هل ينتظرنا اندلاع حرب في الصيف
المصدر: "اسرائيل اليوم – شلوم بروم(*)"
" كثرت في الآونة الأخيرة بالشرق الأوسط الشائعات والسيناريوهات والنظريات التي لها علاقة بحرب متوقعة في الصيف. والسيناريو المفضل هو أن يقوم الجميع علينا بهجوم صاروخي مكثف من إيران وسوريا وحزب الله من لبنان وحماس من غزة. والفرضية هي أنه إذا رأينا مسدس في المعركة الأولى، أي تسلح بالصواريخ والقاذفات، فإنه سيطلق النار حتى المعركة الثالثة.
إن المناورة الأمنية المتوقع إجراؤها في هذا الأسبوع، تعزز فقط هذه التخمينات التي تسمع من أفواه الكثيرين. والقليل من يتوقف ليفكر فيما إذا كان هكذا هجوم يخدم مصالح أولئك المشاركين فيه ، وهل هذا الهجوم بناءا على هذه القاعدة منطقي أم لا؟.
نبدأ من إيران . يقولون لنا أنه بالنسبة للإيرانيين يقع المشروع النووي في سلم أولوياتهم. وإذ كان هذا الأمر صحيحا، فإن لإيران كل الأسباب من أجل منع وقوع مواجهات عسكرية، من أجل الوصول إلى القدرة النووية. لأن هكذا مواجهات تستدعي شن هجمات ضد برنامجها النووي، لأنها تعرف بأنه لا يمكنها منع نجاح هكذا هجمات. وفي أحسن الأحوال، يمكنها أن تهدد بعمليات انتقامية تدفع المهاجمين الثمن.
بالنسبة إلى سوريا، كانت مستعدة طوال السنوات أن تقاتل اسرائيل حتى آخر لبناني. من أجل ذلك حافظت على الهدوء في هضبة الجولان وشغلت التنظيمات في لبنان ضد اسرائيل. لكن بعد حرب لبنان الثانية أراد الرئيس بشار الأسد أن يستفيد من الفشل الإسرائيلي في الحرب، فأطلق عدة تهديدات ضدنا، لكن عندما حانت لحظة الاختبار، تصرف بشكل مغاير. فهو لم يرد على سلسلة تحرشات طويلة نسبت الى اسرائيل: تدمير المفاعل النووي في شمال سوريا، تصفية عماد مغنية في دمشق، تصفية الضابط السوري الكبير الذي كان مسئولا عن العلاقة مع حزب الله على شاطئ سوريا.
إن الأسد يدرك أن حرب لبنان الثانية أثبتت أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية عرضة للإستهداف، لكن الجبهة الداخلية السورية هي الأخرى أكثر عرضة للإستهداف، والصور من مربع الضاحية في بيروت والجنوب اللبناني لا تزال تنعش ذاكرته. بمعنى أخر إن الهدف الأول لمنظومة الصواريخ والقاذفات التي تبنيها سوريا هو لا يردع اسرائيل من ضرب العمق السوري. فأحد تناقضات الردع، هو أن استخدام التهديد من خلال تفعيل هذه المنظومة ضد اسرائيل، سوف يجر الى ضرب سوريا التي تحاول تجنبه. وهنا يوجد وضع كلاسيكي وردع متبادل.
أما بخصوص حزب الله، فقد خرجت هذه المنظمة من حرب لبنان الثانية بشعور أنها ارتكبت خطأ خطير في تقديرها للرد الإسرائيلي كما اعترف بذلك (السيد) نصر الله، ودفعت ثمن سياسي كبير، لأنه اعتبرت بعيون الجمهور اللبناني هي من جر لبنان الى حرب من أجل مصالح أجنبية، حرب دفع فيها لبنان ثمن باهظ. وهذه هي القاعدة لاستقرار الوضع على الحدود اللبنانية منذ الحرب. هل يرغب حزب الله مرة أخرى في جر لبنان الى حرب، في الوقت الذي يركز كل جهوده من اجل تعزيز مكانته في الساحة اللبنانية الداخلية؟
أما بخصوص حماس التي كشفت في حرب غزة الأكثر اصابة بين اللاعبين الأربعة. هل تريد أن تتحول الى كبش فداء تدفع الثمن الكبير نيابة عن بقية شركائها الآخرين، كون إمكانية استهدافها من قبل اسرائيل الغاضبة والمحبطة سهلة جدا.
