الانفصال عن الفلسطينيين ضرورة استراتيجية
المصدر: "هآرتس – آري شبيط"
" قبل نحو من نصف سنة من الانفصال سئل بضع عشرات من قادة الرأي الاسرائيليين ماذا ستكون آثار الانسحاب من جانب واحد من قطاع غزة. جزم بنيامين نتنياهو أنه يكمن في الانسحاب من جانب واحد بلا خطر وجودي؛ وقدر عوزي أراد بأن الانفصال سيسبب تهاويا سياسيا – أمنيا؛ وزعم موشيه يعلون أن الانسحاب سيمنح الارهاب الدعم؛ وقدر موشيه أرنس أنه سينشأ نتاج الانفصال وضع استراتيجي جديد يكون فيه جنوب اسرائيل معرضا للتهديد الفلسطيني على الدوام؛ وتنبأ يعقوب عميدرور أن غزة ستصبح دولة حماس، وأن الصواريخ الفلسطينية ستبلغ أسدود وكريات غات؛ وتوقع نتان شيرانسكي أن يقوى التطرف الفلسطيني وتنشأ مسارات قد تتدهور الى حرب، أما رئيس بلدية سديروت آنذاك، ايلي مويال، فاقترح سيناريو مستقبل أهوج: "ثلاثون صاروخ تسقط على سديروت، فيقتل 6 ويجرح 10. ماذا تفعل اسرائيل؟ تدخل اسرائيل غزة. لكن دخول غزة ليس سهلا هذه المرة. فألغام وألغام جانبية وجنوب لبنان. وجنود قتلى. وبسبب قتل الجنود يستعمل الجيش الاسرائيلي نار أقوى يقتل مواطنون فلسطينيون ثم تورط دولي".
لا يمكن اخفاء الحقيقة وهي ان اليمين كان على حق. من آن لآخر يكون اليمين على حق. في المدة التي كانت فيها اسرائيل غارقة في نشوة الانفصال، رأى اليمين الواقع رؤية صحيحة. وفي الفترة التي تحدثت وسائل الاعلام كلها فيها ممتدحة الانفصال، أدرك اليمين ما سيحدث في المستقبل. فقد برهن فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية (2006) واستيلاء حماس على غزة (2007) على مبلغ بعد نظر القوميين.
كان اليمين على حق، لكن اليمين أخطأ ايضا. لقد فهم جيدا الاخطار الكامنة في الانسحاب لكنه لم يدرك البتة ضرورة الانسحاب. لقد أحسن توقع المستقبل القريب لكنه لم يتنبأ بالمستقبل البعيد. ولقد رأى أدق تفصيلات المشكلة العسكرية لكنه كان أعمى عن التهديد الاستراتيجي. لم يدرك اليمين قبل خمس سنين ما يرفض اليمين ادراكه اليوم أيضا وهو أن جرثومة الاحتلال أصبحت جرثومة مفترسة فتاكة.
كانت خطة الانفصال خطة كثيرة العيوب. فهي لم تنشىء في قطاع غزة وضعا بينا لانهاء الاحتلال تعترف به الامم المتحدة. ولم تصحبها خطة مارشل دولية تعيد بناء غزة وتعزز معتدليها. ولم تستكمل بسياسة ردع صارمة تمنع تحول قطاع غزة الى قاعدة صواريخ معادية تعرض تل ابيب للخطر. ولم تنشىء توازنا مقبولا في الرأي في الضفة الغربية ولم تمنح اسرائيل ذخائر سياسية طويلة الأمد. إن قوة خطط الانفصال كانت بأنها كانت تجربة جريئة أولى في نوعها لمواجهة الجرثومة المفترسة. كان المنطق الأساسي الذي وقف من ورائها قويا وما يزال كذلك.
