سوية مع السعودية ودول عربية أخرى
تتجه نحو حكومة مشتركة يكون فيها تمثيل كبير للسنة والعراقيين العلمانيين.
الولايات المتحدة تدعم هذا التوجه، لكنها لم تنجح في فرض رغبتها على
الجهات السياسية في العراق.
لا يريد احد حرب أهلية في العراق، حتى الإيرانيين. الرابحون الوحيدون من
هذا الأمر هم عناصر القاعدة في العراق. سبب آخر لإعلان أوباما علنا وهو
رغبته إرسال رسالة إلى سكان أفغانستان والرئيس حميد كرازي. يريد أوباما
بذلك التوضيح أن القوات الأميركية لا تنوي البقاء كقوات احتلال في
أفغانستان أيضا، ولذلك لا سبب لمساعدة طالبان على مقاتلة من هو على وشك
الانسحاب من أفغانستان بعد حوالي سنة.
وبذلك يأمل أوباما على ما يبدو أن يقلل من الكره والتذمر الذي ينشره
الأفغان الذين يقاتلون الأميركيين وقوات الناتو, الرئيس كرازي حصل على
مؤشرات واضحة أن عليه الإسراع في بناء القوات الأمنية التابعة له، لأنه
سيبقى مع مؤيديه بعد سنة من دون أي قوات قادرة تحافظ عليهم وعلى حكومتهم
الفاسدة.
إذا نجح السياسيون في العراق بتشكيل حكومة مستقرة، فرض الأمن في بلادهم وصد
محاولات إيران تحويل العراق لأرض لها، قد يؤدي إلى تعزيز مركز الولايات
المتحدة في المنطقة والمساهمة في تحسين صورة أوباما. وإذا فشلوا، فان
الانسحاب من العراق سيضعف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وبشكل غير
مباشر مركز إسرائيل، وبكل ما يتعلق بالمساعي إلى إيقاف البرنامج النووي
الإيراني، لكن أيضا فيما يتعلق بالمساعي الأميركية للوصول إلى نتائج فعلية
في المفاوضات السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين".
ــــــــــــــــ
الانسحاب من العراق وتأثيره على إسرائيل
المصدر: "إسرائيل اليوم – زلمان شوفال"
" الخطبة الباهرة التي أعلن فيها الرئيس اوباما قبل اسبوع اجلاء أكثر جنود
الولايات المتحدة عن العراق لم توجه الى آذان عراقية، بل ألى آذان أبناء
بلده الامريكيين. إن المستشارين السياسيين للرئيس – وهم دائما المستشارون
السياسيون لا المستشارون الفنيون، قرروا أنه ينبغي عمل عمل قبل انتخابات
مجلس النواب وتمكين الرئيس من أن يبدو بأنه يعد باعادة الشبان الى البيت من
العراق حتى نهاية آب وأنه يفي بذلك!
ليست الولايات المتحدة كما تعلمون هي الدولة الوحيدة التي تتغلب فيها
تقديرات السياسة الداخلية أحيانا على مصالح أخرى وفيها مصالح استراتيجية،
وندخل نحن الصورة هنا. لا شك في أنه ستكون لقرار الاجلاء تأثيرات بعيدة
الأمد في اسرائيل. وفي العراق نفسها ستزداد الفوضى والعنف بين الطوائف وبين
الاديان، وتتغلب توجهات التحطيم الداخلي: فالشيعة ضد الشيعة، والشيعة ضد
أهل السنة وأهل السنة ضد أهل السنة، وجميعهم ضد الاكراد والعكس.
سيكون الخمسون ألف جندي أمريكي الذين سيبقون الان في العراق أكثر تعرضا
للهجمات الارهابية، وعلى كل حال، قد تتضرر مكانة الولايات المتحدة في
المنطقة بعامة. وكما قال دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى سابق، "القاعدة
وطالبان أيضا قرأتا خطبة الرئيس"، وتفسيرهما لها أن قرار أوباما هذا دلالة
أخرى على الضعف الامريكي. وبهذا يشبه وضع الولايات المتحدة وضع اسرائيل بعد
الجلاء العاجل عن جنوب لبنان وعلى أثر الانفصال عن غزة.
كما زعم حزب الله انه "طرد" الجيش الاسرائيلي عن لبنان، وادعت حماس أنها
"طردت" اسرائيل عن غزة، ستزعم الجهات الارهابية في العراق أنها طردت
الامريكيين. وفي هذه القضايا ليست الحقائق هي المهمة بل التصورات. وطهران
بطبيعة الأمر هي التي تفرك يديها مستمتعة في هذه الايام.
إن ايران تعمل بواسطة الأكثرية الشيعية في العراق على جعل الدولة منطقة
تأثير ايراني واضح. وبرغم ان الشيعة العراقيين ليسوا بمنزلة تابع آلي
لايران، يشكلون بيقين قاعدة واسعة سهلة لتغلغل ايران وتمكنها. وفي مقابلتهم
يهب السعوديون وامارات الخليج التي تخاف ازدياد التأثير الايراني الشيعي
لا في جارتها العراقية فحسب بل عندها في الداخل. وان ما تراه انطواء
امريكيا هو دلالة تنذر بالسوء.
والرسالة واضحة تثير التفكير عند اسرائيل أيضا. فـ "الجبهة الشرقية"، التي
كان هنالك من ظنوا خطأ أن حرب الخليج لبوش الأب وحرب بوش الأبن قد صرفتها
عن العالم الى الأبد، قد تصبح في المستقبل أشد تهديدا مما كانت حتى في فترة
صدام حسين.
سيقتضي هذا الاستنتاج استعدادا أمنيا مختلفا عن الموجود اليوم وربما عن ذلك
الذي كان معقولا في السنين الاخيرة. إن العمق الاستراتيجي الأدنى لاسرائيل
كما تعلمون هو أرض المملكة الاردنية (وعندها من الاسباب ما يجعلها تقلق)،
ويكاد غور الاردن يكون آخر خط يمكن عنده وقف تغلغل مادي لغاز محتمل أو تسلل
عناصر ارهابية.
إن هذا الواقع حتى وان لم توجد أسباب أخرى سيوجب على اسرائيل في كل تفاوض
في تسوية في المستقبل مع الفلسطينيين أن تصر بشدة على ابقاء غور الاردن في
يديها. يتلهى الفلسطينيون، وعدد من الاسرائيليين أيضا بفكرة إقامة قوات من
حلف شمال الاطلسي هناك ("بشرط ألا تشتمل على يهود") أو قوات دولية أخرى
(والولايات المتحدة غير متحمسة في هذه المرحلة).
لكن تجربتنا مع اليونيفيل كافية كي نشك شكا جديا في هذا المقترح".