المصدر: "إعلام العدو"
"سمحت الرقابة العسكرية اليوم لوسائل الإعلام نشر
نبأ إعتقال جندي برتبة ضابط صف في الخدمة الإلزامية في إحدى وحدات المنطقة
الشمالية في الجيش الإسرائيلي، يدعى وهيب سلمان من قرية يركا الدرزية،
للإشتباه بنقل معلومات أمنية لعناصر لبنانية، مرتبطة بحزب الله، حيث تم
توقيفه من قبل شرطة منطقة الجليل، بالتعاون مع قسم التحقيق في الشرطة
العسكرية.
وتم تمديد فترة إعتقال المتهم عدة مرات عبر المحكمة العسكرية التابعة لقيادة المنطقة الشمالية في حيفا.
وقد بدأ التحقيق السري في أعقاب معلومات أولية تلقاها قسم التحقيق في
الشرطة العسكرية حيث أوقف المتهم قبل عدة أسابيع وفي يوم الأربعاء قدمت
المحكمة العسكرية الإدعاء للمحكمة التابعة لقيادة المنطقة الشمالية.
وقال مصدر رفيع المستوى مشارك في التحقيق، "أنهم إستخدموا معرفته، وهو كان
يعلم دائماً، أن المعلومات التي ينقلها الى اللبنانيين ستصل الى حزب لله،
وعندما يتحدث جندي في الجيش مع أشخاص لبنانيين ولا يكون مجنونا, فانه يعلم
جيداً ماذا يفعل".
ـــــــــــــــ
رئيس لجنة تقصي الحقائق في حادثة الاسطول التركي، يهدد بالاستقالة
المصدر: "معاريف "
" بعد شهر على المواجهة في قلب البحر،
والتي أدخلت "اسرائيل" في ورطة دولية، تعود أحداث الاسطول مرة اخرى لتكون
في الصدارة، وهذه المرة في الساحة الداخلية، اذ في اعقاب طلب مفصّل من
القاضي المتقاعد يعقوب تيركل، الذي يترأس اللجنة الجماهيرية لفحص السيطرة
على السفن المتجهة الى غزة، من المتوقع للحكومة أن تقر الاسبوع القادم
توسيع صلاحياتها.
وقال مصدر في اللجنة لـ "معاريف" أنه عندما بدأ اعضاء اللجنة البحث في
الموضوع المعقد، بدت الامور اكثر تعقيدا مما اعتقدت سابقا"، وبعد ان يتخذ
القرار في الحكومة، سيحصل اعضاء اللجنة على امكانية استخلاص استنتاجات
شخصية ضد المسؤولين الكبار الذين يشهدون امامها.
بداية العاصفة كانت في نهاية الاسبوع الماضي: القاضي تيركل، الذي عين قبل
نحو اسبوعين لرئاسة فريق الفحص، توجه يوم الخميس الى وزير العدل يعقوب
نئمان وابلغه بانه بعد أن حقق ودرس التفويض الذي اعطي له فانه يطالب
بتوسيع صلاحيات اللجنة. في القناة الثانية نشر أمس بان القاضي المتقاعد
هدد بالاستقالة من منصبه اذا لم تلب مطالبه. ولكن كل المحافل ذات الصلة
بالامر نفت التقرير.
وطلب القاضي المتقاعد توسيع صلاحيات اللجنة لتشبه تلك التي كانت في لجنة
فينوغراد بعد حرب لبنان الثانية، والتي كانت لجنة تحقيق رسمية مع صلاحيات
تحقيق موسعة مع الشهود. اضافة الى ذلك طلب رئيس اللجنة ان يضاف عضوان
آخران إلى اللجنة على الاربعة الحاليين، يأتيان هما ايضا من نطاق القانون
الدولي مثلما هما المراقبان الاجنبيان كين فيتغن واللورد ديفيد ترمبل.
وبقدر ما هو معروف، فقد طلب تيركل ايضا ان يكون الشهود امام اللجنة ملزمين
بالمثول اذا ما استدعوا للشهادة وان تتم شهادتهم مشفوعة بالقسم لزيادة
اهميتها وجديتها. كما طلب إذنا بارسال كتب تحذير لكل جهة تستدعى الى
الشهادة".
