اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله في ذكرى أسبوع الفقيد المجاهد محمد عباس فياض الذي أقامه حزب الله في بلدة حاريص، إن تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بأي وسيلة من الوسائل بعدما كانت منسية في السابق وتجاهلها من هم في السلطة اليوم، هو انتصار جديد للمقاومة ولمنطقها نقدمه لشعبنا ولكل شعب محتلة أرضه وخصوصا الشعب الفلسطيني، وسنقيم له في أي وقت تحقق عرسا جديدا لنعلن فيه هزيمة جديدة لإسرائيل على أرضنا.
وقال إن تحرير أي شبر من الأرض اللبنانية انتصار جديد وسنتعاطى معه على انه انجاز، وسنؤكد للعالم اجمع إن مقاومتنا وشهدائنا ودمائنا استرجعت هذه الأرض اللبنانية، وان هذه المقاومة وحدها قادرة على حماية هذه الأرض التي نحررها كما حمينا ودافعنا عن المناطق التي انسحب منها العدو وهزم فيها في أيار العام 2000، فالأرض لا تعاد إلا بالمقاومة، وخيارها هو الذي أعاد إلى لبنان أرضا كانت منسية ومحتلة، وسيكمل هذا الخيار مسيرته من اجل إلا يبقى لنا أرضا محتلة ولكي لا يفكر العدو باحتلال ارض مرة أخرى.
اضاف إن الذين اعتدوا على المقاومة وشعبها وعلى لبنان وعاصمته، عليهم إن يعلنوا الندامة لا أن يعتذروا فقط عن كل ما اقترفوه بحق امن البلد وسلمه وتاريخه وهويته واقتصاده وشعبه. فهناك من اعتدى على شعبنا وعلى مقاومتنا ووطننا وعلى ميثاقنا وعلى عيشنا المشترك وعلى سلمنا الأهلي، فمنذ تموز 2006 كان بعضهم شريكا في دمنا وفي التهجير، وكان بعضهم شريكا في منع الإعمار ولا يزال حتى اليوم من خلال حبس التعويضات، إن على هؤلاء ليس فقط الاعتذار من دم كل شهيد قضى في مواجهة إسرائيل من العام 1982 منذ انطلاقة المقاومة في بيروت إلى التحرير في العام 2000، إلى شهداء تموز إلى كل الشهداء. بل عليهم إن يقرأوا فعل الندامة على ما اقترفوه وعلى ما ارتكبوه بعدما سقطت رهاناتهم وسقطت خياراتهم وأحلامهم وأوهامهم.
وتابع: عندما سقطت هذه الأوهام وهذه الرهانات حاولوا إن يفتشوا عن أساليب أخرى من خلال التشويه والتضليل والعدوان الإعلامي والسياسي ومن خلال كل هذا التحريض الذي يمارس والذي قلنا منذ اليوم الأول نحن نتعاطى معه بأذان صماء لا يؤثر على خياراتنا ولا على توجهاتنا وعلى قراراتنا.
وقال النائب فضل الله لا يزال البعض يحاول ان يعتدي على هذه المقاومة في الداخل وان يحيك المؤامرات ضدها أو أن يشوه تاريخ لبنان وعاصمته من خلال الإساءة إلى منطق المقاومة وخيارها ومن خلال ما كان يخطط له في الليل والنهار ومن خلال ما اتخذ من قرارات جائرة وظالمة كانت تريد أن تحاصر المقاومة، لذلك عليهم إن يعلنوا على الملأ للشعب اللبناني أنهم نادمون على هذه الرهانات، ولا يكفي تراجعهم عن القرارات الخاطئة على انه اعتذار للمقاومة ولتاريخ بيروت وهويتها.
موضحا أن العقبات التي تثار في وجه تشكيل الحكومة هي مفتعلة يحاول فيها بعض الأطراف في الداخل إن يعوض عن سقوط رهاناته.
وأضاف: لقد جاءتهم رايس في الأيام القليلة الماضية وصدموا وفجعوا بما سمعوه لأنهم منذ ثلاث سنوات وهم ينظرون بما يسمونه بفصل المسارات اللبناني - السوري، خيبت رايس آمالهم عندما دعتهم إلى إن يسارعوا في السير في ركاب المسار التفاوضي السوري.