قال منطق الانفصال ما يلي: على اسرائيل واجب وجودي واخلاقي أن تنهي الاحتلال. ليس لاسرائيل شريك فلسطيني لانهاء الاحتلال. وعلى ذلك يجب على اسرائيل الاخذ بخطوات محسوبة تقدمها في مراحل نحو انهاء الاحتلال. كلا لا احتمال لسلام كامل في المستقبل ا لقريب. لكنه لا بقاء أيضا للوضع القائم. ولما كان الأمر كذلك فعلى اسرائيل أن تأخذ مصيرها بيديها وأن تعمل بحكمة لوضع حد بينها وبين فلسطين. بهذا فقط تستطيع أن تضمن هويتها وشرعيتها على أنها دولة يهودية ديمقراطية. وبهذا فقط تستطيع ان تجعل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني صراعا محتملا، يخفت آخر الامر ليصبح سلاما.
أصبحت الصورة واضحة بعد خمس سنين من الخروج من غزة: كان الانفصال في 2005 مشكلا لكن استراتيجية الانفصال كانت وما تزال حيوية. الدرس من اخفاق الانفصال الاول هو ان الانفصال الثاني يجب ان يتم على نحو مختلف. لن يحل الانسحاب الى خطوط 67، ولن يحل الانسحاب بلا تأييد دولي، ولا يحل الانسحاب بغير تفاهمات صامتة مع الفلسطينيين المعتدلين. ولن يحل الانسحاب من غير أن يضمن رد حقيقي على تهديد الصواريخ. لكن لن يكون آخر الأمر خيار آخر. الانفصال خطر لكن الانفصال أقل خطرا من كل بديل آخر".
ــــــــــــــــــ
تغيير اتجاه لدى باراك أوباما
المصدر: "إسرائيل هيوم – زلمان شوفال"
" كما قال اريئيل شارون، "ما يرى من هنا لا يرى من هناك"، وقد تبين أيضا أن ، أوباما اضطر إلى تعلم ذلك. دخل الرئيس إلى البيت الأبيض وفي نيته إحداث تغيرات في كل المجالات، سواء على المستوى الداخلي أو في علاقات أميركا مع العالم، حتى لو كان الأمر مرتبط بخلق توترات مع حلفائها التقليديين، مثل بريطانيا وإسرائيل، وبناء على ذلك وضع سياسات التوجه نحو العالم العربي والإسلامي.
فلا مزيد من سياسات الإمبراطورية لسلفه، ولا مزيد من المواجهات الدولية والعمليات من جانب واحد بصيغة جورج دبليو بوش، بل محادثات وكلمات منمقة حتى مع المقرين بعدائهم لأميركا، إلى جانب العمل المشترك والتساوي، ضمن إطار الأمم المتحدة. كان هذا هو المقترح الإيديولوجي وبناء عليه حاول أوباما مع مساعديه إعادة بلورة الإستراتيجية الجديدة الأميركية في العالم. الهدف المركزي في هذه الإستراتيجية كان منع انتشار السلاح النووي في العالم، وهنا تبين لأوباما أن ليس إيران فقط من تقود خطوات سريعة للحصول على القنبلة النووية، فسوريا أيضا، بمساعدة كوريا الشمالية، لم تيأس بعد. وإذا لم يكبح السباق الإيراني، فان اغلب دول الشرق الأوسط ستسعى إلى القدرة النووية.
وليس مثل كلينتون وبوش، أوباما توقف عن بالتحدث فيما يتعلق بمعالجة المسألة الإسرائيلية الفلسطينية في السنتين الاولتين على توليه منصبه. حسب رأييه، معايير الاتفاق واضحة، وما هو مطلوب إقناع العالم العربي أن أميركا ليس في جيب الإسرائيليين. الخطوة الأولى في هذا الاتجاه كانت إجبار إسرائيل على الإيقاف المطلق للبناء داخل الخط الأخضر، بما في ذلك الأحياء المقدسية. لكن ذلك لم يساعد، بسبب الوقائع السياسية في إسرائيل وأميركا، وبشكل خاص لأنه تبين بأنه ليس من الواقع أو الحكمة اخذ موضوع ثانوي نسبيا، مثل المستوطنات، وتحويله إلى موضوع حاسم. النتيجة كانت أن الجانب الفلسطيني، تشجع من السلوك الأميركي، وفقط اتخذ مواقف أكثر تشددا اتجاه إسرائيل وزاد من مطالبه من أميركا. حتى أن توجه أوباما إلى الجمهور العربي في خطاب القاهرة لم يساعد، لان قادة الدول التي يسكن فيها هذا الجمهور أرادوا عملية صارمة ضد إيران بالذات، بينما أعداء أميركا رأوا في سلوكه علامة ضعف.
