وطنية - 3/7/2008
عقد لقاء تضامني، في دار نقابة الصحافة، بدعوة من سفارة الجمهورية الاسلامية في بيروت لمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاختطاف الديبلوماسيين الايرانيين: القائم بالاعمال محسن الموسوي، احمد متو سليمان، كاظم اخوان وتقي رستكار مقدم، في 4 تموز من العام 1982.
حضر اللقاء التضامني وزير الزراعة طلال الساحلي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، النائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، المدير العام لوزارة العدل عمر الناطور ممثلا رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، وزير الخارجية فوزي صلوخ، النائب قاسم هاشم، ممثلون عن الاحزاب والقوى الوطنية والمرجعيات الدينية والفصائل الفلسطينية وديبلوماسيين.
النقيب البعلبكي
بعد النشيدين اللبناني والايراني، وصف نقيب الصحافة اللبنانية محمد البعلبكي عملية اختطاف الديبلوماسيين الايرانيين ب"مأساة يندى لها جبين الانسانية. ومن حق الجمهورية الاسلامية الايرانية ان ترفع الصوت عاليا بعد ان تم اختطافهم على حاجز البربارة وسلموا للدولة العدوة اسرائيل".
وطالب النقيب البعلبكي المجتمع الدولي بأن لا يسكت على هكذا جريمة، "لان هؤلاء يتمتعون بحصانة ديبلوماسية يضمنها اتفاق فيينا، وليس من حق اي كان ان يختطفهم. ولم يعد جائزا السكوت عن هذه الجريمة"، داعيا الى "التحرك منذ هذه اللحظة للافراج عنهم".
صلوخ
بعدها تحدث الوزير صلوخ وقال: "اود بداية ان اعبر عن سروري لوجودي بينكم في هذه الدار الكريمة دار نقابة الصحافة اللبنانية، دار الانتصار لكل مظلوم والانتصار لكل سليب في رأيه او في حريته. وقد التقينا هنا اليوم للتضامن مع قضية طال عليها الزمن وما زالت جريمة مستمرة متمادية سواء على الصعيد القانوني، الجنائي او الانساني، وهي في كل الاحوال جريمة تستوجب المتابعة الحثيثة حتى خواتيمها المرتجاة.
ويهمني ان اعبر لكم ان لبنان الذي عانى مواطنوه طوال سنين الحرب والاحتلال من ويلات الاختفاء القسري والاعتقال المخالف للشرائع الدولية، يدين بأشد عبارات الادانة اختطاف الاخوة الديبلوماسيين الاربعة، ويعتبرها جريمة شائنة مزدوجة، اولا لانها تخالف القوانين اللبنانية، وثانيا لانها تخالف القوانين الدولية والقانون الدولي الانساني ومعاهدة فيينا التي تفرض واجب احترام الديبلوماسي والامتناع عن التعرض لحريته. ومع ان اجهزة الدولة اللبنانية كانت في حال انحسار في فترة اختطاف الاخوة الاربعة بسبب الظروف التي كانت سائدة آنذاك وبسبب الاجتياح الغاشم الذي نفذه العدو الاسرائيلي للاراضي اللبنانية عامذاك، غير ان تلك القضية تبقى مطروحة امامنا بشكل حثيث توصلا لجلاء مصيرهم وعودتهم الى اهاليهم. واننا نؤكد ومن خلال الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة تضامننا ايضا مع كل معتقل بشكل مخالف للقانون وخلافا لقواعد التعامل الانساني والقانوني".
وتابع: "لا شك ان فترة الحروب والاهوال والاحتلال التي افتعلها العدو الاسرائيلي في لبنان، حملت في طياتها مآسي وتنكيلا، ومن منا لا يذكر معتقل انصار ومعتقل الخيام والمعتقلات الوحشية داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة التي ما زالت مليئة بالاسرى خلافا لابسط قواعد القانون الدولي. والكيان الصهيوني الذي شن عدوانه على لبنان عام 2006 بذريعة لا تنطلي على احد، هي ذريعة جندييه اللذين كانا في وضع عسكري عدواني، ويتجاهل الاف الاسرى القابعين في المعتقلات الاسرائيلية وبينهم نواب فلسطينيون ورسميون واطفال ونساء وشيوخ"..
