المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشيخ قبلان: هناك استفزازات وإساءات من كل الفئات ولا استثني احدا وعلى القوى الأمنية ان تحسم امرها وتضرب بيد من حديد

وطنية - 6/6/2008
أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: الأمان ملح الأرض وهو استقرار وهدوء وتوجه صحيح وسلامة لبني البشر، ولن تنجح أي عملية الاصلاح بدون امان واستقرار، وعلى كل دول العالم السعي الى تحقيق الامن والامان لتعيش البشرية باستقرار حتى يعملوا ويتوجهوا بتفكير صحيح وسليم، اننا نعيش اليوم في لبنان حالات فلتان واستفزاز وقلق، فلا يجوز ان نسكت عما يجري على الارض من سوء وشر وقلق، فما يجري من شحن إعلامي يزيد القلق اذ يزيد في الطين بلة، فبعد انتخاب رئيس الجمهورية كأني أتصور ان الأمور القت حبالها، وليس المهم تنفيذ اتفاق الدوحة وكأن بواطن الامور تعمل لبقاء الوضع على حاله وكأن المهم فقط انتخاب رئيس الجمهورية، فمن يفكر بهذه الطريقة فهو مخطىء لان اتفاق الدوحة يجب ان يطبق سلة واحدة، فلا نريد حكومة تصريف أعمال بل نريد ان تبرز حكومة وحدة وطنية فيها تكافوء وعقل وتدبير، فاذا كان البعض يفكر بهذا الامر، فنطالب اللبنانيين ان يحزموا امرهم ويشكلوا حكومة اتحاد وطني، ويتنازل السياسي للأخر من اجل مصلحة الوطن، لقد اختلفنا على الحكومة، ونحن اليوم نختلف على المناصب والمراكز والوزارات السيادية والخدماتية ولا نتنازل عن بعض الوزارات ونهدد بالويل والثبور، ان هذا المستوى من السياسية لا يخدم وطنا ولا يبني مؤسسات.


ونقول للجميع ان الاعتراف بالاخر والثقة به مطلوب وليس التشكيك ووضع العراقيل في الطريق، ومنهم من يقول ان الامن قبل الحكومة فهذا صحيح والامن ضروري والاستقرار يوصلنا الى الحياة السليمة، والاستبداد يبعدنا عن الهدف لذلك على القوى الأمنية ان تحسم امرها وتضرب بيد من حديد لكل من يسيء لأمن البلد والمواطن، ونقول للجميع ليس عندنا ملائكة والأغلبية يتصرفون تصرف الشياطين والشيطان عدو الانسان، لذلك علينا فان علينا ان نتكلم بصدق ولا ننطلق من عصبية ولا نضع الزيت على النار، بل علينا ان نتعامل بالحسنى، فهناك استفزازات وإساءات وخروج عن القانون من كل الفئات ولا استثني احدا، وهناك فعل وردات الفعل وهذا شأن الحكومة والجيش والقوى الامنية وعليها ان تحزم امورها لان الوقوف على الحياد لا ينفع بل عليها ان تضرب على ايدي المشاغبين وتلاحقهم، فلماذا تنتهك كرامات الناس أمام القوى الامنية، فنحن نريد دولة امن ولا نريد دولة فوضى لان الامن مهم واساس، وعلينا ان نشكل حكومة ونعطي لها الصلاحيات ليتحرك كل وزير من خلال وزارته فيعمل في الحقل السياسي والاجتماعي وعلى الجميع اتخاذ موقف حازم.


ورأى انه لا يجوز ان نفرط بلبنان، ولقد كلفنا رئيس الحكومة تشكيلها، ونطالب رئيس الحكومة ان يساوي بين الناس وان لا تكون الوزارات حكرا على طائفة او فئة، ولقد طالبنا بالمداورة بين الوزارات فتنتقل الوزارات الى الاكفأ والاكثر وطنية واخلاصا ونزاهة وخدمة للشعب، فلا يجوز ان يتمسك كل شخص بحصته ولا يتزحزح عنها.


ان الخوف يتأتى من السياسة غير المستقيمة والسليمة، لذلك نطالب الافرقاء من كل الطوائف التنازل لبعضهم البعض فلا يوجد خلاف بين مسلم ومسيحي، فالجميع يختلفون على مستوى كل طائفة فعلينا ان نتواضع لبعضنا فنمتنع عن دس السم في العسل ونبتعد عن كل إساءة لبعضنا البعض فاذا عملنا وصححنا وتراجعنا فاننا نعطي المواطن حقه والوطن استحقاقاته.ان لبنان يحتاج الى عملية انقاذ وتغيير فالله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.