ــــــــــــــــ
المصدر: "القناة السابعة"
" ردا على كلام وزير "الدفاع" أيهود باراك بمناسبة ذكرى الذين سقطوا في حرب لبنان الثانية، والذي قال فيه انه فخور بقراره قبل عشر سنوات القاضي بإخراج الجيش الإسرائيلي من لبنان. قال رئيس بلدية كريات شمونا السابق، بروسفر أزران: " قد يكون القرار صحيح، لكن الطريقة خاطئة"، وأضاف "كان ينبغي القيام بذلك بصورة اشد وليس بطابع باراك الذي أبقى وراءه ارضا خصبة من دون التفكير بأولئك الذين ربطوا مصيرهم بمصيرنا، وأيضا الصورة التي خرجنا فيها اضرت كثيرا بقدرة الردع الاسرائيلية".
وبحسب كلامه، "إسرائيل اليوم على مفترق طرق ليس ببسيط"، وقال: "نحن في وضع صعب، ملزمين بإعادة التجمع وبناء أنفسنا سواء من الناحية المعنوية وتجديد التضامن المتبادل، وللأسف الشعب اليوم مفكك تماما ومجموعة معينة من النخبة تسيطر على الدولة في حين أن كل الشعب يتأوه. يمكن أن نأخذ الحملة الدعائية التي عنوانها "إسرائيل تجف"، كمثل على ذلك، لان هذه الدولة تجف بسبب هؤلاء الأشخاص المتواجدين في الحكم، المياه موجودة بوفرة، لكن المال الذي يأخذونه منا كضريبة على المياه، هذا المال لا يذهب إلى المياه بل إلى أمور أخرى".
وأضاف أزران، أن قدرة الردع لم ترمم إلى اليوم، "صحيح أن عملية الرصاص المسكوب كانت عملية كتب عنها الكثير، لكن الخطأ هو أنهم لم يذهبوا إلى الرأس وقطعوه".
حسب كلامه، من الصعب جدا أن تكون تفاؤلي عندما تجد كل دولة "إسرائيل" نفسها في مدى الصواريخ، "كيف يمكن أن تكون هادئ مع كاتويشا اليوم يمكن أن تصل إلى حيفا وكل دولة "إسرائيل" في مدى الصواريخ، في الماضي عندما تلقينا صواريخ كاتيوشا في كريات شمونا، الجميع أكل الفستق وقال "يا حرام"، أما اليوم فالجميع في نفس القارب سوية معنا".
ــــــــــــــــ
المصدر: "يديعوت احرونوت"
" حذر سفير "اسرائيل" في الولايات المتحدة، مايكل اورين، المجتمع الدولي من امكان ان تعمد ايران الى استخدام نفوذها لدى حزب الله وحركة حماس، كي يبادران الى حرب مع "اسرائيل".
وقال اورين في حديث لموقع "السياسة الخارجية" الاميركي ان ايران قد تطلق العنان لموجة من اعمال العنف الارهابية في الشرق الاوسط، ردا على فرض عقوبات جديدة صارمة اصدرها الكونغرس الاميركي في الاسبع الماضي، وتساءل "ما هي افضل طريقة لحرف الانتباه عن نظام العقوبات افضل من بدء حرب اخرى في الشرق الاوسط".
وقال اورين، ان لدى ايران خيارين، او تستجيب للعقوبات بعد فرض القيود على شرائها البنزين الذي تفتقر اليه والعودة الى طاولة المفاوضات، او ان تستخدم علاقاتها مع حزب الله وحماس للرد من خلال هجوم على "اسرائيل"، وربما ايضا على اهداف اخرى غير اسرائيلية، مشددا على ان "المجتمع الدولي عليه ان يأخذ هذا السيناريو بعين الاعتبار، والخطوة التالية هي عدم الوقوع في هذا الفخ، ولا يجب على العالم ان يرتدع من تشديد العقوبات على ايران".
ـــــــــــــــــــ
المستوطنون يطلقون حملة عدائية ضد نتنياهو
" اطلق قادة المستوطنين حملة "عنيفة ومباسرة" ضد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، عشية زيارته المقررة الى واشنطن، كي لا "يخون ثقة ناخبيه". وقال منظمو الحملة ان النضال حتى الان قد وجه ضد وزير الدفاع ايهود باراك، وقد جرى تجنب مهاجمة نتنياهو مباشرة، لكن في حال "عاد نتنياهو من الولايات المتحدة مع التزام جديد بتجميد البناء (في الضفة الغربية)، فسيواجه رد فعل غير مسبوق من قبل المستوطنين، الذين سيلاحقون اينما يذهب".
