وتحدث الرئيس كرامي إثر اللقاء فقال: إجتمعنا مع الشيخ داعي الاسلام الشهال والوفد المرافق له، وإستعرضنا ما مر في هذه المرحلة بكل لبنان، وطبعا كانت وجهة النظر متطابقة لأننا كلنا لا نبغي إلا المصلحة العليا ولا نبغي أن ننفذ إلا ما يأمر به الله. إن الوضع في طرابلس بشكل خاص، وفي الشمال بشكل عام مؤسف جدا، ونشعر بأن هناك أيد تكاد تكون ظاهرة للعيان تحرك عن طريق الشائعات وعن طريق التمويل والتسليح لإبقاء الوضع متأزما في هذا البلد، وقلنا بعد مناقشة جميع الحلول بأنه لا حل إلا بالدولة، فالدولة يجب أن تأخذ دورها بالكامل من أجل القضاء على كل هذه البؤر وعلى كل هذه التوترات والدولة لا تستطيع أن تقوم بهذه المهمة إلا إذا كانت عادلة ومنصفة ومصممة على إنماء كل لبنان، وأريد أن أؤكد أولا بأننا إستبشرنا خيرا بزيارة الرئيس سليمان الى سوريا والنتائج التي تمخض عنها الاجتماع بالرئيس الأسد، ونرجو أن يكون هذا بداية يؤسس عليه علاقات أخوية ومميزة وطبيعية وندية، لأننا كلنا نؤمن بأنه لا يمكن أن تسير الأمور في لبنان بطريقة جيدة إلا إذا كانت العلاقات طبيعية بين البلدين.
واضاف: كما نأمل من هذه الحكومة التي سميت بحكومة الاتحاد الوطني أن لا تعتبر نفسها، وهي اعلنت أنها لا تعتبر نفسها حكومة إنتخابات فقط، وأن أمامها مهمات سياسية، ومعها وقت، فمدة عشرة أشهر ليست قليلة، ان تنفذ سياسة إنمائية في كل لبنان وخصوصا في هذه المنطقة ونذكر خصوصا بمعرض رشيد كرامي الدولي.
واشار الى وجود مشاكل إجتماعية ومعيشية يرزح تحتها كل المواطنين وخصوصا في الشمال وفي طرابلس بالذات والتي تعتبر التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة بأنها الاكثر فقرا في لبنان، ونحن سنراقب خلال هذين الشهرين عمل الحكومة، وعلى أساسها سنحاسب.
وعن إنفجار طرابلس والحديث عن ان طرابس باتت صندوق بريد لتوجيه الرسائل السياسية، قال: هذا امر طبيعي عندما يكون هناك إنقسام في الشارع بهذا الشكل، وعندما يكون هناك فتنة مذهبية، وإحتقان وتوتر، طبعا البيئة تكون صالحة لتنفيذ كل هذه الجرائم ولأن تكون هذه المدينة صندوق بريد، وعلى المواطنين أن يعوا خطورة ما يجري وهذا يتعلق بسلامة وأمن كل لبنان، لانه إذا إنهار الوضع في طرابلس، لا سمح الله، سينهار كل لبنان معه، لذلك نحن نبهنا مرارا ومنذ بداية الأزمة بين التبانة وجبل محسن بأنه يجب ان يكون هناك معالجة فورية وإجراء مصالحة فورية وتجريد من السلاح للجميع، والمباشرة فورا بتقديم المساعدات عن طريق هيئة الاغاثة، وتأهيل كل المنازل المهدمة والتعويض على المصابين ومن ثم البدء بتنفيذ البرامج الانمائية بدءا بالمرفأ والمعرض والمطار والى آخره، أي كل المشاريع التي كنا ننادي بها ولم يرد علينا أحد، فالبلد لا تعيش إلا إذا نفذت هذه المشاريع، ونحن نبهنا وقلنا مرارا وتكرارا ولكن لا حياة لمن تنادي.
ثم تحدث الشيخ الشهال، فاشار الى أن هذه الزيارة هي لتقديم واجب الشكر للرئيس كرامي على التعازي التي قدمها بوفاة والده، وكانت بهذا الظرف مناسبة جيدة وقوية من أجل تدارس الأوضاع، وقد تم ذلك حيث تدارسنا الأمور من كل الجوانب الامنية والسياسية والاجتماعية، وكنا متفقين على ضرورة رأب الصدع داخل الطائفة السنية والعمل من اجل المصلحة العليا في لبنان دون النظر الى الانانية الشخصية او الحزبية أو الفئوية، وإتفقنا على ضرورة التوازن في لبنان والنظر الى هذا الأمر بعين الاهتمام، وإتفقنا على ضرورة نزع فتيل أي فتنة مذهبية او محاولة تخريب الأمن في لبنان، كي لا يستفاد من ذلك في إبقاء هذا الوضع من اللا إستقرار، حيث أن ذلك يضر بالمصلحة العليا للجميع، بينما يفيد من يتربص بلبنان شرا، أو من له مشاريع خاصة به لا تمت الى المصلحة السنية أو اللبنانية بصلة.
وعن توجيه البعض الاتهامات لجهات اصولية حول إنفجار طرابلس قال الشهال: الدقيق أن بعض الجهات حاولوا توجيه الاتهامات الى الأصوليين، وهذه موضة قديمة، يعني أسهل تهمة معلبة هي أن يرمى بها على الأصوليين أو المتطرفين، ونحن نقول أن التعجل سمة غير مرضية وغير لائقة بكل العقلاء، والواجب التريث وضرورة متابعة الاجهزة المعنية وقيامها بالواجب لمعرفة الحقيقة، والتدقيق في ذلك قبل رمي التهم مما يزيد من التوتر والتأزم، فالعقلاء الحريصون فعلا على أمن هذا البلد، ليس من حقهم ولا يجوز لهم، وقد يكونوا مشاركين في إضطراب الوضع في لبنان إذا إستمروا في رمي التهم على الآخرين من دون ادلة، ونحن نعتبر أن هذا التفجير وراءه قوى كبرى وإن نفذته مجموعات صغيرة أيا كانت إتجاهاتها، ونؤكد أننا ضد هذه التفجيرات، ونرى أنها مدمرة وأنها جريمة نكراء لا يجوز أن تقبل ولا أن يرضى بها أحد، بل يجب ان نعمل جميعا من اجل إرساء قواعد الأمن والاطمئنان لصالح جميع الأفرقاء وإلا كنا أنانيين نعمل لمصلحتنا الذاتية على حساب الآخرين.