يمكث في واشنطن من يعرف استخراج الاستنتاجات وان التحول السياسي لن يتأخر في الوصول. وكما حصل في أحيان متقاربة، في تاريخ الولايات المتحدة، حصل تحرك بالدبلوماسية من الايدولوجيا إلى البرغماتية. بهذا الخصوص يجب أن نرى، على سبيل المثال، المناورات المشتركة مع كوريا الجنوبية، وكذلك قرار تزويد الوسائل القتالية للقوات الخاصة الاندونيسية، التي تحارب الإرهاب بسبب أساليب عملهم "الاستثنائية"، فالولايات المتحدة منعت التعاون معهم في فترة بوش.
لكن برز بشكل خاص تغير في السلوك اتجاه إيران، من اللحظة التي اعترف فيها الرئيس بفشله السياسي الأول، ترأس معسكر عمل لفرض عقوبات مشددة على إيران، ويبدو انه أعاد أيضا إلى جدول الأعمال خيارات لها أبعاد كبيرة".
ـــــــــــــــــــــ
دولة تخاف من ماضيها
المصدر: "افتتاحية هآرتس"
" رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقع قبل نحو اسبوعين على انظمة تقيد حرية الاطلاع على الارشيفات الحكومية. وكما كشف النقاب في "هآرتس" أمس، فان معلومات كان يفترض ان تفتح امام الجمهور والبحث التاريخي بعد 50 سنة – وستكون من الان فصاعدا سرية لعقدين آخرين. وسبق القرار ضغط كبير مارسه جهاز الامن واسرة الاستخبارات على امين سر الدولة، د. يهوشع فرويندلخ. وبحسب هؤلاء، فان "هذه المواد لا تزال غير مناسبة لاطلاع الجمهور عليها".
المعلومات التي ستبقى سرية، تتناول ضمن امور اخرى، اعمال الطرد وافعال الذبح بالعرب في حرب الاستقلال، اعمال الموساد في الدول الاجنبية، ملاحقات الاستخبارات للسياسيين من المعارضة في الخمسينيات واقامة معهد البحث البيولوجي في نس تسيونا ودار البحوث النووية في ديمونا. المعلومات لم تكن مفتوحة امام الجمهور حتى من قبل، والمراسيم الجديدة تعطي فقط مفعولا قانونيا باثر رجعي لاغلاق الارشيفات، الذي تم حتى اليوم، خلافا للقانون.
وحذر امين سر الدولة، من أن الاطلاع "سيكون له اثار بما يرتبط بالقانون الدولي". وتلمح اقواله بان اسرائيل ستظهر كخارقة للقانون اذا ما نشرت قصص محافل الامن والاستخبارات في الماضي. ولكن تفسيراته غير مقبولة. فاسرائيل، التي احتفلت هذه السنة بـ 22 سنة على قيامها، يمكنها وينبغي لها ان تتصدى ايضا للفصول الاقل بطولية في ماضيها وان تكشفها للجمهور وللبحث التاريخي. من حق الجمهور أن يعرف القرارات التي اتخذها مؤسسو الدولة، حتى لو كانت تنطوي على خرق لحقوق الانسان، التغطية على اعمال الجرائم، او مطاردة المعارضين السياسيين بادوات امنية. الدولة راشدة وقوية بما فيه الكفاية كي تحتمل الانتقاد الذي سيثور، اذا ما انكشفت، مثلا، شهادات لم تنشر بعد عن قضية دير ياسين.
مهمة المؤسسة الامنية واسرة الاستخبارات هي الدفاع عن الدولة في الحاضر، وليس اخفاء الماضي. أنظمة الارشيفات الجديدة، التي اعدت ردا على التماسات الصحف الى محكمة العدل العليا تسير في اتجاه معاكس لميل الانفتاح الذي تثبت في قانون حرية المعلومات – والذي وصفته المحكمة العليا بانه "قانون مرشد". الاسرائيليون جديرون بالتعرف على التاريخ مثلما حصل ووثق، وليس فقط على رواية خاضعة للرقابة ومزينة له".
