مسألة وقت
المصدر: "هآرتس ـ آري شابيط"
إن صفارة الإنذار التي سمعت أمس في إرجاء البلاد لم تكن صفارة إنذار حقيقية. فالصواريخ لم تسقط على غوش دان ولم تنهار أبراج في وسط تل أبيب. معسكر الكريا في تل أبيب لم يصب وقواعد سلاح الجو لم تصاب بالشلل، ولم يتصاعد النيران في مخزن للجيش الإسرائيلي ولم تطفأ أي محطة كهرباء. أما الجموع التي تبحث عن الملاجئ، لم تتجمع في المواقف السفلية تحت الأرض، ومئات الآلاف الهاربين من المدن، لم يقطعوا الطرقات . أما المطار الذي يحمل إسم بن غوريون لم يتجمع به الإسرائيليون الخائفون الهاربون من وطنهم.
ولكن لا يخدع أحد نفسه: إن الوضع الأمن القومي ليس جيدا. فالانسحاب الأحادي الجانب من لبنان، أدى إلى ان تكون إسرائيل مكشوفة أمام تهديد استراتيجي من الشمال. والانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة أدى إلى ان تكون إسرائيل مكشوفة أمام خطر الصواريخ من الجنوب. إن حرب أولمرت في لبنان زادت من قوة حزب الله بشكل لا سابق له، وحرب أولمرت في غزة هشمت من شرعية إسرائيل بشكل خطير. والنتيجة من هذه الأحداث الأربعة المؤلمة وما رافقها من تطور للسلاح المنحني المسار، فإن إسرائيل 2010 مهددة أكثر بكثير من إسرائيل العام2000 وقدرتها على استخدام قوتها الضاربة ضد هذه التهديدات محدودة جدا. أما الهدوء فهو هدوء مضلل، والجليد هو جليد دقيق لا يعرف متى وأين سينكسر.
وما لا يقل خطورة عن خطر الصواريخ هو خطر الاحتلال. تتوسع يوم بعد يوم المستوطنات . ويوما يعد يوم تتعقد الأمور في المناطق. والفلسطينيون يتراجعون رويدا رويدا عن حل الدولتين، والواقع على الأرض يزيد من صعوبة تنفيذ حل الدولتين. أما المجتمع الدولي فيظهر قلة صبر اتجاه أحد الدولتين. وبسبب الاحتلال فإن الخطر الديمغرافي لدولة اليهود لا يحتمل ، وبسبب الاحتلال يزداد الخطر السياسي خطورة، والوقت لا يعمل لصالح دولة إسرائيل.
لا يعتقد هكذا اليمين. ما زال اليمين يقول للنخب، أنه باستثناء موضوع أو موضوعين الامور على ما يرام. فهذا بنيامين نتنياهو نجح لفترة معينة أن يكبح باراك أوباما. وهذه إسرائيل تم قبولها في منظمة OECD ، والاقتصاد يزدهر، والصيف على الأبواب، والحياة جميلة. وكما في سنوات الـ90 أنقذتنا الهجرة الروسية، وفي سنوات ال200 أنقذتنا صناعات الهايتك، وفي السنوات القادمة ستغنينا طبقات الغاز الخام التي يتم استخراجها الآن في شواطئ إسرائيل. وما زالت الحيوية الإسرائيلية تثبت نفسها: مرة سيتضح أننا نعرف أن نعيش جيدا حتى في وضع صعب. المتشائمون ينبحون والقافلة تمضي. متنبئي الغضب غاضبون، لكن الحياة ستتغلب. لا يوجد ما يخاف منه، ولا حاجة الى العجلة، إذا لم نتراجع ، فإن محمود عباس سينكسر وإذا لم نتراجع سيختفي أوباما، أيها الأصدقاء لا تقلقوا، يعدكم اليمين بأن الزمن يعمل لصالح دولة إسرائيل.