وقال: "اننا في هذا اللقاء التضامني مع الديبلوماسيين الايرانيين المفقودين، نؤكد تضامننا العميق معهم ومع عائلاتهم وزملائهم ومع الجمهورية الاسلامية الايرانية الشقيقة ووجوب العمل على حل هذه القضية دون تأخير، كما نؤكد على اهمية العلاقات اللبنانية - الايرانية والعربية الايرانية، باعتبار ان هذه العلاقة هي ذخر استراتيجي للبنان وللعرب في تصديهم للاخطار المحدقة بهم، وفي مقدمها الخطر الاسرائيلي الكامن والمتربص، ونرى في هذه العلاقات الاخوية عناصر الود والتاريخ والجغرافيا والحوار الدائم والتفهم المتبادل ومعالجة القضايا انطلاقا من مصلحة الطرفين في ارساء علاقة تضمن لشعوب المنطقة بأسرها حقوقها وكرامتها وقرارها وامنها بعيدا عن التدخلات الغربية عن منطقتنا التي مهما كانت عاتية فانها تبقى ظرفية ولا تستطيع ان تلغي وشائج القربى والعلاقة الراسخة والمصلحة المشتركة".
النائب موسى
ثم تحدث رئيس لجنة حقوق الانسان النائب الدكتور ميشال موسى فقال: "لا بد لنا عشية عودة اسرانا من سجون العدو الاسرائيلي، من التوقف عند بعدين اساسيين لقضية خطف الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة عام 1982: انساني وقانوني. في البعد الانساني :ان حجز حرية الانسان، اي انسان، هي وصمة عار لمرتكبها، فردا كان او جماعة او دولة، وللعدو الاسرائيلي باع طويل في خطف المناضلين واحتجاز المقاومين والمدنيين، وابعادهم عن عائلاتهم واوطانهم الكبيرة والصغيرة، وبالتالي في انتهاك الشرعة الدولية لحقوق الانسان.
واضاف: اما في الشق القانوني: فان المعاهدات والاتفاقات الدولية ولا سيما منها الاتفاقية الدولية لحماية جميع الاشخاص من الاختفاء القسري، تحظر تعريض اي شخص للاختفاء القسري تحت اي ذريعة، وتعتبره جريمة. فكيف اذا كان المخطوفون ديبلوماسيين يتمتعون بحصانة تكفلها المعاهدات الدولية"؟". وطالب المجتمع الدولي ب"ممارسة ضغوط على اسرائيل، من اجل الكشف عن مصير هؤء الديبلوماسيين، وجميع المحتجزين قسرا اينما كانوا، واعادتهم الى ذويهم في اسرع وقت".
وختم:" اننا نعرب عن تضامننا الكامل مع الجمهورية الاسلامية وعائلات المخطوفين الاربعة، وذوي جميع المخطوفين والمفقودين اللبنانيين"، مؤكدين "عمق الصداقة القائمة بين الدولتين والشعبين، دفاعا عن قيم العدالة والانسانية وحرية الشعوب".
الموسوي
بعدها تحدث ابن القائم بالاعمال الايراني المختطف رائد الموسوي، وقال: "نحو ثلاثة عقود مرت على اختطاف والدي السيد محسن موسوي القائم بأعمال سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في حينه وزملائه السادة احمد متوسليان وتقي رستكار مقدم وكاظم اخوان. ولئن كانت هذه الفترة وهذه السنين قد لعبت دورها في تعريض عوائل هؤلاء الديبلوماسيين لاقسى انواع المحنة والبعاد وطول الفراق، الا انها لعبت دورا كبيرا ايضا في الكشف عن ملابسات هذا الملف وحلقاته المفقودة قسرا.
وهل ثمة من لا يعرف اليوم حقيقة ما تستبطنه تلك التصريحات المتناقضة والمحاولات البائسة التي يبذلها الزاعمون بأن الديبلوماسيين قد استشهدوا وحقيقة ان هذا الزعم انما هو حصيلة السيناريوهات المشتركة التي وضعها الكيان الصهيوني واعوانه من الانعزاليين.
