14/7/2008
أكد وزير العمل الحاج محمد فنيش في لقاء سياسي أقامه حزب الله في بلدة الطيري في حضور شخصيات سياسية وفعاليات ورؤساء بلديات وأهالي؛ "أن المقاومة بصدقية وحكمة قيادتها وبأسر مجاهديها وبوعيها أملت على العدو الإسرائيلي أن يذعن ويقبل بعد سنتين على اسر الجنديين بعملية تبادل التي لولاها لما كنا انتزعنا حرية أسرانا من يد العدو الإسرائيلي".
وأشار إلى: "أن هذا دليل إضافي على مسؤولية العدو الإسرائيلي عن الحرب ومسؤولية الذين دعموه ووقفوا إلى جانبه بأي شكل من الأشكال، ويثبت أن المقاومة فرضت منطقها وكانت وفية في التزاماتها".
وقال: "إن المقاومة بهذه العملية كما أعادت الثقة والأمل لإنسان هذا الوطن وللأمة بأسرها بانتصارها في العام 2000، أيضا في عملية التبادل أعادت المقاومة الثقة والأمل لكل إنسان حر، وانه عندما نخوض ونضطر أن نخوض المواجهات مع الغزاة والمحتلين فإننا ننتصر، مضيفا أن هذا الانتصار الجديد الذي تضيفه المقاومة إلى سجلها الحافل بالانجازات هو انتصار لكل الأحرار والشرفاء على امتداد هذا الو طن وعلى امتداد العالم العربي والإسلامي".
وأضاف: "إن ما نشهده اليوم هو ترجمة من جديد لمعادلات رسمتها المقاومة والمعارضة منذ مواجهة العدوان الإسرائيلي في تموز 2006، ومواجهة محاولات السيطرة الأميركية على قرارات هذا البلد، وتوصلنا في الدوحة بعدما أدرك الجميع من القوى المحلية والإقليمية والدولية أن مصير البلد بات مهددا إذا استمر هذا النهج القائم على حسابات لا تمت بصلة إلى حسابات الوطن، وأدرك الجميع حقيقة أن المقاومة والمعارضة لم تغيرا حرفا في مطالبهما ولا تريدان عكس كل الاتهامات رغم كل وسائل التجني ولغة السباب والشتيمة".
وقال مشدداً: "إننا منذ البداية كنا نريد أن نكون شركاء ولا نريد أن نلغي أحدا، وان تتشكل حكومة الوحدة الوطنية بمشاركة الجميع، وان يكون الرئيس توافقي، وان يكون هناك قانون انتخابات يسمح بأوسع تمثيل شعبي للقوى السياسية".
وأضاف: "أننا بدأنا بتطبيق أو أنجزنا المرحلة الثانية من اتفاق الدوحة بعد تطبيق البند الأول بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وننتظر استكمال تطبيق اتفاق الدوحة لجهة إقرار قانون الانتخابات، وليكن هناك حوار وطني مفتوح بين كل اللبنانيين، وليس هناك أي عقبة أو أي مانع لإجراء أي حوار طالما نتوخى من هذا الحوار مصلحة هذا الوطن ولا نخشى من هذا الحوار، ونحن دعاة هذا الحوار، ونحن أصحاب منطق، ونحن الأحرص على مصلحة هذا البلد".
وقال:"لقد انتهينا من مرحلة الاصطفافات، ومن مرحلة الانقسام، وعلينا أن نلتفت إلى كيفية تعويض هذا البلد ولو كان الوقت قصيرا لان عمر هذه الحكومة لا يسمح بأن تعطي الكثير من الآمال من برنامج عملها، لكن المطلوب من حكومة الوحدة الوطنية مضاعفة الجهد لتعويض ما فات لبنان من خسارة ومن ضياع فرص، وان ننطلق معا لتخفيف معاناة اللبنانيين خصوصا في ظل الغلاء الفاحش والمستشري نتيجة الكثير من الأسباب الخارجية أو الداخلية، فعلينا أن نكون جميعا يدا واحدة وان ننطلق جميعا من دون حسابات معارضة وموالاة، وان نتعاون من اجل صوغ السياسات، واتخاذ القرارات والبرامج التي تؤدي إلى ما يمكن معالجته من مشكلات اقتصادية أو اجتماعية أو مالية".
وختم الوزير فنيش بالقول: "نحن مقبلون على ممارسة مسؤولياتنا في الحكومة بهذه الروحية التي بدأنا بها قبل اتفاق الدوحة، ومع اتفاق الدوحة نتطلع إلى مزيد من الايجابية والى المزيد من التعاون لتنقية وتصفية كل آثار المرحلة الماضية لنزع كل فتائل التوتير ولقطع الطريق على كل أولئك الذين يريدون إدخال البلد في أتون الفتن، ونحن منفتحون ونمد أيدينا إلى كل الذين يتطلعون إلى مصلحة البلد وينشدون الاستقرار الداخلي والذين يريدون وأد مشاريع الفتنة في هذا البلد والذين يريدون أن يعملوا بجد واستقامة من اجل مصلحة لبنان ومصلحة اللبنانيين".