سليمان ممتعض من تأخر تشكيل الحكومة مع اقتراب انتهاء مهلة تأليفها وتشكيلة جديدة للسنيورة ترفضها المعارضة
جريدة السفير اللبنانية - 10/6/2008
لاحظ زوار قصر بعبدا ما سمّوه «بداية امتعاض» الرئيس ميشال سليمان من «محاولة البعض كبح انطلاقة قوية لعهده». وقال هؤلاء إن رئيس الجمهورية مضطر لأن يبذل الآن جهوداً مكثّفة لاحتواء التوتّرات الأمنيّة، ولتضييق دائرة الخلافات السياسية التي تعوق تأليف الحكومة.
وإذ نفى زوّار القصر اتّهام سليمان لأي من الطرفين بالمسؤولية عما يجري، فإنهم نقلوا عنه قوله إن المهلة الطبيعية التي تأخذها عادة الحكومات حتى تتألف شارفت على الانتهاء، وإن المطلوب من الجميع المبادرة الى إزالة العراقيل سريعاً حتى لا يؤثر ذلك سلباً على «موجة التفاؤل بصيف هادئ ومثمر» وحتى لا تعود الأوضاع الى ما كانت عليه قبل اتفاق الدوحة.
وفي هذا السياق، كان اللافت الإعلان من خلال مصادر حكومية عن تشكيلة حكومية أرسلها السنيورة الى سليمان ورئيس المجلس نبيه بري تتضمن الحقائب الموزعة على الموالاة والمعارضة دون توزيعها على أسماء الوزراء، لكن طُلب في وقت لاحق سحب نبأ التشكيلة الذي وزّعته دوائر السرايا بعدما بدا أنه اصطدم بتحفظ. وتضمّنت تشكيلة السنيورة ثمانية وزراء دولة يوزعون أربعة للموالاة وثلاثة للمعارضة وواحداً لرئيس الجمهورية، فيما وزعت الحقائب الـ22 بما يعطي المعارضة ثماني حقائب (الخارجية، الطاقة، الصحة، العمل، الصناعة، الاقتصاد، الزراعة والشؤون الاجتماعية) ويعطي حقيبتين لرئيس الجمهورية (الدفاع والداخلية) وتحتفظ الأكثرية بـ12 حقيبة (المال، العدل، الأشغال العامة، الاتصالات، الإعلام، التربية، الثقافة، الشباب والرياضة، المهجرين، البيئة، السياحة والتنمية الإدارية).
ومع أن الرئيس السنيورة نفى أن يكون هو خلف هذه التشكيلة، إلا أنه تبلّغ رفضاً مباشراً لها من قوى المعارضة كافة، علماً بأن العماد ميشال عون الذي يطالب بحقيبة سيادية، ولا سيما المال، حرص أمس على الإعلان أن إحراجه من فريق الحكم بقصد إخراجه لن ينفع، وهو لن يكون خارج الحكومة مهما حصل، فيما أبلغ بري وحزب الله السنيورة والآخرين بأن المعارضة ستتمثل بكل قواها أو لا تتمثل أبداً.