إن الخلاف الحقيقي هو حول الزمن. فاليمين يعتقد بأن الزمن يخدم إسرائيل ، فهو يمكنها من تثبيت وقائع على الأرض. اليمين يعتقد بأن أنشأت كواقع على الأرض، وكواقع على الاراض ستبقى إلى الأبد. هذا غير صحيح. لقد قامت إسرائيل بفضل مؤسسيها الذين حددوا وقائع على الأرض بيد واحدة، وحققوا اعترافا سياسيا باليد الأخرى. إن إسرائيل قامت بفضل مؤسسيها الذين أدركوا وفهموا متى يعمل الزمن لصالح الصهيونية ومتى يعمل ضدها.
ولكن في العقود الأخيرة، اختفى فهم الزمن، وكذلك أيضا فهم التوازن، ونشأ الوهم وجنون القوة العسكرية والازدهار الاقتصادي من أجل ضمان مستقبلنا. لقد نشأ تناقض خطير بين الواقع البادي للعين وبين الواقع المخفي. إن الهدوء النسبي الذي وفره لنا الجيش الإسرائيلي والشاباك والهايتك تحديدا تحول الى هدوء مسموم . لقد سمح لنا بان نعيش ونحتفل، من دون ان نرى ظروف حياتنا، لقد سمح لنا أن نتجاهل التهديدات التي تطبق علينا.
إن الخلاف على الزمن هو خلاف على الحياة وعلى الموت. عشية حرب يوم الغفران اعتقد اليمين بأن هناك وقت. وعشية الانتفاضة اعتقد اليمين أن هناك وقت. واليوم أيضا عندما يصبح خطر الصواريخ وخطر الاحتلال خطر حسي وفوري يعتقد اليمين بأن هناك وقت، لكن الحقيقة هي أنه لا يوجد وقت ، وإذا لم نعمل بالوقت المناسب ضد الوقت، فإن الوقت سيضربنا، والإنذار الذي لا نسمعه هو إنذار حقيقي".
ــــــــــــــــــ
الكثيرون يتفقون مع (السيد) نصر الله بأن نقطة تحول 4 هي نتاج الخوف من صواريخ حزب الله
المصدر: "هآرتس ـ يسرائيل هرئيل"
" مع اكتمال عشر سنوات على الانسحاب الأحادي الجانب من لبنان، أجرت إسرائيل مناورة كبيرة للحماية من خطر الصواريخ. أما إيهود باراك في الوقت الذي يفتخر بنجاحه ، تجرى اسرائيل مناورة باهظة وطويلة، من اجل التعرف على كيفية تقليص الأضرار الناتجة عن سقوط الصواريخ، وتحديدا تلك التي أطلقها حزب الله باتجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
كان يجب على إسرائيل أن تنهي وجودها في جنوب لبنان ، لكن في اطار عملية رادعة لا في إطار عملية هروب مخجلة، أدت لاحقا الى استمرار الهجمات. وهكذا نحن منذ ذلك التاريخ بعيون حزب الله( وليس فقط حزب الله) كبيت العنكبوت. إن (السيد) حسن نصر الله لم يكتفي بصواريخ الكاتيوشا، وبدأ يتزود بصواريخ خلال حرب لبنان الثانية أصاب من خلالها العمق الإسرائيلي وقتل جنودا ومدنيين وأحدث اضرار اقتصادية مهمة، وإسرائيل لم ترد ، أيضا هاجم حزب الله وقتل وخطف جنود، وتهديدات باراك الفارغة (إذا عملتم سوف نكسر يد)فقط زادت من تحرشاته. وإيران وسوريا اللتين أعجبتا من جرأة حزب الله ومن عدم تجرأنا على الرد ، القوا الزيت على نار الصواريخ والوسائل الأخرى.
ألقى أول أمس (السيد) نصر الله خطابا بمناسبة ما سماه عشر سنوات على الهروب المرعوب لإسرائيل. والكثير من الإسرائيليين الذين لم يوافقوه ولا يوافقوا أن يكونوا مخدوعين، إضطروا لان يوافقوا على توصيف أحد أكبر أعداء إسرائيل: إن مناورة الجبهة الداخلية هي نتاج الخوف من الصواريخ الموجودة في حوزته(السيد نصر الله) وإذا هاجمته إسرائيل، فأيضا السفن في الموانئ وفي الطريق الى إسرائيل وليس فقط الجبهة الداخلية والمنشآت العسكرية سوف يتم مهاجمتها، وهذا يردع إسرائيل وليس العكس.