ــــــــــــــــــــ
ليس هناك اجهزة استخبارات مهنية في لبنان
المصدر: "هآرتس – يوسي ميلمان"
" ليست موجة الاعتقالات أيضا في السنة الاخيرة في لبنان لمن عرفوا هناك انهم "عملاء الموساد" تغير رأي ولهلم (ويلي) ديتل، في "أن أجهزة الاستخبارات العربية، وفيها اللبنانية، غير ناجعة". ويعلم ديتل، الذي يسكن اليوم قرية صغيرة هادئة قرب ميونيخ ما الذي يتحدث عنه. فقد عمل مدة 11 سنة عميلا لجهاز الاستخبارات الاتحادي الالماني الـ (بي أن دي)، في الشرق الاوسط، في حين كان عمله صحفيا، في البدء في الصحيفة الاسبوعية الالمانية "كويك" وبعد ذلك مستقلا، غطاء لذلك.
جال ديتل في سورية ولبنان والاردن ومصر والسعودية وغيرها، والتقى ارهابيين وقادة جيش، وعناصر أجهزة سرية وسياسيين. وقد نقل بعض انطباعاته الى القراء في مئات من المقالات كتبها وفي كتب أيضا. وكتب جزء آخر سري في تقارير سلمها لمشغليه. وقد تم الكشف عن اسمه على الملأ قبل بضع سنين.
"أجل"، اعترف في حزيران 2007 في مقابلة مع ملحق صحيفة "هآرتس"، "كنت جاسوسا. كنت ما تسمونه في اسرائيل ضابط جمع، وكنت مشغلا لعملاء. جمعت معلومات وشغلت عملاء. ورشوت ضباط جيش. وسافرت في أنحاء الشرق الاوسط، في سورية ولبنان والأردن ومصر وعرضت حياتي للخطر في أثناء ذلك من أجل المانيا".
لكن ديتل وقع ضحية صراعات قوة في الـ (بي أن دي)، سببت نقض القاعدة الذهبية في كل نشاط سري لمنظمة استخبارية وهي الحفاظ على المصادر وبكل ثمن. دفع على أثر ذلك الى صراعات قانونية ادعى فيها على مشغليه في الماضي وعلى وسائل اعلام بسبب التشهير. خسر في بعض الصراعات وما يزال غيرها مستمرا حتى اليوم.
نشر ديتل في المدة الاخيرة كتابا عنوانه "جيوش الظلال: الاجهزة الاستخبارية للعالم الاسلامي"، في تاريخ الاجهزة السرية في دول مسلمة عامة وعربية خاصة. ويؤمل أن يجد أيضا ناشرا اسرائيليا يبدي اهتماما للكتاب. هذا اشد الكتب تفصيلا مما كتب في الموضوع منذ كتاب يعقوب كروز "الاستخبارات العربية"، الذي صدر في 1976، بعد أكثر من عقد من اعتزاله عمله نائبا لرئيس الموساد.
"أكثر الاجهزة العربية يختلف تماما عما يخطر ببالنا في الغرب ونحن نفكر في الاجهزة الاستخبارية. إن أساس عمل الـ بي ان دي على سبيل المثال هو جمع معلومات ذات قيمة استراتيجية او سياسية او عسكرية، وادراك او تقدير او تحليل اتجاهات؛ لا قتل اشخاص ولا تعذيبهم. أما الاجهزة العربية فترى أساس مهمتها الحفاظ على نظام الحكم او الزعيم، ولهذا فانها متوحشة لا كابح لها. وهي تقف فوق القانون؛ إنها القانون نفسه. فهي تعذب المشتبه فيهم بلا انقطاع؛ فاذا كان الأمر كذلك فما العجب ان يكون كثير من المشتبه فيهم مستعدين للاعتراف بكل جريمة. وفي رأيي ان هذا أحد اسباب انها نجحت ايضا في الكشف عن شبكة التجسس الاسرائيلية في لبنان".
