حذر رئيس الكتلة الشعبية النائب الياس سكاف من استقدام المزيد من المسلحين الغرباء الى لبنان، داعيا الجميع الى قراءة التحولات الدولية والاقليمية الحاصلة في المنطقة، وتوظيف نتائجها لمصلحة لبنان الدولة والشعب والاقتصاد.
وحدد سكاف في حديث الى وكالة الانباء الالمانية (د.ب.ا)، معالم المشهد الاقليمي بالثلاثي الابعاد الذي يؤسس لتظهير صورة مستقبل الوضع اللبناني، وقال : الرئيس السوري بشار الاسد في فرنسا، كسر العزلة الاوروبية والدولية عن سوريا وتحولها من دولة غير مرغوب بنظامها الى مفاوض مقبول من المجموعة الدولية. اعلان مصري ان القاهرة على مسافة واحدة من الجميع بعد ان كانت طرفا الى جانب الاكثرية في لبنان، ومحاولتها اقران القول بالفعل. انكفاء الدور السعودي عن الساحة اللبنانية العامة، واقتصاره على الدعم السياسي لطرف واحد في لبنان ، وحديث اميركي على لسان وزيرة خارجيتها كوندوليزا رايس عن ضرورة تقديم تنازلات من قبل جميع الاطراف المتنازعة لتحقيق اي اتفاق او تسوية بينها، وهذا خطاب جديد بالنسبة للبنان.
اضاف سكاف : مشهد قد يقنع رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة بالكف عن محاولة تغيير التوازنات اللبنانية الداخلية التي تحققت بعد مؤتمر الحوار اللبناني واعلان قطر، في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان الحديث ، حيث يحاول اللبنانيون النهوض بالبلاد سياسيا واقتصاديا، كما قد يقنعه هذا المشهد الجديد بالاسراع في تشكيل الحكومة الا اذا كان يريد العودة بالبلاد الى اجواء التوتر السياسي، الذي سينعكس مجددا على الوضع الامني الذي بدأ بالاسترخاء، ولو تدريجيا.
وكشف النائب الياس سكاف عن قدوم المزيد من المتطرفين الاسلاميين، والسلفيين، وعناصر من القاعدة الى بعض المناطق اللبنانية ، لا سيما في بعض مناطق البقاع المعروفة الانتماء السياسي والمذهبي، وهذا ان دل على شيء فعلى نوايا مبيتة ضد لبنان واللبنانيين، خصوصا ان هناك دعوات علنية صادرة عن بعض رموز ارهابيي القاعدة ضد الجيش اللبناني وضد المعارضة وضد لبنان عموما.
وقال : ان تشكيل حكومة وحدة وطنية من شأنه ان يضع كل هذه الملفات على طاولة البحث الجدي، وامام المتحاورين، لا سيما ان هناك تأكيد بان الرئيس ميشال سليمان سيدعو الى بدء الحوار فور الانتهاء من الملف الحكومي ، وهذا بدوره ما سيعطي الغطاء السياسي والامني الكامل لقوى الجيش للتعامل مع الارهابيين القادمين الى لبنان، بمعزل عن الضغوطات السياسية التي حالت في الماضي دون تمكنه من القضاء على الارهاب المنظم الذي ضرب لبنان في السنوات الثلاث الماضية ، وادى الى استشهاد العديد من الرموز السياسية والاعلامية اللبنانية.
وحول رؤيته لمستقبل الوضع في لبنان ، لفت النائب سكاف الى الترابط الوثيق بين دول المنطقة وازماتها من جهة ، والوضع الدولي من جهة ثانية في ظل العولمة السياسية والاقتصادية المعلنة ، ملاحظا ان الكل يبحث له عن مكان في هذا الشرق ، على غرار فرنسا التي تحاول الاستفادة من فترة الوقت الضائع الاميركية، على اعتبار ان الولايات المتحدة باداراتها السياسية دخلت مدار الانتخابات الرئاسية وباتت شبه عاجزة عن الدخول بمزيد من رمال المنطقة المتحركة.
اضاف: لبنان، اسوة بدول المنطقة ليس بعيدا عن التداعيات ولا عن الحلول ، وكما ان التجاذب الدولي يؤثر سلبا على مسيرته السياسية والاقتصادية، فان الاسترخاء الدولي ينعكس بطبيعة الحال ايجابا عليه ، وهذا ما حصل فعلا في الدوحة ، اذ ان اعلان قطر ما كان ليبصر النور لولا التحولات الدولية ، والتفاهمات بين الولايات المتحدة وايران وسوريا والدول العربية المعنية بالازمة اللبنانية ، وهذه حقيقة يجب ان يفهمها اللبنانيون للتوفير على انفسهم المزيد من الضغط السياسي والاقتصاي على حد سواء.
وبالنسبة للازمة الحكومية الناشئة، اتهم النائب سكاف فريق الاكثرية بافتعال العراقيل، معتبرا ان هذا الفريق لا يريد ان يعترف بخسارته ، ولا يرى ان الظروف والتحولات الدولية لم تعد في مصلحته بعدما تركته وحيدا في منتصف الطريق ، وبعد ان حققت الدول المعنية مصالحها، وغايتها من الضغوط، اضافة الى الدخول على خط وزارة الدفاع الوطني التي يعتبرها الجميع حقيبة استراتيجية على علاقة بالوضع العام ليس في لبنان فحسب بل على مستوى المنطقة على اعتبار ان العقيدة القتالية لاي جيش في العالم من شأنها ان تدفع باتجاهات عدة، فكيف في لبنان المحكوم بواقع دول الجوار؟
وبالنسبة الى حسابات الربح والخسارة، اعتبر سكاف ان معركة الافرقاء في لبنان لم تنته بعد، فالمعارضة تعتبر انها ربحت جولة، وعليها الاستعداد للثانية التي ستكون في محطة الانتخابات البرلمانية المقبلة ، والتي تم الاتفاق بشأنها في الدوحة ، حيث من المتوقع، ووفق الاحصاءات واستطلاعات الرأي ان يكون لها الغلبة ، وفي هذه حال صحت التوقعات وحازت المعارضة على الاكثرية فانها ستبدأ حينها معركة الاصلاح السياسي والمالي والانمائي على اعتبار ان لبنان ما زال تحت موجة ضاغطة من الفساد الاداري والسياسي الذي يجب التعاطي معه بحزم .
وعن امكانية تحرك المعارضة في حال الاستمرار بلعبة تقطيع الوقت، اعتبر سكاف ان الامور ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات غير مستبعدا اي واحد منها.