وطنية - 12/8/2008
نالت "حكومة الإرادة الوطنية الجامعة" ثقة المجلس النيابي بمئة صوت وحجبها خمسة نواب هم: بهيج طبارة، أسامة سعد، عاطف مجدلاني، محمد كبارة وصولانج الجميل، وامتنع نائبان هما: غسان تويني والياس عطا الله، بعد خمسة أيام من المداخلات تكلم خلالها 62 نائباً تناولوا مسائل سياسية واقتصادية واجتماعية وخدماتية، فيما كانت المفاجأة استقالة الرئيس حسين الحسيني من المجلس النيابي ب"سبب تمزيق الدستور".
وقد غادر الرئيس حسين الحسيني بهدوء بعد الانتهاء من كلمته وإعلانه الاستقالة من عضوية المجلس النيابي وسجل استهجان واستغراب للنواب الذين تجمدت أبصارهم وذهلوا من هذا الموقف الذي اعتبره النائب سمير فرنجيه "سابقة لم يشهد مثلها المجلس"، ولم يلحق بالرئيس الحسيني أي من زملائه للاستفسار منه، في حين اكتفى الرئيس الحسيني ردا على أسئلة الصحافيين "أنا استقلت من المجلس وليتخذ ما يشاء من إجراءات".
لقاء بري - السنيورة - الحريري
وبعد نيل الحكومة ثقة مجلس النواب اجتمع الرئيس نبيه بري في مكتبه، بالرئيس فؤاد السنيورة ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري. وقال السنيورة على الأثر: "الآن هناك حكومة، والحكومة يجب ان تعمل في فريق واحد، من اجل ان تهتم بهذا الكم الكبير من المسائل، علينا ان نتعاون لكي نجد حلولا، لا أحد لديه حلول سحرية، كلنا سنعمل".
وعن موضوع اللقاء مع الرئيس بري قال: "شربنا القهوة، وتسامرنا، وحكينا قليلا عما سنفعل من اجل جلسات تشريعية مقبلة". وأضاف: "لا شك أن فخامة الرئيس الذي هو رمز للبنان يذهب الى سوريا، وهناك حكومة حصلت على ثقة مجلس النواب وهي تؤيده في هذا المسعى، وكلنا وراءه من اجل ان تكون هذه النتائج إيجابية، نحن لطالما قلنا أننا نريد تسوية حقيقية مع سوريا، وهذا الأمر يجب ان يكون مسعانا، ويجب ان نحاول ان نحل جميع المسائل المعلقة، وذلك فيه مصلحة للفريقين، لسوريا وللبنان، ولا يمكن ان ينفصلا. وأعتقد ان الزيارة لسوريا، وزيارة سوريا للبنان عاجلا أم آجلا ستحصل".
وعن موضوع التعيينات الأمنية قال: "عادة لا أجيب عن سؤال كهذا، أترك الأمور عندما لتعرف عندما يتخذ القرار".
وعن جلسة الثقة وما جرى فيها، أجاب: "هذا جزء من الحيوية، وجزء من التباينات الموجودة لدى كل اللبنانيين، كيف ندير هذه التباينات؟ هل نديرها بالصوت العالي أو الشتائم والخناق؟ لنا وجهة نظر مختلفة لكن هناك أشياء أخرى نرى ان هناك توافقا عليها، لننته من الأشياء التي نتفق عليها ثم نعالج الأمور التي تتباين آراؤنا حيالها، هذا هو النظام الديموقراطي، ليس كل الناس "فوتوكوبي" عن بعضها، علينا ان نقبل فكرة ان هناك وجهات نظر مختلفة، هناك قضايا أساسية، ولكن هناك أشياء نختلف عليها وأشياء نوافق عليها". ودعا الى إعادة قراءة كلمته في الجلسة.
النائب الحريري
من جهته، قال النائب الحريري بعد لقائه الرئيس بري: "اليوم أخذت الحكومة الثقة، وكنا نتكلم مع دولة الرئيس في البحث في جميع القوانين التي تتعلق بالإقتصاد اللبناني والتي نستطيع أن نمررها في مجلس النواب، وخصوصا أن الإقتصاد اللبناني يعاني بعد ما مررنا به من مراحل صعبة، ودولة الرئيس بري كان متعاونا واتفق مع الرئيس السنيورة على أساس إقرار قوانين عدة خلال الأسابيع المقبلة".
سئل عن لقاء حصل مع الوزير محمد فنيش، فأجاب: "لم يحصل أي لقاء مع الوزير فنيش".
سئل: بعد نيل الحكومة الثقة وما تخلل النقاش، هل سترطب الأجواء ونشهد لقاء بينك وبين السيد حسن نصر الله؟ أجاب: "بالنسبة الى التوتر الذي حصل في المجلس، فقد كان في الشارع وانعكس في المجلس، وعبر النواب عن آرائهم، والمجلس هو المكان المناسب لعرض مواقف النواب والتفاهم في ما بينهم للتوصل الى تفاهم على الأمور المشتركة، لان ما كان يحصل في السابق لم يكن طبيعيا، إذ لم نكن نستطيع ان نتحدث مع بعضنا في مجلس النواب، ربما ما حصل كان من المفروض الا يحصل بهذا العنف، ولكن أيضا هذه بداية لحوار يحصل في مجلس النواب، وواجبنا كنواب ان نتحاور في المجلس بدلا من الحوار في الشارع".
سئل: هل تتبنون مواقف "تيار المستقبل" في المناقشات؟ أجاب: "إن نواب تيار المستقيل يعبرون عن موقف التيار، ربما تكلم البعض بحدة، أنا بطبعي هادئ، وأحب الهدوء، وربما البعض لم يستطع إعطاء الثقة فحجبها، وأعود وأركز على أن الحكومة لها واجبات عدة وهي تأسيسية في مكان ما، واستثنائية في مكان آخر، وهي حكومة وحدة وطنية وحكومة إنتخابات، وخلال هذه المرحلة يجب أن نتعاون من أجل مصلحة الشعب اللبناني، وإذا تصرف بعض الوزراء بغير ذلك فسيدفعون ثمنا أمام الشعب، واليوم في مكان ما البعض يقول ان لديه الثلث المعطل، لكن الثلث المعطل هو مسؤولية، ومن يعطل يتحمل مسؤولية التعطيل".
سئل: ماذا عن زيارة الرئيس سليمان لسوريا؟ أجاب: "فخامته ذاهب الى سوريا، ونحن منذ البداية نطالب بأن يكون للبنان علاقات ديبلوماسية مع سوريا، وهذا عمره أكثر من 50 سنة حيث، إذ توجد علاقات ندية، والزيارة يفترض ان تكون ندية، وان شاء الله يعود فخامة الرئيس بنتائج جيدة لمصلحة لبنان، لأننا نأمل ان تفهم سوريا ان لبنان دولة مستقلة وتتعامل معه على هذا الأساس، وقلنا ذلك من البداية في الحوار".
وردا على سؤال عن إمكان زيارة سوريا نتيجة المسعى التقاربي الذي أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال: "أنا أكن كل محبة للشعب السوري، ولكن لن أقوم بأي زيارة لسوريا، وعند إحقاق الحق وإظهار العدالة، يكون لكل حادث حديث".