أخبار ومقالات مترجمة من صحافة العدو
80 جيبا اسرائيليا على طول الحدود مع لبنان
المصدر: "يديعوت احرونوت"
" قالت مصادر عسكرية إسرائيلية ان السياج الحدودي في الشمال لا يتطابق مع
الحدود الدولية. فعلى طول الحدود التي تمتد على مدى 130كم يوجد نحو 80 جيبا
اسرائيليا شمالي السياج. ومنذ حرب لبنان الثانية يحرص الجيش الاسرائيلي
على اظهار التواجد في هذه الجيوب، بينما قبل الحرب امتنع عن ذلك. وأمس عمل
الجيش الاسرائيلي داخل واحدا من هذه الجيوب – بعد أن بلغ عن ذلك مسبقا
الجيش اللبناني. وحتى أن قيادة اليونيفيل ترى بان جنود الجيش الاسرائيلي لم
يدخلوا الاراضي اللبنانية، في أي مرحلة من المراحل".
ــــــــــــــــــــــــ
الجيش اللبناني اعد كمينا فتاكا للجيش الإسرائيلي
المصدر: "يديعوت احرونوت"
" التسلل العميق لحزب الله الى داخل الجيش اللبناني في جنوب لبنان، والتوتر
المتصاعد على الحدود الشمالية، بلغ أمس نقطة الغليان: لاول مرة منذ حرب
لبنان الثانية وقعت أمس حادثة خطيرة بين جنود الجيش الاسرائيلي والجيش
اللبناني، جبت حياة قائد الكتيبة المقدم احتياط باري (دوف) هراري.
في محاولة لزيادة قدرة الرقابة نحو لبنان، ولتقليص قدر الامكان تهديد
اختطاف جنود، ينفذ الجيش الاسرائيلي على أساس ثابت، اشغال كشف في الجيوب
على الخط الحدودي، خلف السياج الفاصل، ولكن ضمن الاراضي الاسرائيلية كما
حدده الخط الازرق. وفي هذه الاشغال تعمل جرافة ورافعة مع كف طويلة تقص
الاشجار والنباتات. وامس في ساعات الظهيرة خرجت قوة هندسة من الجيش
الاسرائيلي الى جانب قوة احتياط لتنفيذ مهمة كشف عادية بجوار مسكاف عام في
الجليل الاعلى. وفي الجيش الاسرائيلي يوضحون بان النشاط نسق مع اليونيفيل،
والاخيرة وضعت الجيش اللبناني في صورة الوضع.
ولكن رغم التبليغ المسبق، قرر الجيش اللبناني ان يرد بشكل عدواني: دون
اعلان ودون نار تحذيرية في الجو، فتحت قوة من الجيش اللبناني كانت تعد نحو
15 جنديا النار نحو قوة الجيش الاسرائيلي. واصيب جراء النار بجراح خطيرة
قائد الكتيبة المقدم احتياط دوف هراري وقائد السرية النقيب عيزرا لقية.
واخلي الضابطان من المكان بمروحية الى مستشفى رمبام في حيفا، ولكن قائد
الكتيبة هراري لم ينجو من الاصابة الخطيرة وتوفي متأثرا بجراحه.
النار التي قضت على حياة هراري وادت الى جرح لقية كانت نار قناصة. فقد
اطلقت نحو غرفة الرقابة حيث كانا يشرفان منها على المكان. وفي الجيش
الاسرائيلي يشرحون بان الحديث يتعلق بنار قناصة واصابة دقيقة للرجلين،
وعليه فالتقدير هو أن المسألة كانت كمينا مدبرا.
في اعقاب اطلاق النار، هاجم الجيش الاسرائيلي بنار المدفعية، والمروحيات
والمدرعات، المكان الذي فتحت منه النار ونحو استحكامات الجيش اللبناني،
واصاب قيادة الكتيبة اللبنانية. وقتل جراء ذلك ضابط وثلاثة جنود لبنانيون،
وصحفي.
في هذه المرحلة، كما روى أمس قائد المنطقة الشمالية غادي آيزنكوت، وصلت
توجهات من القيادات العليا في الجيش اللبناني لوقف اطلاق النار، وفي ضوء
ذلك في الساعة 14:00 أوقف الجيش الاسرائيلي النار. غير أنه بعد وقت قصير من
ذلك استأنف الجيش اللبناني اطلاق النار واطلق اربعة صواريخ ار.بي.جي نحو
دبابة من الجيش الاسرائيلي. الصواريخ اخطأت الدبابة والجيش الاسرائيلي رد
بالنار نحو الخلية ونحو القيادة في العديسة. واستمر اطلاق النار حتى الساعة
15:00.