إن الإسرائيليون يتفقون معه أيضا أن الهروب المذكور وأيضا النتائج البائسة لحرب لبنان الثانية ، حققا نتائج مهمة واستراتيجية لصالح حزب الله. وعززت الروح القتالية وحتى اليوم في أوساط مقاتلي المنظمة وأيضا في أوساط أعداء إسرائيل الآخرين.
لم يقف باراك الادعاء بان الانسحاب في العام 2000 أدى تحقيق انجازات مهمة لإسرائيل، ومن بين هذه الانجازات حسب باراك من المؤكد تسلح حزب الله من دون أن تحرك إسرائيل ساكنا أمام 50 الف صاروخ، بعضها ذات مدى استراتيجي، قادر على أن يضرب بحسب (السيد) نصر الله تل أبيب وديمونا والمطارات العسكرية ومطار بن غوريون، ومن المؤكد أنه سيضيف عليها صواريخ السكود التي زودت سوريا بها حزب الله ، وكذلك أيضا الصواريخ المضادة للطائرات التي حصل عليها من إيران.
إن مناورة الجبهة الداخلية اختبرت أيضا الجهوزية مقابل الجبهات الأخرى. مثلا سوريا وحماس. لكن ايضا حماس كحزب الله تعلمت أن تهديدات إسرائيل ليس لها غطاء. فهذا اريئيل شارون حذر بشكل قاطع: إذا أطلق صاروخ واحد بعد فك الارتباط باتجاه النقب، سيكون رد إسرائيل قاسيا. بعدها أطلق أكثر من ألف صاروخ وكانت تهديدات شارون مثل تهديدات باراك بقيت من دون غطاء، وعندما وصلت الأمور الى الذروة لم يكن بالإمكان منع تنفيذ عملية عسكرية واسعة وإنطلقت إسرائيل الى عملية الرصاص المسكوب، لكنها أوقفتها في الوسط. لم تتضرر القدرة والحافزية على مواصلة النضال ضد إسرائيل. بل على العكس وجلعاد شاليط لم يعاد إلى بيته.
إن حماس تماما مثل حزب الله تحتفل: القطاع مليء بصواريخ يصل مداها إلى تل أبيب ومطار بن غوريون، وإسرائيل بدلا من أن تمنع وصولها أو تدميرها، تقوم بمنارة ضخمة للجبهة الداخلية (هي الاكبر في تاريخ الدولة)، من أجل الاستعداد لمواجهتها.
هذا هروب وهذا فقدان للوعي".
ـــــــــــــــــ
نتنياهو في أحاديث مغلقة: لم أتراجع أمام الولايات المتحدة
المصدر: "معاريف"
" حسب كلام نتنياهو فانه راض من حقيقة أن الأمريكيين لم ينجحوا بالضغط عليه وانه في نهاية الأمر، في المعركة بينه وبين إدارة اوباما خرج منتصرا. وبحسب مصادر اطلعت على كلامه، قال نتنياهو "لم نتنازل عن خطوطنا الحمراء ولم ينجحوا بالضغط علينا وجرنا إلى أماكن لا نريد الوصول إليها".
نتنياهو مقتنع انه لن يضطر إلى تمديد فترة التجميد، التي ستنتهي نهاية شهر أيلول القادم. بحسب مصادر كبيرة في القدس سبق أن تحقق اتفاق مع الأمريكيين يقول، أن حكومة إسرائيل لن تعلن عن تمديد فترة تجميد البناء في المناطق والأمريكيين "يهتمون" بعدم مغادرة الفلسطينيين المحادثات. من جهة أخرى، إسرائيل لن تعمل بعدوانية ويستأنف البناء فقط في المناطق المتفق عليها في الكتل الاستيطانية.
