وطنية - 28/6/2008
شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على "ان ليس من مبرر لعدم تأليف حكومة الوحدة الوطنية ولا سيما بعدما تم التوصل اليه في اتفاق الدوحة، وان على جميع الافرقاء السياسيين تسهيل ذلك، ومن لا يسهل فهو يرتكب خطأ جسيما في حق الوطن والشعب اللبناني"، مشددا على اهمية "مساهمة الجميع في قيام حكومة ولو من حساباته الشخصية او من الوعود المقطوعة لبعض محازبيه لان مصلحة الوطن هي الاهم".
واكد سليمان خلال استقباله زواره اليوم في قصر بعبدا "ان مشاكلنا الداخلية ليست ذات اهمية قياسا إلى مشكلتنا الاساسية مع العدو الاسرائيلي"، مشددا على "ان الخلافات والتوترات الحاصلة على الارض مصدرها التوتر السياسي القائم والذي يعرقل اطلاق مهمة اعادة انتاج السلطات السياسية، وان هذه الخلافات ليست دائمة والوضع سيعود الا استتبابه فور تأليف الحكومة".
وقال: "ان كل الوزارات سواء، وبمجرد وجود وزير ممثل لطرف في الحكومة فبامكانه التعبير عن رأي هذا الطرف"، متسائلا "اذا انهار الوضع الاقتصادي وتوتر الوضع ماذا يمكن للوزارات ان تقوم به أكانت خدماتية او غير ذلك"، مشددا على "ان المهم هو حماية الوطن وانتاج المؤسسات الدستورية، كما شدد على "اهمية التوصل إلى التشكيلة الحكومية خلال 48 ساعة المقبلة".
وأضاف "أن من يسمع الاخبار عن لبنان يتصور ان الوضع فيه غير سليم، الا ان الواقع هو خلاف ذلك، وما مصدر الخلافات والتوترات الحاصلة على الارض الا التوتر السياسي القائم في البلد والذي يعرقل اطلاق مهمة اعادة انتاج السلطات السياسية"، مشددا على اهمية الا يتطلع المواطنون الى ما يمكنهم اخذه من الوطن بل ما يمكنهم اعطاءه".
واعتبر الرئيس سليمان انه "بعد التوصل إلى اتفاق الدوحة وما نص عليه من انتخاب رئيس للجمهورية والاتفاق على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ووضع العناوين الرئيسية لقانون الانتخاب والاتفاق على متابعة الحوار في الداخل الى ما هنالك من بنود جرى التأكيد عليها في ظل ارادة عالمية دفعت الى التوصل الى هذا الاتفاق ومساهمة الدول قاطبة بتسهيله، "فليس من سبب يبرر عدم انتاج او تأليف حكومة الوحدة الوطنية، وعلى الكل تسهيل ذلك، ومن لا يسهل فهو يرتكب خطأ جسيما في حق الوطن والشعب اللبناني الذي يحتاج الى استقرار والى قيام حكومة تعنى بادارة شؤون البلاد ومتفق عليها من قبل الجميع".
وقال: "ان الدول تتطلع الى الوقت الذي نصحح فيه وضعنا الدستوري وننتج المؤسسات الدستورية لكي تتمكن من التعاون معنا، فيتحقق التبادل البيني بعد تحسن الوضع الاقتصادي. وهنا، يكمن دوركم من خلال ايضاح الصورة امام هذه الدول انطلاقا من التأكيد على ان الخلافات القائمة ليست دائمة، وان الوضع سيعود الى استتبابه فور تأليف الحكومة"، مشددا على ان مشاكلنا الداخلية ليست ذات اهمية قياسا إلى مشكلتنا الاساسية مع العدو الاسرائيلي".
واضاف: "ان رئيس الجمهورية هو رأس الدولة ومسؤول عن احترام الدستور والمحافظة عليه، الا انه يستمد قوته من الشعب الذي هو مصدر السلطات، بحسب الدستور والذي لم يعد بامكانه انتظار عرقلة تأليف الحكومة، فلقمة عيش المواطن باتت مرتبطة بالحكومة وباعادة الوضع السياسي الى طبيعته. ومن هنا، ضرورة تعاون الجميع وبشكل فوري من اجل تسهيل قيام حكومة لا سيما وان الكل متفق على قيام حكومة وحدة وطنية".
