عقد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى اجتماعه الدوري بهيئتيه الشرعية والتنفيذية برئاسة نائب رئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان.
وبحث المجتمعون الأوضاع العامة التي تمر فيها البلاد، وبالأخص ما يعود إلى "تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اكمالا لتنفيذ اتفاق الدوحة والعقبات التي حالت دون ذلك حتى الآن".
وتوجه المجتمعون إلى اللبنانيين بالتهنئة ل"الانجاز الوطني الكبير الذي حققته المقاومة في اتفاق تبادل الأسرى مع العدو الصهيوني، وتسليم جثامين الشهداء الذين قضوا في المواجهة معه دفاعا عن الأرض والكرامة والذي يترافق مع ذكرى الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة في تموز عام 2006".
وصدر عن المجتمعين بيان جاء فيه الاتي:
أولا: يشجب المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بشدة التوصية الصادرة عن الحكومة البريطانية بوضع المقاومة على لائحة الإرهاب، فهي تشكل اعتداء صارخا على حق الشعب اللبناني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الذي يمثل الإرهاب الرسمي الذي طالما رعته ودعمته بريطانيا، كما أدان المجتمعون القرار الصادر عن ملكة بريطانيا بمنح وسام شرف للكاتب المرتد سلمان رشدي، ويعتبره تصرفا عدائيا تجاه الإسلام والمسلمين، ويدعو المجلس بريطانيا والغرب إلى الإقلاع عن هذه المواقف العدائية والعمل بدلا عن ذلك مع المسلمين لإنتاج موقف حضاري بعيد عن إيجاد حالات العداء بين أهل الديانات وخصوصا بين المسلمين والمسيحيين.
ثانيا: إن انتزاع الموافقة من العدو الإسرائيلي لاستعادة الأسرى اللبنانيين وجثامين الشهداء اللبنانيين والعرب هو انتصار جديد للبنان حققته المقاومة تتويجا لانتصارها التاريخي في حرب تموز وهو ما يثبت مرة أخرى مدى الحاجة إلى هذه المقاومة للحفاظ على الوطن وسيادته وتحقيق عزة وكرامة أبنائه، ويدعو اللبنانيين إلى انتهاز هذه الفرصة للالتفاف حول المقاومة التي أكدت مرة أخرى قدرتها على لجم هذا العدو وكسر إرادته، ويأمل المجلس أن يعكس هذا الانجاز الوطني على اللبنانيين مزيدا من الوحدة والتآلف حول قضاياهم وفي مقدمها تحصين وطنهم وحمايته من العدوانية الاسرائيلية، ويغتنم المجلس هذه المناسبة ليذكر المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية بمعاناة آلاف المعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون العدو ويدعو للعمل على فك أسرهم.
ثالثا: إن لبنان الذي يستعد لاستعادة أسراه وأجساد شهدائه من سجون العدو الإسرائيلي يفتقد الأسير الكبير سماحة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه سماحة الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين الذين لا يزالون في سجون النظام الليبي، وفي هذه المناسبة يؤكد المجلس أن قضية الإمام الصدر ورفيقيه ستظل قضية لبنان حتى كشف مصيرهم وتحريرهم من سجن النظام الليبي.
رابعا: يدعو المجلس القوى السياسية كافة للعمل الجاد على استكمال تنفيذ بنود اتفاق الدوحة، من خلال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وإقرار قانون الانتخابات وفق ما تم الاتفاق عليه، حتى يتوجه الجميع إلى معالجة الأزمات ومنها الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون، ويرى أن كل تأخير في انجاز هذا الاستحقاق يؤدي إلى مزيد من التوتر السياسي الذي بدوره يساهم في التوترات الأمنية التي تحصد المزيد من الضحايا الأبرياء وتضر بمصالح وممتلكات المواطنين.
خامسا: يدين المجلس الاعتداء على ممتلكات المواطنين في طرابلس واستمرار تهجير عشرات العائلات بسبب انتماءاتها، ويحذر من المخاطر التي يجرها هذا الاعتداء على تعايش اللبنانيين في ما بينهم، ويدعو الجهات الأمنية لإعادة المواطنين إلى منازلهم وحماية ممتلكاتهم والتصدي للمعتدين بكل قوة وحزم.