ووجه الشيخ قبلان خطابه الى أهل بيروت قائلا: يا أحبتنا وأخوتنا، نحن وإياكم على بساط واحد وارض واحدة، لقد أساء لكم البعض وأسأتم اليه، فعلينا ان نفتح صفحة جديدة ونترك الماضي ونعمل ليحل السلام والاستقرار ونعطي الدور للدولة والجيش والقوى الأمنية ليقوموا بواجباتهم ويمنعوا المتسللين الى صفوف الشعب، فلا يجوز ان يكون هناك حالات من الخلافات، فلنستغفر الله ونعود الى بعضنا، فلا يجوز ان نكون من اهل الفظاظة فنحن مسلمون وأخوة والاخ لا يظلم أخاه ولا يخونه ويؤذيه.


وقال: ان النبي محمد(ص) ارتحل الى ربه فكان رحيل الأمان الأول للأمة، اما الاستغفار فهو الأمان الثاني للامة، فعلينا به حتى يغفر الله لنا ونعيش الامن والهدوء. ان بلادنا تعيش حالات توتر كثيرة، واليوم ينتهي مؤتمر علماء المسلمين في مكة حيث انطلقت من مكة رسالة الحق وانبثق النور الالهي بمبعث ابن مكة النبي محمد، ففي مكة المكرمة حطم الرسول الأصنام فكانت مدينة التوحيد.


ووجه خطابه الى المؤتمرين في مكة فقال: فلا تفرقوا بين مسلم واخر، فالشيعة من المسلمين الاوائل، ونحن لسنا روافض او خارجين عن الاسلام، نحن مسلمون ممن يحبون في الله ويبغضون في الله، نطالب العلماء في مكة باليقظة والصحوة فلا يعيشون القوقعة والانكفاء وقلة الفهم، فنحن أتباع النبي محمد(ص) والإمام علي(ع) وكلاهما لا يشك بسيرتهما ونهجهما، وعلى علماء مكة ان يمنعوا الشباب من التطرف والإساءة الى الآخرين، ونطالبهم بمنع إرسال الإرهابيين الى العراق وغيره، فالدين الإسلامي دين الوحدة والمحبة والسلام والوئام، ونحن نعمل بقناعاتنا ونبتعد عن كل إساءة الى الآخرين، بل نتعامل مع الانسان كانسان بمنأى عن انتمائه الطائفي والمذهبي، ونطالب مؤتمر مكة باصدار وثيقة تؤكد انه لا فرق بين مسلم واخر ولا سني وشيعي، فالجميع أخوة وأهل، فالمخطئ يجب ان يعاد الى صوابه ويدعم الصحيح في توجهاته، نحن من المسلمين المؤمنين نبتعد عن الاساءة والشطط، نطالب المؤتمر ان تكون مكة لكل المسلمين في العالم لا تفرق بين مسلم ومسلم فمن مكة انطلقت راية الاسلام عندما قال لهم الرسول قولوا لا اله الا الله تفلحوا، لذلك فان علينا ان نتمسك بالرسالة وعندنا ثقة كبيرة بالملك عبد الله هذا الرجل الشهم، ولقد سمعنا كلمات مهمة من الشيخ هاشمي رفسنجاني وفضيلة شيخ الازهر والشيخ التسخيري فهم اثبتوا انهم رواد في الاسلام، اما من يتعصب ويخرج عن عقله ودينه فنقول له تراجع ونسأل الله ان يهديك ويصلحك، ونطالب المؤتمرين ان يعالجوا الارهاب ويضعوا حدا له، فيعملوا بالحق والعدل والاستقامة وينطلقوا من مكة كما انطلق النبي ويكونوا دعاة للاسلام بألسنتهم وأعمالهم وسيرتهم، ايها المؤتمرون ابتعدوا عن الحساسية والبغضاء وادعموا الشعب الفلسطيني، واحذروا من المرشحين الأميركيين الذين يسعون لتكون القدس عاصمة الدولة اليهودية. لقد حرر المسلمون مكة من اليهود الذين هم شر مطلق وغدة سرطانية، فلماذا لا نعود الى رحاب الإسلام والمسيحية ونبتعد عن الشحناء والبغضاء. ان العراق ينخر جسمه الحقد والبغضاء فلماذا لا تعملوا لما يعزز وحدة المسلمين في العراق فالله خلق الانسان من تراب.


وخلص الى القول: نطالب الملك عبد الله الرجل الشهم ان يعمل ليخرج المؤتمر بتوجهات ملزمة بالبعد عن الحقد والضغينة والبغضاء فيحرم المجتمعون القتال بين المسلمين ويعملوا لنبذ النزعة العصبية، ان فلسطين والعراق وأفغانستان يعيشون حالات صعبة والمسلمون يساعدون أعداءهم باستمرار خلافاتهم، فعلى المسلمين ان يعودوا الى دينهم وأخلاقهم ويبتعدوا عن الحساسيات.

06-حزيران-2008

تعليقات الزوار

استبيان