ويضيف مراسلنا ايتمار آيخنر بان محافل سياسية رفيعة المستوى وصفت أمس الحدث
بانه "كمين مدبر". ومع أنهم في الجيش الاسرائيلي يعرفون جيدا التواجد
المتعاظم لحزب الله داخل الجيش اللبناني، فان المسؤولية الكاملة عن الحدث
الذي خرق الهدوء في المنطقة يلقونها على الحكومة اللبنانية.
وأشار اللواء آيزنكوت أمس الى انه "في الاشهر الاخيرة يقوم الجيش اللبناني
باستفزازات على طول الحدود، بما في ذلك محاولات اطلاق النار على طائرات
الجيش الاسرائيلي. ولكن هذه هي المرة الاولى التي يفتح فيها الجيش اللبناني
النار المقصودة. ليس واضحا لمن كانت المبادرة، ولكننا نقدر بان الجيش يعمل
باطار الروح السائدة لديه التي تملي ابداء عدوانية تجاه الجيش
الاسرائيلي".
مصادر رفيعة المستوى في الجيش الاسرائيلي أشارت امس الى ان محافل رفيعة
المستوى في اليونيفيل اشارت امامها الى أن نشاط الجيش الاسرائيلي كان
مبررا، في الظروف التي وقع فيها الحدث. وفي الجيش الاسرائيلي يشددون على
أنه ستتواصل اليوم كالمعتاد اعمال الكشف.
أمس، بعد أن انتهت المعارك، حذر مسؤولون في الجيش الاسرائيلي فقالوا: في
المرة التالية الحدث سينتهي بشكل مختلف. رئيس الاركان غابي اشكنازي صعد أمس
الى الشمال كي يتابع عن كثب المجريات.
من خلال اليونيفيل، الامم المتحدة ومحافل دولية على اتصال مع اللبنانيين،
نقلت امس اسرائيل رسائل حادة الى الحكومة اللبنانية حذرت فيها من مغبة
التصعيد على طول الحدود. وسيجتمع المجلس الوزاري السياسي - الامني هذا
الصباح للبحث في التصعيد في لبنان، في نار الصواريخ نحو ايلات والعقبة وفي
استئناف نار الغراد من غزة نحو الجنوب. وتقررت الجلسة قبل الحدث على الحدود
اللبنانية أمس".
ــــــــــــــــــــــــ
اللواء التاسع في الجيش اللبناني مسؤول عن الحادث
المصدر: "يديعوت احرونوت"
" يقدرون في الجيش الاسرائيلي ان الحادثة الدموية قرب مسكاف عام، هي مبادرة
من اللواء التاسع في الجيش اللبناني – وهو اللواء شيعي، والكثير من عناصره
يؤيدون حزب الله، ويعملون على من اجل مصلحته.
حسب هذا التقدير، فان قائد سرية في اللواء، او نائب قائد كتيبة، هما اللذان
خططا للحدث وكلفا القناصة الذين فتحوا النار باتجاه جنود الجيش
الاسرائيلي. وفي الجيش يتابعون منذ زمن بعيد التطرف في الجيش اللبناني.
وكما يذكر، فقد رابطت وحداته في الجنوب بعد حرب لبنان الثانية لصد حزب
الله، ولكن بالتدريج - وبقدر ما، تزايد مؤيدو حزب الله في التجند الى
صفوفه، واصبح خادم هذه المنظمة الارهابية، وعدوا مكشوفا وفظا للجيش
الاسرائيلي.
ولكن يوجد ايضا تقدير آخر، وبموجبه، هذه ليست مبادرة محلية بل استفزازا جرى
التخطيط له في قيادة الجيش اللبناني. ودليلان يشيران الى ذلك: الاول يبدو
أنه لا توجد لحزب الله الان مصلحة في تسخين الحدود، وانه نفسه فوجيء
بالحدث. والثاني، الاستعدادات الدقيقة التي اجراها الجيش اللبناني للحدث:
مثلا، المصورون الذين جيء بهم مسبقا لتغطية الحدث، والاستعدادات التي من
الصعب الافتراض بان قائد محلي كان سيتجرأ على تنفيذها دون تعليمات من فوق".
