امير قطر
وتحدث أمير قطر، فذكر بالدور الذي لعبته بلاده للتوصل الى حل الازمة اللبنانية واعرب عن سعادته لتشكيل الحكومة الجديدة، مشيدا بدور الرئيس سليمان "على رأس قيادة الجيش في منع تفكك لبنان وحماية وحدته".
الرئيس السوري
من جهته، تحدث الرئيس السوري عن النقاط التي تم الاتفاق عليها خلال المحادثات مع الجانب الفرنسي وفي اللقاء الرباعي، وقال: "إن ما تم حتى اليوم في لبنان إنجاز كبير ولكن لا يكفي، فهو في حاجة الى مزيد من الدعم لكي يطمئن الجميع الى أن الماضي اللبناني الذي حصلت فيه صدامات كثيرة لن يتكرر".
اضاف: "مهمتنا أن ندعم لبنان في هذه المرحلة القريبة". أما بالنسبة لفتح سفارات بين البلدين، فاشار الى "أن قراره قد إتخذه منذ العام 2005 ولا يوجد أي مشكلة في هذا الخصوص"، مذكرا ب "أن هناك 130 بلدا ليس لسوريا فيها سفارات".
الرئيس سليمان
بعدها، تحدث الرئيس سليمان، فقال: "أود أن أشكر بادىء ذي بدء فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية السيد نيكولا ساركوزي على الدعوة التي وجهها الي للمشاركة في هذا اللقاء وللحفاوة التي لقيتها والوفد المرافق . لقد اتاح اللقاء الذي عقدناه ان نتداول في المواضيع ذات الإهتمام المشترك، وتوقفنا خصوصا عند موضوع مستقبل العلاقات الثنائية اللبنانية _السورية التي اكدت في أكثر من مناسبة أن لبنان يتطلع الى قيام افضل العلاقات بين البلدين الشقيقين، وهذا الامر سبق أن بحثته مع أخي سيادة الرئيس بشار الاسد من خلال إتصالاتنا المستمرة وتوافقنا خلالها على أهمية إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وهذا ما أشرت إليه في خطاب القسم في 25 ايار الماضي، كما ان طاولة الحوار الوطني التي عقدت في لبنان سابقا أقرت مبدأ التمثيل الدبلوماسي بين لبنان وسوريا".
وتابع: "إنطلاقا من هذه الرغبة المشتركة سيتم بالتنسيق بين العاصمتين اللبنانية والسورية إتخاذ الترتيبات القانونية والادارية اللازمة لوضع هذا الاتفاق موضع التنفيذ في اسرع وقت. وإننا نتطلع إستطرادا إلى معالجة موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وضبطها من خلال الآليات اللازمة، إنطلاقا من العلاقات الاخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين".
اضاف: "لبنان الذي يتمسك باستعادة سيادته الكاملة على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، يشجع كل خطوة من شأنها تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الاوسط إنطلاقا من مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت في العام 2002 والقرارات الدولية ذات الصلة لاسيما منها القرار 425 و1701 و194 الذي يضمن حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه. وغني عن القول أن وحده هذا السلام العادل والشامل يؤمن العدالة والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها".
وختم الرئيس سليمان: "أجدد شكري للرئيس ساركوزي، كما أشكر ايضا سمو أمير قطر الذي بذل جهدا كبيرا في مساعدة لبنان للوصول الى إتفاق الدوحة ومن ثم إلى متابعة تطبيقه، كما اتوجه بالشكر الكبير الى سيادة الرئيس بشار الاسد الذي دعم لبنان وأبدى إستعدادا كاملا لدعم لبنان في مسيرته التوافقية وإستقلاليته وإستقراره".
وردا على سؤال حول إمكانية دخول لبنان مفاوضات سلام مع إسرائيل، قال الرئيس سليمان: "نحن ننتظر من إسرائيل الالتزام بتطبيق القرارات الدولية لاسيما القرار 1701 الذي مضى سنتين على صدوره وحتى الآن لم تنسحب اسرائيل من بلدة الغجر ناهيك عن عدم إنسحابها من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وننتظر رفع الظلم عن الفلسطينيين المهجرين الذين يعيشون حالة بؤس في وطننا ولا يمكن تركهم في هذه الحالة اضافة الى تحديد ما اتفقنا على تسميته بالخط الأزرق وننتظر أن تفي إسرائيل بهذه الالتزامات حتى نرى لاحقا موضوع السلام ونحن جاهزون للسلام".
