كتب المحرر العبري
رغم مرور نحو عشرة أيام على إعلان الأمين العام لحزب
الله سماحة السيد حسن نصر الله عن معادلة الرد بالمثل، في البحر الأبيض المتوسط،
وأنه في حال فرض حصار بحري على لبنان، فإن حزب الله سيستهدف السفن المتوجهة أو المنطلقة
من شواطئ فلسطين المحتلة. ما تزال المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية تتجنب
التعقيب على كلام سماحته. وهو ما يذكر بالصمت والتجاهل الاسرائيلي المتعمد الذي
استمر نحو شهرين، بعد خطاب معادلة الرد بالمثل (المطار بالمطار، والمرفأ بالمرفأ،
والمنشآت بالمنشآت..) في شهر شباط/
فبراير الماضي، ثم إقراره بشكل رسمي وعبر التسريبات
الإعلامية بامتلاك حزب الله قدرات صاروخية دقيقة الإصابة وبعيدة المدى وذات قدرة
تدميرية كبيرة، تمكنه من تنفيذ مهماته. فضلا عما صدر على لسان قائد المنطقة
الشمالية اللواء "غادي ايزنكوت"، من وصف للمعادلة القائمة بين حزب الله
والجيش الإسرائيلي بـ "الحرب الباردة" أو "الردع ا لمتبادل"..
من الجدير الاشارة إلى انه بالرغم من أن كشف سماحة السيد
خلال شباط/ فبراير الماضي عن قدرات صاروخية استثنائية تفوق ما يجول في خيال الصديق والعدو،
فتح مروحة الاحتمالات إلى الحد الأقصى تجاه ما يمكن أن يكون لدى حزب الله من قدرات
صاروخية... إلا أن ذلك لا يلغ حقيقة مفاجأة العدو بمعادلة الردع البحري، على الأقل
من ناحية التوقيت.
وما يعزز من تداعيات هذا الإعلان، هو تزامنه مع المناورة
الكيانية "نقطة تحول 4"، مع ما ينطوي ذلك على إعادة خلط حسابات العدو في
تقديره لمستوى جهوزيته التي تمثل الشرط اللازم لشن أي حرب. وعليه، يمكن القول أن
عنصرا جديدا حقيقيا بات أكثر حضورا في حسابات صانع القرار الإسرائيلي، في أي عملية
تقييم يقوم بها لدراسة خياراته العملانية في مواجهة حزب الله..
وعليه، ليس من المجازفة التقدير انه بعد مرحلة الصمت سوف
يبادر العدو، في مرحلة لاحقة، إلى تسريب تقارير اعلامية تتحدث عن نوعية جديدة من
صواريخ ارض بحر يمتلكها حزب الله.. تمكنه من تنفيذ تهديداته، ومن ثم الإقرار بالمعادلة
البحرية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. هذا ومن المستبعد أن يفهم العدو بأن حزب
الله يهدد بنفس القدرات الصاروخية التي استخدمها في حرب تموز/ يوليو 2006، وأصاب
بها البارجة الإسرائيلية، ساعر 5، بل المرجح أن يسحب القفزة النوعية التي حققها
حزب الله في المجال البري، إلى المجال البحري ايضا.