ــــــــــــــــــــــــ
كادت الحرب أن تقع في الشمال
المصدر: "إسرائيل اليوم – يؤاف ليمور"
" كانت حادثة يوم امس، حادثة ترسم الوقائع، وبعدها تظهر الأمور بشكل آخر.
فإذا نجح الجيش الإسرائيلي بالرد بشدة كافية، وردع، فسنواصل التمتع بالهدوء
على الحدود مع لبنان. لكن إن لم تستوعب الرسالة لدى الجانب الآخر، قد نقف
على حافة هاوية، ونهايتها مواجهة جديدة في الشمال.
دفعت الخشية يوم أمس بكبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي إلى الطلب بمواصلة
الرد، وجباية ثمن إضافي من الجيش اللبناني، الذي بادر إلى الهجوم من دون
سبب، إلى أن يصرخ "كفى" ويلتزم بشكل واضح بعدم تكرار ما قام به. رفض الطلب
من قبل المستوى السياسي، الذي خشي من التصعيد غير المضبوط، وقرر "احتواء"
الحادثة.
هذا القرار معقول في نظرة إستراتيجية، وبالتأكيد على خلفية الفوضى السياسية
الداخلية في لبنان، المتوقع أن تشتد في اعقاب نشر استنتاجات المحكمة
الدولية التي تحقق في تصفية رفيق الحريري. وهذا التصعيد كان سيعطي حزب الله
فرصة كان بالتأكيد سيستغلها للدفاع عن الكرامة اللبنانية وتوحيد جميع
القوى حوله. وكانت اعتبرت إسرائيل، مرة أخرى، عدائية، ولن يتذكر أي شخص من
الذي بدأ ولماذا. فأصبع الاتهام سيوجه، كالمعتاد، فقط باتجاهنا.
والآن، هذا القرار المعقول، يبقي على شعور غير مريح كثيرا. قد يكون من
المنطقي ان يقوم حزب الله بهذا الحادث، لان الأمر يتعلق بمنظمة إرهابية،
لكن عندما يقوم ذلك الجيش اللبناني المفترض أن يساعد بالحفاظ على الهدوء،
فذلك ليس فقط خرقا للقرار 1701، بل تقريبا إعلانا لحرب.
حسب تفسير الجيش الاسرائيلي، كان السبب انه جرى استبدال استبدال ضباط في
اللواء اللبناني المنتشر في المنطقة ومجيء ضابط جديد، حازم جدا، أراد رسم
الحدود للجيش الإسرائيلي. وجنوده فهموا "تفكير القائد"، وعملوا ضد ما
اعتبروه مس بالسيادة اللبنانية، والجيش هاجم مباشرة نفس الكتيبة، للتوضيح
أنها تجاوزت الحدود.
لنأمل أن يكون الجيش اللبناني قد فهم واستوعب. الاختبار سيكون هذا الصباح،
عندما يواصل الجيش الإسرائيلي الأعمال على طول الحدود، وأحيانا خارجها، لكن
في الوقت الحالي في الجزء الإسرائيلي للحدود.
من لعب دورا مركزيا في مساعي التهدئة هي اليونيفيل، التي صحيح أنها ضعفت
مؤخرا لكنها لا تزال حساسة جدا للوضع على الأرض، فعندما ابلغها الجيش
الإسرائيلي يوم أمس أن في نيته تنفيذ الأعمال، طلبت تجميدها 48 ساعة بحجة
أن قائدها موجود في نيويورك والخشية من اندلاع النيران في غيابه.
فهل أن اليونيفيل عرفت أم فقط شكت أو خشيت؟، الأمر غير واضح، لكن ليس مهما
كثيرا. فضلوا في إسرائيل تجاهل الطلب والعمل، بشكل خاص للحفاظ على السيادة.
الآن هذه السيادة تواجه الاختبار. لنأمل أن يكون الرد يوم أمس كافيا،
لأننا قد نجد أنفسنا في القريب مع وقائع جديدة قديمة في الشمال".