بدأ الكشف عمن يسميهم اللبنانيون "عملاء الموساد" في تحقيق لأمن حزب الله الوقائي، الذي فحص عن سلوك شاذ لعدد من المشتبه فيهم، مثل اسراف في المال. وقد "اعتقلوا" بعد ذلك أي اختطفوا المشتبه فيهم وعذبوهم وابتزوا منهم اعترافات. آنذاك فقط نقلوهم الى الاستخبارات العسكرية المسؤولة عن الأمن الداخلي ايضا في لبنان.
على حسب نشرات في الأسبوع الأخير في لبنان وفرنسا، انحصرت موجة الاعتقالات الاخيرة في عمال كبار في "ألفا"، وهي شركة هواتف محمولة تعمل في لبنان منذ 1996. اعتقل أحد المعتقلين الذي تولى العمل في الجهاز التقني للشركة، بعد أن ثار شك فيه بسبب حملات شراء تبذيرية له في باريس. أنشأ حزب الله لمنع دخول الاستخبارات الاسرائيلية في نظام هواتف مستقلا برغم معارضة الحكومة السابقة المستقلة برئاسة فؤاد السنيورة، وثبت بهذا مكانته على أنه دولة داخل دولة. أنشأ هذا النظام من اجل حزب الله على أيدي خبراء من ايران وبنفقة منها. الشبكة منشورة في مناطق يسكنها الشيعة المخلصون للمنظمة.
يؤكد ديتل أن "الاستخبارات الاسرائيلية أخفقت في لبنان، لكن في كل ما يتعلق بالاستخبارات اللبنانية آخر الامر كان ذلك مسألة حظ أكثر من كونها عملا اختصاصيا" (يناقض كلامه هذا التقديرات في وسائل الاعلام الدولية التي تقوم ان العملاء كشفوا بفضل معدات رقابة متقدمة حصل عليها جيش لبنان من الولايات المتحدة). "لم أقرأ ولم أسمع رد اسرائيل"، يضيف ديتل، "لهذا لا أعلم ايضا ما الذي فعلته في هذا الشأن وأي الدروس استخلصتها. لكنني على ثقة لمعرفتي بالاستخبارات الاسرائيلية بأنه تمت تحقيقات واستنتجت استنتاجات مما حدث. استخبارات لبنان في رأيي كسائر الدول العربية لن تتغير حتى في المستقبل. ستظل غير ناجعة".
الحياة المزدوجة، وفي الشرق الاوسط، يكمن فيها غير قليل من الاخطار. فقد اعتقل ديتل في 1982 قرب مدينة حماة في سورية بعد زمن من المجزرة التي اوقعتها قوات الأمن بالاخوان المسلمين الذين تمردوا على نظام الحكم. أسمع ديتل محققيه مقابلة أجراها في أثناء زيارته مع وزير الاعلام السوري، وقال لهم انه حدد له مقابلة مع الرئيس حافظ الاسد. كان ذلك كذبا، لكن صعب عليهم بسبب خطوط هواتف مشوشة التحقق من المعلومات. إن الخوف من القصر الرئاسي، وتعرف صوت وزير الاعلام فعلا فعلهما فأطلقه المحققون.
تعزز هذه القصة كما يقول ديتل مزاعمه وهي أن العاملين في أجهزة الاستخبارات العربية يخافون الخطأ الذي يكلفهم مناصبهم إن لم نقل حياتهم أكثر من طموحهم الى تنفيذ عملهم تنفيذا فنيا".
ـــــــــــــــــــــ
مبارك يريد المفاوضات المباشرة في مصر
المصدر: "معاريف"
" طلب الرئيس المصري حسني الى من اسرائيل والولايات المتحدة، اجراء احتفال تدشين المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، في القاهرة. وحسب تقرير سري يجري تداوله في وزارة الخارجية الاسرائيلية، يرمي الطلب المصري الى تعويض القاهرة عن مساهمتها في المسيرة السياسية، وتعزيز مكانتها الاقليمية.
