فضل الله: التباطؤ المتعمد في تشكيل الحكومة من أجل استحضار التدخل الخارجي وما يطرح على المعارضة لا يصلح لإدارة بلد
8/6/2008
أكد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "المماطلة في تشكيل الحكومة مناورة مكشوفة لتبديد وهج اتفاق الدوحة وما تحقق فيه من تثبيت لمبدأ الشراكة والتوافق، وما أشاعه من ارتياح كبير لدى اللبنانيين، لكنها مماطلة لن توقف مسار هذا الاتفاق الذي بات يشكل السقف السياسي والأمني لهذه المرحلة، وأي محاولة للاخلال به يترك انعكاسات سلبية يتحمل مسؤوليتها من يعرقل تطبيق بقية البنود"، داعيا إلى "الإسراع في تشكيل الحكومة لأن التأخير غير مبرر ويؤدي إلى تراكم المشكلات وتضييع الفرص أمام اللبنانيين".
وقال النائب فضل الله في احتفال تأبيني في بلدة تبنين: "ان الموالاة غير قادرة على الخروج من هذا الاتفاق مهما حاولت التذاكي والتشاطر وكأنها لم تتعلم من تجربتها وفشل رهاناتها، فهي عاشت عاما ونصف على أوهام وأحلام السيطرة والتفرد والاستئثار قبل أن يصدمها تبخر الدعم الدولي الذي لم يستطع تثبيت سيطرتها، واضطرارها إلى القبول بالشراكة".
أضاف: "نلمس تباطؤا متعمدا في تشكيل الحكومة، ومرد ذلك إلى محاولة استحضار التدخل الخارجي، فضلا عن تهافت الجهات المتعددة في الموالاة على الحصص والحقائب لتوظيفها في المعركة الانتخابية"، مشيرا إلى "أن ما يطرح على المعارضة هو معادلة رقمية تصلح لإدارة شركات وليس لإدارة بلد يعاني من أزمات سياسية ومالية واقتصادية، فلا يمكن تشكيل حكومة بالاعتماد على الآلة الحاسبة بل يحتاج الأمر إلى اعتماد التمثيل الصحيح للكتل المشاركة من خلال توزيع الحقائب والوزارات السيادية بطريقة عادلة"، معتبرا "أن المعارضة أبدت كل إيجابية لتسهيل ولادة الحكومة بما يضمن حسن تطبيق اتفاق الدوحة وهو ما يعزز المناخ الايجابي ويحقق المصالحة الوطنية".
وختم النائب فضل الله: "لقد حاولوا ابتزاز المعارضة للقبول بتشكيلهم للحكومة فأثاروا الوضع الأمني وعمدوا إلى التضخيم والتضليل"، مشددا على "أن مثل هذه الأساليب أصبحت مكشوفة، ولا يمكنها أن تغير في المعادلة أو في توجهات المعارضة"، مشيرا إلى أنهم "هم من أثاروا مشكلة مفتعلة، وهم تراجعوا عنها بعدما ارتدت سلبا عليهم، وأظهرت من الذي يعرقل ويثير القلق في فصل اصطياف يحتاج إلى إشاعة الهدوء وتثبيت الاستقرار حتى يتمكن اللبنانيون من استثماره، فإذا كان البعض يحاول تعبئة جمهوره وتنظيم صفوفه بعد الأحداث الأخيرة فإن التلاعب بأمن الناس واستقرارهم ليس الوسيلة الناجحة، لأن الأمن ليس سلعة تستخدم لحشد المؤيدين أو استنهاض الأتباع".