القى آية الله السيد محمد حسين فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الامامين الحسنين (ع) في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين وتطرق الى الوضع اللبناني الوضع اللبناني وقال: "ثمة ملاحظات لا بد من رصدها: اولا: نلاحظ في معركة التوزير للاشخاص والحقائب، ان القائمين على شؤون الحكومة والضاغطين عليها لا يفكرون بالكفاءات والخبرات والاختصاصات التي يتمتع بها المستوزرون في اختيارهم لهذه الوزارة او تلك، بل يفكرون بالعلاقات الحزبية او الانتماءات المذهبية والطائفية، او الموظفين لدى هذا القيادي او ذاك، بحيث لا يملك الوزير، نظرا لافتقاده الخبرة، القدرة على ادارة شؤون وزارته في اطار التخطيط لمصالح البلد العامة".
ثانياً: ان الوزراء الذين سوف يدخلون الحكومة لا يمثلون وحدة وطنية، لا من حيث الالتزام بالشؤون العامة للناس، ولا من حيث الاخلاص لقضايا المواطنين في التأكيد على حقوقهم الحيوية وقضاياهم المصيرية، لان ما نسمعه من تصريحاتهم الاستهلاكية السياسية بعضهم ضد بعض، او الاخلاص للاوضاع الاقليمية او الدولية التي يرتبط بها هذا الفريق او ذاك، او الحديث عن الضغط على الحرية في هذا البلد الذي يختلفون معه والقبول باسقاط حقوق الانسان واسقاط حريته في بلد آخر ضد مواطنيه مما يتفقون معه رغبة او رهبة.
ان هذا كله يمنع من تأسيس حكومة وحدة وطنية، لان هذه النتائج تؤدي الى تجميع التناقضات والحساسيات والمصالح الطائفية والمذهبية واخيرا الانتخابية في مثل هكذا حكومة.
ثالثا: اننا نتوجه الى بعض الدول الغنية في المنطقة التي تتحدث عن اهتمامها بمستقبل لبنان، وتدعوه الى التوازن في نظامه على مستوى الحكم والحكومة، وتناشده ان يحل مشاكله بنفسه عبر التفاف مواطنيه حول الدولة القوية القادرة.
اننا نتوجه الى هؤلاء الذين تضخمت ثرواتهم ومداخيلهم بتطور ارتفاع اسعار النفط، ان يساعدوا لبنان في اخراجه من العجز الاقتصادي في قضايا الماء والكهرباء، وفي ديونه المليارية التي تأكل فوائدها كل انتاجه، وذلك بالعمل على تخفيفها ان لم يكن الغائها.
وختم: "ان الاخلاص للبنان بحاجة الى التخطيط لانقاذه من العجز الاقتصادي، ومن الخلل الامني، وتزويد الجيش بالاسلحة الثقيلة المتطورة القادرة على مواجهة العدوان الاسرائيلي في اية مرحلة من المراحل، فكيف يعالج العالم العربي الغني ذلك كله؟ انه سؤال بحاجة الى جواب في الواقع التنفيذي لا في الواقع العاطفي».