انها السيناريوهات المحروقة التي على اساسها ما زال المقتنعين زورا وبهتانا بتصفية واستشهاد الرهائن المظلومين يطالبوننا بعد كل هذه السنين بتقديم مستمسكاتنا وما يدل على وجودهم على قيد الحياة".
وتابع: "نحن على يقين منذ سنوات ونزداد يقينا كل يوم، بان هؤلاء الرهائن المختطفين من ابناء الشعب الايراني هم احياء وعلى قيد الحياة. ويشهد على ذلك كل الاسرى المحررين الذين عادوا الى احضان اهلهم وذويهم ووطنهم بعد سنوات من الاسر في سجون الكيان الصهيوني. ان واقع التكتم على مصير ابنائنا واحبائنا والامتناع حتى الان عن نشر اية معلومات موثقة تثبت استشهادهم فيما تتوالى الوثائق والشهادات من شهود عيان حول وجودهم في السجون الاسرائيلية انما هو خير دليل على ان احبائنا ما زالوا على قيد الحياة. الحقيقة هي ان الصهاينة يتحاشون الهدف الاساسي والاوفى لعملية الاسر وهو المحافظة على حياة الاسير ويتجاوزه الى الاهداف الثانوية وهي قتله، الامر الذي روجت له مخيلات بعض العملاء والمعتوهين الذي يتم استخدامهم من اجل صناعة الكذب والتسويف وقتل الحقيقة. وهنا يطرح السؤال التالي وهو انه اذا كان الكيان الصهيوني لم يسهم ولم يشارك ولم يكن له دور في عملية الخطف فلماذا كل هذا الاصرار من قبله طوال هذه السنوات على مقتل المخطوفين الذين لا علاقة له بهم على حد زعمه وما هو سبب اصراره على امر لا يعنيه؟".
وقال: "الان حيث تستعد الساحة اللبنانية لانجاز عملية تبادل الاسرى والرهائن اللبنانيين مع الكيان الصهيوني، فقد اعلن هذا الكيان عن استعداده لتقديم معلومات عن مصير الديبلوماسيين الايرانيين. ومهما يكن من امر هذا الاعلان فانه لا يمكن ان يمنعنا من الاستمرار في مسيرتنا الشعبية والوطنية في اتجاه الافراج عن ديبلوماسيينا. ومن ثم فإن خطف الديبلوماسيين الايرانيين على ارض لبنان وعلى مرأى افراد قوة حماية امن السفارات يحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية مضاعفة في الحفاظ على هذا الملف مفتوحا حتى تحرير وعودة ابناء الشعب الايراني".
وسأل الموسوي ان "من الذي يستطيع ان يقوم وعلى مرأى شرطة الدول باعتقال افراد يتمتعون بالحصانة الكاملة وفقا لجميع الاعراف والمعاهدات الدولية؟ وهل ثمة معنى آخر غير الخيانة لانتهاك هذه الحصانة واختطاف رعايا ديبلوماسيين تابعين دولة اخرى وتسليمهم للعدو المشترك للدولتين؟، من هنا فاننا نتوقع من الحكومة اللبنانية ان تقوم بقدر اكبر من السرعة والجدية بمتابعة الموضوع على مختلف الاصعدة السياسية والحقوقية والامنية واعادة ابناء ايران الاسلامية الى بلادهم".
وتوجه الى الجهات الرسمية والاحزاب السياسية اللبنانية كافة، "في هذا الامر الهام" داعيا المؤسسات المدنية في لبنان الى "مد يد العون الى الاجهزة المختصة في الكشف عن ملابسات هذا الملف ومتابعة مصير هؤلاء الاسرى المظلومين واعادتهم الى بلادهم لتحتل بذلك مكانتها المرموقة والهامة في الناحية الحقوقية، ذلك المصير الذي يحمل في طياته مزيجا من الانتظار الطويل والمعاناة لاهلهم وعوائلهم واصدقائهم".