وحول مشاركة لبنان في قمة الاتحاد من أجل المتوسط، أوضح الرئيس سليمان "أن قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني قال "أن لبنان رسالة"، ونحن نهتم بالمؤتمر غدا حتى نستطيع أن نؤدي رسالتنا للعالم خصوصا في منطقة الشرق الأوسط".
سليمان زار أمير قطر
وزار الرئيس سليمان أمير دولة قطر في مقر اقامته في باريس، واجتمع به في حضور رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، سفير لبنان في باريس بطرس عساكر والمدير العام في رئاسة الجمهورية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية الدكتور ايلي عساف.
وقد شكر الرئيس سليمان أمير قطر على "الدعم الذي قدمه للبنان وعلى رعايته مؤتمر الدوحة وما نتج عنه من إتفاق كان من ثماره تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي أبصرت النور بالامس". واكد "ان النقاط الاخرى في إتفاق الدوحة ستستكمل وصولا الى عقد مؤتمر الحوار الوطني بعد إنجاز الترتيبات التي أعدت له".
وقد هنأ الشيخ حمد الرئيس سليمان على إنجاز تشكيل الحكومة، وأكد "ان بلاده شريكة للبنان في كل ما يساعد على نجاحه وتعزيز الامن والاستقرار فيه"، لافتا الى "أن آلافا من القطريين توجهوا الى لبنان لتمضية فصل الصيف في ربوعه".
وتطرق الرئيس سليمان والشيخ حمد الى التعاون القائم بين لبنان وقطر في المجالات الاقتصادية، الصناعية، التجارية، الانمائية والاعمارية، لافتا الى وجود مشاريع تعتزم قطر تمويلها لمساعدة لبنان على تجاوز الظروف التي يمر بها، وتناول الحديث في هذا المجال موضوع دعم لبنان بالنفط والغاز القطري وتعمير جزء من الضاحية الجنوبية وغيرها من المشاريع الاعمارية التي ستكون موضع مراسلة بين الحكومتين اللبنانية والقطرية.
سليمان و كي مون
والتقى سليمان، في مقر إقامته في فندق "ريتز" في باريس، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وحضر من الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، السفير اللبناني في باريس بطرس عساكر، المدير العام في رئاسة الجمهورية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية الدكتور إيلي عساف والمستشار العسكري لرئيس الجمهورية العميد عبد المطلب الحناوي. وحضر الى جانب الامين العام بان كي مون موفده الشخصي لمتابعة تطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن وعدد من معاونيه. وقد تناول البحث العلاقات بين لبنان والامم المتحدة وما يمكن للمنظمة الدولية أن تقدم للبنان في هذه المرحلة من تاريخه.
بان كي مون
وعلى اثر اللقاء تحدث السيد بان كي مون الى الصحافيين فقال: "حضرت الى مقر إقامة الرئيس سليمان لأهنئه على إنتخابه رئيسا للجمهورية، وإننا نتطلع للعمل معه من أجل تحقيق السلام والاستقرار في لبنان، فسلام لبنان واستقراره يساهمان في شكل كبير في تأمين السلام في المنطقة، ولعل هذا الامر هو إحدى ابرز أولويات المنظمة الدولية في المرحلة الراهنة وبصورة خاصة من قبل الامين العام للأمم المتحدة".
اضاف: "لقد تم إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، حكومة وحدة وطنية، وهذا ما أعاد إحياء المؤسسات الدستورية كافة. ولا بد أن ينعكس تطورا إيجابيا على مستوى الوضع الاقتصادي اللبناني".
وتابع: "على الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني أن يدركوا أنهم محط إهتمام ودعم كاملين من قبل المنظمة الدولية. وهذا أمر ضروري من اجل تسريع المصالحة، ولا بد من إعادة إطلاق الحوار الوطني بين مختلف الافرقاء، وهناك خطوات مشجعة حصلت على مستوى العلاقات بين لبنان والدول المجاورة. فقد وافقت سوريا على إقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان وإني آمل التوصل الى تحقيق هذا الامر في اسرع وقت ممكن. ونتطلع أيضا الى إحياء مسار السلام في منطقة الشرق الاوسط، وكأمين عام للأمم المتحدة سأعمل بصورة وطيدة مع الرئيس سليمان، وإني آمل تطبيق ما تبقى من إتفاق الدوحة بطريقة حاسمة. وأود أن أقول للرئيس سليمان أن له دعمي المطلق".