ــــــــــــــــــــــــ
عود الثقاب لدى نصر الله
المصدر: "معاريف – عميت كوهين"
" التقدير في إسرائيل أن الصيف سيكون هادئا اسرائيل للاشهر القريبة
المقبلة. ليس لدى أحد في المحيط، كما يعتقدون عندنا، رغبة او نية بتسخين
الجبهة. الجميع يريدون الهدوء، ولكل واحد اسبابه. ولكن سلسلة الاحداث في
الايام الاخيرة – صاروخ في عسقلان، وابل من الصواريخ على ايلات وتبادل
اطلاق النار على الحدود الشمالية، تدل كم هي التقديرات هنا، بما في ذلك تلك
القائمة على اساس معلومات موثقة وفهم معمق، هي هشة وآنية. اليد الموجهة،
اتي تربط بين الاحداث الثلاثة، غير موجودة، ولعل هذه هي المشكلة، لو كان
هناك عنوان واحد، لكان ممكنا تقدير نواياه.
في الواقع الحالي، فان القدرة على جر المنطقة باسرها الى التصعيد توجد في
ايدي عديدة جدا، يكاد لا يكون هناك سبيل للتوقع متى واين سيقع الانفجار.
وهذه الوضعية قائمة في قطاع غزة منذ زمن بعيد، ولكن أمس تعرفنا على أنه في
لبنان ايضا اضيف لاعب جديد الى الساحة.
قضى الافتراض الاساسي دائما، بان اعواد الثقاب توجد بيد حزب الله. اما
الجيش اللبناني فيكاد لا يعتبر عنصرا اشكاليا. ولكن في السنوات الاربع
الاخيرة – السنوات التي انتشر فيها الجيش اللبناني في منطقة الجنوب لفرض
الهدوء – تسللت روح حزب الله الى داخل صفوفه. وكلمات مثل مقاومة، استفزاز
وصمود امام اسرائيل ابعدت الجيش اللبناني عن اليونيفيل وخلقت توترات مع
الجيش الاسرائيلي. وفي الاشهر الاخيرة مثلا سجل عدد من الاحداث هدد فيها
عناصر الجيش اللبناني بالسلاح بل وبصواريخ ار.بي.جي جنود الجيش الاسرائيلي.
وبالذات، وجد حزب الله نفسه أمس في وضعية غير معروفة. من جهة، التصعيد مع
اسرائيل لا يخدم مصلحته، حيث يحاول العمل ضد تقرير المحكمة الدولية في
موضوع اغتيال الحريري. وواضح لحزب الله بانه اذا ما استمر التوتر او اذا
ارتفع عدد المصابين اللبنانيين، فسيضطر الى الانجرار الى الداخل، رغم
ارادته. من جهة اخرى، لا يمكن لنصرالله أن يتجاهل مثل هذا الحدث، الذي تدير
فيه هيئة عسكرية اخرى "الصراع" حيال اسرائيل ويمس باحتكاره. فتوتر كهذا
يمكن أن ينتهي في غضون 24 ساعة، ولكن يمكنه أيضا أن تصبح، دون ان يقصد احد
ذلك، تصعيدا غير قابل للتحكم به".
ــــــــــــــــــــــــ
يهربون من الاشتعال في الشمال
المصدر: "معاريف – عوفير شيلح"
" في اسرائيل لم يعرفوا أمس ما يقولونه حول من بالضبط في الجانب اللبناني
قرر بان هذه المرة وجوب الرد بالنار على نشاط اعتيادي للجيش الاسرائيلي في
السياج الفاصل. فمنذ زمن يترافق هذا النشاط في "ظل" عناصر من الجيش
اللبناني، الذين يتابعون جنود الجيش الاسرائيلي وبين الحين والاخر يلعبون
بالسلاح كتهديد، تجاه ما يعتبر خرقا للسيادة اللبنانية.
يحتمل جدا ان لا تكون خلية القناصة اللبنانية، كمينا معد مسبقا لفتح النار،
بل استعدادا اعتياديا تحول الى نار، بسبب ما وصفه الجيش الاسرائيلي أمس بـ
"روح القائد"، ويدور الحديث عن قائد في مستوى محلي. وأغلب الظن، لم يكن
أمرا من فوق – بمعنى من بيروت – بفتح النار.