وختم: "لي الان في الاسر أب فارقت أمه الحياة بعد طول انتظار وطول معاناة، كما ان هناك آباء وامهات من بين اهالي احبائنا الثلاثة الاخرين قد فارقوا الحياة بعد ان قضوا العمر كله في الانتظار والقلق على وضع ابنائهم وفلذات اكبادهم القابعين في أسر جائر طال مداه. واليوم لم يبق على قيد الحياة من بين اولئك، الا والد واحد ووالدتان. الوالدتان لا تفارقان محراب الصلاة والدعاء. اما الوالد فإنه يعقوب زمانه في فراقه وبعاده عن ولده الذي لا يعرف شيئا عن مكانه كما لم يعرف شيئا عن مكان النبي يوسف، عدا انه اصبح عزيز مصر ومدينة الرب".
بور
واخيرا تحدث القائم بالاعمال الايراني مشتبه بور، فقال: "نجتمع اليوم في هذه الدار الكريمة في نقابة الصحافة البنانية التي تحمل عنوانا لحرف والكلمة المعبرة عن آمال وآلام الانسان وتطلعاته وحقه في الحياة الحرة الكريمة. المناسبة أليمة اذ تمر علينا الذكرى السادسة والعشرين لاختطاف الديبلوماسيين الايرانيين القائم بالاعمال السيد محسن الموسوي وافراد من الطاقم الديبلوماسي للسفارة السادة احمد متوسليان، تقي رستكار مقدم وكاظم اخوان الذين كانوا رسل محبة ودعم وتضامن واخوة للشعب اللبناني حيث امتدت ايادي الغدر الآثمة لتغيبهم وتحتجزهم قسرا عن اداء رسالتهم الانسانية والديبلوماسية في توثيق عرى علاقات الاخوة والصداقة بين ايران ولبنان لا سيما في ظرف خطير واستثنائي آنذاك فرضه الاجتياح الصيوني للبنان وصولا حتى عاصمته بيروت قتلا وتدميرا للحياة والانسان، فواسى ديبلوماسيينا اخوتهم اللبنانيين والفلسطينيين آلامهم مشاركينهم صمودهم والمعاناة، مقدمين ما امكن من دعم ومساعدة ليكونوا فعلا نعم الناصر والمواسي في الملمات".
واضاف: "نحن نعلم جميعا بأن العدو الصهيوني لا يقيم وزنا للقيم الانسانية وللمواثيق الدولية ولا لاي اعتبار انساني، فتاريخه حافل بالجرائم ضد الانسانية من احتلاله فلسطين عام 1948 والمجازر التي ارتكبت بحق الشعوب العربية وفي الطليعة الشعب الفلسطيني الذي تمارس ضده ابشع عمليات القتل اليومية لاطفاله ونسائه دون ان يرف لهذا العالم جفن او يتخذ موقف استنكار او ادانة بل تحمل الضحية المسؤولية ويصفق للجاني.
فكيف باخوتنا الديبلوماسيين الذين اختطفوا ابان الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982 والذين ما زالوا محتجزين لدى اسرائيل منذ ذلك التاريخ حيث ان كل المعلومات الواردة الينا تؤكد انهم لدى اسرائيل، واننا ندرك تماما ان كل المناشدات الانسانية لا تنفع مع هذا العدو الذي لا يفهم الا بلغة القوة والمقاومة، والتجربة اثبتت ذلك لكننا لن نيأس لاننا سنستمر في متابعة هذه القضية الانسانية الكبرى حتى جلاءها بالافراج عن ديبلوماسيينا وعودتهم الى وطنهم بين اهلهم وعائلاتهم".
وختم: "اننا ننظر بعين التقدير والاعجاب لانجاز المقاومة الباسلة في تحرير الاسرى اللبنانيين والفلسطينيين والذي نراه نصرا جديدا يضاف لسجل انتصارات الشعب اللبناني الذي نشاركه الفرحة بهذا النصر المبارك، آملين ان تعم الفرحة قلوبنا جميعا بالافراج عن كافة المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني والاميركي لا سيما اخواننا الديبلوماسيين المختطفين".