وعن موضوع المحكمة الدولية، قال: "بالطبع ناقشنا هذا الموضوع ولقد تم إطلاق مراحل مهمة من إنشاء هذه المحكمة وسيكون مقرها كما تعلمون في لاهاي، والمحقق الدولي القاضي دانيال بيلمار يبذل جهدا في إنجاز التحقيقات التي نأمل أن تتم في اسرع وقت، ونحن نأمل أن تلتئم هذه المحكمة في اسرع وقت". أضاف: "ليس لدي حتى الان موعد محدد لإلتئامها. ولكن علينا إتمام إلالتزامات المالية لمدة سنتين وآمل أن يتم ذلك قريبا".
وردا على سؤال قال: "لقد ناقشت موضوع العلاقات الديبلوماسية بين سوريا ولبنان مع الرئيس السوري بشار الاسد وهو سيبذل جهودا حثيثة لإقامة هذه العلاقات، كما أن وزير الخارجية السورية السيد وليد المعلم ابلغني بأنه سيزور لبنان قريبا للبدء بالتحضير لهذا الامر".
وعن موضوع مزارع شبعا، قال: "سأضاعف جهودي الديبلوماسية من أجل إيجاد حل لمزارع شبعا وأنا بحاجة الى طواعية وتعاون من قبل جميع الافرقاء المعنيين، وقد ابلغت ذلك للرئيس الاسد".
سئل عن سبب تغيب لارسن عن الاجتماع مع الرئيس الاسد، فأجاب: "بالواقع كان الاجتماع ثنائيا ولم يكن هناك داع لوجود معاونين لي".
تصريح الرئيس سليمان
ثم تحدث الرئيس سليمان للصحافيين، فقال: "اود بداية أن اشكر سعادة الامين العام على كل الجهود التي بذلها شخصيا وكل المساعي التي قامت بها الامم المتحدة في سبيل مساعدة لبنان خصوصا، وإننا اليوم على أبواب إتمام عملية تبادل الاسرى، هذا الانجاز الوطني الكبير، وبالامس كانت ذكرى مرور سنتين على حرب تموز، وبهذه المناسبة، شكرنا الامين العام على ما قامت به الامم المتحدة في سبيل إنهاء الحرب وتدعيم قوات اليونيفيل في لبنان من اجل تطبيق القرار 1701. أما بالنسبة الى باقي بنود هذا القرار، فقد تحدثت مع سعادته بشأنها وخاصة في موضوع قرية الغجر، وتعليم الخط الازرق، وموضوع مزارع شبعا الذي هو في غاية الاهمية". اضاف: "إني واثق إن موضوع إعادة مزارع شبعا الى السيادة اللبنانية قد بدأ، ولكن ربما سنأخذ وقتا لإتمام الترتيبات اللازمة، تقنيا وسياسيا، ولكن العملية إنطلقت".
وردا على سؤال قال الرئيس سليمان: "إن موضوع السلاح غير الشرعي لدى الفلسطينيين هو شأن لبناني، حتى أن القرار 1701 أشار الى ما اقوله الآن".
سئل: هناك مصادر سورية تحدثت عن أنكم رغبتم أن تكون زيارتكم إلى سوريا هي أول زيارة الى الدول العربية؟ اجاب: "بالطبع. إذا اردت أن اقوم بجولة عربية فالأولى أن تكون الزيارة الاولى الى سوريا، فهي الاقرب. وقد زارني الرئيس الاسد وقدم لي التهنئة واتفقنا معا على متابعة المحادثات في سوريا أو في بيروت، ولكن لا مانع عندي أن تكون سوريا أول دولة أزورها من الدول العربية، وهذا ما سيتم إن شاء الله".
وقال ردا على سؤال: "فلنبدأ بالزيارة أولا وما سيتم إقراره خلالها، وتتابع الحكومة الترتيبات الخاصة بها وفق الاصول الديبلوماسية والسياسية".