من جهة اخرى، لم يكن هذا ايضا جندي مجنون أخذ المبادرة على عاتقه. الحماسة
من بيروت بدت واضحة منذ زمن، يشعلها حزب الله، الذي لديه مصلحة صرفة في
الاحتكاك بين اسرائيل ولبنان: الحزب نفسه بقي في الظاهر خارج اللعبة، اما
التضامن الذي تخلقه المواجهة معنا فيساعده، وبالتأكيد في هذه الايام الصعبة
ربطا بنشر التقرير الذي يتهم بعض من كبار عناصره، باغتيال الحريري.
بين حزب الله والجيش اللبناني في جنوب لبنان علاقات حميمة. الجيش يساعد
الحزب في التملص من رقابة الامم المتحدة، وحزب الله لا يتحدى السيادة
المزعومة للجيش في المنطقة، التي لديه فيها القوة شديدة. الواضح انه كان
الوقود من جملة امور أخرى، اما عود الثقاب، فغير واضح إلى الان.
في اثناء الانسحاب من لبنان في ايار 2000 طرحت مسألة الاستعدادات على
الحدود. رئيس الوزراء في حينه ايهود باراك كان قاطعا في القول ان الشرعية
الدولية تفوق الاعتبارات التكتيكية. في اكثر من 30 نقطة، لم يكن واضحا فيها
اين بالضبط تمر الحدود الدولية او انها مرت في اماكن اقل راحة للدفاع،
استعدت اسرائيل، في نهاية المطاف، من الجنوب او من الشرق (في اصبع الجليل)
على الحدود. ومع السنين بدأ النشاط في الجيوب التي بين السياج والحدود، وهي
أعمال نسقت مع الامم المتحدة، ومن خلالها مع الجيش اللبناني. اللبنانيون
رأوا دوما فيها خرقا للسيادة، ولكنها كانت بتنسيق مع الامم المتحدة، ولم
تجر حتى الان رد فعل مشابه.
الرد من على الجانبين يظهر كم هي أحداث صيف 2006 دامغة فيهما. من الجانب
اللبناني بدأت فورا تقريبا مساعي التهدئة. في الجانب الاسرائيلي كانت في
الساعات الاولى معضلة حول عمق الرد: مواقع الجيش اللبناني معروفة لشعبة
الاستخبارات جيدا، وكان يمكن المس بها مسا اكثر شدة. ولمن لا يذكر، فانه
قبل كثير من اجتماع الحكومة والمجلس الوزاري في 12 تموز 2006، كان الجيش
الاسرائيلي نفذ خطة رد واسعة في كل ارجاء جنوب لبنان على اختطاف غولدفاسر
وريغف – رد جر نار الكاتيوشا كرد فعل مضاد، وعمليا اشعل حرب لبنان الثانية.
في نهاية المطاف تقرر أمس عملية محلية، مست أساسا بالجيش اللبناني في
القاطع الذي نفذ فيه النار. ومع كل التحفظات على أداء الجيش اللبناني وقربه
من حزب الله، لا تزال اسرائيل تفضل وجودا لبنانيا رسميا بجوار السياج. كما
أنها على وعي بالحماية الدولية التي للجيش، ولا سيما من جانب الامريكيين.
احد لا يوهم نفسه في أن الجيش اللبناني بالفعل يحمي حدود اسرائيل من النشاط
المعادي، ولكنه لا يزال افضل من وضع لا يكون فيه جيش، ويطرد فيه حزب الله
الامم المتحدة، وما تحقق كانجاز سياسي في نهاية حرب لبنان الثانية ، سيشطب
تماما.
وفي الخلفية لا يزال يصدح السؤال الكبير: ماذا يقف خلف التصريحات الحربية
في الجانبين والتي تنطلق منذ اشهر عديدة؟ هاكم مثال من الماضي القريب: صيف
2007 كان مفعما بالتصريحات عن امكانية التدهور مع سوريا، كنتيجة لـ "سوء
التقدير". في النهاية تبين أنه لم يكن هنا تخوف من الوقوع في الخطأ، بل شيء
معروف جيدا – المفاعل في دير الزور، الذي قصف في ايلول.
فهل هذه المرة ايضا يقع خلف الكواليس شيء كبير، لا نزال لا نعرفه؟ كل
المؤشرات تدل على ان الحال ليس كذلك. المكتشفات المتواصلة في لبنان عن
شبكات التجسس والتنصت المنسوبة لاسرائيل وان كانت تخلق اجواء تصعيد، الا
انه يبدو ان التحليل الاساسي في اسرائيل لا يزال على حاله: ليس لاحد مصلحة
في الاشتعال. اذا ما وقع هذا، فجذوره ستكون في ايران، راعية حزب الله
ومقررة خطواته اكثر مما كان قبل أربع سنوات.
