وبعد كلمات الترحيب، ألقى أرسلان كلمة أكد فيها أن موعد إطلاق عميد الأسرى سمير القنطار من السجون الاسرائيلية بات قريبا.
وقال: الحمدالله نجحنا في إبعاد شبح الفتنة عن هذا الجبل الأبي الشامخ، عند جبل العيش المشترك، هذا الجبل الذي كان وسيبقى جبل جامع للمسيحيين والمسلمين والدروز، جبل الوطنيين الأحرار، هذا الجبل الذي كان وسيبقى عبر التاريخ الماضي والحاضر والمستقبل، جبل حاضن للمقاومة، حاضن لسلاحها، ولسيادة لبنان واستقلاله، هذا الجبل هو جبل العروبة وجبل للبنان كل لبنان.
وأضاف: إن ما يحصل اليوم في لبنان، وما حصل بالأمس وقبله، هو إنقسام سياسي بإمتياز وليس إنقساما طائفيا أو مذهبيا لا سمح الله، كما عبرنا جميعا من قيادات وأحزاب في هذا الجبل، بأن الإنقسام الحاصل في لبنان هو إنقسام سياسي بإمتياز. لا نريد تحويل هذا الإنقسام إلى إنقسام طائفي، مذهبي بغيض، إلى خلاف يمكن أن نعرف كيف ندخل في صراع طائفي ومذهبي لكن لا نعرف كيف سنخرج من هذا الإنقسام إن حصل لا سمح الله.
وتابع: في السياسة كل الحلول واردة وقريبة وكل الحلول قابلة للنقاش، من هذا المنطلق نصر ونؤكد في أن الخلاف هو خلاف سياسي بإمتياز، وليس خلاف له أبعاد طائفية أو مذهبية.
وأردف: نحن اليوم في هذا الجبل، هذا الجبل جبل سلطان باشا الأطرش وجبل كمال جنبلاط وجبل الأمير مجيد أرسلان. هكذا تربينا ونشأنا وعلى هذه المبادئ ترعرعنا وعلى هذه الخطى مشينا، كيف لا ونحن على أكتافنا تاريخ حافل في العنفوان والكرامة والعزة والإباء، تاريخ ممتد من هذه السواحل إلى أعلى القمم في جبل العرب إلى جبل الجولان إلى فلسطين فلبنان.
هكذا نعرف بني معروف وهكذا عرفنا بني معروف، ولهذا السبب نقول دائما بأن طلال أرسلان له الفخر والإعتزاز بالإنتماء لهذه الطائفة العربية الأصيلة، هذه الطائفة التي قدمت كل غال ونفيس من أجل مصلحة الوطن، ومصلحة هذا الوطن من مصلحة هذه الطائفة العربية.
وقال: في هذه الأيام، نحن على أهبة الاستعداد لملاقاة الأسير عميد الأسرى الذي سيطلق سراحه بعد ثلاثين عاما من الأسر، وحمل وسام عميد الأسرى العرب والمسلمين، إن الجبل، إن القنطار، إن عبيه سمير القنطار.
ودعا الجميع من مشايخنا الأجلاء والأحزاب والمجتمع الأهلي لنكون جميعا يدا واحدة في إستقبال هذا البطل الذي ضحى سنين شبابه في سجون العدو الإسرائيلي وهو على مشارف الوصول إلى بيروت وإلى أهلنا في الجبل. ونحن نقول شكرا للمقاومة بشخص سيدها السيد حسن نصرالله الذي أبى إلا أن يكون إطلاق سراح عميد الأسرى العرب سمير القنطار، إبن التوحيد، إبن طائفة الموحدين الدروز، إبن بني معروف، أول من يطلق سراحه من السجون الإسرائيلية.
كما دعا أخيرا أبناء الجبل أن لا يسمحوا للفتنة أن تدخل صفوفكم، لا تسمح للفتنة وصغار النفوس المتاجرة بهذه الطائفة، لا تسمحوا لأحد أن يبث بذور الفتنة والتفرقة. نحن كنا وسنبقى أكبر من أي فتنة، صحيح من الممكن أن يكون تباين في المواقف السياسية وهذا دليل صحة وديموقراطية وقوة نبض المجتمع. لأن الإنعزال والتفرد والتسلط هم التخلف. نحن منفتحون، وقوة هذه الطائفة عبر التاريخ وفي الشرق هو في إنفتاحها وهذا ما يجب أن يكون في مربى أولادنا وأحفادنا.