وقال: "ما تحقق على صعيد رضوخ العدو الإسرائيلي لاتفاق تبادل الأسرى يعتبر فصلا جديدا ومشرقا من فصول الإنتصارات الوطنية والعربية الذي أرسى قواعدها خيار المقاومة ونهجا وسلاحا من خلال معادلة جديدة في مسألة الصراع مع العدو الصهيوني حيث أثبتت التجارب حتى اللحظة مع هذا العدو انه لا يفهم الا لغة القوة القادرة على استعادة الحقوق، أكانت أرضا او بشرا. ومرة جديدة يثبت خيار المقاومة انه خيار الحفاظ على الكرامة والعزة الوطنية حيث لم تستطع كل الأساليب والآليات البالية او الرهانات على منظمات دولية او مجتمع دولي ان تعيد أسيرا او تحرر شبرا من ارض محتلة، لكن لغة الدم، لغة الشهادة والمقاومة وحدها، وضعت حدا لغطرسة وعنجهية العدو الإسرائيلي والتي ستضع حدا لأطماع العدو وهمجيته، ولعل ما يطرحه البعض في قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا إلا الدليل الساطع على تنصل العدو الإسرائيلي وحتى المجتمع الدولي من موجبات قوانين وأعراف العدالة الدولية، لهذا فالرهان على استعادة مزارع شبعا سيكون كما كان دائما على خيار المقاومة ونهجها وكيفما كانت آليات وأساليب التحرير، فمن يفرض الإستجابة لذلك هو خيار المقاومة، والفضل الأول والأخير سيكون للمقاومة ونهجها وسلاحها والإنتصار سيكون إنتصارا لهذا الخيار".
تابع "المؤسف انه في هذا الوقت لا تزال بعض اصوات النشاز ونعيق بعض البوم إنطلاقا من حقد دفين وجهل مبين، تشكك في هذا الانجاز والإنتصار الكبير والخيار الذي أوصلنا اليه ليوصف مصدر الخطر بشكل مغاير ومجافي للحقيقة، لأن الخطر على لبنان والعرب هو من خلال العدو الصهيوني ومن يسير على خطاه وأسياده الاميركيين من بعض أهل الوطن المضللين والمرتبطين والمأجورين وعلى كل مستوياتهم، بل ان الخطر الأكبر على لبنان واللبنانيين يتجلى من خلال الخطاب السياسي الموتور الذي ما زال يصر عليه البعض لإثارة الغرائز وشحن النفوس المريضة، إستجابة لإملاءات عدائية وسعيا لكسب سياسي رخيص. فبداية خلاص لبنان بالعودة الى التهدئة، والإقلاع عن رهانات ومغامرات خاطئة لم تجلب للبنان الا الدمار والخراب، لأن المطلوب خطاب يجمع ويوحد ويقر ويعترف بشراكة وطنية حقيقية، تؤسس لمرحلة واعدة يطمئن معها اللبنانيون لمستقبل أجيالهم بعيدا عن منطق الهيمنة والسيطرة والاستئثار التي حكمت وطبعت الفترة السابقة بطابعها".