المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

هآرتس: انزعاج إسرائيلي من البيان الوزاري.. "حزب الله يستولي على الحكومة في بيروت"


جريدة الأخبار - 04/08/2008
علي حيدر

أعربت الأوساط الإسرائيلية عن قلقها مما ورد في البيان الوزاري اللبناني، ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية قولها إن "تقديرات الأجهزة الأمنية في "إسرائيل" هي أنّ حزب الله سيبحث الآن عن ذرائع للمحافظة على جذوة الصراع مع إسرائيل مشتعلة"، مشيرة إلى أن "ما تخشاه الدولة العبرية هو أن يتمكن مقاتلو الحزب من اعتراض طائرات حربية إسرائيلية وهي تخرق الأجواء اللبنانية".

وبحسب الصحيفة، فإن "الفقرة الأكثر إثارة للقلق من ناحية "إسرائيل"، هي تلك التي تحدثت عن حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في العمل على تحرير ما بقي من أراض محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر"، معلنة أن "البيان يعدّ تطوراً مقلقاً حيال القوة المتزايدة لحزب الله، وتقويضاً آخر للقرار 1701".

وقال مصدر سياسي إسرائيلي لصحيفة "هآرتس" إن "الولايات المتحدة نقلت في الفترة الأخيرة رسالة شديدة اللهجة إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، على خلفية علاقاتهما بحزب الله"حسب زعمها، مضيفاً أن "مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية أوضحوا خلال محادثات أجروها مع مسؤولين إسرائيليين رفيعين، أنهم خائبو الأمل من سليمان والسنيورة اللذين استسلما لحزب الله"؛ إلا أن المصدر الإسرائيلي نفسه استدرك قائلاً إن "الأميركيين يمتنعون في هذه الأثناء عن إلغاء دعمهم للسنيورة".

وقالت الصحيفة إن "التحالف الآخذ بالتوثّق بين الرئيس سليمان وحزب الله يقلق الدولة العبرية، وعلى خلفية ذلك توجهت "إسرائيل" أخيراً إلى الإدارة الأميركية مطالبة إياها بالتراجع عن تنفيذ صفقات أسلحة (أميركية) للجيش اللبناني".

وفي السياق نفسه، ذكرت "هآرتس" أن وزير المواصلات الإسرائيلي "شاؤول موفاز"، وخلال جولة المحادثات بينه وبين نظيره الأميركي، قال إن "حزب الله يستولي على الحكومة في بيروت، ويسيطر تدريجاً على جميع مؤسسات الحكم"، وإن وزيرة الخارجية الإسرائيلية "تسيبي ليفني" أوصلت رسالة مشابهة إلى المسؤولين الأميركيين خلال محادثاتها الأخيرة في واشنطن.

وكانت الصحيفة قد توقّفت ملياً في افتتاحيتها أمس عند إعلان رئيس الجمهورية اللبنانية عن بدء العد التنازلي لتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا، ودعوته إلى توجيه السلاح إلى "إسرائيل"، مشيرة إلى أن "حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، برئاسة السنيورة ومع حزب الله كشريك مركزي، تعترف بحق الحزب في استخدام كل الوسائل التي في حوزته لتحرير الأراضي (اللبنانية) من إسرائيل"، فيما رأت أن تصريح مسؤول حزب الله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق للصحيفة البريطانية "الدايلي تلغراف" والذي قال فيه إن "الحزب جاهز لمواجهة "إسرائيل" وقادر على ردعها، يستند إلى التبجّح أكثر منه إلى الحقائق، لأن الطرفين رُدعا بسبب اعتبارات عدة متداخلة"، لكنها أكدت أن "خرق التوازن ممكن في أي لحظة ومن أي طرف"بحسب وصفها.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أنهم "يخشون، مع استكمال عملية التبادل وانتخاب سليمان مرشح حل وسط مقبولاً من سوريا وحزب الله، بل والولايات المتحدة أيضاً، إضافة إلى تأليف الحكومة اللبنانية التي تعكس قوة الحزب، أن يزداد الضغط على الأخير كي يعود إلى تنفيذ العمليات ضد "إسرائيل"، إذ إنه من دونها لا مبرر لوجوده".

ولفتت "هآرتس" إلى أن "مكمن الخطورة الزائدة في جملة التصريحات اللبنانية، هو في تشويش الحدود بين حكومة بيروت وحزب الله". وأشارت إلى أن "إدارة بوش كانت قد منعت "أولمرت" في تموز 2006 من قبول توصية رئيس الأركان "دان حالوتس" بضرب المنشآت التحتية اللبنانية، من أجل كبح جماح حزب الله ونزع سلاحه"، ودعت في المقابل إلى وجوب أن يكون لـ"إسرائيل" "عنوان واحد في لبنان فقط: الحكومة. لأن بقاء السنيورة لن يجديها، لكونه ارتبط بحزب الله" بحسب إدعاء الصحيفة، واصفة "الانفعال الحربي لسليمان والسنيورة ونصر الله" بأنه "لعب بالنار. إذ إن لبنان يدرك كم أن هذا الاستفزاز خطير وأنه سيُجبى الثمن منه في حال استئناف العنف".

04-آب-2008

تعليقات الزوار

استبيان