واضاف منظمو الحملة، ان "نتنياهو هو رئيس الوزراء الاول الذي يطبق تجميد تام للاستيطان في الضفة الغربية"، مشيرين الى ان "الخطوات التصعيدية تأتي نتيجة الوعد الذي اطلقه نتنياهو بان تجميد الاستيطان سيكون خطوة لمرة واحدة فقط، واذا خان نتنياهو ناخبيه من جديد، وتخلى عن وعوده، فسيواجه صراعا لم يسبق له مثيل من جانب اليمين".
ــــــــــــــــــــ
المصدر: "معاريف"
" في موازاة مسيبرة الالاف لاجل اطلاق سراح جلعاد شاليط، والتي من المتوقع أن تصل إلى القدس بعد عدة أيام، يحاولون في الحكومة الإسرائيلية، من جديد، العمل على استئناف التفاوض حول بلورة صفقة تبادل عبر القناة المصرية. فقد التقى رئيس القسم السياسي الامني في وزارة الدفاع، عاموس غلعاد، في القاهرة امس بوزير الاستخبارات المصري، عمر سليمان، ووزير الدفاع حسين طنطاوي، وكان في قلب المحادثات معهما مسألة استئناف المفاوضات لاطلاق سراح شاليط، وأيضا مسألة المعابر إلى قطاع غزة.
وفي هذه المرحلة، فان فرص التقدم في المفاوضات، لا تبدو كبيرة، لان حماس تواصل التصلب في موقفها، وقد علمت "معاريف" بانه بعد بضعة ايام من الاسطول التركي، في اثناء مداولات المجلس الوزاري حول تقليص الحصار على غزة، توجه الصليب الاحمر لقادة حماس في القطاع وفي دمشق، اسماعيل هنية وخالد مشعل، وطلب السماح بزيارة شاليط، الا أن حماس رفضت الطلب، رغم انها كانت تعرف بان "اسرائيل" كانت تعتزم تنفيذ تسهيلات بما يتعلق بالحصار.
رفض حماس السماح بالزيارة يعزز التقدير بان تقليص الحصار على القطاع اضر بفرص المفاوضات لاطلاق سراح شاليط، وبحسب مصدر دبلوماسي دولي، فان "الوضع في المعابر تحسن، ولهذا فقد دخلت الاتصالات في جمود أعمق، وحماس تشعر الآن بان الضغط عليها قد خف، ولهذا تفضل الانتظار".
ـــــــــــــــــــــــ
المصدر: "هآرتس – الوف بن"
" حكومة نتنياهو تتصرف كسفينة علقت في قلب البحر دون وقود. تمتنع عن التعرض لخطر الغرق ولكن دون قدرة على التقدم. كما انه لا يوجد وجهة لديها، في ظل غياب هدف او اتجاه واضحين، فان رئيس الوزراء يتمترس وراء سياسة الجلوس في المكان دون حراك. وفي نفس الوقت فان مكانته السياسية متينة، احد في حزبه او في المعارضة لا يهدد حكمه. وبين الحين والاخر يواجه ازمة، مثل ما في قضية الاسطول، ولكن بشكل عام فان الحياة طيبة بالنسبة لنتنياهو. بعض من التجميد، بعض من الاستيطان، وبعض من الشقاق وبعض المصالحة مع باراك أوباما، والزمن يمر دون التنازل عن ملمتر واحد في الضفة الغربية. بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان ينشغلان بجدال يرمي الى تبرير السيطرة الاسرائيلية المتواصلة على المناطق (الضفة). رسائلهما تذكر بالاعلام الاسرائيلي في عهد غولدا مائير وابا ايبان: المستوطنات ليست سبب النزاع، الفلسطينيون يحرضون ويؤيدون الارهاب، و"اسرائيل" تكافح ضد "حملة نزع الشرعية" التي غايتها تفكيكها واعادة يهودها الى بولندا والمغرب.
ليبرمان عرض الاسبوع الماضي امام الصحافيين رسالة الدكتوراة التي كتبها محمود عباس في جامعة لومومبا في موسكو، والتي حاول فيها الرئيس الفلسطيني المستقبلي تقزيم حجوم الكارثة. ووضع ليبرمان الكتاب على الطاولة وقال ان عباس شبه في رسالة الدكتوراة خاصته الصهيونية بالنازية، وشخص كهذا ليس شريكا.
