اعترفت مصادرُ مقربة من رئيس كتلة المستقبل النيابية في لبنان النائب سعد الحريري بوجودِ خلافاتٍ داخل فريق السلطة حولَ توزيعِ الحقائب والوزراء، ووصفَتها بالتباينات.

ففيما كان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ونائبه انطوان زهرة يهددان ولو بشكل غير مباشر  بالانسحاب من الحكومة العتيدة إن لم تلب مطالب القوات بما يتناسب مع حجمها والمتمثلة بالحصول على وزيرين ماروني وارثوذوكسي، كان الرئيس المكلف فؤاد السنيورة يتابع ملفات اقتصادية مع وفود ثلاثة مثلت تباعاً تجمع رجال الاعمال اللبناني الكندي، وصندوق النقد الدولي واتحاد المصارف العربية، وكان مستشاره محمد شطح المعول عليه في التحرك المكوكي لحلحة العقد، يتابع وعكة صحية طارئة المت به، أما النائب سعد الحريري فيتابع سفره خارج لبنان.

هذا التزامن في المتابعات، أبقى القوات وغيرها من افرقاء الموالاة يتصارعون فيما بينهم على سبع وزراء وبعض الحقائب في حكومة عمرها الطبيعي لن يتجاوز تسعة أشهر.
مصادر متابعة تؤكد ان عقدة القوات ليست وزارية بل عونية، اذ كيف يحصل عون على حقيبة أساسية هي الاتصالات، ولا تحصل القوات على حقيبة الاشغال. مصدر حكومي  موال ابلغ المنار أن المس بالأشغال هو مس بطرابلس، وتحديداً بتكتلها الممثل بالوزير الحالي محمد الصفدي، والذي لوحت مصادره سابقاً للمنار بالانسحاب من الحكومة، ان لم يسلم حقيبة ان لم تكن أهم من الأشغال التي يحملها حاليا، فعلى الأقل مساوية لها. كذلك مس بجنبلاط الذي يطالب بالحقيبة نفسها.

ويضيف المصدر الحكومي  أن عقدة القوات تتمثل أيضاً في محاولة تكبير حجمها ودورها عبر المطالبة بوزير ماروني لقرنة شهوان هي الوزير نايلة معوض بعد انسحاب النائب بطرس حرب لمصلحتها، ويضيف المصدر ان القوات تطرق هنا باب النائب سعد الحريري الساعي الى توزير النائب السابق غطاس خوري الذي ضحى به في الانتخابات النيابية السابقة لمصلحة النائب صولانج الجميل. ويسأل المصدر هل سيقبل الحريري بالتضحية مرة ثانية بخوري؟

عقدة أخرى وصفها المصدر الحكومي الموالي، بغير الصعبة، وهي المتمثلة بمطلب  جنبلاط توزير نائبه الشيعي في الحزب التقدمي دريد ياغي بدلاً من طلال ارسلان الذي أصبح من حصة حزب الله مع العلم ان الحريري يرغب في توزير النائب غازي اليوسف، والتعويض على جنبلاط بوزير كاثوليكي هو نعمة طعمة. ويقول المصدر ان مطلب جنبلاط بتوزير ياغي مناورة  من جنبلاط لا اكثر للحصول على حقيبة، فاذا ما حصل عليها تخلي عن ياغي.