من جانب آخر نفوا بشدة في مكتب رئيس الحكومة هذا الكلام، وقالوا "الكلام المنسوب إلى رئيس الحكومة غير صحيح. نتنياهو لم يقل ذلك في أي اجتماع. السبب بسيط، رئيس الحكومة لا يفكر هكذا، لرئيس الحكومة التقدير الكبير اتجاه التزام الرئيس أوباما والإدارة الأمريكية لامن إسرائيل ومساعيها لاستئناف عملية السلام في منطقتنا".
الدعوة التي تلقاها يوم أمس رئيس الحكومة نتنياهو للاجتماع مع اوباما الأسبوع القادم قد تشير، حسب الظاهر، إلى تغير في التعاطي المتطرف من جانب البيت الأبيض معه. مصادر سياسية وصفت اللقاء المخطط له بأنه "ذروة الحملة من اجل إسرائيل واليهود التي دارتها إدارة اوباما في الأسابيع الماضية".
بحسب نفس المصادر، يهدف الاجتماع إلى وضع حد للازمة الخطيرة التي اندلعت قبل شهرين بين إدارة اوباما ونتنياهو على خلفية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وبشكل خاص في موضوع مواصلة البناء في شرقي القدس، وتصحيح الانطباع الخاطئ الذي تكون كما لو أن إسرائيل "لم تعد حليفة مطلقة للولايات المتحدة".
الأزمة التي بادرت إليها الإدارة الأمريكية أثارت ردود فعل شديدة في الولايات المتحدة ورغبة من جانب موظفي أوباما لتصحيح الوضع. سبب آخر لرغبة الإدارة الأمريكية وضع حد للازمة هي الخشية من الفشل في انتخابات الكونغرس في تشرين الثاني القادم.
التقدير هو أن الاجتماع في الأسبوع القادم سيحظى باستقبال حار أكثر مما كان في المرة الأخيرة، وحتى أن الاجتماع بين الاثنين سيحظى أيضا بتغطية إعلامية واسعة.
وأفادت، مع ذلك، مصادر في واشنطن، أن "نتنياهو يخشى من الاجتماع مع اوباما ولذلك وقع في الفخ مرة أخرى. فهو يعلم انه على الرغم من الابتسامات، في الغرف الداخلية سيضطر إلى الإجابة على الأسئلة الصعبة، مثل، كيف يرى نهاية المفاوضات مع الفلسطينيين".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
القافلة البحرية إلى غزة: لن نتردد في استخدام القوة
المصدر:"معاريف"
" حالة من الاستنفار العالي في المؤسسة الأمنية استعدادا للقافلة البحرية المتوقع أن تخرج اليوم الخميس من تركيا إلى شواطئ غزة. فقد قال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي "حتى هذه اللحظة ننوي إخلاء النشطاء عن السفن والتوضيح لهم ما هو موقفنا. وإذا اختاروا القيام بأعمال شغب، كما يبدو، لن نتردد في استخدام القوة". حسب كلامه، يتعلق الأمر بحدث معقد وغير بسيط. وأكد الضابط "يمنع علينا غض الطرف والتساهل في حدث كهذا. لا يعرف احد منا حقا ما الذي يوجد على السفن ربما وسائل يريدون نقلها إلى قطاع غزة".
بالإضافة إلى الجيش الإسرائيلي، أيضا في وزارة الدفاع، وزارة الخارجية، الشرطة، شرطة الهجرة وموظفي مرفأ أشدود يستعدون لوصول السفن، على ما يبدو، يوم السبت. وأضاف الضابط "إذا كان في رغبة منظمي القافلة البحرية نقل التجهيزات، فإنهم مدعوين للعمل وفق القانون الدولي والإجراءات، إنزال التجهيزات في إسرائيل، إخضاعها للتفتيش الأمني ومن ثم نقلها إلى قطاع غزة".
وفي وقت سابق من يوم أمس جمع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تجمع وزراء السباعية لإجراء نقاش خاص استعدادا للقافلة البحرية. ذلك بعد أن نقلت في الأسبوع الماضي وزارة الخارجية الإسرائيلية رسالة قاطعة إلى عدد من سفراء أوروبا في إسرائيل، بان القدس لن تسمع للقافلة بالدخول إلى مياه غزة".