تسعة قتلى و30 جريحاً في اشتباكات الشمال.. هدوء حذر في طرابلس وخطة أمنية للجيش والأمن الداخلي
وطنية + قناة المنار - 26/7/2008
بدأ الجيش اللبناني عند الثانية من بعد الظهر، بالتقدم في اتجاه سوق الخضار في منطقة باب التبانة. ويسيطر الهدوء على المناطق التي شهدت اشتباكات في اليومين الماضيين بعد ان تمكن الجيش من الدخول الى مناطق: جبل محسن، حي البقار، حي الشعراني، محيط الريفا، المنكوبين. وهو يعمل على استكمال تنفيذ خطته الامنية. وقد أوقف خمسة مواطنين كان بحوزتهم اسلحة.
وكانت شهدت مناطق الاشتباكات ليل أمس مواجهات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة إضافة إلى القذائف الصاروخية ورصاص القنص الذي طاول الطريق الدولية التي تربط المدينة بالمنية ومنطقة عكار، وقد ارتفع عدد القتلى إلى تسعة، بينهم امرأتان وصبي في العاشرة من العمر وشرطيٌ في بلدية المدينة. كما تجاوز عدد الجرحى الثلاثين جريحاً.
وترأس وزير الداخلية والبلديات زياد بارود إجتماعا أمنيا لضباط قيادة منطقة الشمال الاقليمية في قوى الامن الداخلي، في سراي طرابلس بحضور المدير العام اللواء أشرف ريفي، قائد الدرك أنطوان شكور، قائد المنطقة العميد علي اللقيس، وقائد سرية درك طرابلس العقيد بسام الايوبي حيث جرى التداول في الاوضاع الامنية والتاكيد على دور الجيش والقوى الامنية بالعمل على تثبيت التهدئة.
إثر الاجتماع قال الوزير بارود:" طرابلس عزيزة جدا على قلوبنا، ووجودي اليوم لاقف الى جانب القوى الأمنية التي تبذل كل الجهود الممكنة وتقدم كل التضحيات الممكنة لتكون بجانب الناس، وتحزم الأمر مكان ما يلزم، واليوم هناك تنسيق كامل مع قيادة الجيش، ونحن باتجاه من توجيهات من فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء باتجاه تنسيقي كامل، للذهاب الى أبعد ما يمكن على هذا المستوى، ولكن التوجه هو على أساس الحزم والحسم، واعتقد أن هذا ما ينتظره الناس ونحن نقف الى جانبهم وكل الفوضى التي تحصل هي فوضى غير مقبولة على الإطلاق من قبل كل المواطنين.
وأضاف: "نحن حريصون أن كل نقطة دم تسقط، أن تكون بالمكان الآخر المسموح به، وما يحصل يؤذي كل اللبنانيين الى أي منطقة انتموا، وكل الحرص هو أن نمنع حصول هذه الأمور، وعلى من يقوم بهذه الأعمال ان يعلم انه يلعب بالنار".
وردا على سؤال، قال:" لن ادخل اليوم في التفاصيل العسكرية، حفاظا على الخطة الأمنية، التي توضع ويتم بلورتها ، وأكتفي بالقول أن هناك توجه للحزم الذي هو مطلوب في هذه المرحلة، ونحن في الساعات القليلة المقبلة سنعمل للحد من الضرر الحاصل والحد من الخسائر البشرية والممتلكات.والمعنيون بموضوع الدخول إلى مناطق الاشتباكات يعلمون عملهم، ومن هم على الأرض يعرفون مدى الجدية في التعاطي بهذا الموضوع.
في هذا الوقت أعلن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، خلال ترؤسه اجتماعا لضباط قوى الأمن الداخلي في سراي طرابلس، "انه خلال ساعتين سينهي الجيش وقوى الأمن الانتشار في مناطق التوتر في طرابلس، وسيسيطر على الوضع في المناطق التي شهدت اشتباكات".
وشدد اللواء ريفي على "أن التعليمات أعطيت من قبل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية للتعامل بحزم مع أي مخل بالأمن، وان الجيش وقوى الأمن استقدموا تعزيزات لفرض الأمن وحماية المدينة"، مشيرا إلى "أن الجيش سيرد على مصادر النيران، وسيتم توقيف أي مسلح، كما أن الجيش والقوى الأمنية سيقومون بدوريات وحواجز في مختلف الأحياء التي شهدت الاشتباكات".
وكشف اللواء ريفي "أن الأجهزة الأمنية المعنية تفعل إجراءاتها لتحديد العناصر التي تعمل على توتير الأجواء الأمنية وتوقيفها"، معلنا "أن الجيش يتسلم المباني الحساسة والمحاور الهامة ويسير دوريات في بعل محسن، التبانة، شارع سوريا، البقار، الريقان الشعراني، ساحة الاميركان وطلعة الشمال".