"يديعوت احرونوت": الهجوم على سفن المساعدات فشل جديد للجيش الإسرائيلي
رأت صحيفة "يديعوت احرونوت" أن ما حصل على متن سفن المساعدات إلى غزة، قد مضى. لكن في نفس الوقت فان التداعيات ما زالت امام كيان العدو، مشيرة إلى فشل للجيش وتداعيات سيئة جدا ستتواصل.
وجاء في الصحيفة:
"في الساعات التي تنفذ فيها العملية في وسط البحر، وفي الوقت التي تبث فيها الصور الصعبة في أرجاء العالم، يحافظ الجيش الإسرائيلي على الصمت التام. لكن في الوقت الذي أصبحت عملية السيطرة على القافلة إلى غزة من ورائنا، يبدو أن العاصفة لا تزال أمامنا وسيطلب من الجيش الإسرائيلي تقديم توضيحات عن الأحداث القاسية.
المتحدثون باسم حماس اتهموا "إسرائيل" بتنفيذ العملية الإرهابية البحرية. مسؤولين كبار في تركيا ينوون إجراء سلسلة مداولات بخصوص الهجوم على قافلة الحرية. وقد اندلعت مظاهرات احتجاج في تركيا حتى قبل العملية الفاشلة، التي قد تتسع على ضوء النتائج القاسية.
السؤال المركزي هو كيف حصل أن عملية سيطرة على سفن مدنية في قلب البحر، ويبدو أن من عليها غير مسلح، تعقدت ووصلت إلى هذا العدد الكبير من القتلى والمصابين؟، الجيش الإسرائيلي سيطر في السابق عدة مرات على سفن كانت تهرب السلاح، على مسافات بعيدة جدا عن الشاطئ. في علميات سابقة، على ما يبدو، لم تقع إصابات، وبالتأكيد ليس بهذه الأعداد.
سيطلب من الجيش فحص استعداد القوات التي شاركت في الحادثة، والوسائل التي أعطيت للمقاتلين، والطريقة التي تصرفوا بها على السفن وكذلك إدارة العملية على مستوى القيادة العالية جدا.
مناورات الاستعداد التي جرت في الجيش الإسرائيلي كانت بقيادة قائد سلاح البحرية، اللواء أليعيزر ماروم، ويمكن الافتراض انه تم تقديمها إلى المستوى السياسي، الذي أعطى التوجيهات للسيطرة على السفن وطرد من عليها. اللواء ماروم أمر القوات قبل العملية أن تعمل بحساسية وعدم الانجرار إلى الاستفزازات.
في المقابل، منظمو قافلة الإبحار، الذين تعهدوا بصد عملية السيطرة بواسطة سلاح الدعاية، وليس بالعنف، نجحوا في جذب وبث صور الفيديو الحية من البحر. وحتى هنا على يبدو قد فشل الجيش الإسرائيلي، الذي تعهد في الأيام الأخيرة بمنع هذا النصر الإعلامي عبر قطع الإرسال. الدراما الدموية في قلب البحر بثت تقريبا على كامل قنوات التلفزة التركية وعلى شبكة الجزيرة. شبكات بث أخرى في العالم، اغلبها لم يتعاط إلى الآن بشكل موسع مع أخبار القافلة البحرية، بثت هي أيضا هذه الدراما، والصور ستستمر بالظهور على الشاشات في إرجاء العالم.
بعد الانتهاء من القضية المؤلمة يبدو انه سيطلب من إسرائيل العمل الحثيث أيضا على المستوى الدبلوماسي. الضرر الذي لحق جراء صور السيطرة القاتلة يتطلب "إطفاء الحريق" حتى في ميدان الدعاية في العالم. الآن، يتعلق الأمر بوقائع صعبة جدا على اسرائيل".