وتزايدت مؤخرا التقارير عن الحالة الصحية المتردية للرئيس المصري مبارك، والتقرير الذي وضعه باحثو مركز البحوث السياسية، وهو شعبة الاستخبارات التابعة للوزارة، يقدر بانه معني بانهاء فترة ولايته بانجاز دولي.
حسب التقرير، طلب مبارك جاء مقابل جهوده وجهود رجاله في اقناع الفلسطينيين والجامعة العربية بالموافقة على استئناف المفاوضات، أي لقاء مساهمة مصر، تطالب بثمن بسيط من ناحيتها: اعتراف بتميز الدور المصري في السياق الفلسطيني، وايضا مظاهرة رمزية للريادة المصرية، التي تحتاجها جدا في ضوء تآكل مكانتها الاقليمية.
كما يتبين من تقرير الخارجية بان مصر تفكر انه اذا لم تستأنف المفاوضات فقد تطلب الجامعة العربية بحثا خاصا في مجلس الامن في المسألة الفلسطينية. واشارت محافل سياسية غربية في هذا السياق الى أن الفلسطينيين قد يعلنون من جانب واحد عن اقامة دولة، ويطلبوا اعتراف مجلس الامن بها، وهو عمل لا شك سيتسبب بضرر لاسرائيل".
ـــــــــــــــــــــــ
الحكم على حارس اشكنازي الشخصي بالسجن بتهمة الاغتصاب
المصدر: "القناة السابعة"
" اصدرت المحكمة العليا في مدينة تل ابيب، على الحارس الشخصي لرئيس الاركان غابي اشكنازي، بالسجن ثماني سنوات وتعويض مالي بلغ 150 الف شيك (حوالي 50 الف دولار)، وبالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ, وذلك بتهمة محاولة اغتصاب فتاة قبل عدة أشهر على أحد شواطئ تل أبيب.
وجاءت العقوبة في اطار صفقة عقدت بين الادعاء العام ومحامي المتهم، ايري افراتي، بعد ان سعى الادعاء الى انزال عقوبة تصل الى عشر سنوات، لكن الصفقة قضت بذلك، نتيجة ان لا سوابق للمدعى عليه.
وكان إفراتي قد نفى في وقت سابق التهم الموجه إليه وادعى أن هناك خطأ في تشخيص الشخص المعتدي وأنه كان في المكان صدفة, لكنه تراجع بعد ذلك وأقر بالتهم الموجه إليه وأنه كان واقعا تحت تأثير الكحول الفاسدة".
ـــــــــــــــــــــــــ
اسرائيليون يحاولون اقناع الفلسطينيين بعدم اجراء مفاوضات مع نتنياهو
المصدر: "الاذاعة الاسرائيلية"
" حاول رئيس مجلس حزب كديما، عضو الكنيست ونائب رئيس الوزراء السابق حاييم رامون، إقناع رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، بألا تجري السلطة الفلسطينية مفاوضات مباشرة مع حكومة بنيامين نتنياهو. ولهذه الغاية، التقى رامون بعريقات في 8 تموز في فندق "أميركان كولوني" في القدس الشرقية، وتباحثا بتوسع في المحادثات بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وبحسب مصدر فضل عدم الكشف عن هويته، قال انه تواجد في فندق "أميركان كولوني" لعقد لقاء لا علاقة له بلقاء رامون مع عريقات، الأخيرين جلسا في مكان قريب منه، وأنه تمكن من سماع تفاصيل المحادثة كلها، لكنه رفض القول ما إذا كان قد سجلها.
وقال المصدر إن رامون قال لعريقات إنه تم إرساله للتحدث معه من قبل الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وأضاف أنه "خلال المحادثة كلها تم طرح فكرة أنه من الناحية العملية لا يوجد أي احتمال ولا جدوى من انتقال الفلسطينيين إلى محادثات مباشرة لأن نتنياهو لن يوافق على أي شي. وتابع رامون يقول انه لا جدوى من محادثات مع إسرائيل وأن أية محادثات ستكون إهدارا للوقت لأن الفلسطينيين لن يحصلوا على شيء من إسرائيل.
