24/5/2008
عشية انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية ومغادرته مبنى قيادة الجيش، أقيم له قبل ظهر اليوم في اليرزة حفل تكريم ووداع بحضور رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري، وأعضاء المجلس العسكري واركان القيادة وقادة الوحدات الكبرى، تخلل ذلك تقديم التشريفات اللازمة، وانتقال الجميع إلى مقصف القيادة حيث ألقى اللواء الركن المصري كلمة بالمناسبة قال فيها:
"تنتقلون اليوم من مسؤولية قيادة الجيش إلى مسؤولية قيادة البلاد، في ظل إجماع وطني قل نظيره، وهذا الموقع الجديد هو تشريف للمؤسسة العسكرية من الشعب وممثليه. إنه قدر الرجال الكبار حين تطرق المسؤوليات الوطنية أبوابهم، فيلبون نداء المواطنين في أوقات الشدائد والمحن، وكما نجحتم في الارتقاء بالجيش إلى المستوى الذي يليق بتضحيات عسكرييه رغم الإمكانيات المادية المتواضعة، وحققتم إنجازات هي أكثر من أن تحصى، فكلنا أمل وثقة، أن تستطيعوا بفضل ما تمتلكونه من طاقات ورؤية وحكمة وتجربة، قيادة سفينة الوطن إلى شاطئ الأمان المنشود، وتجسيد حلم اللبنانيين بغد واعد مشرق ومزدهر.
عهدنا لكم، سيدي العماد، أن نحفظ الأمانة، ونصون الإرث الكبير الذي صنعتموه بالجهد والبذل والتضحيات، وأن نتمسك إلى أبعد الحدود بالنهج الذي أرسيتم دعائمه، ومضت في سبيله قوافل الشهداء الأبطال، وطموحنا الدائم أن نستنير بتوجيهاتكم وإرشاداتكم، ونحظى بمظلة رعايتكم الطيبة".
تلا ذلك تقديم درع الجيش من قبل رئيس الأركان إلى العماد سليمان الذي ألقى كلمة حيّا فيها أرواح الشهداء، مؤكداً أن "هؤلاء الأبطال قد صنعوا بعظمة شهادتهم شرف الجيش، وأن أي تفريط بدمائهم هو تفريط بوحدة الوطن"، وأشاد بدور وزير الدفاع الأستاذ الياس المر في "تحييد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية وتعاونه الثابت مع كل قرارات القيادة، كما أثنى على كفاءة العسكريين وولائهم وتمسكهم بوحدتهم وعقيدتهم العسكرية"، مثمناً "جهودهم وتضحياتهم التي بفضلها تمكن الجيش من الوصول إلى رأس القمة، لكن إكمال الطريق من هذه القمة هو أكثر صعوبة ويحتاج إلى مزيد من الجهد والتضحية لتحقيق نجاحٍ أكبر".
ولفت إلى "تطلّعه لبناء جيشٍ قوي بعديد وعتاد كافيين، ليتمكن من أداء مهامه الوطنية على أكمل وجه". وأكد أخيراً أنه "سيبقى إلى جانب المؤسسة في كل ما تحتاج إليه لكنه لن يتدخل بعد اليوم في شؤونها الداخلية التي ستكون في عهدة قيادتها الجديدة".
وفي الختام جرى عرض التحية من قبل القوى العسكرية المشاركة في الاحتفال، قبل أن يغادر العماد قائد الجيش مبنى القيادة.