في مستهل اللقاء رحب الرئيس ساركوزي بالرئيس سليمان، وشكره على تلبيته الدعوة لحضور "قمة الاتحاد من أجل المتوسط"، معتبرا أن مشاركته عامل مهم في هذه القمة، ثم هنأه على تشكيل الحكومة الجديدة، مقدرا الدور الذي لعبه للوصول الى توافق بين اللبنانيين، وقال: "يمكنكم أن تعتمدوا على دعمنا الكامل لتجاوز المرحلة الراهنة، وفرنسا ترحب بكم في زيارة دولة تأكيدا للصداقة اللبنانية -الفرنسية".
وعرض الرئيس ساركوزي للجهود التي يبذلها من أجل مساعدة لبنان على تجاوز الظروف الصعبة، ولاسيما التحرك الذي يقوم به باتجاه سوريا. كما تحدث عن الوضع في منطقة الشرق الاوسط والجهود المبذولة لإحلال السلام العادل فيه.
ورد الرئيس سليمان معربا عن سعادته للقيام بهذه الزيارة، شاكرا للرئيس ساركوزي الدعم الذي يقدمه للبنان واللبنانيين، والمساهة في القوات الدولية العاملة في الجنوب اللبناني، مستذكرا المساعدات التي قدمتها فرنسا للجيش، وأيضا المبادرات التي أطلقتها لتفعيل الحوار بين اللبنانيين لاسيما خلال لقاء لافيل سان كلو.
ثم عرض الرئيس سليمان لملف التعاون اللبناني الفرنسي، لافتا الى أنه بعد تشكيل الحكومة الجديدة سيصار الى تفعيل عملية المصالحة الوطنية من خلال الحوار الذي يجري التحضير له. وجدد إلتزام لبنان تطبيق المبادرة العربية للسلام التي أقرت في قمة بيروت، والتمسك بإستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتطبيق القرارات الدولية وضمان حق العودة للفلسطينيين، وقال: "بإلتزامكم السلام العادل تكونون بذلك تدعمون لبنان".
وبالنسبة للعلاقات مع سوريا، أكد الرئيس سليمان للرئيس الفرنسي بأن لبنان يريد أفضل العلاقات مع سوريا وأنه على إتصال دائم مع الرئيس السوري بشار الاسد لهذه الغاية.
بعد ذلك تطرق الحديث الى التطورات الراهنة لاسيما إتفاق الدوحة ومراحل تطبيقه، وشرح الرئيس سليمان الآلية التي ينوي اعتمادها للحوار بين اللبنانيين. كما تطرق البحث الى المساعدات التي تقدم الى الجيش اللبناني وفي المجالات الاقتصادية والتربوية والاجتماعية، وايضا موضوع تسهيل إعطاء سمات دخول الى اللبنانيين.
وتطرق البحث أيضا الى موضوع القمة الفرنكوفونية التي ستعقد في كيبيك - كندا العام الجاري، والتزام لبنان تفعيل الفرنكوفونية. كذلك تم التطرق الى الالعاب الفرنكوفونية الاولمبية التي ستجري في لبنان عام 2009.
وكرر الرئيس ساركوزي في نهاية اللقاء تأكيده على مساعدة لبنان وعلى دعمه، وقال: "يمكنكم دائما الاتكال على فرنسا والاتحاد الاوروبي الذي يريد أيضا أن يرى لبنان ينعم بالاستقرار والطمأنينة". وأبلغه أن البعثة الاقتصادية والمالية التي ستزور لبنان للبحث في المساعدات سيرأسها رئيس الحكومة فرنسوا فييون. بعد ذلك ودع الرئيس ساركوزي الرئيس سليمان حتى المدخل الخارجي للإيليزيه.
تصريح الرئيس سليمان
وعند خروجه من الاجتماع مع الرئيس ساركوزي، تحدث الرئيس سليمان الى الصحافيين، فقال: "إن اللقاء مع الرئيس ساركوزي هو لبحث العلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا، وهي على أفضل حال".
سئل: "هل كانت وجهات النظر متطابقة حول كل شيء؟" أجاب: "بالتأكيد، نحن على إتصال دائم مع فرنسا ومع الرئيس ساركوزي بصورة خاصة".
سئل: "يقال أن الجانب الفرنسي يصر على تطبيع العلاقات مع الجانب السوري وإعلان فتح سفارات بين لبنان وسوريا" أجاب: "ونحن ايضا نصر على ذلك، ولكن ليس "تطبيع العلاقات"، فالعلاقات مع سوريا طبيعية وليست تطبيعية".
سئل: "هل سنشهد شيئا من هذا القبيل في الايام المقبلة؟" أجاب: "بكل تأكيد".
سئل: "هل أنت راض عن الحكومة اللبنانية الجديدة؟" أجاب: "بكل تأكيد، فهي حكومة تمثل إرادة وطنية جامعة".
سئل: "هل أنت مرتاح للعلاقات مع سوريا في هذه المرحلة، وهل يمكن القول أن هناك صفحة جديدة؟" أجاب: "هي صفحة قديمة - جديدة وأنا مرتاح جدا للعلاقات التي ستتم بيننا وبين سوريا".
سئل: "هل وعد الرئيس ساركوزي بإيلاء لبنان إهتماما خاصا خلال رئاسته للإتحاد الاوروبي؟" اجاب: "الرئيس ساركوزي بذل جهدا مميزا لدعم لبنان في مجالات عدة منذ تبادل الوفود والزيارات التي قام بها وزير الخارجية الفرنسية الى لبنان، وإجتماع لافيل سان كلو في فرنسا، ومن ثم دعمه لإتفاق الدوحة وزيارته المميزة للبنان".
سئل: "هناك تخوف من التأخير بالبيان الوزاري وعرقلة تعيين قائد للجيش؟" أجاب: "لا. علينا أن نسرع بالبيان الوزاري وهو سينطلق من خطاب القسم ومن إتفاق الدوحة وقمة وزراء الخارجية العرب، وأنا أعتقد أن هذا الامر أسهل من تأليف الحكومة".
سئل: "هل في الافق زيارة لكم إلى سوريا؟" أجاب: "الزيارة الى سوريا واردة دائما والحوار والمصالحة سيبدءان في أسرع وقت ممكن وإن إنجاز تحرير الاسرى، إنجاز وطني كبير سيسمح للجميع بأن يلتقوا في المصالحة والحوار".
سئل: "إضافة الى العلاقات اللبنانية - السورية، ماذا ستبحث مع الرئيس الاسد؟" أجاب: "سنبحث في العلاقات اللبنانية - السورية".
لقاء الرئيس مبارك
وإنتقل الرئيس سليمان من الايليزيه الى مقر إقامته في فندق "ريتز" حيث زار الرئيس المصري حسني مبارك في جناحه الخاص، كون الرئيس المصري يرأس أيضا "مؤتمر الاتحاد من أجل المتوسط"، وتطرق البحث الى العلاقات الثنائية بين لبنان ومصر وسبل تطويرها، إضافة الى الاوضاع في المنطقة والجهود المبذولة لتحقيق السلام العادل والشامل.
وحضر الاجتماع عن الجانب اللبناني الوزير صلوخ، السفير عساكر،الدكتور عساف والاستاذ شلالا. وعن الجانب المصري حضر مدير المخابرات اللواء عمر سليمان وعدد من معاوني الرئيس مبارك.