عقدت اللجنة العربية لفتح معبر رفح ورفع الحصار عن غزة، عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، لقاء تضامنيا في مناسبة "اليوم العربي والعالمي لفتح معبر رفح" في نقابة الصحافة، حضره رئيس اللجنة الرئيس الدكتور سليم الحص، النائب مروان فارس، الوزيران السابقان بشارة مرهج وعصام نعمان، النائب السابق بهاء الدين عيتاني وممثلون للأحزاب والقوى الوطنية واللبنانية والفصائل الفلسطينية وحشد من ممثلي هيئات سياسية وحزبية.
النشيد الوطني افتتاحا، ثم قدم للخطباء رئيس التنظيم القومي الناصري سمير شركس، فكلمة نقيب الصحافة الأستاذ محمد البعلبكي ألقاها مستشار نقابة الصحافة فؤاد الحركة، جاء فيها: "في مناسبة اليوم العربي والعالمي لفتح معبر رفح، يسرنا ان نلتقي اللجنة العربية لفتح معبر رفح ورفع الحصار عن غزة وعموم فلسطين التي يترأسها الرئيس الدكتور سليم الحص في لقاء تضامني تأييدا للشعب الفلسطيني وشجبا لكل الاعمال التي ترتكبها "إسرائيل" في حق الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "ما شهدته وتشهده غزة من حوادث مؤلمة ومؤسفة بين حركتي "فتح" و"حماس" تدمي لها القلوب قبل العيون، ولن يكون ذلك في مصلحة القضية الفلسطينية او المباحثات بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، ولن تكون لهذه الحوادث القوة الفاعلة والمؤثرة عند المطالبة والإصرار على فتح معبر رفح إنعاشا للاقتصاد في غزة ودعما لتنقل الأهالي بحرية وأمان".
وتابع: "أحداث غزة وتداعياتها تشكل درسا قاسيا لكل فصائل المقاومة يجب الإفادة منه بالاستجابة الى إصلاح الشأن الداخلي الفلسطيني وتوجيه الأجهزة الأمنية والعسكرية والسياسية لمواجهة العدو القادر بموقف موحد ثابت وصولا الى قيام الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف".
وناشد "القيادات الفلسطينية على اختلافها الى وقفة ضمير مع الذات لمراجعة أوضاعها ومشاكلها واختلافاتها بتجرد كامل من كل الشوائب والهفوات صونا لوحدة الكلمة ودعما للمصلحة الوطنية الفلسطينية".
وختم: "إن أحداث غزة يجب ان تؤخذ بجدية باعتبارها مسألة سياسية وأمنية ستكون لها انعكاسات سلبية كبيرة اذا ما استمرت عمليات التصلب والتعنت والاعتقالات المتبادلة بين حركتي "فتح" و"حماس".
ثم ألقى مسؤول العلاقات العربية في حزب الله الشيخ حسن عز الدين ممثلا تحالف القوى والأحزاب الوطنية والإسلامية كلمة قال فيها: "على العرب أن يكونوا شركاء حقيقيين في قضية فلسطين التي وحدها توحد العرب"؛ وأكد "أن ما يحصل من حصار آخر هو استكمال فصل القدس للقضاء على هويتها العربية". وناشد "الأنظمة العربية أن تكون على مستوى طموحات شعوبها بالنسبة الى القضية الفلسطينية"، ودعا الى "وقف التقاتل الفلسطيني - الفلسطيني لنفك الحصار عن وحدتنا الداخلية لتتمكن عندئذ من تثبيت خيار المقاومة عبر الحوار الوطني الفلسطيني".
ثم ألقى الرئيس الحص كلمة جاء فيها: "نحن نفهم ان يكون العدو الصهيوني قد قرر فرض الحصار الخانق على قطاع غزة، فحجب عنها الدواء والغذاء، ولو استطاع لحجب عنها الهواء. ولكننا لا نفهم ان يشارك عربي في هذا الحصار. لا نفهم ان تكون مصر، عرين العروبة، شريكا للعدو الإسرائيلي في شد الخناق حول عنق العربي المنكوب في غزة. لذا، نهيب بالرئيس المصري حسني مبارك ان يوعز بفتح معبر رفح أمام المحاصرين. انه واجب العربي حيال أخيه العربي، حتى لا نقول انه واجب الإنسان حيال أخيه الإنسان".