وجاء من مكتب بيريز انه طلب من رامون الضغط على عريقات من اجل البدء بمفاوضات مباشرة وبشكل فوري، مضيفا ان بيريز لا يحتاج الى وسيط في علاقاته مع عريقات، وأنه يلتقي معه بين حين وآخر.
اما رامون فنفى أقوال المصدر وقال إن "الحديث يدور عن شهادة سماعية مشوهة لشخص يدعي أن جلس بقربي في المطعم ويعتقد أنه سمع ما سمعه"، واضاف "من أجل إزالة الشكوك فإن قسما من أقوال المصدر لا أساس لها من الصحة والقسم الآخر هو تحليل من جانب شخص يدعي أنه سمع ما سمعه".
ـــــــــــــــــــــــ
نتنياهو : لا تمديد لتجميد الاستيطان في الضفة
المصدر: "هآرتس"
" اعرب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وللمرة الاولى، عن موقفه حيال تمديد فترة التجميد للبناء في الضفة الغربية، واكد انه يرفض التمديد ويطلب من الفلسطينيين والمجتمع الدولي بطرح مطالب لا تثير ازمة سياسية داخل الائتلاف الحكومي.
وقال نتنياهو خلال لقائه وزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس أمس، إن استمرار تعليق البناء في الضفة الغربية بعد 26 أيلول المقبل، هو أمر "مستحيل من الناحية السياسية الداخلية"، وسيؤدي إلى تفكيك الحكومة.
وفيما يطالب الفلسطينيون والإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي بتمديد تعليق البناء الاستيطاني لخلق أجواء تسمح بانتقال إسرائيل والفلسطينيين إلى مفاوضات مباشرة، فإن إسرائيل تتابع عن كثب مداولات لجنة المتابعة التابعة لجامعة الدول العربية، التي ستجري في القاهرة اليوم، بشأن الانتقال إلى مفاوضات مباشرة. وبحسب دبلوماسيين أسبان ومصادر سياسية إسرائيلية، فإن موراتينوس أوضح لنتنياهو أن موقف الاتحاد الأوروبي هو أن على إسرائيل تمديد فترة تعليق الاستيطان. وأضافت المصادر أن نتنياهو رد على ذلك بالقول إن تمديد تعليق البناء سيؤدي إلى تفكيك تحالفه الحكومي، وأشار إلى أن الشروط الأخرى التي يطرحها الفلسطينيون لاستئناف المفاوضات المباشرة هي "غير واقعية"، في إشارة إلى مطلب الفلسطينيين بأن تستند المفاوضات إلى حدود العام 1967.
واعتبر نتنياهو أنه ينبغي طرح مطالب بالإمكان الاستجابة لها ولا تثير أزمة سياسية داخل التحالف الحكومي وأنه "فقط عندما يتم التوصل إلى اتفاق دائم سيكون بالإمكان جمع تأييد شعبي وسياسي كافي للمصادقة عليه". وأضاف إذا استمر الفلسطينيون والمجتمع الدولي بطرح شروط لاستئناف المفاوضات المباشرة "قبل بدء هذه المفاوضات فإن هذا سيؤدي إلى تفكيك التحالف وسيمس بعملية السلام".
ـــــــــــــــــــــــــ
مروحية اليسعور التي تحطّمت شاركت في مناورةٍ أمريكية ـ إسرائيلية لمهاجمة أهداف عسكرية متواجدة في عمق الجبال مثل المنشآت النووية الإيرانية
المصدر: "موقع تيك دبكا"
" مروحية اليسعور CH-53 التابعة لسلاح الجو، والتي تحطمت واحدةٌ منها يوم الاثنين في جبال "كرباتيم" وسط رومانيا، وقتل جميع طاقمها المؤلف من سبعة أفراد، 6 إسرائيليين، وضابط روماني، كانت تتدرّب على مهاجمة أهداف تحت الأرض في الجبال المرتفعة، تشبه الأهداف التي يتدرّب عليها سلاح الجو الأمريكي والإسرائيلي لمهاجمتها في إيران.
