أضاف سماحته: إننا نحذر من أن ما يتداوله إعلام العدو حول الأمن الشخصي لليهود في عدد من الدول الأفريقية يدخل في سياق الترويج الإعلامي الذي قد يستتبعه ضغط سياسي على هذه الدولة الأفريقية أو تلك لفرض قيود صعبة على حركة اللبنانيين هناك، أو التعرض لهم في شكل مباشر، الأمر الذي قد ينعكس على مستوى عملهم وحركتهم، وقد يقود إلى ملاحقتهم بطريقة وأخرى، وهو ما يتوجب على الدولة اللبنانية ومؤسساتها أن تسارع إلى وضع خطة طوارىء عاجلة، والتواصل مع الدول الأفريقية المعنية لتوضيح الأهداف الإسرائيلية وكشفها.
وحذر السيد فضل الله من وجود تنسيق أميركي ـ إسرائيلي لاستهداف الاغتراب اللبناني في أفريقيا على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن العدو إذا نجح في الموقع الأفريقي فسيعمل على تطويق ومحاصرة الاغتراب اللبناني في مواقع أخرى، وخصوصا في دول الاتحاد الأوروبي وأوستراليا وأميركا.
وأشار إلى أن الخطة الإسرائيلية ليست وليدة هذه الأيام، وإن كانت تتوخى ربطها بأوضاع سياسية راهنة وبأجواء تعمل على استيلادها واختراعها، وخصوصا بعدما استطاع اللبنانيون الاندماج مع الأفارقة وإيجاد علاقات صداقة وتعاون معهم، وبعد مساهمتهم في تعزيز عدد من المؤسسات الأفريقية وتأمين الخدمات لها وبعدما تعامل الجميع مع اللبنانيين كتجار ناجحين وكمستثمرين بارزين.
وأكد أن الحملة الصهيونية على الاغتراب اللبناني لا تنطلق من سعي العدو لتهديم ما بناه اللبنانيون في الخارج فحسب، بل تستهدف أيضا تعميق الجراح الاقتصادية في الداخل اللبناني بالنظر إلى المساهمات الكبرى للاغتراب اللبناني في التخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها لبنان.
ودعا الدول الأفريقية إلى عدم الرضوخ لما تخطط له إسرائيل، وعدم الوقوع في فخ الخداع الإسرائيلي، مؤكدا أننا سنسعى على جميع المستويات حتى تستمر الصداقة بين شعوبنا والشعوب الأفريقية على أفضل حال، آخذا في الاعتبار المبادىء الإنسانية والإسلامية في احترام الآخر وعدم الإساءة له، وفي أن الإسلام أراد للمسلمين أن يكونوا ضيوفا طيبين ودعاة سلام وحوار أينما حلوا.