وتابع الرئيس سليمان: "ان التطلع الى ما يمكن ان تقدمه كل وزارة للوزير الذي يشغلها لا يستحق العناء، فاذا انهار الوضع الاقتصادي وتوتر الوضع ماذا يمكن للوزارات ان تقوم به اكانت خدماتية او غير ذلك؟ ان كل الوزارات سواء، وبمجرد وجود وزير ممثل لطرف معين في الحكومة فبامكانه التعبير عن رأي هذا الطرف، ومن المعيب ومن غير المسموح القول ان تلك وزارة خدماتية او غير خدماتية".
وركز الرئيس سليمان على "ان المهم هو حماية الوطن وانتاج المؤسسات الدستورية لادارة شؤون الناس"، لافتا الى اهمية تشكيل الحكومة خلال 48 ساعة "ولا يجوز لاحد القيام بعدم التسهيل او الوقوف موقف المتفرج، وعلى الجميع المساهمة ولو من حساباته الشخصية او من الوعود المقطوعة لبعض محازبيه. فمصلحة الوطن هي الاهم وعلينا تحضير قانون الانتخابات وعقد طاولة الحوار، وتأليف الحكومة هو خطوة اساسية لانطلاق الحوار، ذلك ان قيام حكومة مجتمعة هو بمثابة اكبر اعلان ان التفاهم والحوار قد بدأ".
وتساءل رئيس الجمهورية، "على ماذا يقوم الخلاف، هل على الحقائب ام على الامور الوطنية الكبرى"، معربا عن قناعته "بأن لا خلاف على الامور الوطنية الاساسية ولاسيما لجهة الموقف من العدو الاسرائيلي وهوية لبنان العربي، بالاضافة الى واقع لبنان المتنوع والمتعدد والمتشكل من طوائف عديدة نفتخر بها، وهي ميزة لبنان".
وعبر عن عدم قناعته بان الخلاف "يقوم على توزيع الحقائب لا سيما وانه تم وضع اساس الحكومة الوطنية ولم يكن هناك غالب او مغلوب في كل الاتفاقات"، "فالكل اخذ حقه والغالب كان الوطن"، معربا عن تفاؤله بان "يتم خلال اليومين المقبلين تأليف الحكومة فيسير الوطن في طريق الازدهار والنمو".
النقيب ملحم كرم
واستقبل الرئيس سليمان نقيب المحررين ملحم كرم والدكتور جوزف مبارك في زيارة شكر لرئيس الجمهورية على تعزيته بوفاة المرحوم المهندس انطوان مبارك وايفاده ممثلا عنه للمشاركة في المأتم. وكانت مناسبة اعلن فيها النقيب كرم تأييد النقابة والجسم الصحافي والاعلامي المساعي التي يبذلها رئيس الجمهورية لانقاذ البلاد ومساعيه الرامية الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي لم يعد من الجائز ان تتأخر".
ونقل النقيب كرم عن الرئيس سليمان قوله: "اننا ماضون في ما خطط له الطائف، وان للجيش مهمات مسؤولة في التصدي للارهاب ورد الاعتداء الاسرائيلي". واضاف: "ان التعاون بين رئيس الجمهورية والجسم الاعلامي سيكون تاما ومثمرا في ضوء ما اكده اليوم الرئيس سليمان، وفي خطاب القسم، حول حرية الصحافة والاعلام، وما يوليه من اهمية لهذا القطاع في تعميم مناخ المصالحة الوطنية والتوافق، خصوصا ان فخامته يجسد هذا التوافق بعد الاجماع العربي والدولي الذي تجلى حول شخصه". وختم بالقول: "ان التعثر يجب ان يوضع له حد، ففي الديمقراطية من الرحابة ما يتسع لحل كل عصي والتشدد في شرعة الحرية حرام".