وقال: "يتشدق المسؤولون في الغرب بحرصهم على حقوق الإنسان في وطنه، والعربي المحاصر في غزة محروم في أرضه ابسط حقوق الإنسان، محروم ابسط ضرورات المعيشة، ولم يبق له الا كرامته. الجوع يجتاح الناس والمرض فتك بهم وأبواب المدارس والجامعات باتت مغلقة في وجه أطفالهم وشبابهم. هذا ناهيك بشح الماء والكهرباء، والعالم المتحضر، الذي جعل من حقوق الإنسان شعارا أجوف، لا يلتفت الى الإنسان المعذب في غزة فهو لا يفرض على الكيان الصهيوني الإفراج عن القطاع برفع الحصار عنه. أما مصر العربية، فنحن لا نتوقع ان تتلقى ضغوطا من الخارج كي تمد يد العون الى الشعب العربي المكافح في غزة، والمفتاح في يدها، فهي تستطيع ان تحطم جدار الظلم الصهيوني الفادح بفتح معبر رفح بحيث يستطيع الفلسطيني المحاصر التبضع والحصول على الدواء والتنقل من غزة واليها لأي أمر من الأمور الحياتية".
وأضاف: "لطالما كانت مصر عرين العروبة، لطالما ضحى شعب مصر في سبيل القضايا العربية، ولطالما كان المصري في مقدم حاملي لواء فلسطين. وأبناء غزة في حاجة ملحة اليوم الى متنفس وجدار الفصل الصهيوني يطوقهم، والمتنفس رهن إشارة من المسؤول في مصر العربية. فمعبر رفح في يدها.
ليس بيننا من لا يدرك ان مصر تتعرض لضغوط شديدة من التحالف الأميركي-الإسرائيلي كي لا يستجيب لمطالب شعب غزة الحياتية، وهي مطالب بديهية قومية وإنسانية. طبيعي ان تتعرض حكومة مصر لضغوط من هذا النوع من جانب أعداء الأمة العربية، ولكن ليس طبيعيا ان ترضخ مصر لتلك الضغوط فلا تستجيب لنداء الاستغاثة من شقيق يعاني الأمرين دفاعا عن حريته وكرامته وحقه.
باسم الأمة العربية جمعاء، ندعو رئيس مصر العربية الى تلبية نداء الواجب القومي بفتح معبر رفح وعبره رفع الحصار عن غزة وأهلها".
وتابع: "لا يسعنا والاقتتال يتوالى، بين الحين والآخر، بين حركتي "حماس" و"فتح" الا ان نلح على الفريقين الفلسطينيين الكف عن هذا الجنوب الانتحاري. هؤلاء جعلوا، والعياذ بالله، من فلسطين فلسطينيين؛ الا يدركون أن الانقسام بينهم يهدد القضية الفلسطينية في صميم وجودها؟ الا يدرون أن في اقتتالهم مقتلا لقضية فلسطين؟ كيف يمكن العالم تأييدهم وهم يتشاحنون ويتقاتلون؟ الا يعلمون أن سلامة القضية، وبالتالي وحدة المصير، من وحدة الإرادة؟ لذا نهيب بالفريقين التلاقي؛ وحل خلافاتهم بالحوار؛ فكما ندعو الى فتح معبر رفح إنقاذا لقطاع غزة من غائلة الحصار الخانق، فإننا ندعو الفلسطينيين ـنفسهم الى فتح قنوات التواصل بين حركتي "فتح" و"حماس" توصلا الى إحياء الوحدة الوطنية الفلسطينية التي من دونها لن يبقى لقضية فلسطين وزن أو معنى".
ثم ألقى ممثل المؤتمر القومي الإسلامي شفيق الحوت كلمة قال فيها: "ما يجري اليوم هو تأدية تكاد تكون نموذجية لما يتمناه التحالف الامبريالي ضد فلسطين".
وانتقد "التقاتل الفلسطيني - الفلسطيني ولا يوجد ما يبرر ذلك".