للقوات على جانبي الحدود الدروس المريرة للصيف اياه، عام 2006، و لا تزال تشكل اشارة تحذير ناجعة".
ــــــــــــــــــــــــ
حقائق حادثة خرق الهدوء على الحدود الشمالية
المصدر: "إسرائيل اليوم – العميد يعقوب عميدرور (ضابط استخبارات سابق)"
" حادثة اطلاق النار على الحدود الشمالية لا تزال موضع فحص، ولكن منذ الان يمكن الاشارة الى عدة حقائق.
أولا، فتح النار جاء من قبل الجيش اللبناني على قوة اسرائيلية نفذت اشغالا
داخل نطاق دولة اسرائيل، ولكن من شمالي السياج (السياج في هذه المنطقة يوجد
جنوبي خط الحدود في داخل الاراضي الاسرائيلية). ثانيا، يدور الحديث عن قوة
نفذت اشغالا في المنطقة بعد تنسيق مع اليونيفيل، المسؤولة عن القاطع.
ثالثا، في الجيش اللبناني اتخذ قرار واعٍ بتوسيع الحدث وعدم احتوائه، من
اللحظة التي ردوا فيها باطلاق النار على الرد الاسرائيلي. وهناك من يحاول
ربط الحدث مع رغبة حزب الله في اشعال نار كبيرة، لمنع نشر الاتهامات ضده
بشأن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
هذه الامكانية يمكن ان تتضح كصحيحة فقط اذا كان الحديث يتعلق بقرار قائد
محلي يخضع لتأثير حزب الله، وان كان هناك كهؤلاء غير قليلين في الجيش
اللبناني، ويبدو أن الحال كذلك. في تبادل اطلاق النار الاول لم ينضم حزب
الله الى النار، ويبدو انه في هذه المرحلة يفهم بان لديه الكثير مما يخسره
اذا ما تحولت الحادثة بين الجيشين الى حدث يكون فيه حزب الله هو القوة
الرائدة، وبالتالي الهدف الاساسي للجيش الاسرائيلي.
الحكومة اللبنانية، التي يخضع لها الجيش، بما في ذلك الوحدة التي فتحت
النار، ستكون ملزمة بان تتخذ قرارات غير سهلة، ومن المهم ان توضح لها
اسرائيل بالقول وبالفعل بان هناك ثمنا لخرق وقف اطلاق النار، حتى لو كانت
المسألة تتعلق بالجيش اللبناني الذي طوره الامريكيون مؤخرا.
هذا الايضاح مهم ليس فقط بسبب الحاجة الى منع احداث مشابهة في الجبهة، بل
وايضا للايضاح لجيراننا بان اسرائيل لن تتردد في استخدام القوة اذا ما خرقت
القوانين الدولية في اعمال ضدها. فضلا عن ذلك، على حكومة اسرائيل أن
تستخدم كل الادوات السياسية كي ترفع الى مداولات مجلس الامن وان تتأكد
بالفعل بان تقف اليونيفيل خلف العملية الاسرائيلية بصفتها نسقت عمل الجيش
الاسرائيلي في المنطقة.
في الوقت الذي تجري فيه معركة على شرعية اسرائيل في الدفاع عن نفسها، حيث
أن غير قليل من كارهيها يشككون في هذه الشرعية، يجدر باسرائيل أن تستغل
الحدث الصعب كي تحظى على الاقل بعدة نقاط في المجال السياسي. ينبغي الثناء
على قيادة المنطقة الشمالية وعلى الجيش الاسرائيلي على نشاطه خلف الجدار في
الاراضي الاسرائيلية. وحسب التجربة، فان الامتناع عن تحقيق السيادة في هذه
الاراضي خلف العائق يسهل على اعدائنا مفاجأتنا، وعليه فان هذا النشاط هو
جزء هام من الاساليب الوقائية التي ينبغي للجيش الاسرائيلي أن يتخذها. كما
أنه حتى لو كانت هناك حاجة الى استخدام القوة لتحقيق هذا الحق، فيجب عمل
ذلك، ومن الافضل ساعة مبكرة أكثر".