وتابع: إن الإدارة الأميركية منذ إن عقد الرهان على سياستها قلنا لهم هذه الإدارة تعمل بالتجارة ونظامها قائم على التجارة يبيع ويشتري، اليوم يأكلون أصابعهم من الندم ولكن مع ذلك ما زال بعض هذا الفريق يراهن من خلال التأخير في تشكيلة الحكومة ومن فرض شروط على تشكيل الحكومة يريد إن يعوض عن ما فقده وهو الذي راهن على مدى عام ونصف ان يستأثر بالبلد ولكن في لحظة تبددت كل هذه الرهانات وهذه الأوهام.
وقال: إن المعارضة قدمت رؤيتها لتشكيل الحكومة للانطلاق لتحضير الانتخابات النيابية وأيضا إلى معالجة الازمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها الشعب اللبناني التي لا تميز بين المعارضة والموالاة هي تصيب الجميع، لافتا إلى أن العقبة الداخلية في وجه تشكيل الحكومة استمرار عقلية الاستئثار والتفرد ورفض الشراكة لان هناك بعض الوزارات يريد هذا الفريق إن يبقيها مطوبة باسمه وكأنه يملك صك ملكية لهذه الوزارات، مشددا على إن هذا كان قبل الدوحة وقبل المتغيرات التي حصلت. أما بعد الدوحة فان منطق الشراكة سيفرض إن تشكل الحكومة بحضور ومشاركة وازنة للقوة التمثيلية.
وأكد النائب فضل الله نحن حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر وكمعارضة ندخل كفريق واحد موحد، ندخل معا ونشارك معا، لأنه لن يكون هناك شيء آخر ولن يكون هناك حكومة من دون فريق أو من دون المعارضة. مشيرا إلى انه لدينا اتفاق وهذا الاتفاق سينفذ مهما حاولوا التأخير والمماطلة والعرقلة، وفي النهاية هذا هو الاتفاق الموجود والذي سينفذ وعلى أساسه سنخوض الانتخابات في العام 2009. وفي انتخابات العام 2009 نحسم من هي الأكثرية، ومن لم يفز بالأكثرية وعندها نأتي إلى صيغة جديدة.
ورأى أن اتفاق الدوحة ضمن إعادة توزيع السلطة في لبنان ولا مجال لنقضه أو الانقلاب عليه في محاولة تأخير وعرقلة، وفي النهاية سنصل إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية أو سنصل إلى تشكيل الحكومة التي ستدير الانتخابات، ومن دون الحكومة التي سنشارك فيها كمعارضة لن يستطيع هذا الفريق إن يماطل كثيرا حتى لعبة تصريف الأعمال (لعبة تنفع لأسبوع أو أسبوعين) وبعد ذلك هم يأكلون من رصيدهم.
اضاف: قبل سنة ونصف كنا نقول صبرنا طويل. هناك حدود وأسقف معينة لانتهاء هذا الصبر والذي لم تقبلوا به الآن بعد شهر ستقبلوا بغيره، والذي لم تقبلوا به بعد شهر ستقبلون بأكثر وهكذا لو قبلوا قبل سنة ونصف كانوا في موقع أفضل.
وختم النائب فضل الله بالقول ما يقبلون به اليوم سيكون أفضل لهم مما يقبلون به بعد شهر أو شهرين، فلعبة تقطيع الوقت ليست لصالح هذا الفريق الذي تنهار من حوله كل ركائز الدعم في المنطقة، لأننا مقبلون على انهيار كامل للمشروع الأميركي في المنطقة، وعندما ينهار هذا المشروع سيضطرون للقبول بأكثر مما قبل به في اتفاق الدوحة، ومع ذلك نحن منفتحون على الحلول وجاهزون للحلول ولان نسارع في تشكيل هذه الحكومة للانطلاق في هذا العهد الجديد الذي نرى إن هناك في فريق الموالاة من بدأ يضع العراقيل في طريقه لمنعه من إن تكون له انطلاقة قوية تبشر الناس بمعالجة أزماتهم.