وقال:"باسم الشعب الفلسطيني المغدور، على هذه الفصائل أن تتقي الله وان تعمل لإعادة الروح الى منظمة التحرير الفلسطينية".
وقال ممثل المؤتمر القومي العربي عبد القادر قوقة: "علينا أولا أن نحاصر النار في فلسطين وبالتضحيات من كل الأطراف". وآمل من الشعب العربي التحرك لنصرة فلسطين وان يبادر الى فك الحصار عن غزة".
ودعا الى "فتح معبر رفح لان هذا هو الشعار الذي يجب أن نعمل لأجله".
وأضاف: "على كل عربي ومسلم حر أن يعمل لفك الحصار عن غزة عبر مسيرات الى رفح، والشعب العربي موحد لا يريد التنازل عن أي شبر فلسطيني".
وألقى مسؤول حركة "حماس" في لبنان أسامة حمدان كلمة باسم تحالف الفصائل الفلسطينية، قال: "حصار غزة هو حصار سياسي يريد إسقاط خيار المقاومة ونتائج الانتخابات التي جاءت لمصلحتها، وهذا الحصار له شروطه السياسية التي وضعتها أميركا و"إسرائيل" بان تعترف المقاومة بـ"إسرائيل" ككيان شرعي وان تقبل بتهويد القدس وإنهاء المقاومة تحت عنوان نبذ العنف وإعلان الاستسلام الفلسطيني عبر القبول بالاتفاقات المذلة".
وأكد "إننا لن نستسلم وباسم الشعب الفلسطيني ندعو مصر الى فتح معبر رفح وهو مفيد اقتصاديا لها".
وقال: "نحن مستعدون للمصالحة الفلسطينية وما يجري هو صراع بين خيار المقاومة وخيار التسوية الذي يستعد للتنازل عن كل فلسطين والمطلوب إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني الذي يشمل كل القوى الفلسطينية لتحديد تعريف موحد لفلسطين".
وشدد على أن "لا حل لوضع الفلسطينيين الا عبر الحوار لتنظيم الصف الداخلي وهذا واجب علينا".
ثم ألقى ممثل مؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح كلمة قال فيها: "ما يزيد المعاناة هو امتناع الحكومة المصرية عن إعادة فتح رفح، وباسم الأحزاب العربية ندعو الأحزاب المصرية الى تحرك فاعل لدى حكومتهم لإعادة فتح المعبر. كما توجه الى حركتي "فتح" و"حماس" لنبذ العنف الداخلي والتمسك بالحوار وخيار المقاومة الطريق الأقصر لتحرير فلسطين".
ثم ألقى ممثل منظمة التحرير الفلسطينية علي فيصل كلمة جاء فيها: "أن التنوع الفلسطيني يجب أن يعبر عن الحالة الفلسطينية، أن منظمة التحرير تقدر للرئيس الحص وللجنة العربية جهودهما لإعادة فتح معبر رفح، وتدعو الأمم المتحدة الى إعادة فتح المعبر ورفع الحصار عن غزة وإرسال قوة متعددة الجنسيات".
ودعا منظمة المؤتمر الإسلامي الى "التحرك لنصرة الشعب الفلسطيني وفك الحصار عنه". وطالب الجامعة العربية ب "التدخل المباشر لإعادة فتح المعبر، ودعا الى "إطلاق تحركات شعبية في كل العالم لتشكيل قوة ضغط لإعادة فتح معبر رفح".
وأضاف: "إن الرد على العدوان الإسرائيلي عبر إعادة الوحدة الفلسطينية حتى نحاصر الحصار الإسرائيلي وبدء الحوار الفلسطيني -الفلسطيني ورفض اللجوء الى السلاح لحل الخلافات الداخلية". ودعا الى "جبهة مقاومة وطنية موحدة، والى انتخابات تشريعية جديدة عبر قانون التمثيل النسبي".
ثم تحدث سمير صباغ ممثلا "الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق"، فطالب "مصر العروبة، مصر عبد الناصر بإعادة فتح معبر رفح".
ودعا الى "توحيد البندقية الفلسطينية ضد العدو الإسرائيلي والى الحوار الفلسطيني - الفلسطيني لإنهاء الخلافات الداخلية".