الإيرانيون، بعد أن فشلوا في السنوات الثلاث الأخيرة ببناء منظومة دفاع جوي متطورة في محيط المنشآت النووية، وبشكلٍ خاص بسبب رفض الروس تزويدهم بصواريخ الاعتراض من نوع أس-300، يركّزون في السنتين الأخيرتين على نقل وتوزيع المنشآت النووية التابعة لهم إلى داخل أنفاق عميقة حُفِرَت تحت قمم الجبال العالية لأكثر من 2000 متر، وذلك لجعل إصابتها بصواريخ أو بطائرات أمراً صعباً.
الردّ الذي وجده عليه سلاح الجو الأمريكي وإسرائيل على هذه الخطوة هو مهاجمة طائرات ومروحيات قادرة على التحليق المنخفض، لعدم كشفها من الرادار الإيراني، بين تصدعات الجبال وبالقرب من القمم، وكذلك الظهور فجأة مقابل فتحات الأنفاق ومهاجمتها.
ارتفاع جبال الكرباتيم التي جرت المناورة فيها، مشابهٌ لارتفاع الجبال الإيرانية التي تتواجد فيها المنشآت، بين 2200 و 2500 متر.
وتشير مصادر أنّه يتمّ استخدام صواريخ خاصة في هذا الهجوم وتكون قادرةً على الدخول إلى فتحات الأنفاق، والانطلاق على طول النفق حتى لو كان متعرجاً، وفقط بعد أن يشخّص رأس الصاروخ الهدف، ينفجر بالقرب منه.
ويتطلّب هذا التدريب دقّةً عاليةً في استخدام المروحية، لأنّه على الطيران الانتقال خلال ثوانٍ من وضع الطيران على ارتفاع منخفض، إلى الطيران على ارتفاعات تأخذهم بالضبط مقابل فتحات الهدف، من دون الاصطدام بالصخور الجبلية المرتفعة مثل الحائط أمامهم.
وهذا هو سبب إكثار الكلام في سلاح الجو في الأيام الأخيرة عن أنّ التحطّم كان نتيجة خطأٍ بشري.
فقد دخلت المروحيات إلى داخل كتلة غيوم كانت فوق قمة الهدف الذي كان ينبغي على المروحيات مهاجمته في المناورة. وتدرّب الطيارون الأمريكيون والإسرائيليون أنّه في حالات وجود غيوم مقابل الهدف، يمنع الدخول فيها، بل ينبغي تجاوزها، لأنّه يُمنع على الطيارين والمساعدين فقدان الاتصال النظري مع الجبل الذي يهاجمونه. وبالفعل دخلت مروحيةٌ إلى كتلة الغيوم وتحطّمت بعد أن اصطدمت بصخرةٍ جبليةٍ مرتفعةٍ ظهرت فجأة.
وأشارت المصادر إلى أنّ حادثة المروحية كشفت أنّ سلاح الجو الإسرائيلي لا يتدرّب فقط على طائرات حربية للإغارة على مسافات بعيدة، مثل اليونان وبلغاريا، بل يتدرّب أيضاً على مروحيات ثقيلة مثل اليسعور، ولمسافات كهذه، مثل رومانيا. المسافة الجوية من إسرائيل إلى رومانيا هي تقريباً مثل المسافة الجوية بين إسرائيل وإيران، حوالي 1600 كيلومتر. وتحليقٌ طويلٌ كهذا لمروحيةٍ يتطلّب التزوّد بالوقود من طائرةٍ أو على الأرض.
وحقيقة أنّ القواعد الجوية الأمريكية في رومانيا وفي بلغاريا تشارك في المناورات الأمريكية ـ الإسرائيلية استعداداً للحرب مع إيران وحرب إقليمية في الشرق الأوسط ليست جديدة. فالمناورة الحالية التي تحطّمت فيها مروحية اليسعور، السماء الزرقاء، هي عملياً استمرارٌ لمناورة أمريكية ـ إسرائيلية سابقة سُمّيَت جنبير 2010، وقد جرت مقابل شواطئ إسرائيل في شهر 6/2010".