وأضاف: معظم الدول تلجأ إلى التعاون وفتح الحدود والاتفاق، للتغلب على مشكلة الغلاء، ومشاكل العصر الحالي. فالدول تتجمع دون أن تُمس سيادة أي دولة، وذلك لتسهيل أمورها، وتبادل المعلومات.
واعتبر الرئيس سليمان أنه لم يعد مسموحا أن تبقى أي دولة عربية منعزلة عن الدول الأخرى، مشيرا إلى أن ذلك هو ما أخر تطور بلداننا العربية، ولم يسمح لها حتى من الاستفادة من ثرواتها النفطية.
وقال: نحن مدعوون إلى الاتفاق، لأن إسرائيل تسعى إلى عدم تحقيقه وإلى شرذمة الدول العربية، وقد نجحت في نهاية الأمر في إلصاق تهمة الإرهاب بالعرب والمسلمين.
واوضح أن الإرهاب يناقض مفهوم الحريات العامة، لأنه يتعرض للطائفة الأخرى، والمذهب الآخر، والرأي الآخر، وللحريات بشكل عام، مؤكدا أننا مدعوون إلى مكافحة الإرهاب لنتمكن من تأمين الحرية للجميع.
ورأى رئيس الجمهورية أن الحريات العامة مرتبطة بالتنوع والتعدد الذي يميز الدول العربية بفعل نشوء الديانات السماوية على ارضها. وشدد على أن الحرية مرتبطة بالديمقراطية، فبقدر، ما نكون أحرارا، بقدر ما نكون منتظمين وديمقراطيين. ونكون أحرارا بقدر ما نعرف حدود حريتنا، لأن الحرية ليست تعديا على الآخرين أو ممارسة تؤذيهم في مشاعرهم الاجتماعية والوطنية والسياسية والدينية والمذهبية.
واشار الرئيس سليمان إلى ان حقوق الإنسان منتهكة في العالم العربي عبر تهجير الفلسطينيين، وعيشهم في مخيمات يسودها الفقر، معتبرا أن ذلك هو أكبر نموذج عالمي ضد حقوق الإنسان مارسته إسرائيل وتتغاضى عنه الدول عندما تقرّ بتوطين الفلسطينيين في البلدان الموجودين فيها. وقال إن من ابسط البديهيات أن نعيد للإنسان حقه في وطنه وارضه، وأن يستعيد هويته الوطنية.
وردا على سؤال حول أهمية فتح صفحة جديدة من العلاقات بين لبنان وسوريا، أكد الرئيس سليمان أن علاقة لبنان بسوريا طبيعية، ومن غير الطبيعي أن تكون هذه العلاقة غير طبيعية، وقال: نحن نطمح عبر إعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي مع سوريا، إلى إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين رؤساء الدول العربية، ويكون لنا الشرف إذا استطعنا أن نلعب دورا في هذا المجال، ولو كان صغيرا.
وردا على سؤال آخر حول مستقبل لبنان ومستقبل المقاومة فيه، أوضح رئيس الجمهورية أن لبنان قطع شوطا كبيرا باتجاه تمتين وحدته الداخلية، مؤكدا أن عقد الوحدة لم ينفرط يوما في لبنان، برغم التوترات التي يعيشها.
واعتبر أن المقاومة هي فخر للبنان، وهي عنصر قدرة قومية له، مشددا على أننا لن نفرط بها، وعلى ضرورة الاستفادة من عنصر قدرة المقاومة.