المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

آية الله فضل الله: آمل أن تساهم التفاهمات اللبنانية بتفاهمات عربية - عربية والمحاور الدولية تمنع التفاهم والتنسيق بينها


وطنية - 5/8/2008

أكد آية الله السيد محمد حسين فضل الله، في تصريح اليوم، أن "ما يفتك بالعالم العربي هو هذه الخطوط السياسية المرتبطة بالمحاور الدولية، والتي تسعى جهدها الى منع هذه الدولة العربية من أن تتفاهم مع دولة عربية أخرى، تماما كما كان هؤلاء يعملون لمنع اللبنانيين من التفاهم أو التنسيق في العناوين السياسية المشتركة في ما بينهم".

وأضاف: "إن مسألة الفتن الطائفية والمذهبية التي أثيرت في الدوائر الإعلامية والسياسية في العالم العربي والإسلامي، إنما انطلقت من خلال توجيهات وتعليمات دولية وأميركية منها على وجه الخصوص، بحيث أريد للملف السني ـ الشيعي الذي التهب إعلاميا وسياسيا أن يكون ضاغطا على القضايا الكبرى بحيث ينشغل المسلمون بمشاكلهم الداخلية فيرضخون للاحتلال الأجنبي ويساومون على فلسطين، ويستسلمون للمستكبر الذي يفرض شروطه عليهم، لا بل يحاول أن يفرض نفسه وسيطا لحل القضايا الإسلامية ـ الإسلامية، والعربية ـ العربية".

وتابع: "ان العقبات التي تعترض المشروع الإستكباري في المنطقة لا يمكن أن تمثل وحدها الرافعة للوضع العربي والإسلامي، لأن المشروع الإسلامي والعربي الذي نريد له أن يتقدم بخطوات وحدوية حقيقية لا يزال بعيدا، ولأن إمكانات التخريب والتدمير في الواقع العربي والإسلامي هي أسهل كثيرا من عمليات البناء التي لا تزال تصطدم بأكثر من جدار وحاجز أقامه الأجنبي والمستكبر داخل بيئتنا، ومن خلال موظفين كبار وصغار يحملون الهويات العربية والإسلامية، من دون أن يتحسسوا مسألة الانتماء الى أمتهم وشعوبهم".

وقال: "لقد دعونا سابقا إلى الحوار الإسلامي ـ الإسلامي ولا سيما الحوار الشيعي ـ الوهابي، لا على أساس الكلمات التي تتطاير في الهواء أو كلمات المجاملة، بل ليجلس العلماء من هنا وهناك إلى جانب بعضهم البعض ويدرسوا كيفية الخروج من هذه البؤرة القاتلة التي يتسلل إليها التكفير والتضليل والتنسيق وما إلى ذلك، لأنني أعتقد أننا نستطيع أن نتقارب إذا اعتمدنا الأسس العلمية الإسلامية في مسألة الحوار، وعند ذلك يمكن أن يؤسس هذا التقارب لرؤية حول المشروع الإسلامي العربي الذي نريده أن يحتضن القضايا العربية والإسلامية، لا أن يكون لكل دولة مشروعها ولكل حركة إسلامية أو وطنية طموحاتها على حساب الطموحات الكبرى لشعوبنا".

وأمل أن "تساهم التفاهمات اللبنانية الأخيرة ـ على الرغم من ولادتها القيصرية ـ بولادة تفاهمات جديدة على صعيد العلاقات العربية ـ العربية، لأنني لا أجد قضية كبرى تستدعي كل هذا التباعد بين هذه الدولة العربية وتلك، ولأن من يتوسط بين هذا الفصيل الفلسطيني وذاك أو حتى بين فصائل الانتفاضة والعدو يمكن أن يتحرك في نطاق الحوار أو التواصل أو التوسط بين هذا الموقع العربي أو ذاك".

وأشار إلى "إمكان أن تصبح للنموذج اللبناني تأثيرات إيجابية في الأوساط السياسية العربية، لأن لبنان الذي يتغذى من مشاكل المنطقة يمكن أن يساهم في تخفيف حدة هذه المشاكل إذا استطاع أن يصوغ تفاهما داخليا يرتكز على أسس سياسية متينة"، آملا أن "تتقدم علاقات لبنان مع جواره العربي والإسلامي، وأن يحدث ذلك كله هزة إيجابية في ملف العلاقات بين بعض الدول العربية".
05-آب-2008

تعليقات الزوار

استبيان