بالطبع هناك سيناريوهات للحرب، مرتبطة بما تقوم به اسرائيل. فهل تهاجم اسرائيل البرنامج النووي الإيراني، فإيران على ما يبدو سترد. يمكن أيضا ان تندلع حرب في حال نفذ حزب الله عملية في الخارج ردا على تصفية مغنية وإسرائيل سوف ترد على ذلك في لبنان، وهو الأمر الذي قد يجر إلى سلسلة ردود بين الجانبين.
لكن حتى في وضع يفترض أن كل حادث سيؤدي تقريبا إلى مشاركة أوتوماتيكية لللاعبين الآخرين لا يوجد له أي أساس جدي".
(*) الكاتب هو عميد في الاحتياط ورئيس قسم العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية في معهد أبحاث الأمن القومي.
ـــــــــــــــــ
بن أليعيزر: السلام مع سوريا أهم من السلام مع مصر
المصدر: "يديعوت احرونوت"
"تطرق مساء أمس الأحد وزير الصناعة والتجارة بنيامين بن أليعيزر إلى الموضوع النووي الإيراني بالقول "الأمور التي تتغير بالشرق الأوسط في هذه السنوات دراماتيكية إلى حد سيرها نحو خلق ترتيبات جديدة في المنطقة، مع إيران النووية، حيث لا أرى أن هناك احد يوقف ذلك".
وكان الوزير بن أليعيزر يخطب في تجمع حول موضوع "طرق حل النزاع الإسرائيلي ـ السوري". وأضاف بن أليعيزر أن "إيران هي الحلقة الأساسية في خلق شبكة الإرهاب، المستمرة في العراق مع انسحاب القوات الأمريكية، المستمرة في سوريا، وفي تركيا السائرة نحو الانضمام إلى هذا المحور على الرغم من محاولاتي للتوصل إلى حوار معهم. هناك مؤشرات توضح لماذا أتيحت الفرصة لذلك، ذلك لان تركيا رفضت من قبل الاتحاد الأوروبي وتبحث أن إيديولوجية جديدة، أخشى أننا فوتنا فرصة الوسيط التركي الذي كان يستطيع أن يضعنا على طاولة المفاوضات مع السوريين".
وقال بن اليعيزر عن سوريا، "هناك أهمية كبيرة للسلام مع سوريا، يتعلق الأمر بآخر دولة في الدول المحيطة بنا، التي علينا التوصل معها إلى اتفاق. أقول أن للسلام مع سوريا أهمية حتى اكبر من السلام مع مصر. شبه جزيرة سيناء مؤثرة جدا بيننا وبين المصريين، لكن لا يوجد مانع جغرافي كهذا بيننا وبين السوريين".
وأضاف بن أليعيزر "تستخدم سوريا أيضا دولة راعية للمنظمات الإرهابية، ودولة لنقل التجهيزات والسلاح إلى حزب الله. وهي المفتاح للهدوء في الشمال ودفع اتفاق السلام الشامل مقابل العالم العربي".
وقال وزير الصناعة والتجارة، "لو كنت رئيس الحكومة، كنت لأضع كل ثقلي على سوريا. الموضوع ابسط من الموضوع الفلسطيني، ومصيري أكثر. مسألة الثمن واضحة للجميع، وهذا ما علمه جميع رؤساء الحكومات، بين من اعترف بذلك ومن لم يعترف، كان واضح لكل من عمل كوسيط، أن مسألة الأمن والمياه مصيرية بالنسبة لنا، والى جانب هذا، لن تكون لنا مشكلة بالانسحاب من الجولان. هذا الثمن كان يمكن دفعه. السؤال هو إذا كانت القيادة السورية مستعدة للقدوم والجلوس مقابلنا وإتمام الصفقة".
وتحدث بن أليعيزر عن الفترة التي كان فيها يتولى وزارة الحرب، "حددت مبعوث من قبلي للقيام بالمحادثات، نقلت رسالة باني مستعد للسفر إلى أي مكان، وحينها تم إيقافنا لان الرئيس السوري الحالي قال، قبل كل شيء حلوا المشكلة مع الفلسطينيين. في الموضوع السوري، يجب علينا السير فيه وعدم شطبه عن جدول الأعمال اليومي. التفتوا جيدا إلى قادة جيشنا، يضغطون للوصول إلى محادثات مع سوريا، لذلك السلام مع سوريا بالفعل يقترب".