نتنياهو استعرض في خطابه الاخير في الكنيست السجل التاريخي لنزع الشرعية، التي يقودها على حد قوله ايران، اليسار الاوروبي وبروفيسوريون راديكاليون من "اسرائيل". هذه الحملة بدأت، على حد نهج نتنياهو، في مؤتمر دربن في 2001 وتواصلت منذ ذلك الحين. بمعنى، ليست سياسة نتنياهو هي المذنبة في موجة العداء لاسرائيل. وسلفاه ايضا ارئيل شارون وايهود اولمرت اللذان تنازلا، او اقترحا التنازل، عن اراض اصطدما بمطالب قانونية وقرارات معادية في المؤسسات الدولية. استنتاج نتنياهو بسيط: لا يمكن لاي مسيرة سياسية أن تساعد "اسرائيل" أمام الاعداء الذين يتآمرون على ابادتها، ولن يفعل ذلك سوى التراص الداخلي والموقف المصمم.
خسارة ان نتنياهو ينشغل جدا في الماضي لدرجة أن ليس له الوقت لان ينشغل في المستقبل. ما هي رؤياه؟ أي نوع من الدولة ستكون "اسرائيل" ؟ ماذا ستكون حدودها؟ ماذا سيكون مكانها بين الامم؟ ولعله لا يهمه، طالما انه هو سيبقى في الحكم والمستوطنات ستبقى في مكانها؟.
ـــــــــــــــــــــــــ
بيريز واشكنازي يحيّون الجنود الدروز الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي
(هذا الخبر يظهر مدى التأثير الذي تركته مواقف زعماء الموحدين في الاراضي المحتلة، ما استدعى هذه الجولة الخادعة)
المصدر: "يديعوت احرونوت"
" خلال لقاء مع ابناء الطائفة الدرزية في مراسم التحية العسكرية للجنود الدروز التي أقيمت في طبريا قال الرئيس شمعون بيريز، "أنتم دائما أقلية عددية، ولكنكم أكثرية من جانب النوعية"، وكذلك فإن رئيس هيئة الاركان غابي أشكنازي مدح الجنود الدروز وهنأهم على تواجدهم في أعلى مراتب القيادة في الجيش الإسرائيلي، وفي كافة وحداته غير العادية.
الرئيس بيريز لاحظ الحرمان في منازل السكان الدروز في الجليل والكرمل, وأوضح أن "إسرائيل" ملزمة بإيجاد حلول لإسكان الجنود الذين ينتهون من الخدمة, وقال "نتكلم عن أحد المواضيع التي تهم زعماء الطائفة أكثر من غيرهم، وذلك بسبب الحرمان الموجود في مستوطناتهم "، وكان بيريز أول المتكلمين حيث قال أن "الشعب الدرزي مشارك في التاريخ مثل الشعب اليهودي" وأوضح أن "الطائفة وأبنائها شكلون نموذجا وقدوة بسبب القوة التي يمتلكونها, جيلا بعد جيل".
وأشار اشكنازي في كلمته إلى أن "المزيد والمزيد من أبناء الطائفة الدرزية تبوؤا مناصب عالية خلال السنوات الاخيرة في قيادة الجيش الإسرائيلي، وفي القوات العسكرية الأخرى, ومن ضمنها سلاح الجو والبحر", وأشار إلى أن "الجيش يعمل حاليا على تدريب المزيد من الشباب الدروز في النواحي الأكاديمية". وكان من المقرر أن يشارك في اللقاء وزير "الدفاع" إيهود باراك، ولكنه ألغى هذه المشاركة في اللحظة الاخيرة".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: "معاريف"
" تدور جدالات شديدة في لجنة وزراء السباعية، وتتمحور حول إمكان مواصلة تجميد البناء في الضفة الغربية، والتقدير انه إذا رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على تمديد التجميد، فسيكون من الممكن البدء بمحادثات مباشرة مع الفلسطينيين، في شهر آب المقبل.
وقبل بدء زيارة نتنياهو إلى واشنطن في الاسبوع المقبل ولقائه الرئيس الأميركي باراك اوباما، اجتمع اجتمع وزراء السباعية لمناقشة المسألة، وبحسب مصدر رفيع المستوى "اذا وصل رئيس الوزراء مكبلا الى واشنطن، ومن دون امكان التحرك بسبب ائتلافه اليميني، ودون قدرة على التعهد باستمرار تجميد البناء في المستوطنات، فان اللقاء قد ينتهي بانفجار وبأزمة جديدة مع الولايات المتحدة، فلا يمكن البدء بمفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين وفي نفس الوقت الإعلان عن استئناف الاستيطان في القدس".
