فضل الله: واشنطن لا تريد حكومة وحدة وطنية واستعادة مزارع شبعا لن يغير في معادلة ضرورة وحاجة لبنان للمقاومة
19/6/2008
اعتبر رئيس لجنه الاعلام والاتصالات عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ان "هناك نوعين من العقبات التي تعيق تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان احدهما خارجي ويتمثل بتدخل الادارة الاميركية التي لا تحبذ تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومحلي ويتمثل بعدم الاستجابة لمطالب فريق المعارضة".
وأوضح فضل الله في حديث لوكالة الجمهورية الاسلامية للانباء ان "الادارة الاميركية تتدخل هذه المرة في تشكيل الحكومة اللبنانية وتحاول اثارة بعض العراقيل أو وضع العقبات والعقد أمام حكومة الشراكة الوطنية". ولفت الى ان الادارة الاميركية سبق ان رفضت علنا وصراحة ان يكون لقو المعارضة اللبنانية الثلث الضامن في الحكومة وعملت على تعطيل كل محاولات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية على مدي عام ونصف العام، وهي الآن تشعر بالضرر جراء اتفاق الدوحة"، لافتا الى ان "وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس كانت واضحة في حديثها عن التنازلات خلال زيارتها الأخيره إلى بيروت".
وقال النائب فضل الله: "نرى ان هناك تعقيدات إضافية طرأت على تشكيل الحكومة منذ ان جاءت رايس الى لبنان ونتمني ونأمل ان يعي من يعتبرون أنفسهم حلفاء واشنطن بان الرهان على الادارة الاميركية سيجعلهم يضطرون الي القبول بما لا يقبلونه اليوم". واكد ان "الايحاءات والمواقف الاميركية لا تحبذ ان تكون هناك في لبنان حكومة وحدة او شراكة وطنية، ولكن هذه الحكومة ستتشكل بمعزل عن كل الضغوط ولن تستطيع الادارة الاميركية فرض إرادتها على اللبنانيين".
وردا على سؤال أوضح النائب فضل الله أن "فريق المعارضة قدم رؤيته في ما يتعلق بتشكيل الحكومة"، وقال: "نحن كمعارضة سنشارك كفريق واحد ولدينا مطالب محددة وهي حقوق للمعارضة ومنها ان تتمثل وفق وزنها وحجمها سواء في ما يتعلق بالوزارات السيادية او الوزارات الاساسية". أضاف: "نحن منفتحون على الحلول والمعالجات لكن اعتقد ان العقد المحلية ترتبط بعقلية التفرد والاستئثار ومحاوله إبقاء الهيمنة على بعض الوزارات".
وأكد انه "لا يحق لأي فريق ان يحتكر اي وزارة لنفسه وإنما يجب ان توزع الوزارات حسب الكتل والاحجام والتمثيل الحقيقي لكل فريق"، وقال: لدينا كتلة أساسية تمثل الغالبية المسيحية وهي تكتل التغيير والاصلاح ومن حق هذا التكتل ان يكون ممثلا بحجمه النيابي والشعبي وهذا هو جوهر اتفاق الدوحة في ما يتعلق بموضوع الشراكة، وحكومة الشراكة الوطنية تعني ان يكون لكل فريق تمثيله الوازن فيها". وشدد على ان "المعارضة متضامنة في ما بينها:، وقال: "نحن نعتبر مطالب العماد ميشال عون هي مطالب محقة ويفترض الاستجابة لها لان العقدة في تشكيل الحكومة هي في رفض الاستجابة لموجبات الشراكة الكاملة".
اضاف: "من هذا المنطلق نحن نعتبر ان العقد هي في توزيع الحقائب الوزارية، فهناك في الداخل من يريد ان يخوض مسبقا معركة المجلس النيابي لعام ۲۰۰۹من خلال فرض معادلة وزارية على الفريق المسيحي المشارك ومن خلال محاصرة تكتل التغيير والاصلاح الذي يمثله الجنرال ميشال عون من اجل التاسيس لمعركة الانتخابات المقبلة". وتابع: "اعتقد ان العقدة المحلية تكمن في هذا الامر أي محاولة فرض معادلة جديدة داخل الحكومة للتأثير على الانتخابات المقبله خصوصا على صعيد التمثيل المسيحي".
ورأى النائب فضل الله ان "الهدف الحقيقي لزيارة رايس الى بيروت هو إبقاء الحضور الاميركي قائما ولحياكة بعض المخططات في مرحلة تشكيل الحكومة اللبنانية". واعتبر ان "اجتماع رايس مع من تسميهم حلفاء الولايات المتحدة قد ترك انعكاسات سلبية على هؤلاء لأنهم كانوا على مدى ثلاث سنوات يتحدثون عن الانفصال السياسي الكامل عن سوريا على مستوى العلاقات والمسارات وان يكون للبنان مساره المستقل في المفاوضات واعتقد أنهم قد صدموا عندما سمعوا رايس وهي تحث على ضروره الارتباط والالتزام بالمسار السوري، مما شكل خيبة كبيرة لكل حلفاء أميركا في لبنان". وقال: "هذا الامر يثبت ما كنا نقوله لهم دائما، وعلى مدى ثلاث سنوات بألا يراهنوا على الادارة الاميركية لان هذه الادارة تعقد الصفقات على حساب من يرهنون مصيرهم بها".
وعن موقف حزب الله مما طرحته رايس لحل قضية مزارع شبعا اللبنانية المحتلة عبر نقلها الى الأمم المتحدة أكد النائب فضل الله ان "اي انسحاب صهيوني من مزارع شبعا هو انجاز كبير للمقاومة لانه بطبيعة الحال سيكون نتيجة لضغوط المقاومة ودورها وجهودها". وقال: "نحن سنرفع راية المقاومة فوق مزارع شبعا ونؤكد ان هذه الارض اللبنانية استعيدت من خلال التضحيات ومسار العمل المقاوم الذي اجبر اسرائيل على الانكفاء عنها". اضاف: "عندما تعود مزارع شبعا الى السيادة اللبنانية الكاملة والفعلية يمكن الحديث عن تحريرها"، معتبرا ان "الموقف الاميركي والتحريك الدولي لهذا الملف لا يرتبط بالرغبة في اعادة ارض لبنانية محتلة الى الدولة اللبنانية وانما له أهداف اخرى ترتبط بوضع المقاومة".
وشدد النائب فضل الله على ان "استعادة مزارع شبعا من الاحتلال الصهيوني لن يغير في المعادلة القائمة لجهة ضرورة وحاجة لبنان للمقاومة"، معتبرا ان "تحرير مزارع شبعا سيثبت منطق المقاومة والتمسك بها باعتبارها الخيار الوحيد لاستعادة الأرض ومواجهة العدوان من ضمن تكاملها مع الجيش اللبناني".
وردا على سؤال أكد النائب فضل الله ان "من يعتبر ان وضع مزارع شبعا تحت المظلة الدولية يمكن ان يشكل ضغطا على المقاومة او ما يسمونه بسحب الذرائع هو واهم"، وقال: "هذه أوهام ستصيب أصحابها بالإحباط والخيبة لأنهم سيكتشفون ان استعادة أي جزء من أرضنا المحتلة هي تأكيد على صوابية خيار المقاومة وموقفها وضرورة التمسك بها أكثر، لافتا الى ان "التحرك الدولي حيال قضية مزارع شبعا انما هو بسبب وجود المقاومة ودورها وليس لاي سبب آخر، ولا كرمى لعيون احد".