من جهة ثانية، فان المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين جامدة وعالقة، والبيت الأبيض يضغط على إسرائيل كي تنتقل إلى مفاوضات مباشرة، وذلك قبل انتهاء فترة التجميد الحالية في 26 ايلول المقبل. غير أن ابو مازن يطالب نتنياهو بشروط مسبقة يرفضها، فهو يريد أن يعرف كيف يرى نتنياهو حل النزاع في المسائل الجوهرية، وفي مقدمة هذه المسائل مسألة الحدود.
يسعى نتنياهو إلى اقرار مسألة المراحل في المفاوضات، أي بناء مؤسسات حكم واقتصاد فلسطيني، مقابل التقدم في المسيرة السياسية. اما ابو مازن، فيواظب على رفضه هذه الصيغة، لكن في محيط نتنياهو هناك محاولة لايجاد طريق ما، لحل المسألة".
ـــــــــــــــــــــــ
المصدر: "معاريف – ابراهام تيروش"
" قضية جلعاد شاليط تشوش حياتنا، كجمهور وكأفراد. وحتى من يميل الى موقف ما، بالنسبة لشكل معالجة اطلاق سراحه، يجد صعوبة في أن يتجاهل الموقف. الاحساس والعقل يتنازعان، ويخيل ان من يعرض موقفا قاطعا، يجد أن الشك ينخر فيه.
نجد من بين المؤيدين في المسيرة من اجل جلعاد، ابناء عائلات ثكلى يعارضون الاستسلام لمطالب حماس والاتفاق على صفقة تبادل معها. فنسمع حاييم ابراهام، اب الجندي بني ابراهام، الذي "اختطفه وقتله" (وكأنه كان يرشق أهلنا بالورود) حزب الله، يقترح سبلا اخرى لتحرير جلعاد، ولكنه يصرح بانه ليس ضد المسيرة. لكن في اطار كل ذلك، هناك ذروة في السخافة، فعدد من الوزراء يعتزمون المشاركة في المسيرة، التي هي في واقع الامر احتجاجا ضد سياسة الحكومة التي هم اعضاء فيها، ويتحملون المسؤولية عن قراراتها..
لا أحد قادر على ان يقف امام ضائقة العائلة. لا يمكن لاحد ان يتجاهل مسؤولية الدولة عن مصير جنودها والتزامها بانقاذهم حين يعلقون في ضائقة واعادتهم بسلام الى الديار. ولا احد ايضا قادر على ان يطرد من قلبه الفكرة في كيفية التصرف لو أن جلعاد كان ابنه. من جهة اخرى، من الصعب تجاهل حجج معارضي الصفقة التي لا تخلو من منطق، فمثلا بالنسبة للخطر المرتقب من تحرير سجناء قتلة، سيعودون الى ايقاع الضحايا بيننا.
ما يثقل على الخلاف الجدي هو نبرات لاذعة، متزلفة، غير نزيهة، تتغلغل في الجدال. فعندما يتردد شخص في داخله كيف كان سيتصرف لو كان محل عائلة شاليط، فان هذا امر مفهوم وانساني. ولكن عندما تطلق سيدة متحمسة بالبث الاذاعي المباشرة لجملة: لو كان هذا ابن نتنياهو لكانوا دفعوا الثمن لقاء تحريره، فليس في ذلك سوى ديماغوجيا رخيصة وبشعة.
هناك ظاهرة لدى الوزراء والنواب، وآخرهم وزير المالية، ممن يعارضون الاستجابة لمطالب حماس، كما تطلب عائلة شاليط، ولكنهم يحرصون دوما على استباق معارضتهم العلنية بالقول انهم لو كانوا في وضع العائلة لعملوا بالضبط بنفس الطريقة، وهذا أيضا غير منطقي، اذا كنت بالنسبة لابنك ستتصرف مثل عائلة شاليط، سيدي الوزير، فهذا يعني، شئت ام أبيت، ان موقفها هو موقفك. بمعنى، انه يجب دفع كل الثمن الذي تطلبه حماس. هل اذا كان الحديث يتعلق بإبن شخص آخر، فموقفك يتغير ويصبح محظورا دفع الثمن؟.
أتبنى رأيا سبق أن اعربت عنه في صالح الاستجابة لمطالب حماس، ولا سيما ان الحديث يدور عن فداء للنفس. قضية رون اراد تقف فوق قضية جلعاد شاليط كاشارة ضوئية للتحذير ويجب أن تكون عاملا حاسما في اعتبارات الحكومة، حتى وكان كانت الظروف مختلفة. ولكن حتى من يختلف مع هذا فيجب أن يبقى في نطاق الحجج المنطقية والشرعية، والا ينزلق الى التزلف والديماغوجيا الرخيصين".